القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَمال الدِّين ابنُ النَّبِيه الكل
المجموع : 2
أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ
أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ / عَلَى جَفْنَيْكَ أَسْيافٌ تُسَلُّ
يَزيدُ جَمالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ / وَلِي جَسَدٌ يَذُوبُ وَيَضْمَحِلُّ
وَما عَرَفَ السَّقامُ طَريقَ جِسْمي / وَلكِنْ دَلُّ مَنْ أَهْوى يَدُلُّ
يَميلُ بِطَرْفِهِ التُّرْكِيِّ عَنِّي / صَدَقْتُمْ إِنَّ ضِيقَ الْعيْنِ بُخْلُ
إِذْا نُشِرَتْ ذَوائِبُهُ عَلَيْهِ / تَرى ماءً يَرِفُّ عَلَيْهِ ظِلُّ
وَقَدْ يَهْدي صَباحُ الْخَدِّ قَوْماً / بِلَيْلِ الشَّعْرِ قَد تَاهُوا وَضَلُّوا
أَيَا مَلِكَ الْقُلوبِ فَتَكْتَ فِيها / وَفَتْكُكَ فِي الرَّعِيَّةِ لا يَحِلُّ
قَليلُ الْوَصْلِ يُقْنِعُها فَإِنْ لَمْ / يُصِبْها وابِلٌ مِنْهُ فَطَلُّ
أَدِرْ كأْسِ الْمُدامِ عَلى النَّدامَى / ففِي خَدَّيْكَ لي راحٌ وَنُقْلُ
فَنيراني بِغَيْرِكَ لَيْسَ تُطْفا / وَأشْواقِي بِغَيْرِكَ لا تُبَلُّ
بِمَنْظَرِكَ الْبَدِيعِ تُدِلُّ تِيهاً / وَلِي مَلِكٌ بِدَوْلَتِهِ أُدْلُّ
أَبو الفَتْحِ الْكَريمُ الطَّلْقُ موسى / فَتىً يُعْطي الكَثيرَ وَيَسْتَقِلُّ
بِهِ اخْضَرَّتْ فِجاجُ الأرْضِ خِصْباً / فَما لِلْمَحْلِ فِي بَلَدٍ مَحَلُّ
أَغَرُّ عَلى سَريرِ الْمُلْكِ مِنْهُ / سُلَيْمانٌ وَأَهْلُ الأرْضِ نَمْلُ
وَيَمْلأُ غَيْرُهُ كِيساً فَكيساً / وَمِلْءُ زَمانِهِ كَرَمٌ وَعَدْلُ
وَقَالُوا حِفْظُ هذا المالِ عَقْلٌ / فَقالَ نَعَمْ وَبَعْضُ الْعّقْلِ جَهْلُ
فَلَيْسَ يَذُمُّهُ إِلاَّ مَطايَا / إِلى أَبْوابِهِ تَنْضى وَسُبْلُ
تُمَلِّكُهُ الْبِلادَ قَناً وَجُرْدٌ / وَبُتْرٌ مَنْ يُطاوِلُها يَذِلُّ
إِذْا انْبَثَّتْ عَساكِرُهُ اتِّساعاً / تَضايَقَ دونَها حَزْنٌ وَسَهْلُ
بَوارِقُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ داءٌ / وَعِثْيَرُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ كُحْلُ
لِمَوْلانا الْخَليفَةِ فِيهِ رَأْيٌ / حَديدٌ لا يَفِيلُ وَلا يُفَلُّ
تَأَمَّلَ فِي الْكِنانَةْ مِنْهُ سَهْماً / سَديداً لا يَطيشُ وَلا يَزِلُّ
فَفَتَّاهُ وَراسَلَهُ اخْتِصاصاً / وَرَوَّاهُ الْحَديثَ وَذاكَ فَضْلُ
فَزادَتْ هَذِهِ النُّعْمى وَدامَتْ / عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لِلْخَيْرِ أَهْلُ
أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ
أما وَبَياضِ مَبْسِمِكَ التَّقيِّ / وَسُمْرَةِ مِسْكَةِ اللَّعَسِ الشَّهِيِّ
وَرُمَّانٍ مِنَ الْكافورِ تَعْلُو / عَلَيْهِ طَوابِعُ النَّدِّ النَّدِيِّ
وَقَدِّ كالْقَضِيبِ إِذْا تَثَنَّى / خَشِيتُ عَلَيْهِ مِن ثِقْلِ الْحُلِيِّ
لَقَدْ أَسْقَمْتِ بِالْهِجْرانِ جِسْمي / وَأَعْطَشَني وِصالُكِ بَعْدَ رِيِّ
إِلى كَمْ أكْتُمُ الْبَلْوَى وَدَمْعي / يَبُوحُ بِمُضْمَرْ السِّرِّ الْخَفِيِّ
وَكَمْ أشْكو لِلاهِيَةٍ غَرامي / فَوَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الْخَليِّ
مُمَنَّعَةٌ لَها جَفْنٌ سَقيمُ / شَديدُ الأخْذِ لِلْقَلْبِ الْبَرِيِّ
تُغازِلُني وَتَزْوِرني حاجِبَيْها / كمَا انْبَرَتِ السِّهامُ عَنِ الْقسِيِّ
وَتَخْتَرِقُ الصُّفوفَ برَوْقِ فِيها / وَهَلْ يَخْفى شَذى الْمِسْكِ الذَّكِيَّ
وِشاجاها عَلى خَصْرٍ عَديمٍ / وَمِئْزَرُها عَلى رِدْفٍ مَلِيِّ
وَمِعْجَرُها عَلى لَيْلِ بَهِيْمٍ / وَبُرْقُعُها عَلى قَمَرٍ سَنِيِّ
يَذودُ شَبا القَنا عَنْ وَجْنَتَيْها / كَمَنْعِ الشَّوْكِ لِلْوَرْدِ الْجَنِيِّ
إِذْا ما رُمْتُ أقْطِفُهُ بِعَيْنيْ / يَقولُ حَذارِ مِنْ مَرْعىً وَبِيِّ
لَسانُ السَّيْفِ مِنْ أَدْنى وُشاتِي / وَمِنْ رُقَبايَ طَرْفُ السَّمْهَرِيِّ
كَأَنَّ لِجَفْنِها فِي كُلِّ قَلْبٍ / فِعالَ الْمَشْرَفِيِّ الأَشْرَفِيِّ
حُسامٌ جاءَ مُنْتَقِلاً لَهُ عَن / أميرِ الْمُؤمِنينَ عَنِ النَّبيِّ
سَنَسْمَعُ عَنْهُما ما قَدْ سَمِعْنا / بِهِ عَن ذِي الْفَقارِ وَعَن عَلِيِّ
إِذْا يَدُهُ الْكَرِيمَةُ صافَحَتْهُ / فَقُلْ فِي لاَمِعٍ أو أَلْمَعيِّ
يَقولُ النَّاسُ أَيُّهُما حُسامٌ / إِذْا اسْتَبَقْقا إلى هامِ الْكَمِيِّ
تَخَيَّرَهُ وَعافَ سِواهُ خُبْراً / بِأَخْذِ الْجَيْدِ أَو رَدِّ الرَّدِيِّ
رَمَى أعْداءَهُ مِنْهُ بِسَهْمٍ / يُصِيبُ نِهايَةَ الْغَرَضِ الْقَصِيِّ
أبَا الْفَتْحِ افْتَخِر وَابْدَأ بِنَفْسٍ / لَها شَرَفٌ عَلى الفَلَكِ الْعَلِيِّ
لَكَ الْكَرَمُ الّذي فَضَحَ الْغَوادي / فَحُمْرَةُ بَرْقِها خَجَلُ الدَّعِيِّ
تُخصُّ بِمائِها فِي الْحِينِ أَرْضاً / وَمالُكَ لِلْفَقيرِ وَلِلْغَنيِّ
لَكَ الْجَيْشُ الّذي إن جاسَ أرْضاً / دَحا الهَضَباتِ كالسَّيْلِ الأتيِّ
تَحُفُّ بِهِ الْمُلوكُ الصِّيدُ فِيهِ / إِحاطَةَ هالَةِ الْقَمَرِ السَّنِيِّ
إِذْا عَطِشَتْ جِيادْ الْخَيْلِ فِيهِ / سَقاها مِنْ دَمِ البَطَلِ الأبِيِّ
وَكَيْفَ ثَبَتَّ طَوْداً مُشْمَخِرّاً / وَأنتَ أَخَفُّ مِن أَسَدٍ جَرِيِّ
وفِي تِلْكَ اليَدِ الْبَيْضاءِ عَضْبٌ / يُحَقِّقُ كُلَّ فِعْلٍ موسَوِيِّ
إِذْا اشْتَجَرَ الْقَنا أَفْناهُ حَطْماً / كَمَلْتَقِفِ الْحِبالِ مَعَ الْعِصِيَّ
سُلَيْمانِيُّ مُلْكٍ لاَ يُضاهَى / تزَيَّنَ بِالْجَمالِ الْيُوسُفِيِّ
قَهَرْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ اقْتِداراً / وَأَنْصَفْتَ الضَّعيفَ مِنَ القَوِيِّ
فَإِنْ تَكُ كالْجَحيمِ عَلى عَدُوٍ / فَإِنَّكَ كالْجِنانِ عَلى الْوَلِيِّ
بَقِيتَ لِهذِهِ الدُّنْيا جَمالاً / سَعيدَ الْجَدِّ فِي عُمُرٍ هَنِيِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025