المجموع : 3
هُدِّمَت الحياضُ فلَمْ يُغادَرْ
هُدِّمَت الحياضُ فلَمْ يُغادَرْ / لِحَوْضٍ من نصائبِهِ إزاءُ
لِخَوْلَةَ إذ هُمُ مَغْنَى، وأهْلِي / وَأَهْلُكَ ساكنونَ مَعًا رِثَاءُ
فَلأْيَا ما تَبِينُ رُسومُ دَارٍ / وما أَبْقَى من الحَطَبِ الصِّلاَءُ
وإنِّي والذي حَجَّتْ قُريشٌ / مَحَارِمَهُ وما جَمَعَتْ حِراءُ
وَشَهْرِ بني أُميَّةَ والهدايا / إذا حُبِسَتْ مُضَرِّجَها الدِّماءُ
أَذُمُّكِ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عَيْنِي / عليَّ إذًا من اللهِ العَفاءُ
أُقِرُّ بِحِكْمِكُمْ ما دُمتُ حيًّا / وألزَمُهُ وإنْ بُلِغَ الفَناءُ
فلا تتعوَّجُوا في الحُكْمِ عَمْدًا / كما يتعَوَّجُ العودُ السَّراءُ
ولا آتي لكُمْ مِن دونِ حَقٍّ / فأُبْطِلَهُ كما بَطَلَ الحِجاءُ
فإنّكَ والحكومةَ يا ابن كَلْبٍ / عليَّ وأنْ تُكَفِّنَنِي سَواءُ
خُذُوا دَأْبًا بما أَثْأَيْتُ فِيكُمْ / فليسَ لَكُمْ على دَأْبٍ عَلاءُ
وليسَ لِسُوقِهِ فَضْلٌ علينا / وفي أَشْياعِكُمْ لَكُمْ بَواءُ
فهلْ لَكَ في بني حُجْرِ بنِ عَمْرٍو / فَتَعْلَمَهُ وأَجْهَلَهُ وَلاءُ
أَوِ العنقاءِ ثَعْلَبَةَ بنِ عمرٍو / دِماءُ القَومِ للكَلْبِي شِفاءُ
وما إِنْ خِلْتُكُمْ من آلِ نَصْرٍ / مُلوكًا والملوكُ لَهُمْ غَلاءُ
ولكنْ نِلْتُ مَجْدَ أَبٍ وخَالٍ / وكان إليهِما يَنْمِي العَلاءُ
أَبُوكَ بُجَيِّدٌ والمرءُ كَعْبٌ / فَلَمْ تَظْلِمْ بِأَخْذِكَ ما تَشاءُ
ولكنْ مَعْشَرٌ من جَذْمِ قَيْسٍ / عُقُولُهُمْ الأَبَاعِرُ والرِّعاءُ
وقد شَجِيَتْ إن اسْتَمْكَنْتُ منها / كما يَشْجَى بِمِسْعَرِهِ الشِّواءُ
قَناةُ مُذَرَّبٍ أَكْرَهْتُ فيها / شُرَاعِيًّا مَقَالِمُهُ ظِمَاءُ
ألا أَبْلِغْ بني لُبْنى رَسُولاً
ألا أَبْلِغْ بني لُبْنى رَسُولاً / لِعَبْدٍ والأُمورُ لها دواعِي
ولا أَعْني بني لُبْنى لِعَوْفٍ / وَكَعْبٌ لا أَقولُ لهم سَراعِ
أولئكَ إخوتي وخيارُ رَهْطِي / بِهِمْ نَهْضي خَشِيتُ أَو امتناعِي
أبى حَسَبي وفاضِلَتي ومَجْدِي / وإيثاري المكارِمَ والمساعِي
وقومٌ هُمْ أَحَلُونِي وَحَلُّوا / من العَلْيا بِمُرْتَقَبٍ يَفَاعِ
وكنتُ إذا مُنِيتُ بَخَصْمِ سَوءٍ / دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقَاعِ
فَتُبْدِي عن قِفارِ الصُّلْبِ طَوْرًا / وَطَورًا قد تَجُوبُ عن النُّخَاعِ
أَلَمْ أَظْلِفْ عن الشعراءِ نَفْسي / كما ظَلَفَ الوَسيقَةَ بالكُراعِ
فلا أَقْتاتُ إلاّ فوقَ قُفٍّ / يَذلُّ بذي الحوافِرِ أو يَفاعِ
إذا ما كنتُ مِثْلَ ذَوِي عُوَيفٍ / ودينارٍ فقام عَلَيَّ نَاع
فَلَوْلا أَنَّني رَحُبَتْ ذِرَاِعي
فَلَوْلا أَنَّني رَحُبَتْ ذِرَاِعي / بِإِعْطاءِ المفارِقِ والحِقَاقِ
وإبْسالي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ / بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مُراقِ
لَقِيتُمْ مِنْ تَدَرُّئِكُمْ علينا / وَقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَرَاقِ