المجموع : 24
دَعَوتُ الحَيَّ نَصراً فَاِستَهَلّوا
دَعَوتُ الحَيَّ نَصراً فَاِستَهَلّوا / بِشُبّانٍ ذَوي كَرَمٍ وَشيبِ
عَلى جُردٍ كَأَمثالِ السَعالي / وَرَجلٍ مِثلِ أَهمِيَةِ الكَثيبِ
فَما جَبُنوا وَلَكِنّا نَصَبنا / صُدورَ الشَرعَبِيَّةِ لِلقُلوبِ
فَكَم غادَرنَ مِن كابٍ صَريعٍ / يَمُجُّ نَجيعَ جائِفَةٍ ذَنوبِ
وَتِلكُم عادَةٌ لِبَني رَبابٍ / إِذا ما كانَ مَوتٌ مِن قَريبِ
فَأَجلَوا وَالسَوامُ لَنا مُباحٌ / وَكُلُّ كَريمَةٍ خَوٍّ عَروبِ
وَقَد تُرِكَ اِبنُ بَكرٍ في مَكَرٍّ / حَبيساً بَينَ ضِبعانٍ وَذيبِ
أَقَرَّ العَينَ أَن عَصَبَت يَداها
أَقَرَّ العَينَ أَن عَصَبَت يَداها / وَما إِن يُعصَبانِ عَلى خِضابِ
فَأَبقاهُنَّ أَنَّ لَهُنَّ جَدّاً / وَواقِيَةً كَواقِيَةِ الكِلابِ
لَعَمرُكَ ما كُلَيبٌ حينَ دَلّى
لَعَمرُكَ ما كُلَيبٌ حينَ دَلّى / بِحَبلٍ كَلبَهُ فيمَن يَميحُ
بِأَعظَمَ مِن بَني سُفيانَ بَغياً / وَكُلُّ عَدوِّهِم مِنهُم مُريحُ
فَإِنّا بَينَ غَولٍ أَن تَضِلّوا
فَإِنّا بَينَ غَولٍ أَن تَضِلّوا / فَحائِلِ سوقَتَينِ إِلى نِساحِ
فَدارَةِ مُحصِنٍ فَبِذي طُلوحٍ / فَسَرداحِ المَثامِنِ فَالضَواحي
أَعاذِلُ إِنَّما أَفنى شَبابي
أَعاذِلُ إِنَّما أَفنى شَبابي / رُكوبِيَ في الصَريخِ إِلى المُنادي
مَعَ الفِتيانِ حَتّى كَلَّ جِسمي / وَأَقرَحَ عاتِقي حَملُ النِجادِ
أَعاذِلُ إِنَّهُ مالٌ طَريفٌ / أَحَبُّ إِلَيَّ مِن مالٍ تِلادِ
أَعاذِلُ عُدَّتي بَدَني وَرُمحي / وَكُلُّ مُقَلِّصٍ شَكِسِ القِيادِ
وَيَبقى بَعدَ حِلمِ القَومِ حِلمي / وَيَفنى قَبلَ زادَ القَومِ زادي
وَلَستُ بِثَعلَبٍ إِن كانَ كَونٌ
وَلَستُ بِثَعلَبٍ إِن كانَ كَونٌ / يَدُسُّ بِرَأسِهِ في كُلِّ جُحرِ
أَلا بَكَرَت تَلومُ بِغَيرِ قَدرِ
أَلا بَكَرَت تَلومُ بِغَيرِ قَدرِ / فَقَد أَحفَيتِني وَدَخَلتِ سِتري
فَإِن لَم تَترُكي عَذلي سَفاهاً / تَلُمكِ عَلَيَّ نَفسُكِ أَيَّ عَصرِ
أَسَرَّكِ أَن يَكونَ الدَهرُ سَدّى / عَلَيَّ بِشَرِّهِ يَغدو وَيَسري
وَإِن لا تُرزَئي نَفساً وَمالاً / يَضُرُّكِ هُلكُهُ في طولِ عُمري
لَقَد كَذَبَتكِ نَفسُكِ فَاِكذِبيها / فَإِن جَزَعاً وَإِن إِجمالَ صَبرِ
فَإِنَّ الرُزءَ يَومَ وَقَفتُ أَدعو / فَلَم يَسمَع مُعاوِيَةُ بنُ عَمروِ
رَأَيتُ مَكانَهُ فَعَطَفتُ زَوراً / وَأَيُّ مَكانِ زَورٍ يا اِبنَ بَكرِ
عَلى إِرَمٍ وَأَحجارٍ وَصيرٍ / وَأَغصانٍ مِنَ السَلَماتِ سُمرِ
وَبُنيانُ القُبورِ أَتى عَلَيها / طَوالُ الدَهرِ مِن سَنَةٍ وَشَهرِ
وَلَو أَسمَعتَهُ لَأَتى حِثيثاً / سَريعَ السَعيِ أَو لَأَتاكَ يَجري
بِشِكَّةِ حازِمٍ لا عَيبَ فيهِ / إِذا لَبِسَ الكُماةُ جُلودَ نَمرِ
فَإِمّا تُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً / بِمَسهَكَةٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ
فَرُبَّتَ غارَةٍ أَوضَعتَ فيها / كَسَحِّ الهاجِري جَرَيمَ تَمرِ
وَعَزَّ عَلَيَّ هُلكُكَ يا بنَ عَمروٍ / وَما لي عَنكَ مِن عَزمٍ وَصَبرِ
رَدَدنا الحَيَّ مِن أَسَدٍ بِضَربٍ
رَدَدنا الحَيَّ مِن أَسَدٍ بِضَربٍ / وَطَعنٍ يَترُكُ الأَبطالَ زورا
تَرَكنا مِنهُمُ سَبعينَ صَرعى / بِبُسيانٍ وَأَبرَأنا الصُدُرا
مُجاوِرَةٌ سَوادَ النيرِ حَتّى
مُجاوِرَةٌ سَوادَ النيرِ حَتّى / تَضَمَّنَها غُرَيقَةُ فَالجِفارُ
فَلَمّا أَن أَتَينَ عَلى أَرومٍ / وَجُذَّ الحَبلُ وَاِنقَطَعَ الإِمارُ
لِمَن طَلَلٌ بِذاتِ الخَمسِ أَمسى
لِمَن طَلَلٌ بِذاتِ الخَمسِ أَمسى / عَفا بَينَ العَقيقِ فَبَطنِ ضَرسِ
أُشَبِّهُها غَمامَةَ يَومِ دَجنٍ / تَلَألَأَ بَرقُها أَو ضَوءَ شَمسِ
فَأُقسِم ما سَمِعتُ كَوَجدِ عَمروٍ / بِذاتِ الخالِ مِن جِنٍّ وَإِنسِ
وَقاكِ اللَهُ يا اِبنَةَ آلِ عَمروٍ / مِنَ الفِتيانِ أَمثالي وَنَفسي
فَلا تَلِدي وَلا يَنكَحكِ مِثلي / إِذا ما لَيلَةٌ طَرَقَت بِنَحسِ
إِذا عُقبُ القُدورِ تَكَنَّ مالاً / تُحِبُّ حَلائِلُ الأَبرامِ عِرسي
لَقَد عَلِمَ المَراضِعُ في جُمادى / إِذا اِستَعجَلنَ عَن حَزٍّ بِنَهسِ
بِأَنّي لا أَبيتُ بِغَيرِ لَحمٍ / وَأَبدَءُ بِالأَرامِلِ حينَ أُمسي
وَأَنّي لا يَهِرُّ الضَيفَ كَلبي / وَلا جاري يَبيتُ خَبيثَ نَفسي
وَتَزعُمُ أَنَّني شَيخٌ كَبيرٌ / وَهَل أَخبَرتُها أَنّي اِبنُ أَمسِ
تُريدُ أُفَيحِجَ القَدَمَينِ شَثناً / يُقَلِّعُ بِالجَديرَةِ كُلِّ كِرسِ
وَأَصفَرَ مِن قِداحِ النَبعِ صُلبٍ / بِهِ عَلَمانِ مِن عَقَبٍ وَضَرسِ
دَفَعتُ إِلى المُفيضِ إِذا اِستَقَلّوا / عَلى الرَكَباتِ مَطلَعَ كُلِّ شَمسِ
وَإِن أَكدى فَتامِكَةٌ تُؤَدّي / وَإِن أَربى فَإِنّي غَيرُ نِكسِ
وَمُرقِصَةٍ رَدَدتُ الخَيلَ عَنها / بِموزِعَةِ التَوالي ذاتِ قِلسِ
وَما قَصُرَت يَدي عَن عُظمِ أَمرٍ / أَهُمُّ بِهِ وَما سَهمي بِنَكسِ
وَما أَنا بِالمُزَجّى حينَ يَسمو / عَظيمٌ في الأُمورِ وَلا بِوَهسِ
وَقَد أَجتازُ عَرضَ الخَرقِ لَيلاً / بِأَعيَسَ مِن جِمالِ العيدِ جَلسِ
كَأَنَّ عَلى تَنائِفِهِ إِذا ما / أَضاءَت شَمسُهُ أَثوابَ وَرسِ
فَإِن لَم تَشكُروا لي فَاِخلِفوا لي
فَإِن لَم تَشكُروا لي فَاِخلِفوا لي / بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى حُراضِ
أَعَبدَ اللَهِ إِن سَبَّتكَ عِرسي
أَعَبدَ اللَهِ إِن سَبَّتكَ عِرسي / تَساقَطَ بَعضُ لَحمي قَبلَ بَعضِ
إِذا عِرسُ اِمرِئٍ شَتَمَت أَخاهُ / فَلَيسَ فُؤادُ شانِئِهِ بِحَمضِ
مَعاذَ اللَهِ أَن يَشتُمنَ رَهطي / وَأَن يَملِكنَ إِبرامي وَنَقضي
لَعَمرُ بَني شِهابٍ ما أَقاموا
لَعَمرُ بَني شِهابٍ ما أَقاموا / صُدورَ الخَيلِ وَالأَسَلِ النِياعا
وَلَكِنَّني كَرَرتُ بِفَضلِ قَومي / فَجُدتُ بِنِعمَةٍ وَحَوَيتُ باعا
وَذَلِكَ فِعلُنا في كُلِّ حَيٍّ / وَنَنتَجِعُ الأَقاصِيَّ اِنتِجاعا
فَلَو أَنّي أُطِعتُ لَكانَ حَدّي
فَلَو أَنّي أُطِعتُ لَكانَ حَدّي / بِأَهلِ المَرخَتَينِ إِلى دُفاقِ
بَني الدَيّانِ رُدّوا مالَ جاري
بَني الدَيّانِ رُدّوا مالَ جاري / وَأَسرى في كُبولِهُمُ الثِقالِ
وَرُدّوا السَبيَ إِن شِئتُم بِمَنٍّ / وَإِن شِئتُم مُفاداةً بِمالِ
فَأَنتُم أَهلُ عائِدَةٍ وَفَضلٍ / وَأَيدٍ في مَواهِبِكُم طِوالِ
مَتى ما تَمنَعوا شَيئاً فَلَيسَت / حَبائِلُ أَخذِهِ غَيرَ السُؤالِ
وَحَربُكُم بَني الدَيّانِ حَربٌ / يَغَضُّ المَرءُ مِنها بِالزُلالِ
وَجارَتُكُم بَني الدَيّانِ بَسلٌ / وَجارُكُمُ يُعَدُّ مَعَ العِيالِ
حَذا عَبدُ المَدانِ لَكُم حَذاءً / مُخَضَّرَةِ الصُدورِ عَلى مِثالِ
بَني الدَيّانِ إِنَّ بَني زِيادٍ / هُمُ أَهلُ التَكَرُّمِ وَالفَعالِ
فَأَولوني بَني الدَيَّنِ خَيراً / أُقِرُّ لَكُم بِهِ أُخرى اللَيالي
غَشيتُ بِرابِغٍ طَلَلاً مُحيلا
غَشيتُ بِرابِغٍ طَلَلاً مُحيلا / أَبَت آياتُهُ أَلّا تَحولا
تَعَفَّت غَيرَ سُفعٍ ماثِلاتٍ / يَطيرُ سَوادُهُ سَمَلاً جَفَولا
سَواكِنُهُ جَوامِعُ بَينَ جَأبٍ / يُساقِطُ بَينَ سِمنَتِهِ النَسيلا
إِذا ما صاحَ حَشرَجَ في سَحيلٍ / وَإِرنانٍ فَأَتبَعَهُ سَحيلا
وَظِلمانٍ مُجَوَّفَةٍ بَياضاً / وَعَينٍ تَرتَعي مِنهُ بَقولا
وَقَفتُ بِها سَراةَ اليَومِ صَحبي / أُكَفكِفُ دَمعَ عَيني أَن يَسيلا
أَلا أَبلِغ وُشاةَ الناسِ أَنّي / أَكونُ لَهُم عَلى نَفسي دَليلا
بِأَنّي قَد تَرَكتُ وِصالَ هِندٍ / وَبُدِّلَ وُدُّها عِندي ذُهولا
فَإِن آتِ الَّذي تَهوَونَ مِنها / فَقَد عاصَيتُها زَمَناً طَويلا
فَلا تَلِدي وَلا يَنكَحكِ مِثلي / إِذا طَرَدَ السَفا هَيفاً نَصولا
وَأَجدَبَتِ البِلادُ فَكُنَّ غُبراً / وَعادَ القَطرُ مَنزوراً قَليلا
فَإِنَّكِ إِن سَأَلتِ سَراةَ قَومي / إِذا ما حَربُهُم نَتَجَت فَصيلا
أَلَستُ أُعِدُّ سابِغَةً وَنَهداً / وَذا حَدَّينِ مَشهوراً صَقيلا
وَأَعفو عَن سَفيهِهُمُ وَأُرضي / مَقالَةَ مَن أَرى مِنهُم خَليلا
بِجَنبِ الشِعبِ يُرهِقُني إِذا ما / مَضى فيهِ الرَعيلُ رَأى رَعيلا
وَنَحنُ مَعاشِرٌ خَرَجوا مُلوكاً / تَفُكُّ عَنِ المُكَبَّلَةِ الكُبولا
مَتى ما تَأتِ نادينا تَجِدنا / جَحاجِحَةً خَضارِمَةً كُهولا
وَشُبّاناً إِذا فَزِعوا تَغَشّوا / سَوابِغَ يَسحَبونَ لَها ذُيولا
فَإِنَّكَ وَاِعتِذارَكَ مِن سُوَيدٍ
فَإِنَّكَ وَاِعتِذارَكَ مِن سُوَيدٍ / كَحائِضَةٍ وَمَشرَحُها يَسيلُ
وَلا تَخفى الضَغينَةُ حَيثُ كانَت
وَلا تَخفى الضَغينَةُ حَيثُ كانَت / وَلا النَظَرُ الصَحيحُ مِنَ السَقيمِ
أَنامِلُها وَإِن دُهِنَت غِلاظٌ / وَأَوجُهِها بِها أَبَداً كُلومُ
مَتى ما تَدعُ قَومَكَ أَدعُ قَومي
مَتى ما تَدعُ قَومَكَ أَدعُ قَومي / وَحَولي مِن بَني جُشَمٍ فِئامُ
فَوارِسُ بُهمَةٌ حُشدٌ إِذا ما / بَدا حُضرُ الحَيِيَّةِ وَالخِدامُ
أَتوعِدُني وَدونَكَ بَرقُ شَعرٍ
أَتوعِدُني وَدونَكَ بَرقُ شَعرٍ / وَدوني بَطنُ شَمظَةَ فَالفَيامُ