المجموع : 13
أمَا ناجاك بالنَّظرِ الصحيحِ
أمَا ناجاك بالنَّظرِ الصحيحِ / وأنَّ إليك من قلبٍ قَريحِ
فليتكَ حين تهجرُهُ ضِراراً / تَمُنَّ عليه بالقَتلِ المُريحِ
بحُسنك كان أوَّلُ حُسنِ ظنَّي / أما ينهاك حُسنُك عن قبيحِ
وما تنفكُّ مُتَّهِماً لنُصحي / بنفسي نفس مُتَّهمِ النَّصيحِ
أُحبُّ الفيءَ من نَخَلات باري / وجَوسقها المُشيَّد بالصفيحِ
ويُعجبني تناوُحُ أيكتيها / إليَّ برِيح حَوذانٍ وشيح
ولن أنسى مصارعَ للسكارى / ونادبةَ الحمام على الطُّلوح
وكأساً في يمين عقيدِ مَلكٍ / تزين صِفاته غُرَرُ المديح
صريحُ مدامةٍ هَوِيَت صريحاً / وهل تُزري الصريحةُ بالصريح
ألا يا عمرو هل لك في الصبوح / هلم إلى صفية كل روح
فقام على تخاذل مقلتيه / وسلسلها كأوداج الذبيح
وأتبع سكرةً سلفت بأخرى / وخلى الصحو للكز الشحيح
أرى الآمالَ غير معرجاتٍ
أرى الآمالَ غير معرجاتٍ / على أحدٍ سوى الحسن بن سهلِ
يُباري يومه غده سماحاً / كلا اليومين بان بكلِّ فضلِ
أرى حَسناً تقدمَ مُستبداً / بِبَعدٍ من رياسته وقبلِ
فإن حضرتك مشكلةٌ بشكٍّ / شفاك بحكمةٍ وخطابِ فصلِ
سليل مرازبٍ برعوا حلوماً / وراعَ صغيرهم بسدادِ كهلِ
مُلوك إن جريت بهم أبروا / وعزوا أن توازِنَهم بعدلِ
ليهنك أنَّ ما أرجأت رُشدٌ / وما أمضيتَ من قولٍ وفعلِ
وأنَّك مُؤثرٌ للحقِّ فيما / أراك اللَه من قطعٍ ووصلِ
وأنك للجميع حيا ربيعٍ / يصوبُ على قرارةِ كلِّ محلِ
هززتك للصبوحِ وقد نهانا
هززتك للصبوحِ وقد نهانا / أميرُ المؤمنين عن الصيامِ
وعندي من قيانِ القَصرِ عَشرٌ / تَطيبُ بهنّ عاتقةُ المُدامِ
ومن أمثالهن اذا انتشينا / ترانا نجتني ثَمَر الغَرامِ
فكن أنت الجوابَ فليس شيءٌ / أحبَّ إليَّ من حذفِ الكلامِ
دعوتَ الى مماحكةِ الصيام
دعوتَ الى مماحكةِ الصيام / وإعمال الملاهي والمُدامِ
ولو سبقَ الرسولُ لكان سعيي / إليك ينوب عن طول الكلام
وما شوقي إليك بدون شوقي / إلى ثمَر التصابي والغرامِ
ولكن حلَّ في نفرٍ عسوفٌ / بمنشورٍ محلَّ المُستهامِ
حسينٍ فاستباح له حريماً / بطرفٍ باعثٍ سببَ الحِمامِ
وأظهرَ نخوةً وسطا وأبدى / فظاظته بتركٍ للسلام
وأزعجني بألفاظٍ غلاظٍ / وقد أعطيته طرفي زمامي
ولو خالفته لم يخش قتلي / وقنعني سريعاً بالحُسام
أعزِّي يا محمدُ عنك نفسي
أعزِّي يا محمدُ عنك نفسي / معاذ اللَه والأيدي الجِسامِ
فهلا ماتَ قومٌ لم يموتوا / ودوفِعَ عنك لي يومُ الحمامِ
كأن الموتَ صادفَ منك غُنماً / أو استشفى بقُربك من سَقام
فديتك ما لوجهك صد عني
فديتك ما لوجهك صد عني / وأبديت التندمَ بالسلام
أحين خلبتني وقرنت قلبي / بطرفك والصبابةَ في نظام
تنكر ما عهدت لغب يومٍ / فيا قربَ الرضاع من الفطام
لأسرع ما نهيت الى همومي / مروري بالزيارة واللمامِ
لها في وجهها عكن
لها في وجهها عكن / وثلثا وجهها ذقن
وأسنانٌ كريش البط / بين أصولها عفن
سيبقى فيك ما يُهدي لساني
سيبقى فيك ما يُهدي لساني / إذا فنيت هدايا المهرجانِ
قصائدُ تملأُ الآفاقَ مما / أحلَّ اللَه من بسطِ اللسانِ
بها ينفي الكرى السارونَ عنهمذ / ويلهو الشربُ عن وترِ القيانِ
إذا ذكر الأمير نعى الأمينا
إذا ذكر الأمير نعى الأمينا / وان رقد الخلي حمى الجفونا
وما برحت منازل بين بُصرى / وكلواذا تهيج لي الشجونا
عراصُ الملكِ خاويةٌ تهادى / بها الأرواحُ تنسجها فنونا
تخونَ عزَّ ساكنها زمانٌ / تلعبَ بالقرون الأولينا
فشتت شملهم بعد اجتماعٍ / وكنت بحسنِ ألفتهم ضنينا
فلم أر بعدهم حسناً سواهم / ولم ترهم عيونُ الناظرينا
فوا أسفا وان شمت الأعادي / وآه على أمير المؤمنينا
أضل العرفَ بعدك متبعوه / ورفِّهَ عن مطايا الراغبينا
وكن الى جنابك كل يومٍ / يرحنَ على السعودِ ويغتدينا
هو الجبلُ الذي هوت المعالي / لهدته وريع الصالحونا
ستندب بعدك الدنيا جواراً / وتندبُ بعدك الدين المصونا
فقد ذهبت بشاشة كل شيءٍ / وعادَ الدينُ مطروحاً مهينا
تعقد عز متصلٍ بكسرى / وملته وذل المسلمونا
حمدنا اللَه شكراً اذ حبانا
حمدنا اللَه شكراً اذ حبانا / بنصرك يا أمير المؤمنينا
فأنت خليفةُ الرحمن حقاً / جمعت سماحةً وجمعت دينا
محبٌّ نال مكتتماً صفاه
محبٌّ نال مكتتماً صفاه / وأسعده الحبيب على هواه
أضاع اللهوُ أنفسَ ما يعاني / وما عذرُ المضيع لما عناه
فأصبح لا يلام بما جناهُ / من التقصير إنسان سواهُ
أسر ندامةَ الكسعي لما / رأت عيناه ما فعلت يداهُ
غزالٌ ما اجتلاه الطرفُ إلا
غزالٌ ما اجتلاه الطرفُ إلا / تحيرني ملاحةُ وجنتيهِ
خذوا بدمي محاسنه وخصوا / مقبله وبردَ ثنيتيهِ
أما تنفك باكيةً بعينٍ
أما تنفك باكيةً بعينٍ / غزيرٍ دمعها كمد حشاها
تنادي حفرةً أعيت جواباً / فقد ولهت وصم بها صداها