القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمُود الوَرّاق الكل
المجموع : 32
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي / وَإِن لَم يُعطِ قالَ أَبى القَضاءُ
يُبَخِّلُ رَبَّهُ سَفَهاً وَظُلماً / وَيَعذِرُ نَفسَهُ فيما يَشاءُ
تَنَقَّلَ عَن فعالِ الخَيرِ جَهلاً / مَخافَةَ أَن يُضِرَّ بِهِ العَناءُ
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى / عَلَى عَمدٍ لِيَبعَثَ لي اِكتِئابا
فَقُلتُ وَعدَّ ما كانَت تُساوي / سَيَحسُبُ ذاكَ مَن خَلَقَ الحِسابا
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعطى سُرورٌ / وَإِن أَخَذَ الَّذي أَعطى أَثابا
فَأَيُّ النِعمَتَينِ أَعَمُّ فَضلاً / وَأَحمَدُ في عَواقِبِها إِيابا
أَنِعمَتُهُ الَّتي أَهدَت سُروراً / أَم الأُخرى الَّتي أَهدَت ثَوابا
بَلِ الأُخرى وَإِن نَزَلَت بِكُرهٍ / أَحَقُّ بِشُكرِ مَن شَكَرَ اِحتِسابا
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ / وَلي في كُلِّ ثالِثَةٍ مَشيبُ
وَأُخفي الشَيبَ جهدي وَهوَ يَبدو / كَما غَطّى عَلى الرَيبِ المُريبُ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ / فَعاجِلهُ وَغالِط في الحِسابِ
وَقُل لا مَرحَباً بِكَ مِن نَزيلٍ / وَعَذِّبهُ بِأَنواعِ العَذابِ
بِنَتفٍ أَو بِقَصّ كُلّ يَومٍ / وَأَحياناً بِمَكروهِ الخِضابِ
فَإِن هُوَ لَم يحر وَأَتى لِوَقتٍ / فَقُل في رُحبِ دارٍ وَاِقتِرابِ
وَلا تَعرِض لَهُ إِلّا بِخَيرٍ / وَإِن عَدّى عَلى شَرخِ الشَبابِ
وَخُذ لِلشَيبِ أُهبَتَهُ وَبادِر / وَخَلِّ عِنانَ رَحلِكَ لِلذهابِ
فَقَد جَدَّ الرَحيلُ وَأَنتَ مِمَّن / يَسيرُ عَلى مُقَدِّمَةِ الرِكابِ
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا / وَوَلّى بِالبَشاشَةِ وَالشَبابِ
فَإِنّي لا أُعاقِبُهُ بِشَيءٍ / يَكونُ عَلَيَّ أَهونَ مِن خِضابِ
رَأَيتُ بِأَنَّ ذاكَ وَذا عَذابٌ / فَيَنتَقِمُ العَذابُ مِنَ العَذابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ / وَقَد وارَيتَ بَعضَكَ في التُرابِ
أَلَم تَعلَم وَفرطُ الجَهلِ أَولى / بِمِثلِكَ أَنَّهُ كَفَنُ الشَبابِ
لَقَد أَلزَمتَ لهزمَتَيكَ هَوناً / وَذُلاً لَم يَكُن لَك في الحِسابِ
أَحينَ رَمى سَوادَ الرَأسِ شيبٌ / فَغَيَّرَهُ فَزِعتَ إِلى الخِضابِ
فَكُنتَ كَمَن أَطَلَّ عَلى عَذابٍ / فَفَرَّ مِنَ العَذابِ إِلى العَذابِ
تَهَيَّ لِنُقلَةٍ لا بُدَّ مِنها / فَقَد أَثبَتَّ رِجلَكَ في الرِكابِ
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً / عَلى الدُنيا كَأَنَّكَ لا تَموتُ
فَهَل لَكَ غايَةٌ إِن صِرتَ يَوماً / إِلَيها قُلتَ حَسبي قَد رَضيتُ
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ / عَلى دُرٍّ يُقَبِّلُهُ زُجاجُ
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما / بَلَوتُ سِواكَ عادَ اللَومُ حَمدا
وَلَم أَحمَدكَ مِن خَيرٍ وَلَكِن / رَأَيتُ سِواكَ شَرّاً مِنكَ جِدّا
فَعُدتُ إِلَيكَ مُحتَمِلاً خَليلاً / لِأَنّي لَم أَجِد مِن ذاكَ بُدّا
كَمَجهودٍ تَحامى أَكلَ مَيتٍ / فَلَمّا اِضطُرَّ عادَ إِلَيهِ شَدّا
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً / تَنَقَّصَهُ التَزَيُّدُ وَالصُعودُ
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ / وَلا دارُ الحَياةِ لَنا بِدارِ
وَما أَولادُنا وَالأَهلُ فيها / وَلا أَموالُنا إِلّا عَوارِ
وَأَنفُسُنا إِلى أَجَلٍ قَريب / سَيَأخُذُها المُعيرُ مِنَ المُعارِ
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني / أَلا هَبِلَتكَ أُمُّكَ مِن كَبيرِ
إِذا كانَ الصَغيرُ أَعَمَّ نَفعاً / وَأَمضى في الحَوائِجِ وَالأُمورِ
وَأَنفَذَ في النَوائِبِ إِن أَلَمَّت / فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها / وَلَكِن ما مَصائِرُها
لَئِن غَرَّت منابِرُها / فَقَد وَعَظَت مَقابِرُها
وَإِن غَشَّت مَوارِدُها / فَقَد نَصَحَت مَصادِرُها
كَفَلت لِطالِبِ الدُنيا بِهَمٍّ
كَفَلت لِطالِبِ الدُنيا بِهَمٍّ / طَويلٍ لا يَؤولُ إِلى اِنقِطاعِ
وَذُلٍّ في الحَياةِ بِغَيرِ عِزٍّ / وَفَقرٍ لا يَدُلُّ عَلى اِتِّساعِ
وَشُغلٍ لَيسَ يَعقُبُهُ فَراغ / وَسَعيٍ دائِمٍ مَع كُلِّ ساعِ
وَحِرصٍ لا يَزالُ عَلَيهِ عَبداً / وَعَبدُ الحِرصِ لَيسَ بِذي اِرتِفاعِ
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ / بِطاعَتِهِ وَتَقضِيَ فَضلَ حَقِّه
فَلَم تَشكُرهُ نِعمَته وَلَكِن / قَويتَ عَلى مَعاصيهِ بِرِزقِه
تُجاهِرُهُ بِها عَوداً وَبَدءاً / وَتَستَخفي بِها مِن شَرِّ خَلقِه
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع / يُقَدِّرُ في مَعيشَتِهِ وَيُمسِك
تَزيدُ عَلى مُروءةِ كُلِّ مُثرٍ / يَروحُ وَيَغتَدي جَمَّ التَمَلُّك
وَأَكثَرُ مِن سَخائِكَ بِالعَطايا / سَخاءُ النَفسِ عَمّا لَيسَ تَملِك
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع / وَلا تَكذِب مُقَدِّمَةٌ لِفِعلِك
فَزِنهُ إِن أَرَدتَ القَولَ وَزناً / وَإِلّا هَدّ مِن أَركانِ نُبلِك
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها / مَخايِلُ تَستَفِزُّ ذَوي العُقولِ
أَقَلُّ قَليلِها يَكفيكَ مِنها / وَلَكِن لَستَ تَقنَعُ بِالقَليلِ
تُشيدُ وَتَبتَني في كُلِّ يَومٍ / وَأَنتَ عَلى التَجَهُّزِ لِلرَحيلِ
وَمَن هَذا عَلى الأَيّامِ تَبقى / مَضارِبُهُ بِمَدرَجَةِ السُيولِ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ / فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما
وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني / أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما
فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً / وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما
وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيه / وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي / بِأَنَّ الحُبَّ مِن شِيَمِ الكِرامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025