المجموع : 74
إذا اقْتُسِمت أقاليمُ المَعالي
إذا اقْتُسِمت أقاليمُ المَعالي / وفُضَّتُ بينَ أخلالٍ وِضاءِ
فَخطُّ الاسْتِواءِ ومَا يليهِ / لحُسنِ العَهدِ مِنها والوَفاءِ
لوِ ارْتاحَ الزَّمانُ إلى عِتابي
لوِ ارْتاحَ الزَّمانُ إلى عِتابي / وأنصَفَ سائليهِ في الجَوابِ
لما عاتبْتُهُ إلاَّ على ما / أغارَ عَليَّ من شَرخِ الشَّبابِ
ومن بَهَجَاتِ أيَّامٍ سَرتْ بي / إلى فَلكِ البُروجِ من التُّراب
تَحَفَّفْ بي ووفَّتْني حُظوظي / وصفَّتْ مَشْرَبي وكَفَتْ طِلابي
كتبْتُ إليه أستهديهِ وَصْلاً
كتبْتُ إليه أستهديهِ وَصْلاً / فأقلقَني بوَعدٍ في الجَوابِ
ألا ليتَ الجَوابَ يكونُ حقّاً / فيَشفي ما أحاطَ مِنَ الجوى بي
كتبْتُ فلم يُجِبْني عن كِتابي
كتبْتُ فلم يُجِبْني عن كِتابي / فأهَّلْني لتسريحِ الجَوابِ
تُرِحْني بالإجابَةِ من هُمومٍ / أحاطَتْ من تَباريحِ الجَوى بي
أتاني اليومَ مِن كافي الكُفاةِ
أتاني اليومَ مِن كافي الكُفاةِ / كِتابٌ جَلَّ قدراً عن صِفاتي
فكانَ فُراتَ آمالٍ ظمِاءٍ / وكانَ حياةَ أحوالٍ رُفاتِ
كتابُكَ سَيِّدي جَلَّي هُمومي
كتابُكَ سَيِّدي جَلَّي هُمومي / وجَلَّ بهِ اغتِباطي وابتِهاجي
كِتابٌ في سرائرهِ سُرورٌ / مُناجِيهِ مِنَ الأحزانِ ناجي
فكْم معنىً بديعٍ تْحتَ لَفظٍ / هُناكَ تزاوَجَا أيَّ ازدِواجِ
كَراحٍ في زُجاجٍ بل كَرُوحٍ / سَرتْ في جسمِ مُعتدلِ المِزاجِ
لكُمْ تاجُ الأُبُوَّةِ راقَ حُسنا
لكُمْ تاجُ الأُبُوَّةِ راقَ حُسنا / وفَوقِ الرِّزقِ دُونَكُمُ الرِّتاجُ
تَشينُكُمُ حوائجُكُمْ إلينا / وكيفَ يَروقُ للمُحتاجِ تاجُ
ومَعشوقٍ يتيهُ بوَجهِ عاجٍ
ومَعشوقٍ يتيهُ بوَجهِ عاجٍ / كأنَّ الصُّدْغَ خُطَّ بِلامِ زاجِ
سقاني خَمرةٌ من مُقلَتَيْهِ / وخَمرُ المُقلتَيْنِ بلا مِزاجِ
فديتُكَ يا مُحمَّدُ من كَريمٍ
فديتُكَ يا مُحمَّدُ من كَريمٍ / هَنيءٍ صَرفُهُ عذبُ المِزاجِ
لهُ في النَّظمِ مِنهاجٌ بديعٌ / وليسَ لِذلكَ المِنهاجِ هاجِ
معانيهِ بُروجٌ ليس تُرْقى / وهلْ يَرقى إلى الأبراجِ راجِ
وأقسمَ لا يُكلَّمُني لَحيْني
وأقسمَ لا يُكلَّمُني لَحيْني / وقد جاوزْتُ في التّعميرِ نُوحا
فقلتُ لِصاحبيَّ هلكْتُ حَتْماً / فقُوما واندُبا وَعَليَّ نُوحا
إذا ما جادَ بالأموالِ ثَنَّى
إذا ما جادَ بالأموالِ ثَنَّى / ولم تُدرِكْهُ في الجُودِ النَّدامَهْ
وإنْ هجَسَتْ خواطِرُهُ بجمعٍ / لِريْبِ حوَادثٍ قالَ النَّدى مَهْ
سلِ اللهَ الغَنِيَّ تَسْأَلْ جَوادا
سلِ اللهَ الغَنِيَّ تَسْأَلْ جَوادا / أمِنتَ على خزائِنِه النَّفادا
وإن أصفاكَ سُلطانٌ بقُرب / فلا تُغْفِلْ تَرقُّبَكَ البِعادا
فقدْ تدني المُلوكُ لدى رضاها / وتُبعِدُ حين تَحتَقِدُ احتِقادا
كَما المِرِّيخ بالتَّثليثِ يُعطي / وبالتَّربيعِ يَسلُبُ ماأفادا
فديْتُكَ قد وعْدتَ فقُلْ صريحاً
فديْتُكَ قد وعْدتَ فقُلْ صريحاً / متى يخضَرُّ للمَوعودِ عُودُ
وقلتَ الجودُ بالموجودِ شَرْطي / فهلْ يرتاحُ للمَوجودِ جُودُ
بِنَيْسابورَ ساداتٌ كِرامٌ
بِنَيْسابورَ ساداتٌ كِرامٌ / ترى أحلامَهُمْ أحلامَ عادِ
إذا بدءُوا بخيرٍ تَّمموهُ / وعادُوا بعدَهْ أحلى معَادِ
رأيتُ النّاسَ مَنْ يُحسِنْ إليهمْ
رأيتُ النّاسَ مَنْ يُحسِنْ إليهمْ / ويَأْمَنْ مكرَهُمْ فهوَ السَّعيد
وذاكَ لأَنّ شرَّهُمُ قريبٌ / وخيرَهُمُ إذا اختُبروا بَعيدُ
إذا بدُءوا بظُلمٍ تَمَّموهُ / ولم يرضَوا به حتى يُعِيدوا
وإمّا أَوْمَضوا يوماً بوَغدٍ / فوعدُهُمُ إذا امتُحِنوا وَعِيدُ
فديْتُكَ ليسَ ما أولَيْتَ بكْرا
فديْتُكَ ليسَ ما أولَيْتَ بكْرا / ولا شُكري لما أوليْتَ بكْرا
كِلانا صائغٌ فتَصوغُ بِّراً / تُحَلِّيني بهِ وأصوغُ شُكْرا
أمّا في النّاسِ مُرتادٌ لِحمدٍ
أمّا في النّاسِ مُرتادٌ لِحمدٍ / وساعٍ في ثوابٍ أو لأجْرِ
يقولُ لِمَنْ هَواهُ في فُؤادي / جوىً في جَنبِ رُوح المرء تجري
سبأتَ بطولِ هَجري واجتنابي / كأنَّكَ ناشِئٌ في حِجْرِ هَجْرِ
إذا وُلِّيتَ فاعُمرْ ما تَليهِ
إذا وُلِّيتَ فاعُمرْ ما تَليهِ / بعَدلِكَ فالإمارَةُ بالعمارَهْ
وأفضلُ مُستَشارٍ كُلَّ وَقتٍ / زمانُكَ فاقتَبسْ مِنهُ الإشارَهْ
قصدتُكَ أركَبُ البِيدَ القِفار
قصدتُكَ أركَبُ البِيدَ القِفار / فما أطعَمْتَني خُبزاً قَفارا
ولم تمنَحْ لِنَقْعِ صَدايَ ماءً / ولم تقدَحْ لِوَسْمِ قِرايَ نارا
ولكنِّي أُولِّي اليَومَ نَفسي / ولستُ بقابِلٍ منِها اعتِذارا
لِماذا يمَّمَتْ دارَ امرِئٍ لا / يخُطُّ لنَفسهِ في المَجدِ دارا
فيا قَدَمي قدِمْتِ على خَسارٍ / وتَسقيني المَذَلَّة والصَّغارا
ويا قَدَمي جَنَيْتِ عليَّ كسراً / فظيعاً لا أرى مِنه انجبارا
فَمنْ يقتلْهُ ذو بَغْيٍ فإنِّي / أرى قَدَمي أراقَ دمي جِهارا
أبا العبّاسِ لا تحسِبْ بأنَّي
أبا العبّاسِ لا تحسِبْ بأنَّي / لِسِنِّي من حُلى الأشعارِ عاري
فلي طبعٌ كسَلسالٍ مَعينٍ / زُلالٍ من ذُرا الأحجارِ جارِ
إذا ما أكْبتِ الأدوارُ زَنداً / فلي زَندٌ على الأدوارِ وارِ