القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 17
أَصَحَّ اللَهُ جِسمَك ذو العَلاءِ
أَصَحَّ اللَهُ جِسمَك ذو العَلاءِ / وَأَعقَبكَ السَلامَةَ في الدَواءِ
وَأَبدَلَكَ الإِلهُ بِهِ صَلاحاً / وَعافِيَةً تُمَحِّقُ كُلَّ داءِ
وَأَلبَسَكَ المَليكُ رِداءَ عُمرٍ / عَلى الأَيّامِ مَمدودَ البَقاءِ
شَفاكَ اللَهُ طاوِيَ كُلِّ سقمِ / فإِنَّ العَيشَ في بِشرِ الشِفاءِ
فَقَد أُنزِلتَ مِن قَحطانَ بَيتاً / رَفيعَ السَمكِ مُتَّسِعَ الفناءِ
أَبَت غَفَلاتُ قَلبِكَ أَن تريحا
أَبَت غَفَلاتُ قَلبِكَ أَن تريحا / لِكَأسٍ ما تُفارِقُها صَبوحا
فَغضَّ عَنِ المَكارِمِ طَرفَ عَينٍ / إِلى اللَذّاتِ ذا شَوقٍ طَموحا
كَأَنَّكَ لا تَرى حَسَناً جَميلاً / بِعَينِكَ يا أَخي إِلّا قَبيحا
دَعَتكَ إِلى مَحاسِنِها المَعالي / فَلَم تَجِدِ المَعالي فيكَ روحا
أَمَجنونٌ فَلَيسَ عَلَيكَ عَتبٌ / وَلَست مُعاتِباً إِلّا صَحيحا
لَقَد قَرَعَت شَكاةُ أَبي عَلِيٍّ
لَقَد قَرَعَت شَكاةُ أَبي عَلِيٍّ / قُلوبَ مَعاشِرٍ كانَت صِحاحا
فَإِن يَدفَع لَنا الرَحمنُ عَنهُ / صُروفَ الدَهرِ وَالأَجَلَ المُتاحا
فَقَد أَمسى صَلاحُ أَبي عَلِيٍّ / لِأَهلِ الدينِ كُلِّهم صَلاحا
إِذا ما المَوتُ أَخطَأَهُ فَلَسنا / نُبالي المَوتَ حَيثُ غَدا وَراحا
مَرَرتُ عَلى عِظامِ أَبي زُبيدٍ
مَرَرتُ عَلى عِظامِ أَبي زُبيدٍ / وَقَد لاحَت بِبَلقَعَةٍ صَلودِ
وَكانَ لَهُ الوَليدُ نَديمَ صِدقٍ / فَنادَم قَبرُهُ قَبرَ الوَليدِ
أَنيسا ألفة ذَهَبَت فَأَمسَت / عِظامُهُما تَأَنَّسُ بِالصَعيدِ
وَما أَدري بِمَن تَبدَأُ المَنايا / بِأَحمَدَ أَو بِأَشجَعَ أَو يَزيدِ
قُصورُ الصالِحِيَّةِ كَالعَذارى
قُصورُ الصالِحِيَّةِ كَالعَذارى / لَبِسنَ ثِيابَهُنَّ لِيَومِ عُرسِ
مُطِلّاتٌ عَلى بَطنٍ كَسَتهُ / أَيادي الماءِ نَسجاً وَشيَ غَرسِ
إِذا ما الطَلُّ أَثَّرَ في ثَراهُ / تَنَفَّسَ نورُهُ مِن غَيرِ نَفسِ
تَعَبَّقُهُ السَماءُ بِصَبغِ وَرسٍ / وَتُصبحُهُ كُؤوسٌ غَيرُ شُمسِ
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ وَالرِباعُ
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ وَالرِباعُ / وَقيعانُ الأَراكَةِ وَالتِلاعُ
دِيارَ الحَيِّ ما لَكِ بَعدَ سَلمى / تَعَلّاكِ اِكتِئابٌ وَاِختِشاعُ
أَجارَ بِكِ الزَمانُ وَلا اِمتِناعٌ / لِما يَجني الزَمانُ وَلا دِفاعُ
وَما لَكِ يا طُلول دِيارِ سَلمى / جَوابُ مُسَلّمينَ وَلا اِستِماعُ
أَيَنصَرِمُ الزَمانُ وَلَم تَعودي / إِلى دُنياكِ أَيَّتُها البِقاعُ
بِها بَسطُ الغُيوثُ مُتَوارِث / كَما نَسَجَت يَمانِيَةٌ صَناعُ
إِذا نامَ الخَلِيُّ فَلا مَنام / يَطيفُ بِمُقلَتَيَّ وَلا اِضطجاعُ
وَكانَ القُربُ يوصِلُ لي سُروراً / فَفَرَّقَهُ ثَناءٌ وَاِنقِطاعُ
فَلَمّا أَن رَأَيتُ الصَفوَ كَدراً / وَفي العالي مِنَ العيشِ اِتِّضاعُ
بَعَثتُ العيسَ تُسرِعُ بِالفَيافي / قَوائِمُها المُقَوَّمَةُ السِراعُ
إِلى مَلكٍ يَدينُ المالُ مِنهُ / سَماحٌ لا يَطيفُ بِهِ اِمتِناعُ
لَهُ القدمُ الَّتي سَبَقَت سِواهُ / إِلى العَلياءِ وَالشَرَفِ اليَفاعُ
مُقَدّمُ كُلِّ ذي قُدمٍ وَمَجدٍ / وَطالَ لَهُ عَلى الأَبواعِ باعُ
مُجيرٍ حينَ لا يُرجى مُجيرٌ / وَمسطيعٍ لِما لا يُستَطاعُ
كَريمٍ في مَواقِعِ راحَتَيهِ / يَنالُ الريَّ وَالشَبعَ الجِياعُ
يَحوطُ وَدائِعَ الأَسرارِ مِنهُ / بِصَدرٍ فيهِ إِن ضاقوا اِتِّساعُ
إِذا اِلتَفَّت أَضالِعُهُ عَلَيهِ / فَلَيسَ عَلَيهِ لِلأُذنِ اِطِّلاعُ
وَمُضطَرِبِ الوِشاحِ لِمُقلَتَيهِ / عَلائِقُ ما لِوَصلَتِها اِنقِطاعُ
يُعَرِّضُ لي بِنَظرَة ذي دَلالٍ / يُريعُ بِمُقلَتَيهِ وَلا يُراعُ
لِحاظٌ لَيسَ تحجَبُ عَن قُلوبٍ / وَأَمرٌ في الَّذي يَهوى مُطاعُ
وَوُسعي ضَيِّقٌ عَنهُ وَمالي / وَضيقُ الأَمرِ يَتبَعُهُ اِتِّساعُ
وَتَعويلي عَلى مالِ اِبنِ يَحيى / إِلَيهِ حَنَّ شَوقي وِالنِزاعُ
وَثِقتُ بِجَعفَرٍ في كُلِّ خَطب / فَلا هلكٌ يُخافُ وَلا ضَياعُ
وَيَومٍ يَغمُرُ الأَيّامَ فَضلاً / لِأَفواهِ الحُروبِ بِهِ اِبتِلاعُ
حَلَبتُ بِهِ الحلوقَ دَماً نَجيعاً / بِحَيثُ يَدرُّ لِلحَلبِ النُخاعُ
نَزَعتَ مَلابِسَ العينِ السَوافي / وَقَد أَعيا المُلوكَ لَها اِنتِزاعُ
بِسَيفِكَ نَجعَة مِن كُلِّ عاصٍ / وَلِلفُقَراءِ مِن يَدِكَ اِنتِجاعُ
فَأَرضُ الشامِ خِصبٌ بَعدَ جَدبٍ / لَها مِن بَعدِ فُرقَتِها اِجتِماعُ
وَلَستُ بِخائِفٍ لِأَبي عَلي
وَلَستُ بِخائِفٍ لِأَبي عَلي / وَمَن خافَ الإِله فَلَن يَخافا
وُقوفاً بِالمَطيِّ وَلَو قَليلا
وُقوفاً بِالمَطيِّ وَلَو قَليلا / وَهَل فيما تَجودُ بِهِ قَليلُ
عَسى يُطفي الوَداعُ عَلَيكَ شَوقي / وَهَل يُطفي مِنَ الشَوقِ الغَليلُ
مَدَحناهُم فَلَم نُدرِك بِمَدحٍ
مَدَحناهُم فَلَم نُدرِك بِمَدحٍ / مَآثِرَهُم وَلَم نَترُك مَقالا
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً / وَضَمَّنَ قَلبَهُ أَلَما
فَأَصبَحَ بِالجَزيرَةِ لا / يَرى قَصداً وَلا أمَما
فَإِن تَردُد لَهُ الأَيّا / مُ شَملاً كانَ مُلتَئِما
فَلَن يَنفَكَّ بِالبَدرِ ال / لَذي يَهواهُ مُعتَصِماً
بِنَفسي مَن مَحاسِنُهُ / تُجِدُّ لِقَلبيَ السَقما
وَأَبهى الناسَ سالِفَةً / وَمُبتَسماً وُمُلتَزما
وَأَحسَنُ مَن يُرى عَيناً / وَجيداً واضِحاً وَفَما
كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا / تَبسَّمُ إِن هُوَ اِبتَسَما
وَأُشَبِّههُ وَأَظلمهُ / إِذا شَبَّهتُهُ الصَنَما
رَحَلنا اليَعملاتِ وَلَم / نَهَب خَفضاً وَلا أَكما
إِلى مَلكٍ أَنامِلُهُ / تُميتُ الهَمَّ وَالعَدَما
لَهُ شيمٌ مُجاوِزَةٌ / يُشايِعُ فَضلُهُ الشِيَما
أَتى البَلدَ الشامي في / لِباسِ الحَربِ مُستَلِما
فَكانَ بِغَيرِ حُكمِ الأَش / عَريِّ هُناكَ ما حُكما
أَذاقَ المَوتَ أَقواماً / بِظُلمِهِم وَما ظُلِما
وَقَوماً أَلبَسَتهُم را / حَتاهُ العَفوَ وَالنعَما
بِسَيفٍ يَخفِضُ النَجوى / وَجودٍ يَرفَعُ الهِمَما
أَماتَ اللُؤمَ نائِلُهُ / وَأَحيا الجودَ وَالكَرَما
وَما حَفِظ الحُقوقَ كَجَع / فَرَ أَحَدٌ وَلا الذِمَما
وَلا أَخطَت سَحائِبُ جو / دِهِ عَرَباً وَلا عَجَما
يُقَدِّمُ جَعفَر أنساً / عَلى أَصحابِهِ قَحما
وَحَقّ لَهُ يُقدِّمُهُ / عَلى رَغمِ الَّذي رغما
فَلَستَ تَرى لَهُ عَن شُك / رِهِ خرساً وَلا صَمَما
وَلا يُبدي لَهُ نُصحاً / يُخالِفُ غَيرَ ما كَتَما
إِذا أَخَذَت أَنامِلُهُ / تَبينُ فَضله القَلَما
وَحَسبُكَ مِن عَليمٍ يَت / تَقي الأَلفاظَ وَالكَلِما
تَطَأطَأَ كُلُّ مُرتَفَعٍ / مِنَ الكِتابِ إِذا نَجما
وَأَصبَحَ كُلُّ ذي عِلمٍ / يَرى أَنسابَهُ عَلما
سَريعٌ في تَيَقُّنِهِ / يُضيءُ بِرَأيِهِ الظُلَما
وَوقاّف لِذي شبهٍ / يَقولُ بِقَدرِ ما عَلِما
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ / نِظامٌ لَيسَ يَنقَطِعُ النِظامُ
بَكى ذاكَ الأَنامُ أَسىً وَوَجداً / وَسُرّ بِذا الَّذي قامَ الأَنامُ
مَضى الماضي وَكانَ لَنا قَواماً / وَهذا بَعدَ ذاكَ لَنا إِمامُ
إِمامانِ اِستَقَرَّ بِذا قَرارٌ / وَحَولَ ذاكَ فَاِختَرمَ الحمامُ
عَلى ذاكَ السَلامُ غَداةَ وَلّى / وَدامَ لِذا السَلامَةُ وَالسَلامُ
سِهامُ المَوتِ تَقصِدُ كُلَّ حَيٍّ / وَمَن ذا لَيسَ تَقصِدُهُ السِهامُ
أَميرُ المُؤمِنينَ ثَوى ضَريحاً / بِطوس فَلا يُحَسُّ وَلا يُرامُ
كَأَن لَم تَغنَ في الدُنيا وَتَغدو / إِلى أَبوابِهِ العَصبُ الكِرامُ
وَلَم يَنحَر بِمَكَّةَ يَومَ نَحرٍ / وَلَم يَبهَج بِهِ البَلَدُ الحَرامُ
وَلَم يَلقَ العَدُوُّ بِمُقرَباتِ / يَهيمُ أَمامَها جَيشٌ لهامُ
أَقولُ لِساكِنٍ قَبراً بِطوسٍ / سَقاكَ وَلا سَقى طوسَ الغَمامُ
لا ظُلمَ كُلِّ ذي نورٍ وَلكِن / بِوَجهِ مُحَمَّد كُشِفَ الظَلامُ
وَلَولا مُلكِه إِذ غِبتَ عَنّا / لَما ساغَ الشَرابُ وَلا الطَعامُ
فَقَد حَيَّ الحَلالُ بِهِ فَدَرَّت / لَنا التَقوى وَماتَ بِهِ الحَرامُ
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ / وَإِن بَعُدَ الملامُ فَلا ملامُ
عَلى قَبرٍ بِهِ أَشلاء بَدرٍ / أُصيبَ بِهِ مِنَ الشَرفِ السَنامُ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ وَخَبِّراني / بِحَيثُ القَبرُ وَالمُلكُ اللِهامُ
صَلاةُ اللَهِ رَبّكُما وَرَبّي / عَلى قَبرٍ بِهِ تِلكَ العِظامُ
بِمَصرَعِ أَحمَدٍ عزَّ الأَعادي / وَذلَّ الرُمحُ وَالسَيفُ الحُسامُ
فَلَم أَرَ مِثلَ أَحمَدَ يَومَ وَلّى / حَمامٌ نالَ مُهجَتَهُ الحمامُ
عَلَيكَ وَلا عَلى جَرجانَ مني / سَلامُ اللَهِ ما بَقيَ السَلامُ
أَقَمتَ بِغُربَةٍ في ظِلِّ دارٍ / يَطولُ بِها التَغَرُّب وَالمَقامُ
وَكُنّا ناظِريكَ بِكُلِّ فَجٍّ / كَما لِلغَيثِ يَنتَظِرُ الغَمامُ
أَبَعدَكَ تُتّقى نوبُ اللَيالي / لَقَد صَغُرَت بِكَ النَكب العِظامُ
عَزيزُ بَني سليم أَقصَدَتهُ / سِهامُ المَوتِ وَهيَ لَهُ سِهامُ
أَمُفسِدَةٌ سُعادُ عَلَيَّ ديني
أَمُفسِدَةٌ سُعادُ عَلَيَّ ديني / وَلائِمَتي عَلى طولِ الحَنينِ
وَما تَدري سُعادُ إِذا تَخَلَّت / مِنَ الأَشجانِ كَيفَ أَخو الشُجونِ
تَنامُ وَلا أَنامُ لِطولِ حُزني / وَأَينَ أَخو السُرورِ مِنَ الحَزينِ
لَقَد راعَتكَ عِندَ قَطينِ سُعدى / رَواحِلَ غادِياتٍ بِالقطينِ
كَأَنَّ دُموعَ عَيني يَومَ بانوا / جَداوِلَ مِن ذُرى وَشلٍ مَعينِ
لَقَد هَزَّت سِنانَ القَولِ مِنّي / رِجالُ وَقيعَةٍ لَم يَعرِفوني
هُم جازوا حِجابَكَ يا اِبنَ يَحيى / فَقالوا بالَّذي يَهوونَ دوني
أَطافوا بي لَدَيكَ وَغِبتُ عَنهُم / وَلَو أَدنَيتَني لَتَجَنَّبوني
وَقَد شَهِدَت عُيونُهُم فَقالَت / عَلى وَغيبت عَنهُم عُيوني
وَلَمّا أَن كَتَبتُ بِما أَرادوا / تَدرَّع كُلُّ ذي غَمرٍ دَفينِ
كَفَفتُ عَنِ المقاتِلِ بادِياتٍ / وَقَد هَيَّأت صَخرَةَ مَنجَنونِ
وَلَو أَرسَلتها دَمَغَت رِجالاً / وَصالَت في الأَحِشَّةِ وَالشُؤونِ
وَكُنتُ إِذا هَزَزت حُسام قَولٍ / قَطَعَت بَحجة عَلق الوَتينِ
لَعَلَّ الدَهرَ يُطلِقُ مِن لِساني / لَهُم يَوماً وَيَبسُطُ مِن يَميني
فَأَقضي دَينَهم بِوَفاءِ قَولٍ / وَأثقلهُم لِصِدقي بِالدُيونِ
وَقَد عَلِموا جَميعاً أَنَّ قَولي / قَريبٌ حينَ أَدعوهُ يَجيني
وَكُنتُ إِذا هَجَوتُ رَئيسَ قَومٍ / وَسَمتُ عَلى الذؤابَةِ وَالجَبينِ
بِخَطٍّ مِثلَ حَرقِ النارِ باقٍ / يَلوحُ عَلى الحَواجِبِ وَالعُيونِ
أَمائِلَةٌ بِوُدِّكَ يا اِبنَ يَحيى / رِجالاتٌ ذَوو ضَغنٍ كَمينِ
يَشيمونَ السُيوفَ إِذا رَأَوني / وَإِن وَلَّيتُ سُلَّتُ مِن جُفونِ
وَلَو كُشِفَت سَرائِرُنا جَميعاً / عَلِمتُ مِنَ البَريءُ مِنَ الظَنينِ
عَلامَ وَأَنتَ تَعرِفُ نُصحَ حُبّي / وَأَخذي مِنكَ بِالسَبَبِ المَتينِ
وَعَسفي كُلَّ مهمَهَةٍ خلاءٍ / إِلَيكَ بِكُلِّ يَعملَةٍ أَمونِ
وَإِحيائي الدُجى لَكَ بِالقَوافي / أُقيمُ صُدورَهُنَّ عَلى المُتونِ
وَإِيصالي إِلى أَقصى صلاتي / بِمَكَّةَ بَينَ زَمزَمِ وَالحجونِ
تُقرِّبُ مِنكَ أَعدائي وَأَنأَى / وَتُجلِسُ مَجلِسي مَن لا يَليني
وَلَو عايَنتَ نَفسَكَ في مَكاني / إِذَن لَنَزَلتُ عِندَكَ بِاليَمينِ
وَلكِنَّ الشُكوكَ نَأَينَ عَنّي / بِوُدِّكَ وَالمَصيرُ إِلى اليَقينِ
وَإِن أَنصَفتَني أَحرَقتُ مِنهُم / بِنُضجِ الكَيِّ أَثباجَ البُطونِ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينُ
بِأَكنافِ الحِجازِ هَوىً دَفينُ / يُؤَرِّقُني إِذا هَدَتِ العُيونُ
أَحنُّ إِلى الحِجازِ حَنينَ إِلفٍ / قَرينِ الحُبِّ فارَقَهُ القَرينُ
وَأَبكي حينَ تَرقُدُ كُلُّ عَينٍ / بُكاءً بَينَ زَفرَتِهِ أَنينُ
أَمَرَّ عَلى طَبيبِ العيسِ نَأيٌ / خَلوج بِالهَوى الأَدنى شَطونُ
فَإِن بَعُدَ الهَوى وَبَعدتُ عَنهُ / وَفي بُعدِ الهَوى تَبدو الشُجونُ
فأعذَرُ مِن رَأَيتُ عَلى بُكاءٍ / غَريبٌ عَن أَحِبَّتِهِ حَزينُ
يَموتُ الصَبُّ وَالكِتمانُ عَنهُ / إِذا حَسُنَ التَذَكُّرُ وَالحَنينُ
وَظاعِنَة بِقَلبِكَ يَومَ وَلَّت / لَها بِشَر يَلينُ وَلا تَلينُ
إِذا قَطَعَت مِنَ الصَمانِ سهباً / تَمَطّى بَعدَهُ سَهبٌ بَطينُ
أُجاذِبُها النَجاءَ بِكُلِّ حَرفٍ / أَمونٍ في تَسَرُّعِها جنونُ
وَما نَشَرَ البِلاد وَلا طَواها / كَرعبلَةٍ يَضيقُ بِها الوَتينُ
فَقُل لِلعَبدِ يَعصي جانِبَيهِ / إِذا أَعطَتكَ طاعَتها الأَمونُ
إِلَيكَ خَبَطنَ أَرضَ الدوّ عِشقاً / وَأَنتَ لِكُلِّ خابِطَةٍ ضَمينُ
وَما بَعُدَت بِلادٌ أَنتَ فيها / وَلا كَذَبَت مُؤمِّلكَ الظُنونُ
وَما نالَ الغِنى مَن لَم تَنُلهُ / شمالٌ مِن عَطائِكَ أَو يَمينُ
إِذا غابَ اِبنُ يَحيى عَن بِلادٍ / فَلَيسَ عَلى الزَمانِ بِها مُعينُ
يَقيهِ لَدى الحُروبِ حُسامُ حَتفٍ / أَعارَتهُ جَسارَتَها المَنونُ
أَنيسٌ حينَ يغمِدُهُ وَوَحشٌ / إِذا لاقَت مَضارِبَها الشُؤونُ
حِياضُ البَرمَكيّ عذابُ وردٍ / تَفيضُ لَها بِنائِلِهِ عُيونُ
إِذا ما جاءَها وَفدٌ خَميصٌ / تَرَوَّحَ وَهوَ مُمتَلئٌ بَطينُ
يُهينُ المالَ أَقوامٌ كِرامٌ / وَمالُ الباخِلينَ لَهُم مُهينُ
وَما يُفني الكَريمَ فَناءُ مالٍ / وَلا يَبقى لِما يُبقي الضَنينُ
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ / لَقَد قَرَّت بِصِحَّتِكَ العُيونُ
يَبيتُ مِنَ الحِذارِ بَنو سُليمٍ / عَلَيكَ وَكُلُّهُم وَجِلٌ حَزينُ
وَحُقَّ لَها بِأَن تَخشى المَنايا / عَلَيكَ وَأَنتَ مَنكِبُها اليَمينُ
فَأَنتَ لَها إِذا خانَت مُلوكٌ / وَفِيٌّ بِالزَمانِ لَها أَمينُ
وَسَيفُكَ فيهِ يَختَرِقُ المَنايا / وَبَحرُ نداكَ مَورودٌ مَعينُ
وَلَو فَقَدَتكَ قيسٌ يا فَتاها / إِذاً لَتَضَعضَعَت مِنها المُتونُ
وَلَو أَنَّ المَنونَ بَدَت لِقيسٍ / لَما نالَتكَ أَو تَفنى المَنونُ
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى / إِلَيَّ مِنَ الثَراءِ مَعَ الهَوانِ
وَماذا تَبلُغُ الأَيّامُ مِنّي / بِرَيبِ صُروفِها وَمَعي لِساني
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ / إِذا ما نابهُ الخَطبُ الكَبيرُ
وَأَحزَمُ ما يَكونُ الدَهرَ رَأياً / إِذا عي المُشاوِرُ وَالمُثيرُ
وَصَدرٌ فيهِ لِلهَمِّ اِتِّساعٌ / إِذا ضاقَت بِما تَحوي الصُدورُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025