المجموع : 21
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا / تَوالى الدمعُ منه ولانّحيبُ
أتَبكي حسرةً وأنا المُعنىَ
أتَبكي حسرةً وأنا المُعنىَ / وترفع رنّةً وأنا الغريبُ
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي / بمُستنِّ الخُطوبِ لقىً طَريحا
وجرّعني الرَّغاوةَ صرف دهرٍ / يُسوِّع غيريَ الصِّرفَ الصّريحا
تركتُ الاتّكالَ على الأماني / وبتّ أضاجِعُ اليأسَ المُريحا
وطنّبتُ الخيامَ بدارِ قَومي / وقلتُ لحادِيَىْ إبلي اسْتَريحا
وذاكَ لأنني من قبلِ هذا / أكلتُ تَمنِّياً فخّرِيتُ رِيحا
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى / وأَومضّ بالتواصُلِ ثمَّ صَدّا
نصبتُ لصيده أشراكَ نَومي / وصاحَ الانتباهُ به فنَدّا
هو الطاووسُ زيّاً واختيالاً / ولكنْ كالقَطا ليلاً تَهَدّى
عَلا همماً فليسَ يهشُّ إلاّ
عَلا همماً فليسَ يهشُّ إلاّ / إلى قرص السماءِ إذا تغدّى
منَ القوم الذينَ إذا استُمدّوا
منَ القوم الذينَ إذا استُمدّوا / ندىً فضحوا الخضمَّ المُسْتَمدّا
فلا ودّوا لرأس العزِّ شَجّاً / ولا شَجّوا بدارِ الهُونِ وُدّا
أشاع فسادَهُ الفَسَوي نصرٌ
أشاع فسادَهُ الفَسَوي نصرٌ / وفاقَ جميعَ أهلِ فَسا فَسادا
فسا هَجوي عيله فَسادَ إخسٌ / بمن هجوٌ عليه فَسا فَسادا
أوالدتي بعُدتِ على التّداني
أوالدتي بعُدتِ على التّداني / فيا عجباً من الدّاني البعيدِ
وكانَ لنا دعاؤك في صُعودٍ / فكيفَ انحطَّ من تحتِ الصّعيدِ
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ / فعامُهُمُ بهِ عامُ الفِجارِ
فيفجَؤُهمْ بأرماحٍ طِوالٍ / ويفجعُهُمْ بأعمارٍ قِصارِ
فمن دامي الكعوبِ بذي كعوبٍ / مَخضوبِ الفقارِ بذي الفقارِ
عليَّ بها مدخّنةً بندُ
عليَّ بها مدخّنةً بندُ / عليَّ بها مُفَدَّمةً بقَزِّ
إذا ما قَهْقهَ الابريقُ عنَهْا / ليكسوْ الكأسَ منها أحسنَ الزِّيْ
تحيّرَ ناظري في عينِ ديكٍ / جَرَتْ من مثلِ مِنقارِ الإوزّ
أَدِرْها يا أعزَّ الناسِ عِندي / على تذكارِ سيِّدنا الأعَزِّ
فدتْكِ النفسُ يا قَمَري وشَمسي
فدتْكِ النفسُ يا قَمَري وشَمسي / ويَومي في ودادِكِ مثلُ أمسي
طّلعتِ فكدتُ أصبحُ من تَلالي / جبينكِ لي فقالَ الصُّدغُ أَمسِ
تعالَيْ وامْلأي سنِّي صَباحاً / بضرَّةِ وَجْهكِ الوردي بخَمسِ
على وجهِ الذي أجنى بَناني / ثماراً للمكارمِ وهْوَ غَرْسي
فإن ساءلتني مَن ذاكَ أنشد / وذاكَ محمدٌ تَفديهِ نَفْسي
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ / بما استطرفْتُ من وُدِّ الشريفِ
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي / صلُوا بعُرا الذَّميل عُرا الوَجيفِ
فسرنا ننشّقُ القيَصومَ ورَداً / ونَحْسو أكؤْسَ السّير الذَّفيفِ
وليسَ لنا النّديمُ سوى السعالي / وليسَ لنا الغناءُ سوى العَزيفِ
فما أنْ أنختُ بهِ رِكابي / غَفرتُ جَرائرَ الزَّمنِ العَنيفِ
ولفَّ القُرْبُ بَيْتَيْنا جَميعاً / فنحنُ الآن من بابِ اللّفيفِ
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي / عليهِ ولا التّليدِ ولا الطرّيفِ
فدىً لكَ ما تُزَرُّ عليهِ قًمْصي / وقُمْصي لا تُزرُّ على سَخيفِ
فإني منكَ في روضٍ أَريضٍ / دُللتُ بهِ على خصبٍ وَريفِ
ومن زَهَراتِ حظِّكَ في ربيعٍ / ومن ثَمَراتِ لفظكَ في خَريفِ
وكم عاشرتُ من عُصَبٍ ولكنْ / تَخذْتُكَ من أُلوفهُمُ أَليفي
وما أنا من رجالكَ في القوافي / وأصلُ اللِّعْبِ عرفانُ الحَريفِ
وأنتَ إذا ركبتَ الصّعبَ منْها / سَبقْتَ إلى مَداكَ بلاد رَدِيف
ولي حَشَفٌ وبي تَطْفيفُ كيلٍ / وها حَشَفي مَعَ الكَيلِ الطّفيفِ
فإن تَرْدُدْ عليَّ فرَهْبتي منْ / وإنْ تُحسنْ إليَّ فَرَغبتي في
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا / رضيتُ بهِ منَ الدُّنيا عَشيقا
سقيماً ناحلاً طرفاً وخَصراً / ثَقيلاً بارداً رِدفاً ورِيقا
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ / وأيامَ الشبابِ ومَن بِها لي
وسلمى والسّلامةَ هواها / ونعمى والنعيمَ بلا زوالِ
وهَصري غُصنَ ذابلةِ التثنِّي / وقَطْفي وردَ ناضِرِةِ الجَمالِ
ورَشفي حيثُ يبتسمُ الأقاحي / وشَمِّي حيثُ تَنْعجنُ الغَوالي
وتَركي الزُّهد في راحٍ شمولٍ / ورَفْضي النُّسكَ في ريحٍ شمالِ
وحبِّي شربَ ياقوتٍ مُذابٍ / يَرضُّ المزجُ فيهِ حصى اللآلي
وهزِّي العطفَ في غَفَلاتِ عيشٍ / وريقِ الأيكِ مَمْطورِ الظِّلالِ
فها أنا من لُبابِ العُمرِ أشجى / إذا هجستْ خواطرُها ببالي
وأجتلبُ الشجونَ وأينَ صَبري / وأَحتلبُ الشؤونَ وكيفَ حالي
وتَذوي مُهجتي واشتْف لَوني / وتَدمَى مُقلتي وسَلِ الليالي
فخَدِّي الزعفرانُ ولا أًحاشي / ودَمعي الأرجوانُ ولا أُبالي
أُحاكي الوردَ ذا الوجهين يُحْذى / معاً في الصبغتينِ على مثاليِ
وكيفَ يُرَدُّ لي ما فاتَ منِّي / وردٌّ الغاَنياتِ منَ المُحالِ
وما للمُفلسينَ سوى التَمنِّي / وما للنّائمينَ سِوى الخَيالِ
ذَوى الشّعرُ البنفسجُ في عِذاري / وزاحَمَهُ ثَغامُ الاكتهال
وكدّ تفاوتُ الحطّينِ قَلبي / وخاطَ علي أثوابَ الخَبالِ
فَخيطٌ دب بدءُ الشيبِ فيهِ / دبيبَ النارِ في طرفِ الذبالِ
وآخرُ فاحمٌ كالفَحمِ جانٍ / على جارٍ بحرِّ النارِ صالِ
يُحاذرُ أنْ يصابَ وغيرُ بدعٍ / لجارِ النارِ عدوى الإشتعالِ
فذي ظلمُ الشبابِ على صَداها / ضياءُ الشيبِ حودِثَ بالصقالِ
تُرى تلكَ العهود تعودُ يوماً / وحال الوصلِ يلقحُ عن حِيالِ
وينسَى البينُ عادَتَهُ وتَنْجو / منَ الأقتابِ أسنمةُ الجِمالِ
فتُعْمَرُ باللِّوى تلكَ المَغاني / وتَرجعُ بالحمى تلكَ الليالي
رَخيمُ الدلِّ مكسالُ التّهادي / طويلُ الذيلِ صَرارُ النِّعالِ
يرقِّقُ طَبعَي المأيوسَ عنهُ / ويشحذُ غَرْبَهُ بعدَ الكلالِ
فينشطُ لاختراعِ الشعرِ عقلي / ويَنشطني البَيانُ منَ العِقالِ
وأطنِب في ثناءِ أبي عليٍّ / نظامِ الملك نَظّامِ المعالي
فتىً كالليثِ مَشبوبُ المآتي / فتىً كالقرمِ محذورُ الصِّيالِ
وتسخَر كفُّهُ والبحرُ فيها / بِمَن شامَ السّحائبَ للنّوالِ
ويُعلى كعبَهُ عِرضٌ مَصونٌ / مُعَوَّلُهُ على مالٍ مُذالِ
أعارَ عَواطِلَ الآدابِ عيناً / تُراعيها فهُن بهِ حَوالِ
وعطرّ شعرَ صدغَيْها بمِسْكٍ / ونقّطَ وردَ خدَّيْها بخالِ
وبَوَّءَ وفدَها كنفاً رَحيباً / مرودَ العُشبِ مَورودَ الزُّلالِ
حَراماً مثلَ بيتِ اللهِ يَشْدو / بسحرٍ في مناقِبهِ حَلالِ
يُسفُّ بهِ تواضُعُه فتَدْنو / مَقاطِعُهُ على بعدِ المنَالِ
ويُظْهِرُ نطقُهُ إعجازَ عيسى / بردِّ الروحِ في الرّممِ البَوالي
وأهداف الصوابِ مُغَربلاتٌ / بأقلامٍ لهُ مثل النِّبالِ
يُفوِّقُها فلا تُخطي وتَمضي / مضاءَ القَعْضَبيّةِ في العَوالي
بخطٍّ إثْمديِّ اللونِ يَشْفي / عيونَ الرُّمْدِ عندَ الاكتِحالِ
فمن دالٍ تُصاغُ على اعتدالٍ / ومن ذالٍ تصانُ عنِ ابتِذالِ
وليس تحسُّ منه العينُ عَيباً / سوى المحذورِ من عينِ الكَمالِ
تُساقُ إلى النّبيِّ بهِ صَلاةٌ / وتُعرفُ فيهِ قُدرةُ ذي الجَلالِ
ويثبتُ ركنُهُ في كلِّ خَطبٍ / تَزَلزلُ منهُ أركانُ الجِبالِ
وما شَربَ الطّلا إلا استراحتْ / مسامعُهُ إلى نَغَمِ السُّؤالِ
فكأسٌ في اليّمينِ يَميلُ مِنْها / إلى طربٍ وكيسٌ في الشمالِ
وإنْ برقَتْ غزالةُ وجْنتيْه / حسبتَ الشمسَ ناظرةَ الغَزالِ
ويذهلُ عن نفائسِهِ بنفسٍ / تَرى الذكرَ المخلّدَ خَير مالِ
رماها بالعراءِ كما تَجافَتْ / عن البيضات حاضنةُ الرِّئالِ
أَمَولانا خدمتُك غيرَ وانٍ / وأُلْتُ إلى جَنابِكَ غيرَ آلِ
وجادَ رياضَ مَجدِكَ مِنَ ثَنائي / حياَ يَنْهلُّ مُنحلَّ العزالي
فكم أنشدتُ بينَ يديْكَ شِعري / فلم يَخجل مَقامي من مَقالي
ولي في صَنْعتي بُرهانُ موسى / وعندَ سوايَ تزويرُ الخيالِ
وكم فحصتْ يدُ الأيّامِ عَنِّي / كأيْدي الخيلِ أبصرتِ المَخالي
فلذتُ ببابِ دارِكَ مُستجيراً / مُخلّى السربِ متسّعَ المَجالِ
ونلتُ لدَيكَ رفعاً في مَحلِّي / تُناقضُهُ بوضعٍ في رِحالي
فعِشْ ما شِئتَ مَقْهورَ الأعادي / ودُمْ ما شِئتَ منصورَ الموَالي
وخُذ في مجلسِ الأنسِ المُهنّا / هلالاً في هلالٍ من هِلالِ
حَبيبي مُعرضٌ عنِّي مُولِّ
حَبيبي مُعرضٌ عنِّي مُولِّ / يباعدني على قرب المحلّ
أرى ناراً وبي بردٌ شَديدٌ / ولكنْ لا سبيلَ إلى التّصلّي
مُنايَ هواكَ لا ساعدتُ سُعدى
مُنايَ هواكَ لا ساعدتُ سُعدى / ولا سقتُ السّلاَم إلى سُليَمى
سأسرجُ مركبَيْ مُلكٍ وهُلكٍ / فأركبُ واحداُ إيْما وإيْما
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ / وأَثخنَني الكِلامُ فلا كَلامُ
فما لجيادِ أَشعاري صَهيلٌ / ولا لظباءِ آدابي بُغام
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي / ستَعلم أنَّ رأيَك فيهِ أَفْنُ
وتَعرفُني غَداة يَجيشُ جيشٌ / ويرعفُ مارنٌ ويسيلُ جَفْنُ