المجموع : 31
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ / على الوحيِ المنزّلِ حينَ يُوحى
وكان لأحمَد الهادي وزيراً / كما هارون كان وزيرَ موسى
وصيُّ محمدٍ وأبو بنيهِ / وأوّلُ ساجدٍ للهِ صلَّى
بمكَّةَ والبريةُ أهلُ شركٍ / وأَوثانٍ لها البَدَناتُ تُهدى
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم / سواه فعندَه حصلَ الرجاءُ
فغُيِّب غَيْبةً من غير موتٍ / ولا قتلٍ وصارَ به القضاءُ
إلى رَضْوى فحلَّ بها بشعبٍ / تجاوره الخوامعُ والظباءُ
وبين الوحشِ يرعى في رياضٍ / من الآفاق مرتَعُها خَلاءُ
فحلَّ فما بها بشرٌ سواهُ / بِعُقْوَتِه له عسلٌ وماءُ
إلى وقتٍ ومدّةٍ كلِّ وقتٍ / وإنْ طالتْ عليهِ لها انقضاءُ
فَقُلْ للنّاصبِ الهادي ضَلالاً / تقومُ وليس عندَهُمُ غَناءُ
فداءٌ لابنِ خولةَ كلُّ نذلٍ / يُطيف به وأنتَ له فِداءُ
كأنا بابنِ خولةَ عن قريبٍ / وربُّ العرشِ يفعلُ ما يشاءُ
يهزّ دوينَ عينِ الشمس سَيفاً / كلمعِ البرقِ أخلَصَهُ الجَلاءُ
تُشَبِّهُ وجهَهُ قمراً منيراً / تُضيءُ له إذا طلع السَّماءُ
فلا يَخفى على أحدٍ بصيرٍ / وهل بالشمس ضاحيةً خفَاءُ
هنالك تعلم الأحزابُ أنّا / ليوثٌ لا يُنَهنهِنا الكِفاءُ
فنُدركُ بالذّحولِ بَني أميٍّ / وفي ذاك الذحولِ لهم فناءُ
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي / لنا ما نحنُ ويحَكَ والعَناءُ
أتبصُر ما نقول وأنتَ كهلٌ / تَراك عليكَ من وَرَعٍ رِداءُ
ألا إنّ الأئمّةَ من قريشٍ / ولاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ
عليٌّ والثلاثةُ من بنيهِ / هم أسباطُه والأوصياءُ
فأنَّى في وَصيّته إليهمْ / يكونُ الشكُّ مِنّا والمِراءُ
بهم أوصاهُمُ ودعا إليهم / جميعَ الخلقِ لو سَمِعَ الدُّعاءُ
فَسِبطٌ سِبطُ إيمانٍ وحِلمٍ / وسبطٌ غَيَّبتْهُ كَرْبَلاءُ
سَقى جَدَثاً تضمّنه مُلِثٍّ / هَتوفُ الرَّعد مُرْتَجِز رِواءُ
تَظَلُّ مُظلّةً منها عَزالٍ / عليه وتَغتدي أُخرى مِلاءُ
وسبطٌ لا يذوقُ الموتَ حتى / يقودَ الخيلَ يَقْدُمها اللِّواءُ
من البيتِ المحجَّبِ في سَراةٍ / شُراةٍ لَفَّ بينهمُ الإخاءُ
عصائبُ ليسَ دونَ أغرَّ أجلى / بمكّةَ قائمٍ لهمُ انتهاءُ
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ / أبرُّهم وأكرمُهم نِصابا
دَعاهم أحمدٌ لما أتتهُ / من اللهِ النبوّةُ فاستجابا
فأدَّبه وعلَّمه وأملى / عليهِ الوحيَ يكتُبه كِتابا
فأحصى كلَّما أملى عليهِ / وبيَّنه له باباً فبابا
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ / وما لأخي المشيبِ وللتصابي
وربّ خريدةٍ ريّا رَداحٍ / خَدَلَّجةٍ بَرْهرَهةٍ كَعابِ
صموتِ الحَجِل تثنى المِرطَ منها / على كَفَلٍ كدِعصِ الرملِ رابي
خلوتُ بها فلم ألممْ بسوءِ / ولم يكُ بيننا غيرُ العتابِ
إذا ما المرء شابَ له قذالٌ / وعلَّله المواشطُ بالخضابِ
فقد ولّت بَشاشتُه وأودى / فقم يا صاحِ نَبكِ على الشبابِ
فليس بعائد ما فاتَ منه / إلى أحدٍ إلى يومِ المآبِ
إلى يوم يؤوبُ الناسُ فيه / إلى دنياهُم قبلَ الحسابِ
أدين بأنّ ذاك كذاكَ حقّاً / وما أنا بالنُّشورِ بذي ارتيابِ
لأن الله خبَّر عن رجالٍ / حيوا من بعدِ درسٍ بالترابِ
وأهوجَ نالَ جهلاً من عليٌّ / فقلتُ له رويدَك للجوابِ
أليس بذي المكارمِ من قريشٍ / إذا عُدوا وفي الحَسَب اللُّبابِ
وفي الإسلام أوَّلَ أوَّليهِ / وفي الهيجاءِ مشهورَ الضرابِ
ببدرٍ ثم أُحْدٍ ثم سَلْعٍ / غداةَ غدا بأبيضَ غير نابِ
إلى عمرٍو وعمرو من قريشٍ / تمكّن من ذُراها في النِّصابِ
ألا يا قومِ للعَجَبِ العُجابِ / لِخُفِّ أبي الحسين وللحُبابِ
عَدوٌّ من عُداةِ الجنِّ وغدٌ / بعيدُ في المَرادة من صوابِ
أتى خُفّاً له وانسابَ فيه / لنيهشَ رجلَه منه بنابِ
لينهشَ خيرَ من ركب المطايا / أميرَ المؤمنينَ أبا تُرابِ
فَخَرَّ من السماء له عُقاب / من العُقبان أو شبهُ العُقابِ
فطارَ به فحلّق ثم أهوى / به للأرضِ من دونِ السَّحابِ
فصكّ بِخُفِّهِ وانسابَ منه / وولّى هارباً حَذَرَ الحِصابِ
إلى جُحر له فانساب فيه / بعيدِ القعر لم يُرتَجْ ببابِ
كريهُ الوجهِ أسودُ ذو بصيصٍ / حديدُ النابِ أزرقُ ذو لُعابِ
يَهِلّ له الجريءُ إذا رآه / حثيثُ الشّدِّ محذورُ الوِثابِ
تأخرّ حَيْنُه ولقد رماه / فأخطأه بأحجارٍ صِلابِ
ودوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ / نقيعُ سِمامِه بعدَ انسيابِ
فإنّك كنتَ تَعبُده غُلاماً
فإنّك كنتَ تَعبُده غُلاماً / بَعيداً عن أسافَ ومن مَناةِ
ولا وَثناً عبدتَ ولا صَليباً / ولا عُزَّى ولم تَسْجُدْ للاتِ
أعارَكَ يومَ بِعْناهُ رباحٌ
أعارَكَ يومَ بِعْناهُ رباحٌ / مَشافِرَه وأنفَك ذا القبيحا
وكانت حِصّتي إبطَيّ منه / ولوناً حالكاً أمسى فَضوحا
فهل لك في مُبادلِتيكَ إبطي / بِأَنفكَ تَحمَدُ البيعَ الرَّبيحا
فإنّك أقبحُ الفتيانِ أنفاً / وإبطي أَنتنُ الآباطِ ريحا
فإن قُلتمْ أبونا عبدُ شمسٍ
فإن قُلتمْ أبونا عبدُ شمسٍ / فإنّ الزَنجَ من أولادِ نوحِ
هما غُصنانِ من أصلٍ جميعاً / ولكنْ ليس نَبعٌ مثلَ شِيحِ
إذا قالَ الأميرُ أبو بُجيرٍ
إذا قالَ الأميرُ أبو بُجيرٍ / أخو أسدٍ لِمنُشدِهِ يَزيدا
طربتُ إلى الكرامِ فهاتِ فيهمْ / مديحاً من مديحِكَ أو نَشيدا
رأيتَ لمن بحضرتهِ وجوهاً / من الشُكَّاكِ والمُرجين سودا
كأنّ يزيدَ يُنشد بامتداحٍ / أبا حسنٍ نَصارى أو يهودا
أشاقَتْكَ المنازِلُ بعد هندِ
أشاقَتْكَ المنازِلُ بعد هندِ / وتِربَيْها وذاتِ الدَلِّ دعدِ
منازلُ أقفرت منهنّ مُحَّت / معالِمُهنَّ من سَبَلٍ ورَعْدِ
وريحٍ حَرْجَفٍ تستنُّ فيها / بسافي التُربِ تَلْحِمُ ما تُسدّي
ألم يبلغْك والأنباءُ تَنْمي / مَقالُ محمدٍ فيما يُؤَدّي
إلى ذي علمِهِ الهادي عليٍّ / وخولةُ خادمٌ في البيتِ تَرْدِي
ألم ترَ أنّ خولةَ سوف تأتي / بواري الزَّندِ صافي الخِيمِ نَجْدِ
يفوزُ بكُنيتي واسمي لأنّي / نَحَلْتُهماه والمَهديّ بعدي
يُغيَّب عنهم حتى يَقولوا / تَضمّنه بطَيْبةَ بطنُ لَحْدِ
سنينَ وأشهراً ويُرى بِرَضوى / بشِعْبٍ بين أنمارٍ وأُسْدِ
مقيمٌ بين آرامٍ وعِينٍ / وحَفّانٍ تَرُوحُ خلالَ رُبْدِ
تُراعيها السِّباعُ وليس منها / مُلاقيهُنّ مفترساً بحدِّ
أمِنَّ به الرَّدى فَرَتَعْنَ طوراً / بلا خوفٍ لدى مَرعىً وورْدِ
حلفتُ بربِ مكّةَ والمُصَلّى / وبيتٍ طاهرِ الأركانِ فَرْدِ
يطوفُ به الحجيجُ وكلَّ عامٍ / يحلُّ لديهِ وفدٌ بعد وفدِ
لقد كان ابنُ خولة غيرَ شكٍّ / صفاءُ ولايتي وخلوصُ وَدِّي
فما أحدٌ أحبُّ إليّ فيما / أُسِرُّ وما أبوحُ به وأُبدي
سوى ذي الوحي أحمدَ أو عليٍّ / ولا أَزكى وأطيبَ منه عِندي
ومن ذا يا ابن خولةَ إذ رمتني / بأسهمها المنّيةُ حِينَ وَعْدِي
يذبّبُ عنكُ ويَسُدُّ ممّا / تثلَّم من حُصونكم كَسَدّي
وما لي أن أمرَّ به ولكن / أؤمّلُ أن يؤخَّرَ يومُ فَقدي
فأدرك دولةً لك لستَ فيها / بجبّارٍ فتوصفَ بالتعدّي
على قومٍ بَغَوْا فيكمْ علينا / لتُعدي منكمُ يا خيرَ مُعْدِ
لتعلُ بنا عليهم حيثُ كانوا / بفورٍ من تِهامةَ أو بِنَجْدِ
إذا ما سرتَ من بلد حرام / إلى مَن بالمدينة من مَعَدِّ
وماذا غرَّهم والخيرُ منهم / بأشوسَ أعصلِ الأَنيابِ وَرْدِ
وأنت لمن بَغى وعدا وأذكى / عليك الحرب واسترداك مُرْدِ
قيمُ النارِ ذاك لها وذا لي
قيمُ النارِ ذاك لها وذا لي / ذَريه إنّه لي ذو وِدادِ
يُقاسمها فينصفُها فَترضى / مقاسمةَ المعادِلِ غيرَ عاد
كما انتقدَ الدراهمَ صيرفيُّ / ينقِّي الزائفاتِ من الجيادِ
أجَدَّ بآلِ فاطمةَ البكورُ
أجَدَّ بآلِ فاطمةَ البكورُ / فدمعُ العين منهلٌّ غزيرُ
لقد سَمعوا مقالَته بِخَمٍّ
لقد سَمعوا مقالَته بِخَمٍّ / غداةَ يضمُّهم وهو الغديرُ
فمن أولى بكم منكم فقالوا / مقالةَ واحدٍ وهمُ الكثيرُ
جميعاً أنتَ مولانا وأَوْلى / بنا منّا وأنتَ لنا نَذيرُ
فقال لهم علانيّةً جِهاراً / مقالةَ ناصحٍ وهمُ حُضورُ
فإنّ وليَّكم بعدي عليٌّ / ومولاكُم هو الهادي الوزيرُ
وزيري في الحياةِ وعند موتي / ومن بَعدي الخليفةُ والأميرُ
فوالى اللهُ من والاهُ منكمْ / وقابَلَهُ لدى الموتِ السرورُ
وعادى اللهُ من عاداهُ منكمْ / وحلّ به لدى الموتِ النُّشورُ
وفي ذاتِ السلاسلِ من سُلَيْمٍ
وفي ذاتِ السلاسلِ من سُلَيْمٍ / غداةَ أتاهمُ الموتُ المُبيرُ
وقد هَزموا أبا حفصٍ عميراً / وصاحبَهُ مِراراً فاستُطيروا
وقد قَتلوا من الأنصارِ رهطاً / فحلّ النَّذرُ أو وجبتْ نُذورُ
أزار الموتَ مشيخةً ضِخاماً / جَحاجحةً تُسدُّ بها الثغورُ
وعمرو قد سُقي كأساً بِسَلْعٍ / أقبُّ كأنّه أسدٌ مُغيرُ
فنادى هل بذي حَسَبٍ بِرازٌ / وهل عندَ امرئٍ حرٍّ نكيرُ
وصيُّ محمدٍ وأمينُ غيبٍ / ونعمَ أخو الإمامةِ والوزيرُ
إذا ما آيةٌ نَزلت عليه / يَضيقُ بها من القومُ الصُّدورُ
وعاها صدرُهُ وحنت عليها / أضالِعُهُ وأحكَمَها الضميرُ
هما أخَوان ذا هادٍ إلى ذا / وذا فينا لأُمّته نذيرُ
فأحمدُ منذرٌ وأخوه هادٍ / دليلٌ لا يَضِلُّ ولا يَحيرُ
كسابقِ حَلبةٍ وله مَظَلٌّ / أمامَ الخيلِ حيثُ يَرى البصيرُ
تباشَرَ أهلُ تَدمرَ إذ أتاهمْ
تباشَرَ أهلُ تَدمرَ إذ أتاهمْ / بأمر أميرنا لهمُ بَشيرُ
ولا لأميرِنا ذنبٌ إليهم / صغيرٌ في الحياةِ ولا كَبيرُ
سوى حُبِّ النبيِّ وأقرَبيه / ومولاهُم بِحُبَّهمُ جديرُ
وقالوا لي لكيما يَحزُنوني / ولكن قولهم إفك وزُورُ
لقد أمسى أخوكَ أبو بجيرٍ / بمنزلةٍ يُزار ولا يَزورُ
وظلّت شيعةُ الهادي عليّ / كأنَ الأرض تحتهمُ تَمورُ
فبِتُّ كأنّني مَما رَموني / به في قِدِّ ذي حَلَقٍ أسيرُ
كأنَّ مَدامعي وجفونَ عَيني / تُوخَّزُ بالقَتاد فهنَّ عُورُ
أقول عليَّ للرحمنِ نَذر / صحيحٌ حيث تُحتبسُ النُّذورُ
بمكّةَ إن لِقيتُ أبا بُجيْرٍ / صَحيحاً واللّواءُ له يَسيرُ
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى
وأول مؤمنٍ صلَّى وزَكّى / بخاتَمهِ على رَغمِ الكُفورِ
وقد وجبَ الولاءُ له علينا / بذلك في الجِهار وفي الضَّميرِ
وأخبرنا الإلهُ بما وَقاهمْ / ولقَّاهم هناك من السُّرورِ
وأكرمهم لِما صبروا جميعاً / بجنّابٍ وألوانِ الحريرِ
فلا شمساً يَرون ولا حَميماً / ولا غَسّاقَ بين الزمهريرِ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ
خوارجُ فارقوهُ بنهروانٍ / على تحكيمهِ الحسنِ الجميلِ
على تحكيمِهِ فَعَموا وصمُّوا / كتابَ اللهِ في فمِ جُبْرَئيلِ
فمالوا جانباً وبَغَوا عليهِ / فما مالوا هناكَ إلى مَميلِ
فتاةَ القومُ في ظُلَمٍ حَيارى / عماةً يَعمَهونَ بلا دليل
فضّلوا كالسوائم يومَ عيدٍ / تنحر بالغداة وبالأصيل
كأن الطير حولهم نضارعه / عُكوفاً حولَ صُلبانِ الأبيلِ
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ
وإسماعيلُ يبرزُ من فلانٍ / ويزعمُ أنّه للنارِ صالي
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا
لحانا الناسُ فيكَ وفَنّدونا / وبادونا العداوةَ والخِصاما
فقالوا والمقالُ لهمْ عريضٌ / أترجون أمراً لقيَ الحِماما
وظلّ مجاورِاً والناسُ أُكلّ / لِرَيْبِ الدهرِ أصداءً وَهاما
فأعييناهمُ إلاّ امتِساكاً / بحبكَ يا بنَ خولةَ واعتِصاما
فكانَ جوابُنا لهمُ جَهِلْتُم / وخبتمْ والذي خَلَق الأَناما
لقد أمسى المجاورُ شِعبَ رَضوى / تُراجِعُه الملائكةُ الكَلاما
ألا حيِّ المقيمَ بشِعب رَضوى / وأهدِ له بمنزلِهِ السّلاما
وقل يا ابنَ الوصيِّ فدتكَ نَفسي / أطلتَ بذلكَ الجَبَلِ المُقاما
أضرّ بمعشرٍ والوك مِنّا / وسمَّوكَ الخليفةَ والإماما
وعادوا فيكَ أهلَ الأرضِ طُرّاً / مُقامك عنهمُ سَبعين عاما
لقد أمسى بمورِقِ شِعب رَضوى / إمامٌ عادلٌ يَتلو إماما
وما ذاقَ ابنُ خولةَ طعمَ موتٍ / ولا وارَتْ له أرضٌ عِظاما
وإنَّ له به لمقيلَ صدقٍ / وأنديةً تُحدِّثُهُ كِراما
هدانا الله إذ جُرتم لأمرٍ / بهِ وعليهِ نَلتمس التَّماما
تمامَ مودّةِ المهديِّ حتى / تَروا راياتِنا تَترى نِظاما
تَرى راياتِه بالشامِ سُوداً / وبين النَّقعِ تَحسبها قَتاما
فيهدمُ ما بنى الأحزابُ فيه / ويَلقى أهلُه منه غَراما
جزاءً بالذي عَمِلوا وتَفنى / جبَابِرُهُم وتنتقِمُ انتقاما
على آلِ الرسولِ وأقربيه
على آلِ الرسولِ وأقربيه / سلامٌ كلّما سَجعَ الحَمامُ
أليسوا في السماءِ همُ نجومٌ / وهم أعلامُ عزٍّ لا يُرامُ
فيا مَن قد تَحيَّر في ضَلالٍ / أميرُ المؤمنينَ هو الإمامُ
رسولُ الله يوم غدير خُمٍّ / أنافَ به وقد حَضَر الأنامُ
وثاني أمرهِ الحسنُ المُرَجَّى / له بيتُ المشاعرِ والمَقامُ
وثالِثُه الحسينُ فليس يَخفى / سَنا بدرٍ إذا اختلطَ الظَّلامُ
ورابِعهمْ عليٌّ ذو المساعي / به للدينِ والدّنيا قِوامُ
وخامِسُهمْ محمدٌ ارتضاه / له في المأثُراتِ إذاً مَقامُ
وجعفرُ سادسِ النجباء بدرٌ / بِبهجتِهِ زَها البدرُ التَّمامُ
وموسى سابعٌ وله مَقام / تَقاصرَ عن أدانيهِ الكِرامُ
علىٌّ ثامنٌ والقبرُ منهُ / بأرضِ الطّوسِ إن قَحَطوا رِهامُ
وتاسِعهم طريدُ بني البَغايا / محمدٌ الزكيُّ له حُسامُ
وعاشِرُهم عليّ وهو حِصْنٌ / يَحِنُّ لِفَقْدهِ البلدُ الحَرامُ
وحادي العَشْرِ مصابحُ المعالي / منيرُ الضَوْءِ الحسنُ الهُمامُ
وثاني العَشْر حانَ له قيامٌ / محمدٌ الزكيُّ به اعتِصامُ
سيظهرُ عاجِلاً نُوراً خَفيّاً / وينساقُ الأمورَ به انتظامُ
أولئك في الجنانِ بهم مَساغي / وجيرتَي الخوامسُ والسَّلامُ