القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 107
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا / وصبّ ما لهُ في الصبرِ راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي / فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ / كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما لهُ هاء وميمٌ / له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ / يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرةٌ بقلبي / فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ / أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي / هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ / فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبثَّ صبابتي إنسان عيني / فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي / صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرةً حيثُ التَّنائي / وأبكي فرحةً حيثُ اللقاء
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ / فما فرجي إذاً إلاَّ البكاء
بعين الله عينٌ قد جفاها / كرَاهَا والأحبةُ والهناء
لفكرته سرىً في كل وادٍ / كأنَّ حنينهُ فيها حداء
ذكتْ أشواقه فمتى تراها / قباب قبا كما لمعت ذُكاء
بحيثُ الأفقُ يشرِقُ مطلعاه / وحيث سنا النبوَّةِ والسناء
وبابُ محمدِ المرجوِّ يروَى / لقاصدِه نجاحٌ أو نجاء
تلوذ بجاهِه الفقراء مثلي / من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدٌ فروَى رباحٌ / وإمَّا مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه / غداة غد يعننه الوفاء
وترتقبُ العصاةُ ندَى شفيعٍ / مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلام الله إصباحاً وممسى / على مثواه والسحب البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ / عليهِ الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا يا حبَّذا في الرسل شافي / قلوبٍ شفَّها للعشقِ داء
فمرسلة لها سحبُ العوافي / يعفى الداءُ بادره الدواء
ومن انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ / وعنها الأرضُ تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي / ويجري من يديهِ ندىً وماء
على ساق سعتْ شجرةٌ وقامت / حروبُ النصرِ وازدَحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بجداه ساق / وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفي نارِ المجوسِ لنا دليل / لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرَى وصحبته فخار / ينادي ما على صبح غطاء
فقلْ للملحدِين تنقلوها / جحيماً إننا منكم براء
وأن أبي ووالدَهُ وعرضي / لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمداً لحبيب أنس / وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه / جمالَ الشمسِ يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سناً ولولا / سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ / له والشمسَ ضرَّجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ / لمنطقه وللضادِ اختباء
ألمْ ترَ أنها جلست لفخر / وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدِهِ سعوداً / بنو سعدٍ بها أبداً وضاء
لمبعثه على العادين نار / وللهادين نور يستضاء
فخيرٌ ينعم السعداء فيه / وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجرُّ على الثرى ذيل اتِّضاع / وينصب في مكارمه الثراء
ويكتب بالنصال غداة روع / سطوراً ما لأحرفها هجاء
ممدحة ثلاثتها لضرّ / ضرَابٌ أو طعانٌ أو رماء
فيا لك من أخي صول ونسكٍ / تقرّ له العدى والأولياء
سهام دعاً له وسهامُ رأيٍ / لها في كل معركةٍ مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه / وما يدريه ما صنع الدعاء
وقال الجود بعد الحلم حسبي / حياءً إن شيمتك الحياء
فنعمَ الحصنُ إن طلعت خطوبٌ / ونعم القطبُ إن دارَ الثناء
ونعمَ الغوث إن دهياء دارت / ونعم العونُ إن دارَ الرجاء
ونعمَ المصطفى من معشر مّا / نجومُ النيراتِ لهمْ كفاء
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ / على سعد السعودِ لهُ حباء
ضفت حلل الثنا وصفت لديه / وآدمُ بعدَها طينٌ وماء
فلولا معربُ الأمداحِ فيه / هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
ولولاه لما حجَّت وعجَّت / وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فإن يتلىْ له في الحجّ حمدٌ / فقدماً قد تلته الأنبياء
أعدْ لي يا رجاءُ زمانَ قرب / بروضته أعد لي يا رجاء
ولثم حصىً لتربتِهِ ذكيّ / كأنَّ شذاه في نفسي كباء
وشكوى كربة فرِجتْ وكانتْ / من اللاّتي يمدّ بها العناء
ونفس ذنبها كالنيلِ مدّا / وما لوعود توبتها وفاء
مشوَّقة متى وُعدَتْ بخير / تقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
ولكن حبها وشهادتاها / من النيرانِ نعمَ الأكفياء
صفيَّ الله يا أزكى البرايا / بحبك من عقائدنا الصفاء
ويعتقنا المشفّع من جحيم / فلا عجبٌ له منا الولاء
عليك من الملائك كلَّ وقتٍ / صلاة في الجنان لها أداء
وأمداح بألسنة الورى في / مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
إذا ختمت تعاد فكل تال / له وقفٌ عليها وابتداء
أرى لصواب يا إيري صفات
أرى لصواب يا إيري صفات / تحثُّ على الخلاعة والتصابي
فبادره فأنتَ به خبيرٌ / فمثلك لا يُدَلُ على صواب
فلان الدين قد أعليتَ قدرِي
فلان الدين قد أعليتَ قدرِي / وصحَّ إلى مودتك انْتِسابي
ألم ترنِي بلغتُ الأُفق حتَّى / بعثتُ لكَ الهلال مع الشهاب
أبا الحسنِ الإمام عليكَ منَّا
أبا الحسنِ الإمام عليكَ منَّا / سلامُ اللهِ نفَّاح العياب
روينا من نداك الغمرِ لما / علوتَ إلى السحابِ بلا ارْتياب
فكلُّ بني الوَلا إن غبت يوماً / تقولُ لنَا عليّ في السحاب
لحاكَ الله يا مولايَ كم ذا
لحاكَ الله يا مولايَ كم ذا / تصبّ من الأذى قبلِي وصَوبي
خطفت عمامتِي فسكتّ عنها / وزدت لجاجةً فخَطفت ثوبي
أقولُ لقلبيَ العاني تصبَّرْ
أقولُ لقلبيَ العاني تصبَّرْ / وإن بَعُدَ المساعدُ والحبيب
عسى الهمّ الذي أمسيتُ فيه / يكون وراءه فرجٌ قريب
حلا دمعِي لخدِّي في هواكم
حلا دمعِي لخدِّي في هواكم / فما أحلى بصحنِ الخدِّ سكبا
وناسبَ حالتي لما دعوتم / كلانا قد جرَى للحبِّ صبَّا
كتبت وقد وجدت من التشكي
كتبت وقد وجدت من التشكي / ومسّ السقم أكثر ما وجدتا
ألم تعلم بأنك ضمن قلبي / فما يصل السقام إليك حتى
شكت من شيبتي عينُ الفتاة
شكت من شيبتي عينُ الفتاة / فيا لكِ ثمّ يا لكِ من قذَاة
وعفت الظبيَ أيضاً لا لفكرٍ / يطالبنا الوداد بلا التفات
وكفّر ذنبَ أغزالٍ تقضت / ختامُ المدح في قاضي القضاة
فما أسرى معالي المدح دُرًّا / أنظّمه على تاج السرَاةِ
إمامٌ خزرجيّ البيت طافت / على أركانه فرَقُ العفاةِ
لهم هممٌ بها في الفضل تروي / عواليه الثقاةُ عن الثقاة
حلاوة مدحه في الطيب شاعت / ولا سِيما بشكريّ النبات
رعاكَ الله كمْ ترعى أمورِي
رعاكَ الله كمْ ترعى أمورِي / وتجمع فكرتِي بعدَ الشتات
أما وسيادةٍ لكَ في البرايا / لها فخرٌ على ماضٍ وآت
لقد أحيَى ندَى كفَّيك حالي / كذاك الغيث يحيي للنبات
ورثتُ اللفظ عن سلفِي وا كرم
ورثتُ اللفظ عن سلفِي وا كرم / بآل نباتة الغرّ السرَاة
فلا عجب للفظي حين يحلو / فهذا القطر من ذاك النبات
لقد أصبحتُ ذا عمرٍ عجيبٍ
لقد أصبحتُ ذا عمرٍ عجيبٍ / أقضِّي فيهِ بالأنكادِ وقتِي
من الأولادِ خمسٌ حولَ أمٍّ / فوا حرباه من خمسٍ وستّ
نباتيِّ المناسب كيفَ تلقى
نباتيِّ المناسب كيفَ تلقى / شتا شامٍ بهِ انْهشم النبات
وبرقاً ضارباً من فوقِ بشتٍ / فضربتهُ لعمري والعباةُ
ثلاث مآذنٍ في الحسن زادت
ثلاث مآذنٍ في الحسن زادت / فرابعها لأجل العين جاثي
وما نقصتْ محاسنها ولكن / ليحلفَ واصفوها بالثلاث
عذولي منك في أمر مريج
عذولي منك في أمر مريج / وسمعي منك في ذكر أريج
بذكرك طابَ منطقهُ وأغرت / ملامته هوى قلبي اللَّجوج
كما أغرَى الملامُ نوالَ كفي / وليّ الدِّين ذي المدح البهيج
كريمٌ لو تفاخرهُ كرام / مضوا يعدو بغيظٍ في ضجيج
لو أن ابن الفرات النيلَ داجى / تفرَّجنا على ذاكَ الخليج
مليجيٌّ له في الجودِ بابٌ / يكاد زحامه ينهى ولوجي
بدا جوداً فإن أحجب لعذرٍ / أتيت بطوخ فيه على مليج
كلفت بشائبٍ لا عذلَ يثني
كلفت بشائبٍ لا عذلَ يثني / جماحي في هواهُ ولا لجاجي
أقبلُ من عذاريْ وجنتيه / سياجَ الوردِ أو وردَ السياج
خلقت على مرادي واقتراحي
خلقت على مرادي واقتراحي / فذكرك حضرتي في وقت راحي
ولى من طرة لك أو جبين / شجون في المساء وفي الصباح
بروحي أنت ذو جفن كليل / وعيني منه دامية الجراح
غزاني جفنه وشكا فتوراً / فواحرباه من شاكي السلاح
وتيّاه سمحت له بدمع / يرى أن السماح من الرباح
ومالي لا أسيل أجاج دمعي / على عذب بمبسمه قراح
يحمِّر أوجه الكاسات هزؤاً / ويضحك في الرياض على الأقاحي
أقمت به على نيران برح / فما لي كابن قيس من براح
سقى صوب الحيا زمناً أقامت / عليه صبابتي ومحاه ماح
وكاسات أشد يدي عليها / مخافة أن تطير من الجماح
صفت فصفا الزمان وبشرتنا / فحلق درع بشراها النواحي
وقد كال النديم بها نضاراً / علمنا أنها داعي السماح
بكف مزركش الأصداغ تهوى / لقبلتها وجوه للملاح
عشوت لكأسه لا للثريا / ونسر الشهب خفاق الجناح
كأني قد سلبت الديك عيناً / فثار من المنام إلى الصياح
كأني قد حملت على همومي / بها رايات لهوٍ وانشراح
كأني إذ صحا بالمحل أفقي / رأيت لقا الليالي غير ماح
إذا أبصرت جدّاً من زمان / فخالطه بشيءٍ من مزاح
وليل ظلت فيه لفرط عزمي / كأن الشهب من شرر اقتداحي
وموحشة المفاوز في رُباها / طغت إبلي وسلن مع البطاح
أرشّح ذا الخمائل مشمعلاّ / بها وأحيد عن ذات الوشاح
لعزٍّ أو لوَفر أجتنيه / على وفق احتياجي واجتياحي
عليَّ بها السرى وعلى أيادي / بني الفاروق إدراك النجاح
بني فضل الإله إذا أجيلت / غداة المحل أيسار القِداح
نجوم العلم أنواء العطايا / جياد السبق آساد الكفاح
لآلي السلك في نسب نظيم / ودعنا من أنابيب الرّماح
لأحمدهم مناهي الحمد عنهم / فيا كرم اختتام وافتتاح
أخو الإغضاء عن تقصير مثن / وفي طلب العلاءِ أخو الطماح
وذو الجود الذي يروي عطاءً / لطالب راحتيه عن رباح
وذو القلم الذي إن قال أغنى / عن استسماع قعقعة السلاح
سويد القلب قلب العيش منه / وإلا فهو قادمة الجناح
فطوراً فائض العذب المهنى / وطوراً فائض السم الذُّباح
أبا العباس قد حفظت ثغورٌ / برأيك فهي باسمة النواحي
تسوَّكُ بالقنا مما حبتها / بزاتك أو تمضمض بالصفاح
وسامي الملك منك شهاب عزم / كفى المرّاد قبل الإلتماح
وذا همم إذا ضلت سيوف / تنادي الجيش حيّ على الفلاح
حللت بواديَيْ مصر وشامٍ / محلّ النيل والسحب الدّلاح
يمين مكارم أو صدر سرّ / مليّ بالمصون وبالمباح
وأغرقت ابن بحر في بيان / أطاف به على لجج فساح
بيان جوهريّ الوصف تروى / عوالي الحرب منه عن الصحاح
وأنَّ النرجس الحاكيك لفظاً / لينبي عن عيون رُباً وِقاح
وأن لراحتيك على الغوادي / فخاراً ما عليه من جناح
فؤاد البرق منه في التهابٍ / ووجه الدّجنِ منه في افتضاح
أما لِكَ رتبة العليا بلفظٍ / متينِ قوىً وأخلاقٍ سجاح
وباعث فكرتي سيما جبين / حمدت به السرى عند الصباح
عطفت عليّ في زمنٍ حرُونٍ / وجدْتَ برغم أيامٍ شحاح
وقربني جنابك بعدَ بعدٍ / ونهنهَ حاسدي بعد الجماح
ونطَّقني نداك وكنت حجلاً / فصرت اليوم أنطق من وشاح
إليك حسانَ شعر لم تعرها / ولا أحوجْتها حظّ القباح
من اللاتي زكت نسباً ورقت / عليك شمائل الخود الرداح
نزحت كلا الندى والعلم بحراً / فأخرجنا لآلي الإمتداح
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ
بأيمنِ طالعٍ عقدُ سنيّ / جليّ اليمنِ متصلُ النجاح
ظفرت على قران السعد فيه / بشمسِ الحسنِ من شمسِ السماح
فنعمَ الأهلُ قد أضحتْ وماذا / يقولُ المدْحُ في أهلِ الصلاح
وراهبةٍ طرقناها بليل
وراهبةٍ طرقناها بليل / ودونَ مزارِها أرَجٌ يفوح
فهبتْ في الظلامِ إلى مدامٍ / كأن شعاعها قبسٌ يلوح
وحيتنا بعافيةٍ شمول / كما يترقرق الدمعُ السفوح
كأنا قد سلبنا الديكَ عيناً / فقامَ من الكرى فزعاً يصيح
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي
أترضى يا وزيرَ الشامِ أنَّي / بدهرِكَ أشتكي حالاً قبيحة
وأنَّ الناسَ تذبحُ في الضحايا / وما لي غير أجفانٍ ذبيحة
ويمضي العيدُ في أكلٍ وشربٍ / وما لي في الشريحةِ منه ريحه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025