القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 22
جُفونٌ تستَهِلُّ دَمَا
جُفونٌ تستَهِلُّ دَمَا / وجسمٌ مُشْعَرٌ سَقَمَا
وأنّةُ مُوجَعٍ تُبدِي / من الأشْجانِ مَا كَتَمَا
وقلبٌ لو فُرِي بِميا / سِمِ النّيرانِ ما عَلِمَا
وحالٌ لو رآها شَا / مِتٌ أو حاسِدٌ رَحِما
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ / وَبارِقُ مَبسمٍ أَم بَرقُ مُزنِ
وثَغرٌ أَم لآلٍ أَم أَقاحٍ / وَريقٌ أَم رِحيقٌ بِنتُ دَنِّ
وَلَحظٌ أَم سِنانٌ ركَّبُوهُ / بأَسمَرَ مِن نَباتِ الخَطِّ لَدنِ
وأَينَ مِنَ الظِّبا أَلحاظُ ظَبيٍ / ثَنانِي عن سُلُوِّي بالتّثَنِّي
إِذا جاءَ الملالُ لَهُ بِجُرمٍ / مَحاهُ وَجهُهُ بِشَفيعِ حُسنِ
فيا مَن مِنهُ قَلبي في سَعيرٍ / وَعَيني مِنهُ فِي جنّاتِ عَدنِ
حَباكَ هَوايَ منِّي مَحضَ وُدٍّ / تَنَزَّهَ عن مُداجَاةٍ وضِغنِ
وقَبْلَكَ ما تَملَّكَهُ حَبيبٌ / وَلا سَمَحَتْ بهِ نَفْسِي لِخِدْنِ
أَحينَ خَلَبتَني ومَلَكتَ قلبي / قَلبتَ لخُلَّتي ظَهرَ المِجَنِّ
فَهَلاّ قَبلَ يَعلَقُ في فُؤادي / هَواكَ وقبلَ يَغلَقُ فيكَ رَهْنِي
تُساوِرُني هُمومِي بعدَ وَهْنٍ / فَترمِي كلَّ جَارِحَةٍ بَوَهْنِ
أَلَم يكْفِ العواذلَ مِنكَ هجري / وقلبَكَ ما يُجنُّ مِنَ التّجنّي
إِذا فكَّرتُ في إِنفاقِ عُمري / ضَياعاً في هَواكَ قَرعتُ سِنّي
وآسَفُ كيفَ أَخْلَقَ عَهدُ وُدِّي / وآسَى كَيفَ أَخلفَ فيكَ ظَنّي
وأَوجَعُ ما لَقيتُ مِنَ الليالِي / وأَيُّ فِعالِها بي لم يَسُؤني
تَقلُّبُ قَلبِ مَن مَثواهُ قَلبِي / وَجفوةُ مَن طَبَقْتُ عَليهِ جَفْنِي
سَهِرتُ بخرتَبِرتَ فطال لَيْلِي
سَهِرتُ بخرتَبِرتَ فطال لَيْلِي / عليّ ولم يَطُلْ ليلُ النّيَامِ
أفكِّرُ في مُفارقَتِي رِجالاً / همُ الكُرَمَاءُ أبناءُ الكِرامِ
كأنّي السّهمُ يُفْردُ باعتمادٍ / لنَزعِ القوسِ من بينِ السهِامِ
أَبَا البركاتِ لي مولىً جَوادٌ
أَبَا البركاتِ لي مولىً جَوادٌ / مواهبُهُ كمُنهلِّ السّحابِ
يُحكِّمٌ في مكارِمهِ الأمانِي / ولو كلّفْتَهُ ردّ الشّبابِ
فَما بَالي أرَى ما أَبتغِيهِ / بعيداً عند مُنقَطِعِ السّرابِ
وعذرُكَ في قضا شُغلِي قضاءٌ / يُصرِّفُهُ فَما عُذْرُ الجَوابِ
وما أشكُو تلَوُّنَ أهلِ وُدّي
وما أشكُو تلَوُّنَ أهلِ وُدّي / ولو أجْدَتْ شَكَّيتُهم شكوْتُ
مَلِلْتُ عتابَهم ويئستُ منهُم / فما أرجوهُمُ فِمين رَجوتُ
إذا أدْمَتْ قَوارِصُهُم فؤادي / كَظَمتُ على أَذَاهم وانطويْتُ
ورُحتُ عليهِمُ طَلْقَ المُحَيَّا / كأَنّي ما سمِعتُ ولا رأيتُ
تجنَّوْا لِي ذُنوباً ما جنتْها / يَدايَ ولا أَمرتُ ولا نَهيتُ
ولا واللّهِ ما أضمرتُ غدْراً / كما قد أظهَروهُ ولا نَويتُ
ويومُ الحشرِ موعدُنا وتَبدُو / صحيفةُ ما جنَوْهُ وما جنيتُ
أشَمسَ الدّولةِ اُسمعْ بثَّ شَوقٍ
أشَمسَ الدّولةِ اُسمعْ بثَّ شَوقٍ / يَضيقُ بمثِله ذَرعُ الصّبُورِ
لقد أوحَشْتَ دُنيا كُنتَ أُنسِي / بها وسَلَبْتَني رَغَدَ السّرورِ
إذا ما الشّمسُ لم تظهرْ بأرضٍ / فما طيبُ الحياةِ بغيرِ نُورِ
وإن أصبحتَ في خَلَدِي مُقيماً / بحيثُ يَجولُ فِكرِي من ضَمِيرِي
نظامَ الدّينِ لا سُقَيا لخَطبٍ
نظامَ الدّينِ لا سُقَيا لخَطبٍ / رَمانَا بالنّوَى بعدَ اجتماعِ
عدَا حتّى على حُسنِ اصْطبارِي / وضَنّ عليّ حتّى بالوَداعِ
فمَا قلبي لسُلوانٍ مُطيعٌ / ولا السّلوان عنك بمستطاعِ
ولو أَمَّلتُ أَن أَلقاكَ حتَّى / أَبثُّكَ مضمرَ القلبِ الشَّعاعِ
لسرّتْنِي الأمانِي أو لسرّتْ / جَوَى قلبي لبُعدك واُلْتِيَاعي
نظامَ الدّينِ كم فارقتُ خِلاًّ
نظامَ الدّينِ كم فارقتُ خِلاًّ / وكم صَلِيَتْ حشَاي لَظَى اشتياقِ
فلم أجزَعْ لِفَجْئَاتِ التّنائِي / ولم أفْرَقَ لروْعاتِ الفِراقِ
وهأَنذَا لِبُعدكَ إلفُ هَمٍّ / تَفِيضُ له النّفوسُ من المآقي
أُمَنّي قَلبِيَ الخفَّاقَ شوقاً / إليكَ بِقُرْبِ أيّامِ التّلاقي
أبا الحارِثِ اُسلَم من حوادِث دهرِنَا / ومن حَرِّ أنفاسِ المشُوقِ المُفارِقِ
أَذُمُّ إليكَ البينَ إنَّ وشِيكَه / رَمَى كلَّ عظمٍ من عِظَامي بعَارِقَ
وأضللتُ شَمسِي ثم أصبحتُ نَاشداً / لها وهي في غرْبٍ بأرضِ المشَارقِ
أروحُ وأغدُو في هُمومٍ تَعودُني / فيا ليَ من همّيْنِ غادٍ وطَارقِ
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقٍ
إذا صاحبتَ عَمْراً في طريقٍ / فقد سَايَرْتَ ظِلَّكَ في الطّرِيقِ
فإن لم تلقَ إنساناً سِواهُ / تُرافِقُهُ فأنتَ بلاَ رَفِيقِ
نزلتُ بأرضِ بَالْوَا وهي حِصنٌ
نزلتُ بأرضِ بَالْوَا وهي حِصنٌ / عَلاَ حتّى تمنطَقَ بالنّجومِ
برُومٍ لا تلائمُهُم طِباعِي / وما العَربيُّ ذَو إلفٍ بِرُومِ
سَلامُهُمُ هَزَارْ بَاِريكَ مَاذَا / شبيهُ سَلامِ خُزَّانِ النّعِيمِ
وإن كلَّمتَهم قالوا اشكَدِ يمُ / ولستُ بعَالِمٍ معنَى اشكَدِيمِ
وما تَسوَى لُغَى كُومٍ وإنْ هِي / سَجَا لَيلي بهَا وصَفَا نَسيمي
وبَرْدُ ميَاهها وجَنَى جِنَانٍ / تُحيطُ بها ويانعةُ الكُرومِ
مُقامِي بَينَ قَومٍ إنْ تَداعَوْا / سمعتُ دعاءَ أصداءِ وبُومِ
عَتيقٌ كالهلالِ إذا تَبدَّى
عَتيقٌ كالهلالِ إذا تَبدَّى / لسارِي اللّيلِ مِن تحتِ الغُيومِ
تقولُ إذا به الأترابُ حَفُّوا / أهذا البدرُ ما بَينَ النّجومِ
سأرحَلُ عن جَنابِكَ غيرَ قالٍ
سأرحَلُ عن جَنابِكَ غيرَ قالٍ / بِشُكرٍ يفْغَمُ الآفاقَ نَشْرَا
وما شُكرِي لِما أوليتَ كُفءٌ / ولكنّي سأُبلي فيهِ عُذرَا
إلى كَم ترتجي عطفَ الملولِ
إلى كَم ترتجي عطفَ الملولِ / وتستَجْدي نوالاً مِن بَخيلِ
كأنّكَ في الّذي حاولتَ ساعٍ / لجمعِ ضُحى نهارِك بالأَصِيلِ
لقد أوقَعتَ قلبكَ في عَناءٍ / كبيرٍ في رجاءِ جَدَىً قَليلِ
وفي الأطماعِ للمُعتزِّ ذُلٌّ / وحُسنُ اليأسِ عِزٌّ للذَّليلِ
فلا تَعصِ النُّهى فالحزمُ ناهٍ / لمثلكَ عن طِلابِ المستحيلِ
تَناسَوْا أو نَسُوا عهدي ومالُوا / إلى جَحْد الهوى كلَّ المَميلِ
ولمّا أن رَأَوا حَسَني قبيحاً / رأوا غَمْطَ الجميلِ من الجميلِ
سَلَوا وتبدَّلوا بكَ فاُسْلُ عنهُمْ / ودَعْ ما رابَ منهم للبديلِ
ولا تتطلَّبِ الأعواضَ عنهُم / فكلُّ الناسِ من أبناءِ جيلِ
ولا تجزَعْ لغَدرٍ من خَليلٍ / فقد نُسِخَ الوفاءُ مِن الخليلِ
وأَغْضِ على القَذى عيناً وسَكِّنْ / حشاكَ على جَوَى الهَمِّ الدَّخيلِ
صديقٌ لي تَنَكَّرَ بعد وُدٍّ
صديقٌ لي تَنَكَّرَ بعد وُدٍّ / وأُمُّ الغَدرِ في الدُّنيا وَلودُ
أراهُ مَلالُه حَسَني قبيحاً / فصدَّ وأيسَرُ الغَدرِ الصُّدودُ
وذَمّ اليومَ ما حَمدتْه منّي / تجارِبُه وأمس بِه شهيدُ
ولستُ ألومُه فيما أَتَاهُ / أساءَ فرابَهُ الفِعلُ الحميدُ
وقد يَجِدُ المريضُ الماءَ مرّاً / بفيهِ وهْو سلسالٌ بَرودُ
أَراني أستطيلُ مَدى حَياتي
أَراني أستطيلُ مَدى حَياتي / وما في مَفرِقي للشيبِ وَخْطُ
ولو أسْقَطْتُ منه زَمانِ همِّي / لقال الناسُ هذا الشَّخصُ سقْطُ
أفكّرُ في فُرَيَّةَ ما تُلاقي
أفكّرُ في فُرَيَّةَ ما تُلاقي / من الدّنيا فتغشانِي الهُمومُ
وتَصعدُ زفرتِي أسفاً لعلمي / بما يَلقَى من البؤسِ اليتيمُ
وقد أودعتُها رَبّاً كريماً / وما يَنْسَى وديعتَه الكريمُ
نهار الشيب يكشف كل ريب
نهار الشيب يكشف كل ريب / تكفل ستره ليل الشباب
ينم على المعايب والمساوي / كما نم النصول على الخضاب
فهل لي بعد أن أضحى بفودي / نهار الشيب عذر في التصابي
غرضت من الحياة فكل عمري
غرضت من الحياة فكل عمري / تصرم بالحوادث والخطوب
فما طفرت يدي بسرور يوم / بغير هموم حادثة مشوب
صبا كالسكر أعقبه شباب / تقضى بالوقائع والحروب
ووافى بعده شيب بغيض / فلا سقيا لأيام المشيب
أراني طيب لذاتي ولهوي / يعد من الجهالة والعيوب
وأداني إلى كبر وضعف / وأدواء خفين على الطبيب
إذا رمت النهوض ظننت أني / حملت ذرى الشناخب من عسيب
فإن أنا قمت بعد الجهد أمشي / فمشي حين أعجل كالدبيب
تسيرني العصا هونا وخلفي / مسير الموت كالريح الهبوب
وأفنى الموت إخواني وقومي / وأترابي فها أنا كالغريب
وفيما قد لقيت ردى وموت / ولكن ليس قلبي كالقلوب
أبى لي أن أبالي بالرزايا
أبى لي أن أبالي بالرزايا / فؤاد لا يروع بالخطوب
ونفس لا تسف لمستفاد / ولا تأسى على وفر سليب
وعلمي أن ما أهوى وأخشى / يزول بغير شك عن قريب
شكا ألم الفراق الناس قلبي
شكا ألم الفراق الناس قلبي / وروع بالنوى حي وميت
وأما مثل ما ضمت ضلوعي / فإني ما سمعت ولا رأيت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025