المجموع : 5
جَمالَكَ أَيُّها القَلبُ القَريحُ
جَمالَكَ أَيُّها القَلبُ القَريحُ / سَتَلقى مَن تُحِبُّ فَتَستَريحُ
نَهَيتُكَ عَن طِلابِكَ أُمَّ عَمرٍ / بِعاقِبَةٍ وَأَنتَ إِذٍ صَحيحُ
فَقُلتُ تَجَنَّبَن سُخطَ اِبنِ عَمٍّ / وَمَطلَبَ شُلَّةٍ وَنَوىً طَروحُ
وَما إِن فَضلَةٌ مِن أَذرِعاتٍ / كَعَينِ الديكِ أَحصَنَها الصُروحُ
مُصَفَّقَةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ / شَآمِيَّةٌ إِذا جُلِيَت مَروحُ
إِذا فُضَّت خَواتِمُها وَفُكَّت / يُقالُ لَها دَمُ الوَدَجِ الذَبيحُ
وَلا مُتَحَيِّرٌ باتَت عَلَيهِ / بِبَلقَعَةٍ يَمانِيَةٌ تَفوحُ
خِلافَ مَصابِ بارِقَةٍ هَطولٍ / مُخالِطِ مائِها خَصَرٌ وَريحُ
بِأَطيَبَ مِن مُقَبَّلِها إِذا ما / دَنا العَيّوقُ وَاِكتَتَمَ النُبوحُ
وَأَشعَثَ مالَهُ فَضَلاتُ ثَولٍ
وَأَشعَثَ مالَهُ فَضَلاتُ ثَولٍ / عَلى أَركانِ مَهلَكَةٍ زَهوقِ
قَليلٍ لَحمُهُ إِلّا بَقايا / طَفاطِفِ لَحمِ مَمحوصٍ مَشيقِ
تَأَبَّطَ خافَةً فيها مِسابٌ / فَأَضحى يَقتَري مَسَداً بِشيقِ
عَلى فَتخاءَ يَعلَمُ حَيثُ تَنجو / وَما في حَيثُ تَنجو مِن طَريقِ
وَكانَت وَقبَةً في رَأسِ نيقٍ / دُوَينَ الشَمسِ ذاتَ جَنىً أَنيقِ
فَيَمَّمَ وَقبَةً أَعيا جَناها / عَلى ذي النِيقَةِ اللَبِقِ الرَفيقِ
فَجاءَ بِها سُلافاً لَيسَ فيها / قَذىً صَهباءَ تَسبِقُ كُلَّ ريقِ
فَذاكَ تِلادُهُ وَمُسَلجَماتٌ / نَظائِرُ كُلُّ خَوّارٍ بَروقِ
لَهُ مِن كَسبِهِنَّ مُعَذلَجاتٌ / قَعائِدُ قَد مُلِئنَ مِنَ الوَشيقِ
وَبِكرٌ كُلَّما مُسَّت أَصاتَت / تَرَنُّمَ نَغمِ ذي الشَرعِ العَتيقِ
لَها مِن غَيرِها مَعَها قَرينٌ / يَرُدُّ مِراحَ عاصِيَةٍ صَفوقِ
لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ
لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ / لِكُلِّ بَني أَبٍ مِنها ذَنوبُ
لَقَد لاقى المَطِيَّ بِجَنبِ عُفرٍ / حَديثٌ لَو عَجِبتَ لَهُ عَجيبُ
أَرِقتُ لِذِكرِهِ مِن غَيرِ نَوبٍ / كَما يَهتاجُ مَوشِيٌّ ثَقيبُ
سَبِيٌّ مِن يَراعَتِهِ نَفاهُ / أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلوبُ
إِذا نَزَلَت سَراةُ بَني عَدِيٍّ / فَسَلهُم كَيفَ ما صَعَهُم حَبيبُ
يَقولوا قَد وَجَدنا خَيرَ طِرفٍ / بِرُقيَةَ لا يُهَدُّ وَلا يَخيبُ
دَعاهُ صاحِباهُ حينَ خَفَّت / نَعامَتُهُم وَقَد حُفِزَ القُلوبُ
مَرَدٌّ قَد يَرى ما كانَ فيهِ / وَلكِن إِنَّما يُدعى النَجيبُ
فَأَلقى غِمدَهُ وَهَوى إِلَيهِم / كَما تَنقَضُّ خائِتَةٌ طَلوبُ
مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ وَالذُنابى / كَأَنَّ سَراتَها اللَبَنُ الحَليبُ
نَهاهُم ثابِتٌ عَنهُ فَقالوا / تُعَيِّبُنا العَشائِرُ لَو يَؤوبُ
عَلى أَنَّ الفَتى الخُثَمِيَّ سَلّى / بِنَصلِ السَيفِ حاجَةَ مَن يَغيبُ
وَقالَ تَعَلَّموا أَن لا صَريخٌ / فَأُسمِعَهُ وَلا مَنجىً قَريبُ
وَأَن لا غَوثَ إِلّا مُرهَفاتٌ / مُسالاتٌ وَذو رُبَدٍ خَشيبُ
فَإِنَّكَ إِن تُنازِلُني تُنازَل / فَلا تَكذِبكَ بِالمَوتِ الكَذوبُ
كَأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسدِ تَرجٍ / يُنازِلُهُم لِنابَيهِ قَبيبُ
وَلكِن خَبِّروا قَومي بَلائي / إِذا ما اِسّاءَلَت عَنّي الشُعوبُ
وَلا تُخنوا عَلَيَّ وَلا تَشِطّوا / بِقَولِ الفَخرِ إِنَّ الفَخرَ حوبُ
تُؤَمِّلُ أَن تُلاقِيَ أُمَّ وَهبٍ
تُؤَمِّلُ أَن تُلاقِيَ أُمَّ وَهبٍ / بِمَخلَفَةٍ إِذا اِجتَمَعَت ثَقيفُ
إِذا بُنِيَ القِبابُ عَلى عُكاظٍ / وَقامَ البَيعُ وَاِجتَمَع الأُلوفُ
تُواعِدُنا عُكاظَ لَنَنزِلَنهُ / وَلَم تَعلَم إِذاً أَنّي خَليفُ
فَسَوفَ تَقولُ إِن هِيَ لَم تَجِدني / أَخانَ العَهدَ أَم أَثِمَ الحَليفُ
وَما إِن وَجدُ مُعوِلَةٍ رَقوبٍ / بِواحِدِها إِذا يَغزو تُضيفُ
تُنَفِّضُ مَهدَهُ وَتَذُبُّ عَنهُ / وَما تُغني التَمائِمُ وَالعُكوفُ
تَقولُ لَهُ كَفَيتُكَ كُلَّ شَيءٍ / أَهَمَّكَ ما تَخَطَّتني الحُتوفُ
أُتيحَ لَهُ مِنَ الفِتيانِ خِرقٌ / أَخو ثِقَةٍ وَخِرّيقٌ خَشوفُ
فَبَينا يَمشِيانِ جَرَت عُقابٌ / مِنَ العِقبانِ خائِتَةٌ دَفوفُ
فَقالَ لَهُ وَقَد أَوحَت إِلَيهِ / أَلا لِلَّهِ أُمُّكَ ما تَعيفُ
بِأَرضٍ لا أَنيسَ بِها يَبابٍ / وَأَمسِلَةٍ مَدافِعُها خَليفُ
فَقالَ لَهُ أَرى طَيراً ثِقالاً / تُبَشِّرُ بِالغَنيمَةِ أَو تُخيفُ
فَأَلفى القَومَ قَد شَرِبوا فَضَمّوا / أَمامَ الماءِ مَنطِقُهُم نَسيفُ
فَلَم يَرَ غَيرَ عادِيَةٍ لِزاماً / كَما يَتَهَدَّمُ الحَوضُ اللَقيفُ
فَراغَ وَزَوَّدوهُ ذاتَ فَرغٍ / لَها نَفَذٌ كَما قُدَّ الحَشيفُ
وَغادَرَ في رَئيسِ القَومِ أُخرى / مُشَلشِلَةً كَما قُدَّ النَصيفُ
فَلَمّا خَرَّ عِندَ الحَوضِ طافوا / بِهِ وَأَبانَهُ مِنهُم عَريفُ
فَقالَ أَما خَشيتَ وَلِلمَنايا / مَصارِعُ أَن تُخَرِّقَكَ السُيوفُ
فَقالَ لَقَد خَشيتُ وَأَنبَأَتني / بِهِ العِقبانُ لَو أَنّي أَعيفُ
وَقالَ بِعَهدِهِ في القَومِ إِنّي / شَفَيتُ النَفسَ لَو يُشفى اللَهيفُ
أَمِنكَ البَرقُ أَرقُبُهُ فَهاجا
أَمِنكَ البَرقُ أَرقُبُهُ فَهاجا / فِبِتُّ إِخالُهُ دُهماً خَلاجا
تَكَلَّلَ في الغِمادِ فَأَرضُ لَيلى / ثَلاثاً لا أُبينُ لَهُ اِنفِراجا
فَما أَصحى هَمِيُّ الماءِ حَتّى / كَأَنَّ عَلى نَواحي الأَرضِ ساجا