القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 43
أَقولُ لَها وَدَمعُ العَينِ يَجري
أَقولُ لَها وَدَمعُ العَينِ يَجري / سَبيلُ الحَقِّ لَيسَ بِهِ خَفاءُ
إِذا كانَ التَعَتُّبُ مِن خَليلٍ / لِمَوجِدَةٍ فَلَيسَ لَهُ بَقاءُ
وَلَكِن إِن تَجَنّى الذَنبَ عَمداً / أَزالَ الوِدَّ وَانقَطَعَ الرَجاءُ
وَما هَجَروكَ مِن ذَنبٍ إِلَّيهِم
وَما هَجَروكَ مِن ذَنبٍ إِلَّيهِم / وَلَكِن قَلَّ في الناسِ الوَفاءُ
وَغَيَّرَ عَهدَهُم مَرُّ اللَيالي / وَحانَ لِمُدَّةِ الوَصلِ انقِضاءُ
سَرابيلُ المُلوكِ لَها جَمالٌ / وَلَيسَ لَها إِذا لُبِسَت بَقاءُ
وَإِنَّ العَطفَ بَعدَ العَتبِ يُرجى / وَإِنَّ المَلَّةَ الداءُ العَياءُ
رَأَيتُ اليَأسَ يُلبِسُني خُشوعاً / وَأَرجوها فَيُعوِزُني الرَجاءُ
إِذا هُجِرَ المُحِبُّ بَكى وَأَبدى
إِذا هُجِرَ المُحِبُّ بَكى وَأَبدى / عِتاباً كَي يَراحَ مِنَ العِتابِ
وَإِن رامَ اِجتِناباً لَم يُطِقهُ / وَلا يَقوى المُحِبُّ عَلى اِجتِنابِ
أَلَستَ تَرى الرَسولَ كَما تَراهُ / يُبَلِّغُها وَيَأتي بِالجَوابِ
وَيَذهَبُ بِالكِتابِ بِما أُلاقي / فَتَلثِمُهُ فَطوبى لِلكِتابِ
وِصالُكِ مُظلِمٌ فيهِ التِباسٌ
وِصالُكِ مُظلِمٌ فيهِ التِباسٌ / وَعِندَكِ لَو أَرَدتِ لَهُ شِهابُ
وَقَد حُمِّلتُ مِن حُبَّيكِ ما لَو / تَقَسَّمَ بَينَ أَهلِ الأَرضِ شابوا
أَفيقي مِن عِتابِكِ في أُناسٍ / شَهِدتِ الحَظَّ مِن قَلبي وَغابوا
يَظُنُّ الناسُ بي وَبِهِم وَأَنتُم / لَكُم صَفوُ المَوَدَّةِ وَاللُبابُ
وَكُنتُ إِذا كَتَبتُ إِلَيكِ أَشكو / ظَلَمتِ وَقُلتِ لَيسَ لَهُ جَوابُ
فَعِشتُ أَقوتُ نَفسي بِالأَماني / أَقولُ لِكُلِّ جامِحَةٍ إِيابُ
وَصِرتُ إِذا اِنتَهى مِنّي كِتابٌ / إِلَيكِ لِتَعطِفي نُبِذَ الكِتابُ
وَهَيَّأتِ القَطيعَةَ لي فَأَمسى / جَوابَ تَحيَتي مِنكِ السِبابُ
وَإِنَّ الوُدَّ لَيسَ يَكادُ يَبقى / إِذا كَثُرَ التَجَنّي وَالعِتابُ
خَفَضتُ لِمَن يَلوذُ بِكُم جَناحي / وَتَلقَوني كَأَنَكُمُ غِضابُ
فُؤادي بَينَ أَضلاعي غَريبُ
فُؤادي بَينَ أَضلاعي غَريبُ / يُنادي مَن يُحِبُّ فَلا يُجيبُ
أَحاطَ بِهِ البَلاءُ فَكُلَّ يَومٍ / تُعاوِدُهُ الصَبابَةُ وَالكُروبُ
لَقَد جَلَبَ البَلاءَ عَلَيَّ قَلبي / وَقَلبي ما عَلِقتُ بِهِ جَلوبُ
فَإِن تَكُنِ القُلوبُ مِثالَ قَلبي / فَلا كانَت إِذاً تِلكَ القُلوبُ
كَتَبتُ إِلى ظَلومَ فَلَم تُجِبني
كَتَبتُ إِلى ظَلومَ فَلَم تُجِبني / وَقالَت ما لَهُ عِندي جَوابُ
فَلَمّا اِستَيأَسَت نَفسي أَتاني / وَقَد غَفَلَ الوشاةُ لَها كِتابُ
كِتابٌ جاءَ وَالرُقَباءُ حَولي / إِذا ما مَرَّ طَيرٌ بي اِستَرابوا
أَما عَلِمَت يَقيناً أَنَّ أَهلي / عَلَيَّ لَهُم عُيونٌ وَاِرتِقابُ
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَماً
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَماً / وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
رَأَيتُكِ مَرَّةً تَهوَينَ وَصلي / وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن يَكُنِ الصَوابُ لَدَيكِ قَتلي / فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ
مِنَ الدَنِفِ الَّذي يُمسي حَزيناً
مِنَ الدَنِفِ الَّذي يُمسي حَزيناً / وَبَينَ ضُلوعِهِ قَلبٌ مُصابُ
إِلى الخَودِ الَّتي سَلَبَت فُؤادي / فَأَمسى ما يَسوغُ لَهُ شَرابُ
يَنامُ الهاجِعونَ وَنَومُ عَيني / إِذا هَجَعوا بُكاءٌ وَاِنتِحابُ
فَلَو نَطَقَ الكِتابُ فَدَتكِ نَفسي / بَكى قَلَقاً ليَرحَمَني الكِتابُ
أَقَمتُ بِبَلدةٍ وَرَحَلتِ عَنها
أَقَمتُ بِبَلدةٍ وَرَحَلتِ عَنها / كِلانا بَعدَ صاحِبِهِ غَريبُ
أَقَلُّ الناسِ بِالدُنيا سُروراً / حَبيبٌ قَد نَأى عَنهُ حَبيبُ
أَتَيناكُم وَقَد كُنّا غِضابا
أَتَيناكُم وَقَد كُنّا غِضابا / نُصالِحُكُم وَما نَبغي العِتابا
وَقَد كُنّا اِجتَنَبناكُم فَعُدنا / إِلَيكُم حينَ لَم نُطِقِ اِجتِنابا
مَتى كانَت ظَلومُ إِذا أَتاها / كِتابٌ لا تَرُدُّ لَهُ جَوابا
تَناساني الحَبيبُ وَمَلَّ وَصلي / وَصَدَّ فَلا رَسولَ وَلا كِتابا
غَضِبتُ عَلَيكِ سَيِّدَتي
غَضِبتُ عَلَيكِ سَيِّدَتي / وَما لِلعَبدِ وَالغَضَبِ
هَجَرتُكِ عادياً طَوري / فَلَم أَرشُد وَلَم أُصِبِ
أَما وَاللَهِ رَبِّ البَي / تِ وَالأَستارِ وَالحُجُبِ
لَقَد طابَت بِكِ الدُنيا / وَلَولا أَنتِ لَم تَطِبِ
كَتَبتُ إِلَيكِ أَشكو ما أُلاقي
كَتَبتُ إِلَيكِ أَشكو ما أُلاقي / مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ في الكِتابِ
وَأَمَّلتُ الجَوابَ وَلَستُ أَدري / بِأَنَّ المَوتَ يَأتي في الجَوابِ
فَلَمّا جاءَني أَيقَنتُ لَمّا / فَضَضتُ خِتامَهُ أَنّي لَما بي
وَقَد كانَ الرَجاءُ يَرُدُّ روحي / وَيَشفي ذِكرُهُ أَلَمَ اِرتِقابي
فَقَبَّحتِ الخِطابَ وَلَستُ أَدري / لِأَيَّ جِنايَةٍ قُبحُ الخِطابِ
بَكى وَشَكا لِغُربَتِهِ الغَريبُ
بَكى وَشَكا لِغُربَتِهِ الغَريبُ / وَطالَ بِهِ عَلى النَأيِ المَغيبُ
وَما هَذا بِأَعجَبَ مِن خُروجي / وَتَركي بَلدَةً فيها الحَبيبُ
تَهيجُ لِيَ الصَبابَةَ كُلُّ ريحٍ / وَيَهدي لي نَسيمَكُمُ الجَنوبُ
أَيا مَن لا يُجيبُ إِذا كَتَبنا
أَيا مَن لا يُجيبُ إِذا كَتَبنا / وَلا هُوَ يَبتَدينا بِالكِتابِ
أَما في حَقِّ حُرمَتِنا لَدَيكُم / وَحَقِّ إِخائِنا رَدُّ الجَوابِ
كَتَبتُ فَلَيتَني مُنّيتُ وَصلاً
كَتَبتُ فَلَيتَني مُنّيتُ وَصلاً / وَلَم أَكتُب إِلَيكِ بِما كَتَبتُ
كَتَبتُ وَقَد شَرِبتُ الراحَ صِرفاً / فَلا كانَ الشَرابُ وَلا شَرِبتُ
فَلا تَستَنكِروا غَضَبي عَلَيكُم / فَلَو هُنتُم عَلَيَّ لَما غَضِبتُ
نَصيري اللَهُ مِنكِ إِذا اِعتَدَيتِ
نَصيري اللَهُ مِنكِ إِذا اِعتَدَيتِ / وَقَد عذَّبتِ قَلبي إِذ جَفَوتِ
فَإِن يَكُ ذا مُغايَظَةً لِحِقدٍ / فَقَد وَاللَهِ يا أَمَلي اِشتَفَيتِ
قَضى بِالسَبكِ حُبُّكِ في عِظامي / وَصَيَّرَني هَواكِ كَما اِشتَهَيتِ
فَلَو شاءَ الَّذي بِكُمُ اِبتَلاني / لَعَجَّلَ راحَتي مِنكُم بِمَوتي
أَهاجَكَ صَوتُ قُمريٍّ يَنوحُ
أَهاجَكَ صَوتُ قُمريٍّ يَنوحُ / نَعَم فَالدَمعُ مُطَّرِدٌ سَفوحُ
يَلّومُ العاذِلونَ عَلى التَصابي / وَقَد يَهدي إِلى الرُشدِ النَصيحُ
أَلا ما لي وَلِلرُقَباءِ ما لي / وَما لَهُمُ أَأَسكُتُ أَم أَصيحُ
وَلَولا حِطَّةٌ لَخَلَعَتُ جَهراً / عِذاري في الهَوى إِنّي جَموحُ
لَحوني في القَريضِ فَقُلتُ أَلهو / وَما مِنّي الهِجاءُ وَلا المَديحُ
يَقولُ الناسُ بُحتَ بِكُلِّ هَذا / فَقُلتُ وَمَن بِهَذا لا يَبوحُ
أَقَر اللَهُ عَيني أَن أَراني / أَعيشُ وَحُبُّنا مَحضٌ صَريحُ
لَها قَلبي الغَداةَ وَقَلبُها لي / فَنَحنُ كَذاكَ في جَسَدَينِ روحُ
فَلَيتَ الوَصلَ دامَ لَنا سَليماً / وَعِشنا مِثلَ ما قَد عاشَ نوحُ
فَنَحيا عُمرَنا كَلِفَين حَتّى / إِذا مُتنا تَضَمَّنَنا ضَريحُ
أَلَمَّ خَيالُ فَوزٍ وَالثُرَيّا / قُبَيلَ الصُبحِ غائِرَةٌ جَنوحُ
بِأَحسَنِ صورَةٍ وَأَتَمَّ خَلقٍ / يُزَيِّنُ حُسنَها دَلٌ مَليحُ
فَتاةٌ قَد كَساها الحُسنُ تاجاً / يُلَجلَجُ حينَ يُبصِرُها الفَصيحُ
كَدُميَةِ بيعَةٍ بِالرومِ أَضحَت / يُعَظَّمُ عِندَ رُؤيَتِها المَسيحُ
أَيا لَكِ نَظرَةً أَودَت بِقَلبي
أَيا لَكِ نَظرَةً أَودَت بِقَلبي / وَغادَرَ سَهمُها جِسمي جَريحا
فَلَيتَ أَميرَتي جادَت بِأُخرى / فَكانَت بَعضَ ما يَنكا القُروحا
فَإِمّا أَن يَكونَ بِها شِفائي / وَإِمّا أَن أَموتَ فَأَستَريحا
تَجافى مِرفَقايَ عَنِ الوِسادِ
تَجافى مِرفَقايَ عَنِ الوِسادِ / كَأَنَّ بِهِ مَنابِتَ لِلقَتادِ
فَيا مَن يَشتَري أَرَقاً بِنَومٍ / فَيَسلُبَ عَينَهُ ثَوبَ الرُقادِ
تَطاوَلَ بي سُهادُ اللَيلِ حَتّى / رَسَت عَينايَ في بَحرِ السُهادِ
وَباتَت تُمطِرُ العَبَراتِ عَيني / وَعينُ الدَمعِ تَنبُعُ مِن فُؤادي
كَأَنَّ جُفونَ عَيني قَد تَواصَت / بِأَن لا تَلتَقي حَتّى التَنادِ
فَلَو أَنَّ الرُقادَ يُباعُ بَيعاً / لَأَغلَيتُ الرُقادَ عَلى العِبادِ
لَعَمرُكَ ما هَناكَ قُدومُ فَوزٍ / وَلا جادَت عَلَيكَ بِطيبِ زادِ
يُجَدَّدُ صَرمُها في كُلِّ يَومٍ / وَلَكِن لا يَطولُ بِهِ التَمادي
وَلَو جَدَّ القِلى لَرَحلتُ عَنها / وَلَم نَسكُن جَميعاً في بِلادِ
مَخافَةَ أَن يَقولَ الناسُ إِنّا / خَتَمنا الوُدَّ مِنّا بِالفَسادِ
وَكانَت بِالحِجازِ فَكُنتُ أَرجو / لِرَجعَتِها مُحافَظَةَ الوَدادِ
وَلَو خِفتُ القَطيعَةَ حَيثُ حَلَّت / رَضيتُ بِأَن تُقيمَ عَلى البُعادِ
فَيا حَزَني لِنَفسي بَعدَ فَوزٍ / وَيا طولَ اِغتِرابي وَاِنفِرادي
كَأَنّي لَم أَخُض غَمَراتِ هَولٍ / لِكالِئِها مِنَ اللَحَظاتِ هادِ
أُبادِرُ دونَها عَجَانَ أَمشي / رُوَيدَ المَشيِ مُضطَرِبَ النِجادِ
وَكُنّا عاشِقَينِ ذَوَي صَفاءٍ / وَوَريٍ في الجَوانِحِ ذي اِتِّقادِ
وَكُنّا لا نَبيتُ الدَهرَ حَتّى / نَكونَ مِنَ اللِقاءِ عَلى اِتِّعادِ
فَغيَّرَها الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَصيرُ إِلى التَغيُّرِ وَالنَفادِ
أَما وَالراقِصاتِ بِكُلِّ فَجٍّ / تَؤُمُّ البَيتَ في خَرقٍ وَوادِ
لَقَد ظَفِرَت مَوَدَّتُكُم بِقَلبي / فَحَلَّت في الشَغافِ وَفي الفُؤادي
وَلَو أَنّي أَشاءُ لَواصَلَتني / ذَواتُ حِجىً إِلى وَصلي صَوادِ
عَقائِلُ مِن بَناتِ أَبيكِ صُوَرٌّ / إِليَّ ذَواتُ عَطفٍ وَاِنقيادِ
فَجِئتُكُمُ عَلى ظَمَإٍ لِأَروى / فَلَم يَكُ عِندَكُم بَلَلٌ لِصادِ
وَما جَهلاً تَرَكتُ البَحرَ خَلفي / وَجِئتُكُمُ إِلى مَصِّ الثِمادِ
وَقَد قَلَبَ الزَمانُ عَلَيَّ يُمناً / وَكانَ إِلى شَفاعَتِها عِمادي
وَباحَ بِسِرِّيَ المَكنونِ عيسى / فَأَصبَحَ وَهوَ مِن حَدَثِ الأَعادي
وَأَصبَحتِ العَواشِقُ شامِتاتٍ / وَكُنتُ مِن العَواشِقِ في جِهادِ
تَقولُ وَقَد كَشَفتُ المِرطَ عَنها
تَقولُ وَقَد كَشَفتُ المِرطَ عَنها / وَذَلِكَ لَو ظَفِرتُ بِهِ الخُلودُ
تَنَاوَل ما بَدا لَكَ غَيرَ هَذا / فَفيما دونَ ذا قُتِلَ الوَليدُ
أَرى طَرفي يُشَوِّقُني إِلَيها / كَأَنَّ القَلبَ يَعلمُ ما أُريدُ
تَغارُ عَلَيَّ أَن سَمِعَت بِأُخرى / وَأَطلُبُ أَن تَجودَ فَلا تَجودُ
إِذا اِمتَنَعَ القَريبُ فَلَم تَنَلهُ / عَلى قُربٍ فَذاكَ هُوَ البَعيدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025