من الأحباب قربني ولائي
من الأحباب قربني ولائي / ومن أعداي برأني برائي
ألا إني تجرت فكاني بيعي / لغير أئمتي ولهم شرائي
جريت إليهم طلقا عناني / وخلفت السوابق من ورائي
ولما صحَّ لي بهم اعتقادي / بنور هداهمُ استوفقت رائي
أيأمرني بأن أحتل أرضاً / وأرضى أن أبين عن السماء
فيا من قد تقَّدم لي بنصح / تأخَّر ما بجهلك من خفاء
أأمسي في مشاكل مبهمات / وأرجع ويك عن سنن السناء
فان أحببت ميت العدل إني / بصرت به كمنثور الهباء
ولو إني رأيت كما تراه / وقد لمح السراب هرقت مائي
وكيف سباحتي في بطن بحر / بعيد الشاطئين من الدواء
ولو أصغيت نحوك في سبيل ال / تجمل كان يمنعني وفائي
هديت إلى الرشاد وأنت كابي / زناد الطرف ممتنع الحياء
ولما بان لي منها كسقم / نبذت به إحتقاراً بالعراء
فما لمح البروق إذا استطارت / بأسرع منك في هدم العلاء
ألا اني لأهل البيت عبد / مطيع ليس يجنح للاباء
بهم نلت السعادة يا شقي / وكم بين السعادة والشقاء
ففي آل النبي نظمت مدحي / وشنَّفت المسامع من ثنائي
شربت ودادهم نهلاً وعلا / وها أنا وارد ورد الظماء
نجوم يهتدي الساري إليها / بها عند الصباح وفي المساء
أناروا من دياجي الليل حتى / تبدى الأفق في ثوب الضياء
فأهل البيت في الدارين ذخري / وأهل البيت كنزي في الرخاء
وهم لي حين أظعن خير زاد / وإن أمرض فذكرهم شفائي
أحب إلي من بصري وسمعي / ومالي والمسرة في بقائي
جفوت لو إنني قد ملت عنهم / وليس يميل طبعي للجفاء
أنصرهم انتضائي الدين عضباً / وللعضب التفنُّن في المضاء
على أعدائهم مني شهاب / تودع ناره أيدي الهواء
فيا شرفي بأن قد صرت منهم / على قرب وإن سواي نائي
سددت عن الذئاب الطلس سمعي / عشية إذ تهادت في الغواء
فها أنا إِن يمت أملي لقوم / وعدت بذكرهم أحيوا رجائي
فلي بولاء أهل البيت نصر / لدى الهيجاء معقود اللواء
يجنب موضعي الشجعان خوفاً / إذا الجمعان أوشكت الترائي
دعوت بجاههم في كل بلوى / فعاد ممزقاً ثوب البلاء
فلست أبيع ودَّهم بدنياً / تسح عليَّ أنواع العطاء
ولو بعت اليقين بهم بشك / لكان حقيقة الداء العياء
فلي نسبان من رزيك بدءٌ / وثان بانتسابي للولاء