المجموع : 8
رَمِيَّ المَوتِ إِنَّ السَهمَ صابا
رَمِيَّ المَوتِ إِنَّ السَهمَ صابا / وَمَن يُدمِن عَلى رَميٍ أَصابا
وَكُنتَ العَيشَ مُتَّصِلاً وَلكِن / تَصَرَّمَ حينَ لَذَّ وَحينَ طابا
وَشَيَّبَني اِنتِظاري كُلَّ يَومٍ / لِعَهدِكَ كَرَّةً وَالدَهرُ يابى
إِلامَ أَشُبُّ مِن نيرانِ قَلبي / عَلَيكَ لِكُلِّ قافِيَةٍ شِهابا
وَقَد وَدَّعتُ قَبلَكَ كُلَّ سَفرٍ / وَلكِن غابَ حيناً ثُمَّ آبا
وَأَهيَجُ ما أَكونُ لَكَ اِدِّكاراً / إِذا ما النَجمُ صَوَّبَ ثُمَّ غابا
أَرى فَقدَ الحَبيبِ مِنَ المَنايا / إِلى يَأسٍ كَمَن فَقَدَ الشَبابا
وَما مَعنى الحَياةِ بِلا شَبابٍ / سَواءٌ ماتَ في المَعنى وَشابا
وَلَيلِ أَسىً كَصُبحِ الشَيبِ قُبحاً / أُكابِدُهُ سُهاداً وَاِنتِحابا
تَزيدُ بِهِ جَوانِحِيَ اِتِّقاداً / إِذا زادَت مَدامِعِيَ اِنسِكابا
وَشَرُّ مُكابَداتِ القَلبِ حالٌ / يُريكَ الضِدَّ بَينَهُما اِنتِسابا
لَعَلَّكَ وَالعُلومُ مُغَنِّياتٌ / نَسيتَ هُناكَ بَالغُنمِ الإِيابا
أَيا عَبدَ الإِلهِ نِداءَ يَأسٍ / وَهَل أَرجو لَدى رَمسٍ جَوابا
أَصِخ لي كَيفَ شِئتَ فَإِنَّ أُنساً / لِنَفسِيَ أَن تُبَلِّغَكَ الخِطابا
يَسوءُ العَينَ أَن يَعتَنَّ رَدمٌ / مِنَ الغَبراءِ بَينَكُما حِجابا
وَأَن تَحتَلَّها غَبراءَ ضَنكاً / كَما يُستَودَعُ السَيفُ القِرابا
مُجاوِرَ جِلَّةٍ ضَرَبَت شَعوبٌ / بِعالِيَةِ البَقيعِ لَهُم قِبابا
وَكَم فَوقَ الثَرى مِن رَوضِ حُسنٍ / جَرى نَفَسُ الأَسى فيهِ فَذابا
فَقَد نَشَرَ الخُدودَ عَلى التَراقي / وَشابَ بِقَلبِيَ الدَمعَ الرُضابا
سَقاكَ وَلا أَخُصُّ رَبابَ مُزنٍ / لَعَلَّ ثَراكَ قَد سَئِمَ الرَبابا
وَلكِن ما يَسوغُ عَلى التَكافي / لِقَبرِكَ أَن يَكونَ لَهُ شَرابا
فَإِنّي رُبَّما اِستَسقَيتُ يَوماً / لَكَ الجَونَينِ جَفنِيَ وَالسَحابا
فَتَخجَلُ مِن مُلوحَتِها دُموعي / إِذا ذَكَرَت شَمائِلَكَ العِذابا
تَكادُ عَلى التَتابُعِ وَهيَ حُمرٌ / تَحَيَّرُ في مَحاجِرِيَ اِرتِيابا
فَلَيتَ أَحَمَّ مِسكٍ عادَ غَيماً / فَحامَ عَلى ضَريحِكَ ثُمَّ صابا
وَزاحَمَ في ثَراكَ الدَمعَ حَتّى / يَشُقَّ إِلى مَفارِقِكَ التُرابا
بِغَمّى مِن عَلِيٍّ
بِغَمّى مِن عَلِيٍّ / إِذا اِنبَعَثَت شَبيبَتُهُ اِنبِعاثا
لِعَشرٍ مِن مَنِيَّتِهِ خَوالٍ / مَلَأنَ جَوىً ضُلوعِيَ وَاِكتِراثا
أَقولُ لِطَيفِهِ وَقَدِ اِلتَقَينا / عَلى سِنَةٍ تَعَرَّضتِ اِحتِثاثا
قَطَعتَ اللَيلَ مِن قَبرٍ لِقَلبٍ / فَكَيفَ صَدَعتَها ظُلماً ثَلاثا
أَدِرها فَالغَمامَةُ قَد أَجالَت
أَدِرها فَالغَمامَةُ قَد أَجالَت / سُيوفَ البَرقِ في لِمَمِ البِطاحِ
وَراقَ الرَوضُ طاووساً بَهِيّاً / تَهُبُّ عَلَيهِ أَنفاسُ الرِياحِ
تَقولُ وَقَد ثَنى قُزَحٌ عَلَيهِ / ثِيابَ الغَيمِ مُعلَمَةَ النَواحي
خُذوا لِلصَّحوِ أُهبَتَكُم فَإِنِّي / أَعَرتُ المُزنَ قادِمَتَي جَناحِ
لَكَ الوُدُّ الَّذي لا رَيبَ فيهِ
لَكَ الوُدُّ الَّذي لا رَيبَ فيهِ / وَإِن بَقِيَت نَواكَ عَلى التَمادي
إِذا كَرُمَت عُهودُ المَرءِ طَبعاً / فَأَكرَمُ ما يَكونُ عَلى البعادِ
رَأى حَرَكاتِ قامَتِهِ
رَأى حَرَكاتِ قامَتِهِ / قَضيبُ البانِ فَاِعتَبَرا
وَكَم جَهِدَ النَسيمُ بِهِ / لِيُحسِنَها فَما قَدَرا
إِذا كانَ الَّذي يَعرُو مُهِمّاً
إِذا كانَ الَّذي يَعرُو مُهِمّاً / فَأَيسَرُ ما تَضيقُ بِهِ الصُدورُ
فَيا لَكِ صِحَّةً جَلَبَت حَياةً / تَعيشُ بِها المَنابِرُ وَالثُغورُ
وَيا لَكِ نِعمَةً رُمنا مَداها / فَما وَصَلَ اللِسانُ وَلا الضَميرُ
عَجَزنا أَن نَقومَ لَها بِشُكرٍ / عَلى أَنَّ الشَكُورَ لَها كَثيرُ
وَكَيفَ بِهِ وَباعُ القَولِ فيها / وَإِن طالَت مَسافَتُهُ قَصيرُ
تَخَلَّصنا بِها مِن كُلِّ هَمٍّ / كَأًنَّ اللَيلَ في يَدِهِ أَسيرُ
وَبِتنا في ذَراها كَيفَ شِئنا / فَجَفنٌ نائِمٌ وَحَشاً قَريرُ
رَفَعنا نَحوَ مَرآكُم عُيوناً / لَهُنَّ دُوَينَكُم نَظَرٌ كَسيرُ
فَكادَ يَصُدُّنا عَن مُجتَلاهُ / رَقِيبٌ مِن مَهابَتِكُم غَيورُ
فَيا صَفَحاتِهِ زيدي اِنبِلاجاً / كَما يَعلو الصَباحُ المُستَنيرُ
وَيا قَسَماتِهِ زيدي اِبتِهاجاً / كَما يَتَضاحَكُ الرَوضُ المَطيرُ
وَجِذمٌ في الخِلافَةِ مُستَقِرٌّ / تَمُرُّ عَلى أَصالَتِهِ الدُهورُ
وَحُكمٌ تَحتَهُ أَمرٌ مُطاعٌ / يُحَطُّ بِهِ عَنِ الجَيشِ الأَميرُ
وَتَدبيرٌ يَبيتُ عَلى التَمادي / مِنَ الرَأيِ المُصيبِ لَهُ سَميرُ
وَهَيجاءٌ تَخَطَّفتُم ذَوِيها / كَما تَتَخَطَّفُ الحَجَلَ الصُقورُ
بِخيلٍ مُدرِكاتٍ ما أَرادَت / إِذا اِشتَدَّت فَلَيسَ لَها فُتورُ
مُصَرَّفَةٌ بِحُكمِكُمُ فَطَوراً / تَخُبُّ بِكُم وَآوِنَةً تَطيرُ
وَكَم بَيداءَ قَد جاوَزتُموها / فَلاذَ بِظِلِّكُم فيها الهَجيرُ
فَجِئتُم وَالغَديرُ بِها سَرابٌ / وَزُلتُم وَالسَرابُ بِها غَديرُ
رَسَمنا الحَمدَ بِاِسمِكَ وَاِقتَصَرنا / فَلَم يَطُلِ النَظيمُ وَلا النَثيرُ
إِذا لَم ينقصِ المَعنى بَيانٌ / فَسِيّان البَلاغَةُ وَالقُصورُ
فَتىً مِن قَيسِ عيلانٍ تَلاقى / عَلى سِيمائِهِ كَرَمٌ وَنورُ
تُضيءُ بِهِ البِلادُ إِذا تَجَلّى / وَتَغرَقُ في مَكارِمِهِ البُحورُ
وَتُعرَفُ مِن مَنازِلِهِ المَعالي / كَما عُرِفَت مِنَ القَمَرِ الشُهورُ
تَشَبَّهَتِ المُلوكُ بِهِ وَحاشا / وَذلِكَ مِنهُمُ غَيٌّ وَزُورُ
وَقَد يَقَعُ التَفاضُلُ في السَجايا / وَيُهجى الشَوكُ إِن لُمِسَ الحَريرُ
فِدىً لَكَ مِنهُمُ أَعلاقُ صِدقٍ / فَإِنَّكَ أَنتَ واحِدُها الخَطيرُ
إِلى الجَوزاءِ فَاِرقَ وَدَع أُناساً / مَراقِيهِم عَريشٌ أَو سَريرُ
وَبَعدُ فَزار حَضرَتَكُم سَلامٌ / وَلكِن مِثلُ ما نَفَحَ العَبيرُ
سَلامٌ تَحتَهُ شَوقٌ وَحُبٌّ / يَخُصُّكُمُ بِهِ عَبدٌ شَكورُ
مُمَلَّكُ طاعَةٍ لَكُمُ وَنُعمى / هَما في الجيدِ طَوقٌ أَو جَريرُ
وَلَم أَرَ مِثلَ صَفّارٍ تَصَدّى
وَلَم أَرَ مِثلَ صَفّارٍ تَصَدّى / كَما صَدئَ الصَقيلُ مِنَ السُيوفِ
غَدا يَعطو بِأَنملَتَي حَديدٍ / عُيونَ القِطرِ كَالذَهَبِ المَشوفِ
إِذا ما النارُ مَجَّتها إِلَيهِ / كَمِثلِ الجَمرِ رائِعَةَ الخفوفِ
تَلَألَأَ نورُهُ فَخَبا سَناها / كَما ظَهرَ القَوِيُّ عَلى الضَعيفِ
وَإِلّا ما لَها تَربدُّ سَودا / كَأَنَّ شموسَها قِطَعُ الكُسوفِ
وَزِنجِيٍّ أَلَمَّ بِنَورِ لَوزٍ
وَزِنجِيٍّ أَلَمَّ بِنَورِ لَوزٍ / وَفي كاساتِنا بِنتُ الكرومِ
فَقالَ فَتىً مِنَ الفِتيانِ صِفهُ / فَقُلتُ اللَيلُ أَقبَلَ بِالنُجومِ