المجموع : 107
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا / وصبّ ما لهُ في الصبرِ راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي / فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ / كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما لهُ هاء وميمٌ / له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ / يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرةٌ بقلبي / فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ / أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي / هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ / فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبثَّ صبابتي إنسان عيني / فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي / صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرةً حيثُ التَّنائي / وأبكي فرحةً حيثُ اللقاء
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ / فما فرجي إذاً إلاَّ البكاء
بعين الله عينٌ قد جفاها / كرَاهَا والأحبةُ والهناء
لفكرته سرىً في كل وادٍ / كأنَّ حنينهُ فيها حداء
ذكتْ أشواقه فمتى تراها / قباب قبا كما لمعت ذُكاء
بحيثُ الأفقُ يشرِقُ مطلعاه / وحيث سنا النبوَّةِ والسناء
وبابُ محمدِ المرجوِّ يروَى / لقاصدِه نجاحٌ أو نجاء
تلوذ بجاهِه الفقراء مثلي / من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدٌ فروَى رباحٌ / وإمَّا مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه / غداة غد يعننه الوفاء
وترتقبُ العصاةُ ندَى شفيعٍ / مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلام الله إصباحاً وممسى / على مثواه والسحب البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ / عليهِ الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا يا حبَّذا في الرسل شافي / قلوبٍ شفَّها للعشقِ داء
فمرسلة لها سحبُ العوافي / يعفى الداءُ بادره الدواء
ومن انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ / وعنها الأرضُ تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي / ويجري من يديهِ ندىً وماء
على ساق سعتْ شجرةٌ وقامت / حروبُ النصرِ وازدَحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بجداه ساق / وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفي نارِ المجوسِ لنا دليل / لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرَى وصحبته فخار / ينادي ما على صبح غطاء
فقلْ للملحدِين تنقلوها / جحيماً إننا منكم براء
وأن أبي ووالدَهُ وعرضي / لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمداً لحبيب أنس / وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه / جمالَ الشمسِ يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سناً ولولا / سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ / له والشمسَ ضرَّجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ / لمنطقه وللضادِ اختباء
ألمْ ترَ أنها جلست لفخر / وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدِهِ سعوداً / بنو سعدٍ بها أبداً وضاء
لمبعثه على العادين نار / وللهادين نور يستضاء
فخيرٌ ينعم السعداء فيه / وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجرُّ على الثرى ذيل اتِّضاع / وينصب في مكارمه الثراء
ويكتب بالنصال غداة روع / سطوراً ما لأحرفها هجاء
ممدحة ثلاثتها لضرّ / ضرَابٌ أو طعانٌ أو رماء
فيا لك من أخي صول ونسكٍ / تقرّ له العدى والأولياء
سهام دعاً له وسهامُ رأيٍ / لها في كل معركةٍ مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه / وما يدريه ما صنع الدعاء
وقال الجود بعد الحلم حسبي / حياءً إن شيمتك الحياء
فنعمَ الحصنُ إن طلعت خطوبٌ / ونعم القطبُ إن دارَ الثناء
ونعمَ الغوث إن دهياء دارت / ونعم العونُ إن دارَ الرجاء
ونعمَ المصطفى من معشر مّا / نجومُ النيراتِ لهمْ كفاء
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ / على سعد السعودِ لهُ حباء
ضفت حلل الثنا وصفت لديه / وآدمُ بعدَها طينٌ وماء
فلولا معربُ الأمداحِ فيه / هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
ولولاه لما حجَّت وعجَّت / وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فإن يتلىْ له في الحجّ حمدٌ / فقدماً قد تلته الأنبياء
أعدْ لي يا رجاءُ زمانَ قرب / بروضته أعد لي يا رجاء
ولثم حصىً لتربتِهِ ذكيّ / كأنَّ شذاه في نفسي كباء
وشكوى كربة فرِجتْ وكانتْ / من اللاّتي يمدّ بها العناء
ونفس ذنبها كالنيلِ مدّا / وما لوعود توبتها وفاء
مشوَّقة متى وُعدَتْ بخير / تقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
ولكن حبها وشهادتاها / من النيرانِ نعمَ الأكفياء
صفيَّ الله يا أزكى البرايا / بحبك من عقائدنا الصفاء
ويعتقنا المشفّع من جحيم / فلا عجبٌ له منا الولاء
عليك من الملائك كلَّ وقتٍ / صلاة في الجنان لها أداء
وأمداح بألسنة الورى في / مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
إذا ختمت تعاد فكل تال / له وقفٌ عليها وابتداء
أرى لصواب يا إيري صفات
أرى لصواب يا إيري صفات / تحثُّ على الخلاعة والتصابي
فبادره فأنتَ به خبيرٌ / فمثلك لا يُدَلُ على صواب
فلان الدين قد أعليتَ قدرِي
فلان الدين قد أعليتَ قدرِي / وصحَّ إلى مودتك انْتِسابي
ألم ترنِي بلغتُ الأُفق حتَّى / بعثتُ لكَ الهلال مع الشهاب
أبا الحسنِ الإمام عليكَ منَّا
أبا الحسنِ الإمام عليكَ منَّا / سلامُ اللهِ نفَّاح العياب
روينا من نداك الغمرِ لما / علوتَ إلى السحابِ بلا ارْتياب
فكلُّ بني الوَلا إن غبت يوماً / تقولُ لنَا عليّ في السحاب
لحاكَ الله يا مولايَ كم ذا
لحاكَ الله يا مولايَ كم ذا / تصبّ من الأذى قبلِي وصَوبي
خطفت عمامتِي فسكتّ عنها / وزدت لجاجةً فخَطفت ثوبي
أقولُ لقلبيَ العاني تصبَّرْ
أقولُ لقلبيَ العاني تصبَّرْ / وإن بَعُدَ المساعدُ والحبيب
عسى الهمّ الذي أمسيتُ فيه / يكون وراءه فرجٌ قريب
حلا دمعِي لخدِّي في هواكم
حلا دمعِي لخدِّي في هواكم / فما أحلى بصحنِ الخدِّ سكبا
وناسبَ حالتي لما دعوتم / كلانا قد جرَى للحبِّ صبَّا
كتبت وقد وجدت من التشكي
كتبت وقد وجدت من التشكي / ومسّ السقم أكثر ما وجدتا
ألم تعلم بأنك ضمن قلبي / فما يصل السقام إليك حتى
شكت من شيبتي عينُ الفتاة
شكت من شيبتي عينُ الفتاة / فيا لكِ ثمّ يا لكِ من قذَاة
وعفت الظبيَ أيضاً لا لفكرٍ / يطالبنا الوداد بلا التفات
وكفّر ذنبَ أغزالٍ تقضت / ختامُ المدح في قاضي القضاة
فما أسرى معالي المدح دُرًّا / أنظّمه على تاج السرَاةِ
إمامٌ خزرجيّ البيت طافت / على أركانه فرَقُ العفاةِ
لهم هممٌ بها في الفضل تروي / عواليه الثقاةُ عن الثقاة
حلاوة مدحه في الطيب شاعت / ولا سِيما بشكريّ النبات
رعاكَ الله كمْ ترعى أمورِي
رعاكَ الله كمْ ترعى أمورِي / وتجمع فكرتِي بعدَ الشتات
أما وسيادةٍ لكَ في البرايا / لها فخرٌ على ماضٍ وآت
لقد أحيَى ندَى كفَّيك حالي / كذاك الغيث يحيي للنبات
ورثتُ اللفظ عن سلفِي وا كرم
ورثتُ اللفظ عن سلفِي وا كرم / بآل نباتة الغرّ السرَاة
فلا عجب للفظي حين يحلو / فهذا القطر من ذاك النبات
لقد أصبحتُ ذا عمرٍ عجيبٍ
لقد أصبحتُ ذا عمرٍ عجيبٍ / أقضِّي فيهِ بالأنكادِ وقتِي
من الأولادِ خمسٌ حولَ أمٍّ / فوا حرباه من خمسٍ وستّ
نباتيِّ المناسب كيفَ تلقى
نباتيِّ المناسب كيفَ تلقى / شتا شامٍ بهِ انْهشم النبات
وبرقاً ضارباً من فوقِ بشتٍ / فضربتهُ لعمري والعباةُ
ثلاث مآذنٍ في الحسن زادت
ثلاث مآذنٍ في الحسن زادت / فرابعها لأجل العين جاثي
وما نقصتْ محاسنها ولكن / ليحلفَ واصفوها بالثلاث
عذولي منك في أمر مريج
عذولي منك في أمر مريج / وسمعي منك في ذكر أريج
بذكرك طابَ منطقهُ وأغرت / ملامته هوى قلبي اللَّجوج
كما أغرَى الملامُ نوالَ كفي / وليّ الدِّين ذي المدح البهيج
كريمٌ لو تفاخرهُ كرام / مضوا يعدو بغيظٍ في ضجيج
لو أن ابن الفرات النيلَ داجى / تفرَّجنا على ذاكَ الخليج
مليجيٌّ له في الجودِ بابٌ / يكاد زحامه ينهى ولوجي
بدا جوداً فإن أحجب لعذرٍ / أتيت بطوخ فيه على مليج
كلفت بشائبٍ لا عذلَ يثني
كلفت بشائبٍ لا عذلَ يثني / جماحي في هواهُ ولا لجاجي
أقبلُ من عذاريْ وجنتيه / سياجَ الوردِ أو وردَ السياج
خلقت على مرادي واقتراحي
خلقت على مرادي واقتراحي / فذكرك حضرتي في وقت راحي
ولى من طرة لك أو جبين / شجون في المساء وفي الصباح
بروحي أنت ذو جفن كليل / وعيني منه دامية الجراح
غزاني جفنه وشكا فتوراً / فواحرباه من شاكي السلاح
وتيّاه سمحت له بدمع / يرى أن السماح من الرباح
ومالي لا أسيل أجاج دمعي / على عذب بمبسمه قراح
يحمِّر أوجه الكاسات هزؤاً / ويضحك في الرياض على الأقاحي
أقمت به على نيران برح / فما لي كابن قيس من براح
سقى صوب الحيا زمناً أقامت / عليه صبابتي ومحاه ماح
وكاسات أشد يدي عليها / مخافة أن تطير من الجماح
صفت فصفا الزمان وبشرتنا / فحلق درع بشراها النواحي
وقد كال النديم بها نضاراً / علمنا أنها داعي السماح
بكف مزركش الأصداغ تهوى / لقبلتها وجوه للملاح
عشوت لكأسه لا للثريا / ونسر الشهب خفاق الجناح
كأني قد سلبت الديك عيناً / فثار من المنام إلى الصياح
كأني قد حملت على همومي / بها رايات لهوٍ وانشراح
كأني إذ صحا بالمحل أفقي / رأيت لقا الليالي غير ماح
إذا أبصرت جدّاً من زمان / فخالطه بشيءٍ من مزاح
وليل ظلت فيه لفرط عزمي / كأن الشهب من شرر اقتداحي
وموحشة المفاوز في رُباها / طغت إبلي وسلن مع البطاح
أرشّح ذا الخمائل مشمعلاّ / بها وأحيد عن ذات الوشاح
لعزٍّ أو لوَفر أجتنيه / على وفق احتياجي واجتياحي
عليَّ بها السرى وعلى أيادي / بني الفاروق إدراك النجاح
بني فضل الإله إذا أجيلت / غداة المحل أيسار القِداح
نجوم العلم أنواء العطايا / جياد السبق آساد الكفاح
لآلي السلك في نسب نظيم / ودعنا من أنابيب الرّماح
لأحمدهم مناهي الحمد عنهم / فيا كرم اختتام وافتتاح
أخو الإغضاء عن تقصير مثن / وفي طلب العلاءِ أخو الطماح
وذو الجود الذي يروي عطاءً / لطالب راحتيه عن رباح
وذو القلم الذي إن قال أغنى / عن استسماع قعقعة السلاح
سويد القلب قلب العيش منه / وإلا فهو قادمة الجناح
فطوراً فائض العذب المهنى / وطوراً فائض السم الذُّباح
أبا العباس قد حفظت ثغورٌ / برأيك فهي باسمة النواحي
تسوَّكُ بالقنا مما حبتها / بزاتك أو تمضمض بالصفاح
وسامي الملك منك شهاب عزم / كفى المرّاد قبل الإلتماح
وذا همم إذا ضلت سيوف / تنادي الجيش حيّ على الفلاح
حللت بواديَيْ مصر وشامٍ / محلّ النيل والسحب الدّلاح
يمين مكارم أو صدر سرّ / مليّ بالمصون وبالمباح
وأغرقت ابن بحر في بيان / أطاف به على لجج فساح
بيان جوهريّ الوصف تروى / عوالي الحرب منه عن الصحاح
وأنَّ النرجس الحاكيك لفظاً / لينبي عن عيون رُباً وِقاح
وأن لراحتيك على الغوادي / فخاراً ما عليه من جناح
فؤاد البرق منه في التهابٍ / ووجه الدّجنِ منه في افتضاح
أما لِكَ رتبة العليا بلفظٍ / متينِ قوىً وأخلاقٍ سجاح
وباعث فكرتي سيما جبين / حمدت به السرى عند الصباح
عطفت عليّ في زمنٍ حرُونٍ / وجدْتَ برغم أيامٍ شحاح
وقربني جنابك بعدَ بعدٍ / ونهنهَ حاسدي بعد الجماح
ونطَّقني نداك وكنت حجلاً / فصرت اليوم أنطق من وشاح
إليك حسانَ شعر لم تعرها / ولا أحوجْتها حظّ القباح
من اللاتي زكت نسباً ورقت / عليك شمائل الخود الرداح
نزحت كلا الندى والعلم بحراً / فأخرجنا لآلي الإمتداح
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ / جليّ اليمنِ متصلُ النجاح
ظفرت على قران السعد فيه / بشمسِ الحسنِ من شمسِ السماح
فنعمَ الأهلُ قد أضحتْ وماذا / يقولُ المدْحُ في أهلِ الصلاح
وراهبةٍ طرقناها بليل
وراهبةٍ طرقناها بليل / ودونَ مزارِها أرَجٌ يفوح
فهبتْ في الظلامِ إلى مدامٍ / كأن شعاعها قبسٌ يلوح
وحيتنا بعافيةٍ شمول / كما يترقرق الدمعُ السفوح
كأنا قد سلبنا الديكَ عيناً / فقامَ من الكرى فزعاً يصيح
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي / بدهرِكَ أشتكي حالاً قبيحة
وأنَّ الناسَ تذبحُ في الضحايا / وما لي غير أجفانٍ ذبيحة
ويمضي العيدُ في أكلٍ وشربٍ / وما لي في الشريحةِ منه ريحه