المجموع : 5
وإِنْ بَدَتْ السُّتُورُ لَنا رَأَيْنا
وإِنْ بَدَتْ السُّتُورُ لَنا رَأَيْنا / بُزَاةً قَدْ قُرِنَّ بِطَيْرِ ماءِ
وأُسْداً في مَرابِضِها ظِباءٌ / تُقابِلُها على حَالِ اسْتِواءِ
فَلا هَذا يُرَاعُ لِذا وَلا ذا / يُرَوِّعُ ذا بِجَوْرٍ وَاعْتِداءِ
كَأَنَّ الدّارَ مَكَّةُ وهي أَمْنٌ / لِتِلْكَ الوَحْشِ من سَفْكِ الدِّماءِ
أَلا فَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ خَيْراً
أَلا فَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمَنَ خَيْراً / وَسِرْ بِالكَأْسِ نَحْوَ السُّكْرِ سُكْرا
فأَيّامُ الهُمومِ مُقَصَّصَاتٌ / وأَيّامُ السُّرورِ تَطيرُ طَيْرا
بِقاعٌ أَشْرَقَتْ فَكَأَنَّ فيها
بِقاعٌ أَشْرَقَتْ فَكَأَنَّ فيها / وَميضَ البَرْقِ مِنْ فَرْطِ البَريقِ
وأَوْديةٌ كَأَنَّ الزَّهْرَ فيها / يَوَاقيتُ تُفَصَّلُ بِالعَقيقِ
لَها حَصْباءُ كَالكافورِ بُثَّتْ / عَلى تُرْبٍ خُلِقْنَ مِنَ الخَلوقِ
أَلَسْتَ تَرى الظَّلامَ وقَدْ تَوَلّى
أَلَسْتَ تَرى الظَّلامَ وقَدْ تَوَلّى / وعُنْقودَ الثُّرَيّا وقَدْ تَدَلّى
فَدونَكَ قَهْوَةً لَمْ يُبْقَ مِنْها / تَقادُمُ عَهْدِها إِلاَّ الأَقَلاَّ
بَزَلْنا دَنَّها واللَّيْلُ داجٍ / فَصَيَّرَتِ الدُّجى شَمْساً وظِلاَّ
غَدَتْ دَارُ الأَميرِ كَما رَوَينا
غَدَتْ دَارُ الأَميرِ كَما رَوَينا / مِنْ الأَخْبارِ عَنْ حُسْنِ الجِنانِ
عَلَتْ جُدْرانُها حتَّى لَقُلْنا / سَيَقْصُرُ عَنْ مَداها الفَرْقَدانِ
وجالَ الطَّرْفُ في مَيْدانِ صَحْنٍ / يُرَدُّ الطَّرْفَ دونَ مَداهُ وانِ
تَرى فيهِ حَدائِقَ ناضِراتٍ / تشبههن أَقْداحُ الغَواني
تُشيرُ إِلى الصَّبوحِ بِغَيْرِ طَرْفٍ / وتَسْتَدْعي الغَبوقَ بِلا لِسانِ
كَأَنَّ تَفَتُّحَ الخِشْخاشِ فيهِ / عَلى أَوْراقِهِ الخُضْرَ اللِّدانِ
سَوالِفُ غانِياتٍ فاتِناتٍ / علت قمص الفريد الخسرواني
وصبغ شَقائِق النُّعْمان تَحْكي / يَواقيتاً نظمن عَلى اقْتِرانِ
وأَحْياناً تُشَبِّهُها خُدوداً / كَسَتْها الرّاحُ ثَوْبَ الأُرْجوانِ
على أَنّا سَنَنْعَتُ ذا وهذا / بِنِسْبَتِهِنَّ ما يَتَغَيَّرانِ
هُما في صِحَّةٍ وبَديعِ لَفْظٍ / كَما قُرِنَ الجُمانُ معَ الجُمانِ
شَقائِقٌ مثلَ أَقْداحٍ مِلاءٍ / وخِشْخاشٍ كَفارِغَةِ القناني
ولَمّا غازَلَتْها الرّيحُ خِلْنا / بِها جَيْشَيْ وَغىً يَتَقاتَلانِ
غَدَتْ راياتُهُمْ بيضاً وحُمْراً / تُميلُها الفَوارِسُ لِلطِّعانِ
ولِلمَنْثورِ أَنْوارٌ تَراها / كَما أَبْصَرْتَ أَثْوابَ القيانِ
تَخالُ بِهِ ثُغوراً باسِماتٍ / إِذا ما افْتَرَّ نُورُ الأُقْحوانِ
وآَذَرْيونَهُ قَدْ شَبَّهوهُ / بِتَشْبيهٍ صَحيحٍ في المَعاني
كَكَأْسٍ مِنْ عَقيقٍ فيهِ مِسْكٌ / وهَذا الحَقُّ أُيِّدَ بِالبَيانِ