القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 10
يريد الناس في الدنيا هناء
يريد الناس في الدنيا هناء / ويأبى أن يجود به الزمانُ
حياة حاربتهم منذ كانت / وجد حاربوهُ منذ كانوا
وآمال تغرهم عجاف / وأحداث تكذبها سمانُ
وكم من مستنيل ليس يُعطى / وكم من مستعين لا يعانُ
تكاثرت الهموم فلا يراع / يوفيها الشكاة ولا لسانُ
أماناً أيها الخصم المعادي / إذا دان العدى وجب الأمانُ
إن رغبوا إليك رغبت عنهم / لقد هانت رغائبهم وهانوا
يمني الناس بعضهم بخير / ألا كذبوا على بعض ومانوا
فما للخير في الدنيا أوان / ولا للخير في الأخرى أوان
ولكن الشباب لهُ جماح / ليليَ ثم يعقبهُ الحرانُ
يشد عنانهُ رأي جميع / زماناً ثم يسترخي العنان
وداعٍ جاء يدعوني لنصح / وقد وهت النهى ووهى البنان
تعبت من الكلام فليس يجدي / لبث النصح نظم أو بيانُ
وكانت ضلة ونزعت عنها / فها أنا لا أدين ولا أدانُ
وما أسفي على عهد تقضي / ولكن صنت عهداً لا يصان
ظلمت أمينه دهراً طويلاً / وكنت أظن أني لا أخان
ودار لا يزول القتل عنها / كان الحرب فيها مهرجان
أهاب بها اليراع فلم تجبهُ / وناداها فجاوبت السنانُ
تظل بها السواعد عاملات / يصرفها ضراب أو طعانُ
بكت عيني الشباب وحين جفت / مدامعها غدا يبكي الجنانُ
لعمرك مالذي نُصح مكان / ولا للنصح في الدنيا مكان
فدعني إن آمالي استكفّت / فلي شأن وأهل النصح شان
وداعاً منك يا وطني وداعاً
وداعاً منك يا وطني وداعاً / أرى من بعده أن لا اجتماعا
زماع عنك ليس لفقد حظ / ولكن حكمة قضت الزماعا
فيا ويح العيون وفيك قرت / إذا ادّمعت لفرقتك ادّماعا
ويا لهفي على ليلات أنس / وايام مضت عني سراعا
سأبكي الأفق ما حيّيتُ أفقاً / وأبكي القاع ما استشرفت قاعا
لحا الله النوا كم راع قبلي / رجالاً ثم وافاني فراعا
نهزتُ له من المغنى ركابا / وجبت على سواهمه البقاعا
تصدع شعبنا بفروق دهراً / الأشعب قد انصدع انصداعا
فيا وطني نداء في رحيل / وإن لمن يناديك استماعا
ستجري في سبيلك سابقات / نسميها مسامحة رقاعا
فتخرس عنك أفواه الأعادي / وتُنطق في محاسنك اليراعا
ويخلد لليالي فيك حبي / وإخلاصي الذي في الناس شاعا
فؤاد دأبه الذكَرُ
فؤاد دأبه الذكَرُ / وعين ملؤها عبرُ
ونفس في شبيبتها / وجسم مسّهُ الكبرُ
وآمال مضيّعة / ووقت كلهُ هدرُ
وعيش عذبهُ مضض / وعمر صفوه كدرُ
أما يا ليل من صبح / لمن سهروا فينتظر
جفون الناس هاجعة / وجفني ضافه السهر
اذا سور تولت منك / عني أقبلت سور
أفانيها فتفنيني / وأطويها فتنتشر
وحيدا ًفيك ذا حذر / يكاد يخونني الحذر
فلا كتب أسامرها / أذا ما شاقني السمر
ولا نظم ولا نثر / وقد نظموا وقد نثروا
سأقضي العمر في أسر / ويسعد بعد من أسروا
أرى سيواس تغمدني / كأني صارم ذكر
صدأت بها وأحسبني / سأصدأ ما جرى العمر
أيخذلني وإخواني / وينصر خصمنا القدر
فوا لهفي على سرب / تولى رعيه النمر
غدا في أرض مسغبة / جفاها النبت والشجر
قضى راعيه من زمن / وضلت بعده العفر
بقول أحبتي صبراً / وهل في النار يصطبر
عداة الحق قد ربحوا / وأهل الحق قد خسروا
ونحن أمامنا وطن / نراه اليوم يحتضر
فمن يجزع فمعذور / ولكن قل من عذروا
فيا أفق ألتهب حزنا / وجد بالدمع يا مطر
علام نلوم اعداء / على شر إذا قدروا
بلوناهم لدن شبوا / اننساهم إذا كبروا
نصحناهم فما انتصحوا / زجرناهم فما ازدجروا
لقد صلدت قلوبهم / كأن قلوبهم حجر
إذا أتمروا على كيد / فإنا سوف نأتمر
فمن نخشى وفوق العر / ش مهما يغترر بشر
وفي الأيام متسع / وفي الأقدار مدخر
وفي الأجداث معتبر / لو أن الناس تعتبر
وهذا التاج منعفر / غداً والقصر مندثر
رويداً إنها دول / تدول وبعدها أخر
يظل الحق منهزماً / زماناً ثم ينتصر
سيوف الله إن سلت / فلا تبقي ولا تذر
أجبْ فالشعب داعيه دعاكا
أجبْ فالشعب داعيه دعاكا / وأسقط من معاليه أخاكا
وأجزل من حباك الملك شكراً / فقد رحم البلاد بما حباكا
تنزلْ من سمائك وأبدُ فينا / ودع أبصارنا هذي تراكا
ألا طال الحنين إليك شوقاً / كفانا من فراقك ما كفاكا
ثلاثون انقضت وثلاث أخرى / بكاء الشعب فيها من بكاكا
وآواك الزمان لدارٍ حزن / يجمجم سورها عنهُ نداكا
فكنت تحس من بُعد ضناهُ / وكان يحس من بعد ضناكا
وكنت وكان خطبكما سواء / رماهُ المستبد كما رماكا
ولو كنت الخؤون حظيت منهُ / ولو كان الوفيّ رعى أباكا
نقيضك شيمةً وأخو أصلاً / براه الله ليس كما براكا
عزاء أيها النافي الرعايا / ولا تجزع فخالقهم نفاكا
حرمت كراك أعواماً طوالاً / وليتك بعد ذا تلقى كراكا
فما أنا شامت بك حين تُنكى / كمن شمتوا ولكن ذا بذاكا
تفارقك السعادة لا لعود / وقد شاعت خطاها في خطاكا
فدع صرحاً أقمت به زماناً / وقل يا صرح ليست لمن بناكا
ستذكرني طيورك حين تشدو / وتذكر خطرتي فيها رباكا
بلى سيؤمّك الأقوام بعدي / وكنتُ حميت دونهم حماكا
نعم عبد الحميد أندب زماناً / تولى ليس يحمدهُ سواكا
تولى بين أبكار حسان / تعلّق في غدائرها نهاكا
جعلت فداءها الدنيا جميعاً / ومذ ملّكتها جعلت فداكا
وطال سراك في ليل التصابي / وقد أصبحت لم يحمد سراكا
لمن ركبٌ أعدّ هناك ليلاً / يصفّر للنوى هذا نواكا
مكانك فيه ليس مكان ملك / ولكن أنت تحمل ما أتاكا
ستعلم منهُ أنّ النفي مرٌّ / كذلك كنت تنفي من عصاكا
فما نهل بماء فروق يروي / وما أروى الدم الجاري صداكا
بربك هل علمت مجيء يوم / تزفك فيه غالية عداكا
وهل أمّلت أنك سوف تمسي / غداء معاشر كانوا غداكا
ستحيا في سلانيك زماناً / فتحسد فيه عن بعد أخاكا
وتعلم أنّ ملكاً يرتضيه / وليت به ولكن ما ارتضاكا
فإن غشي الكرم جفنيك ليلاً / وعادك تحت طيته أساكا
تمثل في المنام لديك ناسٌ / نخبّر عن دمائهم يداكا
رماهم بالأفول دجاك لما / تبدوا كالكواكب في دجاك
سقيت الغيث يا مثوى مراد / ودمعي قبل ذلك قد سقاكا
خلا القصران ما بهما مقيم / هنا ضيف وضائفه هناكا
وما شغل الغواني مثل دمعي
وما شغل الغواني مثل دمعي / فيا شغلي بدمعي والغواني
فواحدة تقول لقد بكى لي / وواحدة تقول لقد بكاني
وواحدة إذا سمعت أنيني / تقول لمن حضرن لقد عناني
أفاهمة الأنين فدتك روحي / لقد أغنيت عن شرح لساني
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أني / ني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / د فلا يزيل الوصل دائي
يل ليت حظي في غرا / مك مثل حظي في بكائي
وداعاً أيها الملك الجليل
وداعاً أيها الملك الجليل / دنا سفر ومهدت السبيل
ستحملك النجائب نحو ملك / كهذا الملك لكن لا يزول
وعرش ليس ترقاه المنايا / وتاج فوق رأسك لا يميل
أهذا الوجه يدركه أفول / نعم والزهر يدركها أفول
ألا فلتبكه مقل الأعالي / وإن كثير أدمعها قليل
لقد عزفت له أمس المعالي / وهذا اليوم نغمتها عويل
سمعت مدافع الأحزان تدوي / فقلت لصحبتي نبأ جليل
وأبصرت البنود منكسات / تقاصر في الفضاء وتستطيل
خوافق كالضمائر في اساها / كأن بها صواريها تشول
واحست حمرها مسحت دموعاً / على بعض الخدود غدت تسيل
رويداً إيها الركب المنائي / لأمر ما تعجلك الرحيل
تسير بمن تشيعه الأماني / لمثواه وتتبعه العقول
تنقل في قصور العزحتى / يكون لقصره الأبقى وصول
وجل بالنعش في أرجاء ملك / كما قد كان صاحبه يجول
فذاك تعلل لو كان يشفي / غليل النفس لانطفأ الغليل
بكى التاميز صاحبه المفدى / فجاوبه هنا هرم ونيل
وباب البحر جف به عباب / وبات البر سلن به سهول
هناك السابحات لها زفير / وثم السابقات لها صهيل
تشابه لا عجات في الخوافي / إذا اختلفت ظواهرها الشكول
لقد هال الورى خطب دهاهم / ولا عجب فذا خطب يهول
قضى أدورد عن مجداثيل / ويبقى بعده المجد الأثيل
فإن ثكلته أمته لحين / فإن لمثله الدنيا ثكول
وإن يك ساءه عمر قصير / فإنا ساءنا حزن طويل
وإن طال الحمام إلى علاه / فثم الهضب تغمرها السيول
فهل في المالكين له مثيل / أما والله ليس له مثيل
سيذكره السلام إذا اضمحلت / قواعده وكاد بها يميل
وتنشده السياسة إن دجتها / دياجي الشك وارتبك الدليل
وتطلبه العواصم لا تراه / وعاصمة البقاء له مقيل
أبا الأحرار لا ينساك حر / شبابهمو يجلك والكهول
رفعت بناءهم وجريت معهم / كذاك الليث تتبعه الشبول
تناديك الشعوب بكل أرض / فليتك سامع ماذا تقول
تناجي منك حاميها المرجى / وصولتها إذا قامت تصول
وهذا اليوم قد خفضت رؤوساً / كزهر الروض يخفضها الذبول
سلام الله يا ادورد منا / عليك وبعد فالصبر جميل
أتصبر والمتيم غير صابر
أتصبر والمتيم غير صابر / وتهجر والمتيم غير هاجر
صدقت فكل حب فيه بدء / يكون وكل حب فيه آخر
أظنك قد هجعت الليل بعدي / ولم تعلم بأني فيه ساهر
سأزجر عن هواك غداً فؤادي / ولا والله لست غداً بزاجر
فزد تيهاً ازد حباً فإني / وإن أسرفت في هجري لشاكر
أفدن صبابة وأفدت وداً
أفدن صبابة وأفدت وداً / فصُنتُ صبابتي وأزلن ودي
كأني لم أبت معهن ليلاً / أطوف بقبلتي في كل خد
ليالي لا الوصال بذي امتناع / ولا دون المقاصر من مرد
عسى الحب النؤوم يهب يوماً / فيأخذ سلوتي ويرد وجدي
فنستجلي النسيب كما اجتلينا / ونخفي رقة الشكوى ونبدي
ونحزن تارة ونسرأخرى / ونهدي بالطلى حيناً ونهدي
ألا يامسرح الآرام اينع / لعلك جامعي بوماً بهند
من اللائي يمتن الصب عمداً / ويحين الضنى عن غير عمد
بفضلي في بني يكن ومجدي / وحسبك مقسماً فضلي ومجدي
قد استبعدني في الحب ظلماً / وسودت الزمان وكان عبدي
أطلت تدللاً واطلت صبراً
أطلت تدللاً واطلت صبراً / كلانا باذل ما يستطيع
لقد أودعت قلبك ما بقلبي / فضاع وكنت أحسب لا يضيع
رددت تضرعي ورددت دمعي / فليس يجاب عندك لي شفيع
فيا ويلاه من قلب عصي / يذوب بحبه قلب مطيع
ويا لهفي على أمل مباح / يدافع دونه بأس منيع
ويا حزني على هذي الأغاني / أرددها وليس لها سميع
اسيدتي الرفيعة إن روحي / يقربها إليك هوى رفيع
وأيام الصفاء وإن توانت / يطارد ركبها نأي سريع
أذا ذهب الربيع ولم أمتع / بنضرته فلا عاد الربيع
دعا فأجبته وطن حبيب
دعا فأجبته وطن حبيب / وقمت مودعاً وطناً حبيباً
سيضى المنزل الداني بعيداً / ويمسي المنزل النائي قريباً
تناقلك المعالي في سراها / صعوداً لا نخاف له صبوباً
لئن جاوزت في البعد المآقي / فلست مجاوزاً فيه القلوبا
سنذكر منك أخلاقاً حساناً / تزيد على النوى حسناً وطيباً
ونتبعك الثناء بكل أرض / يقوم إذا نزلت بها خطيباً
فيملأ صدقه أذناً سميعاً / ويطرب صدقه قلباً طروباً
ويجري في نشيدهم مديحاً / ويقطر في نفوسهم نسيباً
لقد أمتعتها بالسلم حتى / تكاد اليوم لا تدري الحروبا
فعش يا مسكويل لود مصر / ونرجو بعد ذلك أن تؤوبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025