القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 41
ظَهيراك التوكُّل والمَضاء
ظَهيراك التوكُّل والمَضاء / فَعُمْرُ الكُفْر آن له انْقِضاءُ
يدُ الإيمَانِ عَالِيَةٌ عَليه / كَما يَعْلو على الظُّلَم الضّياءُ
وبيضُ الهِنْد ظَامِئَةٌ إليهِ / ومِن دَمِه يسوغُ لها ارْتِواءُ
أعُبَّادَ المَسيح دنا رَدَاكُمْ / وأَخْرَسَ نَأْمةَ الجَرَس النِّداءُ
لِمَ استعجَلتُمُ حُمْرَ المنايا / وأنتم عن تَقَحُّمِها بِطاءُ
رَحى الهَيْجاءِ دائِرةٌ عليكُم / بما يَنْهدُّ خِيفَتَه حِراءُ
هُو الزّمنُ الذي كُنْتُمْ وُعِدتم / تجلّى الحقّ فارتفع المراءُ
وما لا يُستطاعُ له دفاع / فليسَ وراءَه إلا الفناءُ
رَمى بِكُمُ مِنَ المنْجاةِ يَأسٌ / وما لَكُمُ بما خُنتمْ رَجاءُ
تَماطيتُم لِقَاء الأُسْد غُلْباً / وكيفَ ومَوْعِدُ البَيْن اللِّقاءُ
وقُلْتُمْ نحن أكْفَاءٌ وَأنَّى / تُضاهي نارَ أخضركم ضُحاءُ
دَعاوي البَأْس عادَتكُم ولكِنْ / بِحيثُ يُمَدُّ لِلْمَجْرى الخَلاءُ
تَعَالَوْا إنَّها أسدٌ خِمَاصٌ / بأيْديها لَكُمْ أسلٌ ظِماءُ
حصادُكُمُ على الأسْيافِ دَيْنٌ / ومِنْ تلك الأكفِّ لَهُ اقْتضاءُ
ستَصْدِمكُم وَتصْمِدُكُم خُيولٌ / مِنَ الأسطُول ضَمَّرها الجِراءُ
كأمثالِ المَذَاكي سابحاتٍ / لها عَدْوٌ لِمَنْ فيهِ اعتِداءُ
مِنَ الدُّهْم السوابق لا لغوب / يُثَبّطُ جَرْيَهُنّ ولا عَناءُ
صحاحٌ تُشْبِهُ الآجَالَ جَرْياً / بِآيةِ ما يُجلّلُها الهناءُ
هِيَ الغِرْبانُ تَسْمِيَةً وَمَعْنىً / وَلَيْس لها سِوى ماء هَوَاءُ
نَواعِبُ أوْ نواعٍ لِلأعادي / بِما عُقْباه قَتْلٌ أو سِبَاءُ
بَناتُ الماء حاملة كُماة / بِأَهْلِ النار سَطْوَتُها العياءُ
يُسَرُّ بِها الهُدى ويَقَرُّ عَيْناً / وَلكنّ الضّلال بِها يُساءُ
عَلى سِير الإمارَة لم تَرِمْها / لَدَيْها يَشْفَعُ البَأس الحياءُ
أولَئِك زُمْرَةُ التَّوْحيد يُنمى / بها نَسَبٌ لطُهْرَته نَماءُ
خَضِيب نصولها يأبى نُصولاً / فتِلك عَبيطَة فيها الدّماءُ
فِدَاءٌ للخليفَة مَنْ عَلَيْها / وقلّ لَهُ إذا كَثُر الفِداءُ
إمامٌ نوّر الدُنيا هُداهُ / وَقد أعْيا بظُلْمَتِها اهتِداءُ
لَه في المَجدِ والعَلْيا انْتِهَاءٌ / ومِنْهُ في انتِهائِهما ابتِداءُ
غِنىً في راحَتَيْه لِلأماني / وللإيمانِ مِلْؤهما غَنَاءُ
فلا تجزعْ لداهِيَة بِنَادٍ / أما ناديه للجُلّى جَلاءُ
إذا الأهوال حَلَّتْ ثم جلّت / فَيَحْيى المُرْتَضَى مِنها وِقاءُ
هُو الهادي إلَى الخَيْراتِ يُهْدى / له المَدْحُ المُحَبّر والثّنَاءُ
وهَلْ تُعْيي مُعَالجَةٌ لخطبٍ / وما تُمْضي إرادَتُه شِفاءُ
هَنِيئاً عامُ إقْبال جديدٌ / بِيُمْنِ طُلوعِه عَمّ الهَناءُ
وَإعدادٌ لِغَزْو الشّرْك تَزْكو / بِنِيّته المَثُوبَةُ والجَزاءُ
جَوارٍ مُنْشَآتٌ في تَبَارٍ / إلى الفَوْزِ العظيمِ بما تَشاءُ
وجُرْدٌ مُقْرَبَاتٌ أيّدَتْها / على مَنْ غُلْتَ في الأرضِ السماءُ
تدمّرُهُم رِياحاً ليسَ مِنها / وَقد هبّت بإعصافٍ رُخاءُ
كَتائبُ لا يُحيطُ بها كِتابٌ / يضيقُ برَحْبه عنها الفَضاءُ
إذا نَزَلَتْ بِساحات الأعادي / صَباحاً لم يُلَبّثُها الضُّحاءُ
فَلِلتّثْليثِ وهْنٌ واتّضاعٌ / وللتّوحيد أيد وارتِقاءُ
نُفوسُ العالَمينَ لك الفِداءُ
نُفوسُ العالَمينَ لك الفِداءُ / فكيف ألَمّ يُؤْلِمُك اشتِكاء
وكيفَ خَطا إلى ناديكَ يُفضي / وبالخَطّي قد شَرِق الفَضاء
وللجُرْد المُطَهّمَة ارْتِكاضٌ / وللبِيض المُهَنَّدَة انْتِضاء
فِداؤك حاضِرٌ مِنهم وبادٍ / لأنَّك ما بَقِيتَ لَهُم وقاء
دَعَوا لك بالخُلودِ وَقد أجيبوا / ولا رَدٌّ إذا خَلُصَ الدُّعاء
هُم اقْتَرحوا بَقَاءك لِلْمَعالي / لِيَهْنِئَهم بِدَوْلَتِك البَقاء
وأمّا الدّين والدُّنيا فَلولا / شِفاؤك لم يُتَحْ لَهما شِفاء
فإن عُوفِيت عوفِيت البَرايا / وَقد ناجى مَعَالِمَها العَفاء
ولولا أنْ أفقت لما تجلّت / بأفْقٍ في أشعتِها ذُكاء
ولا ضَحِكتْ بُروقٌ في سحاب / لَها من عارض الشّكْوى بُكاء
نضا عنك الضّنى بُرْءٌ سعيدٌ / كمَا رَوّتْ صَدى الأرْضِ السّماء
وَجَلّلَ وَجْهَكَ الوَضّاحَ نُورٌ / إلى الإصْباح يُنْميهِ النّماء
كَذاك الشمسُ إن كُسِيتْ شُحوباً / جَلاه النور عَنها والضياء
حَياةُ النّاسِ في تَخْليدِ يَحْيى / وَهل في أبْلَجِ الحقّ امْتِراء
إمامُ هُدى بِهِ اتّصَل اعْتِدَالٌ / مِنَ الأيّامِ وانْفَصَلَ اعْتِدَاء
لِغُرّتِه النواظِرُ سامِيات / كما شَاءَ السّنى وشَأى السّنَاء
وما سحّت يَداهُ نَداه إلا / تَبَيّن في الحَيا مِنْهُ الحَياء
أمَوْلايَ أنادي مِنْ بَعيدٍ / ليُظْفرَني بإدنائي النّداء
ولَوْ أنّ الهوى بالقصدِ وافٍ / لَطار إليكَ بالقلبِ الهواء
وأوشِك أن لاقِيَ كلّ حُسنى / وإحْسان متى سَنَح اللقاء
أقِمْ لِسَعادةٍ يَهْفو ويَضْفو / علَيكَ على الوَلاء لها لِواء
وَأهلُ السّهْلِ والجَبل انقياداً / وإذعاناً عَبيدٌ أو إماء
فلا بأس وأنت لنا غياثٌ / ولا يَأسٌ وأنتَ لنا رَجَاء
ودونَك مِدْحَةً أوْجَزْتُ فيها / وكُنتُ أطِيلُها لولا الجَفاء
ومن شرطِ العيادات اخْتِصار / وهذا الأصْلُ يُطْردُه الهناء
لعَلَّ عُلاك تُوسِعُني بحُبّي / قَبُولاً إنّه نِعْمَ الحِبَاءُ
ألَمْ تَر لِلْخُسوفِ وكيف أوْدى
ألَمْ تَر لِلْخُسوفِ وكيف أوْدى / بِبَدْرِ التّمّ لَمّاع الضّياء
كمِرآةٍ جَلاها الصّقْل حتّى / أنارَتْ ثُمّ رُدَّتْ في غِشَاء
لَقَدْ تَرِبَتْ يَميني مِنْ شُخَيْصٍ
لَقَدْ تَرِبَتْ يَميني مِنْ شُخَيْصٍ / إلَى التُّرْبِ استقَل مِن التّرائِبْ
يُقَرِّبُه التّذُّكُّرُ وهْوَ نَاء / ويُحْضرُه التفكر وهْو غائِبْ
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً
نَضَوْتُ سَحابةً غَطّتْ نُجوماً / تَلألأ في سَمَاء من زُجاجِ
لها عَرْفٌ وعَرْف الشُّهْب ألا / يَكونُ لَها سوى صَدْع الدياجي
أُحاكي المُنْتَشي طرَباً وَعُجْباً / بمَطلعِها وَأفْحِمُ مَنْ أُحاجِي
تَشُحُّ بِوَصْلِها ذَاتُ الوِشاحِ
تَشُحُّ بِوَصْلِها ذَاتُ الوِشاحِ / عَلَى شادٍ بِها وَقْعُ الجِراحِ
وَتَبْخَلُ مِنْ أزاهِر وَجْنَتَيْها / بِشَمّ الوَرد أَو لَثْم الأقاحي
وَقَد مَلَكَتْ لَواحِظُها فُؤادِي / فَبَرْحُ هَوَاي لَيْسَ إلَى بَرَاحِ
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ
نَأتْ ومَزارُها صَدَدُ / فهَل لكَ بالمَعادِ يَدُ
مَهَاةٌ مِنْ بَنِي أَسَد / فَريسَةُ لَحْظِها الأسَدُ
تَفُوتُ العَدّ قَتْلاها / وَلا دِيَةٌ ولا قَوَدُ
نَمَتْها الصيِّدُ مِنْ مُضَرٍ / وفيها البَيْتُ والعَدَدُ
ورَبّتْهَا القُصُورُ البِي / ضُ لا العَلْيَاءُ والسّنَدُ
فكَيفَ بِقَصدِها والسّم / هَرِيّةُ حَوْلَهَا قِصَدُ
وَقَدْ تَغْشَى خِلال الحَي / يِ أَحْيَاناً وإِنْ بَعُدوا
بِحَيْثُ الماءُ والأكْلا / ءُ لا يَبَسٌ ولا ثَمَدُ
فرَوْضُ الحَزْن ما انْتَجَعوا / وَفَيْضُ المُزْن ما وَرَدوا
إذا رُفِعَت مَضَارِبُهَا / فَخَطيَّاتُهم عَمَدُ
وَإنْ عُقِلَتْ رَكائِبُها / فَخَيْلُهُمُ لَهَا رَصَدُ
أتاها أنّنِي وَصِبٌ / كَمَا شَاءَ الهَوى كَمِدُ
إِذا ما النّومُ نَعَّمها / يُعَذّبُني بِها السُّهُدُ
فَما عَبَأتْ بِما ألْقى / ولا رَقّت لِما أَجِدُ
ولَوْ عُنِيَتْ بِعانيها / لَعَادَتْه كما تَعِدُ
أَهيمُ بها ولا عَذَلٌ / يُنَهْنِهُني ولا فَنَدُ
هَواها جَل في خَلَدي / فَيَا ما أُودِعَ الخَلَدُ
وَصَبْري بَانَ مُذْ بَانَتْ / فَأنَّى الصّبْرُ والجَلَدُ
وَكُنْتُ أصيحُ واكبدِي / وكَيْفَ وَلَيْسَ لي كَبِدُ
وَقالوا قَلبُها حَجَر / فقلتُ وثَغرُها بَردُ
وَمِنْ عَجَبٍ قَسَاوَتُها / وَمِلء أديمِها الغَيَدُ
سَأعْتَمِد الأميرَ وَهَل / سِوى رُحْماهُ مُعْتَمَدُ
وأَقْصُد فيهِ إسْرَافَ ال / مَدائِحِ لَسْتُ أقْتَصِدُ
عَلى عُذْرٍ بِما أُولى / مَتَى خَصَمَتْنِيَ الرَفدُ
مُصِيبٌ كلَّ مَنْ هُوَ في الث / ثَناءِ عَلَيهِ مُجْتَهِدُ
لقَد نَهَجَ السّدَادَ فكُل / لُ مَا سَلَكَ الوَرى سَدَدُ
وَفَتَّحَ للنّدَى أَبْوَا / بَهُ إذْ سُدّتِ السُّدَدُ
كأَنَّ البَحْرَ طَفّاحاً / لِبَحْرِ نَوالِهِ زَبَدُ
إمَامُ هُدىً بِهِ انْتَظَمَ ال / هُدى واسْتَوْثَقَ الرَّشَدُ
وقامَ الحَقُّ مُعْتَدِلاً / فَلا وِزْرٌ ولا أَوَدُ
سَرِيعُ البَطْشِ مَتَّئِدٌ / جَمِيعُ الفَضْلِ مُتحِدُ
لِمَنْ عادَى وَمَن وَالى / بهِ الأصْفادُ والصّفَدُ
وَقَدْرٌ حَيثُ لا سَلْع / يَقَرُّ بهِ وَلا أُحُدُ
لَهُ الأمْلاك جُنْدٌ وال / مَلائِكُ حَوْلَهُ مَدَدُ
فَلمْ يُعْتَد مُطَّرِدُ الْ / قَنا والنّصْرُ مُطَّرِدُ
ولمْ يُتَقَلَّد الصَّمْصا / مُ أو يُتَقَمَّصُ الزَّرَدُ
بِيَحْيَى المُرْتَضَى أحيا ال / إِلَهُ الخَلْقَ إِذْ هَمَدوا
تَوَلَّى نَصْرهمْ والحَرْ / بُ قَدْ قَامَتْ لَهَا القَعَدُ
وصَيَّرَهُم جَميعاً حِي / نَ أبْصَرَهُم وهُمْ بدَدُ
إلَى الفَوْزِ العَظيم دُعُوا / ولِلسَّنَنِ القَويمِ هُدُوا
وفي سُلْطانِهِ عُتِقُوا / وَلولا أمْرُهُ اعْتُبِدُوا
لُبَابٌ في الأَئِمّةِ مُن / تَقىً لِلْمُلْكِ مُنْتَقَدُ
هُمْ حَسَدُوا تَطَاوُلَه / وَقَصْرُ القَاصِرِ الحَسَدُ
مَدَاهُ يُؤَمِّلُونَ وأيْ / نَ مِن أُسْدِ الشَّرَى النَّقَدُ
عَن الإِجْمَاع قَامَ فَلَنْ / يَقُومَ لِخَرْقِهِ أَحَدُ
وفِي الأبراجِ منزِلُه / إلى أنْ بَرَّزَ الأمَدُ
أَما آثارُهُ نُخَبٌ / أَما أَعْصارُهُ جُدُدُ
وحَسْبكَ منْ صَنَائعَ في / مَصَانِعَ نُورُهَا يَقِدُ
وَفيها اليُمْن مُسْتَنِدٌ / وَفيها الحُسْن مُحْتَشِدُ
تَنَاهَبْنَ العُقُولَ كأن / نَهُنَّ عَقَائِلٌ خُرُدُ
وَيَومٍ في أبِي فِهْرٍ / يُؤَرِّخُ فَخْرَهُ الأبَدُ
تُغَذّي الرّوْحَ والرّيْحَا / نَ مِنْهُ الروحُ والجَسَدُ
أفَانِينٌ مِن النُّعْمى / إذَا مَا أصْدرَتْ تَرِدُ
وجَنّاتٌ مُزَخْرَفَةٌ / يَشُوقُ حَمَامُها الغَرِدُ
رَبيعٌ قَيْظُها الحامِي / فَلا صَخْدٌ ولا وَمَدُ
وَرَغْدٌ عَيشُها الراضي / فلا كَبَدٌ ولا نَكَدُ
جَرى العَذْبُ الفُراتُ بِها / فَما حِلُ تُربِها ثَمَدُ
وَجَرّتْ ذَيْلَهَا أرَجاً / صَبَاحاً وَهي تَتَّئِدُ
فخِلْتُ خِلالَ مَوْلانا / عَلَى أرْجَائِها تَفِدُ
بِدَوْلَتِه حَلا طَعْمُ الْ / حَياةِ فَشُرْبُها شَهدُ
ولَوْلا كَوْنُها ظهرَ ال / فَسادُ وعادَ يطَّردُ
ولا نَقْرضَ القَريضُ وآ / ضَت الآدابُ تُضْطَهدُ
وأصْبَحَ داثِراً مَغْنَا / هُ لا سَبَبٌ ولا وَتِدُ
فلا زالَتْ مُنَفّقَةً / بَنيهِ كُلّما كَسَدوا
فَما نَهَضَتْ بهِم نَهَضوا / وَما خَلَدَتْ لَهُم خَلَدوا
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ
إلى أوْطَانِه حَنّ العَمِيدُ / فَظَلّ كَأنّه غُصْنٌ يَمِيدُ
ومسقطَ رأسهِ ذَكَر اشْتِياقاً / فَذابَ فُؤادُهُ وهو الحَديدُ
ولَو رامَ السلُوّ أَبَتْ عَلَيه / مَعاهدُ عَهدها الماضي حَميدُ
أَعِدْ نظَراً إلى الزَمنِ النَضيرِ
أَعِدْ نظَراً إلى الزَمنِ النَضيرِ / تَرَ الفَذَّ الوَحيدَ بِلا نَظيرِ
وما أَن لاحَ وَضَّاح المحيَّا / فقل إشراقُ بَدرٍ مُستَنيرِ
وَقَد برَقَت أسرَّتُه سُروراً / كَمثل وَميض برق مُستَطيرِ
كأنَّ نهارَه والليل صِيغَا / مِن الكافورِ والمِسكِ النَثيرِ
وَقد لبِسَ الأصيلُ هناكَ دِرعا / فَكأن علَيهِ رَدعاً في عَبيرِ
وَما متعَ الضُّحى إلا حَبانا / بِأَمتَعَ من مُحادَثة البَشيرِ
فمِنْ رِئي رَبيعيٍّ وَري / كإشراقِ الرياضِ عَلى الغَديرِ
تَبارَكَ مَن كَساه سَنىً وَحُسناً / وبارَكَ في الرواحِ وفي البكورِ
تَبَرّجَ أو تَبَلَّج فاشرَأَبَّتْ / لبَهجَتِهِ القُلوبُ مِن الصّديرِ
وَشَعشَعَ مِن سَنَاه فاستَتَبَّتْ / بَدائِع رُقْن من نَوْر ونُورِ
رأيتُ بِها العَذارَى طالِعاتٍ / شُموسا من سُموتٍ لِلخدورِ
مُضَمّخَةَ الذَوائِبِ بِالغَوالي / مُقَلّدَةَ الترائِب بالبخُورِ
أُعَاطي ذِكْرَها صَحبِي فَتَهفو / مَعاطِفُهم على حُكمِ السُرورِ
وَيَستَشرِي ارتِياحُهُم كأني / أصرّفُ بَينَهُم صَرْفَ الخُمورِ
فبُشرَى ثُم بُشرَى ثُمَّ بُشرَى / مُكرّرَةً عَلى كَرِّ العُصورِ
نطَقْتُ عَنِ المَكارِمِ والمَعالي / بِها وعَنِ المَنابِرِ والقُصورِ
وَعن دُنيا مُهنَّأةٍ ودينٍ / وَعن ذاتِ الصّليلِ وذي الصّريرِ
بِمَيْمُونِ المَطالِعِ والمَساعي / ومَأْمُون الستارِ أَو السُفُورِ
هِلالاً حَلَّ مَنْزِلَة الثريَّا / وَقَبَّل راحَة البَدْرِ المُنيرِ
وَشِبْلاً يَهْصُر الآسادَ بأساً / أَلَمَّ بغَابَة الأَسَد الهَصُورِ
ونَجْداً يَسْتَخِفُّ الشمّ حِلْماً / نَحا رضْوى وَحَطَّ عَلى ثَبيرِ
وَمُزْناً يَسْتَهِلُّ نَدىً وجُوداً / أَتى بَحراً يُطُمُّ عَلَى البُحورِ
أميرُ الدَّهْر يومٌ فيه وافَى / أبو يَحيَى الأمير ابنُ الأميرِ
لدارِ المُلك صَار وسار يُمْناً / فأسْعِدْ بالمَصيرِ وبالمَسيرِ
يؤُمُّ بها إمامَ العَدْلِ يَحْيَى / سرَاجاً كالسّريجِي الشّهيرِ
لِيُوسِعَها التِزاماً والتثاما / كَما ازْدَحم الحَجيجُ عَلى السُتورِ
وأَكرَمُ زائرٍ نجْلٌ أقرَّت / عُلاه عَيْن نَاجِلهِ المَزُورِ
تجلَّى يَمْلأ الدُّنيا جَلالاً / وأَكنافَ السهولَةِ والوُعورِ
فَكَم مِن أَنْفُس لِهُداهُ مِيلٌ / وَكَم مِن أعْينٍ لِسَناهُ صُورِ
وَجاشَتْ مِنْ حَوالَيْهِ جُيوشٌ / تَجُلُّ بِحارُهُنَّ عَن العُبورِ
وَراياتٌ كأَفْئِدَة الأَعادِي / إِذا خَفقت وأَجنحة الطيورِ
تُخَبِّر ألسُنُ العَيِيَاتِ عنْها / بِما يُعْيِي عَلَى اللسِنِ الخَبيرِ
فَإنْ تُصْبِحْ لَها الدُّنيا طُرُوساً / فَقَد صُفَّت عَلَيها كالسطورِ
هُمامٌ صِيغَ مِن كَرَم وَمجدٍ / وأُوتِيَ شيمتي خَيْرٍ وَخِيرِ
تَقَحّم غَمْرة الأخْطارِ لَمّا / سَما هِمَماً إِلى نَيْلِ الخَطيرِ
وأنْكَرُ ما لَديهِ غِرارُ سَيْفٍ / بِلا فَلٍّ ووَفرٌ في وُفورِ
وآنقُ ما يَكُرُّ اللحظَ فيهِ / نَجيعٌ حائِرٌ أثْناءَ مُورِ
يزور الحَرْب مُرْتاحاً إلَيها / ويَألفُ حِجْرَها دُونَ الحُجورِ
بِآيَةِ مَا غَذَتْهُ وأَرْضَعَتهُ / صَغيراً في حِجى الكَهلِ الكَبيرِ
وَسَلَّتْ مِنْه صدْق الضّربِ عَضْباً / مُبيراً كُلّ كَذّابٍ مُبيرِ
وَقوراً والجبالُ تخرُّ مِمَا / يُزَلزلُ جانِبَ الأرْضِ الوَقورِ
كأنَّ علَيهِ نَذْراً أنْ يُوَافي / رَجاها فَهوَ يُوفي بِالنذورِ
يَجُرُّ جُيوشَها حالاً فَحالا / ليَرتَفِعَ انتِصاباً لِلْهَجيرِ
ويختارُ السُّروج على الحَشايا / مِهاداً والحَديد عَلى الحَريرِ
غَدَتْ تهراق أنْصُلُه دِماءً / بِهامَةِ كلّ خَتَّارٍ فَخورِ
وتَقذفُها مُهَنّدَةً ذُكورا / وما قَذْفُ الرِّمَى شِيَمُ الذُّكورِ
وَإنْ فجَرتْ أعادِيه انْتِقاضاً / ولَجَّتْ في العُتوّ وفي النُّفورِ
فَماءُ حديدِهِ لهُمُ طَهُورٌ / يُصَبُّ عَلَيهِمُ بِيَد الطَّهورِ
ألَمْ ترَ كيفَ حاطَ الشّرْقَ رِدءاً / يَرى التّمكينَ مِنْ عَزْمِ الأمورِ
ومَلَّ الغرْبُ غرْبَ ظُباه عَوداً / ثَناهُ إِلى الغُروبِ عَن الغُبورِ
تَولّى الناصِرِيّةَ مِنهُ أَوْلى / وَلِيّ لِلإمارَةِ أوْ نَضيرِ
وَرَدَّ جَلالةً في كُلِّ جُلَّى / عَلى أدراجِها نُوَبَ الدّهورِ
فَكَم جَبرَتْ لُهاهُ من كَسيرٍ / وَكَم فكَّتْ ظُبَاهُ مِن أَسيرِ
وَكَم خَطبتْ على الأسوارِ هامٌ / رَماها الجِدُّ بالجَدِّ العثورِ
تُحَذِّر مِن مُواقَعَةِ المَعاصي / وَتَنْهَى عَن مُتابَعَة الغُرورِ
تَجَهَّمَتِ البَشيرَ فلَمْ يرُعْها / بِمُصْطَلَمَاتِها غَيرُ النّذيرِ
وَإنْ غَرَّ الغُواةَ ذُرى جِبالٍ / يُرَوْنَ بِها نُسوراً في وُكورِ
فَلَيْسُوا في حُصون بَل سُجونٍ / وَلَيْسُوا في قُصور بَلْ قُبورِ
وَسُكّانُ الجَنوبِ وَجانِبَيْها / سَيُسحِتُهُم بِه عَصْفُ الدّبورِ
وَلَوْلا أنّها رَكدتْ رِياحٌ / لباءَتْ مِنهُ باليومِ العَسيرِ
وَزاغَتْ زُغبَةٌ ثُمَّ استَقَامتْ / فقَد عادَتْ بِعَفْوٍ مِنْ قَديرِ
وَشاد نَجاةَ شدَّادٍ خُضوعٌ / وَفي أَعمارِهِم حَتْمُ الدُّثورِ
وزَانَ زَناتَةً أنْ لم يَشُقْها / شِقاقٌ جامِعٌ وِزْراً لزورِ
وبَيْنَ الزاغِبينَ وبَينَ زُغْبٍ / تَحَوَّل عُرْفُها نحْوَ النّكيرِ
ورُبَّ مُسَوَّد لِبَني سُوَيْدٍ / مَقود بِالجَرائرِ فِي جَرِيرِ
وَجبْت مِن بَني الجَبارِ أودَى / عَلَى صُغْرٍ بِلَهْدَمِهِ الطّريرِ
وَضَحَّى بالعُصَاةِ بَنِي تَميم / ضُحى يَوْم عَبُوسٍ قَمْطَريرِ
أَدارَ عَلَيْهِمُ كَأسَ المَنَايا / فَما اسْطاعُوا بِها رَدَّ المُديرِ
تَجَرَّعَها لَهَاهُم وهي صَابٌ / بِمَا رَغِبَتْ عن الشهْدِ المَشُورِ
وَفي سَحقِ ابن إسحاق اعْتِبار / ومَا أفْضَى إِلَيهِ مِن الثبورِ
مَحاهُ وكانَ ذا دَهْي طَويلٍ / بِأبْتَرَ مِنْ صَوارمِهِ قَصيرِ
وَإِنْ هوَ لَمْ يُباشِره ضرَاباً / فخِيفَتُهُ طَوتْه إلى النشورِ
وَكَم غَشِيَ الوَغى ولَه زَئيرٌ / فبُدِّلَ بالزّفيرِ من الزَئيرِ
وَطارَ إِلى غِمار المَوْتِ صَقْراً / فَحُطَّ إِلى البُغاثِ عَن الصُّقورِ
سُيوفُ بَني أَبي حَفْصٍ نَفَتهُ / وَقادَتْهُ إِلى سُوءِ المَصيرِ
وَلَوْلاهَا لَسَعَّرَها حُرُوباً / كَما اضْطَرَمَتْ علَيْهِ لَظَى السَّعيرِ
عُداتك في يدَيك وَإن تَناءَتْ / فَلِمْ تسْتنَّ في طُرُقِ الغُرورِ
إليكَ تَفِرُّ مِنْكَ بِلا ارْتِيابٍ / كَأعجازٍ تُرَدُّ عَلى صُدورِ
وَلِيَّ العَهدِ دَعوةَ مُسْتَجيبٍ / لِدَعْوتِهم وَقَوْلةَ مُسْتَجيرِ
جَرَى بِكُمُ القَريضُ إِلى مَداهُ / وَجَرّرَ ذَيْلَ مُختالٍ فَخورِ
وآلَى الشعرُ لا يَألُو سُمُوّا / بِمَدْحِكُمُ عَلى الشِّعرى العبورِ
وَإِني كُلَّما غَفَلُوا ونَامُوا / أسَامِر في الثّناءِ ابْنَيْ سَميرِ
وَأسْنَى البَذْل من مَوْلَىً جَوادٍ / إصَاخَتُهُ إلى عَبْدٍ شكورِ
تملّ شَباب مُلكِكَ في سُرورٍ / وسرْوُك والعُلى مِلْءُ السّريرِ
وَدُمْ للدّين والدُّنيا أَميراً / وَما غَيْرُ المُهَنَّدِ مِنْ وَزيرِ
إلى الإلْفَيْن مِنْ أهْلٍ وَدار
إلى الإلْفَيْن مِنْ أهْلٍ وَدار / تأوّبني اشْتِياقِي وَادِّكاري
وَحَنّ القَلب أعْشاراً إلَيها / حَنِينَ الوالِهات مِن العشارِ
فبِتُّ كأني تَوْقاً وشَوْقاً / عَلَى مِثْلِ الأسِنَّة والشفارِ
وَما حَشْوُ الضُّلُوعِ سِوى أُوارٍ / وَما نَوْمُ الجُفون سِوى غِرارِ
وكَيْفَ يَقَرّ صَبّ مُسْتهامٌ
وكَيْفَ يَقَرّ صَبّ مُسْتهامٌ / دَنَا بَعْدَ النزوحِ مِنَ القرارِ
ضَميري واجدٌ بهَوى المصَلَّى / كوجد أخي قُشير بالضِّمارِ
لآصالٍ بهِ حسنت وَطَابَت / كَما حدّثْتَ عَنْ نوْر العَرارِ
وما جارَ الغَرامُ عليَّ حتَّى / تأكّد بَيْننا سَبَبُ الجِوارِ
وأبرَحُ ما يكون الشوق يَوْماً / إذا دَنَت الدّيار منَ الدّيارِ
بِعَيْشِكَ عَاطِني أنباءَ دارِ
بِعَيْشِكَ عَاطِني أنباءَ دارِ / بِها أغْنَى عَن القَدحِ المُدارِ
إذَا قَرُبتْ يَهيجُ لها اشتِياقي / وإنْ نزَحتْ يُمَثِّلها ادِّكارِي
وَدَعْ لَوْمي إِذا أبصَرْت ميلي / فَسُكرُ الشّوْق مِن سُكْرِ العُقارِ
فُطِرْتُ عَلى الحَنين إلى المَغاني / فقَلْبي في انصِداعٍ وانْفِطارِ
بَدَتْ أعلامُها فخَفِيتُ سُقماً / كأنيَ بعْضُ أقْمارِ السِّرارِ
ونازَعَني اصطبارِيَ بَرْحُ وَجدي / وأنَّى لِلْمُعنَّى بِاصْطِبارِ
قَبِلْتُمْ مَا تَقَوَّلَهُ العَذُولُ
قَبِلْتُمْ مَا تَقَوَّلَهُ العَذُولُ / وَرُدَّ بِما تَحَمّلَه الرَّسولُ
وشَقَّ علَيكُمُ شَوْقي إلَيكُمْ / فَحُلْتُمْ والمُتَيَّمُ لا يحولُ
وَما آثَرْتُم الإنصافَ حُكماً / لِقابِلِ ما أَدينُ بِه القَبُولُ
فَدَيْتُكُمُ عَلامَ قَطَعْتُمُوني / وقَلْبِي لِلهَوَى فِيكُم وصولُ
يَجُول بِحَيثُ شاءَ الحُبُّ مِنه / وَما لِقِداحِ سلوَتِه مُجِيلُ
وَلِمْ حَلأتُمُونِي حينَ لاحَتْ / لِوِرْد السَلْسبيلِ بِه السَّبيلُ
قَصَرْتُمْ ظالِمينَ مَدَى حَياتي / فَفِيمَ بَيْنَنا عَتبٌ يَطُولُ
وَأَزْمَعْتُمْ لِطِيَّتكُمْ رَحيلاً / فَيَا هَلْ بينَ أظهُركُم حُلُولُ
وكُنتُ أقُولُ هجْرُكُم تَمَادَى / فَماذا بَعد بيْنكُمُ أقُولُ
مُحال أنْ يُقيم لديَّ قَلبي / وَقَد حَمَلتْ قِبابَكُمُ الحُمولُ
خُذوا بِيَدي فَما بي مِن حراكٍ / وَكَيْفَ وقَد تَحيَّفَني النحولُ
وأَحْيَوها حُشَاشَةَ مُستهامٍ / تَغَلْغَلَ في جوانِحه الغَلِيلُ
إِذَا لَم تَمْنَحُوا المُشتاقَ عَطْفاً / فَمَنْ ذا أَسْتَنيلُ وَأَسْتَقيلُ
لَقَدْ قَعد الضَّنى بِي في هَواكُم / فَقامَ بِهِ عَلَى تَلفي الدّليلُ
تَمكّن من مسامعِهِ العَذول
تَمكّن من مسامعِهِ العَذول / فقالَ وأنتَ تَدري ما يَقُولُ
وَقَدّرَ أنّني أسْلو هَواها / وَهل يَسلو بُثيْنَتَهُ جَميلُ
مَعاذَ اللَّهِ مِنْ تَصْديق وَاشٍ / يُخَبِّرُ كاذِباً أَنِّي مَلُولُ
وكيفَ وأنتُم أملِي وسُؤْلي / وَحَسْبي مِنكُمُ أمَلٌ وَسُولُ
وما مَتَعَ الضُّحَى فَصَبا فُؤادي / لِغَيرِكُمُ ولا جَنَحَ الأصيلُ
تُعاطِيني الهَوى كَفٌّ خَضيبٌ / وَيُلْبِسُني الضَّنَى طرْفٌ كَحيلُ
فمِنْ قَلبٍ تَملَّكَه التصَابي / وَمن جَسَدٍ تَعَشَّقَهُ النحولُ
سَأَضْمَنُ للغليلِ الرِّي منها / فذاتُ الخالِ مَبْسِمُها مُخِيلُ
وإنْ رَقَّقْتُ مِنهُ عَن صَبُوحٍ / فَريقَتُها مُعَتَّقَةٌ شَمولُ
ولِي عَزْمٌ على تَقْبِيل فِيها / سَأُمْضيهِ وإنْ أنِفَ القَبيلُ
وقالَت مَن قَتِيليَ خَبِّروني / فَدَيْتُكِ يا قتولُ أنا القَتيلُ
إِلى مَنْ أشْتَكِي بَثِّي ومَنْ ذا / يُلاطِفُكُم وقَد حُجِبَ الرَّسولُ
وَدونَ قِبابِكُم وَهْيَ الأماني / يُصَوِّلُ مِن جُفونِكُمُ نُصولُ
بِعينِ اللَّهِ ما لَقِيتْهُ عَيْني / غَداةَ تَحَمَّلَتْ تِلكَ الحُمولُ
هَجَرْتم ثمَّ أَزْمَعتم فِراقاً / فليْسَ إلى وِصالِكُمُ وُصولُ
وَلَم يَكُ في حِسابِي أَن تَجوروا / كَما جُرْتُم عَلَيّ وأن تَمِيلو
لَقَدْ هَوِيتم ظُلمي فَمَوْتي / بِكُم حتْمٌ وعَيشِي مُستَحيلُ
كأنَّ كَتائِبَ البَاغينَ حَزْن
كأنَّ كَتائِبَ البَاغينَ حَزْن / وبأسُ المُرتَضى ريح الشَّمالِ
أتَوْا جَهْلاً وَهُم نَقدٌ فأَلْفُوا / أسُوداً أعْدَمَتْهُم في الصّيالِ
فَيا شَرق الفَضاءِ بِهم شُروقاً / ويا لِزَوالِهِم عِنْدَ الزَّوالِ
أمَا وَحَياةِ يَحيَى مَا وَقَتْهُم / مِن المَوْتِ المَواضِي والعَوالِي
نَحا ظُلَمَ الضّلالَة مِنْهُ بَرْقٌ / أحَدَّتْهُ القَبَائِل مِن هلالِ
أمَاجِدُ بينَ أنْسابٍ قِصَارٍ / تَفَاخُرُهم وبَيْن قَناً طوالِ
وَنَتْ مِنْ دون غَايَتِكَ العُقولُ
وَنَتْ مِنْ دون غَايَتِكَ العُقولُ / وعَيَّ بِفِعْلِ راحَتِكَ المَقولُ
تَزيدُ عَلى الغَوادِي والعَوَادِي / عُلُوا إذْ تصوبُ وَإذ تَصولُ
فَمَا مَتَعَ الضُّحى إلا استَحَلتْ / دَماً وَندىً ولا جَنحَ الأصيلُ
وَلَولا حَمْلُها قَلَماً وسَيْفاً / لمَا شَرُفَ الصّريرُ ولا الصَّليلُ
بفَضْلِ هِباتِها انجَلتِ المُحولُ / وعَن هَبَّاتِها انْقَضَتِ الذُّحولُ
أَمَا الدُّنيا أَمانٌ أَوْ ثَراءٌ / لَهَا مِنْهُ عَلى العَلْيَا دَليلُ
فَمَا تَرِبَتْ بِما تُؤْتي يَمِينٌ / ولا خَافَتْ بِما تَأْتِي سَبيلُ
أَلا بِأَبِي يَدُ الملْك يَحْيَى / عَطَاياها الدِّياتُ إذا تُنيلُ
بُيُوتُ النّاسِ عامِرَةٌ ولكِن / بُيُوتُ المالِ خاوِيةٌ طُلُولُ
حُصونُ لُجينها أنحَتْ علَيهِ / بِما جَعَلَت ودائِلَة تُديلُ
وأكثَرُ ما يُضَارِبُها نُضارُ / عَريضٌ نَفعُهُ أبداً طَويلُ
عَلَى الحَيوانِ أجْمعه مُفاضٌ / حَبَا إفْضَالِها وهوَ الجَزيلُ
وَسَلْ مُسْتَحمِليها ما حَملْتُم / يَقولوا ما تَكِلُّ بهِ الحُمولُ
تؤودُ المُعقلِين بها الأَيادِي / وَيَضْبحُ تَحتَها حتَّى الخُيولُ
لئِنْ وَرَدُوا يُنَشِّطُهم قُدومٌ / لقَد صَدَرُوا يُنَشِّطهم قُفولُ
هِيَ البَركاتُ تسمِيَةً وَمَعْنىً / إذا طَلَعَتْ فَلِلْبُؤْسَى أفُولُ
وَما أَحْيَا النَّدى إلا إمامٌ / قَؤُولٌ كُلَّ صالِحَة فَعولُ
يُجيزُ إِذا يُجيرُ مِن الليالِي / ويُجْزِلُ ما يُنِيلُ إِذا يُقيلُ
كَساهُم ثُمَّ قلّدهم بِعَصْبٍ / وَشيجٍ فَوْقهُ عَضْبٌ صَقيلُ
وأَيْنَ مِن السماح البأسُ يَطمُو / بِيُمْناه كما طَمَتِ السُّيولُ
إِذا الأقتالُ هاجَهُم اغْتِزارٌ / فَقتْلُهُمُ لِصارِمِهِ قَتيلُ
تخَلّقَ جِدُّه ضَرْبَ الهَوَادِي / بِآيَة ما لَهُ حَدّ نَحيلُ
وَلِلأَحْبَارِ عَنهُ إِذا دَعاهُم / لِيبلُوَ صِدْقَ دَعْواهُم نَكولُ
يُنَاظِرُهُم عَلَى الإنظارِ حَوْلا / بِحُجَّتِهِم وَما لهُمُ حويلُ
خِلالٌ لِلْمَلائِكِ مُنْتَهاها / ثَنَاءُ العالَمِينَ بِها خَليلُ
عَن العُمَرَيْنِ أحْرَزَها فَمنْ ذَا / يُفاخِرُهُ وسُؤْدَدُهُ الأَثيلُ
تَفَرَّدَ بِالمَكارِمِ والْمَعالِي / فَما لِقِداحِها مَعَه مُجيلُ
وَلولا أَن تَوَاضَعَ في الترَقِّي / لأعْيَانَا لِسُدَّتِهِ وُصولُ
بِهِ ذلّ العزيزُ وتِلكَ سيما / جَلالَتِه كَما عَزَّ الذليلُ
صَميمُ المَجْدِ أمنَعُ ما يُلاقي / ذِماراً إِذْ يُلِمُّ بِهِ دَخِيلُ
مَساعِيهِ الكِرامُ هُدىً ونورٌ / ومِلْءُ بُرودِهِ جُودٌ وَجولُ
يعِزُّ بِذاتِهِ دَهْرٌ وهَدْيٌ / يُعَزِّزُ ذَا وَذَا رَأيٌ أَصيلُ
إلَى حِلْمٍ تَقَاصَرَ عَنه قَيسٌ / وعلم ضلَّ مدركَه الخَليلُ
ألَمْ تَرَهُ إذا هفَتِ الرَّواسي / يَهونُ على نُهاه ما يَهولُ
وَإِن هَدَرت فَصاحَتُهُ بِحَفْلٍ / أرَمَّتْ لا تُراجِعُهُ الفحولُ
أَجادَ مُؤَيَّداً في كُلِّ علياً / وَجادَ بِما الغَمام بهِ بَخيلُ
وَبَثّ العَدْلَ والعُدوانُ فاشٍ / فَلَيْسَ مِنَ المُلوكِ لَهُ عَديلُ
بَديلٌ في الخلائِق لِلْبَرايا / وَشَأْوُ عُلاهُ ما منْهُ بَديلُ
أَيَا بُشْرَايَ قَدْ وَضَحَ القَبولُ
أَيَا بُشْرَايَ قَدْ وَضَحَ القَبولُ / وَصَحَّ مِنَ الرِّضَى أمَلٌ وسُولُ
وَشَفَّعَ نَجْلَهُ الأزكَى إمَامٌ / لِمَنْ صُرِمَتْ وسائِلُهُ وَصُولُ
فَمَا لِسِوَاهُمَا للصَّفْحِ عَنِّي / يَدٌ عُلْيا ولا مَنٌّ جَزِيلُ
أقَالَنِيَ الخَلِيفَةُ مِنْ عِثَارِي / فَمَاذَا في إِقَالَتِهِ أقُولُ
وَقَدْ قَبُحَتْ مُمَالأَةُ الليَالي / عَلَيَّ وَرَأْيُهُ الْحَسَنُ الجَمِيلُ
أَنَا العَبْدُ الشَّكُورُ لِمَا حَبَتْنِي / بِهِ عَلْيَاهُ والمَجْدُ الأَثيلُ
وإِخْلاصِي بهِ المَوْلى عَليمٌ / وإنْ لَمْ يَأتِ إِجْرَامي جَهُولُ
أَذوبُ إِذا أُحَجَّبُ عَنْهُ شَوْقاً / فَكَيْفَ بِهِ إِذا أَزِفَ الرَّحيلُ
كَفَانِي الحَرُّ مُنْتَجَعُ الغَمَامِ
كَفَانِي الحَرُّ مُنْتَجَعُ الغَمَامِ / فَشُكْراً ثُمَّ شُكرْاً للإمَامِ
أيادٍ ما أعَمَّتْ في ازْدِيادٍ / كَما انْتَثَرَ الفَرِيدُ منَ النِّظامِ
كَأَنَّ أرِيجَهَا زَهْرُ الرَّوابِي / يُمَزِّقُ ضَاحِكاً جَيْبَ الكمَامِ
كأنَّ حَديثَهَا شَدْوُ الغَوانِي / مُطَارِحَةً أغارِيدَ الحَمَامِ
هَزَزْتُ لَهَا مَعَاطِفِيَ ارْتِيَاحاً / كَمَا طَرِبَ النَّزيفُ مِنَ المُدامِ
وَبِتُّ لِدرِّها كَهْلاً رَضِيعاً / وَلَكِنْ آمِناً عُقْبَى الفِطَامِ
فَمَنْقُودٌ مِنَ الإعْطَاءِ هَامٍ / ومَوْعُودٌ مِنَ الإحْظَاء نَامِ
وكَائِن مِنْ يَدٍ بَيْضَاءَ فِيما / أُؤَمِّلُ مِن سَلامٍ واسْتِلامِ
جَدِيرٌ أنْ يَجُودَ بِكُلِّ حُسْنَى / وإِحْسانٍ مَقَامٌ كَالْمَقَامِ
يُرَاعُ الدّهْرُ مِن أيْدِي لأَنِّي / بِفَيْضِ لُهَاهُ في جَيْشٍ لُهَامِ
أَلَيْسَتْ شِكَّتِي لا شَكَّ مِنْها / مِجَنِّي أوْ سِنَاني أَوْ حُسَامِي
فَلَوْ رُمْتُ الكَواكِبَ ظَاهَرَتْنِي / سَعَادَتُهُ عَلى نَيْلِ المَرامِ
وَمَنْ خَدَمَ الخَلِيفَةَ فالليالي / خَوادِمُهُ إلى غَيْرِ انْصِرامِ
إمامُ هُدىً أَبَى غَيْرَ افْتِتاحٍ / بِإرْداءِ الضَّلالَةِ واخْتِتَامِ
بِمَطْلَعِهِ تَجَلَّتْ كُلُّ جُلَّى / كَنورِ الصُّبْحِ يَذْهَبُ بالظَّلامِ
وأَعظَمُ مَا تُشاهِدُهُ مَنَاباً / إذا ما قامَ بالنُّوَبِ العِظَامِ
تُسامُ بهِ الأَعادِي كُلَّ خَسْفٍ / ولَيْثُ الغِيلِ مُغْتَالُ السَّوامِ
كَأَنَّ بَنِي أَبي حَفْصٍ نُجُومٌ / وَيَحْيَى المُرْتَضَى بَدْرُ التَّمامِ
إذا عَقَدَ الحُبَى في مُنْتَداهُ / فَما الشّمّ الهَوادِجُ مِنْ شَآمِ
وإنْ وُكِلَ الحِبَاءُ إلى نَداهُ / فَما البَحْرانِ عَبّا في الْتِطامِ
تُقَصِّرُ عَنْهُ أمْلاكُ البَرَايا / وعُودُ النَّبْعِ لَيْسَ مِنَ الثِّمامِ
لأَنْفُسِهمْ بِغايته غرامٌ / وَآنُفُهُمْ لَوَاصِقُ بِالرَّغامِ
أَمَولانا أقِمْ عُذْرَ القَوَافِي / إلَيْكَ وإنْ جَلَتْ حُرَّ الكَلامِ
وَفَضَّتْ من ثَنَاكَ بِكُلِّ نَادٍ / كَعَرْف المِسْكِ مَفْضُوضَ الخِتامِ
أَتُحْصِي مَا لَدَيْكَ منَ المَعَالي / وقَدْ أرْبَتْ عَلَى قَطْرِ الغَمامِ
أمَولايَ ومَا أوْلَيْتَنِيهِ / فأتْمِمْهُ مِنَ النِّعَمِ الجِسَامِ
وَسَوِّغْنِي التَشَفُّعَ في الرِّضَى مِنْ / بَنِيكَ بكُلِّ جَحْجَاحٍ هُمامِ
بَرانِي طُولُ إقْصَاءٍ عَرَاني / وفي يُمْناكَ بُرْءٌ للْكلامِ
ولَوْ أَنِّي لَثَمْتُ الجودَ مِنْها / عَفَتْ بالرِّيِّ آثارُ الأوَامِ
مُحَيَّاكَ المُبَشِّرُ بالأمَاني / ومَحْيَاكَ المُبَصِّرُ للأَنَامِ
وأنْتَ ابْنُ المُلوكِ الصِّيدِ لَكِنْ / خِلالُكَ للْمَلائِكَةِ الْكِرَامِ
ورُبَّ حَديقَةٍ بَرَزَتْ عَروساً
ورُبَّ حَديقَةٍ بَرَزَتْ عَروساً / فَتَوَّجَها وطَوَّقها الغَمامُ
يُشَقُّ بِجَدْوَلٍ فيها غَديرٌ / كَما يُنْضَى عَلى دِرْعٍ حُسامُ
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي / فَبِكْرُ الفَتْحِ للْحَرْبِ العَوانِ
وَإِن عَرَضَ العِدى لَيْلاً مَحاهُم / بِصُبْحٍ مِنْ صَقيلٍ هِنْدوانِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025