المجموع : 20
أَبو خَلَفٍ أَبو تَلَف
أَبو خَلَفٍ أَبو تَلَف / إِذا فاتَكتَهُ فَتَكا
وَمَن يَحلُل بِساحَتِهِ / لِيُؤذِيَهُ فَقَد هَلَكا
هُوَ الرَّجُلُ المُحَبَّبُ وَال / مُكَرَّمُ حَيثُما سَلَكا
يُرَجِّلُ جُمَةً عجلِيَّةً / شابَت وَما اِحتَنَكا
لَهُ سَيفٌ إِذا لاقى / مَناطَ قَلايد بتكا
وَإِن هُوَ كَرَّ في الرَّو / عِ جذّ الدرع أَوهَتَكا
وَيَطعَنُ طَعنَةً نَجلا / تُغَلِّسُ أَينَما حَشَكا
أَبو دَهمانَ داهِيَةٌ نادُ
أَبو دَهمانَ داهِيَةٌ نادُ / لَهُ في كُلِّ مُنتَجَعٍ مَصادُ
إِذا غَنّى وَهَزهَزَ مَنكِبَيهِ / وَأَعجَبَ وَاِطمَأَنَّ بِهِ الوسادُ
وَساقَ حَديثُ مِصرَ وَساكِنَيها / وَما صَنَعَ الخَصيبُ وَما أفادوا
وَقالَ أَنا اِبنُ حِميَرَ وَرَّثَتني / مَكارِمَها وَأَخوالي مُرادُ
دَعاكَ بِفَضلِ ثَوبِكَ مُستَعيراً / له فَإِذا انطَوى فَالثَّوبُ رادُ
وَأَنكَرَ بَعدُ مُعتَذِراً بسكرٍ / وَبَعضُ القَولِ لَيسَ لَهُ اِنقِيادُ
فَما لَكَ إذ سكرتَ أَخَذتَ ثَوبي / وَثَوبُكَ دونَهُ الحَتفُ المُقادُ
فَأَقسَمَ لَو سَرَقتَ عصيَّ بِنتي / تَشَكّى الكبر فَهيَ لَهُ عِمادُ
وَجاءَتكَ المَلائِكُ شافِعات / مَعَ الأَرضينَ وَالسَّبعُ الشِّدادُ
لَما اِستَعطَفت رَدَّهُم بغيظ / وَلَو سَلَقَتكَ أَلسِنَةٌ حِدادُ
سَقامي في تَقَلُّب مُقلَتَيكا
سَقامي في تَقَلُّب مُقلَتَيكا / وَبُرئي في رُضابِ ثَنِيَّتيكا
وَحُسنُ مَحاسِن الدُّنيا جَميعاً / يَلوحُ لِناظِري في وَجنَتَيكا
إِذا عَذَّبتني فَجَعَلتَ حَظّي / بِأَنّي قَد أَموتُ فَما عَلَيكا
وَدَعني لا يَهُمُّكَ ما بِجِسمي / وَلا أَشكو الهَوى أَبَداً إِلَيكا
صَغيرُ هَواكَ عَذَّبَني
صَغيرُ هَواكَ عَذَّبَني / فَكَيفَ بِهِ إِذا اِحتَنَكا
وَأَنتَ جَمَعتَ مِن قَلبي / هَوىً قَد كانَ مُشتَرِكا
وَحَبسُ رِضاكَ يَقتُلُني / وَقَتلي لا يَحِلُّ لَكا
أَما تَرثي لِمُكتَئِبٍ / إِذا ضَحِكَ الحَزينُ بَكى
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد / فَقُلتُ نَعَمْ رَأَيتُ أَبا الحُبابِ
فَقالوا لا عَلَيكَ رَأَيتَ مِنهُ / كَأَشبَه بِالغُرابِ مِنَ الغُرابِ
فَدَيتُكَ إِنَّ شُربي في كَنيف
فَدَيتُكَ إِنَّ شُربي في كَنيف / وَنَدماني البَعيدِ مِنَ الطَّريفِ
دَعاني كَي تَقَرَّ العَينُ مِنّي / فَأَسخَنَها بِأَقوامٍ لَفيفِ
تُقَوِّمُهُم إِذا بيعوا جَميعاً / بِكسوَتِهِم قَريباً مِن رَغيفِ
فَلَم أَر فِتيَةً إِمّا تَغَنَّوا / كَأَنَّ غِناءَهُم ضَربُ السُّيوفِ
سِوى النَّفَرِ الَّذينَ فَرَرتُ مِنهُم / أُبالِطُهُم إِلى رَبّ رَؤوفِ
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا / وَأَثرى وَاِستَفادَ أَبا
لِتَهنِكَ دَولَةٌ حَدثَت / فَأَحدَثَ عِزُّها نَسَبا
صَنايعه إِلى الأَنذا / لِ تُخبِر أَنَّهُ كذَبا
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي / فَبادَرتِ الدُّموعُ عَلى ثِيابي
وَقالَ القَلبُ سَمعُكَ ساقَ حَتفي / عَلى عَمدٍ وَأَغرَقَ في عَذابي
فَقالَت سَمعُكَ الجاني هَلاكي / بِأَغلَظَ ما يَكونُ مِنَ العِقابِ
وَلا تَغفَل فَتفقِدني فَأَبقى / بِلا قَلبٍ إِلى يَومِ الحِسابِ
فَإِنِّي بَينَ أَطيافِ المَنايا / مُقيمٌ بَينَ أَظفارٍ وَنابِ
فَقالَ السَّمعُ حينَ عَتَبتُ لمهُ / على حُبِّ الخدَلَّجَةِ الكعابِ
وَعَيتُ كَلامَ مُكتَحِلٍ غَريرٍ / فَأَعياني لَهُ رَجعُ الجَوابِ
فَأَدَّيتُ الكَلامَ وَلَم أجِبهُ / إِلى القَلبِ المولَّع بِالتَّصابي
فَعاقِب قَلبَكَ المِلجاجَ فيهِ / وَدَعني لا تَنطَّع في عِقابي
فَقُلتُ صَدَّقَتني وَعَذَلَت قَلبي / وَلَم أحمِل عَلى عَيني عِتابي
فَقالَ القَلبُ ثُمَّ أَقَرَّ ها قَد / عَشِقتَ أَميرَةً تَهوى اِجتِنابي
تَصَبَّر قَد سَقَينَكَ كَأسَ عِشقٍ / حُمَيَّاها تَجول على الحِجابِ
تُنَغِّصُكَ الطَّعامَ وَكُلَّ عَيشٍ / وَتَمزُج ما يَسوؤك بِالشَّرابِ
فَقُلتُ لَهُ قَطَعتَ الصُّلبَ مِنّي / وَقَد أَلصَقتَ خَدِّي بِالتُّرابِ
لَعَلَّكَ قَد كَلِفتَ بِحُبِّ قَصف / فَقالَ القَلبُ قَد قَرطَست ما بي
فَقُلتُ قَتَلتَني وَأَذَبتَ جِسمي / وَقَد آذَنتَ روحي بِالذّهابِ
كَأَنّي عَن قَليلٍ غَير شك / مُسَجَّى بَينَ أَصحابي لِما بي
وَما لي لا أَموتُ وَهَمُّ نَفسي / يُباعِدُني وَيَزهَدُ في اِقتِرابي
إِذا عاهَدتُهُ عَهدَ التَّصابي / يُصَيِّرُ عَهدَهُ لَمعَ السَّرابِ
يُريدُ بِذاكَ تَعذيبي وَغَيظي / وَتَصييرَ الوِصالِ إِلى تَبابِ
وَلَم يَرحَم مُطالَبَتي وَجَهدي / وَما لاقيتُ من طول اكتِئابِ
أَصابَ جَفاؤُهُ قَلبي بِضُرٍّ / وَأَخلَقَ ما لَبِستُ مِنَ الثِّيابِ
وَناوَلَني وَراءَ الظَّهرِ مِنِّي / بِيُسرى الكَفِّ في غِلَظ كِتابي
فَكَيفَ تَلَطُّفي لِأَغَرَّ أَحوَى / إِذا ما زُرتُ أَسرَفَ في سبابي
لَقَد كُنتُ الغَني فَلَم يُجِرني / شَقاءُ الجَدِّ مِن حُبِّ الخِلابِ
تَنَصَّلَ بَعدَ ما ظَلَما
تَنَصَّلَ بَعدَ ما ظَلَما / فَعادَ لِوَصلِ ما صَرَما
وَقُلتُ لعالم بِالأَم / رِ مُنتَفِعٍ بِما عَلِما
أَلَستَ تَرى تَلَفُّتَهُ / فَقالَ نَعَم رَأَيتُ فَما
أَما يَكفيكَ أَنَّكَ كُن / تَ يَوم لَقيتَهُ عَلَما
فَقُلتُ تَذوقُهُ فَلَعَلَّ ذا / كَ الخَدَّ قَد لُثِما
فَقَدَّمَ رَغبَةً قَدَما / وَأَخَّرَ رَهبَةً قَدَما
يُحاوِلُ غَمرَةً وَيَخا / فُ عِندَ وُقوعِها النَّدَما
فَكابَرَ طَرفُهُ فيها / فَأَرسَلَها وَما اِعتَزَما
فَما بَلَغَتهُ وَهيَ الحَر / بُ حَتّى رَدَّها سِلما
كَأَنهُ كانَ يَرقُبُها / فَحينَ عَنَينَهُ فَهِما
وَأَقبَلَ بَعدَها مُتَخَدْ / درا يَتَعَسَّفُ الحشما
يَسيلُ جَبينُهُ عَرَقا / وَتَقطُرُ وَجنَتاهُ دَما
وَيُقصِرُ طَرفَهُ كَيلا / تَرى عَيناهُ مُتَّهَما
يُبادِرُ أَن يُراحَ لِكَي / يَصحَّ لَهُ الَّذي حَتَما
فَحط بِرحلِنا نعماً / فَبِتنا نَشكُرُ النِّعما
أَشوفُ مُقَلَّدا سَبطا / وَأَرشُفُ بارِداً شَبما
أَقولُ لَهُ وَقَد سَنَحَ ال / عِتابُ عَلَيهِ فَانتَظَما
أَذنباً كُنتَ تَحسبُ جَفْ / وَتي بِاللَّهِ أَم كَرَما
أَما اِستَحيَيتَ يَوم كَذا / وَيَومَ كَذا أَما وَأَما
فَنَكَّسَ ناظِراً في ظَه / رِ كَفٍّ يُنبِتُ العَنَما
وَقالَ وَما عَلى رَجُلٍ / أُسيءَ بِهِ إِذا اِنتَعَما
أَلَم تَرَ أَنَّ خَيرَ النَّاسِ أَودى
أَلَم تَرَ أَنَّ خَيرَ النَّاسِ أَودى / فَيا للنَّاس للحَدَث العَظيمِ
جَزاكَ اللَّهُ يَومَ فَقَدتَ عَنّا / جَزاءَ الوالِدِ البَرِّ الرَّحيمِ
وُليتَ فَلَم تَزَل حَيّاً وَمَيتاً / عَلى نَهجِ الطَّريقِ المُستَقيمِ
وَوَلَّيتَ الخِلافَةَ سايسيها / فَلا حكش وَلا اِبن أَبي حَكيمِ
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها / أُحاوِلُ صَرفَهُ عَنِّي فَيابى
أُقاتِلُهُ لأَصرِفَهُ قِتالاً / وَيَأبى نَحوَها إِلَّا ذهابا
فَطَرفي هكَذا وَإِذا أَرادَت / لِتَصرِفَ طَرفَها عَنِّي أَجابا
أَحينَ مَلَكتَ يا إِنسانُ أَمري / فَتَحتَ مِنَ العَذابِ عَلَيَّ بابا
أَدالَ اللَّهُ مِنكَ بِيَومِ صِدقٍ / يَكونُ لِما سَبَقتَ بِهِ عِقابا
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي / فَقَد كَثُرَت مُناقَلَةُ العِتابِ
إِذا ذُكِرَ السُّلوُّ عَنِ التَّصابي / نَفَرتَ مِن اِسمِهِ نَفرَ الصِّعابِ
وَكَيفَ يُلامُ مِثلُكَ في التَّصابي / وَأَنتَ فَتى المَجانَةِ وَالشَّبابِ
سَأَعزِفُ إِن عزَفت عَنِ التَّصابي / فَأَغرَتني المَلامَةُ بِالتَّصابي
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ
شَجاني صائِحٌ يَدعو بِبَينٍ / وَأَرَّقَني بُكاءُ الباكِيينِ
وَناحَ الطّائِرانِ فَهَيَّجاني / وَشَوَّقَني بُكاءُ الطايِرينِ
بَكَيتُ فَأَسعَداني حينَ ناحا / فَلَم أَرَ مِثلَ ذَينكَ مُسعِدَينِ
كَأَنَّهُما أَرادا أَن يهيجا / هَوايَ فَأَبكَيا قَلبي وَعَيني
أَطَلتَ مَلامَتي يا صاحِ جَهلاً / وَبَعضُ اللَّومِ شَينٌ غَيرُ زَينِ
وَلَو كُنتَ العَليم بِما أَلاقي / عَطِفتَ عَلَيَّ عَطفَ الوالِدَينِ
حُرِمتُ نَوالَها مِن غَيرِ ذَنب / سِوى كَذِبٍ رُميتُ بِهِ وَمَينِ
إِذا سُمِعَت مَقالاتُ الأَعادي / فَذاكَ فَسادُ بَينَ العاشِقينِ
عَلَيكَ مواعِدٌ أَقسَمتُ إِلَّا / وَفَيتَ بِهِنَّ لي وَقَضَيتَ دَيني
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ
أَباحَ الدَّمع سِرّاً لَم أَبُحهُ / فَدَمعي آفَتي لا تَظلِميني
فَما ذَنبي إِذا كانَت دُموعي / تُعينُ عَلَيَّ أَسبابَ المنونِ
إِذا ظَنَّ الجَليسُ بِبَعضِ ما بي / نَصَبنَ لِعَينِهِ وَجهَ اليَقينِ
وَنُرمى بِالظُّنونِ إِذا اِلتَقَينا / فَتَكشِفُ لمحَتي لُبسَ الظُّنونِ
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ / لما حاذَرتُ مِن سوءِ الجَوابِ
وَلَم أَرَ حيلَةً تُجدي لِنَفعٍ / لَدَيكُم غَيرَ صَبري وَاِحتِسابي
وَأَعمَلتُ الأَماني فيكِ حَتَّى / كَأَنِّي قَد مَلَكتُكِ في الحِسابِ
أُعاتَبُ في الهَوى وَأَقَلُّ وَجدي / بِمَن أَهوى يَجل عَنِ العِتابِ
أَأَحيا بَعدَ صَدِّك إِن عُمري
أَأَحيا بَعدَ صَدِّك إِن عُمري / لَعَمرُكَ بَعدَ ذا عُمرٌ طَويلُ
بُليتُ عَلى مُطاوَلَة اللَّيالي / وَحُبُّك ما يمحُّ وَما يَزولُ
رَأَيتُكَ قَد عَقَدتَ عَلى جَفائي / كَأَنَّ زِيارَتي ذَنبٌ جَليلُ
سِهامُ المَوتِ مُقبِلَةٌ وَإِنِّي / أَرى أَنِّي لِأَوَّلِها قَتيلُ
أَلَم تَعجَب لِمُكتَئِبٍ حَزينٍ
أَلَم تَعجَب لِمُكتَئِبٍ حَزينٍ / حَليفَ صَبابَةٍ وَخَدَّينِ صَبرِ
يَقولُ إِذا سَأَلت بِهِ بِخَيرٍ / وَكَيفَ يَكونُ مَهجور بِخَيرِ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ / تُخُرمَ مِن أَحبَتنا حَبيبُ
فَماتَ الشِّعرُ مِن بَعد اِبن أَوس / فَلا أَدَب يُحَسُّ وَلا أَديبُ
وَكُنتَ ضَريبَ وَحدِكَ يا اِبنَ أَوس / وَهذا الناسُ أَخلافٌ ضُروبُ
لَئِن قَطَعَتكَ قاطِعَةُ المَنايا / لَمَنكَ وَفيكَ قُطِّعَتِ القُلوبُ
سَماعاً يا عِبادَ اللَّهِ مِنّي
سَماعاً يا عِبادَ اللَّهِ مِنّي / وَكُفّوا عَن مُلاحَظَةِ المَلاحِ
فَإِنَّ الحُبَّ آخِرُهُ المَنايا / وَأَوَّلُهُ يُهَيّجُ بِالمِزاحِ
وَقالوا دَع مُراقَبَةَ الثُرَيّا / وَنَم فَاللَّيلُ مُسوَدُّ الجَناحِ
فَقُلتُ وَهَل أَفاقَ القَلبُ حَتّى / أَُفَرِّقَ بَينَ لَيلى وَالصَّباحِ
أَتَرحَلُ تَهوى مُقيمُ
أَتَرحَلُ تَهوى مُقيمُ / لَعُمرُكَ إِنَّ ذا خَطرٌ جَسيمُ
إِذا ما كُنتَ لِلحَدَثانِ عَوناً / عَلَيكَ وَلِلزَّمانِ فَمَن تَلومُ