أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ
أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ / وَسُمْرَةِ مِسْكَةِ اللَّعَسِ الشَّهِيِّ
وَرُمَّانٍ مِنَ الْكافورِ تَعْلُو / عَلَيْهِ طَوابِعُ النَّدِّ النَّدِيِّ
وَقَدِّ كالْقَضِيبِ إِذْا تَثَنَّى / خَشِيتُ عَلَيْهِ مِن ثِقْلِ الْحُلِيِّ
لَقَدْ أَسْقَمْتِ بِالْهِجْرانِ جِسْمي / وَأَعْطَشَني وِصالُكِ بَعْدَ رِيِّ
إِلى كَمْ أكْتُمُ الْبَلْوَى وَدَمْعي / يَبُوحُ بِمُضْمَرْ السِّرِّ الْخَفِيِّ
وَكَمْ أشْكو لِلاهِيَةٍ غَرامي / فَوَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الْخَليِّ
مُمَنَّعَةٌ لَها جَفْنٌ سَقيمُ / شَديدُ الأخْذِ لِلْقَلْبِ الْبَرِيِّ
تُغازِلُني وَتَزْوِرني حاجِبَيْها / كمَا انْبَرَتِ السِّهامُ عَنِ الْقسِيِّ
وَتَخْتَرِقُ الصُّفوفَ برَوْقِ فِيها / وَهَلْ يَخْفى شَذى الْمِسْكِ الذَّكِيَّ
وِشاجاها عَلى خَصْرٍ عَديمٍ / وَمِئْزَرُها عَلى رِدْفٍ مَلِيِّ
وَمِعْجَرُها عَلى لَيْلِ بَهِيْمٍ / وَبُرْقُعُها عَلى قَمَرٍ سَنِيِّ
يَذودُ شَبا القَنا عَنْ وَجْنَتَيْها / كَمَنْعِ الشَّوْكِ لِلْوَرْدِ الْجَنِيِّ
إِذْا ما رُمْتُ أقْطِفُهُ بِعَيْنيْ / يَقولُ حَذارِ مِنْ مَرْعىً وَبِيِّ
لَسانُ السَّيْفِ مِنْ أَدْنى وُشاتِي / وَمِنْ رُقَبايَ طَرْفُ السَّمْهَرِيِّ
كَأَنَّ لِجَفْنِها فِي كُلِّ قَلْبٍ / فِعالَ الْمَشْرَفِيِّ الأَشْرَفِيِّ
حُسامٌ جاءَ مُنْتَقِلاً لَهُ عَن / أميرِ الْمُؤمِنينَ عَنِ النَّبيِّ
سَنَسْمَعُ عَنْهُما ما قَدْ سَمِعْنا / بِهِ عَن ذِي الْفَقارِ وَعَن عَلِيِّ
إِذْا يَدُهُ الْكَرِيمَةُ صافَحَتْهُ / فَقُلْ فِي لاَمِعٍ أو أَلْمَعيِّ
يَقولُ النَّاسُ أَيُّهُما حُسامٌ / إِذْا اسْتَبَقْقا إلى هامِ الْكَمِيِّ
تَخَيَّرَهُ وَعافَ سِواهُ خُبْراً / بِأَخْذِ الْجَيْدِ أَو رَدِّ الرَّدِيِّ
رَمَى أعْداءَهُ مِنْهُ بِسَهْمٍ / يُصِيبُ نِهايَةَ الْغَرَضِ الْقَصِيِّ
أبَا الْفَتْحِ افْتَخِر وَابْدَأ بِنَفْسٍ / لَها شَرَفٌ عَلى الفَلَكِ الْعَلِيِّ
لَكَ الْكَرَمُ الّذي فَضَحَ الْغَوادي / فَحُمْرَةُ بَرْقِها خَجَلُ الدَّعِيِّ
تُخصُّ بِمائِها فِي الْحِينِ أَرْضاً / وَمالُكَ لِلْفَقيرِ وَلِلْغَنيِّ
لَكَ الْجَيْشُ الّذي إن جاسَ أرْضاً / دَحا الهَضَباتِ كالسَّيْلِ الأتيِّ
تَحُفُّ بِهِ الْمُلوكُ الصِّيدُ فِيهِ / إِحاطَةَ هالَةِ الْقَمَرِ السَّنِيِّ
إِذْا عَطِشَتْ جِيادْ الْخَيْلِ فِيهِ / سَقاها مِنْ دَمِ البَطَلِ الأبِيِّ
وَكَيْفَ ثَبَتَّ طَوْداً مُشْمَخِرّاً / وَأنتَ أَخَفُّ مِن أَسَدٍ جَرِيِّ
وفِي تِلْكَ اليَدِ الْبَيْضاءِ عَضْبٌ / يُحَقِّقُ كُلَّ فِعْلٍ موسَوِيِّ
إِذْا اشْتَجَرَ الْقَنا أَفْناهُ حَطْماً / كَمَلْتَقِفِ الْحِبالِ مَعَ الْعِصِيَّ
سُلَيْمانِيُّ مُلْكٍ لاَ يُضاهَى / تزَيَّنَ بِالْجَمالِ الْيُوسُفِيِّ
قَهَرْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ اقْتِداراً / وَأَنْصَفْتَ الضَّعيفَ مِنَ القَوِيِّ
فَإِنْ تَكُ كالْجَحيمِ عَلى عَدُوٍ / فَإِنَّكَ كالْجِنانِ عَلى الْوَلِيِّ
بَقِيتَ لِهذِهِ الدُّنْيا جَمالاً / سَعيدَ الْجَدِّ فِي عُمُرٍ هَنِيِّ