القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : سِبْط ابن التَّعاويذي الكل
المجموع : 23
أَيا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن
أَيا مَولايَ مَجدَ الدينِ يا مَن / إِلَيهِ وَمنهُ بَثّي وَاِشتِكائي
دَعَوتُكَ مُستَجيراً مِن زَماني / بِجودِ يدَيكَ فَاِصغُ إِلى دُعائي
أَتَنساني وَأَنتَ كَفيلُ رِزقي / وَعِندَكَ إِن مَرِضتُ شِفاءُ دائي
وَرَأيُكَ عُدَّتي لِغَدي وَيومي / وَذَخري في الشَدائِدِ وَالرَخاءِ
فَيا مَولايَ هَل حُدِّثتَ عَنّي / بِأَنّي مِن مَلائِكَةِ السَماءِ
وَأَنَّ وَظائِفَ التَسبيحِ قوتي / وَما أَحيا عَليهِ مِنَ الدُعاءِ
وَأَنّي قَد غَنيتُ عَنِ الطَعامِ ال / لَذي هُوَ مِن ضَروراتِ البَقاءِ
وَهَل في الناسِ لَو أَنصَفتَ خَلقٌ / يَعيشُ كَما أَعيشُ مِنَ الهَواءِ
فَلا في جُملَةِ الأَحرارِ أُدعى / وَلا بَينَ العَبيدِ وَلا الإِماءِ
وَلا أُقصى كَما تُقصى الأَعادي / وَلا أُدنى دُنُوَّ الأَولِياءِ
فَلا يُجرونَ ذِكري في رُسومِ ال / صِلاتِ وَلا دَساتيرِ العَطاءِ
فَلا في هَؤُلاءِ إِذا سَمَحتُم / تَعُدُّني وَلا في هَوئلاءِ
مَتى أَحكَمتُ لي فيكُم رَجاءً / حَلَلتُم بِالإِياسِ عُرى رَجائي
أَلَم يَملَأ بَسيطَ الأَرضِ مَدحي / وَأَقطارَ السَماءِ لَكُم دُعاءِ
أَلَم أَنظِم لَكُم دُرَرَ المَعاني / أَلَم أَنسُج لَكُم حُلَلَ الثَناءِ
وَهَل أَحَدٌ يَقومُ لَكُم مَقامي / وَيُغني في مَديحِكُمُ غِناءِ
مَتى تَجني يَدي ثَمَرَ إِمتِداحٍ / سَقَيتُ غُروسَهُ ماءَ الوَلاءِ
وَلَولا خِسَّةُ الأَيّامِ كانَت / تُباعُ عُلوقُ شِعري بِالغَلاءِ
أَما لي فيكُمُ إِلّا عَناءٌ / مُضافٌ لِلشَقاءِ إِلى غَناءِ
وَأَثقالٌ أَهُدُّ بِهِنَّ ظَهري / لَقَد عَرَّضتُ نَفسي لِلبَلاءِ
سَعيتُ إِلى الغِنى وَجَهَدتُ نَفسي / فَلَم أَحصُل عَلى غَيرِ العَناءِ
فَزالَت راحَةُ الفُقَراءِ عَنّي / وَلَم أَظفَر بِعيشِ الأَغنِياءِ
سَحابُ الجودِ هامي الوَدقِ ساكِب
سَحابُ الجودِ هامي الوَدقِ ساكِب / وَظِلُّ الأَمنِ مُمتَدُّ الجَوانِب
وَعودُ الفَضلِ فَينانٌ وَوَردُ ال / مَكارِمِ وَالنَدى عَذبُ المَشارِب
بِسَيِّدَةِ الحَواضِرِ وَالبَوادي / وَمالِكَةِ المَشارِقِ وَالمَغارِب
بِسَيِّدَةِ النِساءِ وَلا أُحاشي / وَخيرِ العالَمينَ وَلا أُراقِب
بِمَن أَمسى لَها الإِحسانُ دَئباً / وَإِسداءُ العَوارِفِ وَالمَواهِب
بِمَن مَدَّت عَلى الثَقَلينِ ظِلّاً / ظَليلاً لَم تُلِمَّ بِهِ النَوائِب
لِيَهنِ الدَينَ وَالدُنيا جَميعاً / وَأَهلَ الأَرضِ مِن ماشٍ وَراكِب
سَلامَةُ مَن زِنادُ الجودِ وارٍ / بِصِحَّتِها وَنَجمُ العَدلِ ثاقِب
فَيا كَهفَ الأَرامِلِ وَاليَتامى / وَيا بَحرَ العَطايا وَالرَغائِب
وَيا نَجماً يُضيءُ لِكُلِّ سارٍ / وَصَوبَ حَياً يَجودُ لِكُلِّ طالِب
وَمَلجَأَ كُلِّ مَلهوفٍ طَريدٍ / إِذا ضاقَت عَلى الناسِ المَذاهِب
وَيا مَن تَخلُفُ الأَنواءَ جوداً / إِذا ضَنَّت بِدِرَّتِها السَحائِب
وَمَن يَسمو تُرابَ اكأَرضِ تيهاً / لِوَطأَتِها عَلى الشُهبِ الثَواقِب
لَقَد حَسُنَت بِكَ الدُنيا وَراقَت / وَكانَت قَبلُ لا تَصفو لِشارِب
إِذا عوفيتِ عوفي الخَلقُ طُرّاً / وَأَمسوا سالِمينَ مِنَ المَعاطِب
وَعادَ المُلكُ مُبتَهِجاً وَأَمسَت / فُروعُ عُلاهُ سامِيَةَ الذَوائِب
فَلا وَنَتِ البَشائِرُ وَالتَهاني / إِلى أَبوابِها تُزجي الرَكائِب
وَلا بَرَحَ البَقاءُ لَهُ مُطافٌ / بِسُدَّةِ مُلكِها مِن كُلِّ جانِب
وَأَلبَسَها النَعيمُ لِباسَ عِزٍّ / عَلى أَيّامِها ضافي المَساحِب
بِإِقبالٍ تُجَدِّدُهُ اللَيالي / لِدَولَتِها وَتَخدِمُهُ الكَواكِب
وَجَدٍّ يَخفِضُ الحُسّادَ عالٍ / وَنَصرٍ يَقهَرُ الأَعداءَ غالِب
أَيَطمَعُ أَن يُساجِلَكَ السَحابُ
أَيَطمَعُ أَن يُساجِلَكَ السَحابُ / وَهَل في الفَرقِ بَينَكُما اِرتِيابُ
إِذا رَوّى الشِعابَ فَأَنتَ تَروى ال / شُعوبُ بِجودِ كَفِّكَ وَالشِعابُ
يُقِرُّ لَكَ الحَواضِرُ وَالبَوادي / وَيَشكُرُكَ المَحاني وَالهِضابُ
وَأَنواءُ الغِمامِ تَجودُ غَبّاً / وَجودُكَ لا يَغِبُّ لَهُ اِنسِكابُ
وَجارُكَ لا تُرَوِّعُهُ اللَيالي / وَسَرحُكَ لا يَطورُ بِهِ الذُيابُ
إِذا دُعِيَت نَزالِ فَأَنتَ لَيثُ ال / شَرى وَإِذا دَجا خَطبٌ شِهابُ
فَما تَنفَكُّ في حَربٍ وَسِلمٍ / تَذِلُّ لِعِزِّ سَطوتِكَ الرِقابُ
تُظِلُّكَ أَو تُقِلُّكَ سابِقاتٍ / هَوادي الطَيرِ وَالجُردُ العِرابُ
فَيَوماً لِلجِيادِ مُسَوَّماتٍ / عَلى صَهَواتِها الإُِسدُ الغِضابُ
وَيَوماً لِلحَمامِ مُرجَّلاتٍ / عَلى وَجهِ السَماءِ لَها نِقابُ
خِفافٌ في مَراسِلِها شِدادٌ / عَلى ضَعفِ الرِياحِ بِها صِلابُ
لَها مِن كُلِّ مَهلِكَةٍ نَجاءٌ / وَكُلِّ تَنوفَةٍ قَذفٍ إِيابُ
إِذا أَوفَت عَلى أَرضٍ طَوَتها / عَواشِرُها كَما يُطوى الكِتابُ
كَأَنَّ جَوائِزَ الغاياتِ مِنها / عَلى أَكتافِها ذَهَبٌ مُذابُ
تَنالُ بِجَدِّكَ الطَلَباتِ حَتماً / فَليسَ يَفوتُها مِنها طِلابُ
وَتَصدُرُ عَن مَراحِلِها سِراعاً / كَما يَنقَضُّ لِلرَجمِ الشِهابُ
تَخوضُ دِماءَ أَفئِدَةِ الأَعادي / فَمِنهُ عَلى مَعاصِمِها خِضابُ
كَأَنَّكَ مُقسِمٌ في كُلِّ أَمرٍ / مَرومٍ أَن يَلينَ لَكَ الصِعابُ
يُحَصِنُها ذُرىً شَمّاءُ يَعنو / لَها القُلَلُ الشَوامِخُ وَالهِضابُ
سَمَت أَبراجُها شَرَفاً فَأَمسى / إِلى فَلَكِ البُرُجِ لَها اِنتِسابُ
وَأَجرَيَت العَطاءَ بِها فَأَضحى / لِجودِكَ في نَواحيها عُبابُ
فَتَحسُدُها النُجومُ عُلاً وِفَخراً / وَيَحسُدُ كَفَّ بانيها السَحابُ
إِذا نَهَضَ الحَمامُ بِها فَدونَ / الغَزالَةِمِن خَوافيها حِجابُ
سَواجِعُ يَنتَظِمنَ مُغَرِّداتٍ / حِفافَيها كَما اِنتَظَمَ السَحابُ
كَأَنَّ آعالي الشُرُفاتِ مِنها / غُصونُ أَراكَةٍ خُضرٌ رِطابُ
إِذا خافَت بُغاثُ الطَيرِ يَوماً / كَواسِرَها يِخَوِّفُها العُقابُ
فِداؤُكَ كُلُّ نِكسٍ لا عِقابٌ / لِمُجتَرِمٍ لَديهِ وَلا ثَوابُ
قَصيرِ الباعِ لا جودٌ يُرجىَّ / بِمَجلِسِهِ وَلا بَأسٌ يُهابُ
تُسالِمُ مَن يُحارِبُهُ المَنايا / وَتَرحَمُ مَن يُؤَمِّلُهُ السَرابُ
بَعَثتُ إِلَيكَ آمالاً عِطاشاً / كَما سيقَت إِلى الوِردِ الرِكابُ
عَدَلتُ بِهِنَّ عَن ثَمَدٍ أُجاجٍ / إِلى بَحرٍ مَوارِدُهُ عِذابُ
يُطارِحُ جودُهُ شُكري فَمِنّي ال / ثَناءُ وَمِن مَواهِبِهِ الثَوابُ
فَتىً أَمسى لَهُ الإِحسانُ دَأباً / وَما لي غيرَ شُكرِ نَداهُ دابُ
لَهُ سِجلانِ مِن جودٍ وَبأسٍ / وَفي أَخلاقِهِ شُهدٌّ وَصابُ
فَذابِلُهُ وَوَابِلُهُ لِحَربٍ / وَجَدبٍ حينَ تَسأَلُهُ جَوابُ
يُريكَ إِذا اِنتَدا لَيثاً وَبَدراً / لَهُ مِن دَستِهِ فَلَكَ وَغابُ
دَعوتُكَ يا عِمادَ الدينِ لَمّا / أَضاعَتني العَشائِرُ وَالصَحابُ
وَأَسلَّمَني الزَمانُ إِلى هُمومٍ / يَشيبُ لِحَملِ أَيسَرِها الغُرابُ
وَأَلجَأَني إِلى اِستِعطافِ جانٍ / أُعابِتُهُ فَيُغريهِ العِتابُ
صَوابي عِندَهُ خَطَأٌ فَمَن لي / بِخلٍ عِندَهُ خَطاي صَوابُ
إِلى كَم تَمضغُ الأَيّامُ لَحمي / وَيَعرُقُني لَها ظُفُرٌ وَنابُ
تُقارِعني خُطوبٌ صادِقاتٌ / وَتَخدَعُني مَواعيدٌ كِذابُ
فَكَيفَ رَضيتُ دارَ الهَونِ داراً / وَمِثلي لا يُرَوِّعُهُ اِغتِرابُ
مُقيماً لا تَخُبُّ بي المَطايا / وَلا تَخدي بِآمالي الرِكابُ
كَأَنَّ الأَرضَ ما اِتَسَعَت لِساعٍ / مَناكِبُها وَلا لِلرِزقِ بابُ
لَحى اللَهُ المَكاسِبَ وَالمَساعي / إِذا أَفضى إِلى الضَرَعِ اِكتِسابُ
أَفِق يا دَهرُ مِن إِدمانِ ظُلمي / وَإِعناتي فَقَد حَلِمَ الإِهابُ
مَتى اِستَطرَقتُ نائِبَةً فَعِندي / لَها صَبرٌ تَليدٌ وَاِحتِسابُ
تَنَوَّعَتِ المَصائِبُ وَالرَزايا / وَأَمري في تَقَلُّبِها عُجابُ
بِعادٌ وَاِقتِرابٌ وَاِجتِماعٌ / وَتَفريقٌ وَوَصلٌ وَاِجتِنابُ
وَكُلُّ رَزيَّةٍ مادام عِندي / أَبو نَصرٍ يَهونُ بِها المُصابُ
فَتىً في كَفِّهِ لِلذَبِّ عَنّي / حُسامٌ لا يُفَلُّ لَهُ ذُبابُ
خِضَمٌّ لا تُضَعضِعُهُ العَطايا / وَعَضبٌ لا يُثَلِّمُهُ الضِرابُ
لَهُ وَالسُحبُ مُخلِفَةٌ جِفانٌ / مُذَعذَعَةٌ وَأَفنِيَةٌ رِحابُ
فَدونَكَ مُحصِناتٍ مِن ثَنائي / نَواهِدَ لَم تُزَنَّ وَلا تُعابُ
ثَناءٍ مِثلِ أَنفاسِ الخُزامي / أَرَبَّ عَلى حَواشيهِ الرَبابُ
صَريحٌ لا يُخالِطُهُ رِياءٌ / بِمَدحٍ في سِواكَ وَلا اِرتِيابُ
تَزورُكَ في المَواسِمِ وَالتَهاني / بِمَدحِكَ غادَةٌ مِنها كِعابُ
أَلا أَبلِغ عِمادَ الدينِ عَنّي
أَلا أَبلِغ عِمادَ الدينِ عَنّي / وَقَبِّل عِندَ رُؤيَتِهِ التُرابا
وَصِف شَوقي وَأَهدِ لَهُ سَلامي / وَأَحسِن في الدُعاءِ لَهُ المَثابا
وَقُل يا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ نَفساً / وَآباءً وَأَرحَبَهُم رَحابا
بَعَثتُ أَبا الفُتوحِ إِلَيكَ فَاِجلِس / لَهُ وَاِرفَع لِمَقدَمِهِ الحِجابا
وَزِدهُ مِنكَ إِكراماً وَقُرباً / وَأورِدهُ خَلائِقَكَ العِذابا
وَراعِ حُقوقَ مُرسِلِهِ قَديماً / وَعَجِّل مَااِستَطَعتَ لَهُ الإِيابا
فَقَد وافاكَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ / وَقَد أَنضى الرَواحِلَ وَالرِكابا
فَإِنّي قَد بَعَثتُ بِهِ رَسولاً / إِلَيكَ وَقَد خَتَمتُ لَهُ الكِتابا
وَقَد وَكَّلتُهُ وَشَرَطتُ أَن لا / يُفارِقَ ساعَةً لِلحُكمِ بابا
وَتَأخُذ مِن كَمالِ الدينِ عَهداً / بِأَنَّكَ في الحُكومَةِ لا تُحابى
إِلى أَن يَستَقِصَّ جَميعَ دَيني / وَيَستَوفيهِ عَيناً أَو ثِياباً
وَها أَنا قَد ضَمَمتُ عَلى رَجاءٍ / يَدي وَجَلَستُ أَرتَقِبُ الجَوابا
لِأَنظُرَ ما يَكونُ مآلَ أَمري / أَأَخطَأَ فيهِ ظَنّي أَم أَصابا
فَإِمّا أَن أُضَمِّنَ فيكَ شعري / ثَناءً أَو أُضَمِّنَهُ عِتابا
أَدِر كَأسَ المُدامِ عَلَيَّ صِرفاً
أَدِر كَأسَ المُدامِ عَلَيَّ صِرفاً / وَلا تُفسِد كُؤوسَكَ بِالمِزاجِ
فَقَد حانَ الصَبوحُ وَحَنَّ قَلبي / إِلى عَذراءَ تَرقُصُ في الزُجاجِ
وَدونَكَ فَاِقتَبِس بِالرَطلِ مِنها / سَناً يُغنيكَ عَن ضَوءِ السِراجِ
فَهاذا الديكُ مِن طَرَبٍ يُنادي / وَيَخطُرُ بَينَ إِكليلٍ وَتاجِ
وَدَعني وَالصَلاةَ إِذا تَدانَت / فَلَيسَ عَلى خَرابٍ مِن خَراجِ
أَلا يا اِبنَ الحَصينِ جَمَعتَ نَفساً
أَلا يا اِبنَ الحَصينِ جَمَعتَ نَفساً / مُذَمَّمَةً إِلى خُلُقٍ قَبيحِ
وَكُنتَ تُعابُ قِدماً بِالوَدادِ ال / مَشوبِ فَجِئتَ بِاللُؤمِ الطَريحِ
هَجَمتَ عَلى حِمى مالٍ مَصونٍ / بِذِمَّةِ مُستَحِلٍ مُستَبيحِ
عَلى مالٍ تَجَمَّعَ مِن جَوادٍ / سَخِيِّ الراحَتَينِ وَمِن شَحيحِ
فَكَم فيما أَغرَت عَلَيَّ مِنهُ / لَحاكَ اللَهُ مِن وَجهٍ صَبيحِ
وَكَم غادَرتَ بِالوُزَراءِ لَمّا / نَوَيتَ الغَدرَ مِن قَلبٍ قَريحِ
يَحِنُّ إِلَيكَ لا طَرَباً وَشَوقاً / إِلى لُقياكَ ياوَجهَ الصَبوحِ
تَعُدُّ الغَدرَ دَأباً في الوَضيِّ ال / ميلِ فَكيفَ في الجَهمِ القَبيحِ
لَقَد أَصبَحتَ أَكذَبَ مِن سَجاحٍ / فَلَيتَكَ كُنتَ ذا خُلُقٍ صَحيحِ
أَغَرتَ عَلى مُغيرٍ بِالقَوافي / وَجَوَّزتَ اِستِماحَةَ مُستَميحِ
وَبِعتَ دَريسَ عِرضِكَ مُستَهيناً / بِهِ وَنَجَوت بِالثَمَنِ الرَبيحِ
وَلَم تَنظُر لِنَفسِكَ في صَلاحٍ / وَلا أَرعَيتَ سَمعَكَ لِلنَصيحِ
وَلَيتَكَ لَم تُعَرِّضها لِذَمٍّ / إِذا كانَت تَقِلُّ عَنِ المَديحِ
بَغى يا اِبنَ الخَطيبِ عَليكَ قَومٌ
بَغى يا اِبنَ الخَطيبِ عَليكَ قَومٌ / بَغوا تَكليفَ كَفَّيكَ السَماحَه
فَأَنتَ أَقَلُّ قَدراً أَن تُرَجّى / لِحُرٍّ أَو تُمَخَّضَ مِنكَ راحَه
نَزَعتَ إِلى كِشاحِيَةٍ لِئامٍ / لَهُم في الناسِ أَعراضٌ مُطاحَه
قَبيلٌ لا يُقادُ لَهُ قَتلٌ / وَلا يَأسو الجِراحَ لَهُم جِراحَه
وَأُمٌّ لَم يُحَصِّنَها حَصاناً / أَبوكَ فَأَفرَخَتكَ عَلى الإِباحَه
أَتَت بِكَ أَثقَلَ الثَقَلينِ روحاً / وَأَبخَلَهُم بِما مَلَكَتهُ راحَه
حَوَيتُ لِحامِلي شَرَفاً وَفَخراً
حَوَيتُ لِحامِلي شَرَفاً وَفَخراً / تُقِرُّ بِهِ الأَسِنَّةُ وَالصِفاحُ
تَرَفَّقَ في الدَمِ المَحظورِ عَمداً / وَلا قَوَدٌ عَليهِ وَلا جُناحُ
عَليلُ الشَوقِ فيكِ مَتى يَصِحُّ
عَليلُ الشَوقِ فيكِ مَتى يَصِحُّ / وَسَكرانٌ بِحُبِّكِ كَيفَ يَصحو
وَأَبعَدُ ما يُرامُ لَهُ شِفاءٌ / فُؤادٌ فيهِ مِن عَينَيكِ جُرحُ
فَبَينَ القَلبِ وَالسُلوانِ حَربٌ / وَبَينَ الجَفنِ وَالعَبَراتِ صُلحُ
مَزَحتَ بِحُبِّكُم يا قَلبُ جَهلاً / وَكَم جَلَبَ الهَوانُ عَليكَ مَزحُ
وَقالوا قَد جُنِنتَ بِها وَظَنَّ ال / عَواذِل فيكِ أَنَّ اللَومَ نُصحُ
وَما بي مِن جُنونٍ غَيرَ أَنّي / أَحِنُّ هَوىً بِقَلبي مِنهُ بَرحُ
وَلَمّا فَلَّ جَيشَ الشَوقِ صَبري / وَعادَ رَذاذُ دَمعي وَهوَ سَحُّ
وَلَم أَملِك إِلى الشَكوى سَبيلاً / كَتَبتُ إِلَيكَ وَالعَبَراتُ تَمحو
وَلولا الشَوقُ لَم يَسفَح دُموعي / لِدارِكِ مِن لَوى العَلَمينِ سَفحُ
وَلولا جودُ قَيمازَ المُرَجّى / نَداهُ ما زَكى في الناسِ مَدحُ
وَخابَ ذَوو الرَجاءِ فَلَم يُقارِن / بَني الآمالِ في الحاجاتِ نُجحُ
فَتىً سَمُحَت بِهِ أَيّامُ دَهرٍ / بَخيلٍ أَن يُرى في الناسِ سَمحُ
مُجيرٌ لا يُضامُ لَديهِ جارٌ / وَراعٍ لا يُراعُ لَدَيهِ سَرحُ
فَلِلعافينَ إِعطاءٌ وَبِشرٌ / وَلِلجانينَ إِغضاءٌ وَصَفحُ
إِلَيكَ مُجاهِدَ الدينِ اِستَقامَت / بِنا ميلٌ مِنَ الآمالِ طِلحُ
إِذا أَمَّت سِواكَ عَلى ضَلالٍ / هَداها مِن نَسيمِ ثَراكَ نَفحُ
فَأَنتَ إِذا اِقشَعَرَّ العامُ غَيثٌ / وَأَنتَ إِذا اِدلَهَمَّ الخَطبُ صُبحُ
فِداكَ مُقَصِّرونَ عَنِ المَساعي / إِذا سَحَّت نَدا كَفَّيكَ شَحّوا
وُجوهُهُمُ إِذا سُئِلوا نَوالاً / مُعَبَّسَةٌ إِلى السُؤّالِ كُلحُ
يُعَدُّ البُخلُ في الحَسناءِ ذاماً / فَكَيفَ بِمَن لَهُ بُخلٌ وَقُبحُ
لَئِن سَمُحَت بِزَورَتِكَ اللَيالي / وَأَعهُدُها بِحاجاتي تَشُحُّ
لَأَغتَفِرَنَّ ما أَبقَتهُ عِندي / إِساءَتُهُنَّ وَالحَسَناتُ تَمحو
فَدونَكَ مُجمَلاً مِن وَصفِ حالي / إِذا لَم يُجدِ تَصريحٌ وَشَرحُ
أَتَتكَ بِهِ قَوافٍ مُحكَماتٌ / عِرابٌ حينَ أَنسِبُهُنَّ فُصحُ
خُلِقنا لِلشَقاوَةِ في زَمانٍ / تَساوى فيهِ تَقريظٌ وَقَدحُ
يُرى أَنَّ الخُمولَ لَديهِ نُبلٌ / وَنَيلٌ وَالسَلامَةَ فيهِ رِبحُ
فَكَيفَ يَفوزُ لِلفُضَلاءِ فيهِ وَقَد / وُرِيَت زِنادُ الفَضلِ قِدحُ
سَجايا أَهلِهِ غَدرٌ وَلُؤمٌ / لا عَهدٌ وَلا وَعدٌ يَصِجُّ
سَأَنفُضُ مِن جُدى البُخَلاءِ كَفّي / وَإِن لَم يُلفَ مِنهُ لَدَيَّ رَشحُ
وَأُمسي لِلقَناعَةِ حِلسَ بَيتي / إِذا لَم يُغنِني كَدٌّ وَكَدحُ
فَيا مَن بَحرُ نائِلِهِ عِذابٌ / مَوارِدُهُ وَماءُ الوَردِ مِلحُ
مَدَدتَ عَلى البِلادِ جَناحَ عَدلِ / فَعِش ما اِمتَدَّ لِلظَلماءِ جُنحُ
أَتَجزَعُ لِلفِراقِ وَهُم جِوارُ
أَتَجزَعُ لِلفِراقِ وَهُم جِوارُ / فَكَيفَ إِذا نَأَت بِهِمُ الدِيارُ
وَرُحتَ وَفي الهَوادِجِ مِنكَ قَلبٌ / يَسيرُ مَعَ الرَكائِبِ حَيثُ ساروا
وَقُطِّعَتِ المَواثِقُ مِن سُلَيمى / وَشَطَّ بِها وَجيرَتِها المَزارُ
وَأَضحَت لا يَزورُ لَها خَيالٌ / عَلى نَهي المُحِبِّ وَلا يُزارُ
فَيا لِلَّهِ ما تَنفَكُّ صَبّاً / يَشوقُكَ مَنزِلٌ أَقوى وَدارُ
تَحِنُّ إِذا بَدا بِالغَورِ وَهناً / وَميضٌ أَو أَضاءَت مِنهُ نارُ
سَقى اللَهُ العَقيقَ وَإِن شَجَتني / صَباباتٌ إِلَيهِ وَاِدِّكارُ
فَفي عُقُداتِ ذاكَ الرَملِ ظَبيٌ / نَفورٌ ما أَنِستَ بِهِ نَوارُ
يَصيدُ وَلا يُصادُ وَمُقلَتاهُ / تُصيبُ وَلا يُصابُ لَديهِ ثارُ
لَهُ خَصرٌ يَجولُ الحُقبُ فيهِ / وَأَردافٌ يَضيقُ بِها الإِزارُ
فَلا عَطفٌ لَديهِ وَلا وِصالٌ / وَلا جَلَدٌ لَديَّ وَلا اِصطِبارُ
فَيا لَمياءُ مَن لِقَتيلِ شَوقٍ / مُطاحٍ في الهَوى دَمُهُ جَبارُ
وَداءٍ لا يُصابُ لَهُ دَواءٌ / وَعانٍ لا يُفَكُّ لَهُ إِسارُ
أَميلُ إِذا اِدَّكَرتُ هَوىً وَشَوقاً / كَما مالَت بِشارِبِها العُقارُ
وَأَطرَبُ وَالمَشوقُ لَهُ اِنتِشاءٌ / إِذا ذُكِرَت لَياليهِ القِصارُ
وَلائِمَةٍ تَعيبُ عَلَيَّ فَقري / إِلَيكَ فَما لِباسُ الفَقرِ عارُ
وَما أَنا مَن يُرَوِّعُهُ اِغتِرابٌ / وَلا يَعتاقُهُ وَطَنٌ وَدارُ
وَلَكِنّي أَعُدُّ لَها اللَيالي / وَعِندَ بُلوغِها تَحلو الثِمارُ
وَلَستُ عَلى الخَصاصَةِ مُستَكيناً / فَيُعطِبَني لَدى اليُسرِ اليَسارُ
عَرَفتُ الدَهرَ عِرفاناً تَساوى / بِهِ عِندي ثَراءٌ وَاِفتِقارُ
أَمّا لِحَوامِلِ الآمالِ عِندي / نِتاجٌ وَهِيَ مُثقَلَةٌ عِشارُ
وَما لِلبَدرِ ما يَبدو لِعَيني / مَطالِعُهُ لَقَد طالَ السِرارُ
أَما مَلَّت مَرابِطَها المَذاكي / أَما سَئِمَت حَمائِلَها الشِفارُ
أَما ظَمِئَت فَتَستَسقي بَناني / رِقاقُ البيضِ وَالأَسَلُ الحِرارُ
إِذا لَم تَبغِ مَجداً في شَبابٍ / أَتَطلُبُهُ وَقَد شابَ العِذارُ
عَلامَ تَأَسُّفي إِذ حُمَّ بَينٌ / وَلا قُربٌ يَسُرُّ وَلا جَوارُ
عَلى أَنّي وَإِن جَرَّدتُ عَزماً / وَقَلباً لا يُراعُ فَيُستَطارُ
وَجُبتُ الأَرضَ تَلفُظُني المَرامي / وَتُنكِرُني السَباسِبُ والقِفارُ
أُحاوِلُ مِثلَ مَجدِ الدينِ جاراً / بِهِ عِندَ الحَوادِثِ يُستَجارُ
وَأَندى راحَةً مِنهُ وَكَفّاً / وَقَد جَمِدَت مِنَ السَنَةِ القِطارُ
وَأمضى مُقدَماً في الرَوعِ مِنهُ / إِذا الأَبطالَ أَعجَلَها الفِرارُ
وَأَرحَبَ ساحَةً مِنهُ وَداراً / إِذا ضاقَت بِساكِنِها الدِيارُ
تَكَفَّلَ أَن يُري لِلأَرضِ جوداً / وَما كَفِلَت بِهِ السُحبُ الغِرارُ
وَأَقسَمَ ان يُذَمَّ مِنَ اللَيالي / فَما يَخشى الخُطوبَ لَديهِ جارُ
إِذا اِكتَحَلَت بِهِ الأَبصارُ أَغضَت / وَفيها مِن مَهابَتِهِ اِنكِسارُ
فَيُرجِعُها عَلى الأَعقابِ حَسرى / بِهُدّابِ الجُفونِ لَها عِثارُ
يَلينُ تَواضُعاً وَبِهِ اِعتِلاءٌ / وَيُعرِضُ صافِحاً وَلهُ اِقتِدارُ
إِذا أَمسى يُفاخِرُهُ بِمَجدٍ / طَريفُ المَجدِ لَيسَ لَهُ اِفتِخارُ
تَذُبُّ ذَخائِرُ الأَموالِ عَنهُ / وَيَخذُلُهُ الخَليقَةُ وَالنِجارُ
يُسَمّى ضَلَّةً بِالمُلكِ قَومٌ / سِواكَ وَذَلِكَ اِسمٌ مُستَعارُ
أَكُفُّهُمُ وَإِن بَذَلوا جُمودٌ / وَأَنفُسُهُم وَإِن كَرّوا صِغارُ
وَظَنّوا أَنَّهُم أَمسَوا مُلوكاً / وَهُم أَهلُ البَضائِعِ وَالتِجارُ
جَبينٌ لا يُضيءُ عَليهِ تاجٌ / وَكَفٌّ لا يَليقُ بِهِ السِوارُ
وَكَم مِن غارَةٍ شَعواءَ تُمسي / لَها في كُلِّ جارِحَةٍ أُوارُ
تَجيشُ بِها صُدورُ القَومِ حَتّى / تَكادُ تَطيرُ بَينَهُم الشِرارُ
إِذا حَسَرَ الكَمِيُّ بِها لِثاماً / غَدا وَلِثامُهُ النَقعُ المُثارُ
تَكادُ تَطيرُ مِن دَهشٍ قُلوبُ ال / فَوارِسِ لَو يَكونُ لَها مَطارُ
تَلَقّاها بِرَأيٍ غَيرِ نابٍ / وَعَزمٍ لا يُفَلُّ لَهُ غِرارُ
فَقادَ صِعابِها وَبِها جَماحٌ / وَأَخمَدَ نارَها وَلها اِستِعارُ
أَقائِدَها مُسَوَّمَةً عِراباً / شَوارِدَ لا يُشَقُّ لَها غُبارُ
أَلستَ مِنَ الَّذينَ لَهُم مُضاءٌ / إِذا نَبَتِ الصَوارِمُ وَالشِفارُ
إِذا شَهِدوا الوَغى فَهُمُ لُيوثٌ / وَإِن سُئِلوا النَدى فَهُمُ بِحارُ
وَإِن ضَنَّت غَوادي المُزنِ صابوا / حَيّاً وَإِذا دَجى خَطبٌ أَناروا
وَإِن أَومَوا إِلى غَرَضٍ بَعيدٍ / أَصابوهُ وَإِن شَهِدوا أَغاروا
وَتَثبُتُ في أَكُفِّهِمُ العَوالي / وَتَزلُقُ فَوقَها البِدرُ النِضارُ
لَهُم لُطفٌ عَلى الجاني رَحيبٌ / لَهُم عُرفٌ وَفي الخَمرِ الخُمارُ
وُجوهٌ كَالشُموسِ لَها ضِياءٌ / وَأَحسابٌ كَما اِتَضَحَ النَهارُ
وَأَحلامٌ إِذا الأَطوادُ طاشَت / رَسَت وَلَها السَكينَةُ وَالوَقارُ
هُمُ النَجمُ الَّذي إِن ضَلَّ سارٍ / هَداهُ بِنورِهِ وَهُمُ المَنارُ
يَدُلُّ عَليهِمُ بيضُ السَجايا / إِذا دَلَّت عَلى الكُرَماءِ نارُ
أَبا الفَرَجِ اِسِتَمَع مِنّي ثَناءً / لِغَيرِكَ لا يُباعُ وَلا يُعارُ
لَكُم نُظِمَت قَلائِدُهُ وَفيهِ / عَلى أَجيادِ غَيرِكُمُ نِفارُ
يَظَلُّ لَدى بُيوتِكُمُ وَيُمسي / بِها وَلَهُ طَوافٌ وَاِعتِمارُ
يَسيرُ إِلى نَوالِكُمُ وَفيهِ / عُدولٌ عَن سِواكُم وَاِزوِرارُ
قَوافٍ تَسحَرُ الأَلبابَ حَتّى / يُخالُ بِها فُتورٌ وَاِحوِرارُ
هِيَ البِكرُ الحَصانُ يَقِلُّ مَهراً / لَها غُرَرُ المَطافيلِ البِكارُ
بَقيتَ عَلى الزَمانِ بَقاءَ مَلكٍ / يَدورُ بِأَمرِكَ الفَلَكُ المُدارُ
تُطيعُكَ في تَصَرُّفِها اللَيالي / إِلَيكَ الحُكمُ فيها وَالخِيارُ
لَكَ العُمُرُ المَديدُ وَلِلأَعادي / وَإِن رَغَمَت أُنوفُهُمُ البَوارُ
لَدَينا يا اِبنَ إِسماعيلَ قِدرٌ
لَدَينا يا اِبنَ إِسماعيلَ قِدرٌ / تَفورُ وَقَهوَةٌ صِرفٌ تَدورُ
وَنَدمانٌ كَبُستانٍ نَضيرٍ / بَعيدٍ أَن يَكونَ لَهُ نَظيرُ
وَساقٍ كَالقَضيبِ الرَطبِ لاطٍ / حَشاهُ وَرِدفُهُ عالٍ وَثيرُ
وَمُحسِنَةُ الغِناءِ إِذا تَغَنَّت / حَسِبتَ الأَرضَ مِن طَرَبٍ تَسيرُ
وَنَحنُ إِذاً عَلى أَوفى سُرورٍ / وَإِن وافَيتَنا كَمِلَ السُرورُ
فَبادِر بِالسُرورِ عَلى اِقتِبالِ ال / نَهارِ فَيَومُنا يَومٌ مَطيرُ
وَقَد حُجِبَت سِراجُ الأُفقِ فيهِ / بِدُجنٍ دونَها مِنهُ سُتورُ
وَوَجهُ الجَوِّ أَربَدُ مُكفَهِرٌّ / وَوَجهُ الأَرضِ مُبتَسِمٌ نَضيرُ
وَبَينَهُما مُقارَعَةٌ وَحَربٌ / لَنا مِنها السَلامَةَ وَالحُبورُ
إِذا ما الرَعدُ زَمجَرَ خِلتَ أُسداً / غِضاباً في السَحابِ لَها زَئيرُ
فَإِن سَلَّت صَوارِمَها الغَوادي / أَفاضَ عَلَيها جَوشَنَها الغَديرُ
وَأَعطافُ الغُصونِ لَها نَشاطٌ / وَأَنفاسُ النَسيمِ لَها فُتورُ
وَأَزهارُ الرِياضِ لَها عُيونٌ / مُحَدَّقَةٌ إِلى الأَفاقِ صورُ
وَخَدُّ الوَردِ قَد أَضحى نَظيماً / عَليهِ لُؤلُؤُ الطَلِّ النَثيرُ
فَلا تُفسِد صَبوحَ أَخيكَ فيهِ / فَأَنتَ بِكُلِّ مَكرُمَةٍ جَديرُ
وَإِنّي يا أَبا حَسَنٍ مُشيرٌ / عَليكَ بِما عَلى نَفسي أُشيرُ
تَمَتَّع مِن شَبابِكَ وَاِغتَنِمهُ / فَعُمرُ نَضارَةِ الدُنيا قَصيرُ
وَلا تَترُك وَراءَكَ يَومَ لَهوٍ / فَلا تَدري إِلامَ غَداً تَصيرُ
وَعَدتَ بِأَن تُنَفِّذَ لي حَصيراً
وَعَدتَ بِأَن تُنَفِّذَ لي حَصيراً / وَهَل يَعِدُ الحَصيرَ سِوى الحَقيرِ
وَلَم تَفِ إِذ وَعَدتَ وَأَيُّ خَيرٍ / يُرَجّى مِن يَدي نَحسٍ فَقيرِ
فَلا تُمسِك يَدَيكَ عَليهِ ضَنّاً / فَكَم لَكَ في جَهَنَّمَ مِن حَصيرِ
سَقى صَوبُ الحَيا دِمَناً
سَقى صَوبُ الحَيا دِمَناً / بِجَرعاءِ اللِوى دُرَسا
وَزادَ مَحَلَّكِ المَأنو / سَ يا دارَ الهَوى أَنَسا
لَئِن دَرَسَت رُبوعُكِ فَال / هَوى العُذرِيُّ ما دَرَسا
بِنَفسي جيرَةٌ لَم يُب / قِ فيَّ فِراقُهُم نَفَسا
نَشَدتُ اللَهَ حادِيَهُم / فَما أَلوى وَلا حَبَسا
وَسارَ بِهِنَّ في الأَظعا / نِ حُوّاً كَالدُمى لُعُسا
تِخالُ هَوادِجاً رُفِعَت / عَلى ظَبياتِهِم كُنُسا
وَفي الغادينَ مائِسَةٌ / تُعيرُ البانَةَ المَيَسا
تُريكَ الظَبيَةَ الأَدما / لا حَمشاً وَلا خَنَسا
سِهامُ جُفونِها دونَ ال / مَراشِفِ تَمنَعُ اللَعَسا
عَسى الأَيّامُ تَسمَحُ لي / بِرَدِّ الظاعِنينَ عَسى
وَلَيلاتٍ سَرَقنا العَي / شِ مِن أَوقاتِها خُلَسا
فَيا لِلَّهِ ما أَشأَر / نَ عِندي مِن جَوىً وَأَسا
وَدَيرٍ قَد حَلَلتُ بِهِ / وَرَبُّ الدَيرِ قَد نَعَسا
فَقامَ إِلَيَّ مِن سِنَةِ ال / كَرى عَجلانَ مُقتَبِسا
كَأَنَّ بِهِ وَقَد عَقَلَ / الشَرابُ لِسانَهُ خَرَسا
وَجاءَ بِها كَأَنَّ الشَم / سَ في كاساتِها غَلَسا
فَلا ما كَستُهُ وَزناً / وَلا هُوَ كائِلاً بَخسا
عُقاراً مِثلَ ما شَعشَع / تَ في جُنحِ الدُجى قَبَسا
لَها أَرَجٌ كَما اِستَقبَل / تَ مِن رَوضِ الحِمى نَفَسا
كَأَنَّ ذَكِيَّ نَفحَتِها / خَلائِقُ سَيِّدِ الرُؤَسا
جَلالِ الدينِ وَالموفي / لِآمِلِهِ بِما اِلتَمَسا
إِذا غَرَسَت يَداهُ نَداً / سَقى بِالبِشرِ ما غَرَسا
وَلَو لَمَسَت يَداهُ صَفاً / لَأَعشَبَ مِنهُ ما لَمَسا
تَكَفَّلَ حينَ يَبسِمُ بِال / غِنى وَالمَوتِ إِن عَبَسا
وَأُقسِمُ أَنَّهُ ما خا / بَ راجيهِ وَما أَيَسا
وَلا عَشَرَ المُؤَمِّلُ جو / دَ كَفَّيهِ وَلا تَعِسا
أَعادَ زَمانُهُ المَعرو / فَ غَضّاً بَعدَما يَبِسا
وَأَحيا مِن رُسومِ مَعا / لِمَ الإيمانِ ما طَمَسا
وَقورٌ يَومَ جِلسَتِهِ / إِذا هَفَتِ الحُلومُ رَسا
وَتَلقاهُ غَداةَ الرَو / عِ في الهَبَواتِ مُنغَمِسا
فَليثُ شَرىً إِذا أَسرى / وَطَودُ خِمىً إِذا جَلَسا
إِذا جادَت أَنامِلُهُ / حَسِبتَ الغَيثَ مُنبَجِسا
فَإِن مَحَضَ الرِجالُ الرَأ / يَ أَعياهُم وَقَد خَرِسا
يُبَخِّلُ جودُهُ صَوبَ ال / حَيا الساري إِذا رَجَسا
وَيُنسي المَكرَ خيفَتُهُ / ذِئابَ الرَدهَةِ الطُلُسا
وَيَحسُنُ في قَضِيَّتِهِ / إِذا صَرَفَ الزَمانُ أَسا
ضَحوكاً في النَدِيِّ وَفي ال / وَغى مُتَنَمِّراً شَرِسا
بَلا مِنهُ الخَليفَةُ في ال / أُمورِ مُدَرَّباً مِرَسا
فَما اِختَلَطَ الصَوابُ عَلى / بَديهَتِهِ وَلا اِلتَبَسا
جَوادٌ ما جَرى رِزقي / عَلى كَفَّيهِ ما اِحتَبَسا
وَلَمّا أَن حَلَلتُ بِهِ / وَيَومي دامِسٌ شَمِسا
وَذَلَّلتُ الزَمانَ بِهِ / فَأَصحَبَ بَعدَ أَن شَمَسا
فَطالَ مَدى البَقاءِ لَهُ / تَمَتَّعَ فيهِ ما لَبِسا
تَرِقُّ غُصونُ دَولَتِهِ / إِذا عودُ الزَمانِ عَسا
يَرى في كُلِّ يَومٍ لِل / هَناءِ بِرَبعِهِ عُرُسا
يُغاديهِ السُرورُ كَما / يُراوِحُهُ صَباحَ مَسا
عَلَيكَ اِبنَ البُخارِيِّ ال / جَوادَ الماجِدَ النَدِسا
جَلَوتُ البِكرَ طالَ ثَوا / ؤُها في خِدرِها عَنَسا
حَصانُ الحَبيبِ ما جُلِيَت / عَلى الخُطّابِ وَالجُلَسا
حَصانُ الحَبيبِ ما جُلِيَت / بِها شُبثاً وَلا نَجَسا
مِنَ الكِلَمِ الَّتي ما عَي / بَ قائِلُها وَلا وُكِسا
قَوافٍ ما لَبِسنَ بِمَد / حِ غَيرِكَ مَلبَساً دَنِسا
وَلا زاحَمنَ دونَ الرِف / دِ حَجّاباً وَلا حَرَسا
نَظَمنَ لَكَ المَديحَ حِلىً / وَحِكنَ لَكَ الثَناءَ كِسا
حَوى أَولادَ عُروَةَ مِن أَبيهِم
حَوى أَولادَ عُروَةَ مِن أَبيهِم / خِلالٌ كُلُّها عارٌ وَنَقصُ
تَفَرَّقَ ما تَجَمَّعَ فيهِ فيهِم / فَبَغّاءٌ وَقَوّادٌ وَلُصُّ
أَرى الأَيّامَ صيغَتُها تَحولُ
أَرى الأَيّامَ صيغَتُها تَحولُ / وَما لِهَواكِ مِن قَلبي نُصولُ
وَحُبٌّ لا تُغَيِّرُهُ اللَيالي / مُحالٌ أَن يُغَيِّرَهُ العَذولُ
بِنَفسي مَن وَهَبتُ لَها رُقادي / فَلَيلي بَعدَ فُرقَتِها طَويلُ
وَما بَخِلَت عَلَيَّ بِيَومِ وَصلٍ / وَلَكِنَّ الزَمانَ بِها بَخيلُ
فَتاةٌ في مُوَشَّحِها قَضيبُ / وَتَحتَ إِزارِها حِقفٌ مَهيلٌ
يُريكَ قَوامَها خوطُ الأَراكِ ال / قَويمُ وَجيدَها الظَبيُ الخَذولُ
تَميلُ عَلى القُلوبِ بِذي اِعتِدالٍ / لَهُ مِن نَشوَةٍ وَصِبىً مَميلُ
وَيُقعِدُها إِذا خَفَّت نُهوضاً / لِحاجَتِها مُؤَزَّرُها الثَقيلُ
سَقا دارَ الحَبيبِ وَإِن تَناءَت / مُلِثٌّ مِثلُ أَجفاني هَطولُ
وَلا بَرِحَت تُسَحَّبُ لِلغَوادي / وَطوراً لِلصَبا فيها ذُيولُ
فَجَفني وَالغَمامُ لَها غَزيرٌ / وَقَلبي وَالنَسيمُ لَها عَليلُ
وَعَنَّفَني عَلى العَبَراتِ صَحبي / عَشِيَّةَ قَوَّضَ الحَيُّ الحُلولُ
وَقالوا اِستَبقِ لِلأَحبابِ دَمعاً / فَقَد شَرِقَت بِأَدمُعِكَ الطُلولُ
مَعاذَ الحُبِّ أَن أُلفى حَمولاً / وَقَد سارَت بِمَن أَهوى الحُمولُ
وَعارٌ أَن تُزَمَّ لِيَومِ بَينٍ / جِمالُهُمُ وَلي صَبرٌ جَميلُ
فَلا رَقَتِ الدُموعُ وَقَد تَوَلَّت / رِكابُهُم وَلا بَرُدَ الغَليلُ
وَفي الأَظعانِ مَن لَولا اِعتِلاقي / بِهِم لَم يَعتَلِق جَسَدي النَحولُ
وَلَولا الكِلَّةُ السيراءُ ما ها / جَ وَجدي بَرقُ سارِيَةٍ كَليلُ
وَيَومٍ بِالصَراةِ لَنا قَصيرٍ / وَأَيّامُ التَواصُلِ لا تَطولُ
سَرَقناهُ مُخالَسَةً وَداعي ال / نَوى عَن شَملِ أُلفَتِنا غَفولُ
إِلامَ تُسِرُّ لي يا دَهرُ غَدراً / أَما اِنقَضَتِ الضَغائِنُ وَالذُحولُ
وَكَم يَتَحَيَّفُ النُقصانُ فَضلي / وَيَأخُذُ مِن نَباهَتيَ الخَمولُ
فَيَلفِتُ وَجهَ آمالي وَيَلوي / دُيوني عِندَهُ الزَمَنُ المَطولُ
مَطالِبُ أَمسَت الأَيّامُ بَيني / وَبَينَ مَآرِبي مِنها تَحولُ
سَأُدرِكُها وَشيكاً وَاللَيالي / مُخَزَّرَةٌ نَواظِرُهُنَّ حولُ
وَلا سِيَما وَمَنصورُ بنُ نَصرِ بِن / مَنصورِ الجَوادِ بِها كَفيلُ
فَتىً بِنَداهُ رُضتُّ جَموحَ حَظّي / فَأَصبَحَ وَهُوَ مُنقادٌ ذَلولُ
وَهَزَّتهُ المَكارِمُ لِإِصطِناعي / كَما اِهتَزَّ السُريجِيُّ الصَقيلُ
وَقَلَّدَني مِنَ الإِحسانِ عَضباً / عَلى نُوَبِ الزَمانِ بِهِ أَصولُ
وَأَلبَسَني مِنَ النَعماءِ دِرعاً / تُناذِرُها الأَسِنَّةُ وَالنُصولُ
إِذا قَلَصَت سَرابيلُ العَطايا / ضَفَت مِنها الذَلاذِلُ وَالفُضولُ
فِناءَكَ يا ظَهيرَ الدينِ أَمَّت / بِنا طُلحٌ مِنَ الآمالِ ميلُ
وَأَنزَلنا الرَجاءُ عَلى رَحيبِ ال / قِرا وَالباعِ يَحمَدُهُ النَزيلُ
مُمَرِّ الحَبلِ مُحصَدَةٍ قُواهُ / وَحَبلُ سِواهُ مُنقَضِبٌ سَحيلُ
تَخافُ سُطاهُ أَحداثُ اللَيالي / وَيَهرُبُ مِن مَواهِبِهِ المُحولُ
حَمى ثَغرَ المَمالِكِ مِنهُ عَبلُ / الذِراعِ لَهُ القَنا الشِطِّيُ غيلُ
مَعاقِلُهُ الجِيادُ مُسَوَّماتٍ / وَخَيرُ مَعاقِلِ العُربِ الخُيولُ
يَمَيلُ بِعَطفِهِ كَرَمُ السَجايا / كَما مالَت بِشارِبِها الشَمولُ
وَيُشعِفُ قَلبَهُ لَمعُ المَواضي / إِذا اِنتُضِيَت وَيُطرِبُهُ الصَهيلُ
بَغى قَومٌ لَحاقَكَ يا اِبنَ نَصرٍ / وَقَد سُدَّت عَلى الباغي السَبيلُ
وَراموا نَيلَ شَأوِكَ وَالمَعالي / لَها ظَهرٌ بَراكبِهِ زَليلُ
فَأَتعَبَهُم مَدى خِرقٍ جَوادٍ / حُزونُ المَكرُماتِ لَهُ سُهولُ
وَأَينَ مِنَ الثَرى نَيلُ الثُرَيّا / وَكَيفَ تُقاسُ بِالغُرَرِ الحُجولُ
حَلُمتَ فَسُفِّهَت هَضَباتُ قُدسٍ / وَجُدتَّ فَبُخِّلَ الغَيثُ الهَطولُ
وَطَوراً أَنتَ لِلضاحي مَقيلٌ / وَطَوراً أَنتَ لِلجاني مُقيلُ
بَلَغتَ نِهايَةً في المَجدِ عَزَّت / لَكَ الأَضرابُ فيها وَالشُكولُ
عَلى رِسلٍ فَما لَكَ مِن مُجارٍ / إِلى رُتَبِ العَلاءِ وَلا رَسيلُ
بَلا مِنكَ الخَليفَةُ ذا اِعتِزامٍ / يَذِلُّ لِبَأسِهِ الخَطبُ الجَليلُ
وَجَرَّبَ مِنكَ مَطروراً لِطولِ ال / تَجارِبِ في مَضارِبِهِ فُلولُ
فَفَلَّ بِعَزمِهِ حَدَّ الأَعادي / وَأَرآءُ الخَليفَةِ لا تَفيلُ
إِمامٌ هَذَّبَ الأَيّامَ رَأيٌ / لَهُ جَزلٌ وَمَعروفٌ جَزيلُ
وَمَدَّ عَلى البِلادِ جَناحَ عَدلٍ / لَهُ ظِلٌّ عَلى الدُنيا ظَليلُ
أَميرُ المُؤمِنينَ وَمِن إِلَيهِ / مَآثِرُ كُلِّ مَكرُمَةٍ نَؤولُ
حَباهُ اللَهُ بِالمُلكِ اِحتِباءً / وَوَرَّثَهُ خِلافَتَهُ الرَسولُ
صِفاتٌ لا يُحيطُ بِها بَيانٌ / وَمَدٌ لا تُكَيِّفُهُ العُقولِ
وَمَن شَهِدَت لَهُ بِالفَضلِ آيُ ال / كِتابِ فَما عَسى بَشَرٌ يَقولُ
أَبا بَكرٍ هَناكَ جَديدُ مُلكٍ / مُحالِفُهُ لَكَ العُمرُ الطَويلُ
وَجَدٌّ ما لِطائِرِهِ رُقوعٌ / وَسَعدٌ ما لِطالِعِهِ أَفولُ
وَلا عَدِمَت مَواطِنُكَ التَهاني / وَحَلَّ بِرَبعِ طاعَتِكَ القُيولُ
شَكَوتُكَ قِلَّةَ الإِنصافِ عِلماً / بِأَنَّكَ مِنهُ لي كَرَماً بَديلُ
لِتَحفَظَ مِن عُهودي ما أَضاعَ ال / صَديقُ وَما تَناساهُ الخَليلُ
وَإِن قَطَعوا حِبالَهُمُ جَفاءً / فَأَنتَ المُحسِنُ البَرُّ الوَصولُ
عَلَيكَ جَلَوتُها غُرّاً هِجاناً / أَوانِسَ في القُلوبِ لَها قَبولُ
كَرائِمُ لَم يُهَجِّنها اِبتِذالُ ال / رِجالِ وَلَم يُدَنِّسها البُعولُ
لَها في قَومِها نَسَبٌ عَريقٌ / إِذا اِنتَسَبَت وَبَيتُ حِجىً أَصيلُ
فَعَمّاها المُرَّعَثُ وَاِبنُ أَوسٍ / وَجَدّاها المُبَرَّدُ وَالخَليلُ
مَدائِحُ مِثلُ أَنفاسِ الخُزامى / تَمشَّت في نَواحيها القَبولُ
كَما طَرَقَت رِياضَ الحَزنِ وَهناً / شآمِيَةٌ لَها ذَيلٌ بَليلُ
مُفَوَّهَةٌ إِذا هَدَرَت لِنُطقٍ / شَقاشِقُها تَقاعَسَتِ الفُحولُ
تَعِزُّ قَناعَةً وَتَتيهُ صَوناً / وَبَعضُ الشَعرِ مُمتَهَنٌ ذَليلُ
وَقَبلَكَ كُنتُ أُشفِقُ أَن يَراها / وَقَد مَدَّت إِلَيهِ يَداً مُنيلُ
إِذا أَعيا عَلى الكُرَماءِ مَدحي / فَكَيفَ يَسومُهُ مِنّي البَخيلُ
رَأَيتُ الشِعرَ قالَتُهُ كَثيرٌ / عَديدُهُمُ وَجَيِّدُهُ قَليلُ
فَلا تُحدِث لَها مَلَلاً وَحاشى / عُلاكَ فَغَيرُكَ الطَرِبُ المَلولُ
وَعِش ما حَنَّ مُشتاقٌ وَهاجَ ال / أَسى لِمُتَيَّمٍ طَلَلٌ مُحيلُ
لِيَهنِكِ أَنَّ عَيني ما تَنامُ
لِيَهنِكِ أَنَّ عَيني ما تَنامُ / وَأَنِّي فيكِ صَبٌّ مُستَهامُ
وَأَنَّ القَلبَ بَعدَكِ ما اِستَقَرَّت / نَوافِرُهُ وَلا بَرَدَ الغَرامُ
جُنِنتُ وَما اِنقَضى عَنّا ثُلُثٌ / فَكَيفَ إِذا اِنطوى عامٌ وَعامُ
يَلومُ عَليكِ خالٍ مِن غَرامي / رُوَيدَكَ أَينَ سَمعي وَالمَلامُ
سُلُوٌّ مِثلُ عَطفِكِ لا يُرَجّى / وَصَبرٌ مِثلُ وَصلِكِ لا يُرامُ
وَكَيفَ أُطيعُ عُذّالي وَعِندي / هُمومٌ قَد سَهِرتُ لَها وَناموا
وَنارٍ أوقِدَت بِالغَورِ وَهناً / فَشُبَّ لَها عَلى كَبِدي ضِرامُ
ذَكَرتُ بِها زَمانَ هَوىً وَوَصلٍ / جَنِيٍّ لِلصِبى فيهِ غَرامُ
يُقيمُ مَواسِمَ اللَذاتِ فيهِ / وُجوهٌ مِن بَني حَسَنٍ وِسامُ
وَأَيّاماً بِكاظِمَةٍ قِصاراً / عَلى أَيّامِ كاظِمَةَ السَلامُ
نَشَدتُكِ يا حَماماتِ المُصَلّى / مَتى رُفِعَت عَنِ الخَيفِ الخِيامُ
وَهَل زالَت مَعَ الأَظعانِ عَنها / بُدورٌ لا يُزايِلُها التَمامُ
وَمايَلَني عَنِ الخُلَصاءِ رامٍ / مُصيبٌ لا تَطيشُ لَهُ سِهامُ
يُخَيَّلُ أَن تُصَوِّرَهُ الأَماني / لِعَيني أَو يُمَثِّلَهُ المَنامُ
فَأَسقَمَني بِأَجفانٍ مِراضٍ / وَأَقسَمَ لا يُفارِقُني السِقامُ
ثَنى عِطفي لَهُ ذاكَ التَثَنّي / وَقامَ بِجُجَّتي فيهِ القَوامُ
يُعيرُ البانَ خَطوَتُهُ اِعتِدالاً / وَيَسكَرُ مِن لَواحِظِهِ المُدامُ
وَحُمِّلَ خَصرُهُ ما حَمَّلَتنا / أَيادٍ مِن أَبي نَصرٍ جِسامُ
فَتىً يَدُهُ تَحِنُّ إِلى العَطايا / كَما حَنَّ المَشوقُ المُستَهامُ
لَها شِيَمٌ يَفوحُ لَها أَريجٌ / كَما اِنفَتَقَت عَنِ الرَوضِ الكِمامُ
تُشَدُّ إِلَيهِ أَكوارُ المَطايا / كَأَنَّ فِناءَهُ البَلَدُ الحَرامُ
وَلا جَهمٌ وَقَد أَلقَت عَصاها / بِساحَتِهِ الوُفودُ وَلا جَهامُ
إِذا جادَت يَداهُ وَجادَ صَوبُ ال / حَيا لَم يُدرَ أَيُّهُما الغَمامُ
وَإِن ضَنَّت سَحائِبُهُ سَقانا / سَحابٌ مِن مَوارِدِهِ رُكامُ
لَهُ جودٌ وَبَأسٌ وَاِصطِناعٌ / وَإِرغامٌ وَعَفوٌ وَاِنتِقامُ
تَخافُ سُطاهُ أَحداثُ اللَيالي / وَتَصغَرُ عِندَهُ النُوَبُ العِظامُ
مُجيرٌ لا يُضامُ لَدَيهِ جارٌ / وَراعٍ لا يُراعُ لَهُ سَوامُ
أَمِنتُ صُروفَ أَيّامي فَظُلمي / عَلى الأَيّامِ مَحظورٌ حَرامُ
وَقَد أَمسى عِمادُ الدينِ جاري / وَجارُ بَني المُظَفَّرِ لا يُضامُ
مِنَ القَومِ الَّذينَ لَهُم وُجوهٌ / وَإِحسانٌ يُضيءُ بِهِ الظَلامُ
عَتادُهُمُ مُثَقَّفَةٌ رِقاقٌ / وَجُردٌ أَعيُنُها صِيامُ
إِذا عَرِيَت سُيوفُهُمُ المَواضي / فَلَيسَ سِوى النُفوسُ لَها طَعامُ
سَخَوا وَسَطَوا فُهُم حَياةٌ / لِمَن يَرجوهُمُ وَهُمُ حِمامُ
فَقُل يا دَهرُ لِلبُخَلاءِ عَنّي / حَظَرتُ عَلَيَّ ما يَهَبُ اللِئامُ
وَإِن ضَنَّت بِآمالي فَأَضحَت / مَصاعِبُ لا يَلينُ لَها خِطامُ
وَكَرَّ عَلى الحِيَاضِ مُحَلَّآتٍ / حَوائِمُ لا يُبَلُّ لَها هِيامُ
فَأَحمَيتُ القَوافي عَن رِجالٍ / مَديحي فيهِمُ عارٌ وَذامُ
وَزُرتُ بِها حِمى مَلِكٍ كَريمٍ / يُبَخَّلُ حينَ تَذكُرُهُ الكِرامُ
فَلا نابي المَضارِبِ حينَ نَرمي / بِحَدَّيهِ الخُطوبَ وَلا كَهامُ
أَقامَ نَداكَ لِلآدابِ سوقاً / وَكانَت عِندَ غَيرِكَ لا تُقامُ
فَخُذ مِنّي الثَناءَ بِقَدرِ وُسعي / فَقَدرُ عُلاكَ شَيءٌ لا يُرامُ
ثَناءً فيكَ لَم يُمدَح قَديماً / بِجودَتِهِ الوَليدُ وَلا هِشامُ
هِيَ الأَيّامُ صِحَّتُها سَقامُ
هِيَ الأَيّامُ صِحَّتُها سَقامُ / وَغايَةُ مَن يَعيشُ بِها الحِمامُ
إِذا وَصَلَت فَلَيسَ لَها وَفاءٌ / وَإِن عَهِدَت فَلَيسَ لَها ذِمامُ
رَضِعناها وَتَفطِمُنا المَنايا / بِها وَلِكُلِّ مُرتَضِعٍ فِطامُ
فَلا تَستَوطِ مِن دُنياكَ ظَهراً / بِكَفِّ النائِباتِ لَها زِمامُ
فَلَيسَ لَها وَإِن ساءَت وَسَرَّت / عَلى حالي تَلَوُّنِها دَوامُ
أَباطيلٌ تُصَوِّرُها الأَماني / وَأَحلامٌ يُمَثِّلُها المَنامُ
أَلا يا ظا عِنينَ وَفي فُؤادِ ال / مُحِبِّ لِوَشكِ بَينَهِمِ ضِرامُ
تَرى يَدنو بِكُم مِن بَعدِ شَحطٍ / مَزارٌ أَو يُلِمُّ بِكُم لِمامُ
وَهَل لِزَمانِ وَصلِكُمُ مَعادٌ / وَهَل لِصُدوعِ شَملِكُمُ التِيامُ
قِفوا قَبلَ الوَداعِ تَرَوا نُحولاً / جَناهُ عَلى مُحِبِّكُمُ الغَرامُ
فَلا تَثِقوا بِأَن أَبقى فَإِنَّ ال / بَقاءَ عَلَيَّ بَعدَكُمُ حَرامُ
وَمِمّا زادَني قَلَقاً فَجَفني / لَهُ دامٍ وَقَلبي مُستَهامُ
رَزيئَةُ مَن تَهونُ لَها الرَزايا / وَتَصغَرُ عِندَها النُوَبُ العِظامُ
كَأَنَّ وَقارَها يَومَ اِستَقَلَّت / بِها الأَعناقُ رَضوَةُ أَو شَمامُ
تَسيرُ عَلى المُلوكِ لَها اِحتِشامُ / وَلِلآمالِ حَولَيها اِزدِحامُ
بِرَغمي أَن تَبيتَ عَلى مِهادٍ / حَشاياهُ الجَنادِلُ وَالرَغامُ
وَأَن تُمسي وَضيقُ اللَحدِ دارٌ / لَها وَحِجابُها فيهِ الرُخامُ
وَأَن تَنوي إِلى سَفَرٍ رَحيلاً / وَلَم تُرفَع لِنِيَّتِها الخِيامُ
وَإِن تُسري وَلَم يَملَأ فَضاءَ ال / بَسيطَةِ حَولَها الجَيشُ اللُهامُ
فَأَيَّ حِمىً أَباحَتهُ اللَيالي / وَلَم يَكُ عِزُّهُ مِمّا يُرامُ
رَمَتهُ مِنَ الحَوادِثِ كَفُّ رامٍ / مُصيبٍ لا تَطيشُ لَهُ سِهامُ
فَما أَغنَت أَسِنَّتُها المَواضي / وَلا مَنَعَت عَشيرَتُها الكِرامُ
إِلى مَن يَفزَعُ الجاني وَيَأوي ال / طَريدُ وَيَستَجيرُ المُستَضامُ
فَلا جودٌ غَداةَ ثَوَيتِ يُرجى / مَخيلَتُهُ وَلا كَرَمٌ يُشامُ
وَسيمَت بَعدَكِ العَلياءُ ضَيماً / وَكانَت في حَياتِكِ لا تُضامُ
فَوَجهُ الأَرضِ بَعدَكِ مُقشَعِرُّ ال / ثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ جَهامُ
وَكُنتِ النَجمَ جَدَّ بِهِ أُفولٌ / وَشَمسُ الأَرضِ وَاراها الظَلامُ
وَبَدرُ التِمِ عاجَلَهُ سَرارٌ / وَأَسلَمَهُ إِلى النَقصِ التَمامُ
كَريمَةَ قَومِها لَو أَنَّ خَلقاً / يَكونُ لَهُ عَنِ المَوتِ اِعتِصامُ
لَحامَت عَنكِ أَسيافٌ حِدادٌ / وَجُردٌ في أَعِنَّتِها صِيامُ
وَلَو دَفَعَ الرَدى المَحتومِ بَأسٌ / وَإِقدامٌ وَرَأيٌ وَاِعتِزامُ
وَقاكِ حِمامَكِ البَطَلُ المُحامي / أَبوكِ وَعَمُّكِ اللَيثُ الهُمامُ
وَقارَعَ مِن بُناةِ المَجدِ آلَ ال / مُظَفَّرِ عَنكِ أَنجادٌ كِرامُ
بِكُلِّ يَدٍ يَكادُ يَذوبُ فيها / لِشِدَّةِ بَأسِ حامِلِهِ الحُسامُ
حَلَلتِ بِموحِشِ الأَرجاءِ قَفرٍ / غَدا ما لِلأَنيسِ بِهِ مُقامُ
وَلا ضَحِكَ الثَرى مُذ بِنتِ عَنهِ / بِنُوّارٍ وَلا هَطَلَ الغَمامُ
وَلا مالَت بِدَوحَتِها غُصونٌ / وَلا غَنَّت عَلى الأَيكِ الحَمامُ
وَلا خَطَرَت عَلى رَوضٍ شَمالٌ / وَلا سَفَرَت عَنِ النَورِ الكِمامُ
مَضيتِ سَليمَةً مِن كُلِّ عابٍ / عَلى قَبرٍ حَلَلتِ بِهِ السَلامُ
تَعَرَّض لِلرَئيسِ أَبي عَلِيٍّ
تَعَرَّض لِلرَئيسِ أَبي عَلِيٍّ / عَلى حُكمِ الإِخاءِ بِلا اِحتِشامِ
فَلي حَقٌّ أَمُتُّ بِهِ إِلَيهِ / وَأَعلَمُ أَنَّهُ وافي الذِمامِ
وَقُل يا سَيِّدي قَد صَحَّ عَزمي / وَقَولي قَولُ أَصحابِ الحِمامِ
أَصومُ لِصَومِكُم خَمسينَ يَوماً / وَأَهجُرُ كُلَّ مَحظورٍ حَرامِ
وَأَجتَنِبُ الذَبائِحَ لا بِحُكمِ ال / ضَرورَةِ بَل بِحُكمِ الإِلتِزامِ
وَأَترُكُ طائِعاً مِن غَيرِ عُذرِ / مُوافَقَةً لَكُم شُربَ المُدامِ
إِلى أَن تَجمَعَ الأَيّامُ شَملي / بِكُم ما بَينَ باطِيَةٍ وَجامِ
وَنَجلوها عَلى النَدمانِ بِكراً / كَقَرنِ الشَمسِ في جُنحِ الظَلامِ
فَإِنَّ التُرَهاتِ لَها اِتِفاقٌ / عَلى الشُعَراءِ في هَذا المَقامِ
وَلاسِيَما وَهَذا عامُ مَحلٍ / تَوالى الجَدبُ فيهِ بَعدَ عامِ
غَدا وَجهُ السَحابِ الطَلقُ جَهماً / وَأَكدَت فيهِ أَنواءُ الغَمامِ
وَأَضحى المُسلِمونَ مَعَ النَصارى / عَلى الإِمساكِ فيهِ وَالصِيامِ
وَإِن تَمَّمتَ بِالحَلوا وَحاشى / لِجودِكَ أَن يَكونَ بِلا تَمامِ
حَصَلتَ عَلى الثَناءِ الحُرِّ مِنّي / بِها وَسَلِمتَ مِن جِهَةِ المَلامِ
وَإِن مَهَّدتَ في التَثقيلِ عُذري / فَذَلِكَ مِن سَجاياكَ الكِرامِ
وَفي البُرشانِ لي طَمَعٌ قَوِيٌّ / وَلَكِن لَيسَ ذا وَقتَ الكَلامِ
تَأوَّبَني فَأَرَّقَني خَيالٌ
تَأوَّبَني فَأَرَّقَني خَيالٌ / سَرى لِلمالِكِيَّةِ بَعدَ وَهنِ
دَنا بِمَزارِها مِن بَعدِ شَحطٍ / سَرى بِوَصلِها مِن بَعدِ ضِنِّ
طَوى الأَهوالَ يَركَبُها شُجاعاً / عَلى ما فيهِ مِن خَوَرٍ وَجُبنِ
وَباتَ يَعُلُّني مِنها رُضابا / كَشُهدِ النَحلِ شيبَ بِماءِ مُزنِ
وَذَكَّرَني بِأَيّامِ الشَبابِ ال / أُلى وَمَلاعِبِ الحَيِّ الأَغَنِّ
وَماءٍ ما ظَمِئتُ إِلَيهِ حَتّى / شَرِقتُ مِنَ البُكاءِ بِماءِ جَفني
وَبَدرٍ مِن سَراةِ بَني هِلالٍ / تَراءى بَينَ دِعصِ نَقىً وَغُصنِ
يُجَلّيني مَراشِفَهُ عِذاباً / مَوارِدُها وَلَو شاءَت سَقَتني
بِلَحظٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ ماضٍ / وَقَدٍّ كَاِعتِدالِ الغُصنِ لَدنِ
سَقا أَطلالاً ساقِيَتي دُموعي / مَواطِرُ كُلِّ جَونٍ مُرجَحِنِّ
وَحَيّا اللَهُ داراً أَنحَلَتها / عَلى النَأيِ الخُطوبُ وَأَنحَلَتني
وَقَفتُ بِها أُسائِلُ دِمنَتَيها / عَلى عَيِّ الرُسومِ فَأَفهَمَتني
إِذا اِستَنجَدتُ في الأَطلالِ دَمعاً / تَخاذَلَتِ الشُؤونُ وَأَسلَمَتني
نَأَيتِ فَأَيُّ بَرقٍ لَم يَشُقني / إِلَيكَ وَأَيُّ دارٍ ما شَجَتني
وَما خَلَفَتكِ بانَتُها وَلَكِن / حَكَت ذاكَ التَعَطُّفَ وَالتَثَنّي
وَيوحِشُني بِها الآرامُ حَتّى / إِذا وَصَفَت نِفارَكِ آنَسَتني
وَليسَ البَينُ أَوَّلَ ما رَمَتني / بِهِ أَيدي الخُطوبِ فَأَقصَدَتني
وَأَيُّ هَوىً نَجا مِنهُ فُؤادي / وَسَهمٍ عارٍ مِنهُ لَم يُصِبني
فَلَيتَ حَوادِثَ الأَيّامِ أَغضَت / مُسالِمَةً بِما أَخَذَتهُ مِنّي
فَتَقنَعَ لي بِبَيعي ماءَ وَجهي / بِمَنزورِ العَطِيَّةِ بَيعَ غَبنِ
وَتَسالي بَخيلاً لا يُلَبّي / دُعايَ وَرَسمَ دارٍ لَم يُجِبني
وَلَيتَ الدَهرَ إِذ لَم يُمسِ سِلمي / عَلى أَحداثِهِ لَم يُمسِ قِرني
أُعاتِبُ ما جَنَت أَيّامُ دَهري / وَما يُغني التَعَتُّبُ وَالتَجَنّي
سَئِمتُ مِنَ الثَواءِ بِدارِ ذُلٍّ / أُجَرِّرُ ذَيلَ مَنقَصَةٍ وَوَهنِ
أَرى مَن لا تَشاقُ إِلَيهِ عَيني / وَأَسمَعُ ما تَصَمُّ عَلَيهِ أُذني
وَأُمسي مُضمِراً وُدّاً صَحيحاً / لِمَطويٍّ عَلى حَنَقٍ وَضِغنِ
فَأَسهُلُ جانِباً وَأَليَنُ عِطفاً / لِأَجباسٍ مِنَ المَعروفِ خُشنِ
أُنافِسُ في وَدادِ أَخٍ مَشوبٍ / بِغِلٍّ أَو سَماحِ يَدٍ بِمَنِّ
فَما ضَرَعي وَليسَ بي اِنقِيادٌ / لِإِحسانٍ وَلا شَعَفٌ بِحُسنِ
وَما لِلحَظِّ يَحجُبُني أَريباً / وَقَد دَخَلَ الغَبِيُّ بِغَيرِ إِذنِ
وَيا أَسَفي عَلى فُضُلاتِ عَيشٍ / سُروري لا يَفي فيها بِحُزني
إِذا نالَ الفَتى شَبَعاً بِذُلٍّ / أَجِعني واقِياً عِرضي أَجِعني
وَمَهما شِئتَ مِن خَوفٍ وَحَيفٍ / فَجَدّي فيهِ ما لَم تَطَّرِحني
تَنَقَّل إِنَّ في النَقلِ اِعتِلاءاً / وَعِزاً وَالهَوانُ مَعَ المُبِنِّ
لَئِن ضاقَت بِيَ الزَوراءُ داراً / فَما ضاقَت بِلادُ اللَهِ عَنّي
وَلي في الأَرضِ مُضطَرَبٌ وَسيعٌ / وَمُرتَكَضٌ إِذا هِيَ لَم تَسَعني
سَأُرهِفُ مِن مَضاءِ العَزمِ عَضباً / إِذا نَبَتِ الصَوارِمُ لَم تَخُنّي
وَأَرحَلُ نافِضاً عَن حُرِّ وَجهي / غُبارَ الذُلِّ مُنتَحِياً بِرُدني
وَأَستَغِني غَناءَ السَيفِ يَومَ ال / وَغا بِالفَضلِ عَن غِمدٍ وَجَفنِ
فَأَمّا أَن أُصادِفَ يَومَ حَظٍّ / يَسُرُّ أَقارِبي أَو يَومَ دَفنِ
عَساها أَن تُطَاوِعَ مُصحِباتٍ / مَصاعِبُها فَتَسهُلُ بَعدَ حَزنِ
وَيَنهَضَ بي إِلى العَلياءِ عَزمي / نُهوضَ المَضرَ حَيِّ بِرَأسِ رَعنِ
فَيَعلَقَ بِالمُنى أَمَلي وَشيكاً / وَلَمّا تُغلِقِ الأَيّامُ رَهني
تَفَكَّر في زَمانٍ نَحنُ فيهِ
تَفَكَّر في زَمانٍ نَحنُ فيهِ / تَجِدهُ لِما تَقَدَّمَهُ مُبايِن
أَلَيسَ مَثالِبُ الماضينَ فيها / صَلاحٌ أَن تَكونَ لَنا مَحاسِن

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025