المجموع : 7
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا / غِمارَ المَوتِ مِن بَلَدٍ شَطيرِ
بِخوصٍ كالأَهِلَّةِ جانِفاتٍ / تَميلُ عَلى السُرى وَعَلى الهَجيرِ
حَمَلنَ إِلَيكَ آمالاً عِظاماً / وَمِثلَ الصَخرِ وَالدرِّ النَثيرِ
فَقَد وَقَفَ المَديحُ بِمُنتَهاهُ / وَغايَتِهِ وَصارَ إِلى المَصيرِ
إِلى مَن لا تُشيرُ إِلى سِواهُ / إِذا ذُكِرَ النَدى كَفُّ المُشيرِ
يَدٌ لَكَ في رِقابِ بَني عَليٍّ / وَمَنٌّ لَيسَ بالمَنِّ اليَسيرِ
مَنَتَ عَلى ابنِ عَبدِ اللَهِ يَحيى / وَكانَ مِنَ الحُتوفِ عَلى شَفيرِ
وَقَد سَخِطَت لِسَخطَتِكَ المَنايا / عَلَيهِ فَهيَ حائِمَةُ النسورِ
وَلَو كافأتَ ما اِجتَرَحَت يَداهُ / دَلَفتَ لَهُ بِقاصِمَةِ الظُهورِ
وَلَكِن حَلَّ حِلمُكَ واجتَباهُ / عَلى الهَفَواتِ عَفوٌ مِن قَديرِ
فَعادَ كَأَنَّهُ لَم يَجنِ ذَنباً / وَقَد كانَ اِجتَنى حَسَكَ الصُدورِ
لَهُمُ رَحِمٌ تُصَوِّرُكُم عَلَيهِم / وَتَكسِرُ عَنكُمُ حُمَةَ النَكيرِ
فَإِن شَكَروا فَقَد أَنعَمتَ فيهِم / وَإِلّا فالنَدامَةُ لِلكَفورِ
أَلا لِلَّهِ دَرُّ بَني عَليٍّ / وَزورٍ مِن مَقالَتِهِم كَثيرِ
يُسَمّونَ النَبيَّ أَباً وَيأبى / مِنَ الأَحزابِ سَطرٌ في سُطورِ
وَإِن قالوا بَنو بِنتٍ فَحَقٌّ / وَردّوا ما يُناسِبُ لِلذكورِ
وَما لِبَني بَناتٍ مِن تُراثٍ / مَعَ الأَعمامِ في وَرَقِ الزَبورِ
بَني حَسَنٍ وَرَهطَ بَني حُسَينٍ / عَلَيكُم بِالسَدادِ مِنَ الأُمورِ
أَميطوا عَنكُمُ كَذِبَ الأَماني / وَأَحلاماً يَعِدنَ عِداتِ زورِ
فَقَد ذُقتُم قِراعَ بَني أَبيكُم / غَداةَ الرَوعِ بالبيضِ الذَكورِ
أَحينَ شَفوكُمُ مِن كُلِّ وِترٍ / وَضَموكُم إِلى كَنَفٍ وَثيرٍ
وَجادوكُم عَلى ظَمإٍ شَديدٍ / سُقيتُم مِن نَوالِهِمُ الغَزيرِ
فَما كانَ العُقوقُ لَهُم جَزاءً / بِفِعلِهِمُ وآدى للثُؤورِ
وَإِنَّكَ حينَ تَبلُغُهُم أَذاةٌ / وَإِن ظَلَموا لَمَحزونُ الضَميرِ
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح / أَميرَ المُؤمِنينَ تَجِد مَقالا
وَعُذ بِفِنائِهِ واِجنَح إِلَيهِ / تَنَل عُرفا وَلَم تُذلَل سُؤالا
فِناءٌ لا تَزالُ بِهِ رِكابٌ / وَضَعنَ مَدائِحاً وَحَمَلنَ مالا
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي / عَطاءً لَيسَ يَنتَظِرُ السُؤالا
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني / بِمَوقِعِ شَيبِهِنَّ مِنَ الرِجالِ
مَتى يَشفيكَ دَمعُكَ مِن همولِ
مَتى يَشفيكَ دَمعُكَ مِن همولِ / وَيَبرُدُ ما بِقَلبِكَ مِن غَليلِ
أَلا يا رُبَّ ذي حَزَنٍ تَعايا / بِصَبرٍ فاِستَراح إِلى العَويلِ
قَتيلٌ ما قَتيلُ بَني زيادٍ / أَلا بِأَبي وَأُمّي مِن قَتيلِ
رُوَيدَ ابنِ الدَعيِّ وَما ادَّعاهُ / سَيَلقى ما تَسَلَّفَ عَن قَليلِ
غَدَت بيضُ الصَفائِحِ وَالعَوالي / بِأَيدي كُلِّ مُؤتَشِبٍ دَخيلِ
مَعاشِرُ أَودَعَت أَيّامُ بَدرٍ / صُدورَهُمُ وَديعاتِ العَليلِ
فَلَمّا أَمكَنَ الإِسلامُ شَدّوا / عَلَيهِ شِدَّةَ الحَنِقِ الصَؤولِ
فَوافَوا كَربَلاءَ مَعَ المَنايا / بِمرداة مُسَوَّمَةِ الخُيولِ
وَأَبناءُ السَعادَةِ قَد تَواصَوا / عَلى الحِدثانِ بِالصَبرِ الجَميلِ
فَما بَخلَت أَكُفُّهُمُ بِضَربٍ / كَأَمثالِ المصاعِبَةِ البُزولِ
وَلا وُجِدَت عَلى الأَصلابِ مِنهُم / وَلا الأَكتافِ آثارُ النُصولِ
وَلَكِنَّ الوجوهَ بِها كُلومٌ / وَفَوقَ نَحورِهِم مَجرى السُيولِ
أُريقَ دَمُ الحُسَينِ وَلَم يُراعوا / وَفي الأَحياءِ أَمواتُ العُقولِ
فَدَت نَفسٌ جَبينَكَ مِن جَبينٍ / جَرى دَمُهُ عَلى خَدٍّ أَسيلِ
أَيَخلو كُلُّ ذي وَرَعٍ وَدينٍ / مِنَ الأَحزانِ وَالهَمِّ الطَويلِ
فُؤادَكَ وَالسُلوَّ فَإِنَّ قَلبي / سَبايا أَن تَعودَ إِلى ذُهولِ
وَقَد شَرِقَت رِماحُ بَني زيادٍ / برَيٍّ مِن دِماءِ بَني الرَسولِ
أَلَم يَحزُنكَ سِربٌ مِن نِساءٍ / لآلِ مُحَمَّدٍ خُمشِ الذُيولِ
يُشَقِّقنَ الجُيوبَ عَلى حُسَينٍ / أَيامى قَد خَلَونَ مِنَ البُعولِ
فَقَدنَ مُحَمَّداً فَلَقينَ ضَيماً / وَكُنَّ بِهِ مَصوناتِ الحُجولِ
أَلَم يَبلُغكَ والأَنباءُ تُنمى / مِصالُ الدَهرِ في وَلَدِ البَتولِ
بِتُربَةِ كَربَلاءَ لَهُم دِيارٌ / نيامُ الأَهلِ دارِسَةُ الطُلولِ
فَأَوصالُ الحُسَينِ بِبَطنِ قاعٍ / مَلاعِبُ لِلدَّبورِ وَلِلقَبولِ
تَحيّاتٌ وَمَغفِرَةٌ وَرَوحٌ / عَلى تِلكَ المَحَلَّةِ وَالحُلولِ
وَلا زالَت مَعادِنُ كُلِّ غَيثٍ / مِنَ الوَسميِّ مُرتَجِسٍ هَطولِ
بَرئنا يا رَسولَ اللَهِ مِمَّن / أَصابَكَ بالأذاءَةِ وَالذُحولِ
أَلا يا لَيتَني وُصِلَت يَميني / هُناكَ بِقائِمِ السَيفِ الصَقيلِ
فَجُدتُ عَلى السُيوفِ بِحُرِّ وَجهي / وَلَم أَخذِل بَنيك مَعَ الخَذولِ
رَأَيتُ المُلكَ مُذ آزَر
رَأَيتُ المُلكَ مُذ آزَر / تَ قَد قامَت مَحانيهِ
هُوَ الأَوحَدُ في الفَضلِ / فَما يُعرافُ ثانيهِ
يُوَدُّ مُحارِبٌ لَو قَد رَآها
يُوَدُّ مُحارِبٌ لَو قَد رَآها / وَأَبصَرَهُم حَواليَها جُثيّا
وَأَنَّ لِسانَهُ مِن نابِ أَفعى / وَما أَرجى أَبا حَسَنٍ عَليّا
وَأَنَّ عَجوزَهُ مَصَعَت بِكَلبٍ / وَكانَ دِماءُ ساقَيها جَريّا
مَتى تُرجي أَبا حَسَنٍ عَليّا / فَقَد أَرجَيتَ يا لُكَعٌ نَبيّا