القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 71
لئن خالت نوىً قذف شطونٌ
لئن خالت نوىً قذف شطونٌ / يظن على الوداد بها العفاءُ
فلم أهجرك مَلَلاً ولكن / هو الرحمنُ يفعلُ ما يشاءُ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ / مهيبَ اللَّحظِ يبدأُ بالسَّلامِ
إذا شهد النَّديَّ لفصلِ حُكمٍ / تحفَّظَ عنده هَذِرُ الكلامِ
ألا منْ مُبلغٌ عني هُماماً
ألا منْ مُبلغٌ عني هُماماً / أشمَّ كذِروةِ الطَّودٍ الرفيعِ
يُباري بالنَّدى والبأس سِحَّ ال / غَمام وهِبَّةَ السيفِ القَطُوعِ
إذا ما حلَّ أرضاً ذاتَ مَحْلٍ / أعادَ المَحْل أخصَبَ من ربيعِ
ألوكةَ صادقِ الدعْوى أمينٍ / بريءٍ من نفاقٍ في خُضوعِ
بأني مُغرمٌ بهواكَ أطْوي / على البُرَحاءِ أحْناءَ الضُّلوعِ
أحنُّ حنينَ رزاحةٍ فقيدٍ / تُراوحُ في الأزِمَّةِ والنُّسوعِ
إلى الوجه الطَّليق لمُعتَفيهِ / على العِلاَّتِ والكف النَّفوعِ
وما غالتْ هواي نوىً شَطونٌ / ولكن زادَ بُعْدي في ولوعي
ولو مُكنت من عطفِ المَطايا / لكانَ إلى أبي نَصْرٍ رجوعي
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ
يغبُّ الغيثُ أكنافَ البلادِ / ويُخلف بارقُ السحبِ الغوادي
ويغبرُّ الشتاء ومنه يُرجى / نمو الروض أو رِيُّ الصَّوادي
وسيف الدولة الملكُ المُرَّجى / سَحوحُ الجُوْدِ مُنْهلُّ العِهادِ
يبيد نواله فقرَ المَقاوي / وحَدُّ حُسامه مُهج الأعادي
إذ افتخرت ملوك الأرض طُراً / بتعديد المساعي والأيادي
شآها عند مُعتبر المعالي / طيلُ الرمحِ واليد والنجادِ
طليقُ الوجه أغلب مزْيديٌّ / مُضيءُ النارِ مرفوعُ العِمادِ
حماهُ الصبر من وقْع الرزايا / فما يُصْمى بداهيةٍ نَآدِ
ولما أن بلاهُ الدهرُ خُبْراً / وعَجْماً في المُلمَّاتِ الشدادِ
وأبصر منه طوداً ذا هضابٍ / وقوراً لا يُزعزعُ بالعَوادِي
أذلَّ له القياد وكان صعباً / على الأحرار مُمتنعَ القِيادِ
هو الغاني ببلغته وحمْدٍ / عن النَّشب المُجمَّع والتِّلادِ
وواهبُها ألوفاً رابحاتٍ / مُكرمةً عن الوعْد المُعادِ
وباعثُها إلى الغاراتِ تهْفو / سِراعاً مثل مبثوثِ الجرادِ
فيوماً بالمشارق في مغارٍ / ويوماً بالمغارب في جِلادِ
أجلْت الخيلَ في الآفاقِ حتى / تخوَّفتِ السماءُ من الطرادِ
وباراكَ المُلوكُ فكنت منهم / مكان الشامخاتِ من الوهادِ
وكم بخلوا ومالُكَ مُستباحٌ / يظلُّ رغائباً في كل نادِ
وكم رقدوا وأنت من التَّروي / لكسبِ المجد ممتنعُ الرُّقادِ
وكم برموا وأنت رحيبُ بالٍ / تُلاقي الهولَ جذْلانَ الفؤادِ
منحتك مهجة كرُمتْ وعزَّت / ولم تكُ للنوالِ المُستفادِ
ولكني هويتُكَ للمعالي / وما أوتيتَ من شيمٍ وعادِ
وطاب تواضعي لك مثل كِبْري / على الكُبراء في وطءِ الوسادِ
ولستُ بشاعرٍ قدراً ولكن / فصيحٌ بالعُلى والمدح شادِ
أطع فيَّ العُلى وازجر رجالاً / سعوا في شأن مجدي بالفسادِ
فإنَّ الجاهلينَ بغير خُلْفٍ / لأهل الفضل مُذْ خُلِقُوا أعادِ
ولم يزل البعيدُ الشَّوف مرْمىً / لأقوال اللئام من العِبادِ
أرَوْني لينةً وسكونَ عِطْفٍ / وغَرُّوني بشيء كالوداد
وقد كمنَ الأذى والشرُّ فيهم / كُمُونَ النار في جوفِ الزِّنادِ
وقالوا أنه رجلٌ مَريرٌ / متى نُسخطهُ يأخذُ في البِعادِ
فيخلو وجه مولانا ونخلوا / عن المُتزمتين أولي السَّدادِ
ودون فراقِ سيدِ آل عوفٍ / مخاضُ النار أو خرْط القَتادِ
وما أهديته من صفو ودي / فليس مدى الزمان بمستعاد
وقالوا هبه يرفعه علينا / فكيف على خُؤلته الحِدادِ
وما رفعي بمبتدعٍ ولكن / أضَلَّ دليلهمْ طُرقَ الرشادِ
أنا الرجل المقرُّ بفخر فضلي / وهمَّتي الاصادقُ والأعادِي
وقد رفعتني الكُبراءُ قِدْماً / وأوطئْتُ المفارقَ والهَوادِي
فإن حربٌ فعمروٌ في زُبيدٍ / وإنْ نُطْقٌ فقُسٌّ في إيادٍ
ولم أمنحك هذا الرأس إلا / لترفعني على السبع الشِّدادِ
أرى المُغتاب لي منهم كعاوٍ / إلى ضرغامةٍ في الخيس عادِ
أو الساعي ليجرح حدَّ سَيْفٍ / بأنْمُلِه هذا الجهلُ بادِ
سعوا وكرُمْتَ فانقلبوا بخُسرٍ / وما ظفروا بإدراكِ المُرادِ
إذا التوفيق أعوزَ في المساعي / فليس يُفيدُ فرطُ الاجتهادِ
وكم بدروبِ بغدادٍ حديثاً / يسرُّك نشره في كل نادِ
بأنكَ قد بلغت بي الثُّريّا / وأني للترقي في ازديادِ
فكن حيث الظنون فكل كسبٍ / سوى الذكرِ الجميلِ إلى نَفادِ
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ / مقام بني تميمٍ في المَعالي
إذا غبرتْ فجاجُ الأرض سحَّوا / نوالهم غنياً عن سؤالِ
وإنْ ظمئَ القنا نقعوا صَداهُ / بيوم الرَّوع من مُهجِ الرجالِ
وإنَّ عُلا بهاء الدين منهُمْ / مكان الزُّرْق في قصب العَوالي
يميطُ لثامهُ عن مُستنيرٍ / يضيءُ دُجى المطالب واللَّيالي
أخو سَيْلينِ عند رضاً وسُخْطٍ / لمُعتبرٍ نجيعٍ أوْ نَوالِ
ولما تَمَّ في الميلادِ فَضْلاً / دعوهُ في المبادي بالكمالِ
فجاء كنصلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يفيءُ إليه مُنتصرٌ وحالِ
وتهْنيه المودَّةُ منْ عَشيرٍ / جريءٍ في المعارك والجِدالِ
إذا عُدَّتْ سَراةُ الجودِ طُرَّاً
إذا عُدَّتْ سَراةُ الجودِ طُرَّاً / فسعد الدين متبوعُ السَّماحِ
طليقُ الوجهِ لا جَهْمٌ قطوبٌ / ولا هيَّابةٌ عند الكفاحِ
إذا ما اسْتَنَّ في بأسٍ وجُودٍ / أبَرَّ على الغوادي والصِّفاحِ
رضاهُ وسُخْطُهُ في مُعْتَفِيهِ / وفي الأعداء من سَمٍّ ورَاحِ
بنانٌ مثلُ سَحِّ الغَيْثِ رِفْداً / وودهٌ مثلُ مُنْبَلَج الصَّباحِ
شَبا الأقوالِ والأقلام منهُ / أشدُّ من المواضي والرماحِ
تصولُ لها ذِمٌ وشِفارُ بيضٍ / فيهزمُهنَّ بالغُرِّ الفِصاحِ
بقلبي من سَجايا المجْدِ فيه / هوى العِزْ هاةٍ بالخوْدِ الرَّداحِ
إذا مَرِضَ اليمينُ أبو عليٍّ
إذا مَرِضَ اليمينُ أبو عليٍّ / رعاهُ اللهُ فالمجدُ المَريضُ
يرى الناس العوارفَ نافِلاتٍ / وهَنَّ عليه واجِبَةٌ فروضُ
فدامَتْ صِحَّةُ العلْياءِ منهُ / ودامَ المَدْحُ فيه والقَريضُ
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً
معاذَ اللهِ أنْ أُزجي عِتاباً / أكونُ به بعيداً عن صَوابِ
ولا سيما عِتابَ أخي عَلاءٍ / سليم العِرْض من عارٍ وعابِ
تودُّ مضاءهُ بيضُ المواضي / ويحسد جودهُ دَرُّ السَّحابِ
ولكني مَريرٌ ذو غباءٍ / وإنْ حُلِّيتُ بالشيمِ العِذابِ
ولم أخْشَ الذُّبابَ لهُ ولكنْ / ثناني حُبُّ حَلْواءِ الذُبابِ
ولو نبأُ الخسيفةِ نَمَّ يوماً / لضاقَ القاعُ بالحُمْسِ الغضابِ
وأقبلتِ الغطارفُ من تميمٍ / بنو الصَّيْفِيِّ لا سعدُ الربابِ
إذا سُلَّتْ سيوفهُم لروْعِ / فلا إغْمادَ إلا في الرقابِ
فإنْ أمسيتُ بدراً في مَقامٍ / فأنت الشمس من غير ارْتيابِ
حماني النُّورَ ذو ذَنْبٍ ولكنْ / بعُقْدةِ مُرْتجٍ في ظل بابِ
وكم لك يا عليَّ الخيرِ عندي / أيادٍ لا تُعَدَّدُ بالحسابِ
لها أرَجٌ إذا حَدَّثتُ عنها / كما نُشرت لطيماتُ العِيابِ
فكُن لي في العِباب أخا احْتمالٍ / فمعْيارُ المودَّةِ في العتابِ
دعوتُ اللهَ رَبَّ العرشِ عِلْماً
دعوتُ اللهَ رَبَّ العرشِ عِلْماً / بأنّ اللهَ يسمعُ للدُّعاءِ
بقاءكَ يا غياث الدين شَهْماً / مُطاعَ الأمرِ منصورَ اللواءِ
فإنك إذْ يقيسُكَ ألْمِعَيٌّ / مقامُ الماءِ فينا والهَواءِ
إذا فسدا فمهْلِكُ كل شيءٍ / وإن صَحَّا فداعيةٌ البَقاءِ
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً / عن العلياء المجدِ الأثيل
فلم تبرح عِصاماً عند خوفٍ / وجَدْبٍ للعُفاةِ وللنَّزيلِ
وأروعُ ما اشتريتَ به المعالي / وحُزْتَ شَواردَ الذكرِ الجميلِ
مساعدةُ ابن باكيرا عليٍّ / على ما نابَ من خطبٍ جَليلٍ
حويْتَ به ثناءَ الحيِّ طُرَّاً / وفُزْتَ لديهِ بالأجْر الجزيلِ
فتىً آباءهُ السُّحْبُ الغَوادي / تجودُ بكل مُنْهمرٍ هَطولٍ
وقد حلَّتْ أثيرهُمُ سَجايا / تفوقُ لطافةَ الخمْرِ الشَّمولِ
أعَدْتَ المجدَ مأهولاً أنيساً / وكان كدارسِ الرَّبْع المَحيلِ
وأوجبت الثناء على زمانٍ / شكى أبْناءهُ جَوْرَ البخيلِ
وصدَّقت الرواةَ لكل ماضٍ / قديمٍ بعد تكذيبٍ طويلِ
فعشتَ مدى الزمانِ مُطاعَ أمْرٍ / نقيَّ العرْض كالسَّيْف الصَّقيلِ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ
حُسامٌ أنت لكن شَفْرتاهُ / عزايمهُ وصفحتُه وَقارُ
وغيثٌ أنت لكن الأيادي / سواكبُه إذا حُبِسَ القِطارُ
وليث أنت لكن الضَّواري / لها من فَرْط هيبته حِذارُ
تجمَّع عندك الضِّدانُ مجداً / وجمعُهما لمعتبرٍ فَخارُ
فبرْدُ الجودِ للْعافينَ ماءٌ / وحَرُّ البأسِ للأعْداءِ نارُ
ويومٌ تظمأ الأرواحُ فيه / وتَرْوى منْ جماجمه الشِّفارُ
تضيقُ بخيله فِيحُ المَوامي / ويكسف شمس ضحْوتهُ الغُبارُ
كأن رماحَهُ أشْطانُ جدْلٍ / تُرنحها من الطُّولِ البئارُ
تسابقُ طيرهُ زُرْقَ العَوالي / إلى مُقلٍ فطعْنٌ وانْتسارُ
تكافأ فيه جيشاهُ بطعْنٍ / وضربٍ فاستمرَّ به الغِمارُ
فَصلتهما بطعنةِ شَمَّريٍّ / يودُّ مَضاَ عزْمتهِ الغِرارُ
ومن مثلُ الغِياثِ إذا تمطَّتْ / عِتاقُ الخيلِ وادُّرِعَ الحِذارُ
يخفُّ إلى الصَّريخ إذا دَعاهُ / وفيه تحت رايته اصْطبارُ
سواءٌ في حفيظتهِ لديه / رَخيُّ العيش غَضّاً والخِطارُ
ونِعْمَ مُبيتُ طرَّاقِ الليالي / إذا بخلتْ بِدَرَّتها الغِزارُ
إذا أمنتْ صوارمُه الأعادي / بليلٍ باتَ تخشاها العِشارُ
فيبكي من وغاهُ ومِنْ قِراهُ / وليدُ الحيِّ يُتْماً والحِوارُ
لبيقُ العِطْف بالنعماءِ عَذْبٌ / مكاسِرُه إذا طالَ الحِوارُ
يفوحُ ثناؤُه في كل وادٍ / كأنَّ أريجَ مِدْحته عِطارُ
وما عَذْبٌ مواردهُ بَرودٌ / له بالرَّعْن جَرْيٌ وانحدارُ
أصاب بمَرِّهِ عُلْويّ وَقْبٍ / تقاصَرَ عن تناولهِ التِّجارُ
حديثُ المجِّ منْ كرماء رَعْيٍ / لهنَّ بكل ناضِرةٍ مَطارُ
لهُ خَصَرٌ ونسمتهُ اعْتلالٌ / إذا ما اسْتوقد الشِّعْري النهارُ
بأعذبَ منْ غياث الدين ودّاً / إذا ما عَلْقَم البَرِمَ النِّفارُ
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي / شُهورُ الدَّهر والشهرُ الحرامُ
فأنت بمل مجلبة عِصامٌ / وأنتَ لكلِّ مُجْدبةٍ غَمامُ
تودُّ نوالكَ السُّحُبُ الغَوادي / ويُحسدُ بأسكَ العضب الحُسامُ
سليمُ القلب من صُورِ الدَّنايا / وكِيدٌ حُسنُ عهدكَ والذِّمامُ
يُفيدُ لِقاءُ يومٍ منكَ ودّاً / ويوجِبُ عندكَ الحقَّ السَّلامُ
رَضيٌّ للاِمامِ ومُرتْضاهُ / وكلُّ الخيرِ ما رَضيَ الاِمامُ
فَدُمْ مجدَ الملوكِ حليفَ عزٍّ / مدى الأيامِ شَأوُكَ لا يُرامُ
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً
اذا اغبرت فجاجُ الأرض محْلاً / فغاضَ الغمرُ وابيضَّ النَّضيرُ
وأخلَفتِ الغوادي كلَّ أرضٍ / فسِيَّانِ الأريضَةُ والصُّخورُ
وقيَّد عِرْمِس السرواتِ صُرٌّ / له عصفٌ يَخُبُّ به السَّفيرُ
أَقامَ الصَّاحبُ الوهَّابُ نوءاً / من المعروفِ عارضُهُ مَطِيرُ
فغادرَ كل هامدَةٍ عَزازٍ / يميسُ بها ويهتَزُّ الغَميرُ
فماتَ المَحْلُ خوفاً من نَوالٍ / به يحْيا مِن الموْتِ الفقيرُ
بكَفِّ أغرَّ تحْسُدُه الغَوادي / ويرْهبُ بأسَهُ اللَّيثُ الهصورُ
عِمادُ الدولةِ الحامي حِماهُ / اذا ذَلَّ المُحامي والنَّصيرُ
تكسَّرُ في ملاحمهِ العَوالي / ويُجبْرُ من مكارمِهِ الفقيرُ
وتُطْبَعُ من عزائمهِ ظُباهُ / فلا فَلٌّ يَشينُ ولا دُثورُ
اذا عبَّت جحافلَها الأعادي / فَهازِمُها الصَّحائفُ والسُّطورُ
يُفَلُّ المَجْرُ من اِيجاز حرفٍ / ويَحْطمُ لاحِقَ السُّمر القصير
اذا عَلَتِ الغماغِمُ عندَ قاعٍ / شَآها من مَزابِرهِ الصَّريرُ
تأرَّجُ من مناقبه اللَّيالي / كأنَّ حديثَ مسْعاهُ عَبيرُ
على الأعدْاءِ طيرٌ من سِهامٍ / وفي النادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
يُصَرِّفُهُ وليدُ الحيِّ لُطْفاً / وفي الكُبَراءِ متْبوعٌ أمِيرُ
ويعدلُ في الرعيَّةِ حين يقْضي / وفي أموالِهِ خِرْقٌ يَجورُ
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي / وصدق وَلايَ من قطع الرُّسومِ
وما أبْقَتْ لي الأيامُ عَوْناً / سِواكُم يا بني الحَسَبِ الكريمِ
فانْ أعرضْتُم فبمن ألاقي / كماةَ فوارس الدهْرِ الغَشومِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ / سَراةِ الحي من قارٍ وحامِ
وقوبلتِ المساعي بالمساعي / وميزَ مقامُ فخْرٍ عن مَقامِ
رأيت عُلا بهاءِ الدينِ منهمْ / كَرَأدِ الصُّبح من غسق الظَّلام
جريءٌ حينما تنبو المَواضي / جوادٌ عند اِخْلافِ الغمامِ
فتىً كالزعزع الهوجاء عَزْماً / وعند الحلم أرجحُ من شَمامِ
يضمُّ قساوةَ الجُلمودِ بأساً / إِلى خُلُقٍ أرقَّ من المُدامِ
يمرُّ اذا تُشاغبهُ الأعادي / ويعذبُ في المكارم والنِّدامِ
أَبو الفضل المُشارُ إلى عُلاهُ / غُلاماً قبلَ سِنِّ الاِحتْلامِ
تخافُ شَبا مزابرهِ العَوالي / ويرهبُ سُخْطهُ بأسُ الحِمامِ
فهُنِّيَ كل شهرٍ حَلَّ فيه / به فضلاً عن الشَّهرِ الحَرامِ
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً
تقرُّ بفضلكَ الأيامُ عيناً / وما اُوتيتَ من بأسٍ وجُودِ
فأنْتَ لها المواسِمُ والتَّهاني / واِنْ فخرتْ بموسمها السَّعيدِ
اذا صَرَّفْتها علَّمتَ فيها / بنيها واضِحَ المسْعى المجيدِ
فأقدمَ مُحجِمٌ وعَفا قَديرٌ / وفاض الجود من كفِّ الشَّديدِ
وكم قوْلٍ تَعاورهُ رجالٌ / ليُدْرَك سِرُّ معناهُ الشَّريدِ
أبانَ بهاءُ دين اللّهِ عنهُ / فأوصلَهُ إِلى فَهْمِ البَليدِ
أَبو الفضلينِ من كرمٍ وعلمٍ / واِن كَنَّوْهُ بالفضل الوحيدِ
لبَيقُ العطف بالنَّعماءِ يذكو / لسحبِ ذيولِهِ وجْهُ الصَّعيدِ
فلا زالتْ ملابسهُ دُهورٌ / تَحورُ اليه عيداً بعد عيدِ
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا
اذا الأبطالُ مارستِ المَنايا / ولَثَّمَ شمس معْركها الغُبارُ
فقطبُ الدين فارسُها وحامي / حَقيقتها وسيِّدُها المُشارُ
فتى الفخرين من جودٍ وبأسٍ / اذا ما اشْتَدَّ جَدْبٌ أو غِمارُ
تشاكى من قراهُ ومن وغاهُ / كُماةُ الروْعِ والكومُ العِشارُ
شكرتُ نداهُ من غير التماسٍ / كشكرِ الروضِ باكرَهُ القِطارُ
يظلُّ الدينُ مُبتهجاً طَروباً
يظلُّ الدينُ مُبتهجاً طَروباً / اذا أمسى وأنت له بهاءُ
ويُزْهى الفضل حين أبوهُ شهمٌ / لهُ البأسُ المُحاذرُ والعَطاءُ
فتىً عند العِدى صابٌ مُمِرٌ / وفي خِلاَّنهِ عسلٌ وماءُ
هُمامٌ لم يزلْ يحمي ويَقْري / اذا كَلَبَ الرزايا والشَّتاءُ
فهُنِّي كل شهرٍ من حَرامٍ / وحلٍّ ما بني المَجْدَ الثَّناءُ
سقى اللّهُ المًهيمنُ قبْرَ ثاوٍ
سقى اللّهُ المًهيمنُ قبْرَ ثاوٍ / بيثرب صوب غاديةٍ هَموعِ
فلو شاهدتُ مثواهُ لجادتْ / له عيني بصوْبٍ من دُموعي
دَعوْهُ أبا سعاداتٍ وكانت / له فألاً لى الحَظِِّ الرَّفيع
فجاور سيد الثَّقَلَينْ حَيّاً / ومات فحلَّ في شرفِ البقيعِ
وتُغنيه الشفاعةُ يومَ حَشْرٍ / اذا افتقر المُسيء إِلى شفيعِ
قضى وطَراً من الدنيا بريئاً / من التَّبعاتِ في يومِ الرُّجوعِ
وصانَ النفس عن خُدع المساعي / وعطَّلها عن العمل الخدوع
فصبراً يا زعيم الدين صبراً / فانك رابطُ الشَّمْلِ الجميع
تُساوركَ الخُطوبُ مُكَلِّماتٍ / فتُهْزمُ منك بالشَّهْمِ الزَّميعِ
وقد شهِدتْ لك الأيامُ طُرّاً / بأنْ لم تخلُ يوماً من صنيع
واِما ضِقْتَ ذرعاً بالرَّزايا / فهُنَّ بشائرُ الأجْرِ الوسيع
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ / عزيز الجارِ مَحميَّ المقامِ
تكرُّ لك المواسمُ والتَّهاني / بما تهواهُ عاماً بعد عامِ
فكلُّ الدهر عندك من صلاحٍ / وتقوى موسمُ الشهر الحرامِ
وبأسكَ غالبٌ حَدَّ المواضي / وجودكَ فاضلٌ صوبَ الغمامِ
وقلبكَ والمساعي شاهداتٌ / نقيُّ السِّرِّ من صَوَرٍ وذامِ
وما فضلَ الكرامُ الناسَ إِلا / فضلْت على السَّراةِ من الكرِام
ولا استُصْرِخْتَ إِلا كنت أمْضي / إِلى الاِ نْجادِ من صرْمِ السِّهامِ
سريعُ النصر والإحسانِ عافٍ / عن الجاني بطيءُ الإنتقامِ
عمادُ الدولةِ الغَرَّاءِ حامي / معاقِدها رَضيُّ للإِمامِ
يُحازُ ودادهُ بسلامِ يومٍ / اذا غدرَ المُعاهدُ بالذِّمامِ
يجيبُ دواعي العليْاءِ طوْعاً / ويعصي في النَّدى داعي المَلامِ
ويُسْفرُ للخطوبِ وللَّيالي / فيجلوها بجودٍ وابْتسامِ
فلا محلُ السنين يحلُّ أرضاً / ألَمَّ بها ولا غَسقُ الظَّلامِ
اذا لم أجْزِ نُعْماهُ بغُرٍّ / فِصاحِ اللَّفظ مُحكمةِ النظامِ
مُخلَّدةٍ فلستُ فتى تميمٍ / ولكني من القَزَمِ الرُّذامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025