المجموع : 16
إِذا صَفَتِ المودةُ بين قومٍ
إِذا صَفَتِ المودةُ بين قومٍ / ودامَ إِخاؤُهمْ سَمُجَ الثناءُ
أجب ما اسم خماسي
أجب ما اسم خماسي / ترى من أمره عجبا
له طرفان قد رفعا / إِذا ما راح متصبا
وكل منهما يُلفى / ثلاثياً إذا طلبا
وما اجتمعا وما افترقا / ولا بَعُدَا ولا اقتربا
وكل منها طرف / لصاحبه إِذا جنبا
يروم نضاله أبداً / وكل راح منسحبا
ويرفع قدره كلُّ / إِذا ما راحَ مُنْغَلِبا
ويلقي للظبي شركاً / يمدُّ لصيدها طُنُبَا
وإِن حَوْلتَه فعلاً / وصفق جدَّدَ الطربا
وإِن صحفت ذاك الأص / ل صبَّ الماء منسكبا
جرى عند الثناء وإن / بدا لك صيْفه نضباً
وخمساه غدا بحراً / إِذا ما راج منقلبا
ويلفى كله غافٍ / إِذا ما قلبه سُلِبَا
وإِن عمّيتَه قل فيه / وصفاً راح مجتلبا
كظبيٍ راح مُلْتَفِتاً / بخال إِن بدا خلبا
تراكِ المَهْلَ في حثِّ الركاب
تراكِ المَهْلَ في حثِّ الركاب / وحَيِّهلاً لهاتيكَ الروابي
فقد ازكت جيوش المزن عنا / عزَالِيها وهمّت بالذهاب
وقَشَّعَتِ الشمال الدُجْنَ حتى / بدا وجه الرقيع من الحجاب
وأنجمت السماء بحيث وافى / بها البدر المنير بلا نِقاب
وآذنت الغزالة حين دَرَّتْ / غداة الصحو من بيت القباب
بتجديد السرور إلى رياضٍ / تُذَكّرُنا بأيام التصابي
حبسنا عن مراتعها نفوساً / تَعزّى بالمواعيد الكذاب
إِلى أن جاز أن نبغي ازدياراً / لها من بعد صدٍّ واجتناب
كتابك يا أبا منصور أضحت
كتابك يا أبا منصور أضحت / تفوق على ابن بَانة مطرباتُه
تسلُّ غمامة المزكوم منه / على ذكر الرياض مقطعاتُه
ألاَ خلٌّ يُزاملني صَباحا
ألاَ خلٌّ يُزاملني صَباحا / وتحملني وإِيّاه الرياحُ
إِلى مئْنافِ روضٍ عبْقَريٍ / تُساجلنا به الوُرْقُ الفِصاح
وتسمعنا البلابلُ طيبَ شدو / يحرّكُ صوت أُرْغُنه الصباحُ
هِلال لاحَ أم شِبْلٌ تبدّي
هِلال لاحَ أم شِبْلٌ تبدّي / أم النَّجْلُ الذي وافى مجدا
كريمُ مُسْتفادٌ من كريمٍ / يفوق على الورى فخراً ومجْدا
لقد ملاّكَهُ ربّي بخيرٍ / وقَلّدهُ من التوفيق عِقْدَا
أتى تأريخه في بيت شعرٍ / أنار نسيجه فكري وأسْدا
بجدِّكَ جاءك المولود جَدّاً / وأرجو أن تراه أباً وجَدّا
إِليك بها رسالة ذي كناس
إِليك بها رسالة ذي كناس / أناخ بكم من الأدم الجوازي
قصارى أمره تذكار قصر / له من قاسيون إلى عزاز
به سِرْب شَدِنَّ على المراعي / بألحاظ تذكرك المغازي
بفَتْكٍ دونه فَتَكاتُ عمرو / وسِحْرٍ دونه شعر المنازي
منازلنا سقيت الغيث سحّا / وتسكاباً لطيبك يا منازِ
وتأريخ حُبيتُ به فأضحى
وتأريخ حُبيتُ به فأضحى / لفكري من دماثته ارتياضُ
أجلْتُ الطرفَ فيه فغازلتني / معانٍ دونها الحَدَقُ المِراضُ
فشكراً يا نسيمُ فقد أتتنا / وحيّتنَا عل يدكَ الرياضُ
خَلِيلي قد رأيت القلب يسعى
خَلِيلي قد رأيت القلب يسعى / لميْدانِ الصبابة في اتكاضِ
طلقت زِمامَه من غير ثانٍ / له ما بين رفعٍ وانخفاضِ
بسَفْحِ الصالحية قد نَزَلْنا
بسَفْحِ الصالحية قد نَزَلْنا / بقصْر بين مُلَتفّ الحدائِقْ
تناغَت بيننا الأطيارُ حتى / تبين بيننا من كانَ عاشِقْ
ورقَّ لنا الأصيلُ به وراقَتْ / جداوله وذيلُ الريح خافِقْ
حننتُ به إِلى سكنى وزرّتْ / عليه جوانحي فرز البنادقْ
فلا أنسى عشيتنا وإِلفى / حضور بيننا والحبّ صادقْ
يسارقني بألحاظ مراض / فديتك يا أميري من مسارقْ
ويشرقُ منه في عينيّ بدرٌ / على غُصُن تثنَّى في القراطقْ
ولا أنسى عشية قيل شُدّوا / على خيل الهوى والشوقُ سائقْ
تعالوا في ميادين التصابي / لنتلوا بيننا من كانَ سابقْ
فمنا محرز للسبق طلقٌ / هناك وآخرٌ وانٍ ولاحِقْ
ولي في حبِّ من أهواه سَبْقٌ / تقصّر عنه غايات السوابِقْ
ولمّا زارني سَحَراً حبيبٌ
ولمّا زارني سَحَراً حبيبٌ / بلطْفِ الخطو قد أخفىْ بحاله
رعىْ الرقباءُ في مسراه وهناً / إِلى أن خِلتُ من أهوى خياله
أرى زَهْرَ القرنفلِ قد جُلِيَتْ
أرى زَهْرَ القرنفلِ قد جُلِيَتْ / قدودٌ ترجحنَّ به قيامُ
أخالُ لو أنها أعناق طيرٍ / نهضنَ به لقلتُ هي النَعامُ
توقدَ زهرُه جمراً لدينا / وتلك لها من الجمر التقامُ
وذي تَرَف رخيم الدَلِّ يرنو
وذي تَرَف رخيم الدَلِّ يرنو / إلى نحوي ويرمز بالسَلامِ
هصرتُ به فسالَ به التَّثني / وعادَ كما بَدَا لدن القَوامِ
وبستاناً غرستُ به بِقاعاً
وبستاناً غرستُ به بِقاعاً / من الآدابِ موشيةَ الرقيمِ
يحيطُ به سِياجٌ من نسيمٍ / به يغنى النديمُ عن النديمِ
كأجنحةِ الطواوس زاهياتٌ / أو الخِيلان في خدٍّ لطيمِ
لئِن جَلَّ المصاب بخير نَجْلٍ
لئِن جَلَّ المصاب بخير نَجْلٍ / لصدر بَني العُلا يومَ الرِهانِ
فقد جلَّ العزاء له ببيتٍ / به التأريخ يُفْصِحُ بالبيانِ
محمّده الأمين بدارِ حقٍّ / لدى السعداء في أعلا الجِنانِ
أتَتْ أسْماءٌ ساحِبَةً رِدَاها
أتَتْ أسْماءٌ ساحِبَةً رِدَاها / على إِثْرِ المواطئ من سُرَاها
فديتكَ لو وطئتَ على جفون / لما كادت تُنَبِّه من كراها
وقد سَدَلَتْ غدائِرها لِتُخْفي / إِذا ابتسمتْ صباحاً في دُجاها
وفي طَرَفِ الخباءِ ليوثُ حَرْبٍ / تدورُ عليهمُ أبَداً رَحَاها
خشيتُ بسدلها في الحيّ من أن / يُهبَّ أشَطَهُمْ أدنى شَذَاها
بَدتْ فوجَمت من دَهَشٍ كأني / نفرتُ إلى ودَاعٍ مِنْ لِقاها
فقد حَصِرتْ حياءً عن نظيم / فمجّته نَثاراً مقلتاها
فلا أنسى وقد أنست وطاب الن / نَديُّ بما يحدِّثنيه فاها
حَماماً في الغُصُونِ تنوحُ شوقاً / تبوحُ بسرِّ ما يطوي حشَاها
فكانَ الغُصْنُ لي غصصاً وكا / ن الحَمام لنا بأن حُمّتْ نَواها
فقمتُ لموقفِ التوديع أطوي الض / لوعَ من الشجون على لظاها
فلم أَكُ أن أرى من بعدها في / نساء الحيّ أحسنَ من حُلاها
سوى هيفاء وَفّت من خُدورِ ال / بلاغة قد تسامَى منتماها
عَرُوبةُ حيّها تختالُ تيهاً / على الشِعرى بعيداً مرتماها
تَقَرَّطَتِ الثريّا واستطالتْ / على الجوزاءِ فاقتحَمَتْ ذَرَاها
فما الملكُ الضليل وما زهير / بحوليّاته من مُستماها
وما السَبْعُ الطِوالُ أرقُّ معنى / واشهى في العذوبة من جَناها
وما الروضُ المفوّفُ باكرَتْه / عَزَاليْ السُحُبِ واهية كِلاَها
فاخصَبَتِ الرُبى وافترّ في / ها الأقاصي منه واخضلّت صَباها
بأحسنَ من نضارتها وأشهى / وأحلى في مذاقي من روَاها
ذكرت بها عهوداً قد دعتني / لأشواقٍ بقلبي مصطلاها
فما أدماء تعطو حين تمشي / بجيد عاكل تزجي طَلاها
تداعبُه برَوْقَيْها نهاراً / وإن أمستْ تُوسَّدهُ طَلاها
تحنُّ إِليه من شَغَفٍ وتحنو / عليه ما تَلَتْهُ أو تَلاها
سرى معها وقد نشطَتْ لفخْتٍ / تكمّن في مطاويه أسَاها
وما علمتْ بأنّ الدهر صَالٍ / بكفة حابل تُردي رشاها
فلم يك رْيث ظمأى العَير إِلاّ / وقد نيطَتْ بأرجله عُراها
فباتتْ وهو ينْشُبُ في حِبالٍ / تقطَّعُ دونَها أسَفاً حشاها
بأبرعَ من أخيك بنات شوقٍ / تضاجعُ مهجةً شُقَّت عَصاها
فهاك بها عروساً ترتجي من / كَ أنْ تعفو وتصْفَحَ عن طخاها
ودم واسلم هنيئاً ما تغَنّتْ / على الأغصانِ وِرْقٌ في رُباها