المجموع : 4
أعرني بعضَ شجوكَ يا حمامُ
أعرني بعضَ شجوكَ يا حمامُ / فقد غلبَ الأسى وعصى الكلام
كلانا يا شقيقُ هوى الأغاني / قَلي عهدٌ عليك ولي ذمامُ
وأيّةُ بهجة للنفس تبقى / إذا ذهبت أحبتُها الكرامُ
فكُلّ خميلَةٍ قفرٌ يبابُ / وكلّ وميض بارقةٍ ظلام
وما ضرّ البنفسجَ إن توارى / حياءٌ والصدور له مقام
تقنّع بالحياء فلا نراه / وأولعَ بالوفاء فما يرامُ
جناحا طائرٍ لا الوكرُ دانٍ / إذا افترَقا ولا الداني الغمام
إذا جادَ الغمامُ فلَستَ تدري / أدمعٌ في الورود أم ابتسام
وبعضُ الجود مرحمَةٌ ورفقٌ / وبعضُ الجود منقصةٌ وذام
وعمرُ الورد ما يهمي شذاهُ / على دنياهُ لا شهرٌ وعام
خليلي كيفَ أنسى عهدَ كنا
خليلي كيفَ أنسى عهدَ كنا / وقد نسجَ الشبابُ لنا وحاكا
تطوف بنا مجنّحةُ الأماني / فتعبثُ في مفارقها يداكا
وكم أفقٍ هناك يفيضُ سحرا / كأنك قد طبعتَ عليه فاكا
ذكرتُك والصبا حلو العشايا / وقد غنى اليراعُ على هواكا
وكم طيرٍ تسلى عن هواهُ / إذا غنى الأمين زقى وزاكا
وودّ لو أنهُ وترٌ حنونٌ / يسيل على بنانكَ أو صداكا
ذكرتكُ تملأ الآفاقُ باسمي / فتنفضحُني الزهور شذا شذاكا
إذا أنشدتُ قافيَةً بقُطر / جعلت طرازَ بردتها ثناكا
فيا ذكرى الأحبةِ مات قلبي / فإني لا أحسّ له حراكا
ورُبّ أخ رأى فرجاً بذّمي / فقلتُ رضيت ذمّك لو شفاكا
غذا غنى حماة الحق شعري / فكم غنى البشامة والأراكا
يطِلّ به الزمان على الليالي / شعاعا من هناك ومن هناكا
حبيبَ الأرز قبلةَ ناظِرَيه
حبيبَ الأرز قبلةَ ناظِرَيه / سألتك لم حرمتهما سناكا
أجنّ الموت أم هو رام كفؤاً / فهزّ شباب قومكَ واصطفاكا
مررتَ على الشباب مرورَ قال / وصادقت البطولة والعراكا
تريقُ على الطروس دم الليالي / فتروينا ولم تنقع ظماكا
كتبت على جبين المجد سطرا / رفعت إلى السماء به لواكا
به عبق الجهاد كأنّ روضاً / تدفق من جوانبه وصاكا
إذا وطنٌ أهابَ بنابغيه / سبقتَ السابقين وقلت هاكا
عشيّة كان أكثر من تولّى / أشدّ من العدوّ لها انتهاكا
وأخسَرُ صفقة الأوطان قومٌ / إذا نكِبَت بكاها أو تباكى
فيا وطنيّة لا غشّ فيها / وكم وطنية جعلَت شباكا
على الأيام من ذكراكَ يومٌ / عصاميّ تمّنته عداكا
غداة غدا الردى بك مستقلاّ / لك الجوزاء مرمىً والسماكا
على فلذ القلوب على دماها / مشيت وقد مشى وطنٌ وراكا
فدَيتُكِ ثورةً لفَحَت لظاها
فدَيتُكِ ثورةً لفَحَت لظاها / كما أشعلت في غابٍ ضراما
تمَوّج باللهيب فكان بحراً / وكان سفينهُ جثَثا وهاما
شبابٌ يقذِفُ الصيحات حمراً / ويُطعمُ صدرهُ السيف الحساما
لقد جنوا فعندهُمُ المنايا / مدامٌ والمديروها الندامى
وكم من ضامرِ الأحشاء ظامٍ / مشى يتأبّطُ الموتَ الزُّؤاما
تمرّد فجرُ نهضَتهِ عليه / فمزّق عن جوانبها الظلاما
وثوبُ الحسن أحمرُ وهو لمّا / تردّى ألبسَ الحسن التماما