المجموع : 32
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي / وَإِن لَم يُعطِ قالَ أَبى القَضاءُ
يُبَخِّلُ رَبَّهُ سَفَهاً وَظُلماً / وَيَعذِرُ نَفسَهُ فيما يَشاءُ
تَنَقَّلَ عَن فعالِ الخَيرِ جَهلاً / مَخافَةَ أَن يُضِرَّ بِهِ العَناءُ
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى / عَلَى عَمدٍ لِيَبعَثَ لي اِكتِئابا
فَقُلتُ وَعدَّ ما كانَت تُساوي / سَيَحسُبُ ذاكَ مَن خَلَقَ الحِسابا
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعطى سُرورٌ / وَإِن أَخَذَ الَّذي أَعطى أَثابا
فَأَيُّ النِعمَتَينِ أَعَمُّ فَضلاً / وَأَحمَدُ في عَواقِبِها إِيابا
أَنِعمَتُهُ الَّتي أَهدَت سُروراً / أَم الأُخرى الَّتي أَهدَت ثَوابا
بَلِ الأُخرى وَإِن نَزَلَت بِكُرهٍ / أَحَقُّ بِشُكرِ مَن شَكَرَ اِحتِسابا
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ / وَلي في كُلِّ ثالِثَةٍ مَشيبُ
وَأُخفي الشَيبَ جهدي وَهوَ يَبدو / كَما غَطّى عَلى الرَيبِ المُريبُ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ / فَعاجِلهُ وَغالِط في الحِسابِ
وَقُل لا مَرحَباً بِكَ مِن نَزيلٍ / وَعَذِّبهُ بِأَنواعِ العَذابِ
بِنَتفٍ أَو بِقَصّ كُلّ يَومٍ / وَأَحياناً بِمَكروهِ الخِضابِ
فَإِن هُوَ لَم يحر وَأَتى لِوَقتٍ / فَقُل في رُحبِ دارٍ وَاِقتِرابِ
وَلا تَعرِض لَهُ إِلّا بِخَيرٍ / وَإِن عَدّى عَلى شَرخِ الشَبابِ
وَخُذ لِلشَيبِ أُهبَتَهُ وَبادِر / وَخَلِّ عِنانَ رَحلِكَ لِلذهابِ
فَقَد جَدَّ الرَحيلُ وَأَنتَ مِمَّن / يَسيرُ عَلى مُقَدِّمَةِ الرِكابِ
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا / وَوَلّى بِالبَشاشَةِ وَالشَبابِ
فَإِنّي لا أُعاقِبُهُ بِشَيءٍ / يَكونُ عَلَيَّ أَهونَ مِن خِضابِ
رَأَيتُ بِأَنَّ ذاكَ وَذا عَذابٌ / فَيَنتَقِمُ العَذابُ مِنَ العَذابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ / وَقَد وارَيتَ بَعضَكَ في التُرابِ
أَلَم تَعلَم وَفرطُ الجَهلِ أَولى / بِمِثلِكَ أَنَّهُ كَفَنُ الشَبابِ
لَقَد أَلزَمتَ لهزمَتَيكَ هَوناً / وَذُلاً لَم يَكُن لَك في الحِسابِ
أَحينَ رَمى سَوادَ الرَأسِ شيبٌ / فَغَيَّرَهُ فَزِعتَ إِلى الخِضابِ
فَكُنتَ كَمَن أَطَلَّ عَلى عَذابٍ / فَفَرَّ مِنَ العَذابِ إِلى العَذابِ
تَهَيَّ لِنُقلَةٍ لا بُدَّ مِنها / فَقَد أَثبَتَّ رِجلَكَ في الرِكابِ
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً / عَلى الدُنيا كَأَنَّكَ لا تَموتُ
فَهَل لَكَ غايَةٌ إِن صِرتَ يَوماً / إِلَيها قُلتَ حَسبي قَد رَضيتُ
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ / عَلى دُرٍّ يُقَبِّلُهُ زُجاجُ
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما / بَلَوتُ سِواكَ عادَ اللَومُ حَمدا
وَلَم أَحمَدكَ مِن خَيرٍ وَلَكِن / رَأَيتُ سِواكَ شَرّاً مِنكَ جِدّا
فَعُدتُ إِلَيكَ مُحتَمِلاً خَليلاً / لِأَنّي لَم أَجِد مِن ذاكَ بُدّا
كَمَجهودٍ تَحامى أَكلَ مَيتٍ / فَلَمّا اِضطُرَّ عادَ إِلَيهِ شَدّا
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً / تَنَقَّصَهُ التَزَيُّدُ وَالصُعودُ
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ
فَما أَهلُ الحَياةِ لَنا بِأَهلِ / وَلا دارُ الحَياةِ لَنا بِدارِ
وَما أَولادُنا وَالأَهلُ فيها / وَلا أَموالُنا إِلّا عَوارِ
وَأَنفُسُنا إِلى أَجَلٍ قَريب / سَيَأخُذُها المُعيرُ مِنَ المُعارِ
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني
يَقولُ أَنا الكَبيرُ فَبَجِّلوني / أَلا هَبِلَتكَ أُمُّكَ مِن كَبيرِ
إِذا كانَ الصَغيرُ أَعَمَّ نَفعاً / وَأَمضى في الحَوائِجِ وَالأُمورِ
وَأَنفَذَ في النَوائِبِ إِن أَلَمَّت / فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها
هِيَ الدُنيا وَزُخرُفُها / وَلَكِن ما مَصائِرُها
لَئِن غَرَّت منابِرُها / فَقَد وَعَظَت مَقابِرُها
وَإِن غَشَّت مَوارِدُها / فَقَد نَصَحَت مَصادِرُها
كَفَلت لِطالِبِ الدُنيا بِهَمٍّ
كَفَلت لِطالِبِ الدُنيا بِهَمٍّ / طَويلٍ لا يَؤولُ إِلى اِنقِطاعِ
وَذُلٍّ في الحَياةِ بِغَيرِ عِزٍّ / وَفَقرٍ لا يَدُلُّ عَلى اِتِّساعِ
وَشُغلٍ لَيسَ يَعقُبُهُ فَراغ / وَسَعيٍ دائِمٍ مَع كُلِّ ساعِ
وَحِرصٍ لا يَزالُ عَلَيهِ عَبداً / وَعَبدُ الحِرصِ لَيسَ بِذي اِرتِفاعِ
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ
أَعارَكَ مالَهُ لِتَقومَ فيهِ / بِطاعَتِهِ وَتَقضِيَ فَضلَ حَقِّه
فَلَم تَشكُرهُ نِعمَته وَلَكِن / قَويتَ عَلى مَعاصيهِ بِرِزقِه
تُجاهِرُهُ بِها عَوداً وَبَدءاً / وَتَستَخفي بِها مِن شَرِّ خَلقِه
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع
مُروءةُ مُعسِرٍ عَفٍّ قَنوع / يُقَدِّرُ في مَعيشَتِهِ وَيُمسِك
تَزيدُ عَلى مُروءةِ كُلِّ مُثرٍ / يَروحُ وَيَغتَدي جَمَّ التَمَلُّك
وَأَكثَرُ مِن سَخائِكَ بِالعَطايا / سَخاءُ النَفسِ عَمّا لَيسَ تَملِك
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع
وَلَفظُكَ حينَ تَلفِظُ في جَميع / وَلا تَكذِب مُقَدِّمَةٌ لِفِعلِك
فَزِنهُ إِن أَرَدتَ القَولَ وَزناً / وَإِلّا هَدّ مِن أَركانِ نُبلِك
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها
هِيَ الدُنيا فَلا يَغرُركَ مِنها / مَخايِلُ تَستَفِزُّ ذَوي العُقولِ
أَقَلُّ قَليلِها يَكفيكَ مِنها / وَلَكِن لَستَ تَقنَعُ بِالقَليلِ
تُشيدُ وَتَبتَني في كُلِّ يَومٍ / وَأَنتَ عَلى التَجَهُّزِ لِلرَحيلِ
وَمَن هَذا عَلى الأَيّامِ تَبقى / مَضارِبُهُ بِمَدرَجَةِ السُيولِ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ
رَجَعتُ عَلى السَفيهِ بِفَضلِ حِلمٍ / فَكانَ الحِلمُ عَنهُ لَهُ لِجاما
وَظَنَّ بي السَفاهَ فَلَم يَجِدني / أُسافِهُهُ وَقُلتُ لَهُ سَلاما
فَقامَ يَجُرُّ رِجلَيهِ ذَليلاً / وَقَد كَسَبَ المَذَمَّةَ وَالمَلاما
وَفَضلُ الحِلمِ أَبلَغُ في سَفيه / وَأَحرى أَن يَنالَ بِهِ اِنتِقاما
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي
أَلَم تَعلَم فِداكَ أَبي وَأُمّي / بِأَنَّ الحُبَّ مِن شِيَمِ الكِرامِ