القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 4
تهد العمر رائعة المنون
تهد العمر رائعة المنون / وحد الحي اتيان اليقين
الهواً بالغرور ولا نبالي / ونؤخذ بالشمال وباليمين
الا جزع لقاصفة وأخرى / تليها للمباين والقرين
ونركن والمهالك عاصفات / الى تغرير كاذبة خؤون
على ان الحياة لها حدود / سنقطعها على رغم الركون
اليس على الغباوة ذو هناء / وظفر الحتف يفري في الوتين
يمر القارظان ونحن ندري / بأن مسيرنا نحو الكمين
ولو ان الكمين على خفاء / ولكن بطشه رأي العيون
يثبطنا من الآمال وهم / ويُجلى الوهم بالحق المبين
ودون مدارك الآمال رصد / من الآجال منقطع الظنون
تمر بنا جنائزنا بطانا / حواصلها تزف الى الوكون
وتغدو في مراعيها خماصا / الا عمدا من الخمص البطين
لقد ظعن الأحبة واغتبطنا / بما تركوه غبطة ذي جنون
ونحن نرى الحداة بنا ألحت / تطوحنا بعزمات شطون
نقضي ما قضوه وعن قليل / نصير لدى مناخات الظعون
وهل نقضي سوى عيش قصير / اجب الظهر مقبوب الوضين
نمنى فسحة قبضت عليه / على غصص كأوقات السجين
وعيش حشوه كدر وسوء / يلذ على مداهنة الضنين
والا فالحقيقة كل بال / نصيبك منه زادك لليقين
تزود منه للعقبى ودعه / فليس الشأن في الفاني المهين
وطلق هذه الدنيا بتاتا / طلاقك لا اليك ولا تليني
عرفتك حية لينا وسوءا / " دعيني منك يا دنيا دعيني"
خدعت بنيك ثم فتكت فيهم / " وانك لا محالة تخدعيني"
يروعني ابتسامك فوق مكر / كذاك السيف براق المتون
ابنت محاسنا زانت فشاهدت / فبيني أيها الشوهاء بيني
هبلتك يا غدور خذي طريقا / فاني آخذ ذات اليمين
تركتك مزجر الكلب المضري / سوى ما كان منك لأمر ديني
بلوتك يا مخبئة الدواهي / فكنت السم في الماء المعين
وحسبك يا فجار من المساوي / رحاك المستيرة في القرون
أريني أين هم فلديك خبر / جهينة خبرينا باليقين
دعي التدليس ان القوم صاروا / طحينا يا مبددة الطحين
فغري يا خباث بني العمايا / وكفي عن خداع المستبين
اسلمك ابتغي والفتك جار / ونحن لديك في حرب زبون
دهانك ما تشعث ليس يجدي / لأن القصد حلقوم الدهين
حبست الكأس عنا أم عمرو / وامني كأس برك في يميني
فما أمني فجورك أم عمرو / وقد خالفت خالصة الأمين
زبنتك لا أبوء اليك رغبا / مقام الذئب كالرجل اللعين
صحبت الناس صحبة غير صدق / وعاشوا منك في داء دفين
لحنت اليَّ لحنك فاصرفيه / وكل الشر في تلك اللحون
عرفتك بالخلابة منذ عهدي / بسهلك انه صعب الحزون
أريني أين أصحابي وأهلي / ومن عمروك أحقابا أريني
ألم تنزلهم نوب المنايا / عن الظهر الموطأ للبطون
كأن حياتهم لما تقضت / خيال طاف في نوم العيون
وأنت على الطريقة لن تبالي / بمن تفنين حينا بعد حين
أبعد السادة الأطهار بشر / يباشر حبة القلب الحزين
أبعد الصيد من ثروات قومي / تراموا في القبور وخلفوني
ألذ معيشة وسكون قلب / وهيهات السبيل الى السكون
أبعد الطيبين يطيب أنس / وطيب القوم في خلق ودين
أبعد تهدم الاكناف منهم / تظل الناس كانفة بلين
أبعد أفول أقمار المعالي / ألام على النياحة والحنين
حييت بهم على علق ثمين / فمن لي اليوم بالعلق الثمين
هم ضمنوا بكشف الكرب عنا / فقد اخنت شعوب على الضمين
هم كانوا لنا بلدا أمينا / فواحربا على البلد الأمين
هم كانوا السما سقيا ورعيا / فأقلعت السماء عن القطين
هم كانوا رياضا سابغات / بما ترجوه ناضرة الغصون
طوى حضراتهم اعصار هلك / سوى الآثار كالورق اللجين
رميت بفقدهم فاذود عني / حريقا ليس يطفى من شجوني
لو اعج لا يهدئها التأسي / ولا يطفأن من سح الشئون
ولو رمحا شككت به ولكن / تواردت الأسنة كالشطون
فما برحت هموم من فؤادي / ولم نرهق بمرتقب شفون
اكفكف عبرة في جنب أخرى / وذلك دينها أبدا وديني
وما هذي الصدور بثالجات / على مضض الفراق من الضنين
وما في الموت رائفة لوهن / ولا بقيا على طرف سخين
فما تبقى على حصن مشيد / ولا تنجو بناحية امون
نصبر هذه الألباب حتى / تلاشت بالتأوه والأنين
وما كرم العزاء بمستطير / لهم الصدر أو همل العيون
ولكن حيث لا طمع لرد / فحسن الصبر مرتبع الحزين
ألا يكفي المنون الجذ فينا / فما أبقت على حبل متين
لقد أزمت على طود مكين / فكانت نقلة الطود المكين
أبي الضيم مصباح الدياجي / كريم الخيم وهاب المئين
عريض الجاه مبيض الأيادي / رحيب الصدر وضاح الجبين
محيط العلم مفصال القضايا / عميد الفضل ذي الشرف الرصين
جسيم المكرمات لراحتيه / سخاء المزن بالوبل الهتون
عشية " سالم" امسى دفينا / وكل الخير في كفن الدفين
فديتك با ابن أحمد قد رزئنا / بيوم نواك بالحصن الحصين
فلا تبعد وهيهات التداني / بمن سطت به ريب المنون
صحبتك أيها الدر المصفى / فكانت صحبة الحر الرزين
وكنت الركن لي اذ عز ركني / وقد قد السلا رأس الجنين
وكنت العوذ في خير وشر / نزيل حماك في عز مكين
وكنت العون في يسر وعسر / فديتك من أخي ثقة ودين
وداهية أخو حقد رماها / نصبت لها جبينك عن جبيني
وصرت اليك أنسب من نسيب / وصرت عليك أكرم من خدين
تهون عليك نفسك في احترامي / وأنت أعز من ليث العرين
وأعداء أرادوا حذف جاهي / كسرتهم بآلات السكون
فلم تحذر لهم برقا ورعدا / وما شأن الذبابة والطنين
فكنت لي الحسام اذا اشرأبوا / وكنت الدرع للشبوات دوني
وكنت الحامل الثقل المعايي / اذا رست الفوادح كالرعون
خفضت لي الجناح وكنت ردءا / ولم تحفل بغث او سمين
فقد أمسيت في جدث مريع / وتضحى للمذعذعة الحنون
وان ضريحة ضمتك فازت / ببحر ليس ينزف بالعيون
بقاؤك للمعارف والمعالي / بقاء البدر في سدف الدجون
وفقدك لاقتراب الحشر نوع / من الاشراط في أخرى القرون
وأرباب الكمال إذا تولوا / تولى الخير في دنيا ودين
ابعدكم رجال الدين يرجى / صلاح الأرض أو جبر الوهين
فلا تذهب فديتك من خليل / وان أبقيت للحمد الثمين
أتمضي والزمان على شحوب / وكان لديك في خصب ولين
أتمضي والمشاكل ناصبات / أكنت قد اعتمدت على ضمين
فلا وابيك ما بالدار خل / وقد عصفت شعوب على القطين
متى اللقيا أبا الوضاح بيني / وبينك بعد رحلتك الحجون
وهيهات اللقاء وأنت رهن / لرمس همه حبس الرهين
لقد خلفت ذا قلب طعين / بفقدك عل رثيت لذا الطعين
أجالد بين جانحتي نارا / يؤوسا من هدوء أو هدون
وما جلد عليك بمستطاع / ولكن بعض رشد للحزين
اذا استبصرت عن جلد وصبر / تلاشى الصبر في وهج الشجون
متى ترجو الحياة رخاء بال / وقد زرعت لتحصد بالمنون
حميد الذكر هل غادرت نفسا / تطيق الصبر أو بخل العيون
وما عن دعوة الرحمن واق / فديتك لا أقيك ولا تقيني
وليكن لوعة التذكار شبت / فطيرت التشبث في الرنين
وقرض الصبر مرجوع اليه / وحسب المرء من حبل متين
وما يقضي بايجاب وسلب / يكون ولا محيص لمستكين
صبرنا أم جزعنا سوف يجري / قضاء الله بالحق اليقين
أبا الوضاح هيض جناح صبري / وقللت الرزية من متوني
فبت من الهموم على المكاوي / ارادف عبرة الغرب الشنين
وكيف وبين احشائي اوار / تصاعده عن الجمر الطبين
أرى صنعاء كاسفة النواحي / وكانت منك زاهرة الجبين
حدادك أيها الثكلى مليا / ونوحك نوح ورقاء الغصون
فقد أضناك يا خنساء حزن / وعندي ما لديك فأسعديني
فما حرم الصدار عليك صنعا / وصدرك قد تفضفض بالشجون
فكم قلدت يا صنعا البرايا / صنائع منه كالدر الكنين
ومسجدك المنور اذ تعرى / من التسبيح والذكر المبين
بكى محرابه القوام فيه / اذا جال الكرى بين الجفون
وحق له البكاء وقد تردى / باردية عقيب النور جون
ويا اسفاره نوحي عليه / وقري للبلى وسط الخزين
بيان الشرع هل لك من بيان / بيان الشرع هل لك من قرين
ويا تمهيد سيدنا الخليلي / تمهد ان تعيش بلا خدين
فان العالم المقباس أضحى / لحيدا بين أحجار وطين
لقد أضحت مرابعه يبابا / لنوح البوم من بعد القطين
كأن لم تغن بالاحكام يوما / بشرع المصطفى البر الأمين
كأن لم تغن بالكافي الموفي / موازين الندى فوق الظنون
أبا الوضاح إن لاقيت حتفا / فان المرء مجراه لحين
عليك الرحمة العظمى استهلت / مسرمدة بصيّبها الهتون
فدا نفسي لبَهكنةٌ لعوب
فدا نفسي لبَهكنةٌ لعوب / لهوت بها على لثم الشقيق
أناولها من الشاهي كؤوساً / فقالت هكذا طعم الرحيق
كأن الكأس في يدها وفيها / عقيق في عقيق في عقيق
تقول وملؤها لعب وضحك / أتعدل شرب شاهيكم بريقي
فلقت لها منى نفسي أفيقي / بريقك ينطفي لهب الحريق
فأدنت ثغرها مني وقالت / تمتع بي إلى وقت الشروق
فبت أمص وردة وجنتيها / وأرشف جمر مبسمها الشريف
فلما أذهلت عقلي ورشدي / طفقت أصيح يا هادي الطريق
بإسمك سيدي تجلى الكروب
بإسمك سيدي تجلى الكروب / وذكرك تطمئن به القلوب
بحمدك سبحت روحي ونفسي / وقلبي فيك منكسر قطيب
بثثت إليك أحزاني وكربي / وحالي عنك ربي لا تغيب
برحمتك استغثت ولي يقين / بأن من استغاثك لا يخيب
بلطفك سيدي فرج وبشرى / وإن عقدت شدائدها الخطوب
بمنظرك العلي صفات نفسي / وما جرت علي به الذنوب
بسوء الاختيار عصيت ربي / وتلك قضية منها أتوب
بصرت بزلتي سراً وجهراً / وسرك ليس تهتكه العيوب
بعيد من عبيدك كل خير / ولكن أنت بالحسنى قريب
برأفتك استجرت من الخطايا / فكل مكاسبي اثم وحوب
برئت إليك مما لست ترضى / وأنت على براءتي الرقيب
بأوبة مخلص لم يبق شيء / سواك على الوجود له حبيب
بعثت إليك من سري رجاء / وأنت عليم ما تخفى الغيوب
بصير بي وما أخفي وأبدي / وما يأتي به الزمن العصيب
بما نجيبت نوحاً حين نادى / وأنت لكل من نادى مجيب
بما نجيت يؤنس حين نادى / وسبح فانجلت عنه الكروب
بما نجيت أيوب المنادي / ونعم العبد أواب منيب
بديع الكائنات الطف بعبد / له من كل سيئة نصيب
برحمتك التي وسعت أصبني / فإنك من تشاء بها تصيب
بلياتي أحاطت بي ومالي / عليها سيدي صبر رحيب
بنصرك استعد لكل هول / بحولك كل هول لا ينوب
بحولك رب لي نصر عزيز / بحولك رب لي فتح قريب
بدالي من جلالك قهر خصمي / فاسهمهم إلي لهم تصيب
بغوا بي السوء فانجدلوا وخابوا / كذلك كل جبار يخيب
بعزتك اعتصمت فلا أبالي / وإن نصبت مكائدها الخطوب
بعز اللّه سلطاني عليهم / وعدل اللّه سلطان مهيب
بقدرتك استجرت من الأعادي / فأنت القاهر الحكم الحسيب
بنور محمد نور يقيني / وصل عليه ما نارت قلوب
الهي لاسمك الأعلى العلاء
الهي لاسمك الأعلى العلاء / له التسبيح مني والثناء
أقمت لعز وجهك ذل نفسي / فافن النفس فيك لك البقاء
إليك يسوقها شوق ملح / وأصوات الصفات لها حداء
أجشمها العزائم وهي نضو / وتحت عزائم النفس العلاء
أجردها من الأهواء حتى / يباشرها بمنتك الصفاء
امزق باسمك الأعلى صفاتي / والبس من صفاتك ما أشاء
أبيت سوى جلالك لي جلالاً / وليس كنوز وجهك لي سناء
انص إليك بالاخلاص سيري / تساوى الخوف عندي والرجاء
املي النفس من لقياك خيراً / فهل لسعادتي ذاك اللقاء
الهي بلغتي ليست بزاد / وفدك لكل ذي أمل كفاء
أقوم بما أقوم به ولكن / حقيقة ما أقوم به خلاء
أما وجلال وجهك ليس إلا / مجرد فضلك العمل الوفاء
أمنت بنور وجهك في طريقي / وإلا فالضلالة والشقاء
اسأت صناعتي والسوء طبعي / وأنت من الاساءة لي براء
أسير تحت بابك بالخطايا / وعدلك في الحقيقة لي جزاء
أشد مصائبي ذنبي ولكن / برحمتك التأسي والعزاء
أقل لي عثرتي واغفر ذنوبي / وأنت البر عادتك الوفاء
إذا أخلصت ايماني وتوبي / إليك فما بقي إلا الرضاء
أقمت لي الدليل عليك حتى / تجلى الأمر وانكشف الغطاء
الهي كنت كنزاً في خفاء / فحين فطرتنا برح الخفاء
أحق الاعتراف بان عبداً / إذا عرف استقام له الولاء
أعرفان ومعصية وجهل / معاذ اللّه ذاك هو البلاء
أقم لي عصمة واحفظ سلوكي / فإن الحق عصمته وقاء
أما وجلال وجهك لن تراني / سليماً حين يسلمني القضاء
أأشقى سيدي والذكر كسبي / وأنفاسي التبتل والدعاء
أجزني نظرة في الحال والطف / به أنت اللطيف بما تشاء
أجب بمجد كلمات ذكري / وصل عليه ما نشر الثناء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025