القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 31
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ / على الوحيِ المنزّلِ حينَ يُوحى
وكان لأحمَد الهادي وزيراً / كما هارون كان وزيرَ موسى
وصيُّ محمدٍ وأبو بنيهِ / وأوّلُ ساجدٍ للهِ صلَّى
بمكَّةَ والبريةُ أهلُ شركٍ / وأَوثانٍ لها البَدَناتُ تُهدى
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم / سواه فعندَه حصلَ الرجاءُ
فغُيِّب غَيْبةً من غير موتٍ / ولا قتلٍ وصارَ به القضاءُ
إلى رَضْوى فحلَّ بها بشعبٍ / تجاوره الخوامعُ والظباءُ
وبين الوحشِ يرعى في رياضٍ / من الآفاق مرتَعُها خَلاءُ
فحلَّ فما بها بشرٌ سواهُ / بِعُقْوَتِه له عسلٌ وماءُ
إلى وقتٍ ومدّةٍ كلِّ وقتٍ / وإنْ طالتْ عليهِ لها انقضاءُ
فَقُلْ للنّاصبِ الهادي ضَلالاً / تقومُ وليس عندَهُمُ غَناءُ
فداءٌ لابنِ خولةَ كلُّ نذلٍ / يُطيف به وأنتَ له فِداءُ
كأنا بابنِ خولةَ عن قريبٍ / وربُّ العرشِ يفعلُ ما يشاءُ
يهزّ دوينَ عينِ الشمس سَيفاً / كلمعِ البرقِ أخلَصَهُ الجَلاءُ
تُشَبِّهُ وجهَهُ قمراً منيراً / تُضيءُ له إذا طلع السَّماءُ
فلا يَخفى على أحدٍ بصيرٍ / وهل بالشمس ضاحيةً خفَاءُ
هنالك تعلم الأحزابُ أنّا / ليوثٌ لا يُنَهنهِنا الكِفاءُ
فنُدركُ بالذّحولِ بَني أميٍّ / وفي ذاك الذحولِ لهم فناءُ
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي / لنا ما نحنُ ويحَكَ والعَناءُ
أتبصُر ما نقول وأنتَ كهلٌ / تَراك عليكَ من وَرَعٍ رِداءُ
ألا إنّ الأئمّةَ من قريشٍ / ولاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ
عليٌّ والثلاثةُ من بنيهِ / هم أسباطُه والأوصياءُ
فأنَّى في وَصيّته إليهمْ / يكونُ الشكُّ مِنّا والمِراءُ
بهم أوصاهُمُ ودعا إليهم / جميعَ الخلقِ لو سَمِعَ الدُّعاءُ
فَسِبطٌ سِبطُ إيمانٍ وحِلمٍ / وسبطٌ غَيَّبتْهُ كَرْبَلاءُ
سَقى جَدَثاً تضمّنه مُلِثٍّ / هَتوفُ الرَّعد مُرْتَجِز رِواءُ
تَظَلُّ مُظلّةً منها عَزالٍ / عليه وتَغتدي أُخرى مِلاءُ
وسبطٌ لا يذوقُ الموتَ حتى / يقودَ الخيلَ يَقْدُمها اللِّواءُ
من البيتِ المحجَّبِ في سَراةٍ / شُراةٍ لَفَّ بينهمُ الإخاءُ
عصائبُ ليسَ دونَ أغرَّ أجلى / بمكّةَ قائمٍ لهمُ انتهاءُ
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ / أبرُّهم وأكرمُهم نِصابا
دَعاهم أحمدٌ لما أتتهُ / من اللهِ النبوّةُ فاستجابا
فأدَّبه وعلَّمه وأملى / عليهِ الوحيَ يكتُبه كِتابا
فأحصى كلَّما أملى عليهِ / وبيَّنه له باباً فبابا
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ / وما لأخي المشيبِ وللتصابي
وربّ خريدةٍ ريّا رَداحٍ / خَدَلَّجةٍ بَرْهرَهةٍ كَعابِ
صموتِ الحَجِل تثنى المِرطَ منها / على كَفَلٍ كدِعصِ الرملِ رابي
خلوتُ بها فلم ألممْ بسوءِ / ولم يكُ بيننا غيرُ العتابِ
إذا ما المرء شابَ له قذالٌ / وعلَّله المواشطُ بالخضابِ
فقد ولّت بَشاشتُه وأودى / فقم يا صاحِ نَبكِ على الشبابِ
فليس بعائد ما فاتَ منه / إلى أحدٍ إلى يومِ المآبِ
إلى يوم يؤوبُ الناسُ فيه / إلى دنياهُم قبلَ الحسابِ
أدين بأنّ ذاك كذاكَ حقّاً / وما أنا بالنُّشورِ بذي ارتيابِ
لأن الله خبَّر عن رجالٍ / حيوا من بعدِ درسٍ بالترابِ
وأهوجَ نالَ جهلاً من عليٌّ / فقلتُ له رويدَك للجوابِ
أليس بذي المكارمِ من قريشٍ / إذا عُدوا وفي الحَسَب اللُّبابِ
وفي الإسلام أوَّلَ أوَّليهِ / وفي الهيجاءِ مشهورَ الضرابِ
ببدرٍ ثم أُحْدٍ ثم سَلْعٍ / غداةَ غدا بأبيضَ غير نابِ
إلى عمرٍو وعمرو من قريشٍ / تمكّن من ذُراها في النِّصابِ
ألا يا قومِ للعَجَبِ العُجابِ / لِخُفِّ أبي الحسين وللحُبابِ
عَدوٌّ من عُداةِ الجنِّ وغدٌ / بعيدُ في المَرادة من صوابِ
أتى خُفّاً له وانسابَ فيه / لنيهشَ رجلَه منه بنابِ
لينهشَ خيرَ من ركب المطايا / أميرَ المؤمنينَ أبا تُرابِ
فَخَرَّ من السماء له عُقاب / من العُقبان أو شبهُ العُقابِ
فطارَ به فحلّق ثم أهوى / به للأرضِ من دونِ السَّحابِ
فصكّ بِخُفِّهِ وانسابَ منه / وولّى هارباً حَذَرَ الحِصابِ
إلى جُحر له فانساب فيه / بعيدِ القعر لم يُرتَجْ ببابِ
كريهُ الوجهِ أسودُ ذو بصيصٍ / حديدُ النابِ أزرقُ ذو لُعابِ
يَهِلّ له الجريءُ إذا رآه / حثيثُ الشّدِّ محذورُ الوِثابِ
تأخرّ حَيْنُه ولقد رماه / فأخطأه بأحجارٍ صِلابِ
ودوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ / نقيعُ سِمامِه بعدَ انسيابِ
فإنّك كنتَ تَعبُده غُلاماً
فإنّك كنتَ تَعبُده غُلاماً / بَعيداً عن أسافَ ومن مَناةِ
ولا وَثناً عبدتَ ولا صَليباً / ولا عُزَّى ولم تَسْجُدْ للاتِ
أعارَكَ يومَ بِعْناهُ رباحٌ
أعارَكَ يومَ بِعْناهُ رباحٌ / مَشافِرَه وأنفَك ذا القبيحا
وكانت حِصّتي إبطَيّ منه / ولوناً حالكاً أمسى فَضوحا
فهل لك في مُبادلِتيكَ إبطي / بِأَنفكَ تَحمَدُ البيعَ الرَّبيحا
فإنّك أقبحُ الفتيانِ أنفاً / وإبطي أَنتنُ الآباطِ ريحا
فإن قُلتمْ أبونا عبدُ شمسٍ
فإن قُلتمْ أبونا عبدُ شمسٍ / فإنّ الزَنجَ من أولادِ نوحِ
هما غُصنانِ من أصلٍ جميعاً / ولكنْ ليس نَبعٌ مثلَ شِيحِ
إذا قالَ الأميرُ أبو بُجيرٍ
إذا قالَ الأميرُ أبو بُجيرٍ / أخو أسدٍ لِمنُشدِهِ يَزيدا
طربتُ إلى الكرامِ فهاتِ فيهمْ / مديحاً من مديحِكَ أو نَشيدا
رأيتَ لمن بحضرتهِ وجوهاً / من الشُكَّاكِ والمُرجين سودا
كأنّ يزيدَ يُنشد بامتداحٍ / أبا حسنٍ نَصارى أو يهودا
أشاقَتْكَ المنازِلُ بعد هندِ
أشاقَتْكَ المنازِلُ بعد هندِ / وتِربَيْها وذاتِ الدَلِّ دعدِ
منازلُ أقفرت منهنّ مُحَّت / معالِمُهنَّ من سَبَلٍ ورَعْدِ
وريحٍ حَرْجَفٍ تستنُّ فيها / بسافي التُربِ تَلْحِمُ ما تُسدّي
ألم يبلغْك والأنباءُ تَنْمي / مَقالُ محمدٍ فيما يُؤَدّي
إلى ذي علمِهِ الهادي عليٍّ / وخولةُ خادمٌ في البيتِ تَرْدِي
ألم ترَ أنّ خولةَ سوف تأتي / بواري الزَّندِ صافي الخِيمِ نَجْدِ
يفوزُ بكُنيتي واسمي لأنّي / نَحَلْتُهماه والمَهديّ بعدي
يُغيَّب عنهم حتى يَقولوا / تَضمّنه بطَيْبةَ بطنُ لَحْدِ
سنينَ وأشهراً ويُرى بِرَضوى / بشِعْبٍ بين أنمارٍ وأُسْدِ
مقيمٌ بين آرامٍ وعِينٍ / وحَفّانٍ تَرُوحُ خلالَ رُبْدِ
تُراعيها السِّباعُ وليس منها / مُلاقيهُنّ مفترساً بحدِّ
أمِنَّ به الرَّدى فَرَتَعْنَ طوراً / بلا خوفٍ لدى مَرعىً وورْدِ
حلفتُ بربِ مكّةَ والمُصَلّى / وبيتٍ طاهرِ الأركانِ فَرْدِ
يطوفُ به الحجيجُ وكلَّ عامٍ / يحلُّ لديهِ وفدٌ بعد وفدِ
لقد كان ابنُ خولة غيرَ شكٍّ / صفاءُ ولايتي وخلوصُ وَدِّي
فما أحدٌ أحبُّ إليّ فيما / أُسِرُّ وما أبوحُ به وأُبدي
سوى ذي الوحي أحمدَ أو عليٍّ / ولا أَزكى وأطيبَ منه عِندي
ومن ذا يا ابن خولةَ إذ رمتني / بأسهمها المنّيةُ حِينَ وَعْدِي
يذبّبُ عنكُ ويَسُدُّ ممّا / تثلَّم من حُصونكم كَسَدّي
وما لي أن أمرَّ به ولكن / أؤمّلُ أن يؤخَّرَ يومُ فَقدي
فأدرك دولةً لك لستَ فيها / بجبّارٍ فتوصفَ بالتعدّي
على قومٍ بَغَوْا فيكمْ علينا / لتُعدي منكمُ يا خيرَ مُعْدِ
لتعلُ بنا عليهم حيثُ كانوا / بفورٍ من تِهامةَ أو بِنَجْدِ
إذا ما سرتَ من بلد حرام / إلى مَن بالمدينة من مَعَدِّ
وماذا غرَّهم والخيرُ منهم / بأشوسَ أعصلِ الأَنيابِ وَرْدِ
وأنت لمن بَغى وعدا وأذكى / عليك الحرب واسترداك مُرْدِ
قيمُ النارِ ذاك لها وذا لي
قيمُ النارِ ذاك لها وذا لي / ذَريه إنّه لي ذو وِدادِ
يُقاسمها فينصفُها فَترضى / مقاسمةَ المعادِلِ غيرَ عاد
كما انتقدَ الدراهمَ صيرفيُّ / ينقِّي الزائفاتِ من الجيادِ
أجَدَّ بآلِ فاطمةَ البكورُ
أجَدَّ بآلِ فاطمةَ البكورُ / فدمعُ العين منهلٌّ غزيرُ
لقد سَمعوا مقالَته بِخَمٍّ
لقد سَمعوا مقالَته بِخَمٍّ / غداةَ يضمُّهم وهو الغديرُ
فمن أولى بكم منكم فقالوا / مقالةَ واحدٍ وهمُ الكثيرُ
جميعاً أنتَ مولانا وأَوْلى / بنا منّا وأنتَ لنا نَذيرُ
فقال لهم علانيّةً جِهاراً / مقالةَ ناصحٍ وهمُ حُضورُ
فإنّ وليَّكم بعدي عليٌّ / ومولاكُم هو الهادي الوزيرُ
وزيري في الحياةِ وعند موتي / ومن بَعدي الخليفةُ والأميرُ
فوالى اللهُ من والاهُ منكمْ / وقابَلَهُ لدى الموتِ السرورُ
وعادى اللهُ من عاداهُ منكمْ / وحلّ به لدى الموتِ النُّشورُ
وفي ذاتِ السلاسلِ من سُلَيْمٍ
وفي ذاتِ السلاسلِ من سُلَيْمٍ / غداةَ أتاهمُ الموتُ المُبيرُ
وقد هَزموا أبا حفصٍ عميراً / وصاحبَهُ مِراراً فاستُطيروا
وقد قَتلوا من الأنصارِ رهطاً / فحلّ النَّذرُ أو وجبتْ نُذورُ
أزار الموتَ مشيخةً ضِخاماً / جَحاجحةً تُسدُّ بها الثغورُ
وعمرو قد سُقي كأساً بِسَلْعٍ / أقبُّ كأنّه أسدٌ مُغيرُ
فنادى هل بذي حَسَبٍ بِرازٌ / وهل عندَ امرئٍ حرٍّ نكيرُ
وصيُّ محمدٍ وأمينُ غيبٍ / ونعمَ أخو الإمامةِ والوزيرُ
إذا ما آيةٌ نَزلت عليه / يَضيقُ بها من القومُ الصُّدورُ
وعاها صدرُهُ وحنت عليها / أضالِعُهُ وأحكَمَها الضميرُ
هما أخَوان ذا هادٍ إلى ذا / وذا فينا لأُمّته نذيرُ
فأحمدُ منذرٌ وأخوه هادٍ / دليلٌ لا يَضِلُّ ولا يَحيرُ
كسابقِ حَلبةٍ وله مَظَلٌّ / أمامَ الخيلِ حيثُ يَرى البصيرُ
تباشَرَ أهلُ تَدمرَ إذ أتاهمْ
تباشَرَ أهلُ تَدمرَ إذ أتاهمْ / بأمر أميرنا لهمُ بَشيرُ
ولا لأميرِنا ذنبٌ إليهم / صغيرٌ في الحياةِ ولا كَبيرُ
سوى حُبِّ النبيِّ وأقرَبيه / ومولاهُم بِحُبَّهمُ جديرُ
وقالوا لي لكيما يَحزُنوني / ولكن قولهم إفك وزُورُ
لقد أمسى أخوكَ أبو بجيرٍ / بمنزلةٍ يُزار ولا يَزورُ
وظلّت شيعةُ الهادي عليّ / كأنَ الأرض تحتهمُ تَمورُ
فبِتُّ كأنّني مَما رَموني / به في قِدِّ ذي حَلَقٍ أسيرُ
كأنَّ مَدامعي وجفونَ عَيني / تُوخَّزُ بالقَتاد فهنَّ عُورُ
أقول عليَّ للرحمنِ نَذر / صحيحٌ حيث تُحتبسُ النُّذورُ
بمكّةَ إن لِقيتُ أبا بُجيْرٍ / صَحيحاً واللّواءُ له يَسيرُ
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى / بخاتَمهِ على رَغمِ الكُفورِ
وقد وجبَ الولاءُ له علينا / بذلك في الجِهار وفي الضَّميرِ
وأخبرنا الإلهُ بما وَقاهمْ / ولقَّاهم هناك من السُّرورِ
وأكرمهم لِما صبروا جميعاً / بجنّابٍ وألوانِ الحريرِ
فلا شمساً يَرون ولا حَميماً / ولا غَسّاقَ بين الزمهريرِ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ / على تحكيمهِ الحسنِ الجميلِ
على تحكيمِهِ فَعَموا وصمُّوا / كتابَ اللهِ في فمِ جُبْرَئيلِ
فمالوا جانباً وبَغَوا عليهِ / فما مالوا هناكَ إلى مَميلِ
فتاةَ القومُ في ظُلَمٍ حَيارى / عماةً يَعمَهونَ بلا دليل
فضّلوا كالسوائم يومَ عيدٍ / تنحر بالغداة وبالأصيل
كأن الطير حولهم نضارعه / عُكوفاً حولَ صُلبانِ الأبيلِ
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ / ويزعمُ أنّه للنارِ صالي
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا / وبادونا العداوةَ والخِصاما
فقالوا والمقالُ لهمْ عريضٌ / أترجون أمراً لقيَ الحِماما
وظلّ مجاورِاً والناسُ أُكلّ / لِرَيْبِ الدهرِ أصداءً وَهاما
فأعييناهمُ إلاّ امتِساكاً / بحبكَ يا بنَ خولةَ واعتِصاما
فكانَ جوابُنا لهمُ جَهِلْتُم / وخبتمْ والذي خَلَق الأَناما
لقد أمسى المجاورُ شِعبَ رَضوى / تُراجِعُه الملائكةُ الكَلاما
ألا حيِّ المقيمَ بشِعب رَضوى / وأهدِ له بمنزلِهِ السّلاما
وقل يا ابنَ الوصيِّ فدتكَ نَفسي / أطلتَ بذلكَ الجَبَلِ المُقاما
أضرّ بمعشرٍ والوك مِنّا / وسمَّوكَ الخليفةَ والإماما
وعادوا فيكَ أهلَ الأرضِ طُرّاً / مُقامك عنهمُ سَبعين عاما
لقد أمسى بمورِقِ شِعب رَضوى / إمامٌ عادلٌ يَتلو إماما
وما ذاقَ ابنُ خولةَ طعمَ موتٍ / ولا وارَتْ له أرضٌ عِظاما
وإنَّ له به لمقيلَ صدقٍ / وأنديةً تُحدِّثُهُ كِراما
هدانا الله إذ جُرتم لأمرٍ / بهِ وعليهِ نَلتمس التَّماما
تمامَ مودّةِ المهديِّ حتى / تَروا راياتِنا تَترى نِظاما
تَرى راياتِه بالشامِ سُوداً / وبين النَّقعِ تَحسبها قَتاما
فيهدمُ ما بنى الأحزابُ فيه / ويَلقى أهلُه منه غَراما
جزاءً بالذي عَمِلوا وتَفنى / جبَابِرُهُم وتنتقِمُ انتقاما
على آلِ الرسولِ وأقربيه
على آلِ الرسولِ وأقربيه / سلامٌ كلّما سَجعَ الحَمامُ
أليسوا في السماءِ همُ نجومٌ / وهم أعلامُ عزٍّ لا يُرامُ
فيا مَن قد تَحيَّر في ضَلالٍ / أميرُ المؤمنينَ هو الإمامُ
رسولُ الله يوم غدير خُمٍّ / أنافَ به وقد حَضَر الأنامُ
وثاني أمرهِ الحسنُ المُرَجَّى / له بيتُ المشاعرِ والمَقامُ
وثالِثُه الحسينُ فليس يَخفى / سَنا بدرٍ إذا اختلطَ الظَّلامُ
ورابِعهمْ عليٌّ ذو المساعي / به للدينِ والدّنيا قِوامُ
وخامِسُهمْ محمدٌ ارتضاه / له في المأثُراتِ إذاً مَقامُ
وجعفرُ سادسِ النجباء بدرٌ / بِبهجتِهِ زَها البدرُ التَّمامُ
وموسى سابعٌ وله مَقام / تَقاصرَ عن أدانيهِ الكِرامُ
علىٌّ ثامنٌ والقبرُ منهُ / بأرضِ الطّوسِ إن قَحَطوا رِهامُ
وتاسِعهم طريدُ بني البَغايا / محمدٌ الزكيُّ له حُسامُ
وعاشِرُهم عليّ وهو حِصْنٌ / يَحِنُّ لِفَقْدهِ البلدُ الحَرامُ
وحادي العَشْرِ مصابحُ المعالي / منيرُ الضَوْءِ الحسنُ الهُمامُ
وثاني العَشْر حانَ له قيامٌ / محمدٌ الزكيُّ به اعتِصامُ
سيظهرُ عاجِلاً نُوراً خَفيّاً / وينساقُ الأمورَ به انتظامُ
أولئك في الجنانِ بهم مَساغي / وجيرتَي الخوامسُ والسَّلامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025