المجموع : 13
مَرَرتُ بكَرمَةٍ جَذبَت رِدائي
مَرَرتُ بكَرمَةٍ جَذبَت رِدائي / فَقُلتُ لَها عَزمتِ عَلى أذائي
قالَت لِم مَرَرتَ وَلَم تُسلِّم / وَقَد رويَت عظامُك مِن دِمائي
أَلا يا غُرّةَ السَعدِ
أَلا يا غُرّةَ السَعدِ / وَقُرّةَ ناظِرِ المَجدِ
وَمَوالايَ الَّذي مازا / لَ يَسحَبُ حُلَّةَ الحَمدِ
لِعَبدِكَ هِمَّةٌ هامَت / بِرَكضِ الضُمَّرِ الجردِ
وَيَرغَبُ ضارِعا مِنها / إِلى عَلياكَ في الوَردِ
وَإِن تَقبضهُ مِن عَبدٍ / تَمُنُّ بِهِ عَلى عَبدِ
أَوجَهَ البَدرِ يُشرِقُ في الظَلامِ
أَوجَهَ البَدرِ يُشرِقُ في الظَلامِ / وَسِتر اللَه مُدَّ عَلى الأَنام
وَلَيثَ الغاب إِقداما وَبأسا / وَرَبَّ الفَضلِ وَالنِعَم الجِسامِ
عُبَيْدُكَ مُولَعٌ بِالصَيد قِدما / وَحُبُّ الصَيد مِن شِيَمِ الكِرامِ
فَإِذنُك فيهِ وَاِسلَم لِلأعادي / تُديرُ عَلَيهِمُ كأسَ الحِمامِ
أَيا ملكا يَجِلّ عَن الضَريبِ
أَيا ملكا يَجِلّ عَن الضَريبِ / وَمَن يَلتَذُّ غُفرانَ الذُنوبِ
وَمَن في كَفِّه بُؤسي وَنعمي / تَصرَّفَ في العدوّ وَفي الحَبيبِ
تَسَخّطك المُمِضُّ أَعَلَّ نَفسي / وَما لي غير عفوِكَ من طَبيبِ
ولست بمذكر ذَنبي وَلَكنْ / نَني قَد جئتُ في حالِ المُريبِ
فَإِن عاقَبتَني فَجَزاءُ مِثلي / وَإِن تَصفَح فَلَيسَ مِن الغَريبِ
بقيتَ مُؤَيَّداً ما لاحَ بَرقٌ / وَما غَنّى الحَمامُ عَلى قَضيبِ
بَعَثنا بِالغَزال إِلى الغَزالِ
بَعَثنا بِالغَزال إِلى الغَزالِ / وَلِلشَمس المُنير بِالهِلالِ
أَرى الدُنيا الدَنيَّةَ لا تُواتي
أَرى الدُنيا الدَنيَّةَ لا تُواتي / فَأَجمَلْ في التَصَرُّف وَالطلابِ
وَلا يَغرُركَ مِنها حُسنُ بُردٍ / لَهُ عَلَمانِ مِن ذَهَب الذَهابِ
فَأوّلُها رَجاءٌ مِن سَرابٍ / وَآخرُِها رِداءٌ مِن تُرابِ
إِلَيكَ النزْر مِن كَفِّ الأَسيرِ
إِلَيكَ النزْر مِن كَفِّ الأَسيرِ / فان تقبلْ تَكُن عين الشُكور
تقبَّل ما يَذوبُ لَهُ حَياءً / وَإِن عَذَرَتهُ حالاتُ الفَقيرِ
وَلا تَعجَب لِخَطبٍ غَضّ منهُ / أَلَيسَ الخَسفُ مُلتَزِمُ البُدورِ
وَرَجِّ بِجَبرِهِ عُقبى نَداهُ / فَكَم جَبَرَت يَداهُ مِن كَسيرِ
وَكَم أَعلَت عُلاهُ مِن حَضيضٍ / وَكَم حَطَّت طُباهُ مِن أَميرِ
وَكَم أَحظى رِضاهُ مِن حَظيٍّ / وَكَم شهرت عُلاهُ مِن شَهيرِ
وَكَم مِن مِنبَرٍ حَنّت إِلَيهِ / أَعالي مُرتَقاهُ وَمَن سَريرِ
زَمان تَنافَسَت في الحَظِّ منهُ / مُلوكٌ تَجور عَلى الدُهور
زَمانَ تَراجَعَت عَن جانِبَيهِ / جِيادُ الخَيل بِالمَوتِ المُبيرِ
بِحَيثُ يَطيرُ بِالأَبطالِ ذُعرٌ / وَيُلفى ثُمَّ أرجَح مِن ثَبيرِ
فَقَد نظرت إِلَيهِ عُيونُ نَحسٍ / مَضَت مِنهُ بِمَعدومِ النَظيرِ
نُحوسٌ كُنَّ في عُقبي سعودٍ / كَذاكَ تَدورُ أَقدارُ القَديرِ
وَطَردُ الناسِ بَينَ يَدي مَمَرّي
وَطَردُ الناسِ بَينَ يَدي مَمَرّي / وَكَفّهُمُ إِذا غَضّ النِناءُ
وَرَكضٌ عَن يَمينٍ أَو شِمالٍ / لِنَظمِ الجَيشِ إِن رُفِعَ اللِواءُ
يُعَنّيهِ أَمامٌ أَو وَراءٌ / إِذا اِختَلّ الأَمامُ أَو الوَراءُ
وَلَكِنَّ الدُعاءَ إِذا دَعاهُ / ضَميرٌ خالِصٌ نَفَعَ الدُعاءُ
جُزيت أَبا العَلاء جَزاءَ بَرٍّ / نَوى بِرّا وَصاحبَكَ العَلاءُ
سَيُسلي النَفسَ عمَّن فاتَ عِلمي / بِأَنَّ الكُلّ يُدرِكُهُ الفَناءُ
أَتَعلَم أَنَّ قَلبي غَيرُ صاحِ
أَتَعلَم أَنَّ قَلبي غَيرُ صاحِ / وَأَنّي مِن سُلوِّكَ في اِنتِزاحِ
وَكنتُ الدَهرَ أَصطادُ المَعالي / فَقَد أَصبَحتُ مِن صيدِ المِلاحِ
تُسَقِّيني البَخيلَةُ كَأسَ صَدٍّ / وَتَمزُجها لِتَعليلي بِراحِ
وَلَو شاءَت حَياتي الدَهرَ سَقَّت / حَرورَ القَلبِ مِن شَبَم قُراحِ
وَكانَت تَصنَعُ الحُسنى جَميلاً / وَلَكِن لَيسَ تَلقى غَيرَ لاحِ
فَسَقِّيني فَدَيتُكِ مِن عُقارٍ / وَناديني هَلُمَّ إِلى اِصطِباحِ
لَقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ
لَقَد حُصِّلتِ يا رُندَهْ / فَصِرتِ لِمُلكِنا عِقدَهْ
أَفادَتناكِ أَرماحٌ / وَأسيافٌ لَها حِدَّهْ
وَأَجنادٌ أَشِدَّاءٌ / إِلَيهِم تَنتَهي الشِدَّهْ
غَدَوتُ يرَونني مَولى / لَهُم وَأَراهُمُ عدَّهْ
سأفني مُدَّةَ الأَعدا / ءِ إِن طالَت بيَ المُدَّهْ
وَتَبلى بي ضَلالَتُهُم / لِيَزدادَ الهُدى جِدَّهْ
فَكَم مِن عُدَّةٍ قَتَل / تُ مِنهُم بَعدَها عُدَّهْ
نَظَمتُ رُؤُوسَهُم عِقداً / فَحَلَّت لَبَّةَ السُدَّهْ
بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ
بِبيضِ الهِندِ وَالأَسَلِ الحِدادِ / أُرَجّى أَن يَتِمَّ ليَ مُرادي
فَأبلُغُ بُغيَتي وَأُريحُ نَفسي / وَتُحمَدُ حالَتي في كُلِّ نادِ
فَمَعنى الدَهرِ في قَتلِ الأَعادي / وَحَسمِ رِقابِهِم في كُلِّ وادِ
فَذاكَ الفَرضُ وَالرَحمَن عِندي / كَمِثلِ الفَرضِ في حالِ الجِهادِ
أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ
أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ / فَقَد فُقتِ المَمالِكَ في مَعانِ
وَقَد رُمناكِ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ / فَأَدناكِ الإِلَهُ بِلا تَوانِ
بَذَلنا جُهدَنا عَزما وَحَزماً / وَوَطَّنّا الكُماةَ عَلى الطِعانِ
وَأَجهَدنا العَزائِمَ وَالمَساعي / وَأَعملَنا الحُسامَ مَعَ السِنانِ
لِيُهَنيء أَهلَ مالِقَةَ اِنتِصاري / وَإِعزازي لَهُم بَعدَ الهَوانِ
سَيُنقِذُهُم وَيُنميهِم جَميعاً / رِضاعُ الخَيرِ إِن دَرَّت لِباني
وَأُرقيهِم ذُرى دَرَجِ المَعالي / كَما أُجنيهِمُ ثَمرَ الأَماني
وَأَضعافُ الَّذي يُبدي لِساني / إِلَيهِم ما يَجِنُّ لَهُم جِناني
فَحُقَّ عَلَيهِمُ شُكرُ اِمتِعاضي / وَما خلقي اِمتِنانٌ بِامتِنانِ
وَلَكِنَّ الحَقائِقَ مُخبِراتٌ / وَكَم خَبَرٍ يَنوبُ عَنِ العيانِ
أَلَم أُعتِقهُمُ مِن ذُلِّ كُفرٍ / جَرى في ضيمِهِم مِلءَ العِنانِ
وَتوراةٌ مُحَرَّقَةٌ أَعَزَّت / فَطالَت ذُلَّةُ السَبعِ المَثاني
إِلى أَن ثارَ بي عَزمٌ يَمانٍ / فَأَدرَكَ سُؤلهُ العَضبُ اليَماني
وَأُنضيَتِ الصَوارِمُ خاطِياتٍ / فَكانَ قَضاؤها سِحرُ البَيانِ
فَعادَ البِرُّ مَعمورَ المَغاني / وَآضَ الفسقُ مَهدومَ المَباني
وَقامَ إِمامُ جامِعِهِم يُصَلّي / وَآنسَتِ المَسامِعُ بِالآذانِ
وَكانَ ذَوو الهُدى ما بَينَ ثاوٍ / قَتيلٍ أَو فَقيدِ العَقلِ فانِ
مُذِ اِقتَرَنَت بِبَرِّهِمُ يَهودٌ / أَباحَ حُسامُهُم حُسنَ القِرانِ
عَتادي أجرُ ما أولَيتُ فيهِم / مِنَ الفَتَكاتِ بِكرٍ أَو عَوانِ
وَحَسبي في سَبيلِ اللَه مَوتٌ / يَكونُ ثَوابُهُ خُلدَ الجِنانِ
أَتاكَ اللَيلُ مُعتَكِراً
أَتاكَ اللَيلُ مُعتَكِراً / يُناقِضُهُ سَنا البَدرِ
ذَرِ الساعاتِ تَبسُطُهُ / سَتَقبضُهُ يَدُ الفَجرِ