القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الهَبّارِيَة الكل
المجموع : 25
يقول أبو سعيد إذ رآني
يقول أبو سعيد إذ رآني / عفيفاً منذ عام ما شربتُ
على يدِ أيّ شيخ تبتَ قل لي / فقلتُ على يدِ الإفلاس تبتُ
أتجهلُ يا نظام الملك إنّي
أتجهلُ يا نظام الملك إنّي / أعاودُ من حِماك كما قدمتُ
وأصدرُ عن حياضكَ وهي نهبٌ / بأفواهِ السُّقاةِ وما وردتُ
يدلّ على فعالكَ سوءُ حالي / وتنطقُ عن مثالي إن كتَمَتُ
إذا استُخبِرت ماذا نلتَ منه / وقد عمّ الوفودَ ندى سكتُّ
وما في الوافدين عليكَ شخصٌ / يَمُتُّ من الولاءِ كما أَمتُّ
وهم دوني إذا اختُبِروا جميعاً / فِلم بالدُّون دونَهُم خُصُصتُ
ولي أصلٌ وفصلٌ غيرُ خافٍ / ولكن ما لِفَضلٍ منكَ بَختُ
إذا ما ضعتُ عند بني جَهيرٍ / وعندَ مَع سماحِتكَ انتهيتُ
فأين الفرقُ بينكم وماذا / ببُعدي عن دياركم استندتُ
وها أنا ساكتٌ فإن اصطلحنا / وإلاّ خانني صبري وقلتُ
فصوصُ زمردٍّ في كيسِ درٍّ
فصوصُ زمردٍّ في كيسِ درٍّ / حكَت أقماعُها تقليمَ ظُفرِ
وقد خاط الربيعُ لها ثياباً / لها لونانِ من بِيضٍ وخُضرِ
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرفاً
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرفاً / ومن فِعل الدنايا يشمِئزُّ
أغرُّ محسَّدُ العلياء نَدبٌ / مَحلُّ علائهِ في الجدِّ نَشزُ
له رأيٌ كنَصلِ السيف ماضٍ / غدا في مَفصِل الجُلَّى يَحُزُّ
مُذِلٌّ للثراءِ بجودِ كفٍّ / نداها للعُلا أبداً مُعِزُّ
لو أنّ لي في كل عضو فماً / فيه لسانٌ ناطِقٌ موجزُ
فتاةٌ جسمُها كالماء رَطبٌ
فتاةٌ جسمُها كالماء رَطبٌ / ولكن قلبُها كالصخرِ قاسِ
وفت وَهنا فوافت وَصلَ صبٍّ / سقيمٍ في الغرام بغيرِ آسِ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ / خفيفُ الرأس ليس له دماغُ
وقد دبُغت رؤوسهمُ فأضحت / نواشفَ قد تحيّفَها الدِّباغُ
وما إن كان فيها قطُّ شيءٌ / فكيف تقولُ أدركَها الفَراغُ
فما لعلوِّ مثلهِمُ مَجازٌ / ولا لنفاقِ فضلهم مَساغُ
وقد صيغوا من الحُمُقِ المنَقّى / ففيهم كلُّ فاحشةٍ تُصاغُ
أدِرها من بناتِ الكرم صِرفا
أدِرها من بناتِ الكرم صِرفا / معتَّقةً تريُكَ النكُّرَ عُرفا
فجيشُ الليلِ قد ولّى هزيما / وجيشُ الفجر قد لاقاه زَحفا
وعبّا الشّرقُ للإصباح صفّا / وعبّا الغربُ للظلماءِ صفا
وطارَ النّسرُ منحدِراً فقصّت / قوادمه الدّجى فانقضَّ ضعفا
وشدَّ الليلُ من دُرَر الثريّا / على لِيتِ السّها في الغرب شَنفا
كأنّ الجوَّ صَرحٌ أو غديرٌ / صفاءً حين تنظره ولُطفا
كأنّ ذراعَه فيه ذراعٌ / تمدُّ إلى صِفاحِ البدرِ كفّا
وقد رقَّ النسيمُ وذاب لمّا / تهلهل بردُ ليلته وشَفّا
وقد أكل المُحاقُ البدرَ حتى / غدا في مِعصَمِ الجوزاءِ وقَفا
وقد راقَ الُمدامُ ورقَّ حتى / غدا من دمعةِ المهجور أصفى
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواقِ
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواقِ / وحادي النجمِ محلولُ النّطاقِ
خيالٌ في الظلام أتى خيالا / كِلا جسميهما نِضو اشتياقِ
فذادَهُما الدّموعُ عن التشاكي / وصدَّهما النّحولُ عن العِناقِ
ولو لم يُطفِئا بالدمع نارا / من الزّفَرات همّا باحتراقِ
كأنّ بوادرَ العبراتِ خيلٌ / مضمَّرةٌ تَجارى في السباقِ
ولم يستمتعا بالوَصلِ حتى / أنارَ الفجرُ يُؤذنُ بالفراقِ
كأنّهما أنا وفتى سعيدٍ / أبو حزمٍ تمنّينا التّلاقي
أيا مَن حبُّه نُسكُ
أيا مَن حبُّه نُسكُ / ومَن قلبي له ملكُ
ومَن قلتُ لعُذّالي / وزَرعُ العَذلِ لا يزكو
رأيتُم قَبلَ مُختصٍّ / غزالاً كلّه مِسكُ
ترفَّق بي أو اقتلني / فإنّي منكَ لا أشكو
جهرتُ وقلتُ للساقي أدِرها
جهرتُ وقلتُ للساقي أدِرها / فقد عزمَ الظلامُ على الزِيالِ
وقد ثملت غصونُ البانِ سُكرا / وغنّى الطيرُ حالاً بعدَ حالِ
وأذّنَ للصلاةِ وجاوبتهُ / نواقيسُ النصارَى في القلالي
وطابَ الوقتُ فازفُفها عروسا / تريد صِباً على هَرِمَ الليالي
سقانيها هضيمُ الكشحِ طَفلٌ / رخيمُ الحُسنِ محبوبُ الدلالِ
أغنُّ مهفهَفُ الأعطافِ يثني / عقولَ الناسُ طرّاً في عِقالِ
على شكوى هوىً ونوىً ووَجدٍ / وتجميشٍ وميلٍ واعتدالِ
شربتُ مع الغزالةِ والغزالِ / جِهاراً قهوةً كدّمِ الغزالِ
فصوصُ زمرّدٍ في كيس دُرِّ
فصوصُ زمرّدٍ في كيس دُرِّ / حكتَ أقماعُها تقليمَ ظُفرِ
وقد خاط الرّبيعُ لها ثِياباً / لها لونانِ من بيضٍ وخُضْرِ
وإذا سخِطتُ على القوافي صُغتُها
وإذا سخِطتُ على القوافي صُغتُها / في غيره لأذِلَّها وأُهينَها
وإذا رضيتُ نظَمْتُها لجلاله / كيما أشرّفَها به وأزينَها
أدرها من بنات الكَرم صِرْفاً
أدرها من بنات الكَرم صِرْفاً / معتّقةً تُريك النُّكْرَ عُرْفا
فجيشُ الليلِ قد ولّى هزيماً / وجيشُ الفجر قد لاقاه زحْفا
وعبّا الشّرقُ للإصباحِ صفّاً / وعبّا الغربُ للظلماء صفّا
وطار النّسْرُ منحدراً فقصّت / قوادِمُهُ الدّجى فانقضّ ضعفا
وشدّ الليلُ من درَرِ الثّريّا / على لِيتِ السُّها في الغرب شَنْفا
كأنّ الجوّ صرْحٌ أو غَديرٌ / صفاءً حين تنظرُه ولُطْفا
كأنّ ذراعَه فيه ذراعٌ / تمدّ الى صِفاح البدرِ كفّا
وقد رقّ النّسيمُ وذاب لمّا / تهلهَلَ بُرْدُ ليلتِه وشفّا
وقد أكل المَحاقُ البدرَ حتّى / غدا في معصَم الجوزاءِ وقْفا
وقد راق المُدام ورقّ حتّى / غدا من دمعة المهجور أصفى
يقول أبو سعيدٍ إذ رآني
يقول أبو سعيدٍ إذ رآني / عفيفاً منذُ عام ما شرِبْتُ
على يدِ أيّ شيخٍ تُبْتَ قل لي / فقلتُ على يد الإفلاس تُبْتُ
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرْفاً
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرْفاً / ومن فعل الدّنايا يشمئزُّ
أغرّ مُحسَّدُ العلياء ندْبٌ / محَلُّ علائِه في الجِدّ نشْزُ
له رأيٌ كنصْلِ السّيفِ ماضٍ / غدا في مفصِل الجُلّى يحُزُّ
مُذِلٌ للثّراء بجودِ كفٍّ / نداها للعلى أبداً مُعزُّ
لوْ أنّ لي في كلّ عضوٍ فما / فيه لسانٌ ناطقٌ موجزُ
فتاة جسمُها كالماء رطْبٌ
فتاة جسمُها كالماء رطْبٌ / ولكنْ قلبُها كالصّخرِ قاسِ
وفَتْ وهْناً فوافت وصلَ صبٍّ / سقيمٍ في الغرامِ بغيرِ آسِ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ / خفيفُ الرأسِ ليس له دِماغُ
وقد دُبِغت رؤوسُهم فأضحت / نواشفَ قد تحيّفها الدّباغُ
وما إنْ كان فيها قطّ شيءٌ / فكيف تقول أدركها الفراغُ
فما لعلوِّ مثلهِمُ مجازٌ / ولا لنَفاقِ فضلِهمُ مساغُ
وقد صيغوا من الحُمق المنقّى / ففيهم كلُّ فاحشةٍ تُصاغُ
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواق
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواق / وحادي النجم محلولُ النِّطاقِ
خيالٌ في الظلام أتى خَيالا / كِلا جسميهِما نِضوُ اشتياقِ
فذادَهما الدموعُ عن التّشاكي / وصدّهما النّحولُ عن العِناقِ
ولو لم يُطفئا بالدّمع ناراً / من الزّفرات هَمّا باحتراقِ
كأنّ بوادرَ العبَراتِ خيلٌ / مضمّرةٌ تَجارَى في السّباقِ
ولم يستمتعا بالوصل حتى / أنار الفجرُ يؤذِنُ بالفراقِ
كأنّهما أنا وفتى سعيد / أبو حزم تمنّينا التّلاقي
جهَرْت وقلت للسّاقي أدِرْها
جهَرْت وقلت للسّاقي أدِرْها / فقد عزَم الظّلام على الزِّيالِ
وقد ثمِلتْ غصونُ البانِ سكراً / وغنّى الطيرُ حالاً بعدَ حالِ
وأذّن للصّلاةِ وجاوبته / نواقيسُ النّصارى في القَلالي
وطابَ الوقتُ فازفُفْها عروساً / تريدُ صِبا على هرَم اللّيالي
سقانيها هَضيمُ الكشحِ طَفلٌ / رخيمُ الحسن محبوبُ الدّلالِ
أغنُّ مهفهفُ الأعطافِ يثني / عقولَ الناسِ طُرّاً في عِقال
على شكوى هوىً ونوىً ووجْدٍ / وتجميشٍ وميْلٍ واعتدالِ
شربت مع الغزالة والغزالِ / جِهاراً قهوةً كدمِ الغزالِ
لئن حذفتني الأيام فيهم
لئن حذفتني الأيام فيهم / فما بي مع خمولي من خفاء
وإنّي مع تعمّدهم خمولي / ألوح كأنّني حرف النداء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025