المجموع : 25
يقول أبو سعيد إذ رآني
يقول أبو سعيد إذ رآني / عفيفاً منذ عام ما شربتُ
على يدِ أيّ شيخ تبتَ قل لي / فقلتُ على يدِ الإفلاس تبتُ
أتجهلُ يا نظام الملك إنّي
أتجهلُ يا نظام الملك إنّي / أعاودُ من حِماك كما قدمتُ
وأصدرُ عن حياضكَ وهي نهبٌ / بأفواهِ السُّقاةِ وما وردتُ
يدلّ على فعالكَ سوءُ حالي / وتنطقُ عن مثالي إن كتَمَتُ
إذا استُخبِرت ماذا نلتَ منه / وقد عمّ الوفودَ ندى سكتُّ
وما في الوافدين عليكَ شخصٌ / يَمُتُّ من الولاءِ كما أَمتُّ
وهم دوني إذا اختُبِروا جميعاً / فِلم بالدُّون دونَهُم خُصُصتُ
ولي أصلٌ وفصلٌ غيرُ خافٍ / ولكن ما لِفَضلٍ منكَ بَختُ
إذا ما ضعتُ عند بني جَهيرٍ / وعندَ مَع سماحِتكَ انتهيتُ
فأين الفرقُ بينكم وماذا / ببُعدي عن دياركم استندتُ
وها أنا ساكتٌ فإن اصطلحنا / وإلاّ خانني صبري وقلتُ
فصوصُ زمردٍّ في كيسِ درٍّ
فصوصُ زمردٍّ في كيسِ درٍّ / حكَت أقماعُها تقليمَ ظُفرِ
وقد خاط الربيعُ لها ثياباً / لها لونانِ من بِيضٍ وخُضرِ
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرفاً
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرفاً / ومن فِعل الدنايا يشمِئزُّ
أغرُّ محسَّدُ العلياء نَدبٌ / مَحلُّ علائهِ في الجدِّ نَشزُ
له رأيٌ كنَصلِ السيف ماضٍ / غدا في مَفصِل الجُلَّى يَحُزُّ
مُذِلٌّ للثراءِ بجودِ كفٍّ / نداها للعُلا أبداً مُعِزُّ
لو أنّ لي في كل عضو فماً / فيه لسانٌ ناطِقٌ موجزُ
فتاةٌ جسمُها كالماء رَطبٌ
فتاةٌ جسمُها كالماء رَطبٌ / ولكن قلبُها كالصخرِ قاسِ
وفت وَهنا فوافت وَصلَ صبٍّ / سقيمٍ في الغرام بغيرِ آسِ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ / خفيفُ الرأس ليس له دماغُ
وقد دبُغت رؤوسهمُ فأضحت / نواشفَ قد تحيّفَها الدِّباغُ
وما إن كان فيها قطُّ شيءٌ / فكيف تقولُ أدركَها الفَراغُ
فما لعلوِّ مثلهِمُ مَجازٌ / ولا لنفاقِ فضلهم مَساغُ
وقد صيغوا من الحُمُقِ المنَقّى / ففيهم كلُّ فاحشةٍ تُصاغُ
أدِرها من بناتِ الكرم صِرفا
أدِرها من بناتِ الكرم صِرفا / معتَّقةً تريُكَ النكُّرَ عُرفا
فجيشُ الليلِ قد ولّى هزيما / وجيشُ الفجر قد لاقاه زَحفا
وعبّا الشّرقُ للإصباح صفّا / وعبّا الغربُ للظلماءِ صفا
وطارَ النّسرُ منحدِراً فقصّت / قوادمه الدّجى فانقضَّ ضعفا
وشدَّ الليلُ من دُرَر الثريّا / على لِيتِ السّها في الغرب شَنفا
كأنّ الجوَّ صَرحٌ أو غديرٌ / صفاءً حين تنظره ولُطفا
كأنّ ذراعَه فيه ذراعٌ / تمدُّ إلى صِفاحِ البدرِ كفّا
وقد رقَّ النسيمُ وذاب لمّا / تهلهل بردُ ليلته وشَفّا
وقد أكل المُحاقُ البدرَ حتى / غدا في مِعصَمِ الجوزاءِ وقَفا
وقد راقَ الُمدامُ ورقَّ حتى / غدا من دمعةِ المهجور أصفى
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواقِ
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواقِ / وحادي النجمِ محلولُ النّطاقِ
خيالٌ في الظلام أتى خيالا / كِلا جسميهما نِضو اشتياقِ
فذادَهُما الدّموعُ عن التشاكي / وصدَّهما النّحولُ عن العِناقِ
ولو لم يُطفِئا بالدمع نارا / من الزّفَرات همّا باحتراقِ
كأنّ بوادرَ العبراتِ خيلٌ / مضمَّرةٌ تَجارى في السباقِ
ولم يستمتعا بالوَصلِ حتى / أنارَ الفجرُ يُؤذنُ بالفراقِ
كأنّهما أنا وفتى سعيدٍ / أبو حزمٍ تمنّينا التّلاقي
أيا مَن حبُّه نُسكُ
أيا مَن حبُّه نُسكُ / ومَن قلبي له ملكُ
ومَن قلتُ لعُذّالي / وزَرعُ العَذلِ لا يزكو
رأيتُم قَبلَ مُختصٍّ / غزالاً كلّه مِسكُ
ترفَّق بي أو اقتلني / فإنّي منكَ لا أشكو
جهرتُ وقلتُ للساقي أدِرها
جهرتُ وقلتُ للساقي أدِرها / فقد عزمَ الظلامُ على الزِيالِ
وقد ثملت غصونُ البانِ سُكرا / وغنّى الطيرُ حالاً بعدَ حالِ
وأذّنَ للصلاةِ وجاوبتهُ / نواقيسُ النصارَى في القلالي
وطابَ الوقتُ فازفُفها عروسا / تريد صِباً على هَرِمَ الليالي
سقانيها هضيمُ الكشحِ طَفلٌ / رخيمُ الحُسنِ محبوبُ الدلالِ
أغنُّ مهفهَفُ الأعطافِ يثني / عقولَ الناسُ طرّاً في عِقالِ
على شكوى هوىً ونوىً ووَجدٍ / وتجميشٍ وميلٍ واعتدالِ
شربتُ مع الغزالةِ والغزالِ / جِهاراً قهوةً كدّمِ الغزالِ
فصوصُ زمرّدٍ في كيس دُرِّ
فصوصُ زمرّدٍ في كيس دُرِّ / حكتَ أقماعُها تقليمَ ظُفرِ
وقد خاط الرّبيعُ لها ثِياباً / لها لونانِ من بيضٍ وخُضْرِ
وإذا سخِطتُ على القوافي صُغتُها
وإذا سخِطتُ على القوافي صُغتُها / في غيره لأذِلَّها وأُهينَها
وإذا رضيتُ نظَمْتُها لجلاله / كيما أشرّفَها به وأزينَها
أدرها من بنات الكَرم صِرْفاً
أدرها من بنات الكَرم صِرْفاً / معتّقةً تُريك النُّكْرَ عُرْفا
فجيشُ الليلِ قد ولّى هزيماً / وجيشُ الفجر قد لاقاه زحْفا
وعبّا الشّرقُ للإصباحِ صفّاً / وعبّا الغربُ للظلماء صفّا
وطار النّسْرُ منحدراً فقصّت / قوادِمُهُ الدّجى فانقضّ ضعفا
وشدّ الليلُ من درَرِ الثّريّا / على لِيتِ السُّها في الغرب شَنْفا
كأنّ الجوّ صرْحٌ أو غَديرٌ / صفاءً حين تنظرُه ولُطْفا
كأنّ ذراعَه فيه ذراعٌ / تمدّ الى صِفاح البدرِ كفّا
وقد رقّ النّسيمُ وذاب لمّا / تهلهَلَ بُرْدُ ليلتِه وشفّا
وقد أكل المَحاقُ البدرَ حتّى / غدا في معصَم الجوزاءِ وقْفا
وقد راق المُدام ورقّ حتّى / غدا من دمعة المهجور أصفى
يقول أبو سعيدٍ إذ رآني
يقول أبو سعيدٍ إذ رآني / عفيفاً منذُ عام ما شرِبْتُ
على يدِ أيّ شيخٍ تُبْتَ قل لي / فقلتُ على يد الإفلاس تُبْتُ
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرْفاً
فتىً يهتزّ للإحسان ظَرْفاً / ومن فعل الدّنايا يشمئزُّ
أغرّ مُحسَّدُ العلياء ندْبٌ / محَلُّ علائِه في الجِدّ نشْزُ
له رأيٌ كنصْلِ السّيفِ ماضٍ / غدا في مفصِل الجُلّى يحُزُّ
مُذِلٌ للثّراء بجودِ كفٍّ / نداها للعلى أبداً مُعزُّ
لوْ أنّ لي في كلّ عضوٍ فما / فيه لسانٌ ناطقٌ موجزُ
فتاة جسمُها كالماء رطْبٌ
فتاة جسمُها كالماء رطْبٌ / ولكنْ قلبُها كالصّخرِ قاسِ
وفَتْ وهْناً فوافت وصلَ صبٍّ / سقيمٍ في الغرامِ بغيرِ آسِ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ / خفيفُ الرأسِ ليس له دِماغُ
وقد دُبِغت رؤوسُهم فأضحت / نواشفَ قد تحيّفها الدّباغُ
وما إنْ كان فيها قطّ شيءٌ / فكيف تقول أدركها الفراغُ
فما لعلوِّ مثلهِمُ مجازٌ / ولا لنَفاقِ فضلِهمُ مساغُ
وقد صيغوا من الحُمق المنقّى / ففيهم كلُّ فاحشةٍ تُصاغُ
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواق
سرى والليلُ ممتدُّ الرِّواق / وحادي النجم محلولُ النِّطاقِ
خيالٌ في الظلام أتى خَيالا / كِلا جسميهِما نِضوُ اشتياقِ
فذادَهما الدموعُ عن التّشاكي / وصدّهما النّحولُ عن العِناقِ
ولو لم يُطفئا بالدّمع ناراً / من الزّفرات هَمّا باحتراقِ
كأنّ بوادرَ العبَراتِ خيلٌ / مضمّرةٌ تَجارَى في السّباقِ
ولم يستمتعا بالوصل حتى / أنار الفجرُ يؤذِنُ بالفراقِ
كأنّهما أنا وفتى سعيد / أبو حزم تمنّينا التّلاقي
جهَرْت وقلت للسّاقي أدِرْها
جهَرْت وقلت للسّاقي أدِرْها / فقد عزَم الظّلام على الزِّيالِ
وقد ثمِلتْ غصونُ البانِ سكراً / وغنّى الطيرُ حالاً بعدَ حالِ
وأذّن للصّلاةِ وجاوبته / نواقيسُ النّصارى في القَلالي
وطابَ الوقتُ فازفُفْها عروساً / تريدُ صِبا على هرَم اللّيالي
سقانيها هَضيمُ الكشحِ طَفلٌ / رخيمُ الحسن محبوبُ الدّلالِ
أغنُّ مهفهفُ الأعطافِ يثني / عقولَ الناسِ طُرّاً في عِقال
على شكوى هوىً ونوىً ووجْدٍ / وتجميشٍ وميْلٍ واعتدالِ
شربت مع الغزالة والغزالِ / جِهاراً قهوةً كدمِ الغزالِ
لئن حذفتني الأيام فيهم
لئن حذفتني الأيام فيهم / فما بي مع خمولي من خفاء
وإنّي مع تعمّدهم خمولي / ألوح كأنّني حرف النداء