المجموع : 71
لئن خالت نوىً قذف شطونٌ
لئن خالت نوىً قذف شطونٌ / يظن على الوداد بها العفاءُ
فلم أهجرك مَلَلاً ولكن / هو الرحمنُ يفعلُ ما يشاءُ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ / مهيبَ اللَّحظِ يبدأُ بالسَّلامِ
إذا شهد النَّديَّ لفصلِ حُكمٍ / تحفَّظَ عنده هَذِرُ الكلامِ
ألا منْ مُبلغٌ عني هُماماً
ألا منْ مُبلغٌ عني هُماماً / أشمَّ كذِروةِ الطَّودٍ الرفيعِ
يُباري بالنَّدى والبأس سِحَّ ال / غَمام وهِبَّةَ السيفِ القَطُوعِ
إذا ما حلَّ أرضاً ذاتَ مَحْلٍ / أعادَ المَحْل أخصَبَ من ربيعِ
ألوكةَ صادقِ الدعْوى أمينٍ / بريءٍ من نفاقٍ في خُضوعِ
بأني مُغرمٌ بهواكَ أطْوي / على البُرَحاءِ أحْناءَ الضُّلوعِ
أحنُّ حنينَ رزاحةٍ فقيدٍ / تُراوحُ في الأزِمَّةِ والنُّسوعِ
إلى الوجه الطَّليق لمُعتَفيهِ / على العِلاَّتِ والكف النَّفوعِ
وما غالتْ هواي نوىً شَطونٌ / ولكن زادَ بُعْدي في ولوعي
ولو مُكنت من عطفِ المَطايا / لكانَ إلى أبي نَصْرٍ رجوعي
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ / ويُخلف بارقُ السحبِ الغوادي
ويغبرُّ الشتاء ومنه يُرجى / نمو الروض أو رِيُّ الصَّوادي
وسيف الدولة الملكُ المُرَّجى / سَحوحُ الجُوْدِ مُنْهلُّ العِهادِ
يبيد نواله فقرَ المَقاوي / وحَدُّ حُسامه مُهج الأعادي
إذ افتخرت ملوك الأرض طُراً / بتعديد المساعي والأيادي
شآها عند مُعتبر المعالي / طيلُ الرمحِ واليد والنجادِ
طليقُ الوجه أغلب مزْيديٌّ / مُضيءُ النارِ مرفوعُ العِمادِ
حماهُ الصبر من وقْع الرزايا / فما يُصْمى بداهيةٍ نَآدِ
ولما أن بلاهُ الدهرُ خُبْراً / وعَجْماً في المُلمَّاتِ الشدادِ
وأبصر منه طوداً ذا هضابٍ / وقوراً لا يُزعزعُ بالعَوادِي
أذلَّ له القياد وكان صعباً / على الأحرار مُمتنعَ القِيادِ
هو الغاني ببلغته وحمْدٍ / عن النَّشب المُجمَّع والتِّلادِ
وواهبُها ألوفاً رابحاتٍ / مُكرمةً عن الوعْد المُعادِ
وباعثُها إلى الغاراتِ تهْفو / سِراعاً مثل مبثوثِ الجرادِ
فيوماً بالمشارق في مغارٍ / ويوماً بالمغارب في جِلادِ
أجلْت الخيلَ في الآفاقِ حتى / تخوَّفتِ السماءُ من الطرادِ
وباراكَ المُلوكُ فكنت منهم / مكان الشامخاتِ من الوهادِ
وكم بخلوا ومالُكَ مُستباحٌ / يظلُّ رغائباً في كل نادِ
وكم رقدوا وأنت من التَّروي / لكسبِ المجد ممتنعُ الرُّقادِ
وكم برموا وأنت رحيبُ بالٍ / تُلاقي الهولَ جذْلانَ الفؤادِ
منحتك مهجة كرُمتْ وعزَّت / ولم تكُ للنوالِ المُستفادِ
ولكني هويتُكَ للمعالي / وما أوتيتَ من شيمٍ وعادِ
وطاب تواضعي لك مثل كِبْري / على الكُبراء في وطءِ الوسادِ
ولستُ بشاعرٍ قدراً ولكن / فصيحٌ بالعُلى والمدح شادِ
أطع فيَّ العُلى وازجر رجالاً / سعوا في شأن مجدي بالفسادِ
فإنَّ الجاهلينَ بغير خُلْفٍ / لأهل الفضل مُذْ خُلِقُوا أعادِ
ولم يزل البعيدُ الشَّوف مرْمىً / لأقوال اللئام من العِبادِ
أرَوْني لينةً وسكونَ عِطْفٍ / وغَرُّوني بشيء كالوداد
وقد كمنَ الأذى والشرُّ فيهم / كُمُونَ النار في جوفِ الزِّنادِ
وقالوا أنه رجلٌ مَريرٌ / متى نُسخطهُ يأخذُ في البِعادِ
فيخلو وجه مولانا ونخلوا / عن المُتزمتين أولي السَّدادِ
ودون فراقِ سيدِ آل عوفٍ / مخاضُ النار أو خرْط القَتادِ
وما أهديته من صفو ودي / فليس مدى الزمان بمستعاد
وقالوا هبه يرفعه علينا / فكيف على خُؤلته الحِدادِ
وما رفعي بمبتدعٍ ولكن / أضَلَّ دليلهمْ طُرقَ الرشادِ
أنا الرجل المقرُّ بفخر فضلي / وهمَّتي الاصادقُ والأعادِي
وقد رفعتني الكُبراءُ قِدْماً / وأوطئْتُ المفارقَ والهَوادِي
فإن حربٌ فعمروٌ في زُبيدٍ / وإنْ نُطْقٌ فقُسٌّ في إيادٍ
ولم أمنحك هذا الرأس إلا / لترفعني على السبع الشِّدادِ
أرى المُغتاب لي منهم كعاوٍ / إلى ضرغامةٍ في الخيس عادِ
أو الساعي ليجرح حدَّ سَيْفٍ / بأنْمُلِه هذا الجهلُ بادِ
سعوا وكرُمْتَ فانقلبوا بخُسرٍ / وما ظفروا بإدراكِ المُرادِ
إذا التوفيق أعوزَ في المساعي / فليس يُفيدُ فرطُ الاجتهادِ
وكم بدروبِ بغدادٍ حديثاً / يسرُّك نشره في كل نادِ
بأنكَ قد بلغت بي الثُّريّا / وأني للترقي في ازديادِ
فكن حيث الظنون فكل كسبٍ / سوى الذكرِ الجميلِ إلى نَفادِ
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ / مقام بني تميمٍ في المَعالي
إذا غبرتْ فجاجُ الأرض سحَّوا / نوالهم غنياً عن سؤالِ
وإنْ ظمئَ القنا نقعوا صَداهُ / بيوم الرَّوع من مُهجِ الرجالِ
وإنَّ عُلا بهاء الدين منهُمْ / مكان الزُّرْق في قصب العَوالي
يميطُ لثامهُ عن مُستنيرٍ / يضيءُ دُجى المطالب واللَّيالي
أخو سَيْلينِ عند رضاً وسُخْطٍ / لمُعتبرٍ نجيعٍ أوْ نَوالِ
ولما تَمَّ في الميلادِ فَضْلاً / دعوهُ في المبادي بالكمالِ
فجاء كنصلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يفيءُ إليه مُنتصرٌ وحالِ
وتهْنيه المودَّةُ منْ عَشيرٍ / جريءٍ في المعارك والجِدالِ
إذا عُدَّتْ سَراةُ الجودِ طُرَّاً
إذا عُدَّتْ سَراةُ الجودِ طُرَّاً / فسعد الدين متبوعُ السَّماحِ
طليقُ الوجهِ لا جَهْمٌ قطوبٌ / ولا هيَّابةٌ عند الكفاحِ
إذا ما اسْتَنَّ في بأسٍ وجُودٍ / أبَرَّ على الغوادي والصِّفاحِ
رضاهُ وسُخْطُهُ في مُعْتَفِيهِ / وفي الأعداء من سَمٍّ ورَاحِ
بنانٌ مثلُ سَحِّ الغَيْثِ رِفْداً / وودهٌ مثلُ مُنْبَلَج الصَّباحِ
شَبا الأقوالِ والأقلام منهُ / أشدُّ من المواضي والرماحِ
تصولُ لها ذِمٌ وشِفارُ بيضٍ / فيهزمُهنَّ بالغُرِّ الفِصاحِ
بقلبي من سَجايا المجْدِ فيه / هوى العِزْ هاةٍ بالخوْدِ الرَّداحِ
إذا مَرِضَ اليمينُ أبو عليٍّ
إذا مَرِضَ اليمينُ أبو عليٍّ / رعاهُ اللهُ فالمجدُ المَريضُ
يرى الناس العوارفَ نافِلاتٍ / وهَنَّ عليه واجِبَةٌ فروضُ
فدامَتْ صِحَّةُ العلْياءِ منهُ / ودامَ المَدْحُ فيه والقَريضُ
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً / أكونُ به بعيداً عن صَوابِ
ولا سيما عِتابَ أخي عَلاءٍ / سليم العِرْض من عارٍ وعابِ
تودُّ مضاءهُ بيضُ المواضي / ويحسد جودهُ دَرُّ السَّحابِ
ولكني مَريرٌ ذو غباءٍ / وإنْ حُلِّيتُ بالشيمِ العِذابِ
ولم أخْشَ الذُّبابَ لهُ ولكنْ / ثناني حُبُّ حَلْواءِ الذُبابِ
ولو نبأُ الخسيفةِ نَمَّ يوماً / لضاقَ القاعُ بالحُمْسِ الغضابِ
وأقبلتِ الغطارفُ من تميمٍ / بنو الصَّيْفِيِّ لا سعدُ الربابِ
إذا سُلَّتْ سيوفهُم لروْعِ / فلا إغْمادَ إلا في الرقابِ
فإنْ أمسيتُ بدراً في مَقامٍ / فأنت الشمس من غير ارْتيابِ
حماني النُّورَ ذو ذَنْبٍ ولكنْ / بعُقْدةِ مُرْتجٍ في ظل بابِ
وكم لك يا عليَّ الخيرِ عندي / أيادٍ لا تُعَدَّدُ بالحسابِ
لها أرَجٌ إذا حَدَّثتُ عنها / كما نُشرت لطيماتُ العِيابِ
فكُن لي في العِباب أخا احْتمالٍ / فمعْيارُ المودَّةِ في العتابِ
دعوتُ اللهَ رَبَّ العرشِ عِلْماً
دعوتُ اللهَ رَبَّ العرشِ عِلْماً / بأنّ اللهَ يسمعُ للدُّعاءِ
بقاءكَ يا غياث الدين شَهْماً / مُطاعَ الأمرِ منصورَ اللواءِ
فإنك إذْ يقيسُكَ ألْمِعَيٌّ / مقامُ الماءِ فينا والهَواءِ
إذا فسدا فمهْلِكُ كل شيءٍ / وإن صَحَّا فداعيةٌ البَقاءِ
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً / عن العلياء المجدِ الأثيل
فلم تبرح عِصاماً عند خوفٍ / وجَدْبٍ للعُفاةِ وللنَّزيلِ
وأروعُ ما اشتريتَ به المعالي / وحُزْتَ شَواردَ الذكرِ الجميلِ
مساعدةُ ابن باكيرا عليٍّ / على ما نابَ من خطبٍ جَليلٍ
حويْتَ به ثناءَ الحيِّ طُرَّاً / وفُزْتَ لديهِ بالأجْر الجزيلِ
فتىً آباءهُ السُّحْبُ الغَوادي / تجودُ بكل مُنْهمرٍ هَطولٍ
وقد حلَّتْ أثيرهُمُ سَجايا / تفوقُ لطافةَ الخمْرِ الشَّمولِ
أعَدْتَ المجدَ مأهولاً أنيساً / وكان كدارسِ الرَّبْع المَحيلِ
وأوجبت الثناء على زمانٍ / شكى أبْناءهُ جَوْرَ البخيلِ
وصدَّقت الرواةَ لكل ماضٍ / قديمٍ بعد تكذيبٍ طويلِ
فعشتَ مدى الزمانِ مُطاعَ أمْرٍ / نقيَّ العرْض كالسَّيْف الصَّقيلِ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ / عزايمهُ وصفحتُه وَقارُ
وغيثٌ أنت لكن الأيادي / سواكبُه إذا حُبِسَ القِطارُ
وليث أنت لكن الضَّواري / لها من فَرْط هيبته حِذارُ
تجمَّع عندك الضِّدانُ مجداً / وجمعُهما لمعتبرٍ فَخارُ
فبرْدُ الجودِ للْعافينَ ماءٌ / وحَرُّ البأسِ للأعْداءِ نارُ
ويومٌ تظمأ الأرواحُ فيه / وتَرْوى منْ جماجمه الشِّفارُ
تضيقُ بخيله فِيحُ المَوامي / ويكسف شمس ضحْوتهُ الغُبارُ
كأن رماحَهُ أشْطانُ جدْلٍ / تُرنحها من الطُّولِ البئارُ
تسابقُ طيرهُ زُرْقَ العَوالي / إلى مُقلٍ فطعْنٌ وانْتسارُ
تكافأ فيه جيشاهُ بطعْنٍ / وضربٍ فاستمرَّ به الغِمارُ
فَصلتهما بطعنةِ شَمَّريٍّ / يودُّ مَضاَ عزْمتهِ الغِرارُ
ومن مثلُ الغِياثِ إذا تمطَّتْ / عِتاقُ الخيلِ وادُّرِعَ الحِذارُ
يخفُّ إلى الصَّريخ إذا دَعاهُ / وفيه تحت رايته اصْطبارُ
سواءٌ في حفيظتهِ لديه / رَخيُّ العيش غَضّاً والخِطارُ
ونِعْمَ مُبيتُ طرَّاقِ الليالي / إذا بخلتْ بِدَرَّتها الغِزارُ
إذا أمنتْ صوارمُه الأعادي / بليلٍ باتَ تخشاها العِشارُ
فيبكي من وغاهُ ومِنْ قِراهُ / وليدُ الحيِّ يُتْماً والحِوارُ
لبيقُ العِطْف بالنعماءِ عَذْبٌ / مكاسِرُه إذا طالَ الحِوارُ
يفوحُ ثناؤُه في كل وادٍ / كأنَّ أريجَ مِدْحته عِطارُ
وما عَذْبٌ مواردهُ بَرودٌ / له بالرَّعْن جَرْيٌ وانحدارُ
أصاب بمَرِّهِ عُلْويّ وَقْبٍ / تقاصَرَ عن تناولهِ التِّجارُ
حديثُ المجِّ منْ كرماء رَعْيٍ / لهنَّ بكل ناضِرةٍ مَطارُ
لهُ خَصَرٌ ونسمتهُ اعْتلالٌ / إذا ما اسْتوقد الشِّعْري النهارُ
بأعذبَ منْ غياث الدين ودّاً / إذا ما عَلْقَم البَرِمَ النِّفارُ
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي / شُهورُ الدَّهر والشهرُ الحرامُ
فأنت بمل مجلبة عِصامٌ / وأنتَ لكلِّ مُجْدبةٍ غَمامُ
تودُّ نوالكَ السُّحُبُ الغَوادي / ويُحسدُ بأسكَ العضب الحُسامُ
سليمُ القلب من صُورِ الدَّنايا / وكِيدٌ حُسنُ عهدكَ والذِّمامُ
يُفيدُ لِقاءُ يومٍ منكَ ودّاً / ويوجِبُ عندكَ الحقَّ السَّلامُ
رَضيٌّ للاِمامِ ومُرتْضاهُ / وكلُّ الخيرِ ما رَضيَ الاِمامُ
فَدُمْ مجدَ الملوكِ حليفَ عزٍّ / مدى الأيامِ شَأوُكَ لا يُرامُ
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً / فغاضَ الغمرُ وابيضَّ النَّضيرُ
وأخلَفتِ الغوادي كلَّ أرضٍ / فسِيَّانِ الأريضَةُ والصُّخورُ
وقيَّد عِرْمِس السرواتِ صُرٌّ / له عصفٌ يَخُبُّ به السَّفيرُ
أَقامَ الصَّاحبُ الوهَّابُ نوءاً / من المعروفِ عارضُهُ مَطِيرُ
فغادرَ كل هامدَةٍ عَزازٍ / يميسُ بها ويهتَزُّ الغَميرُ
فماتَ المَحْلُ خوفاً من نَوالٍ / به يحْيا مِن الموْتِ الفقيرُ
بكَفِّ أغرَّ تحْسُدُه الغَوادي / ويرْهبُ بأسَهُ اللَّيثُ الهصورُ
عِمادُ الدولةِ الحامي حِماهُ / اذا ذَلَّ المُحامي والنَّصيرُ
تكسَّرُ في ملاحمهِ العَوالي / ويُجبْرُ من مكارمِهِ الفقيرُ
وتُطْبَعُ من عزائمهِ ظُباهُ / فلا فَلٌّ يَشينُ ولا دُثورُ
اذا عبَّت جحافلَها الأعادي / فَهازِمُها الصَّحائفُ والسُّطورُ
يُفَلُّ المَجْرُ من اِيجاز حرفٍ / ويَحْطمُ لاحِقَ السُّمر القصير
اذا عَلَتِ الغماغِمُ عندَ قاعٍ / شَآها من مَزابِرهِ الصَّريرُ
تأرَّجُ من مناقبه اللَّيالي / كأنَّ حديثَ مسْعاهُ عَبيرُ
على الأعدْاءِ طيرٌ من سِهامٍ / وفي النادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
يُصَرِّفُهُ وليدُ الحيِّ لُطْفاً / وفي الكُبَراءِ متْبوعٌ أمِيرُ
ويعدلُ في الرعيَّةِ حين يقْضي / وفي أموالِهِ خِرْقٌ يَجورُ
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي / وصدق وَلايَ من قطع الرُّسومِ
وما أبْقَتْ لي الأيامُ عَوْناً / سِواكُم يا بني الحَسَبِ الكريمِ
فانْ أعرضْتُم فبمن ألاقي / كماةَ فوارس الدهْرِ الغَشومِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ / سَراةِ الحي من قارٍ وحامِ
وقوبلتِ المساعي بالمساعي / وميزَ مقامُ فخْرٍ عن مَقامِ
رأيت عُلا بهاءِ الدينِ منهمْ / كَرَأدِ الصُّبح من غسق الظَّلام
جريءٌ حينما تنبو المَواضي / جوادٌ عند اِخْلافِ الغمامِ
فتىً كالزعزع الهوجاء عَزْماً / وعند الحلم أرجحُ من شَمامِ
يضمُّ قساوةَ الجُلمودِ بأساً / إِلى خُلُقٍ أرقَّ من المُدامِ
يمرُّ اذا تُشاغبهُ الأعادي / ويعذبُ في المكارم والنِّدامِ
أَبو الفضل المُشارُ إلى عُلاهُ / غُلاماً قبلَ سِنِّ الاِحتْلامِ
تخافُ شَبا مزابرهِ العَوالي / ويرهبُ سُخْطهُ بأسُ الحِمامِ
فهُنِّيَ كل شهرٍ حَلَّ فيه / به فضلاً عن الشَّهرِ الحَرامِ
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً / وما اُوتيتَ من بأسٍ وجُودِ
فأنْتَ لها المواسِمُ والتَّهاني / واِنْ فخرتْ بموسمها السَّعيدِ
اذا صَرَّفْتها علَّمتَ فيها / بنيها واضِحَ المسْعى المجيدِ
فأقدمَ مُحجِمٌ وعَفا قَديرٌ / وفاض الجود من كفِّ الشَّديدِ
وكم قوْلٍ تَعاورهُ رجالٌ / ليُدْرَك سِرُّ معناهُ الشَّريدِ
أبانَ بهاءُ دين اللّهِ عنهُ / فأوصلَهُ إِلى فَهْمِ البَليدِ
أَبو الفضلينِ من كرمٍ وعلمٍ / واِن كَنَّوْهُ بالفضل الوحيدِ
لبَيقُ العطف بالنَّعماءِ يذكو / لسحبِ ذيولِهِ وجْهُ الصَّعيدِ
فلا زالتْ ملابسهُ دُهورٌ / تَحورُ اليه عيداً بعد عيدِ
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا / ولَثَّمَ شمس معْركها الغُبارُ
فقطبُ الدين فارسُها وحامي / حَقيقتها وسيِّدُها المُشارُ
فتى الفخرين من جودٍ وبأسٍ / اذا ما اشْتَدَّ جَدْبٌ أو غِمارُ
تشاكى من قراهُ ومن وغاهُ / كُماةُ الروْعِ والكومُ العِشارُ
شكرتُ نداهُ من غير التماسٍ / كشكرِ الروضِ باكرَهُ القِطارُ
يظلُّ الدينُ مُبتهجاً طَروباً
يظلُّ الدينُ مُبتهجاً طَروباً / اذا أمسى وأنت له بهاءُ
ويُزْهى الفضل حين أبوهُ شهمٌ / لهُ البأسُ المُحاذرُ والعَطاءُ
فتىً عند العِدى صابٌ مُمِرٌ / وفي خِلاَّنهِ عسلٌ وماءُ
هُمامٌ لم يزلْ يحمي ويَقْري / اذا كَلَبَ الرزايا والشَّتاءُ
فهُنِّي كل شهرٍ من حَرامٍ / وحلٍّ ما بني المَجْدَ الثَّناءُ
سقى اللّهُ المًهيمنُ قبْرَ ثاوٍ
سقى اللّهُ المًهيمنُ قبْرَ ثاوٍ / بيثرب صوب غاديةٍ هَموعِ
فلو شاهدتُ مثواهُ لجادتْ / له عيني بصوْبٍ من دُموعي
دَعوْهُ أبا سعاداتٍ وكانت / له فألاً لى الحَظِِّ الرَّفيع
فجاور سيد الثَّقَلَينْ حَيّاً / ومات فحلَّ في شرفِ البقيعِ
وتُغنيه الشفاعةُ يومَ حَشْرٍ / اذا افتقر المُسيء إِلى شفيعِ
قضى وطَراً من الدنيا بريئاً / من التَّبعاتِ في يومِ الرُّجوعِ
وصانَ النفس عن خُدع المساعي / وعطَّلها عن العمل الخدوع
فصبراً يا زعيم الدين صبراً / فانك رابطُ الشَّمْلِ الجميع
تُساوركَ الخُطوبُ مُكَلِّماتٍ / فتُهْزمُ منك بالشَّهْمِ الزَّميعِ
وقد شهِدتْ لك الأيامُ طُرّاً / بأنْ لم تخلُ يوماً من صنيع
واِما ضِقْتَ ذرعاً بالرَّزايا / فهُنَّ بشائرُ الأجْرِ الوسيع
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ / عزيز الجارِ مَحميَّ المقامِ
تكرُّ لك المواسمُ والتَّهاني / بما تهواهُ عاماً بعد عامِ
فكلُّ الدهر عندك من صلاحٍ / وتقوى موسمُ الشهر الحرامِ
وبأسكَ غالبٌ حَدَّ المواضي / وجودكَ فاضلٌ صوبَ الغمامِ
وقلبكَ والمساعي شاهداتٌ / نقيُّ السِّرِّ من صَوَرٍ وذامِ
وما فضلَ الكرامُ الناسَ إِلا / فضلْت على السَّراةِ من الكرِام
ولا استُصْرِخْتَ إِلا كنت أمْضي / إِلى الاِ نْجادِ من صرْمِ السِّهامِ
سريعُ النصر والإحسانِ عافٍ / عن الجاني بطيءُ الإنتقامِ
عمادُ الدولةِ الغَرَّاءِ حامي / معاقِدها رَضيُّ للإِمامِ
يُحازُ ودادهُ بسلامِ يومٍ / اذا غدرَ المُعاهدُ بالذِّمامِ
يجيبُ دواعي العليْاءِ طوْعاً / ويعصي في النَّدى داعي المَلامِ
ويُسْفرُ للخطوبِ وللَّيالي / فيجلوها بجودٍ وابْتسامِ
فلا محلُ السنين يحلُّ أرضاً / ألَمَّ بها ولا غَسقُ الظَّلامِ
اذا لم أجْزِ نُعْماهُ بغُرٍّ / فِصاحِ اللَّفظ مُحكمةِ النظامِ
مُخلَّدةٍ فلستُ فتى تميمٍ / ولكني من القَزَمِ الرُّذامِ