المجموع : 4
بِعَيسا باذَ حُرٌّ مِن قُرَيشٍ
بِعَيسا باذَ حُرٌّ مِن قُرَيشٍ / عَلى جَنَباتِهِ الشَربُ الرِواءُ
يَعوذُ المُسلِمونَ بِحَقوَتَيهِ / إِذا ما كانَ خَوفٌ أَو رَجاءُ
وَبِالميدانِ دَورٌ مُشرِفاتٌ / يُشَيِّدُهُنَّ قَومٌ أَدعِياءُ
وَكَم مِن قائِلٍ إِنّي صَحيحٌ / وَتَأباهُ الخَلائِقُ وَالرُواءُ
لَهُ حَسبٌ يَضِنُّ بِهِ لِيَبقى / وَلَيسَ لِما يَضِنُّ بِهِ بَقاءُ
عَلى الضَبِّيِّ لُؤمٌ لَيسَ يَخفى / يَغطيهِ فَيَنكَشِفُ الغِطاءُ
لَعَمري لَو أَقامَ أَبو خُدَيجٍ / بِناءَ الدارِ ما اِنهَدَمَ البِناءُ
وَكَيفَ تَخافُ مِن بُؤسٍ بِدارٍ
وَكَيفَ تَخافُ مِن بُؤسٍ بِدارٍ / تَكَنَّفَها البَرامِكَةُ البُحورُ
وَقَومٌ مِنهُمُ الفَضلُ بنُ يَحيى / نَفيرٌ ما يُوازِنُهُ نَفيرُ
لَهُ يَومانِ يَومُ نَدىً وَبَأسٍ / كَأَنَّ الدَهرَ بَينَهُما أَسيرُ
إِذا ما البَرمَكِيُّ غَدا اِبنَ عَشرٍ / فَهِمَّتُهُ وَزيرٌ أَو أَميرُ
بَقاءُ الدينِ وَالدُنيا جَميعاً
بَقاءُ الدينِ وَالدُنيا جَميعاً / إِذا بَقِيَ الخَليفَةُ وَالوَزيرُ
يُغارُ عَلى حِمى الإِسلامِ يَحيى / إِذا ما ضَيَّعَ الحَزمَ الغَيورُ
وَلَيسَ يَقومُ بِالإِسلامِ إِلّا / مَعاذٌ يُستَجارُ وَيَستَجيرُ
كِلا يَومَيكَ مِن نَفعٍ وَضَرٍّ / يَحوطُ حِماهُما كَرَمٌ وَخَيرُ
وَما أَلهاكَ عَمّا أَنتَ فيهِ / نَعيمُ المُلكِ وَالوَطِىءُ الوَثيرُ
إِلَيكَ سَبيلُنا مِن كُلِّ وَجهٍ / وَكُلُّ الأَمرِ أَتَ بِهِ بَصيرُ
بَلَوتُ الناسَ مِن عُجمٍ وَعُربٍ / فَما أَحَدٌ يَسيرُ كَما تَسيرُ
فَكُلُّ الأُمورِ مِن قَولٍ وَفِعلٍ / إِذا عَلِقَت يَداكَ بِهِ صَغيرُ
وَفي كَفيكَ مَدرَجَةُ المَنايا / وَمِن جَدواهُما الغَيثُ المَطيرُ
وَأَنتَ العِزُّ في حَربٍ وَسِلمٍ / يُضافُ إِلى مَناكِبِكَ الظُهورُ
عَرَفتَ الدَهرَ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ / فَكُلُّ الرَأيِ أَنتَ بِهِ خَبيرُ
وَلَستَ مُجازِياً بِالضِغنِ ضِغناً / وَلَو أَبدى المُظاهَرَةَ الظَهيرُ
فَكُلُّ الناسِ بَينَ غِنىً وَعَفوٌ / لَدَيكَ كِلاهُما دَرٌّ دَرَورُ
وَما يَخفى عَلَيكَ وَأَنتَ طَبٌّ / بُطونٌ لِلأُمورِ وَلا ظُهورُ
سَرابيلُ المَحامِدِ ضافِياتٌ / عَلَيكَ يَزينُها الوَشيُ الحَبيرُ
وَما نَزَعَتكَ لِلدُّنيا هَناتٌ / إِلَيها أَعيُنُ الوُزَراءِ صورُ
وَما إِن نالَ مِن دينٍ لِدُنيا / قَليلٌ مِن هَواكَ وَلا كَثيرُ
وَكانَت قَبلَكَ الوُزَراءُ فَوضى / يَؤُمُّ كَبيرَهُم فيها الصَغيرُ
وَما إِن جازَ مَقطَعَ كُلِّ حَقٍّ / صُعودٌ في هَواكَ وَلا حُدورُ
تَفَرَّجَت الأُمورُ بِبَرَمَكِيٍّ / تُضيءُ لَهُ المَنابِرُ وَالسَريرُ
حَمَلتَ فَوادِحَ الأَعباءِ عَنّا / عَنِ الإِسلامِ أَن شَكَرَ الشَكورُ
لَن مَلِكٌ نِعمَ وَوَزيرُ مَلكٍ / عَلَيهِ مِن لِباسِ الشَيبِ نورُ
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ / إِذا ما نابَهُ الخَطبُ الكَبيرُ
وَأَجزَلُ ما يَكونُ الدَهرُ رَأياً / إِذا عَمِيَ المُشاوَرُ وَالمُشيرُ
وَلا غَرَسَ الأُمورَ وَلا اِجتَناها / كَيَحيى حينَ يَعزِمُ أِو يَسيرُ
إِذا قامَت مَساعي الفَخرِ يَوماً / عَلى الأَقدامِ أَو مُدِحَ المَريرُ
فَما نَفعٌ كَنَفعِ أَبي عَلِيٍّ / وَلا أَحَدٌ يَصيرُ كَما يَصيرُ
أَمِن رَبعٍ تُسائِلُهُ
أَمِن رَبعٍ تُسائِلُهُ / وَقَد أَقوَت مَنازِلُهُ
بِقَلبي مِن هَوى الأَطلا / لِ حُبٌّ ما يُزايِلُهُ
رُوَيدُكُمُ عَن المَشغو / فِ إِنَّ الحُبَّ قاتِلُهُ
بَلابِلُ صَدرِهِ تَسري / وَقَد نامَت عَواذِلُهُ
أَحَقُّ الناسَ بِالتَفضي / لِ مَن تُرجى فَواضِلُهُ
رَأَيتُ مَكارِمَ الأَخلا / قِ ما ضَمَّت حَمائِلُهُ
فَلَستُ أَرى فَتىً في النا / سِ إِلّا الفَضلُ فاضِلُهُ
يَقولُ لِسانُهُ خَيراً / فَتَفعَلُهُ أَنامِلُهُ
وَمَهما يُرجَ مِن خَيرٍ / فَإِنَّ الفَضلَ فاعِلُهُ