القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسَن الباخَرْزي الكل
المجموع : 21
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا
أقولُ لمُرجحن الغَيم لمّا / تَوالى الدمعُ منه ولانّحيبُ
أتَبكي حسرةً وأنا المُعنىَ
أتَبكي حسرةً وأنا المُعنىَ / وترفع رنّةً وأنا الغريبُ
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي / بمُستنِّ الخُطوبِ لقىً طَريحا
وجرّعني الرَّغاوةَ صرف دهرٍ / يُسوِّع غيريَ الصِّرفَ الصّريحا
تركتُ الاتّكالَ على الأماني / وبتّ أضاجِعُ اليأسَ المُريحا
وطنّبتُ الخيامَ بدارِ قَومي / وقلتُ لحادِيَىْ إبلي اسْتَريحا
وذاكَ لأنني من قبلِ هذا / أكلتُ تَمنِّياً فخّرِيتُ رِيحا
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى
عجبتُ لطيفها أنّى تَصَدّى / وأَومضّ بالتواصُلِ ثمَّ صَدّا
نصبتُ لصيده أشراكَ نَومي / وصاحَ الانتباهُ به فنَدّا
هو الطاووسُ زيّاً واختيالاً / ولكنْ كالقَطا ليلاً تَهَدّى
عَلا همماً فليسَ يهشُّ إلاّ
عَلا همماً فليسَ يهشُّ إلاّ / إلى قرص السماءِ إذا تغدّى
منَ القوم الذينَ إذا استُمدّوا
منَ القوم الذينَ إذا استُمدّوا / ندىً فضحوا الخضمَّ المُسْتَمدّا
فلا ودّوا لرأس العزِّ شَجّاً / ولا شَجّوا بدارِ الهُونِ وُدّا
أشاع فسادَهُ الفَسَوي نصرٌ
أشاع فسادَهُ الفَسَوي نصرٌ / وفاقَ جميعَ أهلِ فَسا فَسادا
فسا هَجوي عيله فَسادَ إخسٌ / بمن هجوٌ عليه فَسا فَسادا
أوالدتي بعُدتِ على التّداني
أوالدتي بعُدتِ على التّداني / فيا عجباً من الدّاني البعيدِ
وكانَ لنا دعاؤك في صُعودٍ / فكيفَ انحطَّ من تحتِ الصّعيدِ
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ
إذا الفُجّارُ أَطغاهُمْ غِناهُمْ / فعامُهُمُ بهِ عامُ الفِجارِ
فيفجَؤُهمْ بأرماحٍ طِوالٍ / ويفجعُهُمْ بأعمارٍ قِصارِ
فمن دامي الكعوبِ بذي كعوبٍ / مَخضوبِ الفقارِ بذي الفقارِ
عليَّ بها مدخّنةً بندُ
عليَّ بها مدخّنةً بندُ / عليَّ بها مُفَدَّمةً بقَزِّ
إذا ما قَهْقهَ الابريقُ عنَهْا / ليكسوْ الكأسَ منها أحسنَ الزِّيْ
تحيّرَ ناظري في عينِ ديكٍ / جَرَتْ من مثلِ مِنقارِ الإوزّ
أَدِرْها يا أعزَّ الناسِ عِندي / على تذكارِ سيِّدنا الأعَزِّ
فدتْكِ النفسُ يا قَمَري وشَمسي
فدتْكِ النفسُ يا قَمَري وشَمسي / ويَومي في ودادِكِ مثلُ أمسي
طّلعتِ فكدتُ أصبحُ من تَلالي / جبينكِ لي فقالَ الصُّدغُ أَمسِ
تعالَيْ وامْلأي سنِّي صَباحاً / بضرَّةِ وَجْهكِ الوردي بخَمسِ
على وجهِ الذي أجنى بَناني / ثماراً للمكارمِ وهْوَ غَرْسي
فإن ساءلتني مَن ذاكَ أنشد / وذاكَ محمدٌ تَفديهِ نَفْسي
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ
فَرعتُ ذُؤابةَ المَجدِ المنيفِ / بما استطرفْتُ من وُدِّ الشريفِ
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي
وقلتُ وقد سمعتُ بهِ لصَحْبي / صلُوا بعُرا الذَّميل عُرا الوَجيفِ
فسرنا ننشّقُ القيَصومَ ورَداً / ونَحْسو أكؤْسَ السّير الذَّفيفِ
وليسَ لنا النّديمُ سوى السعالي / وليسَ لنا الغناءُ سوى العَزيفِ
فما أنْ أنختُ بهِ رِكابي / غَفرتُ جَرائرَ الزَّمنِ العَنيفِ
ولفَّ القُرْبُ بَيْتَيْنا جَميعاً / فنحنُ الآن من بابِ اللّفيفِ
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي
أقولُ لهُ ولم أَنفَسْ بنَفْسي / عليهِ ولا التّليدِ ولا الطرّيفِ
فدىً لكَ ما تُزَرُّ عليهِ قًمْصي / وقُمْصي لا تُزرُّ على سَخيفِ
فإني منكَ في روضٍ أَريضٍ / دُللتُ بهِ على خصبٍ وَريفِ
ومن زَهَراتِ حظِّكَ في ربيعٍ / ومن ثَمَراتِ لفظكَ في خَريفِ
وكم عاشرتُ من عُصَبٍ ولكنْ / تَخذْتُكَ من أُلوفهُمُ أَليفي
وما أنا من رجالكَ في القوافي / وأصلُ اللِّعْبِ عرفانُ الحَريفِ
وأنتَ إذا ركبتَ الصّعبَ منْها / سَبقْتَ إلى مَداكَ بلاد رَدِيف
ولي حَشَفٌ وبي تَطْفيفُ كيلٍ / وها حَشَفي مَعَ الكَيلِ الطّفيفِ
فإن تَرْدُدْ عليَّ فرَهْبتي منْ / وإنْ تُحسنْ إليَّ فَرَغبتي في
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا
عشقتُ لشقوتي رشأ رَشيقا / رضيتُ بهِ منَ الدُّنيا عَشيقا
سقيماً ناحلاً طرفاً وخَصراً / ثَقيلاً بارداً رِدفاً ورِيقا
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ
يُذكِّرني الحِمى عهدَ الوصالِ / وأيامَ الشبابِ ومَن بِها لي
وسلمى والسّلامةَ هواها / ونعمى والنعيمَ بلا زوالِ
وهَصري غُصنَ ذابلةِ التثنِّي / وقَطْفي وردَ ناضِرِةِ الجَمالِ
ورَشفي حيثُ يبتسمُ الأقاحي / وشَمِّي حيثُ تَنْعجنُ الغَوالي
وتَركي الزُّهد في راحٍ شمولٍ / ورَفْضي النُّسكَ في ريحٍ شمالِ
وحبِّي شربَ ياقوتٍ مُذابٍ / يَرضُّ المزجُ فيهِ حصى اللآلي
وهزِّي العطفَ في غَفَلاتِ عيشٍ / وريقِ الأيكِ مَمْطورِ الظِّلالِ
فها أنا من لُبابِ العُمرِ أشجى / إذا هجستْ خواطرُها ببالي
وأجتلبُ الشجونَ وأينَ صَبري / وأَحتلبُ الشؤونَ وكيفَ حالي
وتَذوي مُهجتي واشتْف لَوني / وتَدمَى مُقلتي وسَلِ الليالي
فخَدِّي الزعفرانُ ولا أًحاشي / ودَمعي الأرجوانُ ولا أُبالي
أُحاكي الوردَ ذا الوجهين يُحْذى / معاً في الصبغتينِ على مثاليِ
وكيفَ يُرَدُّ لي ما فاتَ منِّي / وردٌّ الغاَنياتِ منَ المُحالِ
وما للمُفلسينَ سوى التَمنِّي / وما للنّائمينَ سِوى الخَيالِ
ذَوى الشّعرُ البنفسجُ في عِذاري / وزاحَمَهُ ثَغامُ الاكتهال
وكدّ تفاوتُ الحطّينِ قَلبي / وخاطَ علي أثوابَ الخَبالِ
فَخيطٌ دب بدءُ الشيبِ فيهِ / دبيبَ النارِ في طرفِ الذبالِ
وآخرُ فاحمٌ كالفَحمِ جانٍ / على جارٍ بحرِّ النارِ صالِ
يُحاذرُ أنْ يصابَ وغيرُ بدعٍ / لجارِ النارِ عدوى الإشتعالِ
فذي ظلمُ الشبابِ على صَداها / ضياءُ الشيبِ حودِثَ بالصقالِ
تُرى تلكَ العهود تعودُ يوماً / وحال الوصلِ يلقحُ عن حِيالِ
وينسَى البينُ عادَتَهُ وتَنْجو / منَ الأقتابِ أسنمةُ الجِمالِ
فتُعْمَرُ باللِّوى تلكَ المَغاني / وتَرجعُ بالحمى تلكَ الليالي
رَخيمُ الدلِّ مكسالُ التّهادي / طويلُ الذيلِ صَرارُ النِّعالِ
يرقِّقُ طَبعَي المأيوسَ عنهُ / ويشحذُ غَرْبَهُ بعدَ الكلالِ
فينشطُ لاختراعِ الشعرِ عقلي / ويَنشطني البَيانُ منَ العِقالِ
وأطنِب في ثناءِ أبي عليٍّ / نظامِ الملك نَظّامِ المعالي
فتىً كالليثِ مَشبوبُ المآتي / فتىً كالقرمِ محذورُ الصِّيالِ
وتسخَر كفُّهُ والبحرُ فيها / بِمَن شامَ السّحائبَ للنّوالِ
ويُعلى كعبَهُ عِرضٌ مَصونٌ / مُعَوَّلُهُ على مالٍ مُذالِ
أعارَ عَواطِلَ الآدابِ عيناً / تُراعيها فهُن بهِ حَوالِ
وعطرّ شعرَ صدغَيْها بمِسْكٍ / ونقّطَ وردَ خدَّيْها بخالِ
وبَوَّءَ وفدَها كنفاً رَحيباً / مرودَ العُشبِ مَورودَ الزُّلالِ
حَراماً مثلَ بيتِ اللهِ يَشْدو / بسحرٍ في مناقِبهِ حَلالِ
يُسفُّ بهِ تواضُعُه فتَدْنو / مَقاطِعُهُ على بعدِ المنَالِ
ويُظْهِرُ نطقُهُ إعجازَ عيسى / بردِّ الروحِ في الرّممِ البَوالي
وأهداف الصوابِ مُغَربلاتٌ / بأقلامٍ لهُ مثل النِّبالِ
يُفوِّقُها فلا تُخطي وتَمضي / مضاءَ القَعْضَبيّةِ في العَوالي
بخطٍّ إثْمديِّ اللونِ يَشْفي / عيونَ الرُّمْدِ عندَ الاكتِحالِ
فمن دالٍ تُصاغُ على اعتدالٍ / ومن ذالٍ تصانُ عنِ ابتِذالِ
وليس تحسُّ منه العينُ عَيباً / سوى المحذورِ من عينِ الكَمالِ
تُساقُ إلى النّبيِّ بهِ صَلاةٌ / وتُعرفُ فيهِ قُدرةُ ذي الجَلالِ
ويثبتُ ركنُهُ في كلِّ خَطبٍ / تَزَلزلُ منهُ أركانُ الجِبالِ
وما شَربَ الطّلا إلا استراحتْ / مسامعُهُ إلى نَغَمِ السُّؤالِ
فكأسٌ في اليّمينِ يَميلُ مِنْها / إلى طربٍ وكيسٌ في الشمالِ
وإنْ برقَتْ غزالةُ وجْنتيْه / حسبتَ الشمسَ ناظرةَ الغَزالِ
ويذهلُ عن نفائسِهِ بنفسٍ / تَرى الذكرَ المخلّدَ خَير مالِ
رماها بالعراءِ كما تَجافَتْ / عن البيضات حاضنةُ الرِّئالِ
أَمَولانا خدمتُك غيرَ وانٍ / وأُلْتُ إلى جَنابِكَ غيرَ آلِ
وجادَ رياضَ مَجدِكَ مِنَ ثَنائي / حياَ يَنْهلُّ مُنحلَّ العزالي
فكم أنشدتُ بينَ يديْكَ شِعري / فلم يَخجل مَقامي من مَقالي
ولي في صَنْعتي بُرهانُ موسى / وعندَ سوايَ تزويرُ الخيالِ
وكم فحصتْ يدُ الأيّامِ عَنِّي / كأيْدي الخيلِ أبصرتِ المَخالي
فلذتُ ببابِ دارِكَ مُستجيراً / مُخلّى السربِ متسّعَ المَجالِ
ونلتُ لدَيكَ رفعاً في مَحلِّي / تُناقضُهُ بوضعٍ في رِحالي
فعِشْ ما شِئتَ مَقْهورَ الأعادي / ودُمْ ما شِئتَ منصورَ الموَالي
وخُذ في مجلسِ الأنسِ المُهنّا / هلالاً في هلالٍ من هِلالِ
حَبيبي مُعرضٌ عنِّي مُولِّ
حَبيبي مُعرضٌ عنِّي مُولِّ / يباعدني على قرب المحلّ
أرى ناراً وبي بردٌ شَديدٌ / ولكنْ لا سبيلَ إلى التّصلّي
مُنايَ هواكَ لا ساعدتُ سُعدى
مُنايَ هواكَ لا ساعدتُ سُعدى / ولا سقتُ السّلاَم إلى سُليَمى
سأسرجُ مركبَيْ مُلكٍ وهُلكٍ / فأركبُ واحداُ إيْما وإيْما
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ / وأَثخنَني الكِلامُ فلا كَلامُ
فما لجيادِ أَشعاري صَهيلٌ / ولا لظباءِ آدابي بُغام
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي / ستَعلم أنَّ رأيَك فيهِ أَفْنُ
وتَعرفُني غَداة يَجيشُ جيشٌ / ويرعفُ مارنٌ ويسيلُ جَفْنُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025