المجموع : 6
عَزيمٌ لا يُسَدُّ عَلَيهِ بابُ
عَزيمٌ لا يُسَدُّ عَلَيهِ بابُ / وَقَلبٌ لا يُفَلُّ لَهُ ذُبابُ
مَضى في نائِبات الدَهرِ صَلدا / فَلَم يُثلَم وَقَد طالَ الضِرابُ
وَقَد زَرّوا الضُلوعَ عَلى قُلوبٍ / لَو اِنتَضَيَت لقطّ بِها الرِقابُ
وَسِرتُ وَمِن كَواكِبِهِ حُلِيٌّ / عَلَيَّ وَمِن غَياهِبِهِ قرابُ
وَلَو بِسِوى الرَشيدِ جَعَلتُ هَديي / لضلّ الركبُ فيها وَالرِكابُ
مِنَ النَفَرِ الألى طَلَعوا نُجوماً / فَمِن أَنوائِهِم فينا اِنسِكابُ
إِذا هَزَّتهُم نَغَمُ العَوالي / فَلَيسَ سِوى النَجيعِ لَهُم شَرابُ
وَباءَ فَقُلتُ في الغَبراءِ بُرج / وَثارَ فَقُلتُ في الخَضراءِ غابُ
لَقَد عُقِدَت حُباهُ عَلى خلالٍ / ظُباهُ لا تَهابُ كَما تُهابُ
وَطَبَّقَ مفصلَ العَليا بِنَفسٍ / مَآثِرها تُراثٌ وَاِكتِسابُ
كَأَنَّ عداهُ في الهَيجا ذنوب / وَصارِمُهُ دُعاءٌ مُستَجابُ
إِلَيكَ أَبا الحُسَينِ رَكِبتُ عَزماً / يَضيقُ بِرَحبِ مَسعاهُ الطِلابُ
رَمَت في البَحرِ مِنكَ وَلَم تُعَرِّج / عَلى أَرضٍ بقيعتها سَرابُ
وقَد مَرَقَت إِلَيكَ مِنَ الدُجى بي / أَعاريب تَخبُّ بِها عرابُ
هَفَت بي وَالدُجى يَهفو حَشاهُ / كَما كَسَرَت عَلى خُززٍ عقابُ
دَعَتكَ وَمِن سجِيَّتِكَ البدارُ
دَعَتكَ وَمِن سجِيَّتِكَ البدارُ / رُؤوسٌ أَينَعَت مِنها ثِمارُ
فَيورِدُها ظِماء وَهيَ ماء / وَيُصدِرُها رِواء وَهي نارُ
وَيقرضها أَعادِيه لجينا / وَتَرجِعُ وَهيَ لَو سَلمَت نضارُ
أَخلائي وَفي قُربِ الصُدورِ
أَخلائي وَفي قُربِ الصُدورِ / ظُباً تَقضي عَلى قِمَمِ الدُهورِ
وَقَد ضَمَّت جَوانِحنا قُلوباً / أَبَت غَيرَ القُصورِ أَو القُبورِ
إِذا الكرماءُ نامَت فَوقَ ضَيمٍ / فَما فَضلُ الكَبيرِ عَلى الصَغيرِ
فَقَبل أَبي الدَنِيَّةَ قَيسُ عَبسٍ / وَلَم يصغي إِلى قَولِ المُشيرِ
لَئِن عَثَروا وَلَيسَ لَعا جَواب / فَلا عَلِقَت بُطونٌ مِن ظُهورِ
وَلا سَمِعوا بها إِلّا بِصمّ / وَلا نَظَروا بِها إِلّا بِعورِ
وَدَلَّهَني فِراقُ بَني سَعيدٍ / فَما أَدري قَبيلاً مِن دبيرِ
سَأَطلُبُ لا بِأَلسِنَةِ اليَراعِ
سَأَطلُبُ لا بِأَلسِنَةِ اليَراعِ / سِوى ذا الحَظِّ مِن أَيدي الزِماعِ
وَأَخبطُ بِالسُرى ورقَ الدَياجي / وَوَجه المَوتِ مَحدور القناعِ
وَأَمرُقُ مِن أَساريرِ المَواضي / كَما مَرَقَ الهِلالُ مِنَ الشُعاعِ
فَسَلني عَن مُلوكِ الأَرضِ تَسأَل / خَبيراً فَاِقضِ حَقَّ الإستِماعِ
عَرَضتُ عَلَيهِمُ نَفَسي وَنَفسي / لِأوضِحَ غبنَهُم عِندَ البياعِ
فَما اِتَّبَعوا دَليلاً في اِجتِنابي / وَلا سَلَكوا سَبيلاً في اِصطِناعي
كَأَعضاءٍ بِها أَلَمٌ فَقَلبٌ / عَلى ضَمَدٍ وَرَأسٌ في صُداعِ
وَمِن عَصَبٍ إِذا سُئِلت حِراكاً / شَكَت بِسُكونِها نُحلَ النُخاعِ
وَيُمنى لا تَجودُ عَلى شمالٍ / وَلا تُصفي المَوَدَّةَ لِلذِراعِ
وَعَينٌ لا تُغمِّضُ عَن قَبيح / وَأَذنٌ لا تَأَلَّمُ مِن قَذاعِ
فَما أَبقَوا وَلا هَمّوا بِبُقيا / وَنَقلُ الطَبعِ لَيسَ بِمُستَطاعِ
فَلَو سقت السَماء الشَريَ أَرياً / لَما اِحلَولَت مَراعيهِ لِراعِ
بِدَهرٍ ضاعَتِ الأَحسابُ فيهِ / ضَياعَ الرَأيِ في السِرِّ المُذاعِ
فَبِعتهم بَتاتاً لا بِثُنيا / وَلا شَرطٍ وَلا دَركِ اِرتِجاعِ
وَلَم أَجعَل قرابي غَيرَ بَيتي / فَحَسبي ما تَقَدَّمَ مِن قراعِ
بَني عَبدِ العَزيزِ لَئِن سَلَوتُم
بَني عَبدِ العَزيزِ لَئِن سَلَوتُم / فَما أَنا عَن عَلائِكُم بِسالِ
وَما عَهدي بِناسٍ أَيّ ناسٍ / تَواصَوا بِالمَكارِمِ وَالمَعالي
وَإيثارِ الغَريبِ عَلى سِواهُ / وَإِن لَم يُثرِ مِن جاهٍ وَمالِ
بحور بَلاغَةٍ وَنُجومُ عِزٍّ / وَأَطوادٌ رَواسٍ مِن جِبالِ
سَلامٌ يَملأُ المَلَوين طيباً / عَلى تِلكَ السَجايا وَالكَمالِ
فَكَم كافورِ أَيّامٍ خَلَطنا / وَلَم تُظلَم بِمِسكٍ مِن لَيالِ
رُوَيدَكَ أَيُّها الدَهرُ الخَؤونُ
رُوَيدَكَ أَيُّها الدَهرُ الخَؤونُ / سَتَأكُلُنا وَإِيّاكَ المَنونُ
تعلّلنا الأَماني وَهيَ زورٌ / وَتَخدَعُنا اللَيالي وَهيَ خونُ
وَكَم غَرَّت بِزبرجِها قُرونا / فَما أَبقَت وَلا بَقَتِ القُرونُ
فُجِعتُ بِزاهِرٍ مِن سِرِّ فهرٍ / كَبَدرِ التَمِّ هالَتهُ عرينُ
بِأَروَعَ مَلء عينِ الحُسنِ قيداً / إِذا أَخَذَت مَجاريها العُيونُ
مُنير العِرضِ فَضفاض المَساعي / طَويل الباعِ ناديه رَزينُ
سَمت فَوقَ السَماءِ بِهِ ظُهورٌ / وَما حَطَّتهُ إِذ حَطَّت بُطونُ
فَأَنضَبَتِ المَنايا مِنهُ بَحراً / جَواريهِ صُفونٌ لا سَفينِ
وَأَغمضَتِ البَسيطَةُ مِنهُ نَصلاً / طَوابِعُهُ قُيولٌ لا قُيونُ
مَضى مَن لَو سَبَقتُ لما تَعَزّى / وَلا جَفَّت لَهُ بَعدي جُفونُ
وَأَبقَتني يَدُ الأَيّامِ فَرداً / كَما غَدَرَت بِيُسراها اليَمينُ
وَهَل يبقى عَلى غِيَرِ اللَيالي / شَفيقٌ أَو شَقيقٌ أَو قَرينُ