المجموع : 15
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ / ينَمنِم عَنبَراً في صَحن عَسْجَدْ
وحَيّا باللآلئ في صِدافٍ / مِنَ الياقوتِ طُرِّز بالزَّبَرْجَد
فَنائي فيك أَعذَبُ مِن بَقائي
فَنائي فيك أَعذَبُ مِن بَقائي / وَدائي مِنكَ أَنْفَعُ مِن دَوائي
وَذُلّي في هَوانِ هَوَاكَ عِزٌّ / وإنْ طاحتْ عُهُودُك في الهواءِ
بِنَفسي مَن يُحَلّلُ عَقْد صَبْري / إِذا ما ماسَ في عُقَد القباءِ
وَمَن يُوهي قُوايَ بِعَطفِ صُدْغٍ / كَما اِنعَطفَ الظّلامُ على الضّياءِ
أَقولُ وَقَد بَدا يَنهالُ ليناً / كَما اِرتجَّ اللِوى تَحتَ اللِواءِ
أَتِمْثالٌ مِنَ الكافورِ طابَتْ / مَراشِفُ فيه أم تِمْثَالُ ماءِ
فَقالَ بَلِ الهِلالُ فَقلتُ حَقّاً / ولكنْ لِم نَزَلْتَ من السَّماءِ
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ / عليّ فما أبالي مَن جفاني
وكيف أَذُمُّ للأيّام فِعْلاً / وقد وهَبَتْكَ يا كلَّ الأماني
فقُلْ لِلحاسِدينَ ثِقوا بِكَبْتٍ / يَقودُكُم إِلى دَرْكِ التّفاني
صَفا وَرد الصفاءِ وَرَقَّ رو / حُ الوفاء وأينعت ثُمُرُ التَّداني
وواصَلَ مَن أُحِبُّ فبِتُّ منه / أَرُود اللَّحْظَ في رَوْض الجنانِ
ويا عينَ الرَّقيبِ سخِنْتِ عيناً / فَما أَغنى شهادك إِذ رَعاني
وصلت إلى مُنَايَ وأنتِ عَبْرَى / تُضَلِّلُكِ المَدَامِعُ عَن مَكاني
فَمَن لَقِيَ الزَّمانَ بِوَجهِ سُخطٍ / فإنّي قد رَضِيتُ على الزّمانِ
ويا غُصناً يؤرِّقُني
ويا غُصناً يؤرِّقُني / إِذا ما اِهتزَّ مَوْرِقُه
أيا خيرَ الملوكِ أباً وجَدّاً
أيا خيرَ الملوكِ أباً وجَدّاً / وأَنقعهم حيّاً لغليلِ صادِ
عَلَوْا وغَلَوا وقال الناسُ فيهم / شوارد من ثُناءٍ أو أُحَادِ
وما اِقتَسموا ولا عَمدوا بِناهم / بِمَنصِبك القسيميِّ العِمادي
وَهَل حلَبٌ سِوى نفسٍ شَعَاعٍ / تَقَسَّمها التّمادي والتّعادي
نَفى ابن عمادِ دين اللَّه عَنها الش / شَكاة فَأَصبَحت ذاتَ العِمادِ
تَبَخْتَرُ في كسا عدْلٍ وبذلٍ / مدبَّجة التَّهائم والنِّجادِ
وفي مِحرابِها داودُ منه / يهذّبُ حكمة آيات صادِ
تجاوزتَ النّجوم فأين تبغي / تَرَقَّ فلا خَلَوْتَ منِ اِزديادِ
بنور الدّين رُوِّض كُلُّ مَحْلٍ
بنور الدّين رُوِّض كُلُّ مَحْلٍ / من الدُّنيا وجُدِّد كلُّ بالِ
أقام على ثنيّة كلِّ خوفٍ / سُهاداً بات يكْلأُ كُلَّ كالِ
وَصَوَّبَ عدلُهُ في كلِّ أوْب / فعَوَّض عاطلاً منه بحالِ
يُنَكِّسُ رأيُهُ رأيَ المحامي / ويَقْتُلُ خوفُهُ قبل القتالِ
لَقَد أَحصدْتَ للإِسلامِ عِزّاً / يفوت سَنَامُه يَدَ كلِّ قالِ
وَأَصبَحتِ العَواصمُ مُلحفاتٍ / عصاماً غير مُنْتَكِثِ الحبالِ
تَرَنَّحَ معطف الزَّوراءِ لَمّا
تَرَنَّحَ معطف الزَّوراءِ لَمّا / دعاك لزَوْر سِنْجَار لمامُ
وَزَلزَلت الصّعيدَ وراءَ مصرٍ / غَداةَ عَلَتْكَ في قَطَنَا الخيامُ
رجاءٌ هَزَّ تِيك وتلك خوفٌ / وَلَو قَد شِئت ضمّهما قرامُ
بِعَيشِك يا مُبيدَ الخيلِ رَكضاً / حَمَامٌ هُنَّ تحتك أم حِمَامُ
أَرِحْها فهيَ أَزلامُ المَعالي
أَرِحْها فهيَ أَزلامُ المَعالي / لهنّ إلى الوغى تَوْقُ المَغَالي
أَقالَ مَقيلَهنَّ بِكلِّ نَقعٍ / يُقَوِّض بِالهدى عمر الضَّلالِ
وَأيّ سُيوفِكَ الحُمرِ الحَواشي / مَنزِلَة مَتى دُعِيَتْ نَزَالِ
مَواضٍ إِنْ سُللنَ سَلكنَ جَزماً / نَفاهُ مِنَ الطّلى لَفْظُ اِعتِلالِ
لَقَد غلتِ الصَّليبَ بحَرِّ حرْبٍ / يُشيب أُوارُها لمم اللَّيالي
وَشِمتَ لِنَصرِ هذا الدينِ بَأساً / تُحرّمُ مِنهُ كُلّ حِمىً حَلالِ
وَقائِعُ أنزعَت في كُلِّ فجٍّ / وَقائِعُ جَوِّها دامي العَزَالِ
تُسائل حمصُ عن منسيّ دين / تقاضاه لك الحِجج الخوالي
فَواتَت وَهيَ أُختُ النجمِ بُعداً / وَوَعداً صيغَ مِن مَطلٍ مطَالِ
تَشَامخَ أَنفُهَا عِزّاً وَشدَّت / عَلى أَن لا تَنالَ يداً يَنالِ
فَما زَالت رقاكَ تَجدُّ نَقضاً / لِما تُثنيهِ مِن مررِ الحِبالِ
إِلى أَن أَطلَقَ الحَسناءَ كُرْهاً / وَآلَ إِلى مُلاوَحَةِ المآلي
يَصدّ الوجهَ عَن شَمّاءَ أَلقَت / يَداً لِأَشَمَّ ذي باعٍ طِوالِ
شَغَلتَ بِها يَمينَك وَالمَواضي / تَكفَّل أنّ مِصْراً للشّمالِ
إِذا فَتَحَ القِتالُ عَلَيكَ أَرضاً / أباحَكَ أُخْتَها لا عَنْ قتالِ
بِجدّكِ أَصحَب الجدّ الحزون
بِجدّكِ أَصحَب الجدّ الحزون / وَأَطلَعَ فَجرَه الفَتحُ المُبينُ
وَفي كَنَفيكَ سولِمَتِ اللّيالي / وَفارَقَ طَبعَهُ الزَّمَنُ الخَؤُونُ
وَمِنكَ تَعلَّمَ القطع المَواضي / وَقَد زَبَنَت بِهِ الحَربُ الزَّبونُ
وَأَنتَ السَّيفُ لَم تَمسَسهُ نار / وَلا شَحَذَت مَضارِبَهُ القيونُ
تَرَقْرَقُ فَوقَ صَفحَتِهِ الأَماني / وَيَقطر مِن غَراريهِ المَنونُ
وَقَبلَكَ ما سَمِعتُ بِذي فَقارٍ / يُبيرُ الفَقرَ كانَ وَلا يَكونُ
وَلا غَيثٌ سَماوَتهُ سَريرٌ / وَلا لَيثٌ وِسادَتُهُ عَرينُ
وَلا قَمَرٌ لَهُ الهَيجاءُ هالٌ / وَلا تاجٌ لَهُ الدّنيا جَبينُ
جُبِلتَ نَدىً وَعَفواً وَاِنتِقاما / وماءٌ كلُّ مجبولٍ وَطينُ
وَمُلْكُكَ عَمَّمَ الأَقطارَ قطْراً / فَأمرعَتِ الأَواعِثُ وَالحزونُ
تَلَألَأ تَحتَهُ غُررُ اللّيالي / إِذا الأَيّامُ عِندَ سِواكَ جونُ
وَأَنتَ أَقَمتَ لِلجَدوى مَناراً / يُبينُ لِشائِميهِ وَلا يَبينُ
وَعِندَكَ مَشرب النّعمى زلالٌ / إِذا عَبقت مَشارِبها الأجونُ
تَحَكَّمَ في عَطائِك كلُّ عاطٍ / وَقَد شِيدَت مِنَ المَنْعِ الحُصونُ
لَقَد أَشعَرتَ دينَ اللَّهِ عِزّاً / تَتيهُ لَهُ المَشاعِرُ وَالجحونُ
وَقامَ بِنَصرِهِ وَالناسُ فَوضى / قويٌّ منك في الجُلَّى أَمينُ
رَجَعتَ مُلوكَهم وهُم خُيوفٌ / أَسيرٌ في صِفادِكَ أَو كَنينُ
فَبَرنَسْتَ البِرِنسَ لِقاعِ خَسْفٍ / وَجَرّعَ مرُّ جَوْسِكَ جوسلينُ
إِذا ما الفِعلُ عُلَّ تَلاهُ حَذْفٌ / يُتاحُ لِمُنْتَهاهُ أَو سكونُ
غَنوا حَتّى غَزوتَهُمُ فَغنّى الص / صَدى في أَرضِهم حفّ القطينُ
وَكَم عَبَرَ الصّليبُ بِهم صَليبا / فَرَدَّته قَناكَ وَفيهِ لينُ
وَما خَطَرَت بِدارِ الشّركِ إِلّا / هَوى النّاقوسُ وَاِرتَفَع الأذينُ
مَلَأتَ عِظامَ ساحِهُمُ عِظاماً / فَكلّ ملاً لقوكَ بِهِ جرينُ
بِإنَّب في القَنا تجري نجيعاً / كَأَنَّ عُيونَ أَكعُبِها عيونُ
وَبَين حرارِ صَرخَد ذُبْنَ حَرّاً / لَهُ في كُلِّ حَبحَبَةٍ كَمينُ
وَفَيْنَ مِنَ العُرَيْمَة في عرامٍ / لَهُ في جونِها الأَقصى وَجونُ
وَكَم حَرمٍ لِحارِمَ غادَرَتهُ / وَدارَته لِمَنسَفِها درينُ
وفي شَعْراء قُورُس صُغْن شِعْراً / تُدارُ عَلى غِرارَيه اللَّجونُ
وَقائِعُ صِرْنَ في صَنعاءَ طَيراً / يوقعُها عَلى عَدْنٍ عدونُ
نَماكَ أَبٌ إِذا عُدَّ اِنتِساباً / تَراقى مصعداً والنّاس دونُ
شمالاً كان أملاكُ البرايا / وَقَد قيسوا بِهِ وهوَ اليَمينُ
قَضى وَقَضاؤُه في الأرضِ حَتْمٌ / وَطاعَةُ أَهلِها لِبَنيهِ دينُ
لِهذا اليومِ تُنْتَخَب القوافي / وَيذخرُ نَفسه الدُّرُّ المَصُونُ
وَنَحنُ أَحقُّ منك بأَن نُهنّا / إذا قرَّت بِرُؤيَتِكَ العيونُ
سَلِمتَ لَنا فَإِنّا كلُّ صعبٍ / نُوازيه بِأَن تبقى يَهونُ
تُرابِطُنا بِعِقوَتِكَ التّهاني / وَيَغبِطُنا بِدَولَتِكَ القرونُ
لَقَد أَوطَأتَ دينَ اللَّهِ عِزّاً
لَقَد أَوطَأتَ دينَ اللَّهِ عِزّاً / أَديمُ الشِّعريَيْنِ له رغامُ
دَعاكَ وَقَد تَناوَشتِ الرّزايا / له أُهباً يوزّعها العذامُ
فَقُمْتَ بِنَصرِهِ وَالنّاسُ فَوضى / قِيامٌ ذَمَّ ما اِقتَرَفَت فِئامُ
جَذَبتَ بِضَبْعِهِ مِن قَعْرِ يَمٍّ / لَهُ مِن فَوقِ مقسمِهِ اِلْتِطامُ
صَبَبتَ عَلى الصّليبِ صَليبَ بَأسٍ / قُواهُ تَحتَ كَلْكَلِهِ خطامُ
وَمِلْتَ عَلى مَعاقِلِهم فَخَرَّت / ولاءً مِثلَ ما اِنتقَضَ النّظامُ
بِصَرخَد والخَطيمِ وفي عِزازٍ / وَقائعَ هَزَّ مَشهَدها الأنامُ
وَلَو لَم تَعتَرِق وَتشم لَأَمسى / وأَصبَحَ لا عِراقَ ولا شَآمُ
وَيَومٌ بِالعُرَيْمَةِ كانَ حتْفاً / عَلى الإِشراكِ أَمقَرهُ العرامُ
لَقُوك كأنّ ما سَلّوهُ سَيحٌ / وَما اِعتَقلوهُ مِن خورٍ ثمامُ
وَهاب وقُورس وبِكفرِلاثا / ذَممتَ وَأَنت لِلجليّ ذمامُ
صَدمتَهمُ بِأرعَنَ مُرجحِنٍّ / كَأنَّ مَطارَ أنْسُره غمامُ
وَأيَّةُ لَيلَةٍ لَم تلفَ فيها / لَهم طَيفاً يَروعُ بِهِ مَنامُ
بِنورِ الدينِ أنشر كلُّ عَدلٍ / تَعَفَّت في الثّرى مِنهُ الرمامُ
وَعادَ الحَقُّ بَعدَ كَلالِ حدٍّ / حمىً مِن أَن تُراعَ لَهُ سُوامُ
تَألَّقَ عَدلُهُ وذَكت سُطاهُ / فَلا حَيفٌ يخافُ وَلا اِهتِضامُ
بَقاؤُكَ خَيرُ ما يَرجوهُ راجٍ / وَأَنفَعُ ما يُبَلّ بِهِ أُوامُ
وَجِئتَ بِأحمَدٍ فَمَلأتَ حَمداً
وَجِئتَ بِأحمَدٍ فَمَلأتَ حَمداً / مَوارِدَ كانَ مَعدنُها عَذابا
تَهَلَّلَ وَجهُ مُلْكِكَ يَومَ أَهدَت / قَوابِلُهُ لَكَ المُلكَ اللّبابا
شَبيهُكَ لا يُغادِرُ مِنكَ شَيئاً / سَناً وحَياً وَبَذلاً وَاِستِلاباً
قَسيم الحَمدِ إِلّا أَنّ حرفاً / مِن اِسمِكَ زادَ لِلمَعنى مَنابا
أَلا للَّهِ يَومٌ فَرَّ عَنْهُ / وَرَكْبٌ نَصَّ بِالبُشْرَى الرِّكابا
أَيَا سَيفاً أَعزَّ الدّينَ مِنهُ ال
أَيَا سَيفاً أَعزَّ الدّينَ مِنهُ ال / غِرارُ العَضْبُ وَالنَّومُ الغرارُ
مَلَأتَ جَوانِحَ الأَقطارِ رَجفاً / كَأنَّ الأَرضَ خامَرَهَا دُوارُ
عَلاكَ حلىً على الدُّنيا فَتاجٌ / بِمَفْرِقِها وفي يَدِها سِوارُ
أَضاءَت شَمسُ عَدلِكَ في دُجاها / فَكُلُّ زَمانٍ ساكَنَها نَهارُ
تُحَرِّقُ مَن عَصاكَ وَأَنتَ ماءٌ / وَتُغرِقُ مَن رَجاكَ وَأَنتَ نارُ
أَلا للَّهِ وَجهُكَ وَالمَنايا / مُكَحّلةٌ وَلِلبيضِ اِفْتِرارُ
هَتَكتَ حِجابَهُ وَالنَّصرُ غَيبٌ / وَلِلهَبواتِ طَيٌّ وَاِنتِشارُ
بِطَعنٍ لِلقُلوبِ بِهِ اِنتظامٌ / وَضَربٍ لِلرُؤوسِ بِهِ اِنتِشارُ
تُبادِرهُ كَأَنَّ المَوتَ غُتْمٌ / وَما مِن عادَةِ البَدرِ البِدارُ
أَنَخْتَ عَلى الصّليبِ مَطا صليبا / بِهِ مِن صَكِّ مَبركهِ هِدارُ
بِمشرَفَةِ المَناكِبِ مَقرباتٌ / لَهُنَّ بِمَتنِ كُلِّ وَغىً حِضارُ
جَبينٌ بِإنّب أنَّب العَناصي / وَإِضن وَلِلقَنا مِنها ثِمارُ
وفي هابٍ أَهَبْتَ بها فَجاءَت / كَما أَجلى مِنَ الكَسمِ الصّوارُ
وَكَم في فَجِّ حارِمَ مِن حَريمٍ / عَفَتهُ فَلا جَديرَ وَلا جِدارُ
وَأَنطاكِيَّةُ اِسْتَنَّتْ إِلَيها / فَأَجفَلَ خَيطُها وَلَهُ عِرارُ
وَصُبحٌ في عَزازَ بِها عزازٌ / فَأَمسى وَهوَ وَعْثٌ أَو خبارُ
يَشُقُّ بِها دُجا الغَمراتِ عَسفاً / جَوادٌ لا يُشَقُّ له غُبارُ
وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ
وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ / فَتَحصِرُ عَدَّهُ خُطَطُ الحِسابِ
أَجاشَ الأَربعاءُ لَهُمْ خَميساً / بَعيدُ الغورِ مُلتَطِمُ العُبابِ
وَأَحكِم بِالخَطيمِ لَهُم خِطاماً / أَمرَّ برِيمِهِ مُرَّ الضّرابِ
مَشَوْا مُتَسانِدينَ إِلى صَليبٍ / يُبَرْقِعُ هَبوَةَ الصمِّ الصِّلابِ
تَلُفُّهُمُ المَنايا في الثَّنايا / وَتَفجؤُهُمْ شعوبُ مِنَ الشَّعابِ
أَطاشَتْ سَهمَ كَبشِهِمُ هَناةٌ / فَكُنتَ ذُبابَ طائِشَةِ الذّبابِ
حَلَلتَ التّاجَ عَنْهُ وَحَلَّ تاجاً / مَكانَ العِقْدِ مِن عِقدِ الكِعابِ
أَنافَ عَلى العِقَابِ فَكانَ أَشْهَى / وَأَبهى مِنهُ في ظِلّ العِقابِ
فَأَشْرَف وَهوَ عَن شَرفٍ مَعوقٍ / وَأَصعَد وَهوَ غايَةُ الاِنصِبابِ
تُكاشِرُهُ الشَّوامِتُ وهوَ مُغْضٍ / ثَناهُ مُنَاهُ عَن رَجْعِ الجَوَابِ
بَعيداً عَن قِراعٍ وَاِقتِراعٍ / يَؤوبُ لَهُ إِلى يَومِ المَآبِ
وَكَم سَوطٍ بِخَيلِكَ أَقبلوه ال / صُدورَ فَكانَ سَوطاً مِن عَذابِ
تَركتَهُم بِأَرضِ الشّامِ شاماً / لِظُفْرٍ تَتّقيهِ أَو لِنَابِ
هَتكتَ حِجابهُ وَالشَّمسُ وَسْنَى / بِشَمسٍ لا تُوَارَى بالحجابِ
بِأَبيضَ مِن حَبِيكِ الهِندِ صافٍ / مَصُونِ المَتْنِ مُبتَذِلِ الذُّبابِ
لَهُ سِمَةُ الشّيوخِ صَفاءَ شَيبٍ / وَفي خَطَراتِهِ نَزَقُ الشّبابِ
أَلا يا ناظِرَ الدُّنيا بِعَيْنٍ / أَرَتْهُ عِلابَها خَدْع السّرابِ
تَبَطَّنَها فَطَلّقَها ثَلاثاً / عَلى عِزِّ التَمَلُّقِ والخِلابِ
فَلا يَأوي إِلى رَأيٍ شَعاعٍ / وَلا يثني إِلى أَمَلٍ خَرابِ
تَرَفَّعَ عَن مُجاوَزَةِ الأَماني / وَحَلَّقَ عَن مُحاضَرَةِ التّصابي
صَلاةُ اللَّهِ كُلَّ دُرورِ شَمسٍ / عَلى مَثْوَى أَبيكَ مِنَ التُرابِ
فَقَد أَلْقَى إِلى الإِسلامِ عَضْباً / يُطَبِّقُ في النّوائبِ غيرَ نابي
تَجِيشُ لَهُ رَوَاسٍ كَالرَّواسي / تُمدُّ لَها جِفانٌ كَالجَوابي
وَدَمشَقَ في دِمَشقَ رِجالُ سِلمٍ
وَدَمشَقَ في دِمَشقَ رِجالُ سِلمٍ / لِحُورِ نِسائِهم مِنهُم نِساءُ
هِيَ الفِرْدَوْسُ أَصبَحَ وهوَ عافٍ / مِنَ العالي وَمِن خالٍ خلاءُ
جِنانٌ تَعرِفُ الجَنَّات فيها / وَلا رَأيٌ هُناكَ وَلا رواءُ
لأَسمَح صَعبِها وَدَنَت قصاها / وَأَمكَنَك اِقتِيادٌ وَاِمتِطاءُ
وَيا نِعْمَ العَطاء عَطاءُ رَبٍّ / تَوَسَّطَهُ فَأَنشَطَهُ عَطاءُ
تَفاءَلَ بِاِسمِهِ فَالفَألُ وَعْدٌ / يَكونُ عَلى ظُباكَ بِهِ الوَفاءُ
هوَ السَّببُ الَّذي شَزرت قُواهُ / وَهَذَّبَهُ بِخِدمَتِكَ الصّفاءُ
وَسَيفٌ إِن تَشِمْهُ تَشِمْ حُسَاماً / وَإِنْ يُغْمَدْ فَنارٌ بَل ذكاءُ
جَنَتْهُ لَكَ السّعادَةُ قَطْفَ رَأيٍ / لِنَقبِ الخادِعيكَ بِهِ هناءُ
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ
كَسا الحَرَمينِ لبسَةَ عَبد شَمسٍ / وَهاشمَ غُرَّتي نَسلِ الخَليلِ
وَلِلبَلَدِ الأَمينِ أَجدَّ أَمناً / تَكَنَّفَ مِثلهُ جَدَثَ الرّسولِ
عَشيتُم يا وُلاةَ الأَمرِ عَمّا / أُتيحَ لَهُ مِنَ الأَثرِ الجَميلِ
وَطارَ لَها وَأَشفَقتُم فَشدَّ ال / يَدينِ عَلى عُرى المَجدِ الأَثيلِ
بُيوتٌ بِالحِجازِ مُقدَّسات / رَماها الدَّهْرُ بِالخَطبِ الجَليلِ
وَكانَ أذَالَهُنَّ فَصابَ صَوناً / لِمَن آوَتْهُ مِن وَلَدِ البَتولِ
مَآثِرُ باقِياتٍ يَومَ يَجني ال / مَقال يَداه مِن ريفٍ وَنيلِ
بَرودُ الصّفحِ مُلتَهِبِ الحَواشي / مَهيبُ البَطشِ فَرّاسُ الدّخولِ