القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَدَوِيّ الجَبَل الكل
المجموع : 7
تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا
تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا / فجنّ اللّيل من فجرين لاحا
وحنّ إلى ظلالك عبد شمس / يريح شجونه ظمأى طلاحا
حمى الله الكواكب من معدّ / وصانك بينها قمرا لياحا
و طمأن للجواري كلّ بحر / و بلّغها السعادة و النجاحا
بطاح القدس دنّسها مغير / فهل صانت كتائبنا البطاحا
و هل جبهت بحدّ السيف دعوى / كعرض القوم فاجرة وقاحا
و لم نغضب لها أيّام كانت / حمى نهبا و شعبا مستباحا
و لا صدّت سرايانا عدوا / و لا هاجت حمّيتنا كفاحا
و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء / و لا صهلت صوافننا مراحا
نجابه باليهود دما و نارا / فنغضي لا إباء و لا طماحا
جلونا الفاتحين فلا غدوّا / نرى للفاتحين و لا رواحا
إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا / بأيدينا الأسنّة الصفاحا
إذا خرس الفصيح فقد لقينا / من النيران ألسنة فصاحا
زماجر دكّت الطّغيان دكّا / و أخرست الزلازل و الرّياحا
و تعرف هذه الحصباء منّا / دما سكبا و هامات وراحا
و أشلاء مبعثرة تمنّت / على البيد الشقائق و الأقاحا
تتيه بها الرّمال و تصطفيها / من الفردوس ريحانا و راحا
يرفّ على خمائل غوطتيها / هوى بطل على الغمرات طاحا
فألمح في السّراب منى شهيد / تخيّل في الوغى الماء القراحا
فلا حرم الشهيد بروض عدن / على بردى غبوقا و اصطباحا
حمى دنيا أميّة أريحيّ / متين الأسر قد فرع الرّماحا
أبو حسّان إن طغت الرزايا / تحدّى الدّهر و القدر المتاحا
أشمّ الأنف أبلج سمهريّ / كأنّ على محيّاه صباحا
تمرّس بالخطوب فما شكاها / و لولا كبره لشكا وباحا
تذكّرت الشام أخاك سعدا / و من ذكر الحبيب فلا جناحا
أرقّ النّاس عاطفة و طبعا / و أعنفهم على الطّاغي جماحا
ينافح لا تروّعه المنايا / فإن شتم اللئيم فلا نفاحا
إذا بكت الشام أخاك سعدا / فقد بكت المروءة و السّماحا
زحمنا النجم منه على جناح / و فيّأنا مروءته و هوى صراحا
جراح في سريرتك اطمأنّت / لقد أكرمت بالصبر الجراحا
كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى / على القسمات بشرا و ارتياحا
و قبلك ما رأت عيني هموما / مدلّلة و أحزانا ملاحا
و قد ترد الهموم على كريم / فترجع من صباحته صباحا
و يا دنيا أميّة لا تراعي / شبابك يغمر الرحب الفساحا
طلعت على العصور هدى و خيرا / غداة طلعت غزوا و اقتتاحا
و ما نبل الصّلاح على ضعيف / فبعض الذلّ تحسبه صلاحا
و علّمت الحضارة فهي فجر / على الأكوان ينساح انسياحا
و ربّ حضارة طهّرت و طابت / و ربّ حضارة ولدت سفاحا
و علّمت المروءة فهي عطر / من الفردوس يسكرنا نفاحا
و علّمت العروبة فهي عرض / لربك لن يهان و لن يباحا
أساح المجد حسبك لن تكوني / لغير شبابك المأمول ساحا
خذي ما شئت و اقترحي علينا / كرائم هذه الدنيا اقتراحا
أبا حسّان رفّ كريم ودّي / على نعماك فخرا و امتداحا
بلائي ما شهدت و ليس منّا / إذ عدّدتها غررا و ضاحا
إذا زحمتني الجلّى بروع / جمعت لها الإباء فلا براحا
و لو زحمت ثبيرا حين شدّت / عليّ لضجّ غاربه و زاحا
و أوجع من مصائبها خليل / أغار على المروءة و استباحا
يكتّم بغضه حقدا و جمرا / و يسمعني حنينا و التياحا
و يزعم كيده سرّا خفيّا / لقد جهر الزّمان به افتضاحا
تنكر و هو لو كشّفت عنه / أسفّ مجانة و هوى مزاحا
و ذلّ فلا نسمّيه عداء / و هان فلا نسمّيه نطاحا
و لو شئنا جزيناه و نرضي / شمائلنا فنوسعه سماحا
أتنكرني الشام و في فؤادي / تلقّيت الصوارم و الرماحا
إذا نسيت على الجلّى وفائي / فقد عذروا على الغدر الملاحا
و غنّيت الشام دما و ثأرا / فلا شكوى عرفت و لا نواحا
و أكرم عهدك الميمون شعري / فقلّده جواهري الصحاحا
أتسمع أنّه صوت الشباب
أتسمع أنّه صوت الشباب / فدته النفس من داع مجاب
و ما غير الشباب حمى عزيز / يرجّى للثواب و للعقاب
أبا النشء الجديد بنيت نشأ / من الأخلاق و الأدب اللباب
هنيئا ما أصابك من خطوب / و ما لاقيت من محن صعاب
و ما غالبت من زمن و ناس / و أنت الليث ينهد للغلاب
و أعوام الشبيبة و هي تطوى / على شمل شتيت و اغتراب
تجاهر بالحقيقة لا تداري / و تصدع بالنصيحة لا تحابي
تعهّدت الشباب فمن قصيد / سقيت به البيان إلى كتاب
دعوتهم إلى الفصحى فلبّوا / و بورك في الدعاء المستجاب
جلوت فتونها فهفوا إليها / و فلّت حدّة النّفر الغضاب
و ما اختلفوا على الأنساب إلاّ / هديتهم إلى النسب القراب
تؤلّف بينهم و تذود عنهم / ذياد الليث عن أشبال غاب
أتذكر في الشام لنا عهودا / معطّرة كأنفاس الكعاب
بدمّر لا السفوح معطّلات / من الغزل النديّ و لا الروابي
و هل عند الخمائل ما قطفنا / من الفتن المنوّرة العذاب
نطوّف ما نطوّف ثمّ نأوي / إل أفنانها النضر الرطاب
و ننشدها النسيب على ذبول / فيغنيها النسيب عن الرباب
ورود الشام تسكرها القوافي / و تهفو للتوجّع و العتاب
و تطرب للنديّ من المعاني / فتجزي بالظلال ز بالملاب
لئن نضرت خمائلها فإنّي / خلعت على خمائلها شبابي
و ودّعت الصبى فيها حميدا / و رحت أغشّ قلبي بالتّصابي
أحنّ إلى شبابي حين أهفو / إلى تلك المعالم و القباب
و من ينعم بصحبته فإنّي / جنى مرّ الإباء على صحابي
لدات طفولتي ذهبوا تباعا / و عاقتني الخطوب عن الذهاب
أسائل عنهم فأرى وجوما / فأغضي قد عثرت على الجواب
و أسمع للقبور صدى وجيعا / حنين الغائبين إلى الإياب
سقى تلك القبور دمي و دمعي / وجلّ القبر عن سقيا السحاب
و من فوق التراب فدى بدور / خبا لألاؤها تحت التراب
أتعذلني و قلبي في وجيب / من الذكرى و دمعي في انسكاب
فديتك إن بكيت أسى و ذكرى / فهذا الدمع لم يك في حسابي
و عيدك بهجة الدنيا عليه / رواء من شمائلك السوابي
صحبتك في الشام و كنت برّا / تخاطبني و تلطف في خطابي
تعلّمني الوسيم من القوافي / و تهديني القويم من الشّعاب
و تكرم مشهدي و تذود عنّي / إذا الحسّاد أنطقها غيابي
فتاك و إن تأوّلت الأعادي / و لجّت في أذاي و في اغتيابي
و غسّان العلى قومي و لكن / إلى آدابك الغرّ انتسابي
شجاها من عهودك ما شجاها
شجاها من عهودك ما شجاها / وجنّ الليل فأدركت أساها
هفت لشبابها و صبت إليه / ورقّ لها النصيح فما لحاها
و هيهات الشباب و أين منه / منى للنّفس تعثر في وجاها
كبا و ركائب الأعوام فيه / من العشرين لم تنقل خطاها
أيخذلني الشباب ضنى و سقما / أفول الشمس تغرب في ضحاها
و ما عذر الشباب كبرت فيه / و لي نفس فتيّات مناها
سقاها من سلافته كؤوسا / و حنّت للمزيد فما سقاها
يراخي بالعنان لها وريدا / فإن وثبت لغايتها ثناها
و تدعوها الفتون و هنّ سحر / فتطرق لا تلبّي من دعاها
تريد و لا يرد و كلّ نفس / يجاريها الشباب على هواها
يريها للمنى صورا ملاحا / فما همّت بها إلاّ أباها
فبا ظلّ الشباب أتتك غرثى / فكان أذى القطيعة من قراها
أطلّت هوانها فاذهب حبيبا / رعته على المغيب و ما رعاها
و ضمّ إليك عقدك و هو درّ / لأزين من سوارك معصماها
معذّبة إذا لمحت جمالا / هفت و جدا و عاودها ضناها
و تنشد حبّها الأسمى و تأوي / إذا عيي السهاد إلى كراها
فتلمح في الرؤى حسنا طريفا / و جلّ الحسن تخلقه روءاها
تبّنته فجاء يهزّ عطفا / ببردتها و يخطر في حلاها
و كدت و سحره سحر خفيّ / أرى فيه المحبّب من صباها
هداها الله من حيرى أضاعت / لبانتها و بارك من هداها
نسائل عن أخيها من تلاقي / و كلّ أخيّة وجدت أخاها
و أحسب أنّه أغفى كلالا / و مرّت في الظلام فما رآها
أأخت الدّوح حسبك لا تغنّي / فأخت السّرب قد فقدت طلاها
و يا نفسي عبدتك عن يقين / و حسبي قد عبدت بك الإلها
أحبّ الحسن في الحدق الرّواني / و في ثغر الفتاة و في لماها
و في عطف يثير هوى ملحّا / إذا رفّت عليه ذوءابتاها
و في نهدي منعّمة لعوب / و في ماء الخدود و في لظاها
و في ضحك الطفولة و هو سحر / و في مرح الصّغار و في دماها
أعانق قامة فيه و غصنا / و ألثم فيه سالفة وفاها
برئت إلى الحقيقة من غواة / تفرّ من الصباح إلى دجاها
تريد رضاك تقييدا و أسرا / و أين رضاك ربّي من رضاها
و أنكر قدرة الخلاّق روح / رأى صور الجمال و ما اشتهاها
لمن جليت بزينتها عروسا / و فيم أحبّها و لمن براها
عبدتك في الجمال و لا أبالي / ضلال النفس ذلك أم هداها
ففي نفسي جحيمك من سيصلى / بها لشقائه و من اصطلاها
و في نفسي السماء و فرقداها / و من سمك السماء و من رقاها
و هل من أنّة خفيت و دقّت / أسى إلاّ و في نفسي صداها
فيا لك من عمى و سلمت عينا / لو اختارت لما تركت عماها
و يا لك حيرة عرضت لموسى / فضلّ سبيل غايتها و تاها
أراد جلاءها نفر كريم / فجلّلها الغموض و ما جلاها
فتحت سريرتي صفحات نور / و قد خبر الصحيفة من تلاها
و زحزحت الحجاب عن الخفايا / و قلنا شقوة بلغت مداها
أحقّا ما روت عنك الرّواة
أحقّا ما روت عنك الرّواة / ترى أم في حديثهم هنات
و هل نبأ رواه البرق صدق / أم الأسلاك فيه كاذبات
غلبت الموت فيه و ذاك أمر / ستكبره القرون الآتيات
و هوّنت المنون لشاربيها / فلا ألم هناك و لا شكاة
سلكت صعابها ما فلّ حدّ / لعزمك لا و لا غمزت قناة
و أرخصت الحياة فيا لكنز / أزالته المقاديم الأباة
بسطت يديك بسطة أريحيّ / فكانت من عطاياك الحياة
و كنت هناك أجرأهم جنانا / إذا طاشت من القوم الحصاة
و أثبتهم لدى الجلّى فؤادا / إذا ما أعوز القوم الثبات
بلغت من العدى بالموت ما لم / تبلّغه السيوف المرهفات
لقد و قفوا لديك و هي حيارى / فراعهم سكونك و الأناة
رأوك تهشّ في وجه المنايا / و حولك في الحياة الطّيبات
و تبتسم للمنون و قد تسنّت / لو اخترت النجاة لك النجاة
و تقتبل الردى ظمأ و جوعا / ليذكو الغرس بعدك و النبات
فأكبرك العداة و ربّ حرّ / تغنّت في بطولته العداة
عصيت العاطفات فمتّ جوعا / و من بعض القيود العاطفات
و لم تبخل بنفسك و هي كنز / متى بخلت بأنفسها الكماة
لقد حرّرتعا فسمت صعودا / كما سمت النجوم النّيرات
علوت بها عن الأعراض حتّى / تساوى الموت عندك و الحياة
أ أكرم حبّنا أصفى و أسمى
أ أكرم حبّنا أصفى و أسمى / على عنت الخطوب من العتاب
و ما عزّيت حين ألمّ خطب / مصابك في جلالته مصابي
أخا الجلّى و رب أخ تعرّى / لدى الجلّى عن الحسب القراب
أحبّك للنبيل من المعالي / و للعطر السّريّ من الرغاب
و أنت إذا تحدتك الرزايا / ضياء الشمس يسخر بالسحاب
تحنّ إليك عند البعد روحي / حنين الورد للنّطف العذاب
و حبّك نعمة الدنيا و أحلى / من النّعمى شمائلك السوابي
ثنائي عن لقائك يا أميري
ثنائي عن لقائك يا أميري / عثار الجدّ و القدم الوجيع
فخفّ من الجموع إليك قلبي / يرافقها و ما درت الجموع
و مزّقه الحنين فكلّ جرح / هوى يشكو و غالية تضوع
أميري و العلى حسب رفيع / يمكّن مجده أدب رفيع
جمعت كليهما فزكت أصول / على نعمائها و زكت فروع
تنمّر كلّ خوّان لئيم / و تاه النذل و اختال الوضيع
و نالت من حرائرنا بغيّ / لكلّ هوى مسخّرة تبوع
و ربّة حرّة جاعت و تغنى / بثدييها البغيّ فلا تجوع
رأيت الكفر يكتمه ذووه / و كفر القوم عريان خليع
و أوصدت الشام السمع عنّا / فما في الشام للبلوى سميع
عنوا للخائنين و دلّلوهم / و ما بالوا بأرحام تضيع
و ما صرعوا عدوّهم بنعمى / و لكنّ الوفاء هو الصريع
فلو درت الضلوع صنيع قلبي / لما غفرت جريرته الضلوع
يطيع أحبّة جاروا عليه / و يأمره الزمان فلا تطيع
تشفّع في ذنوبهم وفائي / ففاز الحبّ و انتصر الشفيع
أميري هذه شكوى ألحّت / فضاق بجمرها الصدر الوسيع
و عندك مثلها و لدى كلينا / لأسرار العلى حرم منيع
و أهلا بالامير فكلّ قلب / على لقياك خفّاق نزوع
نزلت مع الربيع على ربانا / فقال الناس : أيّكما الرّبيع
أ أكرم ما تضوّعت الغوالي
أ أكرم ما تضوّعت الغوالي / بأعطر منك مأثرة و عرفا
صهرت من الخطوب فزدت قدرا / و تلك سجيّة الذهب المصفى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025