المجموع : 24
تُراهُم حينَ صَدّوا عَن لِقائي
تُراهُم حينَ صَدّوا عَن لِقائي / عَلى ذاكَ التَقالي وَالتَنائي
فَقُل لِلشامِتينَ بِنا رُوَيداً / إِلى مَجراهُ يَرجِعُ كُلُّ ماءِ
أَبيتُ اللَيلَ مَكروباً جَلوباً / إِلى حَرِّ الهَوى بَردَ الهَواءِ
وَهَل تَبرا الجَوارِحُ مِن جِراحٍ / أَصابَتها ظُبى حَدقِ الظِباءِ
سَفَكنَ دَمي بِالحاظٍ مِراضٍ / وَما شَأنُ الدُمى سَفكَ الدِماءِ
بِنَفسي مُعرِضاً بَعدَ اِعتِراضِ / مَلولاً ما لِداءٍ مِن دَواءِ
تَزاوَرَ لِاِستِماعِ الزورِ جَهلاً / مِنَ الواشينَ لا أَهلِ الصَفاءِ
وَهَب ما قالَهُ الواشونَ حَقّاً / مِنَ الراقي إِلى بَدرِ السَماءِ
لَقَد أَمسى الَّذي يَبغي حَبيباً / مُحِبّاً باغِياً لِلكيمياءِ
أَيَجمُلُ أَنَ أُضامَ وَدُرُّ نَظمي / أَحَبُّ مِنَ الغِنى بَعدَ العَناءِ
أَمالَ العَرَبَ عَن شَعرِ التِهامي / وَأَغنى العُجمَ عَن شِعرِ السَنائي
ذَرِ الأَتراكَ وَالعَرَبا
ذَرِ الأَتراكَ وَالعَرَبا / وَكُن في حِزبِ مِن غَلَبا
بِجِلَّقَ أَصبَحَت فِتَنٌ / تَجُرُّ الوَيلَ وَالحَرَبا
لَئِن تَمَّت فَوا أَسَفا / وَلَم تَخَرَب فَوا عَجَبا
لَقَد حَسُنتَ بِهِ اليَومَ المَراثي
لَقَد حَسُنتَ بِهِ اليَومَ المَراثي / كَما حَسُنتَ بِهِ أَمسِ الأَهاجي
وَلَكِن لَجَّ في شَتمِ البَرايا / وكانَ القَتلُ عاقِبَةَ اللُجاجِ
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقاماً / بَرى جِسمى مِنَ الشَوقِ الشَديدِ
وَفي البَلَدِ القَريبِ عَدِمتُ صَبري / فَكيفَ أَكونُ في البَلَدِ البَعيدِ
نَوَىً بَعدَ الصَدودِ وَأَيُّ شَيءٍ / أَشَدُّ مِنَ النَوى بَعدَ الصُدودِ
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت
إِذا ما الأَمرَدُ المَصقولُ جاءَت / عَوارِضُهُ فَنَقصٌ في اِزدِيادِ
يَموتُ المَوتَةَ الأُولى فَتُمسي / عَلى خَدَّيهِ أَثوابُ الحِدادِ
وَهَل يَستَحسِنُ الإِنسانُ رَوضاً / إِذا ما حَلَّهُ شَوكُ القَتادِ
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى
إِلامَ أُلامُ فيكَ وَكَم أُعادى / وَأَمرَضُ مِن جَفاكَ وَلَن أُعادا
لَقَد أَلِفَ الضَنَى وَالسَقَمَ جِسمي / وَعَينايَ المَدامِعَ وَالسُهادا
وَها أَنا قَد وَهى صَبري وَشَوقي / إِذا ما قَلَّتِ الأَشواقُ زادا
بِقَلبي ذاتَ خُلخالٍ وَقُلبٍ / تَمَلَّكَ فَودُها مِنّي الفُؤادا
مُهَفهَفَةً كَأَنَّ قَضيبَ بانٍ / تَثَنّى في غَلائِلِها وَمادا
بِوَجهٍ لَم يَزِد إِلّا بَياضاً / وَشِعرٍ لَم يَزِد إِلّا سَوادا
تَعَجَّبُ عاذِلي مِنَ حَرِّ حُبّي / وَمِن بَردِ السُلُوِّ وَقَد تَمادى
وَلا عَجَبٌ إِذا ما آبَ حَرٌّ / بِآبٍ وَمِن جَمادٍ في جُمادى
وَقَد أَنسانِيَ الشيبُ الغَوانِيَ / فَلا سُعدى أُريدُ وَلا سُعادا
وَهَل أَخشى مِنَ الأَنواءِ بُخلاً / إِذا ما يوسُفٌ بِالمالِ جادا
فَتىً لِلدينِ لَم يَبرَح صَلاحاً / وَلِلأَموالِ لَم يَبرَح فَسادا
هُوَ المَعروفُ بِالمَعروفِ حَقّاً / جَوادٌ لَم يَهَب إِلّا الجَوادا
بِهِ الأَشعارُ قَد عاشَت نَفاقاً / وَعِندَ سِواهُ قَد ماتَت كَسادا
يُحِبُّ الخَمسَةَ الأَشباحَ ديناً / وَما يَهوى يَزيداً أَو زِيادا
لَئِن أَعطاهُ نورُ الدينِ حِصناً / فَإِنَّ اللَهَ أَعطاهُ البِلادا
إِلى كَم ذا التَواني في دِمَشقٍ / وَقَد جاءَتكُمُ مِصرٌ تُهادى
عَروسٌ بَعلُها أَسَدٌ هَصورٌ / يَصيدُ المُعتَدينَ وَلَن يُصادا
أَلا يا مَعشَرَ الأَجنادِ سيروا / وَراءَ لِوائِهِ تَلَقَوا رَشادا
وَما كُلُّ اِمرِىءٍ صَلّى مَعَ الناسِ / مَأموناً كَمَن صَلّى فَرادى
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ
لُصوصَ الشامِ توبوا مِن ذُنوبٍ / تُكَفِّرُها العُقوبَةُ وَالصِفادُ
لَئِن كانَ الفَسادُ لَكُم صَلاحاً / فَمولانا الصَلاحُ لَكُم فَسادُ
نَديمي قُم فَقَد صَفَت العُقارِ
نَديمي قُم فَقَد صَفَت العُقارِ / وَقَد غَنّى عَلى الأَيكِ الهَزارُ
إِلى كَم ذا التَواني في الأَماني / أَفِق ما العُمرُ إِلّا مُستَعارُ
وَخُذها مِن يَدَي ظَبيٍ غَريرٍ / بِعَينيهِ فُتورٌ وَاِنكِسارُ
غَزالٌ في لَواحِظِهِ لُيوثٌ / وَفي وَجَناتِهِ ماءٌ وَنارُ
إِذا ما اللَيلُ جَنَّ عَلى أُناسٍ / تَجَلّى مِن ثَناياهُ النَهارُ
يَقولُ لِيَ العَذولُ تَسَلَّ عَنهُ / وَما عُذري وَقَد دَبَّ العِذارُ
فَصَبراً لِلنَوى بَعدَ التَداني / فَلولا الخَمرُ ما ذُمَّ الخُمارُ
نَديمي داِ بِالخَمرِ الخُمارا
نَديمي داِ بِالخَمرِ الخُمارا / أَدر كَأسي يَميناً أَو يَسارا
مُشَعشَعَةً إِذا ما صَفَقوها / بِماءٍ خِلتَها نوراً وَنارا
لَها مِن مَولِدَي موسى وَعيسى / شَرابٌ لِليَهودِ وَلِلنَصارى
سَقى اللَهُ الحِمى وَرَعى لَيالٍ / بِهِ وَبِأَهلِهِ كانَت قِصارا
وَمَسمَعَةً إِذا ما شِئتَ غَنَّت / أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالدِيارا
بَدَت بَدراً وَماجَت دِعصَ رَملٍ / وَماسَت بانَةً وَشَدَت هَزارا
إِذا غازَلتُها أَو غازَلَتني / تَأَمَّلتُ الفَرَزدَقَ وَالنَوّارا
وَيَومَ غَدَت تُعيرُني بِشَيبي / وَقَد رَأَتِ السَكينَةِ والوَقارا
وَما في الشَيبِ عِندَ الناسِ عَيبٌ / إِذا ما عادَ لَيلُهُمُ نَهارا
ولَكِن في الشَبابِ خُزَعبَلاتٌ / لِمَن يَهوى العَذارى وَالعِذارا
عَلِيٌّ صَوتُهُ سَوطٌ
عَلِيٌّ صَوتُهُ سَوطٌ / عَلَينا لا عَلى الفَرَسِ
وَجُملَةُ ضَربِهِ ضَربٌ / لِمُدَّرِعٍ وَمُتَّرِسِ
يَقولُ السامِعونَ لَهُ / رَماهُ اللَهُ بِالخَرَسِ
وَخُذ يا رَبِّ مُهجَتَهُ / إِذا غَنّى خُذي نَفسي
صَلاحُ الدينِ قَد أَصلَحتَ دُنيا
صَلاحُ الدينِ قَد أَصلَحتَ دُنيا / شَقِيٍّ لَم يَبِت إِلّا حَريصا
أَتى مِنكَ السَلامُ لَنا عُموماً / وَجودُكَ جاءَني وَحدي خُصوصا
فَكُنتَ كَيوسُفَ الصِدّيقِ لَمّا / تَلَقّى مِنهُ يَعقوبُ القَميصا
بَكى لي حاسِدي مَيناً وَأدري
بَكى لي حاسِدي مَيناً وَأدري / بِضِحكِ فُؤادِهِ بَينَ الضُلوعِ
وَأَكذَبُ ما يَكونُ الحُزنُ يَوماً / إِذا كانَ البُكاءُ بِلا دُموعِ
إِلى كَم لا يُفارِقُني الفِراقُ
إِلى كَم لا يُفارِقُني الفِراقُ / وَأَحمِلُ في الهَوى ما لا يُطاقُ
لَئِن دامَ المَدى هَجراً وَبَيناً / فَلا شامٌ لَدَيَّ وَلا عِراقُ
أَقولُ لِصاحِبي وَدُموعُ عَيني / تَروقُ لِحاسِدي وَدَمي يُراقُ
أُسِرتُ وَلَم تُغِر لِلسَبي خَيلٌ / قُتِلتُ وَلَم تُقَم لِلحَربِ ساقُ
أَعاذِلُ كَيفَ يَنساني حَبيبٌ
أَعاذِلُ كَيفَ يَنساني حَبيبٌ / وَأَنساهُ وَفي الدُنيا مَشوقُ
يُذَكِّرهُ اِنسِكابَ المُزنِ دَمعي / وَتُذَكِّرُني ثَناياهُ البُروقُ
أَعاذِلُ كَيفَ أَسلو عَن شَقيقٍ / تَساوَت وَجنَتاهُ وَالشَقيقُ
وَاِطَّرَحَ المُدامُ وَفيهِ مِنها / ثَلاثٌ مُقلَةٌ وَفَمٌ وَريقُ
أَعاذِلُ قَلَّ صَبري زادَ شَوقي / حَمَلتُ مِنَ الهَوى ما لا أُطيقُ
أَوَدِّعُهُ وأودِعُهُ فُؤادا / يُعَذِّبُهُ التَفَرُّقُ وَالفَريقُ
رَحَلتَ مِنَ الشَقيفِ إِلى الغُراقِ
رَحَلتَ مِنَ الشَقيفِ إِلى الغُراقِ / بِعَزمٍ كَالمُهَّنَدَةِ الرِقاقِ
وَنَكَّستَ الأَعادي مِنهُ قَهراً / وَمَجدُكَ في ذُرا الجَوزاءِ باقِ
بِجَأشِكَ لا بِجَيشِكَ نِلتَ هَذا / وَبِالتَوفيقِ لا بِالاِتِّفاقِ
فِداؤُكَ مَن مَضى بِالحِصنِ قَبلي / إِلى دارِ الخُلودِ مِنَ الرِفاقِ
وَما نَخشى عَلى الإِسلامِ بَأساً / إِذا هَلَكَ الجَميعُ وَأَنتَ باقِ
أَشاوَرُ كَم تُشاوِرُ كُلَّ خِبٍّ / وَتَنفُقُ عِندَ مِثلِكَ بِالنِفاقِ
أَتَصبِرُ إِن أَتَتكَ بِحارُ خَيلٍ / وَقِدماً ما صَبَرتَ عَلى السَواقي
مَتى رَفَعَت لَكَ السودانُ رَأساً / وَقَد خَلّاهُمُ مِثلَ الزِقاقِ
وَعَيشِكَ ما لَهُ مِن مِصرَ بُدٌّ / وَمِن عِندي ثَلاثاً بِالطَلاقِ
هُوَ الأَسَدُ الَّذي ما زالَ حَتّى / بَنى مَجدَاً عَلى السَبعِ الطِباقِ
وَمَدرَسَةٌ سَيَدرُس كُلَّ شَيءٍ
وَمَدرَسَةٌ سَيَدرُس كُلَّ شَيءٍ / وَتَبقى في حِمى عَلَمٍ وَنُسكِ
تَضَوَّعَ ذِكرُها شَرقاً وَغَرباً / بِنورِ الدينِ مَحمودُ بنُ زَنكي
يَقولُ وَقَولَهُ حَقٌّ وَصِدقٌ / بِغَيرِ كِنايَةٍ وَبِغَيرِ شَكِّ
دِمَشقُ في المَدائِنِ بَيتُ مُلكي / وَهَذي في المَدارِسِ بَيتُ مِلكي
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ / وَسَمعِ ما يُصيخُ إِلى عَذولِ
لَقَد أَخفَيتُ داءَ الحُبِّ حَتّى / خَفيتُ عَنِ الرَقيبِ مِنَ النُحولِ
وَكَيفَ يَصُحّ هَذا الجِسمُ يَوماً / وَآفَتُهُ مِنَ الجَفنِ العَليلِ
وَلَيلٍ مِثلِ يَومِ العَرضِ طَولاً / وَمَن عَوني عَلى اللَيلِ الطَويلِ
وَما لِلصُبحِ فيهِ مِن طُلوعٍ / وَلا لِلنَجمِ فيهِ مِن أُفولِ
أَبُثُّ بِهِ الغَرامَ فَلو رَأَتني / بُثَينَةُ لَم تَبُثَّ هَوى جَميلِ
إِلى كَم نَحنُ في صَدٍّ وَهَجرٍ / وَفي قالٍ مِنَ الواشي وَقيلِ
تُرى يَوماً نَرى فيهِ الأَماني / وَتَجمَعُ شَملَنا كَأسُ الشَمولِ
وَتَعطِفُ لي عَواطِفَ مَن جَفاني / وَيَشفى مِن غَلائِلِهِ غَليلي
تَصَدّى لِلصُدودِ قِلَىً وَبَعدَاً / وَلَن تَخفى عَلاماتُ المَلولِ
وَفي صَبري عَلى التَقبيحِ عُذرٌ / إِذا ما كانَ مِن وَجهِ جَميلِ
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها / لِغَيري حينَ قَرَّبَتِ الجَمالا
وَقَد سَفَرَت لَنا عَن بَدرٍ تَمٍ / غَداةَ البَينِ وَاِنتَقَبَت هِلالا
أَتَصبِر إِن هَجَرنا أَو بَعُدنا / فَقُلتُ نَعَم نَعَم وَالقَلبُ لا لا
يَخافُ البُعدَ مَن أَلِفَ التَداني / وَيَخشى الهَجرَ مَن عَرفِ الوِصالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا / وَسِرنا يَمنَةً وَسَرَوا شِمالا
فَلَستُ تَرى غَداةَ البَينِ إِلّا / عُناةً أَو حُداةً أَو جِمالا
وَمُعتَدِلاً حَكى الخَطِّيَّ لَوناً / وَليناً وَاِهتِزازاً وَاِعتِدَلا
ظَنَنتُ وَلَم يَطُف بي مِنهُ طَيفٌ / وَلَو زارَ الخَيالَ رَأى خَيالا
وَكَيفَ يَكونُ لي صَبرٌ وَفيهِ / خِلالٌ صَيَّرَت جِسمي خِلالا
تَصَيَّدَني الغَزالُ بِمُقلَتَيهِ / وَقِدَماً كُنتُ أَصطادَ الغَزالا
وَقائِلَةً إِلى كَم ذا التَواني / إِذا ما المالُ عَن كَفَّيكِ مالا
فَقُلتُ إِلى صَلاحِ الدينِ قَصدي / فَتىً حازَ الفُتُوَّةَ وَالجَمالا
تَيَمَّم وَجهَهُ تَظفَر بِرُشدٍ / وَكَيفَ يَضِلُّ مَن قَصَدَ الهِلالا
لَقَد فاقَ الأَنامَ أَباً وَعَّماً / كَما فاقَ الأَنامَ أَخاً وَخالا
يُحِبُ المَجدَ وَالعَلياءَ طَبعاً / كَما يَهوى المُحِبّونَ الوِصالا
كَأَنَّ المالَ في كَفَّيهِ ماءٌ / إِذا ما السائِلُ اِستَسقاهُ سالا
صَلاحَ الدينِ قَد أَصلَحتَ حالي / فَلا عاثَت لَكَ الأَيّامُ حالا
بِكَ اِستَغنَيتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍو / وَمَن طَلَبَ الهُدى تَرَكَ الضَلالا
مَحِلُّكَ في النُجومِ إِذا تَدانى / وَضِدُّكَ في التُخومِ إِذا تَعالى
وَإِنَّكَ مِن أَشَدِّ الناسَ بُؤساً / بِلا شَكٍّ وَأَكرَمَهُم رِجالا
أَقاموا في سَماحِهِم بِحاراً / وَأَضحَوا في حَلومِهِم جِبالا
كَأَنَّ الخالَ في الخَدِّ الشِمالِ
كَأَنَّ الخالَ في الخَدِّ الشِمالِ / ظَلامُ الهَجرِ في صُبحِ الوِصالِ