القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 49
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ / عَلى فَنَنٍ بِأَفنانِ الشُجونِ
فَتَبكي إِلفَها مِن غَيرِ دَمعٍ / وَدَمعُ الحُزنِ يَهمُلُ مِن جُفوني
أَقولُ لَها وَقَد سَمَحَت جُفوني / بِأَدمُعِها تُخَبِّرُ عَن شُؤوني
أَعِندَكِ بِالَّذي أَهواهُ عِلمٌ / وَهَل قالوا بِأَفياءِ الغُصونِ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ / وتحتجبُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكر أفضل منه حالاً / فإنَّ الشمسَ لها غروبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ / أموراً قالها الفطنُ المصيبُ
وحقِّق ما رمى لك من معانٍ / حواها لفظُه العذبُ العجيب
ولا تنظره في الكوان تشقى / ويتعب جسمُك الفَذّ الغريب
إذا ما كنت نسختها فما لي / أروم البعد والمعنى قريب
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ / ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه / من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها / وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ / لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من / حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا / لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي / يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ / فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتماً كريماً / بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه / مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه / على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالماً حياً كليماً / طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها / وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ / على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ / سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا / وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ / دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي / ولكنْ كان في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى / إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهل يخشى الذئابَ عليه من قد / مشى في القفرِ من خفَر الأسُودِ
وخاطبتُ النفيسةَ من وجودي / على الكشفِ المحققِّ والوجودِ
أبعد الكشف عنه لكل عينٍ / جحدتْ وكيف ينفعني جُحودي
فردَّتْ في الجوابِ عليَّ صِدقاً / تضرَّعَ للمهيمنِ والشهيد
وسَله الحفظَ ما دامَ التلقِّي / وسَله العيشَ للزَّمنِ بالسعيد
سألتك يا عليم الر مني / عصا ما في المودة بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداء جسمي / بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني / كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً / كسترِكَ نورَ ذاتِك في العبيد
وأن تبدي عليَّ شهودَ عجزي / بتوفيتي مواثيقَ العهود
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي / على عيني فصيَّره عديما
وعند شهودِ رَبِّي دبَّ حيٌ / على قلبي فغادره سليما
ولما فاح زهري هبّ سري / على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطر أهلي لاح نارٌ / من الرحمنِ صيَّرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً / وكان بُراق سيري بي كريما
مطوتُ ولم أبالِ بكلِّ أهلٍ / تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنت إلى رجيم البعد نجماً / دُوين العرشِ وقّاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً / وكان أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ / على كُفرٍ يصيِّره رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍ / لعامِ العقدِ قوَّاماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه / لأعجزت العبارةَ والرقوما
ولكني سترّتُ لكونِ أمري / محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطَّيتُ الأمور بكل كشفٍ / لعين صارَ بالتقوى سليما
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ / وفي وَسطي السواءُ والاستواءُ
ليَ المجدُ المؤثَّلُ والهَباءُ / وسرُّ العالمين والاعتلاء
إذا ما أتَتِ الأفكارُ ذاتي / يحيرّها على البعد العماءُ
فما في الكون من يدري وجودي / سوى من لا يقيدهُ الثَّناء
له التصريفُ والأحكام فينا / هو المختارُ يفعل ما يشاءُ
فخلع عليه
فخلع عليه / ما كان عليه
خلعت عليك أثوابي / وكان التَرك أولى بي
لأنَّ القومَ ما قاموا / من أجلِ الله بالبابِ
ولكن قد أبتْ نفسي / سوى كرمي وأحسابي
فما سيفي له نابي / ولاطَرفي له كابي
سأركضه وأنكصُه / وأحمي البابَ بالبابِ
سوى هذا فلا أرجو / شفاءً منه مما بي
على هذا مضى الأسلا / ف مني ثم أحبابي
فدأبُ القومِ إشراكٌ / كما توحيدُه دابي
فربٌّ واحدٌ خيرٌ / من أملاكٍ وأربابِ
جعلتُ منزلي قبري / وأكفاني من أثوابي
وأغلقتُ من أجل الله / دونَ القومِ أبوابي
فما أنا منهم خربٌ / ولا القومُ من أحزابي
ولولا صبيةٌ يتم / لما فارقتُ محرابي
وافى كتاب ولِّينا الغزال
وافى كتاب ولِّينا الغزال / مني على شوقٍ له متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد / غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً / فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري / بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة / بين العبادِ مؤزَّراً بجمال
كلتا يديّ يمين ربي خلقته / والله قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنه خطوةً وتْرية / منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته / فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عين مشاهد في علمه / ما دام في كون وفي اضمحلال
فإذا تخلص عن كيانٍ وجوده / بالموتِ عاين غير ما في البال
ويكون يشهدُ فوق رتبةِ علمه / بشهودِه في عالم التِّرحال
فكأنَّ ما يبديه عَزَّ جلاله / من ذاتِه للعلمِ لمحة وآل
فأنوارٌ تلوح على وليِّ
فأنوارٌ تلوح على وليِّ / ظهورَ الوشي في الثوب الموشَّى
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي / قد أودعه به الروحُ الأمينُ
إلى أن جاء إبراهيم يبني / مكان البيتِ ناداه الأمين
لديّ وديعةٌ حُبستْ زماناً / مطهَّرةٌ يقالُ لها اليمينُ
فخذها يا خليلَ الله تربحْ / فهذا السوقُ والثمن الثمينُ
وكبِّر واستلم واسجدْ وفبِّل / ليشرقَ عن سجدتِك الجبينُ
وقل هذي اليمينُ يمينُ ربي / وإني الواله الدَّنِف الحزينُ
ينادي من طباقِ القرب عبدي / أتاك الجدُّ والعزُّ المكين
ولبتك المشاعرُ والمساعي / وقال بفضلِك البلد الأمين
ألا أيها الحجرُ المعلَّى / تغيَّرَ وجهُكَ الغضُّ المصون
سوادُك من سويدا كلِّ قلبٍ / ويبسك من قساوتها يكون
يهون عليَّ فيك سوادُ عيني / إذا بخِلتْ بأسودها العيونُ
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني / أبايعُه لأحظى بالأماني
يمينٌ ما لها حجبٌ تعالتْ / عن الحجابِ والحُجُبُ المثاني
أمنت بلثمها من كلّ سوءٍ / يصيِّرني إلى دارِ الهوان
فأنعِم بالكَثيبِ وساكنيه / على مرأى من الحورِ الحِسانِ
تنادي من أريكتها تأملْ / جمالاً ما لَه في الحسن ثاني
فليس الزهد في الأكوان شيا / لأنَّ الكونَ من سرِّ العيانِ
فلا ألوي ولا أرعيه سمعي / فأعجب بالمعانِ عن المعاني
أطواف على طوافي بالمعاني
أطواف على طوافي بالمعاني / فقال الهاتف فغايتك الوصولُ إلى الغواني
فقال فكم من طائف ما نال إلا / فقال الهاتف ملاحظة من الحورِ الحِسان
فقال وكم من طائفٍ ما نال إلا / فقال الهاتف عِيانا من عيانٍ في عيانِ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ / تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ / بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة صادقٍ جَلد شؤوس / أدلُّ من الدليل على ذلول
أنا المختار لا المختارُ أني
أنا المختار لا المختارُ أني / على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثت الهاشميّ أخا قريشٍ / بأوضحٍ ما يكون من الدليل
أبايعه على الإسلام كشفاً / وإيماناً لألحق بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى / أبينه لأبناءِ السبيلِ
سري في النوى حتى كان أدنى / من القوسين في ظلٍ ظليلِ
وشرّف بالكلامِ أخاه موسى / على كتبٍ وذلك بالمسيلِ
وأين العرش من وادٍ بقاعٍ / كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُ الذي لم / يزل يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقول لمن يدلُ على وجودِ / تحققه ببرهانِ الأفولِ
أصبت تلك حجتكم على من / يحيد عن الإصابة بالنكول
وقد قام الدليل بأن شمس السم / ما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم / وعند الفكر في رسم مُحيلِ
فهذا عابدٌ ربّاً بكشفٍ / وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي / وليس لهم سواه من دَليلِ
فسبحان العليم بكل وجه / وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إن فكرت فيه / مع الإنصاف بحثاً من عديلِ
لقد كفر الذين له أقاموا / عديلاً بالغَداة وبالأصيل
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ / وفي ظني الوجود لهم حقيقهْ
فلما أن شهدتْ الأمر منه / رأيت الخلق ظاهره خليقه
فظاهرهم وباطنهم سواء / وهذا من معانيه الدقيقه
رقائقه من الأعيان مدّت / وفي تلك الرقائقِ لي رقيقه
علمت بها بأني غيرُ شيء / وإن كانت تخالفني السليقه
وقد كتبتَ عليَّ بذا كتاباً / وشرح الأمر في تلك الوثيقه
لقد لله في كوني أمور / يُربك بها المطرِّق للطريقه
أموراً أبطن الرحمن فيها / عجائبَ مكره الغرّ الأنيقة
لها غَور بعيد ليس يدري / لذا قال اللبيبُ هي الفليقه
حروف أوائل السور
حروف أوائل السور / يبينها تباينها
إن أخفاها تماثلها / لتبديها مساكنها
فمفردها مثناها / إذا ما جاء ساكنها
يثلثها لتربيع / إلهيّ مساكنها
ويحفظها لخمستها ال / ذي منها يعاينها
فيا عجباً لقد أبدت / منازلنا أماكنها
وبالإيمان يحجبها / عن إدراكي مصاونها
لها شطر من الفَلَكِ ال / ذي تبدي ضنائنها
تولدها إذا نكحت / بلا مَهرٍ كنائنُها
فلو زادت على خمسٍ / فمن عندي بنائنها
لقد أعيت خبير القو / م إعجازاً معانيها
وأين بيانُ معربها / وعجمتها تراطُنُها
لقد بانت لأعيان / تحققها مواطنها
صفت فينا مشاربها / وعزَّ عليك آسنها
وما منعت من الزلفى / إلى ربي معاطنُها
تحلُّ بنا ملائكة / إذا فرَّتْ شياطنها
حروفٌ كلها علم / أتتك بها محاسنها
ولا يدريه إلا مَنْ / يكون به يحاسنها
وما أبدت سوى شطر / وما أخفت ضنائنها
فما أخفاه مضمرها / لقد أبداه كائنها
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
أرى الأتباع تلحق سابقوهم
أرى الأتباع تلحق سابقوهم / بمن تبعوه في حكم وحالٍ
وهذي لا خفاء بهم لديهم / تبينه مقامات الرجال
ولما أن رأيت وجود عيني / بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً / سجودَ القلب أو عين الظلال
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي / من الحاق الأسافل بالأعالي
وإلحام الأباعد بالأداني / وإظهار السوابق بالمآل
وقلت له لقد أسجدت قلبي / لقلبي كالزِّجاج مع العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي / قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمت من أيّ وجه / يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب / على قدر السؤال بشرح حالي
فإني ما أريد سوى ملاذي / بملذوذ التواله والنوال
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم
مقامُ العارفين لمن يراهم
مقامُ العارفين لمن يراهم / على كشفٍ كبيتِ العنكبوتِ
ضعيفٌ ما لهم سنداً سواهم / لذا اشتقوا البيوتَ من المبيتِ
ولولا الليلُ ما علموا مُبيتاً / تنبه كالقوي من كلِّ قوتِ
هنا سمي ضراحهمُ ببيتٍ / وليس هناك أسماءُ البيوت
كما أنَّ البيوتَ لهم محالٌ / على حالٍ لنقصٍ في الثُّبوت
وفي تقليبهم عين البيوتِ / على التقليبِ في الأمر الشتيتِ
وما قوتُ النفوسِ سوى قواها / وإن العينَ عّين كلِّ قوتِ
وسهلٌ ما له قوتٌ سواه / وأين الحقُّ من خبزٍ وحوت
جميعُ الخلق في الأقواتِ تاهوا / وسهلٌ ما يراه سوى المقيت
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025