المجموع : 20
عذيري من هضيمِ الكشحِ أحْوى
عذيري من هضيمِ الكشحِ أحْوى / رخيمِ الدلِّ قد لبسَ الشَّبابا
أعدَّ الهجرَ هاجرةً لقلبي / وصَيَّرَ وعْدَهُ فيها سَرابا
سَرَى وَهْناً وليلتُنا
سَرَى وَهْناً وليلتُنا / كلمَّتِهِ أو السَّبَجِ
يُديرُ عليَّ صافيةً / تَضوعُ لِعَرْفِهِ الأرِجِ
وبينهما معَتَّقةٌ / من اللَّحظَاتِ والفَلَجِ
فنلتُ السكرَ من خمرٍ / ومن ثَغْرٍ ومن غَنَجِ
ومِفتانٍ قتولِ الدلِّ وَسْنَى
ومِفتانٍ قتولِ الدلِّ وَسْنَى / يجاذبُ خَصْرَها رِدْفٌُ رَدَاح
سَرَتْ إذ نامتِ الرقباءُ نحوي / ومسكُ الليل تُهديه الرياح
وقد غنَّى الحليُّ على طلاها / بوسواسٍ فجاوبَهُ الوشاح
تُحاذِرُ من عمودِ الصبح نوراً / مخافةَ أن يُلِمَّ بنا افتِضَاح
فلم أرَ قبلها والليلُ داجٍ / صباحاً بات يَذْعَرُهُ صباح
بلنسيةُ إذا فكَّرتَ فيها
بلنسيةُ إذا فكَّرتَ فيها / وفي آياتها أسْنَى البلاد
وأعظمُ شاهدي منها عليها / بأنَّ جمالَها للعينِ باد
كساها ربُّنا ديباجَ حُسْنٍ / له عَلَمانِ مِنْ بحرٍ وواد
ومقلةِ شادنٍ أودتْ بنفسي
ومقلةِ شادنٍ أودتْ بنفسي / كأن السُّقمَ لي ولها لباسُ
يسلُّ اللحظُ منها مَشْرَفِيَّاً / لقتلي ثمّ يُغْمِدُه النُّعاسُ
أديراها على الزَّهْرِ المندَّى
أديراها على الزَّهْرِ المندَّى / فَحُكْمُ الصبحِ في الظلماءِ ماضِ
وكأسُ الراحِ تنظرُ عن حَبابٍ / يَنوبُ لنا عن الحَدَقِ المِراض
وما غَرَبَتْ نجومُ الأفْقِ لكنْ / نُقِلْنَ من السماءِ إلى الرياض
كأنَّ البحرَ إذْ طَلَعَتْ ذُكاءٌ
كأنَّ البحرَ إذْ طَلَعَتْ ذُكاءٌ / ولاح بمتنه منها شعاعُ
جيوشٌ في السوابغِ قد تبدَّى / لبيضِ الهندِ بينهما التماع
وقفتُ على الرُّبوعِ ولي حنينٌ
وقفتُ على الرُّبوعِ ولي حنينٌ / لساكنهنَّ ليس إلى الربوعِ
ولو أني حننتُ إلى مغاني / أحبَّائي حننتُ إلى الضلوعِ
وزاهرةِ المحاسِنِ ذاتِ طَرْفِ
وزاهرةِ المحاسِنِ ذاتِ طَرْفِ / يَقولُ تَضَمَّنَنْ في الشعرِ وَصْفِي
فقلتُ جللتَ عن كلِّ المعاني / فللتقصيرِ لم أَنْطِقْ بحرف
دعا بإقامةِ الشوقِ الرحيلُ
دعا بإقامةِ الشوقِ الرحيلُ / فللبُرَحاءِ أنْ بانوا حلولُ
وللزفراتِ إثرَ العيسِ زجرٌ / تُحَثُّ به الظعائنُ والحمول
سميري هل حديثُ الركب إلاّ / نسيمُ صباً تأرّج أو شمول
فها أنا من تنشُّقِهِ بروضٍ / وها أنا من تعاطيه أميلُ
فداكِ أُمامُ مني ذو ضلوع / صوادٍ لا يُبَلُّ لها غليل
أما غيرُ الخيالِ لنا لقاءٌ / أما غيرُ النسيم لنا رسول
أُسائلُ عنكِ أنفاس الخزامى / فتخبرني بكِ الريحُ العليلُ
وما إن كنتُ لولا كونُ حبي / لأقبلَ ما يُحدِّثني القبول
خليليَّ اذكرا مني عليلاً / يعلِّلُ نفسَه نفسٌ عليل
إذا ذُكِرَ العقيقُ وساكنوه / بكى طرباً وأسعده الهديل
وليلٍ خضتُ منه عبابَ بحرٍ / خضمٍّ ما لساحله سبيل
إذا جارَتْ بي الظلماءُ فيه / فمن شوقي المبرِّحِ لي دليل
طرقتُ به الأوانسَ بعد وَهْنٍ / وفي كفي سُرَيْجيٌّ صقيل
فروَّعَهُنَّ من سيفي وميضٌ / وأيقظهنَّ من طِرْفي صهيل
يقلنَ على انخفاضِ الصوتِ أنّى / سريت وبيننا واشٍ يحول
ودونَ قبابِ ربربنا رعيلٌ / مِنَ الفرسانِ يتبعه رعيل
إذا ما همَّ أن ينجابَ ليلٌ / أَمَدَّتْهُ بعثيرَها الخيول
وإن مالت كواكبُه لغربٍ / فثمَّ شبا الأسنّةِ والنصول
فقلتُ أخو الهوى مَنْ لم يَرعْهُ / حِمامٌ حلَّ أو عَيشٌ يزول
أجلُّ الخوفِ خوفُ الهجر عندي / وأيسرُ كلِّ خطب ما يغول
وحسبي نجدةً أنْ قارعتني / صروفٌ حالها أبداً تحول
فما أَعطيتُ مقوديَ الأعادي / وإني بالحروبِ لها كفيل
وهذا الدهرُ سوف يكونُ بيني / وبين خطوبِهِ عَتْبٌ طويل
إذاك وما أديل بهنَّ إلاّ / أخو كرم لتالِدهِ مديل
وقائلةٍ إلى كم تنتحيكَ ال / حوادثُ بالعثارِ ولا تُقيل
فقلت دعي الزمان يفلّ غربي / فليس يعيب ذا شطب فلول
وفيما قد بلوت من الليالي / عزاء أن يلازمني الخمول
دوائرها ترفَّع كلَّ نذلٍ / وتخفضُ من له مجدٌ أثيل
كما حلَّت وهادَ الأرض أسدٌ / وحلتْ في بواذخها وعول
فمن وغدٍ يلاطفه أريب / ومن فَدْمٍ يصانعه نبيل
وما خير المعيشة لابن إرب / إذا افترقت إلى الجهل العقول
وقد نلت التجمّل في زمان / قبيح عند أهليه الجميل
شراب المعلوات به سراب / ومنتجع الندى طلل محيل
وأعلام المودّة طامسات / فلا عيش يَسُرُّ ولا خليل
وأيّ أخي إخاءٍ لا يداجي / وأيُّ حليفِ عَهْدٍ لا يحول
تقلّ محامدي لولاة دهري / لأنَّ الفضل عندهمُ قليل
عنيت بوصفهم فقصدتُ ذمّاً / ليسلم من غلوٍّ ما أقول
لأندبُ رسم دارهم المحيلا
لأندبُ رسم دارهم المحيلا / وأسالُ عنهم الريح البليلا
وبي هيفاء من ظبيات نجد / تُضاهي الغصنَ والحقف المهيلا
أقول وقد توارت يوم حزوى / بكلتها وأسعفت الحمولال
كرهتِ منازلاً قلبي وعيني / فكيف رضيتِ أحشائي مقيلا
ومعسولِ اللمى حلو الثنايا
ومعسولِ اللمى حلو الثنايا / شمائله خُلِقْنَ من الشمولِ
أراق دمي بألحاظٍ مراضٍ / يفلّ بها شبا بيضِ النصول
إذا ما قيل من بك قلتُ أودتْ / بسفك دمي جفون أبي الجميل
ألا يا واقفاً بي عند قبري
ألا يا واقفاً بي عند قبري / سل الأجداثَ عن صرف الليالي
وعن حالي فإن عَيَّتْ جواباً / فعبرتُها تجيبُ عن السؤال
لئن شمت العدوَّ بنا فمهلاً / سَينقل للصفائح كانتقالي
وأيّ شماتة في ترك دنيا / لذي أمل رأى عنها ارتحالي
وكنت أُقيم بين الناس فيها / فسرتُ إلى المهيمن ذي الجلال
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ
وفتيانٍ مصاليتٍ كرامِ / مُدَرَّبةٍ على خَوْضِ الظلامِ
وقد خفقَ النعاسُ بهمْ فمالوا / به مَيْلَ النزيفِ من المُدام
وكلّ نجيبةٍ هوجاءَ تهفو / سوابقُها بإرخاء الزمام
سريتُ بهم وللظلماءِ سَجْفٌ / يمزِّقُهُ ببارقةٍ حسامي
أجرُّ ذوابلي من أرضِ نجدٍ / خلالَ مَجَرِّ أذيال الغمام
على ميثاءَ رفَّ بها الخزامى / وأضحى الزهرُ مفضوضَ الختام
تلفُّ غصونها ريحٌ بليلٌ / فيعتنقُ الأراك مع البشام
ألا يا صاحبيَّ استروحاها
ألا يا صاحبيَّ استروحاها / شآميةً فمن أهوى شآمي
عسى نَفَسُ النعامى بعد وَهْنٍ / يُبَشِّرُ من سُلَيْمى بالسلام
يفوقهمُ لأنَّ الجهلَ فيهم
يفوقهمُ لأنَّ الجهلَ فيهم / وجهلُ المرء يكفيه الملاما
فربَّ لئامِ قومٍ قد تسامَوْا / بلؤمٍ عند ألأمهم كراما
ومن يكُ للسوابقِ في رهانٍ / وراءَ يكنْ لِسِكِّيتٍ أَماما
دع الخطِّيَّ يَثني مِعطفيه
دع الخطِّيَّ يَثني مِعطفيه / فإنَّ لأسهمي فضلاً عليهه
إذا كان العلا قَتْلَ الأعادي / ينالُ الخيرَ أَسْرَعُنا إليه
وواضحةٍ كمثلِ النصلِ تجري
وواضحةٍ كمثلِ النصلِ تجري / مع الأبصارِ كالماءِ القراحِ
ترى حُبُكَ المدادِ بجسمِ نورٍ / كمخضّرِ الفرندِ على الصِّفاحِ
كأن سوادَهُ في صفحتيها / بقايا الليلِ في وجهِ الصباحِ
وخودٍ ضمَّ مئزرُها كثيباً
وخودٍ ضمَّ مئزرُها كثيباً / يهالَ وبُرْدُها غُصْناً يراحَ
لها قُلُبٌ أبى النطقَ اكتتاماً / وسرُّ نطاقِها أبداً مباح
وقد أمرتْهما بالكتمِ لكنْ / أطاعَ سوارُها وعصى الوشاح
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا / يقصِّرُ عن مدائِحِهِ البليغ
نُسمِّيهِ بيحيى وهو ميتٌ / كما أنَّ السليمَ هو اللديغ
يعافُ الوِرْدَ إن ظمئتْ حشاه / وفي مال اليتيمِ له ولوغ