المجموع : 7
كأن علاك أفلاك وفلك
كأن علاك أفلاك وفلك / بأرزاق البرية جاريات
كان هباتها من غير وعد / نتائج مالهن مقدمات
ومهما اهتز جيشك نحو جيش / فأنت سنانه وهو القناة
أقول تحية وهي الوداع
أقول تحية وهي الوداع / خداعا لي وما يغنى الخداع
أعلل بالمنى قلباً شعاعاً / وهل يتعلل القلب الشعاع
وأترك جيرة جاروا وأشدو / أضاعوني وأي فتى اضاعوا
اذا لم يُرعَ لي أدب وبأس / فلا طال الحسام ولا اليراع
لقد باعتني الأيام بخساً / وعهدي بالذخائر لا تباع
أجفتني فلم ينبت ربيع / وحطتني فلم يثبت يفاع
ومكّنت العدى مني فعاثت / بلحمي ضعف ما عاث السباع
نبا بيدي حسام من رضاكا
نبا بيدي حسام من رضاكا / فوافتني النوايب عند ذاكا
فيا صرف الزمان ويا دجاه / وقد صرفت جفوني عن سناكا
يقين رضاك لم البسه حتى / افضت اليّ من شك شكاكا
وكيف يقيم عندك مَن رمته / خطوب الدهر في أعلى ذُراكا
فلا ناديك تحضُره لأنسٍ / ولا في وقت تأميل يراكا
وما قلقت ركابي عنك الا / وقد حللّتُ رايدها حماكا
وما ذنب الفراق على محب / حويت وداده وحوى قلاكا
تجاوز فيك ودي كل حدٍّ / ولكن التجاوز ما اطباكا
ولو جاورتني قدر اعتقادي / لنلت بك المجرة والسماكا
ولو يؤتي مناه نور طرفي / لما أومى الى أحد سواكا
ثناك عن القبول عليّ واشٍ / ولكن عن هباتك ما ثناكا
وأعجب كيف حالت منك حالي / ولم تدر مَن حلاكا
فكيف أثمت في تعذيب قلبي / وما عُقدت على حرب حِباكا
أطعت علَى مَن لامتُّ حتى / أرى مثواه مَن عصاكا
محا حسنات قصدي وانقطاعي / بسيئةٍ أقام لها ذراكا
فجَنبَ من بشرك عن جنابي / ونفّرَ طير حظي من رباك
ووفر رايتي قبل ارتحالي / كأن به استدل على غناكا
وهبه أطاق عن مثواك صرفي / أيقدر صرف قلبي عن هواكا
وان تك مرة عثرت جيادي / فما قدمتُ من سبق كفاكا
وقالوا ليس لي أدب سني / لقد زعموا مع الغيب اشتراكا
وهل قذف الجواهر غير بحري / فحتى كم يطيفون
ستعلم بعد سيري أي علق / لاجياد العلى نبذت يداكا
واي شذى أتيت له اشتياقا / وكان نسميه بالحمد صاكا
رماني الدهر من كل النواحي
رماني الدهر من كل النواحي / فأنبت في مقاتلي النبالا
وصيرني غريباً في مكان / بنه الغرباء تكتسب العيالا
وثأري ممكن عند الليالي / ولكن قد تعذر أن ينالا
فما أعطت نجادي شِسعَ نعل / ولا أدت بسابحتي عقالا
ولو كاشفتُ فيه لكنت صبحا / ولكني انخدعت فكنت الا
ضمير علاك يفهم عن رجائي / فلست مؤكداً في ذاك حالا
فأنت الستر بعد اللَه فوقي / فزدني من خزائنك انسلالا
أدر نظر السيادة في حديثي / فكم جرح بك اندمل اندمالا
وكم وردتك آمالي خفافاً / فجاءت تحمل المنن الثقالا
أكلّ العالمين لك اتباع / فان الرزق حيث تميل مالا
أتيت بها تُقيم العذر عني
أتيت بها تُقيم العذر عني / فقدرك مثل مقدرة اللسان
ولو وفيتُ حقك في امتداح / لقال الشعر فيك الشعرتان
رأت بك أوجه العليا مناها
رأت بك أوجه العليا مناها / وعاد على لواحظها كراها
وجاءت فيك ألسنة المعالي / بآيات تُشرف من تلاها
سواك يسير في أرض فأما / خطاك فبالمجرة لا سواها
كأنّ الشهب اذ تجري لسعدٍ / تخطّ لك الطريق على ذراها
تولى السربُ خيفة من يليه
تولى السربُ خيفة من يليه / وأفلت من حبائل قانصيه
على شرف الخميلة كان حتى / توجس نبأة من خاتليه
فمرّ على مهب الريح يعدو / باسرعَ من مدامع عاشقيه
تعلق آخر البطحاء هضبا / تأمل منه خيبة آمليه
وصادف عنده مرعى مريعاً / فأصبح يشرئب ويرتعيه
توجه حيث لم تعقل خطاه / بمنسوبٍ الى آل الوجيه
بمياع الاديم يكاد يغشى / لنفثته لواحظ مبصرية
أخاف السيف رق وراق حتى / كأن عليه شيمة منتضيه
كأن الموت أودع فيه سراً / ليرفعه الى يومٍ كريه