المجموع : 9
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ
تَذَكَّرَ بِالحِمَى قَلْبي الطَّرُوبُ / لَيَاليَ غَابَ عَنْهُنَ الرَّقِيبُ
وَأَيَّاماً صَفَا عَيْشُ التَّصَابي / وَمَنْ أَهْوى نَدِيمىَ وَالحَبيِبُ
غَرِيبُ الحَيِّ قَلْبي في حِمَاكُمْ / نَزِيلٌ في دِيَاركُمُ غَرِيبُ
رَحَلتُمْ عَنْ حِمىَ الوَادِي سُحَيْراً / وَسِرْتُمْ وَهْوَ خَلْفَكُمُ جَنِيبُ
عَجِبْتُ لِنَارِكُمْ بِرُبَا المُصَلَّى / وَمِنْهَا الصَّبُّ فِي نَجْدٍ يَذُوبُ
وَنَشْرِكُمُ عَلى بُعْدٍ وَقُرْبٍ / إلى المُشْتَاقِ تَحْمِلُهُ الجَنُوبُ
وَإنْ أَرْجُوكُمُ وَأَخِيبُ كُلاًّ / سِوَاكُمْ قَصْدُ رَاجِيه يَخِيبُ
وَبِي مَنْ لا أُسَمِِّيهِ حَيَاءً / بِحُكْمِ حُضُورِهِ فَهْوَ الرَّقِيبُ
يَمِيسُ قَوَامُهُ فَيكَادُ قَلْبي / يَطيرُ مِنَ اللَّذَاذَةِ إِذْ يَطيِبُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ
نَدَىً فِي الأَقْحِوانَةِ أَمْ رِضَابُ / وَطَلُّ فِي الشَّقِيقَةِ أَمْ سَرَابُ
فَتِلْكَ وَهَذِهِ ثَغْرٌ وَكَأْسٌ / بِذَا ظَلْمٌ وَفِي هّذَى شَرَابْ
وَخُضْرُ خَمَائلٍ كَسَجُومِ غِيدٍ / قَدْ انْتُقِشَتْ وَرَقَّ بِهَا الخِطَابُ
يُريكُ بِهَا الشَّقِيقُ سَوَادَ هُدْبٍ / وَحُمْرةَ وَجْنَةٍ فِيهَا الْتِهَابُ
وَوُرْقُ حَمَائمٍ فِي كُلِّ فَنٍ / إِذَا نَطَقَتْ لَهَا لَحْنٌ صَوَابُ
لَهَا بِالظِّلِّ أَزْرَارٌ حِسَانٌ / وَأَطْوَاقٌ وَمِنْ وَرِقٍ ثِيَابُ
كَأَنَّ النَّهْرَ سَيْفٌ مَشْرِفيِّ / لَهُ فِي كَفِّ صَيْقَلِهِ اضْطِرَابُ
تُجَرِّدُهُ يَمينُ الشَّمْسِ طَوْراً / وَطَوْراً بِالظِّلاَلِ لَهُ قِرَابُ
يُعَابُ السَّيْفُ إِذْ فِي جَانبِيِهِ / فُلُولٌ وَهْوَ مِنْهَا لاَ يُعَابُ
فَإِنْ قُلْتَ الحَبَابُ انْسَابَ ذُعْراً / وَرُمْتَ الرَّقْشَ صَدَّقَكَ الحَبَابُ
وَلِلأَغْصَانِ هَيْنَمَةٌ تُحَاكِي / حَبَايِبَ رَقَّ بَيْنَهُمُ العِتَابُ
تَثَنَّتْ وَالحَمَامُ لَهَا يُغَنِّي / كَشَرْبِ مَدَامُةٍ شَرِبُوا وَطَابُوا
تُرَى يَا جِيرَةَ الشِّعْبِ
تُرَى يَا جِيرَةَ الشِّعْبِ / يُسَرُّ بِوَصْلِكُمْ قَلْبِي
وَتَجْمَعُ بَيْنَنَا دَارٌ / عَلى الإِكْرَامِ وَالرَّحْبِ
أُهَيْلَ الحَيِّ وَا عَطَشِي / لِذَاكَ المَنْهَلِ العَذْبِ
وَيَا شَوْقِي إلى عَيْشٍ / مَضَى فِي ظِلِّهِ الرَّحْبِ
وَأَيّامٍ بِلاَ عَتْبٍ / تَقَضَّتْ فِي هَوَى عُتْبِ
إِذَا ذُكِرَتْ لَيالِيهِ / تَهِيجُ لَوَاعِجُ الصَّبَ
وَيُحْيِي قَلْبَ عَاشِقِهِ / حَدِيث نَسِيمِهِ الرَّطْبِ
وَمُحْتَجِبٍ تَبَسُّمُّهُ / يُمَزِّقُ ظُلْمَةَ الحُجْبِ
يُصَانُ حِمَاهُ بِالاِجْلاَلِ / لاَ بِالسُّمْرِ وَالقُضْبِ
مِنَ الأَقْمَارِ مَنْزِلَتَاهُ / فِي طَرْفِي وَفِي قُلْبِي
وَظَبْيِّ نَقاً وَبِالأسْرَارِ / يَأْنَسُ لَيْسَ بالْسرْبِ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ / تَضَوَّعَ نَشْرُ قَيْصُومٍ وَشِيحِ
دِيَارٌ بِالعَوَاصِمِ ذَاتُ سَفْحٍ / لِسَلْمَى دَائِمِ الدَّمْعِ السَّفُوحِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا واللَّيْلُ دَاجٍ / فَنَبَّهَتِ النَّدَامَى لِلصَّبُوحِ
وَكَيْفَ بَقَاءُ لَيْلٍ مَعْ نَهَارٍ / ولاَ سِيماَ لِذِ النَّظَر الصَّحِيحِ
أَيّا لَدْنَ القَوامِ أَعِدْ لِجِسْمِي / بِكَاسِكَ يَا فَدَتٍْكَ النَّفْسُ رُوحي
فَإِنَّ بِهَا حَيَاتِي بَعْدَ مَوْتِي / لِهَذَا لُقِّبَتْ بِدَمِ المَسَيحِ
أَلَسْتَ تَرَى الحَمَائِمَ قَدْ تَغَنَّتْ / بِلَحْنٍ مُعْجَمِ المَعْنى فَصِيحِ
تُذكِّرُك الصَّبابَةَ والتَّصَابِي / وَتنْسَخُ حُكْمَ تَوْبَتِكَ النَّصُوحِ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ
وَحَقِّكَ مَا الجُفُونُ السُّوْدُ رُمْدُ / وَلاَ سَلَّتْ بِهَا الهِنْدِيَ هِنْدُ
ولَكِنَّ الفُتُورَ بِهَا فُتُونٌ / وَفِي الوَسَنِ الَّذِي تُبْدِيهِ سُهْدُ
لَقَدْ أَطْرَبْتَ سَمْعي يَا عَذُولِي / بذِكْراَهَا كَأَنَّكَ كُنْتَ تَشْدُو
وَسُقْتَ رِكَابَ أَشْوَاقِي وَدَمْعِي / فَعَذْلٌ ذَاكَ لِي أَمْ أَنْتَ تَحْدُو
وأَغْيَدَ في المَنَاطِقِ مْنْهُ غَوْرٌ / أَهِيمُ بِهِ وَفِي الأَعْطَافِ نَجْدُ
شَهِدْتُ بِوَجْهِهِ بَدْراً وَأَدْنَى / وَقَائِعِ لَحْظِهِ بَدْرٌ وَأُحْدُ
وقالُوا خَدُّهُ ماءٌ وخَمْرٌ / وَكُلُّ مِنْهُا لأَخِيهِ ضِدُّ
فَقُلْتُ وَمَقْصِدِي بِالقَوْلِ خَالٌ / هُنَاكَ نَعَمْ وَفَوْقَ الضِّدِّ نَدُّ
وَأَعْجَبُ مِنْهُمَا وَرْدٌ وآسٌ / وَلَيْسَ بِكَائنٍ فِي الآسِ وَرْدُ
سَقَى عِلْمِ غَدَائِرَهُ دُمُوعِي / فَحُسْنُ الطَّلِّ فَوْقَ الآسِ يَعْدُو
وَحَيَّا الأَبْرَقَيْنِ وَلَيْسَ إِلاَّ / ثَنَايَاهُ وَجِيدٌ فِيهِ عِقْدُ
حَلَتْ أَلْفَاظُهُ لِمْ لاَ وَثَغْرُ / المَلِيحَةِ سُكَّرّ والرِّيقُ شَهْدُ
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي
مُقِيمٌ لِلمُقِيمَةِ في فُؤَادِي / هَوَىً بَيْنَ السُّوَيْدَا والسَّوَادِ
وَوَجْدٌ مَا تُغَيِّرُهُ اللَّيَالي / حَفِظْتُ بِهِ عُهُودَ هَوَى سُعادِ
دَعى مَنْ شَاءَ فِيكِ يَلُمْ كَثِيباً / غَرِيقاً في المَدَامِعَ وَهْوَ صَادِ
وَحَقِّ هَوَاكِ مَا فَقَدَتْ عُيُوني / مَدَامِعَهَا وَلاَ وَجَدَتْ رُقَادِي
سَقَى مَغْنَاكِ مِنْ هَضَبَاتِ نَجْدٍ / كُؤُوسُ القَطْرِ مِنْ أَيْدِي الغَوَادِي
فَكَمْ لِي فِيهِ مِنْ وَطَرٍ تَقَضَّى / بِأَحْيَانٍ عَلى وَفْقِ المُرَادِ
بِحَيْثُ دُنُوُّ سُعْدَى مِنْ تَدَانٍ / كَمَا نَهْوَى وبُعْدٍ مِنْ بُعَادِي
وَإِذْ أَنَا والمَلِيحَةُ فِي عِتَابٍ / يُلِينُ بِلُطْفِهِ عِطْفَ الجَمَادِ
إِذَا ضَلَّتْ بِطُرَّتِهَا عُيُونِي / فَلِي مِنْ ثَغْرِهَا البَسَّامِ هَادِ
مِنَ الشُّعَرَاءِ دَمْعي في هَوَاهَا / تَهِيمُ سُيُولُهُ في كُلِّ وَادِ
فَدَيْتُكِ هَلْ أَذَبْتِ سِوَى جَمِيعي / وَمِنيِّ هَلْ تَرَكْتِ سِوَى وِدَادِي
وكَيْفَ يَكُونُ فِيكِ خَفَاءُ وَجْدي / وَهَذَا حُسْنُكِ الفَتَّانُ بَادِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ
غَزَالُ الحَيِّ مِنْ أَثَلاَتِ نَجْدِ / لِوَجْهِكَ وِجْهَتِي وَهَوَاكَ قَصْدي
وَدَيْنُكَ فِي مُدَاوَمَةِ التَّصَابِي / عَليَّ وَلِي وَفِي قَبْلِي وَعِنْدِي
أَحِنُّ إِذَا تَبَسَّمَتِ النُّعَامَى / مُعَطَّرَةً بِمَسْحَبِ ذَيْلِ هِنْدِ
وَاَصْبُو لِلصِّبَا النَّجْدِي إِذَا مَا / سَرَى ما بَيْنَ بَانَاتٍ وَرَنْدِ
وَمَعْشُوقُ الدَّلاَلِ يَغَارُ مِنْهُ / مِنْ الأَغْصَانِ كُلُّ رَشِيقِ قَدِّ
سَقَتْ أَلْحاظُهُ العُشَّاقُ كَاْسَاً / حَبَاهَا خَالُهُ بِخَتَامِ نَدِّ
فَرَاحُوا فِي مَحَبَّتِهِ نَشَاوَى / لِغَيْرِ نِهَايِةٍ وَلِغَيْرِ حَدِّ
لِقِبْلَةِ وَجْهِهِ أبَداً صَلاَتِي / وَلَثْمُ الوَرْدِ مِنْ خَدَّيْهِ وِرْدِي
أَتَرْغَبَ في الحَيَاةِ ولَحْظُ هِنْدِ
أَتَرْغَبَ في الحَيَاةِ ولَحْظُ هِنْدِ / عَلَيْنَا مِنْهُ سُلَّتْ أَيٌّ هِنْدي
تَعَرَّضْنَا لِمُقْلَتِهَا إِلى أَنْ / تَرَاضَعْنَا كُؤُوسَ هَوىً وَوَجْدِ
فَهَاتِ على اسْمِهَا كاسِي فَأنَّى / تُعَدِّى الكَأْسَ مَعْ ظَمْآنَ بَعْدِ
وَوَالِ كُؤُوسَهَا حَتَّى تَرَانِي / وَعَيْنِي لاَ تَرَاكَ وَأَنْتَ عِنْدي
مُدَاماً مَا الحَبَابُ بِهَا سِوَاها / لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا أَيُّ عَقْدِ
أُنَاوِلُهَا نَدِيميَ فَهْوَ مِثْلِي / وَفِيتُ بِعَهْدِهِ وَوَفَى بِعَهْدِي
كَتُومُ السِّرِّ لاَ ألْقَاهُ غَيْرِي / إذَا مَا كَانَ عِنْدِيَ كُنْتُ وَحْدِي
تَفَرْقَنَا نَوَىً فَأمَرَّ حُلْوِي / وَكَدْرَ بِالتَّفَرُّقِ صَفْوَ وُودِّي
فَلَمْ أَرَ ذَا تَهُورٍ مِثْلَ طَرْفِي / عَصَرْتُ الدَّمْعَ مِنْهُ فَجَاءَ وِرْدِي
وَلاَ كَحَشَايَ تُقْدَحُ فِيهِ نَارٌ / تُذَكَّرُ مَالِكِيهِ بِغَيْرِ زَنْدِ
أَمَا مِنْ مُسْعَدٍ يَا سَعْدُ أَشْكُو / صَبَابَاتِي إِلْيهِ وَفَرْطَ وَجْدي
شَرِبْتُ مُدامَ نُعْمَى مِنْ قَدِيمٍ / مُرَوَّقَةً وَلَيْسَتْ ذَاتُ دُرْدِي
فَأَعْجَزَ بَعضُ أًَيْسَرِهَا بَنَانِي / عَلَى بَذْلِي لَهَا مَا فَوْقَ جُهْدِي
فَدَيْتُكَ جَامِعاً للْفَضْلِ فيهِ / يُؤذِّنُ دَائِماً مَدْحِي وَحَمْدِي
وَمُشْتَاقٍ ذَكَرْتُ لَهُ اسمَ لَيْلَى / فَهَامَ بِهَا وَذِكْرُ الحُبَّ يُعْدِي
عَلَيِّ لهُ وعنْدِي مَا يُرَجَّى / وَبُشْرَى مِنْ عَلِيِّ لَهُ وَعِنْدِي
لأَنِّي قَبْلُ مَنْ قَدْ جَاءَ قَبْلِي / هُنَاكَ وَبَعْدُ مَنْ قَدْ جَاءَ بَعْدِي
وَلِي في مَا يُقالُ كَلاَمُ حُرٍّ / وَفِي مَالاَ يُقالُ سُكُونُ عَبْدِ
صَبَا لِرُّبَى الأَرَاكِ وَحَيِّ هِنْدِ
صَبَا لِرُّبَى الأَرَاكِ وَحَيِّ هِنْدِ / طَرِيحُ صَبَابَةٍ وَحَليِفُ وَجْدِ
وَهَاجَتْهُ البُروُقُ فَحَنَّ شَوَقْاً / إِلى رَشْفِ الَّلمَى مِنْ ثَغْرِ هِنْدِ
سَكِرْتُ وَمِنْ شَمَائِلِهَا شَمُولِي / وَمِنْ وَجَنَاتِهَا آسِي وَوَرْدِي
مُحَجَّبَةٌ وَلَكِنْ في ضَمِيرِي / بِمَوْطِنِ صَبْوَتي وَمَحَلِّ وُدِّي
وَأَشْهَدَنِي تَذَكْرُهَا جَمَالاً / أُنَزِّهُ وَصْفَهُ عَنْ كُلِّ حَدِّ
إِذَا أَبْدَى التَّبَسُّمُ نَظْمُ عِقْدٍ / أُعَانِقُهُ فَأَنْثُرُ كُلَّ عِقْدِي
وَبِتُّ فَلاَ تَسَلْ عَنْ عَيْشِ صَبٍّ / حَظَى بِالوَصْلِ بَعْدَ جَفاً وَصَدِّ