المجموع : 23
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ / وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي / فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً / وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا / وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ / يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً / فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ / فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي / وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ / وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ / فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا / فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن / إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ / فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ / وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن / لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاءُ
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً / وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ / وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ / فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً / كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ / وَمَن حَقَّرَ الرِجالَ فَلَن يُهابا
وَأَنطَقَتِ الدَراهِمُ بَعدَ صَمتٍ
وَأَنطَقَتِ الدَراهِمُ بَعدَ صَمتٍ / أُناساً بَعدَما كانوا سُكوتا
فَما عَطَفوا عَلى أَحَدٍ بِفَضلٍ / وَلا عَرَفوا لِمَكرُمَةٍ ثُبوتا
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ / فَيَمِّم مَن بَنى لِلَّهِ بَيتا
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ / وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيتا
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ / فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ / وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ
إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي
إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي / فَخَلِّ الهَمَّ عَنّي يا سَعيدُ
وَلا تَخطُر هُمومَ غَدٍ بِبالي / فَإِنَّ غَداً لَهُ رِزقٌ جَديدُ
أُسَلِّمُ إِن أَرادَ اللَهُ أَمراً / فَأَترُكُ ما أُريدُ لِما يُريدُ
وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري
وَلَولا الشِعرُ بِالعُلَماءِ يُزري / لَكُنتُ اليَومَ أَشعَرَ مِن لَبيدِ
وَأَشجَعَ في الوَغي مِن كُلِّ لَيثٍ / وَآلِ مُهَلَّبٍ وَبَني يَزيدِ
وَلَولا خَشيَّةُ الرَحمَنِ رَبّي / حَسِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ عَبيدي
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ / وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما أَرادَ
يَقولُ المَرءُ فائِدَتي وَمالي / وَتَقوى اللَهِ أَفضَلُ ما اِستَفادَ
إِذا ما كُنتَ ذا فَضلٍ وَعِلمِ
إِذا ما كُنتَ ذا فَضلٍ وَعِلمِ / بِما اِختَلَفَ الأَوائِلُ وَالأَواخِر
فَناظِر مَن تُناظِرُ في سُكونٍ / حَليماً لا تَلِحُّ وَلا تُكابِر
يُفيدُكَ ما اِستَفادَ بِلا اِمتِنانٍ / مِنَ النُكَتِ اللَطيفَةِ وَالنَوادِر
وَإِيّاكَ اللَجوجَ وَمَن يُرائي / بِأَنّي قَد غَلَبتُ وَمَن يُفاخِر
فَإِنَّ الشَرَّ في جَنَباتِ هَذا / يُمَنِّيَ بِالتَقاطُعِ وَالتَدابِر
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ / قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصرٍ / وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي / أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماسي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَلَيها / كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناسي
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي / فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ / وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم / لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي / وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي / وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ / مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي / فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها
لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها / إِمامُ المُسلِمينَ أَبو حَنيفَه
بِأَحكامٍ وَآثارٍ وَفِقهٍ / كَآياتِ الزَبورِ عَلى الصَحيفَه
فَما بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ / وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا بِكوفَه
فَرَحمَةُ رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ / مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت صَحيفَه
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ / وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن / يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ / كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ / وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ / وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ
دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ وَطءٍ / وَإِدخالُ الطَعامِ عَلى الطَعامِ
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا / وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ / وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ / وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا