القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 11
أبَيْنا أن نطيعَكُمُ أبَيْنا
أبَيْنا أن نطيعَكُمُ أبَيْنا / فلا تُهدوا نصيحتَكُم إلينا
ركِبنا في الهوى خطَرا فإما / لنا ما قد كسَبنا أو علينا
فما تسآلُكم عن كلِّ صبٍّ / كأنَّ لكم على العشاق دَينا
ولو لم يَرضَ ربُّك ما رضينا / لَما أنشَا لنا قلبا وعينا
بنفسي رامياتٍ ليس تفنَى / نُصولُ سِهامنّ إذا رمينا
كأنّهمُ أعدوّا للرزايا / بكلِّ كحيلةٍ زِيرا وقَينا
تعوَّضنَ الخيامَ من المطايا / وحسبُك بالخيام قِلىً وبَيننا
ولوّينَ البنانَ فقلتُ زجرا / بمعيادي وآمالي لوَينا
عجائبُ في اصلبابة لو عقلَنا / نحبُّ محاسنا فتصير حَيْنَا
نسائلُ عن ثُمامات بُحزَوى / وبانُ الرمل يعلم مَن عَنَينا
وقد كُشِفَ الغِظاءُ فما نبالي / أصرَّحْنا بذكرِك أم كَنَينا
ولو أنى أنادي يا سُليَمى / لقالوا ما أردتَ سوى لبُيَنَى
ألآ لله طيفٌ منكِ يسقى / بكاسات الردى زُورا ومَينا
مطيَّته طَوالَ الدهرِ جفنى / فكيف شكا إليكِ وَجىً وأينا
فأمسينا كأنا ما افترقنا / وأصبحنا كأنا ما التقينا
ولولا نُورُ أزهرَ شمَّرِىٍّ / تبلَّج في الظلام لما اهتدينا
عميد الدولة المعِطى القوافي / رُهونَ سِباقهنَّ إذا جرَينا
فتىً يبنى على الغُلَواء بيتا / إذا نزل المقصِّر بينَ بينا
يقول لإبله مُوتى هُزالاً / ولا ترعَىْ بأكناف الهوَينَى
إذا ما السُّحبُ بالأمواهِ سَحَّتْ / تهلَّل عسجدا وهَمى لُجينا
بكلِّ قرارةٍ وبكلِّ ربع / رياضٌ من نداه قد انتشينا
غصونُ مكارم قيَظا وقُراًّ / نُصيب بها ثِمارا يُجتَنَينا
وما سلبَ الشتاءُ الأرضَ إلا / تسربلنَ المحامدَ فاكتسَينا
جَرى والسابُقون إلى المعالي / فجاء فُوَيقها وأَتَوا دُوَينا
رأيت الحُبَّ ليس يُنال إلا
رأيت الحُبَّ ليس يُنال إلا / بحظٍّ من جَمالٍ أو نوالِ
وأنت من القباحةِ ذو نصيب / حقيق بالتصارم والتقالى
وما ستَرتْ عيوبَك عن عيونٍ / بَصيراتٍ يداك ببذلِ مالِ
فأيّة خَلّةٍ غرّتك حتى / خطبتَ بِها مَودّاتِ الرجالِ
أؤَمل بعدَ هذا الأسرِ حَلاَّ
أؤَمل بعدَ هذا الأسرِ حَلاَّ / وجِدِّ نوائب الأيام هَزلا
وأعلم أنّ جَور الدهرِ طوعا / سيُعقب بعدَه بالكُرِه عدلا
يقول ليَ اصطبارى قف رويداً / فأيّ سحائب الغَمَرات تُجلَى
ليالٍ خابطاتٌ في سُراها / وما تَدرِى أصبنَ القَصدَ أم لا
وأيامٌ تَراكضُ في مَداها / كأنّ وراءها طَرْدا وشَلاَّ
فمَن راغَمنَه رجَع الهُويْنا / ومن أخطأنه بلغ المَحلاّ
فكم أفقرن بالبؤسىَ غنيًّا / وكم أغنين بالنُّعمى مُقِلاّ
تُراها خُيِّرت فيما لديها / فما اختارت سواى لهنّ شُغلا
سهامٌ مؤلماتٌ كلَّ يومٍ / تُصيب ولا أرَى ريشاً ونَصلا
ولو كانت نبالُ بنى هُذَيْلٍ / لبِستُ لهن سابغَةً رِفَلاً
وما ذنبى إليها غير أنّى / جمعتُ محاسنا وحويتُ فضلا
فلولا أننى أرِعى فؤادى / بأوديةِ الأمانى متُّ هُزلا
أَعُدُّ ذنوبَها بيدى ومَن ذا / يُعدّ بعالجٍ والخبتِ رملا
إذا ما شئتَ أن تحيا سعيدا / فقل لا تؤِتنى يا ربِّ عقلا
فما عيشُ الوحوش بخير عيشٍ / به طابت به حُمقا وجَهلا
نبُثُّ لها الحبائلَ وهي ولْهَى / تجاوِبُ باغِما وتَرُبُّ طِفِلا
وما للمرء خيرٌ في حياةٍ / إذا أمسى على الإخوان كَلاَّ
لقد خلعَ التصابىَ مستَجدٌّ / نُصولُ هذراه غِمداً مُحلىً
تِقلُّ عن الغرام وأنتَ طِفلٌ / وتكبَرُ عن طلابِ اللهو كهلا
وفيما بين ذاك وذا شبابٌ / تمانعك الأحبَّةُ فيه وصلا
فأيّ زمانك الحُلوُ المُهنَّا / وأي قِداحِك القِدحُ المعُلَّى
لذاك بدأتُ بالهجران هِندا / كما عاجلتُ بالسلوان جُمْلا
وصرتُ إذا رأيتُ الظبَى يرنو / كأنّى ناظرٌ ليثاً مُدِلاّ
إذا ما هزَّ في بُرديْه عِطفا / هززتُ عليه من كفَّىَّ نَصلا
طروبٌ للوشاة إذا أعادوا / علَّى ملامةً فيه وعَذلا
وأحسنُ من قدودِ البِيض تهفو / قدودُ السُّمر في الهيجاء تُجلَى
فلا تُبرِقْ لىَ الحسناءُ ثَغر / ولا تُرِسلْ على المَنيْنْ جَثْلا
ولا تنفُثْ بسِحرٍ في جفونٍ / حلَلْتُ عقودَها كَحَلاً وكُحْلا
على أنّ الهوى في كلّ قلبٍ / ألذُّ من المنَى طَعما وأحلىَ
فلا يغرُرْك من ينجو سليماً / ولا تحسبْ عِلاجَ الحبّ سهلا
ولكنّى استعنتُ على فؤادي / بأصنافِ الرُّقَى حتى أبَلاّ
وحذَّرنى من الأحبابِ أنّى / رأيتُ دَماً لعُروةَ كيف طُلاَّ
أقلنى من ظباء بنى عَدى / فما أخشى ظباءَ الإنس كلاَّ
فهنّ إذا غَزوْنَ إلى قبيلٍ / أسرن مُعاهِدا وقتلن خِلاّ
وما أهوىَ سوى البَيداء داراً / وأفراساً تَضيعُ بها وإبلا
وأسمرَ يرعُد الأنبوبُ منه / غداةَ الروع خوفا أن يَزلاَّ
وأبيضَ تحسبُ الطُّبَّاعَ بثَّتْ / على مَتنيْه والحَدّين نملاَ
وممشوقٍ من الفِتيانِ يُدعَى / لكلِّ عظيمةٍ فيجيب هَلاَّ
كأنّى في الضحى أَرسَلتُ صَقْرا / وفي جُنح الدجى سِمْعا أزَلاَّ
أشير له ففيهمُ وَحىَ طَرفى / وخيرُ القول ما إن قَلَّ دلاَّ
أنا ابن جلاَ وطلاَّعُ الثنايا / وصاحبُ سيرةٍ تروَى وتُملَى
تحكَّكْ بالرئيِس وفز بشكرى / وحقاً تطلُبُ الجرباءُ جِذْلا
تلاقِ المجدَ بَّراقَ المُحيَّا / وثغرَ الجُود يضحَك مستهِلاّ
ومطروقَ الفِناءِ لزائريه / تقولُ كلابُه أهلا وسهلا
شمائلُ تسِرق الأقوامُ منها / وتَفضَح بامتحانٍ من تحلَّى
وهبْ أنّ الرجالَ حكَتْه قولا / فهل يحكونه قولا وفعلا
يطوفُ الوفدُ في الآفاق حتَى / تُحَطَّ به الرحائل حيث حلاَّ
إذا نزلوا فما لهمُ ارتحالٌ / ومن ذا يجتوى بَرْداً وظِلاَّ
وكلُّ فضيلةٍ ذُكِرَتْ لقوم / رأَوه بذكرِها أحرَى وأولىَ
هو البطلُ الذي خَصَم الليالي / فبيَّن في وقاشعها وأبلىَ
نحيد خُصومه عنه ومَن لا / يخافُ الليثَ أقبلَ مصمئِلاَّ
يَروع بصمتهِ من شاءَ منهم / وتخشَى الطيرُ بازيا تَجلَّى
شهدتُ بأنه الدرُّ المصفَّى / وأنفسُ قيمةً منه وأغلَى
وقالوا هل سواهُ بقِى أناسٌ / يليقُ بها المديح فقلتُ كلاَّ
بل يا ربما نُسِبوا ادعاءً / إلى كرمٍ كما نُسبَ المُعلَّى
أَلا يا أيّها الرحبُ السجايا / ومن يسقىِ بكأسِ الجود عَلاَّ
عهِدتُ نداك يورِقُ منه عُودِى / ويُمرِعُ إن شكت كفَّاىَ مَحْلاَ
وما زالتْ عُلاك أُحِلُّ منها / ربّى من رامنى فيهنّ زلاَّ
وكم لكَ من أيادٍ قد تشكّتْ / إليك مناكبي منهنّ ثِقْلا
نظمتُ من الثناءِ لها زَبورا / لفرطِ الحسن في المِحراب يُتلَى
فما لي يثلِمُ الأعداءُ حدِّى / ويختلق الوشاة عليَّ بُطلا
ويرمونى بزور القول حتّى / تمنَّى جانبي لو كنّ نَبْلا
فيا للهِ حيث وضعتُ جنبى / أمارسُ عَقربا منهم وصِلاَّ
محالُهمُ يمُدّ الىَّ باعا / وباطلُهم يحُطُّ علىَّ رِجلا
خُصومٌ ينظرون إلىَّ شَزْرا / ومن ذا يقهَر الخصمَ المُوَلَّى
ولو لم أشجُهم بدَمِى ولحمى / لقد أفنَوْهما شُربا وأَكلا
ولا واللهِ ما قارفتُ ذنباً / ولا جدَّت يدِى للنصح حَبلا
ولا استذكرتُ ما أوليتَ إلا / رأيتُ خِيانتى والغدرَ بَسْلا
وأُقسم بالمطايا مُشعَراتٍ / غداة النحر قد خُلِخلن عُقْلا
وبالغُبر الأشاعثِ لا دِهانٌ / تُرجِّلهم ولا الهاماتُ تُفلَى
وبالجمرات تحذِفُ أخْشَبَيْها / أناماُ تبتِغي مَنَّا وفَضلا
وبالحَرميْن تَملأُ عَرصَتَيْها / من الآفاقِ ركبانٌ ورَجْلىَ
وبالبيتِ المقدَّسِ والموَفِّى / قِرى الأضيافِ عنه والمصلَّى
بأنى ما لبِستُ الغشَّ ثَوبا / ولا أسكنتُ قلبي فيك غِلاَّ
وما هي غيرُ أقوالٍ تُوشَّى / ولستَ ترى لها فرعا وأصلا
وأنت الحاكم العدلُ القضايا / إذا حار امرؤ فيما تولَّى
أعوذ بحسن رأيك منك فيها / وأن ألقَى من الخُصماء خَبلا
فإن حزَّ الفَوارِى في أديمى / فلا عيبٌ إذا ما السيفُ فُلاَّ
عساها تنجلى وخلاك ذمٌّ
عساها تنجلى وخلاك ذمٌّ / وماءُ الوجه في الوجَناتِ جَمُّ
ولم يَجرِ السؤالُ على لسانى / ولا ندَّى يدى بحرٌ خِضمٌ
سيحرُسنى التجمُّل من أناس / هُمُ عنّى بداء البُخْل صُمُّ
حمانى زادَهم بطنٌ خميصٌ / على الجُلَّى وعِرنينٌ أشَمُّ
فقد سقَّيتُ بَرْدَ اليأسِ منهم / فؤادا من رجائهمُ يُحَمُّ
وكيف أكلَّف المعروفَ قوما / سواءٌ عندهم مدحٌ وذمُّ
تُلاقِى المكرماتُ بهم هوانا / كما يلقَى بذى الرَّوِق الأجَمُّ
إذا ضحِكوا الىَّ رأَوْه بِرًّا / أكلُّ البِرّ تقبيلٌ وضمَُّ
يرَوْنَ عقوقَ ما كنزَوا حراما / هل العَرَض المسومُ أبٌ وأُمُّ
وكم من شيمةٍ دفراءَ فيهم / تفوح لو أنّ أخلاقاً تُشَمُّ
ستأتيهم قوافٍ شارداتٌ / بأنساعِ المخازى لا تُزمُّ
مقالٌ في النفوسِ له دبيبٌ / وبعض القول في الأعراض سُمُّ
فإعرابُ الفَمِ المِنطبقِ فتحٌ / متى أضحى بناءُ الكفّ ضمُّ
زمانٌ فاسدُ النظرِ
زمانٌ فاسدُ النظرِ / مُصاحبهُ على خطَرِ
وقومٌ إن عَددتُهمُ / فليس القومُ من نفرى
سمعت بهم فغرُّونى / وليس الخُبْرُ كالخَبَرِ
عجلتُ إلى مديحهمُ / وذلك شيمةُ البَشَرِ
فما فهموا مدائحهم / ولا قضَّوْا بها وطَرى
فخِلتُ قصائدى حُللا / مُجيَّبةً على بقرِ
تُعابُ معاشرٌ وكَلَوا البرايا
تُعابُ معاشرٌ وكَلَوا البرايا / إلى تدبير ذى رأىٍ أفينِ
وما غلِطوا ورأَوا سفهَ الليالي / فداووْا بالجنون من الجنونِ
أرى الأموالَ في اللؤماء تثوِى
أرى الأموالَ في اللؤماء تثوِى / وتجتنبُ الكرامَ من الرجالِ
كذاك الدُّرُّ في مِلحٍ أُجاجٍ / وليس يكون في عَذبٍ زُلالِ
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ
أيا وَلد الحُصَين وما حُصَينٌ / لماذا ضلَّ سعيُك هِجتَ حَربى
أطلتُ تفكُّرىَ فرأيتُ علمى / وجهلُك ضدُّه فعرفتُ ذنبى
وما أهجوك أنك أهلُ هجوٍ / ولكنّى أجرِّبُ فيكَ ضربي
وهل عيبٌ على شَفَراتِ سيفي / إذا استمحنتُها في لحمِ كلبٍ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ
أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ / وكاسىَ نُبْلهِ ريشَ الصوابِ
ومن ألقى إليه الناسُ طرًّا / مقاليدَ الكتابة والحسابِ
ومن إن شاء إنشاءً بليغا / فليس يَعُوزه فصلُ الخطابِ
فضائلُ يُنسَب الإحسانُ فيها / كما نُسب القِطارُ إلى السحابِ
أرانا كلَّ معجِبةٍ إلى أن / أرانا عنده لونَ الشبابِ
مِدادا إن تضمَّنه محلٌّ / ظننتُ مقرَّه وكرَ الغرابِ
فما أدرى أمن كُحلٍ مُماع / تجسَّم أم دُجَى ليلٍ مذابِ
تقولُ اللِّمة الشمطاءُ لمّا / رأته ليتَ هذا من خِضابى
وقد أزِفَ الرحيلُ فلا مقامٌ / سوى شدّ الرِّحال على الركابِ
إلى ملكٍ توسَّط بين بَرٍّ / وبحرٍ طافحٍ سامى العُبابِ
فلستُ بواجدٍ فيه أنيسا / سوى الحيتان تُقرنُ بالضِّبابِ
فزوّدْنى من الأنقاسِ قدرا / يقوِّتنى إلى حين المآبِ
فإن أسعفتَ بالأقلام مَنًّا / فما يغنى الطعامُ عن الشرابِ
أظنُّك تبتغى حلَبَ الثغورِ
أظنُّك تبتغى حلَبَ الثغورِ / ولو عُوِّضْتَ بالماء النميرِ
وتطلبُ من حَمامِ الأيك لحنا / يَهيج بلابلَ القلب الذَّكورِ
عيوبٌ لابن مالكَ قد كفَتنى
عيوبٌ لابن مالكَ قد كفَتنى / عَناءَ الذمِّ فيه والأهاجى
بلى قالوا له جارٌ جرىءٌ / على نِسوان عمال الخراجِ
وليس بطالبٍ منهنّ شيأ / سوى طلب الديوك من الدَّجاجِ
له رمحٌ بأسفلِ حالبيْهِ / يجيد الطعنَ في يوم الهياجِ
وقد نقَهتْ عليه عِرسُ يحيَى / على وجه التداوى والعلاجِ
لأنَّ بها على ما قيل يَبْسا / وأنّ صديقَها رطبُ المِزاجِ
فحاز النَّيكَ رِحْمٌ فيلسوفٌ / ببرهانٍ صحيحٍ واحتجاجِ
فلا تفْرِر بها شرقا وغربا / فما أحدٌ من الحدثانِ ناجِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025