المجموع : 20
تَثَبَّتْ لا يُخامِرْكَ اضْطِرابُ
تَثَبَّتْ لا يُخامِرْكَ اضْطِرابُ / فَقَدْ خَضَعَتْ لِعِزَّتكَ الرِّقابُ
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ
وَإِنْ لَمْ تُعْجَبي بِبَياضِ شَعْرٍ / فَلا تَسْتَغْرِبي بَلَقَ الْغُرابِ
تَعافينَ المَشِيبَ وَلَيْسَ هَذَا / وَلَكِنْ هَذِهِ شِيَةُ الشَّبابِ
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ كانَتْ مُصَلَّى / وَلِمْ كانَتْ طُهْراً وَطِيبا
فَقالَتْ غَيْرَ ناطِقَةٍ لأَنِّي / حَوَيْتُ لِكُلِّ إِنْسانٍ حَبيبا
وَذَيَّالٍ لَهُ رِجْلٌ طَحُونٌ
وَذَيَّالٍ لَهُ رِجْلٌ طَحُونٌ / لِما نَزَلَتْ بِهِ وَيَدٌ زَجُوجُ
يَطيرُ بأَرْبَعٍ لا عَيْبَ فيها / لِظَهْرانِ الصَّفا مِنْها عَجيجُ
خَرَجْتُ بِهِ عَنْ الأَوْهامِ سَبْقاً / وَقَلَّ لَهُ عَنْ الوَهْمِ الخُرُوجُ
إِلى المَلِكِ الْمُعِزِّ أَبي تَميمٍ / أَمُرُّ بِمَنْ سِواهُ فَلا أَعِيجُ
رَأَيْتُ شَقيقَةً حَمْراءَ بادٍ
رَأَيْتُ شَقيقَةً حَمْراءَ بادٍ / عَلى أَطْرافِها لَطْخُ السَّوادِ
يَلُوحُ بِها كَأَحسَنِ ما تَراهُ / عَلى شَفَةِ الصَّبِيِّ مِنَ المِدادِ
كِتابٌ مِنْ أَخٍ كَشَفَتْ
كِتابٌ مِنْ أَخٍ كَشَفَتْ / قِناعَ ضَمِيرِهِ يَدُهُ
تَذَكَّرَ مَنْزِلاً رَحْباً / وَعَذْباً طابَ مَوْرِدُهُ
وَكادَ يَطيرُ مِنْ شَوْقٍ / إلى عَهْدٍ يُجَدِّدُهُ
وَمُرْتَهَنٍ لَدى الْحَمَّامِ أَضْحَى
وَمُرْتَهَنٍ لَدى الْحَمَّامِ أَضْحَى / وَحالاهُ لأَصْحابِ السَّعيرِ
إِذا سَئِمُوا الْعَذابَ أَوِ اسْتَغاثُوا / أَغَاثُوهُمْ بِبابِ الزَّمْهَرِيرِ
كَذلِكَ حالُهُ حَرًّا وَبَرْداً / بِبَيْتِ الْحَوْضِ أَوْ بَيْتِ الطَّهُورِ
وَطالَ بِهِ انْتِظارُ مُواعِديهِ / وَقَد زادَ الشِّقِيُّ عَلى النَّظيرِ
صَديقُ المَرْءِ كالدِّينارِ طَبْعاً
صَديقُ المَرْءِ كالدِّينارِ طَبْعاً / وَكَيْفَ يُفارِقُ المَرْءُ الطِّباعا
تراهُ إِذا أَقامَ يُقيمُ جاهاً / وَإِنْ فَارَقْتَه أَجْدى انْتِفاعا
وَمُكْتَحِلِ الجُفُونِ سَطا عَلَيْنا
وَمُكْتَحِلِ الجُفُونِ سَطا عَلَيْنا / بِكاسٍ والصَّباحُ لَهُ انْصِداعُ
فَقُلْتُ لَهُ تَغَنَّ فَدَتْكَ رُوحي / لَنا صَوْتاً فَما حُرِمَ السَّماعُ
فَحَرَّكَ رَأْسَهُ طَرَباً وَغَنَّى / أَضاعُوني وَأَىَّ فَتىً أَضاعُوا
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا
أَجَدِّكَ لَمْ أَجِدْ للصَّبْر بابا / فَتَدْخُلَهُ عَلى سَعَةٍ وَضيقِ
بَلى وَأَقَلُّ ما لا قَيْتُ يُسْلي / وَلَكِنْ لا أَرى عَتْبَ الصَّديقِ
نَهَضْتُ بِعِبْءِ إِخْواني فَزَادوا / وَأَثْقَلُ ما يُرَى حَمْلُ الْمُطِيقِ
وَلكِنْ رُبَّ إِحْسانٍ وَبِرٍّ / دَعا بَعْضَ الرِّجالِ إلى الْعُقوقِ
فَإِنْ أَصْبِرْ فَعَنْ إِفْراطِ جَهْدٍ / وَانْ أَقْلَقْ فَحَسْبُكَ مِنْ قَلوقِ
حَصَلْتُ مِنَ الْهوى في لُجِّ بَحْرٍ / بَعيدِ القَعْرِ مُنْخَرِقٍ عَميقِ
سَأُعْرِضُ عَنْكَ إِعْراضاً جَميلاً / وَأُبْدي صَفْحَةَ الْوَجْهِ الطَّليقِ
وَلا أَلْقاكَ إِلاَّ عَنْ تَلاقٍ / بَعيدِ الْعَهْدِ بالذَّكْرى سَحيقِ
لِتَعْلَمَ أَنَّني عَفُّ السَّجايا / عَزُوفُ النَّفْسِ مُتَّبَعُ البُرُوقِ
وَأَنّي مُذْ قَصَرْتُ يَدَيَّ طالَتْ / الَيْكَ يَدُ العَدُوِّ المُسْتَفيقِ
رَضِيتُ بِحُبِّهِ في كُلَّ حالِ
رَضِيتُ بِحُبِّهِ في كُلَّ حالِ / وَلَم أَعْطِفْ على قِيلٍ وَقالِ
فَلا يَنْقُصْ بِلاَميْ عارِضيْهِ / فإنَّ اللاَّمَ خاتِمَةُ الكَمالِ
أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ
أُحِبُّ أَخي وَإِنْ أعْرَضْتُ عَنْهُ / وَقَلَّ على مسامِعِهِ كلامي
وَلي في وَجْهِهِ تَقْطيبُ راضٍ / كَما قَطَّبْتَ في إثْرِ المُدامِ
وَرُبَّ تَقَطبٍ مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ / وَبُغْضٍ كامِنٍ تَحْتَ ابْتِسامِ
نَزَعْتُ عَنِ الْهَوىَ وَعَنِ المُدامَهْ
نَزَعْتُ عَنِ الْهَوىَ وَعَنِ المُدامَهْ / فَلا مَللاً ولا سآمَهْ
وَلكِنْ خانَ مَعْشُوقٌ وَأَضحى / نَديمٌ وَهْوَ مِنْ عُدَدِ الندامَهْ
فيا أَجْفانِيَ اعْتَنِقي مَناماً / وَيا قَلْبي قَدْمتَ على السَّلامَهْ
غَزَالٌ لا أَزالُ بِهِ أَهيمُ
غَزَالٌ لا أَزالُ بِهِ أَهيمُ / أُكاتِمُهُ الْوَرَى وَأَنا كَتُومُ
إِذا خُمْساهُ تَعْميَةً أُزيلا / فَباقِيهِ على التَّحْقيقِ مِيمُ
أَلا يا رُبَّ خَصْمٍ قَدْ تَعالَوا
أَلا يا رُبَّ خَصْمٍ قَدْ تَعالَوا / وَلَجُّوا في الدَّعاوَى والْخِصَامِ
قَطَعْتُ بِلا كَلاَمهُم جَميعاً / مُبَرْهنَةً وَلا جَلَمُ الْكَلام
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري / فَلَمْ يَسْتَقْصِ واجِبَهُ كَريمُ
إِذا بَلَغَ الْكَريمُ إِلى مَداهُ / مُطالَبَةً فَلا يُلَمِ اللَّئيمُ
أَذا بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ
أَذا بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِنْ غَمامٍ / عَلَيْنا أَمْ تَناثَرَتِ النجومُ
إِذا أَتَتِ السَّماءُ بِمِثْلِ هذا / فما بالُ الْقِيامَةِ لا تَقُومُ
وَإِلاَّ فَهْيَ شُهْبٌ ثاقِباتٌ / وَكُلُّ النَّاسِ شَيْطانٌ رَجيمُ
وَظَبْيٍ مِنْ بَني الْكُتَّابِ يَسْبي
وَظَبْيٍ مِنْ بَني الْكُتَّابِ يَسْبي / قُلُوبَ العاشِقينَ بِمُقْلَتَيْهِ
رَفَعْتُ الَيْهِ أَسْتَقْضي رِضاهُ / وَأَسْأَلُهُ خَلاصاً مِنْ يَدَيْهِ
فَوَقَّعَ قَدْ رَدَدْتُ فُؤَادَ هَذا / مُسامَحَةً فلا يُعْدَى عَلَيْهِ
أقُولُ لِمن يُسَائِلُ عَن مَحَلِّي
أقُولُ لِمن يُسَائِلُ عَن مَحَلِّي / تَقَدَّم وَامشِ مِن خَلفِ السَّوارِي
وَمُرَّ فَحَيثُ مَا تَلقَى حِكَاكاً / بِسُرمِكَ لاَ تَعَدَّ فَثَمَّ دَارِي
أبَا مُوسَى شَهِدتَ وَكُنتَ عَدلاً
أبَا مُوسَى شَهِدتَ وَكُنتَ عَدلاً / مُزَكَّى حَيثُ تَشتَجِرُ الخُصُومُ
فَإنَّكَ أفحَلُ الشُّعَرَاءِ طَبعاً / إذَا نَفَخَت شَقَاشِقَهَا القُرُومُ
صِرَاطُكَ مُستَقِيمٌ وَهوَ صَعبٌ / كَمَا صَعُبَ الصِّرَادُ المُستَقِيمُ