المجموع : 14
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ / أَما في الدَهرِ شَيءٌ لا يَريبُ
أَبى لي أَن أَقولَ الهَجرَ قَدرٌ / بَعيدٌ أَن تُجاوِرَهُ العُيوبُ
تَشابَهَت الطِباعُ فَلا دَنىءٌ / يَحِنُّ إِلى الثَناءِ وَلا حَسيبُ
وَشاعَ البُخلُ في الأَشياءِ حَتّى / يَكادَ يَشُحُّ بِالريحِ الهبوبُ
فَكَيفَ أَخُصُّ بِاِسمِ العَيبِ شَيئاً / وَأَكثَرُ ما تُشاهِدُهُ معيبُ
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا / فِقاتٍ حَولَهُ العَذَبُ
فَما يَنفَكُّ عَن سَبَجٍ / يَعودُ كَأَنَّهُ ذَهَبُ
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها / وَقَرنُ الشَمسِ لَم يَغِبِ
فَخِلتُ قِزازَها بِالرا / حِ بَعضَ مَعادِنِ الذَهَبِ
وَقَد ذَرَفَت لِفَقدِ الكَر / مِ فيها أَعيُنُ العِنَبِ
وَجاشَ عُبابُ واديها / بِمُنهَلٍّ وَمُنسَكِبِ
وَياقوتُ العَصيرِ بِها / يلاعِبُ لُؤلُؤَ الحَبيبِ
فَيا عَجباً لِعاصِرِها / وَما يُغنى بِهِ عَجَبي
وَكَيفَ يَعيشُ وَهُوَ يَخو / ضُ في بَحرٍ مِنَ اللَهَبِ
تَنَكَّب مَذهَبَ الهُمَجِ
تَنَكَّب مَذهَبَ الهُمَجِ / وَعُذ بِالصَبرِ تَبتَهِجِ
فَإِنَّ مُظلّم الأَيّا / مِ مَحجوجٌ بِلا حُجَجِ
تَسامُحُنا بِلا شُكرٍ / وَتَمَتُّعنا بِلا حَرَجِ
وَلُطفُ اللَهِ في إِتيا / نِها فَتحٌ مِنَ اللَجَجِ
لَقَد عَزَّ العَزاءُ عَلَيَّ لَمّا
لَقَد عَزَّ العَزاءُ عَلَيَّ لَمّا / تَصَدّى لي لِتَقتلني الصُدودُ
إِذا بَعُدَ الحَبيبُ فَكُلُّ شَىءٍ / مِنَ الدُنيا وَلَذّتُها بَعيدُ
وَلَو قُبِلَ الفِدا لَكانَ يُفدى
وَلَو قُبِلَ الفِدا لَكانَ يُفدى / وَإِن جَلَّ المُصابُ عَنِ التَفادي
وَلَكِنَّ المُنونَ لَها عُيونٌ / تَكُدُّ لِحاظَها في الإِبتِعادِ
فَقُل لِلدَهرِ أَنتَ أَصَبتَ فَلْ / بس بِرَغمِكَ دونَنا ثَوبي حَدادِ
إِذا قَدَّمَت خاتِمَةَ الرَزايا / فَقَد عَرَّضتَ سوقَكَ لِلكَسادِ
بِقُربِكَ مِن بِعادِكَ استَجيرُ
بِقُربِكَ مِن بِعادِكَ استَجيرُ / وَهَل في الدَهرِ غَيركَ مَن يُجيرُ
نَأَيتَ فَما لِسَلوائي دُنُوٌّ / وَغِبتَ فَما لِلَذّاتي حُضورُ
وَقَد صاحَبتُ إِخواناً وَلكِن / مَتى تُغنى عَنِ الشَمسِ البُدورُ
فَيا مَن رُعتَ مِنهُ الدَهرَ قِدما / بِمَن تَسمو بِخِدمَتِهِ الأُمورُ
وَمَن قَدَّرتُ أَنَّ لَهُ نَظيراً / فَحينَ طَلَبتُ أَعوَزَني النَظيرُ
إِذا كُنتَ السُرورَ وغِبتَ عَنّي / فَكَيفَ يَتِمُّ بَعدَكَ لي سُرورُ
أَمُرُّ بِدارِ عَمّارِ بنِ نَصرٍ
أَمُرُّ بِدارِ عَمّارِ بنِ نَصرٍ / فَأَمنَحُها التَحِيَّةَ وَالدُموعا
وَاِستَحي رباها أَن يَراني / بِها حَيّاً وَقَد أَودى صَريعا
وَكُنتُ بِها أَرودُ العَيشَ غَضاً / بِلَبلَبَةٍ وَأَنتَجِع الرَبيعا
فَتَغمُرُني في سَحابَتِها اِنسِكاباً / وَتوسِعُني أَهِلَّتِها طلوعا
فَلَيتَ كَما بِها عِشنا جَميعاً / وَحَمَّ حِمامُهُ متنا جَميعاً
فَمِن نَظَرٍ يُسارِعُ في صَلاحي
فَمِن نَظَرٍ يُسارِعُ في صَلاحي / وَمِن وَصفٍ يَحُثُّ عَلى نِفاقي
فَإِنعامُ أَسرُ مِنَ التَداني / عَلى عُدمٍ أَفظُّ مِنَ الفِراقِ
حَصَلتُ مِنَ الهَوى بِكَ في مَحَلٍ
حَصَلتُ مِنَ الهَوى بِكَ في مَحَلٍ / يُساوي بَينَ قُربِكَ وَالفِراقُ
فَلَو واصَلت ما نَقَصَ اِشتِياقي / كَما لَو بِنتَ ما زادَ اِشتِياقي
هِيَ الدُنيا تَقولُ بِمِلءِ فيها
هِيَ الدُنيا تَقولُ بِمِلءِ فيها / حَذارِ حَذارِ مِن بَطشي وَفَتكي
وَلا يَغرُركُم حُسنُ اِبتِسامي / فَقَولي مُضحِكٌ وَالفِعلُ مُبكي
خَيالُكَ مِنكَ أَعرَفُ بِالغَرامِ
خَيالُكَ مِنكَ أَعرَفُ بِالغَرامِ / وَأَرأَفُ بِالمُحِبِّ المُستَهامِ
فَلَو يَستَطيعُ حينَ حَظَرتَ نَومي / عَلَيَّ لَزارَ في غَيرِ المَنامِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ / وَجَرَّبتُ الأُمورَ وَجَرَّبَتني
فَلَم أَرَ مُذ عَرَفتُ مَحَلَّ نَفسي / بُلوغَ غِنى يُساوى حَملَ مَنِّ
وَلَم تَتَضَمَّن الدُنيا لِحَظّي / مَنالُ مُسَّرَةٍ إِلا بِحُزنِ
حَمِلتُ عَلى السَوابِقِ ثِقلَ هَمّي / وَشاهَدتُ العَواقِبَ صَفوَ ذِهني
وَشِمتُ بَوارِقَ الآمالِ دَهراً / فَلَم أَظفَر عَلى ظَمَأ بِمُزنِ
وَلَم أَر كَالجِيادِ أَصَحَّ وُدّاً / إِذا عَدلَ الودودُ إِلى التَضَنّي
نُكَلِّفُها عَزائِمُنا فَتَكفي / وَنَستَدني الحُظوظَ بِها فَتُدني
وَهَبَت لِمِثلِ قَطعِ اللَيلِ مِنها / أَغَرَّ كَمِثلِ ضَوءِ الصُبحِ مِنّي
وَكُنتُ بِحَيثُ ظَنَّ مِن اعتِزامٍ / وَكانَ مِنَ المَضاءِ بِحَيثُ ظَنّي
وَثالِثُنا اِبنُ جَد لا يَرى أَن / يُصاحِبَ في تَصَرُّفِهِ اِبنَ وَهنِ
حَجَبتُ لَجفنه الأَبصارَ عَنهُ / وَمَن لي أَن يَكونَ الجفنُ جفني
سَقيتُ نَدايَ ما أَسنى مَحَلّي / وَأَرفَعُ هِمَّتي وَأَعَزُّ رُكني
رَسا في تُربَةِ العَلياء أَصلي / وَأَينَعَ في بُروجِ العِزِّ غُصني
وَلَيسَ عَلَيَّ غَيرَ الجِدِّ فيما / سَعَيتُ لَهُ لِأَستَغني وَأَغنى
فَإِن أُحرَم فَلَم أُحرَم لِعَجزِ / وَإِن أَبلَغ فَنَفسي بَلَّغَتني
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك / مُهَذَّبَةِ الطَبائِعِ وَالكَيانِ
مُغالِبَةٍ وَلَيسَ بِها حَراكٌ / وَباطِشَةٍ وَلَيسَ لَها يَدانِ
لَها في الجارِحِ النَسَبُّ المُعَلّى / وَإِن هِيَ خالَفَتهُ في المَعاني
تَطيرُ مَعَ البُزاةِ بِلا جَناحٍ / فَتَسبِقُها إِلى قَصَبِ الرِهانِ
وَتُدرِكُ ما تَشاءُ بِغَيرِ رِجلٍ / وَلا باعٍ يَطولُ وَلا بَنانِ
وَتَلحَظُ ما يَكِلُّ الطُرفُ عَنهُ / بِلا نَظَرٍ يَصِحُّ وَلا عيانِ
لَها عُضوان مِن عَصَبٍ وَلَحمٍ / وَسائِرُ جِسمِها مِن خَيزُرانِ
يُخاطِبُ في الهَواءِ الطَيرُ مِنها / بِلَفظٍ لَيسَ يَصدُرُ عَن لِسانِ
فَإِن لَم تُصغِ أَردَتها بِطَعنٍ / يَنوبُ الطينُ فيهِ عَنِ السِنانِ
مُقَرطَفَةٌ مُمَنطَقَةٌ خَلوبٌ / مُهَفهَفَةً مُخَفَّفَةً الجِرانِ
مُذَكَّرَةٌ مُؤُنَّثَةٌ تَهادى / مِنَ الأَصباغِ في حُلَلِ القِيانِ
مُعَمِّرَةٌ تَزايَدُ كُلَّ يَومٍ / شَبيبِتُها عَلى مَرِّ الزَمانِ
كَأَنَّ اللَهَ ضَمَنَها فَبانَت / لَنا في الرِّزقِ عَن أَوفى ضَمانِ
أَعَزَّ عَلى العُيونِ مِنَ المَآقى / وَأَحلى في النُفوسِ مِنَ الأَماني
إِذا ما اِستَوطَنَت يَوماً مَكاناً / تَوَلّى الجَدبُ عَن ذاك المَكانِ