القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 10
خِيامٌ مَا يُطاوِلها السحابُ
خِيامٌ مَا يُطاوِلها السحابُ / وشُهْبٌ فِي البَسيطة أَم قِباب
وأطنابٌ بأوتادٍ أُنِيطتْ / أم الجَوزا بأيديها شِهاب
وأعمدةٌ تجلِّلها سماءٌ / من الياقوتِ يكسوها ضَباب
وتلك مصانعٌ نشأت بأَيْدٍ / أم الأفلاك لَيْسَ لها حِجاب
أسود أم جنود فِي ذُراها / ومُرْد تَحْتها جُرْد عِراب
وصِيد أَم حديد فِي حِماها / وبيضٌ أم مُثقَّفة حِراب
مُلوك أم مَلاك فِي خِباها / بُحور أم بُدور لا يُصابوا
قُصور أم طيور حائِمات / لَهَا من كل داميةٍ شَراب
فيا خيمات إنسٍ تَحتَميها / ليوثٌ سادةٌ لا يُستَعابوا
كَساكِ الأُفْقُ ثوباً عَبْقَرياً / فكان عَلَيْكَ من شفق نِقاب
ووَشَّم خدَّك الورديَّ خالٌ / فكان عَلَيْكَ من حَلَكٍ خِضاب
تُطنِّب حولَك الحاجاتُ لما / رأَتْ كفّيْك مُدَّ لَهَا طِناب
ورحبتِ الوفودُ بَعَقْوَتَيها / متى راقتْ بأرجاها الرِّحاب
تطوف بِهَا الجَوارحُ والمَهارِي / وفرسانٌ بأيديهم حِراب
كلابٌ مثلُ وردِ الرَّوْضِ لوناً / يُصاد بِهَا وحوشٌ أَو ذِئابُ
فوَرْدان و بَرْدان يقولا / لخشْفِ الظَّبْي خذه يا عُقاب
و تَأْذِيةٌ تردُّ لهن قولاً / ألاَ خِلاّيَ مَا هَذَا العُقاب
أَعِيجوا الظبيَ نحوي أَفترِسْه / أَهَلْ غيري يردّ لَهُ الجواب
فقال الظبيُ مَهْلاً يا ضوارٍ / فَهَيْهات المَحيصُ ولا الذَّهاب
أَلا اصْغُوا أُناجِيكم بقولٍ / فليس اليومَ عنكم مَآب
فما رَدُّوا وَمَا سمعوا جواباً / وقال الظُّفْر رِفْقاً يا نِياب
وقالت مُدْية الصَّياد سَهْمِي / من الأَوداجِ قَدْكُم يا كلاب
وظل الظبي يَخبِط فِي دِماه / بأيدي القوم وانقطع الجواب
ومَلْكُ الأرض بِنظرها عِجاباً / تطوف بِهِ أُسود لا يهابوا
يقول لهم عِجُوا الأفراسَ نحوِي / وأَبْدوا أمركم طُرّاً تُحابُوا
فَهَذِي الأرضُ قَدْ طُوِيت لدينا / فحَسْبُكم المَهامهُ والهِضاب
فما أنتم تَهابون المنايا / ولا خَيْلي تُعاجُ لَهَا رِقاب
وَقَدْ مُلِئت رياضُ الأُنْسِ زَهْراً / وكاساتُ السرورِ انتهاب
تعَالَوا ننتهبْ مرحاً وصَيْداً / فقَبلِي تُبَّعٌ مرِحوا وطابوا
فرَدَاً ساردَ الأَفراحِ رَدّاً / فنادِي الأُنس شُقَّ لَهُ وِطاب
بأَملاكٍ غَطارِفةٍ كِرامٍ / سحائبُ نَيْلِهم شَهْد وصاب
سلاطينٌ مَيامينٌ غُيوثٌ / عَلَى أَديانهم نَزَلَ الكتاب
مَقاوِلة أَكاسِرَة شُموس / فهم عَلَم إِذَا خَفِيَ الصَّواب
مَباذِيلٌ أَساطينٌ طُهوف / إِذَا الأَنْواء عَزَّ بِهَا انْسِكاب
لهم شَرَف تَخِرُّ لَهُ الرَّواسِي / وفضلٌ لا يُعَدُّ لَهُ حساب
بنو سلطانَ أشبالُ المَعالي / دُعوا للمجد طُرّاً فاستجابوا
وَقَدْ شَرُفوا بعينِ الدهرِ جَمْعاً / وإنسانِ الزمانِ فلا ارتياب
بفاءٍ ثُمَّ ياءٍ ثُمَّ صادٍ / ولامٍ بعدَها شيء عُجاب
قَطوبٌ للمَكارِهِ يومَ يُدْعَى / بَشوشُ الوجهِ لَيْسَ لَهُ صِخاب
لَهُ خُلقٌ يَحار لديه فكرِي / وعَفْو فِيهِ للجاني عِقاب
فحَسْبي من أبي تيمورُ فضلٌ / غزيرٌ مَا لَهُ قطُّ اقْتِضاب
بِهِ أَنسى الزمانَ وساكنيه / وأوطاني وإنْ طال اغترابُ
تقول ليَ الوَساوِسُ وهي غر / لقد مضتِ الفُتوة والشباب
وَقَدْ وَلَّى الصِّبا فِي غيرِ شيءٍ / وآنَ بك التّراجعُ والإياب
فقلت لَهَا دَعيني منكِ يا ذِي / فما لِي غيرُ باب الفضلِ باب
ذَريني أَنْتَجِعْ برقَ المعالي / فذا مولاي فيْصَلنا المُهاب
فها أنا فِي ذَرَى نُعماه أسعى / بفَضلِ لا تُشَق لَهُ ثياب
وأَرفُلُ فِي نعيم العيشِ منه / بحودٍ لا يُطاق لَهُ ثَواب
فعِشْ وانْعَم أبا تيمورَ وابسُط / أَيادِي الجودِ مَا اسودَّ الغُراب
خِيام العز تُقْرِيك السَّلامَا
خِيام العز تُقْرِيك السَّلامَا / سقاكِ الغيثَ سَحّاً وانْسِجاما
رحلْنا عنك لا نبغِي بَديلاً / ولا مِثْلاً وَلَمْ نُرِد انْصِراما
ولكنْ منك كي نزداد حباً / فزُرْ غِبّاً تَجِدْ حُباً مُداما
سَقانا الدهرُ كاساتِ التصابي / فعُمْنا البحرَ ننتشِق النُّعامى
بغلمانٍ يجرون المواشي / كَأَنَّ الليل يكسوهم ظلاما
طَفِقنا نقطع الدَّوّاء بحراً / وساقي الأُنس يُهدينا مُداما
كَأَنَّ الجوَّ شوبٌ زِبْرِجي / وظهرَ البحرِ من روض الخُزامَى
ظللنا نَصْطَبحْ كاساتِ أنس / تخالُ الدهرَ صَبّاً مُستَهاما
تطوف بِنَا المواشي قاطعاتٍ / أَديم البحرِ من رهْوٍ تَرامَى
تُجلِّلنا المهابةُ من مليكٍ / كَأَنَّ عَلَيْهِ من فرح ضِراما
فضَضْنا مجلسَ الإيناسِ بِكْراً / كَأَنَّ الدهر نَحْمِله غلاما
فما أَحْلاه من أُنسٍ بدارٍ
فما أَحْلاه من أُنسٍ بدارٍ / صَبوحُك فِيهِ من رِيمِ الفَلاةِ
نُواصل ليلَنا بالصبحِ أُنساً / ونَطْهَى اللحمَ فِي وقت الغَداةِ
ونَقرِي الضيفَ من لحم غريضٍ / رمتْه أَكفُّنا بالبُنْدُقات
تَظلُّ طُهاتنا ترمى بشحمٍ / رمتْه لَهَا صَناديد الرُّماةِ
وَلَمْ نبرحْ تسير بِنَا المَذاكِي / بفتيانٍ كسَيْرِ الذّارياتِ
فهم صَحْبى نجومٌ فِي الدَّياجي / لهم علمٌ بكَشْفِ المُعضلاتِ
فما أَهْنَى وأَحسنَه زماناً / ألم شُذّاذَنا بعد الشَّتاتِ
بدارٍ لا تَضيق النفسُ فِيهَا / لَهَا فِي القلبِ حسنُ الخاتمات
فقَرِّي يَا ظفارُ لَنَا عيوناً / فقد يأتي زمانُ الطيبات
ففي المحولةِ الذَّرذيرُ جاراً
ففي المحولةِ الذَّرذيرُ جاراً / فلا يَرْعَى الذِّمامَ ولا الجِوارا
فلم نصبرْ وَلَيْسَ لَنَا اقتدارٌ / ألا نختار يَا صحبي ديارا
فظل بليلنا تَطْوي سُهاداً / فلا ليلاً ننام ولا نهارا
فبالمحمولة العينانِ قَرَّت / وأشعلَ حبُّها فِي القلب نارا
وأَضحى القلبُ فِيهَا مستقراً / ولكنْ من أذى الذرذير طارا
يَبيت عَلَى الجسوم يَشُنُّ رقصاً / ويشرب دَمَّها خمراً عُقارا
ويُطربه البعوضُ إِذَا تغنَّى / ودَنْدَنَ طبلُه وسعى جهارا
فبِتنا بَيْنَ رقْصاتٍ وزَمْرٍ / وطعنٍ وَخْزُه يُورِي شَرارا
وإِن شق الصباحُ ترى جيوشاً / من الذِّبان لا يخْشَون عارا
إِذَا جئنا لنأكلَ من طعامٍ / تركناه وإن كنا ضَمارى
تُحمِّل أنفساً منا كراماً / لأمرٍ لا نُطِيق لَهُ اصْطبارا
فها يَا قوم نحن لَفِي أمورٍ / بِهَا يَا قوم قَدْ صرنا حيارى
إِلَى نيلِ العُلى كم من رسومِ
إِلَى نيلِ العُلى كم من رسومِ / قَطَعْنا بالسُّرَى ولكَم تَخُومِ
بجُردٍ مُنْشَئاتٍ من سَمومِ / ورَكْبٍ كالنجوم عَلَى نجومِ
مَرَقْن من الفَلاة بِهِ مُروقا /
حَنايا كالقِسِيِّ بهم تَهاوَى / بحورُ نَدَى إِذَا مَا الضيفُ آوى
وإِن مرضَ الزمانُ بِهِم تَداوَى / سَرَيْنَ بِهِم كَأَنَّهمُ نَشَاوى
عَلَى الأَكْوار قَدْ شربوا رَحيقا /
تَخُبُّ نِياقُنا والبدرُ سارِ / وقَدْحُ خِفافِها شُعلات نارِ
فلا تدري بليلٍ أَوْ نهارٍ / وصوءُ الفجرِ مثلُ النهر جار
ترى بدرَ الدُّجى فِيهِ غريقا /
سَراةٌ فَوْقَ أفلاكٍ كَأَنَّا / مَصابيحٌ إِذَا مَا الليل جَنّا
ففت أخلاقنا الأحقادَ عنا / تحث مَطِيَّنا الأشواقُ منا
ونقطع بالأحاديثِ الطريقا /
لقد هَجموا عَلَى حربي وجارُوا
لقد هَجموا عَلَى حربي وجارُوا / أناسٌ قَدْ بَغَوا والبَغْي عارُ
فليس لهم وربُّ العرشِ ثار / حَمدت اللهَ فِي قومٍ أَثاروا
شروراً فاستحالتْ لي سرورا /
همُ شَبّوا الحروبَ عليّ ظلماً / وهم ملئوا الديارَ عليّ خَصْما
فقلتُ لهم جعلتُ الحربَ سِلماً / فقالوا النار قَدْ شُبَّت قلما
دنوتُ بِهَا وجدتُ النار نورا /
فما أنا فِي الورى ملكاً مُقَدَّمْ
فما أنا فِي الورى ملكاً مُقَدَّمْ / ولا بطلاً بيومِ الرَّوْع مُعْلَم
ولا حملت كفاي رُمحاً ولَهَذم / ولا صحبتنِيَ الفرسانُ إِن لَمْ
أُصاحبْها بمأمونِ الغِرارِ /
ولا سَدتُ المَلا والأنفُ أرغمْ / ولا خُضتُ الوَغى والجوُّ أَقْتم
ولا رعتُ الكَمِيَّ إِذن فأَحجم / ولا خافتني الأملاكُ إِن لَمْ
أصبِّحها بملتفِّ الغبارِ /
أتهجرني كذا من غير ذنبٍ
أتهجرني كذا من غير ذنبٍ / وتُعرض والهوى يَسْطو بعَضْبِ
وأسبابُ الجفا حَكمت بسَلْب / أَعِدْ نظراً إليّ فإن قلبي
لَعُمرك إِنْ أطلتَ الهجرَ فانِي /
إِلَى كم ذا الجفا والصبرُ ولَّى / وعقلي فِي مَهاوِي الهجرِ ضَلاّ
فإنْ تك قاتلي فالقتل أولى / سألتُك بالهوى العذريِّ ألا
تَضنَّ بما يُسَرُّ بِهِ فؤادي /
نصحتُك والعلى تُنْبِيك عني
نصحتُك والعلى تُنْبِيك عني / باني فيك أُرْمَى بظَنِّ
فإن قال الحسود ونال مني / فأبلغْ حاسدي عني بأني
كَبا برقٌ يحاول بي لَحاقا /
إذَا مَا كنتَ شهماً ذا سُمُوِّ / فلا تدعِ الأعادي فِي هُدُوِّ
فزَعزِعهم ولا تكُ ذا حُنُوِّ / وهل تُعنى الرسائلُ فِي عدو
إذَا هي لَمْ تكن بِيضاً رِقاقا /
إذَا اختبر الأنامَ أخٌ أديبُ / فإني حاذق بهمُ طبيبُ
عَراني من تجاربهم مَشيب / إذَا مَا الناسُ جربهم لبيب
فإني قَدْ أكلتهمُ ذَواقا /
لقد نَشَرُوا النِّفاقَ لهم شِراعاً / وَقَدْ مَدّوا من التزويق باعا
فما أرجو الخَلْقَ انتفاعاً / فلم أر ودهم إِلاَّ خداعا
ولم أر دينَهم إِلاَّ نفاقا /
فكم دهرٍ بِهِ طال اغتِرابي
فكم دهرٍ بِهِ طال اغتِرابي / أُطاردُ فِيهِ أبطالَ الذُّبابِ
وكم صبحٍ أنا بَيْنَ الكلابِ / وليلٍ بِتُّه رَهْنَ اكتئابِ
أُقاسي فِيهِ أنواعَ العذابِ /
إِذَا مَا الليلُ بالذَّرْديرِ جَنّا / وَجيشُ الجُرد للغارات شَنّا
وطال بيَ السهادُ قَرَعْت سِناً / إِذَا شرب البعوضُ دمي وغَنى
فللبُرغوثِ رقصٌ فِي ثيابي /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025