المجموع : 100
لقد غفلَتْ صروفُ الدهر عني
لقد غفلَتْ صروفُ الدهر عني / وبتُّ منَ الحوادثِ في أمانِ
وكدتُ أنالُ في الشرفِ الثريا / وها أنا في الترابِ كما تراني
وماضيةٍ إلى الرحمنِ أضحتْ
وماضيةٍ إلى الرحمنِ أضحتْ / أجلَّ نساءِ أهلِ العصرِ صَيْبا
مباركةٌ ممنَّعةٌ رزانٌ / تردُّ عن النِّسا ذماً ورَيْبا
قرينةُ زاهدٍ لولاهُ كانتْ / تشيبُ رءوسُ أهل العصرِ شَيْبَا
تحنُّ على الفقيرِ حنينَ أمٍّ / وترحمُهُ فُوَيتَ الموتِ وَيْبَا
تزيدُ على الرجالِ نهىً وعقلاً / وما التأنيثُ لاسمِ الشمسِ عَيْبَا
فصبراً سيِّدي فالصبرُ خيرٌ / فليسَ بنافعٍ مَنْ شقَّ جَيْبَا
برغمي أنَّ بيتكمُ يضامُ
برغمي أنَّ بيتكمُ يضامُ / ويبعدُ عنكمُ القاضي الإمامُ
سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهراً / على الدنيا لغيبتِهِ ظلامُ
تعطَّلتِ المكارمُ والمعالي / وماتَ العلمُ وارتفعَ الطغامُ
عجبتُ لفكرتي سمحَتْ بنظمٍ / أَيُسْعدني على شيخي نظامُ
وأرثيه رثاءً مستقيماً / ويمكنني القوافي والكلامُ
ولَوْ أنصفتُهُ لقضيْتُ نحبي / ففي عنقي لهُ نعمٌ جسامُ
حشا أذنِي بِدُرٍّ ساقَطَتْهُ / عيوني يومَ حُمَّ لهُ الحمامُ
لقد لَؤُمَ الحمامُ فإن رضينا / بما يجني فنحنُ إذنْ لئامُ
أيا عامَنا لا كنتَ عاماً / فمثلُكَ ما مضى في الدهر عامُ
أتفجعُنا بكتانيَّ مصرٍ / وكان بها لساكنها اعتصامُ
وتفتكُ بابن جملة في دمشقٍ / ويعلوها لمصرعِهِ القتامُ
وكانَ ابنُ المرحَّلِ حينَ يبكي / لخوفِ اللهِ تبستمُ الشآمُ
وحَبرُ حماةَ تجعلُهُ ختاماً / أذابَ قلوبَنا هذا الختامُ
وكان خليفةً في كلِّ علمٍ / وعيناً للخليفة لا تنامُ
ولما قام ناعيه استطارَتْ / عقولُ الناسِ واضطربَ الأنامُ
ولو يبقى سَلَوْنا مَنْ سواهُ / فإنَّ بموته ماتَ الكرامُ
أألهوَ بعدهمْ وأقرُّ عيناً / حلالُ اللهوِ بعدهمُ حرامُ
فيا قاضي القضاةِ دعاءَ صبٍّ / برغمي أن يغيّركَ الرغامُ
ويا شرفَ الفتاوىْ والدعاوى / على الدنيا لغيبَتِكَ السلامُ
ويا بنَ البارزيِّ إذا برزنا / بثوبِ الحزنِ فيك فلا نُلامُ
سقى قبراً حلَلْتَ به غمامٌ / منَ الأجفانِ إنْ بخلَ الغمامُ
إلى مَنْ ترحلُ الطلابُ يوماً / وهل يُرجى لذي نقصٍ تمامُ
ومَنْ للمشكلاتِ والفتاوى / وفصلُ الأمرِ إنْ عَظُمَ الخصامُ
ألا يا بابَهُ لا زلتَ باباً / لنشرِ العلمِ يغشاكَ الزحامُ
فإن ابنَ ابنِ شيخِ العصرِ باقٍ / يقلُّ بهِ على الدهرِ الملامُ
أنجمَ الدينِ مثلُكَ مَنْ تسلَّى / إذا قُدحت منَ النوبِ العظامُ
وفي بقياكَ عنْ ماضٍ عزاءٌ / قيامُكَ بعدَهُ نِعْمَ القيامُ
إذا ولّى لبيتكمُ إمامٌ / عديمُ المثلِ يخلفُه إمامُ
وفي خيرِ الأنامِ لكمْ عزاءٌ / وليس لساكن الدنيا دوامُ
أنا تلميذُ بيتكمُ قديماً / بكمْ فخري إذا افتخرَ الأنامُ
لكمْ مني الدعاءُ بكلِّ أرضٍ / ونشرُ الذكرِ ما ناحَ الحمامُ
وإنْ كنتمْ بخيرٍ كنتُ فيه / ويرضيني رضاكمْ والسلام
وأذكرني لياليَ ماضيَاتْ
وأذكرني لياليَ ماضيَاتْ / بكم تزري على ضوء الصباحِ
وملحةُ فضلِكُمْ بعد اختتامِ / تقولُ أقولُ منْ بعدِ افتتاحِ
بسجعاتٍ قصارٍ فهْيَ تحكي
بسجعاتٍ قصارٍ فهْيَ تحكي / ليالي وصلِنا بالرقمتينِ
فإن يَرَها ابنُ مُقْلَة قال عنها / فداؤُكِ مقلتايَ أبي وعيني
لو انَّ الشافعيَّ رآك نادى
لو انَّ الشافعيَّ رآك نادى / نصرتَ طريقتي ونشرْتَ علمي
نهضتَ بحجةِ الإملاءِ عني / فداكَ أبي كما أحييت أمي
تنكَّرَ تنكزّ بدمشقَ تيهاً
تنكَّرَ تنكزّ بدمشقَ تيهاً / فقاسوا منهُ أنواعَ العذابِ
وقالوا للضفادع ألفُ بشرى / بميتتِهِ فقلتُ وللكلابِ
وليس وفاتهم بالردم نَقْصاً
وليس وفاتهم بالردم نَقْصاً / لقدرهمُ ففي الشهداء صاروا
وما في سطوةِ الخلاّقِ عيبٌ / ولا في ذلّةِ المخلوقِ عارُ
ولَوْ ولَّوا قليلَ الفقهِ فيهِ
ولَوْ ولَّوا قليلَ الفقهِ فيهِ / مداراةٌ ودينٌ ما جزعْنا
وكان يهونُ ما نلقى ولكنْ / تعالَوا فانظروا مع مَنْ وقعنا
لقد آذى الشهودَ بغير حَقٍّ
لقد آذى الشهودَ بغير حَقٍّ / فأيّ الناس ما رحمَ الشهودا
أيرضى المسلمونَ لهمْ بهذا / وقدْ سرَّ النصارى واليهودا
جرحتَ الأبرياءَ فأنتَ قاضٍ
جرحتَ الأبرياءَ فأنتَ قاضٍ / على الأعراضِ بالأغراضِ ضارِ
ألمْ تعلمْ بأنَّ اللّهَ عَدْلٌ / ويعلمُ ما جرحتمْ بالنَّهارِ
لقد وليتمُ رجلاً
لقد وليتمُ رجلاً / بخفْضِ الناسِ يرتفعُ
ففرَّقَ بيننا سَفَهاً / وعندَ اللهِ نجتمعُ
مَعَرَّتكمْ إلى مصرينَ تُعْزى
مَعَرَّتكمْ إلى مصرينَ تُعْزى / فخلِّ معرةَ النعمانِ قِسْمي
لقد حظيَتْ معرَّتُنا بعلمٍ / وتلكَ معرَّةٌ مِنْ غيرِ علمِ
بعثتَ قطائفاً روَّى
بعثتَ قطائفاً روَّى / حشاها قطرُها الغامرْ
فسكرُها أبو ذرٍّ / ومرسلُ صحنِها جابرْ
وبي بدويَّةٌ فتكَتْ
وبي بدويَّةٌ فتكَتْ / بأفئدةٍ وأكبادِ
بدتْ كالبدْرِ في حَضَرِ / فقالوا الفضلُ للبادي
إمامٌ في الركوعِ حكى هلالاً
إمامٌ في الركوعِ حكى هلالاً / ولكنْ في اعتدالٍ كالقضيبِ
وقالَ تلوتُ قلتُ الشمس حسْناً / وقالَ ختمتُ قلتُ على القلوبِ
إذا ما قلتَ إنَّ القرعَ يحكي
إذا ما قلتَ إنَّ القرعَ يحكي / بني الورديِّ أخطأتَ الرميَّهْ
فإنَّ القرعَ ذو عمرٍ قصيرٍ / وإنَّ الوردَ شوكتُهُ قويَّهْ
أرأسَ السبطِ يُنقلُ والسبايا
أرأسَ السبطِ يُنقلُ والسبايا / يُطافُ بها وفوقَ الأرضِ فاسُ
ومالي غيرُ هذا السبْيِ ذخرٌ / ومالي بعد هذا الرأسِ راسُ
أما وقطافُ رمّانِ النهودِ
أما وقطافُ رمّانِ النهودِ / وطيبُ عناقِ أغصانِ القدودِ
وتقبيلِ المراشفِ والثنايا / وعضِّ جناءِ تفاحِ الخدودِ
لقدْ سمحَ الحبيبُ بطيبِ وصلٍ / فأورَقَ يابسي واخْضَرَّ عودي
وبتُّ قرير عينٍ للتداني / كما قدْ كنتُ أسهرُ للصدودِ
ودقاقٍ يدقُّ قفا عذولي
ودقاقٍ يدقُّ قفا عذولي / بِخَدٍّ منهُ ينشقُّ الشقيقُ
رَبَتْ أردافهُ إذ دَقَّ خصراً / فقلتُ له بِكَمْ هذا الدقيقُ