المجموع : 49
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ / عَلى فَنَنٍ بِأَفنانِ الشُجونِ
فَتَبكي إِلفَها مِن غَيرِ دَمعٍ / وَدَمعُ الحُزنِ يَهمُلُ مِن جُفوني
أَقولُ لَها وَقَد سَمَحَت جُفوني / بِأَدمُعِها تُخَبِّرُ عَن شُؤوني
أَعِندَكِ بِالَّذي أَهواهُ عِلمٌ / وَهَل قالوا بِأَفياءِ الغُصونِ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ
بذكر الله تزدادُ الذنوبُ / وتحتجبُ البصائرُ والقلوبُ
وترك الذكر أفضل منه حالاً / فإنَّ الشمسَ لها غروبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ
تدبر أيها الحبرُ اللبيبُ / أموراً قالها الفطنُ المصيبُ
وحقِّق ما رمى لك من معانٍ / حواها لفظُه العذبُ العجيب
ولا تنظره في الكوان تشقى / ويتعب جسمُك الفَذّ الغريب
إذا ما كنت نسختها فما لي / أروم البعد والمعنى قريب
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ / ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه / من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها / وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ / لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظراً إلى من / حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا / لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي / يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ / فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتماً كريماً / بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه / مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه / على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالماً حياً كليماً / طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها / وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ / على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ / سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا / وإنّ الأمر فيه على المزيد
وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ / دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي / ولكنْ كان في قلبِ العميدِ
أردتُ تكتماً لما تجارى / إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
وهل يخشى الذئابَ عليه من قد / مشى في القفرِ من خفَر الأسُودِ
وخاطبتُ النفيسةَ من وجودي / على الكشفِ المحققِّ والوجودِ
أبعد الكشف عنه لكل عينٍ / جحدتْ وكيف ينفعني جُحودي
فردَّتْ في الجوابِ عليَّ صِدقاً / تضرَّعَ للمهيمنِ والشهيد
وسَله الحفظَ ما دامَ التلقِّي / وسَله العيشَ للزَّمنِ بالسعيد
سألتك يا عليم الر مني / عصا ما في المودة بالودودِ
وأنْ تُبقي عليَّ رداء جسمي / بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
وأن تخفي مكاني في مكاني / كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
وتستر ما بدا مني اضطراراً / كسترِكَ نورَ ذاتِك في العبيد
وأن تبدي عليَّ شهودَ عجزي / بتوفيتي مواثيقَ العهود
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي / على عيني فصيَّره عديما
وعند شهودِ رَبِّي دبَّ حيٌ / على قلبي فغادره سليما
ولما فاح زهري هبّ سري / على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطر أهلي لاح نارٌ / من الرحمنِ صيَّرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً / وكان بُراق سيري بي كريما
مطوتُ ولم أبالِ بكلِّ أهلٍ / تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنت إلى رجيم البعد نجماً / دُوين العرشِ وقّاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً / وكان أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ / على كُفرٍ يصيِّره رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍ / لعامِ العقدِ قوَّاماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه / لأعجزت العبارةَ والرقوما
ولكني سترّتُ لكونِ أمري / محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطَّيتُ الأمور بكل كشفٍ / لعين صارَ بالتقوى سليما
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ / وفي وَسطي السواءُ والاستواءُ
ليَ المجدُ المؤثَّلُ والهَباءُ / وسرُّ العالمين والاعتلاء
إذا ما أتَتِ الأفكارُ ذاتي / يحيرّها على البعد العماءُ
فما في الكون من يدري وجودي / سوى من لا يقيدهُ الثَّناء
له التصريفُ والأحكام فينا / هو المختارُ يفعل ما يشاءُ
فخلع عليه
فخلع عليه / ما كان عليه
خلعت عليك أثوابي / وكان التَرك أولى بي
لأنَّ القومَ ما قاموا / من أجلِ الله بالبابِ
ولكن قد أبتْ نفسي / سوى كرمي وأحسابي
فما سيفي له نابي / ولاطَرفي له كابي
سأركضه وأنكصُه / وأحمي البابَ بالبابِ
سوى هذا فلا أرجو / شفاءً منه مما بي
على هذا مضى الأسلا / ف مني ثم أحبابي
فدأبُ القومِ إشراكٌ / كما توحيدُه دابي
فربٌّ واحدٌ خيرٌ / من أملاكٍ وأربابِ
جعلتُ منزلي قبري / وأكفاني من أثوابي
وأغلقتُ من أجل الله / دونَ القومِ أبوابي
فما أنا منهم خربٌ / ولا القومُ من أحزابي
ولولا صبيةٌ يتم / لما فارقتُ محرابي
وافى كتاب ولِّينا الغزال
وافى كتاب ولِّينا الغزال / مني على شوقٍ له متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد / غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً / فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري / بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة / بين العبادِ مؤزَّراً بجمال
كلتا يديّ يمين ربي خلقته / والله قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنه خطوةً وتْرية / منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته / فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عين مشاهد في علمه / ما دام في كون وفي اضمحلال
فإذا تخلص عن كيانٍ وجوده / بالموتِ عاين غير ما في البال
ويكون يشهدُ فوق رتبةِ علمه / بشهودِه في عالم التِّرحال
فكأنَّ ما يبديه عَزَّ جلاله / من ذاتِه للعلمِ لمحة وآل
فأنوارٌ تلوح على وليِّ
فأنوارٌ تلوح على وليِّ / ظهورَ الوشي في الثوب الموشَّى
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي / قد أودعه به الروحُ الأمينُ
إلى أن جاء إبراهيم يبني / مكان البيتِ ناداه الأمين
لديّ وديعةٌ حُبستْ زماناً / مطهَّرةٌ يقالُ لها اليمينُ
فخذها يا خليلَ الله تربحْ / فهذا السوقُ والثمن الثمينُ
وكبِّر واستلم واسجدْ وفبِّل / ليشرقَ عن سجدتِك الجبينُ
وقل هذي اليمينُ يمينُ ربي / وإني الواله الدَّنِف الحزينُ
ينادي من طباقِ القرب عبدي / أتاك الجدُّ والعزُّ المكين
ولبتك المشاعرُ والمساعي / وقال بفضلِك البلد الأمين
ألا أيها الحجرُ المعلَّى / تغيَّرَ وجهُكَ الغضُّ المصون
سوادُك من سويدا كلِّ قلبٍ / ويبسك من قساوتها يكون
يهون عليَّ فيك سوادُ عيني / إذا بخِلتْ بأسودها العيونُ
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني / أبايعُه لأحظى بالأماني
يمينٌ ما لها حجبٌ تعالتْ / عن الحجابِ والحُجُبُ المثاني
أمنت بلثمها من كلّ سوءٍ / يصيِّرني إلى دارِ الهوان
فأنعِم بالكَثيبِ وساكنيه / على مرأى من الحورِ الحِسانِ
تنادي من أريكتها تأملْ / جمالاً ما لَه في الحسن ثاني
فليس الزهد في الأكوان شيا / لأنَّ الكونَ من سرِّ العيانِ
فلا ألوي ولا أرعيه سمعي / فأعجب بالمعانِ عن المعاني
أطواف على طوافي بالمعاني
أطواف على طوافي بالمعاني / فقال الهاتف فغايتك الوصولُ إلى الغواني
فقال فكم من طائف ما نال إلا / فقال الهاتف ملاحظة من الحورِ الحِسان
فقال وكم من طائفٍ ما نال إلا / فقال الهاتف عِيانا من عيانٍ في عيانِ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ / تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ / بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة صادقٍ جَلد شؤوس / أدلُّ من الدليل على ذلول
أنا المختار لا المختارُ أني
أنا المختار لا المختارُ أني / على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثت الهاشميّ أخا قريشٍ / بأوضحٍ ما يكون من الدليل
أبايعه على الإسلام كشفاً / وإيماناً لألحق بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى / أبينه لأبناءِ السبيلِ
سري في النوى حتى كان أدنى / من القوسين في ظلٍ ظليلِ
وشرّف بالكلامِ أخاه موسى / على كتبٍ وذلك بالمسيلِ
وأين العرش من وادٍ بقاعٍ / كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُ الذي لم / يزل يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقول لمن يدلُ على وجودِ / تحققه ببرهانِ الأفولِ
أصبت تلك حجتكم على من / يحيد عن الإصابة بالنكول
وقد قام الدليل بأن شمس السم / ما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم / وعند الفكر في رسم مُحيلِ
فهذا عابدٌ ربّاً بكشفٍ / وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي / وليس لهم سواه من دَليلِ
فسبحان العليم بكل وجه / وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إن فكرت فيه / مع الإنصاف بحثاً من عديلِ
لقد كفر الذين له أقاموا / عديلاً بالغَداة وبالأصيل
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ
سمعتُ الخلقَ ليس لهم وجودُ / وفي ظني الوجود لهم حقيقهْ
فلما أن شهدتْ الأمر منه / رأيت الخلق ظاهره خليقه
فظاهرهم وباطنهم سواء / وهذا من معانيه الدقيقه
رقائقه من الأعيان مدّت / وفي تلك الرقائقِ لي رقيقه
علمت بها بأني غيرُ شيء / وإن كانت تخالفني السليقه
وقد كتبتَ عليَّ بذا كتاباً / وشرح الأمر في تلك الوثيقه
لقد لله في كوني أمور / يُربك بها المطرِّق للطريقه
أموراً أبطن الرحمن فيها / عجائبَ مكره الغرّ الأنيقة
لها غَور بعيد ليس يدري / لذا قال اللبيبُ هي الفليقه
حروف أوائل السور
حروف أوائل السور / يبينها تباينها
إن أخفاها تماثلها / لتبديها مساكنها
فمفردها مثناها / إذا ما جاء ساكنها
يثلثها لتربيع / إلهيّ مساكنها
ويحفظها لخمستها ال / ذي منها يعاينها
فيا عجباً لقد أبدت / منازلنا أماكنها
وبالإيمان يحجبها / عن إدراكي مصاونها
لها شطر من الفَلَكِ ال / ذي تبدي ضنائنها
تولدها إذا نكحت / بلا مَهرٍ كنائنُها
فلو زادت على خمسٍ / فمن عندي بنائنها
لقد أعيت خبير القو / م إعجازاً معانيها
وأين بيانُ معربها / وعجمتها تراطُنُها
لقد بانت لأعيان / تحققها مواطنها
صفت فينا مشاربها / وعزَّ عليك آسنها
وما منعت من الزلفى / إلى ربي معاطنُها
تحلُّ بنا ملائكة / إذا فرَّتْ شياطنها
حروفٌ كلها علم / أتتك بها محاسنها
ولا يدريه إلا مَنْ / يكون به يحاسنها
وما أبدت سوى شطر / وما أخفت ضنائنها
فما أخفاه مضمرها / لقد أبداه كائنها
ألف لام ميم وذلك ما أردنا
ألف لام ميم وذلك ما أردنا / من إنزالِ الكتابِ على وجودِ
ألف لام ميم سجيِّ ليس يَفنى / لما يعطي الفناء من الجحودِ
ألف لام ميم بصادٍ عند صاد / لوارد علمه عند الشهود
ألف لام را لسابقة أتينا / بصِدق الوعد لا صدق الوعيد
ألف لام را لقد عظمت أمراً / يشيب لهو له رأسُ الوليد
ألف لام را مبشرة تجلت / بسجدتها على رغمِ الحسود
ألف لام ميم ورا لوميضِ برقٍ / يبشِّرني بإقبالِ الرعود
ألف لام را أنست به خليلاً / إلى يومِ النشورِ من الصعيدِ
ألف لام را بميزانٍ صَدوقٍ / فصَلَت به المرادَ من المريد
وكاف ها يا يربُعهن عين / إلى صاد تطأطأ للسجود
وطاها ما رأيتُ له نظير / إذا حضر المشاهد بالشهيد
وطاسين ميم يضيقُ لها صدورٌ / وروحُ الشِّعر في بيتِ القصيد
وطاسين جاء مقتبساً لنارٍ / وكلَّمه المهيمنُ بالوجود
وطاسين ميم قتلت به قتيلاً / لينقله إلى ضيقِِ اللحود
ألف لام ميم لأوهن بيت شخصٍ / تولع بالذبابِ من الصّيود
ألف لام ميم غُلبت الرومُ فيه / ليغلبني بآياتٍ المزيد
ألف لام ميم ليحفظ بي وصايا / سرتْ في الكونِ من بيضٍ وسود
ألف لام ميم ينزل من مقامٍ / إلهي إلى حالِ العبيد
وياسين قلبُ قرآن عظيمٍ / له التمجيد من كَرَم المجيد
وصاد شكركم إياه شرعاً / وعقلاً سارياً طلب المزيد
وحاميم غافراً ذنباً مبيراً / حمدت بحمده حمد الحميد
وحاميم فصلت ْآياتِ قولٍ / فداه بالطريفِ وبالتليد
وحاميم عين سين القافُ منه / بتنزيه المشاهد من بعيد
وحاميم قامَ بالدرجاتِ فينا / يسخرنا بأبنيةِ العقود
وحاميم دخنةٌ لعذاب قوم / اليم في عقوبته شديد
وحاميم قد جثتْ لقدومِ شخصٍ / حقيقةَ عينه ظهرتْ بجود
وحاميم لقد تفرَّد في اجتماعٍ / ليلحقَ بالصعود من الصعيد
وقاف أنزلته مني بخسر / نزول الروح من حبلِ الوريد
ونون أقلامه قد فصلته / ليعلم خصمها صدقّ الشهود
رمزتْ حقائقاً فيها معان / علتْ من أنْ تحصلَ بالقصود
وليس ينالها كرماً وجوداً / إذا حققتها غير السعيد
طلبتُ وجودُه من غير حدِّ / فقال العلم عيني في الحدود
ألا إنّ البراءةَ من قيودٍ / لأوثقُ ما يكون من القيودِ
أرى الأتباع تلحق سابقوهم
أرى الأتباع تلحق سابقوهم / بمن تبعوه في حكم وحالٍ
وهذي لا خفاء بهم لديهم / تبينه مقامات الرجال
ولما أن رأيت وجود عيني / بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً / سجودَ القلب أو عين الظلال
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي / من الحاق الأسافل بالأعالي
وإلحام الأباعد بالأداني / وإظهار السوابق بالمآل
وقلت له لقد أسجدت قلبي / لقلبي كالزِّجاج مع العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي / قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمت من أيّ وجه / يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب / على قدر السؤال بشرح حالي
فإني ما أريد سوى ملاذي / بملذوذ التواله والنوال
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم
مقامُ العارفين لمن يراهم
مقامُ العارفين لمن يراهم / على كشفٍ كبيتِ العنكبوتِ
ضعيفٌ ما لهم سنداً سواهم / لذا اشتقوا البيوتَ من المبيتِ
ولولا الليلُ ما علموا مُبيتاً / تنبه كالقوي من كلِّ قوتِ
هنا سمي ضراحهمُ ببيتٍ / وليس هناك أسماءُ البيوت
كما أنَّ البيوتَ لهم محالٌ / على حالٍ لنقصٍ في الثُّبوت
وفي تقليبهم عين البيوتِ / على التقليبِ في الأمر الشتيتِ
وما قوتُ النفوسِ سوى قواها / وإن العينَ عّين كلِّ قوتِ
وسهلٌ ما له قوتٌ سواه / وأين الحقُّ من خبزٍ وحوت
جميعُ الخلق في الأقواتِ تاهوا / وسهلٌ ما يراه سوى المقيت
تعالى جدُّ ربي عن وجودي
تعالى جدُّ ربي عن وجودي / فأعجب إذ دعاني للسجودِ
فذلك لي فإنَّ الله أعلى / وأعظم أنْ يُضاف إلى العبيدِ
لقد جاهدت أنْ ألقى رشيداً / وما في القوم من شخصٍ رشيد
فبيني إنْ نظرتُ وبين ربي / كما بين الشهادةِ والشهيد
علا من قد علا والخلقُ حقٌ / وأين على السماِ من الصعيدِ
وقيده لنا الإطلاق فيه / ونقصه لنه طلبُ المزيد
لأنَّ له الكمال بغير شكٍّ / فيظهر في القريب وفي البعيد
فنحن به فأثبتني فقيراً / ونحن له فأين وجود وجودي
تنزه لي فلم أقدر عليه / فلما أن تحصَّل في القيود
ظفرتْ به فلم أر غير ذاتي / فقلتُ أنا فقال أبى وجودي