القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 9
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ / لَيَاليَ غَابَ عَنْهُنَ الرَّقِيبُ
وَأَيَّاماً صَفَا عَيْشُ التَّصَابي / وَمَنْ أَهْوى نَدِيمىَ وَالحَبيِبُ
غَرِيبُ الحَيِّ قَلْبي في حِمَاكُمْ / نَزِيلٌ في دِيَاركُمُ غَرِيبُ
رَحَلتُمْ عَنْ حِمىَ الوَادِي سُحَيْراً / وَسِرْتُمْ وَهْوَ خَلْفَكُمُ جَنِيبُ
عَجِبْتُ لِنَارِكُمْ بِرُبَا المُصَلَّى / وَمِنْهَا الصَّبُّ فِي نَجْدٍ يَذُوبُ
وَنَشْرِكُمُ عَلى بُعْدٍ وَقُرْبٍ / إلى المُشْتَاقِ تَحْمِلُهُ الجَنُوبُ
وَإنْ أَرْجُوكُمُ وَأَخِيبُ كُلاًّ / سِوَاكُمْ قَصْدُ رَاجِيه يَخِيبُ
وَبِي مَنْ لا أُسَمِِّيهِ حَيَاءً / بِحُكْمِ حُضُورِهِ فَهْوَ الرَّقِيبُ
يَمِيسُ قَوَامُهُ فَيكَادُ قَلْبي / يَطيرُ مِنَ اللَّذَاذَةِ إِذْ يَطيِبُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ / وَطَلُّ فِي الشَّقِيقَةِ أَمْ سَرَابُ
فَتِلْكَ وَهَذِهِ ثَغْرٌ وَكَأْسٌ / بِذَا ظَلْمٌ وَفِي هّذَى شَرَابْ
وَخُضْرُ خَمَائلٍ كَسَجُومِ غِيدٍ / قَدْ انْتُقِشَتْ وَرَقَّ بِهَا الخِطَابُ
يُريكُ بِهَا الشَّقِيقُ سَوَادَ هُدْبٍ / وَحُمْرةَ وَجْنَةٍ فِيهَا الْتِهَابُ
وَوُرْقُ حَمَائمٍ فِي كُلِّ فَنٍ / إِذَا نَطَقَتْ لَهَا لَحْنٌ صَوَابُ
لَهَا بِالظِّلِّ أَزْرَارٌ حِسَانٌ / وَأَطْوَاقٌ وَمِنْ وَرِقٍ ثِيَابُ
كَأَنَّ النَّهْرَ سَيْفٌ مَشْرِفيِّ / لَهُ فِي كَفِّ صَيْقَلِهِ اضْطِرَابُ
تُجَرِّدُهُ يَمينُ الشَّمْسِ طَوْراً / وَطَوْراً بِالظِّلاَلِ لَهُ قِرَابُ
يُعَابُ السَّيْفُ إِذْ فِي جَانبِيِهِ / فُلُولٌ وَهْوَ مِنْهَا لاَ يُعَابُ
فَإِنْ قُلْتَ الحَبَابُ انْسَابَ ذُعْراً / وَرُمْتَ الرَّقْشَ صَدَّقَكَ الحَبَابُ
وَلِلأَغْصَانِ هَيْنَمَةٌ تُحَاكِي / حَبَايِبَ رَقَّ بَيْنَهُمُ العِتَابُ
تَثَنَّتْ وَالحَمَامُ لَهَا يُغَنِّي / كَشَرْبِ مَدَامُةٍ شَرِبُوا وَطَابُوا
تُرَى يَا جِيرَةَ الشِّعْبِ
تُرَى يَا جِيرَةَ الشِّعْبِ / يُسَرُّ بِوَصْلِكُمْ قَلْبِي
وَتَجْمَعُ بَيْنَنَا دَارٌ / عَلى الإِكْرَامِ وَالرَّحْبِ
أُهَيْلَ الحَيِّ وَا عَطَشِي / لِذَاكَ المَنْهَلِ العَذْبِ
وَيَا شَوْقِي إلى عَيْشٍ / مَضَى فِي ظِلِّهِ الرَّحْبِ
وَأَيّامٍ بِلاَ عَتْبٍ / تَقَضَّتْ فِي هَوَى عُتْبِ
إِذَا ذُكِرَتْ لَيالِيهِ / تَهِيجُ لَوَاعِجُ الصَّبَ
وَيُحْيِي قَلْبَ عَاشِقِهِ / حَدِيث نَسِيمِهِ الرَّطْبِ
وَمُحْتَجِبٍ تَبَسُّمُّهُ / يُمَزِّقُ ظُلْمَةَ الحُجْبِ
يُصَانُ حِمَاهُ بِالاِجْلاَلِ / لاَ بِالسُّمْرِ وَالقُضْبِ
مِنَ الأَقْمَارِ مَنْزِلَتَاهُ / فِي طَرْفِي وَفِي قُلْبِي
وَظَبْيِّ نَقاً وَبِالأسْرَارِ / يَأْنَسُ لَيْسَ بالْسرْبِ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ / تَضَوَّعَ نَشْرُ قَيْصُومٍ وَشِيحِ
دِيَارٌ بِالعَوَاصِمِ ذَاتُ سَفْحٍ / لِسَلْمَى دَائِمِ الدَّمْعِ السَّفُوحِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا واللَّيْلُ دَاجٍ / فَنَبَّهَتِ النَّدَامَى لِلصَّبُوحِ
وَكَيْفَ بَقَاءُ لَيْلٍ مَعْ نَهَارٍ / ولاَ سِيماَ لِذِ النَّظَر الصَّحِيحِ
أَيّا لَدْنَ القَوامِ أَعِدْ لِجِسْمِي / بِكَاسِكَ يَا فَدَتٍْكَ النَّفْسُ رُوحي
فَإِنَّ بِهَا حَيَاتِي بَعْدَ مَوْتِي / لِهَذَا لُقِّبَتْ بِدَمِ المَسَيحِ
أَلَسْتَ تَرَى الحَمَائِمَ قَدْ تَغَنَّتْ / بِلَحْنٍ مُعْجَمِ المَعْنى فَصِيحِ
تُذكِّرُك الصَّبابَةَ والتَّصَابِي / وَتنْسَخُ حُكْمَ تَوْبَتِكَ النَّصُوحِ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ / وَلاَ سَلَّتْ بِهَا الهِنْدِيَ هِنْدُ
ولَكِنَّ الفُتُورَ بِهَا فُتُونٌ / وَفِي الوَسَنِ الَّذِي تُبْدِيهِ سُهْدُ
لَقَدْ أَطْرَبْتَ سَمْعي يَا عَذُولِي / بذِكْراَهَا كَأَنَّكَ كُنْتَ تَشْدُو
وَسُقْتَ رِكَابَ أَشْوَاقِي وَدَمْعِي / فَعَذْلٌ ذَاكَ لِي أَمْ أَنْتَ تَحْدُو
وأَغْيَدَ في المَنَاطِقِ مْنْهُ غَوْرٌ / أَهِيمُ بِهِ وَفِي الأَعْطَافِ نَجْدُ
شَهِدْتُ بِوَجْهِهِ بَدْراً وَأَدْنَى / وَقَائِعِ لَحْظِهِ بَدْرٌ وَأُحْدُ
وقالُوا خَدُّهُ ماءٌ وخَمْرٌ / وَكُلُّ مِنْهُا لأَخِيهِ ضِدُّ
فَقُلْتُ وَمَقْصِدِي بِالقَوْلِ خَالٌ / هُنَاكَ نَعَمْ وَفَوْقَ الضِّدِّ نَدُّ
وَأَعْجَبُ مِنْهُمَا وَرْدٌ وآسٌ / وَلَيْسَ بِكَائنٍ فِي الآسِ وَرْدُ
سَقَى عِلْمِ غَدَائِرَهُ دُمُوعِي / فَحُسْنُ الطَّلِّ فَوْقَ الآسِ يَعْدُو
وَحَيَّا الأَبْرَقَيْنِ وَلَيْسَ إِلاَّ / ثَنَايَاهُ وَجِيدٌ فِيهِ عِقْدُ
حَلَتْ أَلْفَاظُهُ لِمْ لاَ وَثَغْرُ / المَلِيحَةِ سُكَّرّ والرِّيقُ شَهْدُ
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي / هَوَىً بَيْنَ السُّوَيْدَا والسَّوَادِ
وَوَجْدٌ مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالي / حَفِظْتُ بِهِ عُهُودَ هَوَى سُعادِ
دَعى مَنْ شَاءَ فِيكِ يَلُمْ كَثِيباً / غَرِيقاً في المَدَامِعَ وَهْوَ صَادِ
وَحَقِّ هَوَاكِ مَا فَقَدَتْ عُيُوني / مَدَامِعَهَا وَلاَ وَجَدَتْ رُقَادِي
سَقَى مَغْنَاكِ مِنْ هَضَبَاتِ نَجْدٍ / كُؤُوسُ القَطْرِ مِنْ أَيْدِي الغَوَادِي
فَكَمْ لِي فِيهِ مِنْ وَطَرٍ تَقَضَّى / بِأَحْيَانٍ عَلى وَفْقِ المُرَادِ
بِحَيْثُ دُنُوُّ سُعْدَى مِنْ تَدَانٍ / كَمَا نَهْوَى وبُعْدٍ مِنْ بُعَادِي
وَإِذْ أَنَا والمَلِيحَةُ فِي عِتَابٍ / يُلِينُ بِلُطْفِهِ عِطْفَ الجَمَادِ
إِذَا ضَلَّتْ بِطُرَّتِهَا عُيُونِي / فَلِي مِنْ ثَغْرِهَا البَسَّامِ هَادِ
مِنَ الشُّعَرَاءِ دَمْعي في هَوَاهَا / تَهِيمُ سُيُولُهُ في كُلِّ وَادِ
فَدَيْتُكِ هَلْ أَذَبْتِ سِوَى جَمِيعي / وَمِنيِّ هَلْ تَرَكْتِ سِوَى وِدَادِي
وكَيْفَ يَكُونُ فِيكِ خَفَاءُ وَجْدي / وَهَذَا حُسْنُكِ الفَتَّانُ بَادِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ / لِوَجْهِكَ وِجْهَتِي وَهَوَاكَ قَصْدي
وَدَيْنُكَ فِي مُدَاوَمَةِ التَّصَابِي / عَليَّ وَلِي وَفِي قَبْلِي وَعِنْدِي
أَحِنُّ إِذَا تَبَسَّمَتِ النُّعَامَى / مُعَطَّرَةً بِمَسْحَبِ ذَيْلِ هِنْدِ
وَاَصْبُو لِلصِّبَا النَّجْدِي إِذَا مَا / سَرَى ما بَيْنَ بَانَاتٍ وَرَنْدِ
وَمَعْشُوقُ الدَّلاَلِ يَغَارُ مِنْهُ / مِنْ الأَغْصَانِ كُلُّ رَشِيقِ قَدِّ
سَقَتْ أَلْحاظُهُ العُشَّاقُ كَاْسَاً / حَبَاهَا خَالُهُ بِخَتَامِ نَدِّ
فَرَاحُوا فِي مَحَبَّتِهِ نَشَاوَى / لِغَيْرِ نِهَايِةٍ وَلِغَيْرِ حَدِّ
لِقِبْلَةِ وَجْهِهِ أبَداً صَلاَتِي / وَلَثْمُ الوَرْدِ مِنْ خَدَّيْهِ وِرْدِي
أَتَرْغَبَ في الحَيَاةِ ولَحْظُ هِنْدِ
أَتَرْغَبَ في الحَيَاةِ ولَحْظُ هِنْدِ / عَلَيْنَا مِنْهُ سُلَّتْ أَيٌّ هِنْدي
تَعَرَّضْنَا لِمُقْلَتِهَا إِلى أَنْ / تَرَاضَعْنَا كُؤُوسَ هَوىً وَوَجْدِ
فَهَاتِ على اسْمِهَا كاسِي فَأنَّى / تُعَدِّى الكَأْسَ مَعْ ظَمْآنَ بَعْدِ
وَوَالِ كُؤُوسَهَا حَتَّى تَرَانِي / وَعَيْنِي لاَ تَرَاكَ وَأَنْتَ عِنْدي
مُدَاماً مَا الحَبَابُ بِهَا سِوَاها / لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا أَيُّ عَقْدِ
أُنَاوِلُهَا نَدِيميَ فَهْوَ مِثْلِي / وَفِيتُ بِعَهْدِهِ وَوَفَى بِعَهْدِي
كَتُومُ السِّرِّ لاَ ألْقَاهُ غَيْرِي / إذَا مَا كَانَ عِنْدِيَ كُنْتُ وَحْدِي
تَفَرْقَنَا نَوَىً فَأمَرَّ حُلْوِي / وَكَدْرَ بِالتَّفَرُّقِ صَفْوَ وُودِّي
فَلَمْ أَرَ ذَا تَهُورٍ مِثْلَ طَرْفِي / عَصَرْتُ الدَّمْعَ مِنْهُ فَجَاءَ وِرْدِي
وَلاَ كَحَشَايَ تُقْدَحُ فِيهِ نَارٌ / تُذَكَّرُ مَالِكِيهِ بِغَيْرِ زَنْدِ
أَمَا مِنْ مُسْعَدٍ يَا سَعْدُ أَشْكُو / صَبَابَاتِي إِلْيهِ وَفَرْطَ وَجْدي
شَرِبْتُ مُدامَ نُعْمَى مِنْ قَدِيمٍ / مُرَوَّقَةً وَلَيْسَتْ ذَاتُ دُرْدِي
فَأَعْجَزَ بَعضُ أًَيْسَرِهَا بَنَانِي / عَلَى بَذْلِي لَهَا مَا فَوْقَ جُهْدِي
فَدَيْتُكَ جَامِعاً للْفَضْلِ فيهِ / يُؤذِّنُ دَائِماً مَدْحِي وَحَمْدِي
وَمُشْتَاقٍ ذَكَرْتُ لَهُ اسمَ لَيْلَى / فَهَامَ بِهَا وَذِكْرُ الحُبَّ يُعْدِي
عَلَيِّ لهُ وعنْدِي مَا يُرَجَّى / وَبُشْرَى مِنْ عَلِيِّ لَهُ وَعِنْدِي
لأَنِّي قَبْلُ مَنْ قَدْ جَاءَ قَبْلِي / هُنَاكَ وَبَعْدُ مَنْ قَدْ جَاءَ بَعْدِي
وَلِي في مَا يُقالُ كَلاَمُ حُرٍّ / وَفِي مَالاَ يُقالُ سُكُونُ عَبْدِ
صَبَا لِرُّبَى الأَرَاكِ وَحَيِّ هِنْدِ
صَبَا لِرُّبَى الأَرَاكِ وَحَيِّ هِنْدِ / طَرِيحُ صَبَابَةٍ وَحَليِفُ وَجْدِ
وَهَاجَتْهُ البُروُقُ فَحَنَّ شَوَقْاً / إِلى رَشْفِ الَّلمَى مِنْ ثَغْرِ هِنْدِ
سَكِرْتُ وَمِنْ شَمَائِلِهَا شَمُولِي / وَمِنْ وَجَنَاتِهَا آسِي وَوَرْدِي
مُحَجَّبَةٌ وَلَكِنْ في ضَمِيرِي / بِمَوْطِنِ صَبْوَتي وَمَحَلِّ وُدِّي
وَأَشْهَدَنِي تَذَكْرُهَا جَمَالاً / أُنَزِّهُ وَصْفَهُ عَنْ كُلِّ حَدِّ
إِذَا أَبْدَى التَّبَسُّمُ نَظْمُ عِقْدٍ / أُعَانِقُهُ فَأَنْثُرُ كُلَّ عِقْدِي
وَبِتُّ فَلاَ تَسَلْ عَنْ عَيْشِ صَبٍّ / حَظَى بِالوَصْلِ بَعْدَ جَفاً وَصَدِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025