المجموع : 17
لنا من هاشمٍ هَضباتُ عِزٍّ
لنا من هاشمٍ هَضباتُ عِزٍّ / مُطَنَّبةٌ بأبراجِ السَّماءِ
تُطيفُ بنا الملائكُ كلَّ يومٍ / ونُكفَلُ في حُجورِ الأنبياءِ
ويَهتَزُّ المقامُ لنا ارتياحاً / ويَلقانا صفاهُ بالصَّفاءِ
وليلٍ مثلِ خافيةِ الغُرابِ
وليلٍ مثلِ خافيةِ الغُرابِ / عَيِيِّ مذاهبٍ وخَفِيِّ بابِ
دَلفتُ له بأسودَ مُستَمرِّ / كما نظرَ الغِضابُ إلى الغِضابِ
أجشَّ كأنَّما قابلتَ منهُ / تَبعُّقَ لُجَّةٍ وحريقَ غابِ
تَراهُ كأنَّ عينَكَ لا تَراهُ / إِذا وَصَلَ الوثابَ إلى الوِثابِ
كأنَّ لدى مَغابِنهِ التِماعاً / تَهارَشُ عِندَهُ بُقعُ الكِلابِ
يُخالسُ بينَها رَفعاً ووضعاً / كما خَفقَت بنانُكَ بالحِسابِ
بكى للشيبِ ثمَّ بكى عليهِ
بكى للشيبِ ثمَّ بكى عليهِ / فكان أعزَّ من فقدِ الشَّبابِ
فقل للشَّيبِ لا تَبرحْ حميداً / إِذا نادَى شَبابُكَ بالذَّهابِ
لعمرُكَ لَلمَشيبُ عليَّ ممَّا
لعمرُكَ لَلمَشيبُ عليَّ ممَّا / فقدتُ من الشَّبابِ أَشدُّ فوتا
تَمَلَّيتُ الشَّبابَ فصارَ شَيباً / وأبليتُ المشيبَ فكانَ موتا
فَيَا أسَفي على النجَفِ المُعرَّى
فَيَا أسَفي على النجَفِ المُعرَّى / وأوديَةٍ مُنوَّرةِ الأقاحِ
وما بَسَطَ الخَوَرنَقُ من رياضٍ / مُفَجَّرةٍ بأفنِيَةٍ فِساحِ
ووا أسفاً على القُناصِ تغدو / خرائطُها على مجرى الوشاحِ
وإذ بيتي على رُغمِ المُلاحي
وإذ بيتي على رُغمِ المُلاحي / هو البيتُ المُقابلُ للضُّراحِ
ووالديَ المشارُ به إِذا ما / دَعا الدَّاعي بحيَّ على الفلاحِ
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم
أُجالسُ معشراً لا شكلَ فيهم / وأشكالي قدِ اعتَنَقوا اللُّحُودا
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ
يقول لكَ ابنُ عمِّكَ من بعيدِ / لشيثٍ أو لنوحٍ أو لهودِ
لهجتَ بنا بلا نسبٍ إلينا / ولو نُسِبَ اليهودُ إلى القرودِ
لحِقتَ بنا على عَجَلٍ كأنَّا / على وطنٍ وأنتَ على البريدِ
فَهَبنا قد رضيناكَ ابنَ عمٍّ / فمن يرضى بأفعالِ اليهودِ
وعهدي بالعقاربِ حينَ تَشتو
وعهدي بالعقاربِ حينَ تَشتو / تُخفِّفُ لدغَها وتُقِلُّ خيرا
فما بالُ الشتاءِ أتى وهذي / عقاربُ صدغِهِ تزدادُ شَرا
فإن تكُ قد قُتِلتَ بسهمِ رامٍ
فإن تكُ قد قُتِلتَ بسهمِ رامٍ / وكانت قوسُهُ سبباً لحتفِكْ
فكم يومٍ أدَمتَ القتلَ فيهِ / بقوسي حاجبيكَ وسهمِ طرفِكْ
قتلتَ أعزَّ من ركِبَ المطايا
قتلتَ أعزَّ من ركِبَ المطايا / وجئتُكَ أستلينُكَ في الكلامِ
وعَزَّ عليَّ أن ألقاكَ إلاَّ / وفيما بيننا حدُّ الحُسامِ
ولكنَّ الجَناحَ إِذا أُهيضت / قوادِمُهُ يدِفُّ على الأكامِ
بأكنافِ الثَّويَّةِ من عُذَيبٍ
بأكنافِ الثَّويَّةِ من عُذَيبٍ / جِنانٌ هنَّ جناتُ النَّعيمِ
ويخفقُ وسطها الغُدرانُ ليلاً / ومن حصائبها زُهرُ النجومِ
شبابٌ غابَ ليسَ لهُ قُدومُ
شبابٌ غابَ ليسَ لهُ قُدومُ / وشيبٌ حلَّ رأسكَ ما يَريمُ
فَنعمَ الخِلُّ زائرُك المُولِّي / وبئسَ الخِلُّ زائرُك المُقيمُ
ويومٍ قد ظلِلتُ قريرَ عَينِ
ويومٍ قد ظلِلتُ قريرَ عَينِ / به في مثلِ نعمةِ ذي رُعَينِ
تُفكِّهني أحاديثُ النَّدامى / وتُطربني مُثَقَّفةُ اليدينِ
فلولا خوفُ ما تَجني الليالي / قبضتُ على الفتوَّةِ باليدينِ
لقد أبقى مكانُكَ في لؤيٍّ
لقد أبقى مكانُكَ في لؤيٍّ / وآلَ محمَّدٍ خَلَلاً مُبينا
وليلٍ قد دأبتَ لهُ بآيٍ / من الفُرقانِ بينَ السَّاجدينا
فآنسَ شخصُكَ الجدثَ المُعفى / وأوحش قبرُكَ المُتهجِّدينا
وأوقعَ يومَ أُحدَ بهم جلاداً
وأوقعَ يومَ أُحدَ بهم جلاداً / يُزايلُ بينَ أعضادِ الشؤونِ
فلم يَترك لعبد الدارِ قَرماً / يُقيمُ لواءَ طاغيةٍ لَعينِ
فأفضوا باللِّواءِ إلى صُؤابٍ / فعانَقَه معانقةَ الوَضينِ
فخذَّمهُ أبو حسنٍ فأهوى / صريعاً لليدينِ وللجبينِ
ونودوا لا فتى إلاَّ عليٌّ / وليس كذي الفِقارِ حُمى جُفونِ
وعهدي بالعقارب حين تشتو
وعهدي بالعقارب حين تشتو / تخفف لدغها وتقلُّ خيرا
فما بال الشتاء أتى وهذي / عقاربُ صدغه تزداد شرا