المجموع : 9
فإن يكُ قد سَلا وثَنَاهُ عَنِّي
فإن يكُ قد سَلا وثَنَاهُ عَنِّي / رَضاعُ الكأس أو ظبيٌ ربيبُ
تُسَلِّطُه النفوسُ على هَواها / وتُعطِيه أزمَّتَها القلوبُ
بأعطافٍ تُباحُ لها المعاصي / وألحاظٍ تَحِلُّ لها الذُّنوبُ
فلي كَبِدٌ به حَرَّى وقَلبٌ / على ما فيه من كَمَدٍ طَرُوبُ
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ / وما تَنفكُّ تُشمِتُ بي حَسُودِي
فإن يكنِ الصُّدودُ رضاك فاذهَب / فإِنِّي قد وَهَبتُكَ للصُّدُودِ
فحسبيَ منكَ أن يَهواكَ قلبي / وَحَسبُكَ أن أَزوُرَكَ كُلَّ عِيدِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ / تجافي مُقلَتَيه عن الرُّقادِ
وإن يُغري به شوقٌ مُوالٍ / يغالبُهُ على صَبرٍ مُعادِ
وأجفانٌ تُرَوِّي كلَّ شيءٍ / سوى قلبٍ إلى الأخبار صادي
بذاك جزيتُ إذ فارَقتُ قوماً / لِبستُ لِبَينهم ثوبَي حِدادِ
معادنُ حكمةس وغُيوث جَدبٍ / وأنُجمُ جيرةٍ وَصُدُور نادي
نأوا عِّني وعندهم فؤادي / وِغبتُ ولم يَغِب عنهم ودادي
ولولا شِقوَتي ما فارقُوني / وكانوا بين جَفني والسَّوَادِ
فقُل في حالِ مأسورٍ ضعيفِ / يلوذُ من الأَعَادِ بالأَعَادي
وكَفُّك إنَّها البحرُ الغريرُ
وكَفُّك إنَّها البحرُ الغريرُ / وعَزمُك إنَّه السيفُ الشَّهيرُ
لما فارقتُ دارَك لاختيارٍ / وكيف يُفارَقُ النَّوءُ المطيرُ
ولكن ضاقَ صدري من أُنَاسٍ / أَخَفُّهم على قَلبي ثَبيرُ
ومجلسُك المصونُ عن الدنايا / محالٌ أن تَضِيقَ به الصُّدُورُ
ولكن إِنَّما تزهى وتبهى / وتحسُنُ بين أنجمها البدُورُ
تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ
تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ / له باعٌ يقصِّرُ عن ذِرَاعي
نفوسٌ لا تليقُ بها الَمَعالي / وأخلاقٌ تضيقُ عن المسَاعِي
إذا غلطوا بأحسابٍ تلته / عِدادٌ من إساءات تِبَاع
أقمتُ بها ومن مَحِنِ الليالي / مَقَامُ الأُسدِ في كَنفِ الضبُّاعِ
أقول وقد نأوا بُعداً وسُحقاً / لِشَرِّ الخَلق في شَرِّ البِقَاعِ
وكم خلَّفتُ من كَرَمٍ مُهَانٍ / بِعَرصَتِهِ ومن لُؤم مُطاعِ
ومن مالٍ مَصُونِ الثَّغرِ تُحمى / جوانِبُه ومن عِرضٍ مُضَاع
وأجسامٍ مُسَمَّنةٍ شباعٍ / وأَحسَابٍ مُضَمَّرةٍ جِياعِ
ونقصٍ في أكابرِها خَصيصٍ / وجهلٍ في أصاغرِها مُشاعِ
أَإِن باتت سرائركُم وكانت / مساوئكم تقام على يَفَاعِ
جعلتم ذنبنَا أَنَّا سَمِعنَا / وما الآذانُ إِلاَّ للسَّمَاعِ
كأنَّ البينَ مَحتومٌ علينا / فليس سِوَى التلاقي والوَداعِ
وما أخشى قُصُوراً عن مرامٍ
وما أخشى قُصُوراً عن مرامٍ / ومثلُك لي إلى الدنيا شفيعي
ومِثلُك لا يُنَبَّه غير أنَّا / أتانا الأمرُ بالذِّكرِ النَّفُوعِ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ / تولَّته السعادُة والقبولُ
لهُ من مجدِهِ غُررٌ توالى / عليه ومن مدائِحهِ حُجُولُ
فلا زالت له الأعيادَ تَترى / تتابعُ بينها العمرُ الطويلُ
ولا بَرحَت به الأفلاكُ تجري / على شمسينِ ما لهُما أفُولُ
معاليه المنيرةُ في ذُرَاهَا / وفي الأقطار نائِلُهُ الجزيل
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي / وأنظر كيف صَبري واعتزامي
فإمَّا أن يُفارقني هواكم / وإما أن يُواصلَني حِمامي
ولي إلفانِ من شَوقٍ ودَمعِ / يُعينان السَّهَادَ على مَنامِي
أقولُ إذا الجنوبُ جَرَت بليلٍ / على حيِّ وساكنها سلامي
وقد كان الخيالُ يُعين عيناً / مؤرَّقة على دَمعٍ سِجَامِ
ولو عادَ المنامُ أعاد وَصلي / ولكن لا سبيلَ إلى المنَام
قرابك في فؤاد مستَهامٌ / وأجفانٍ مُضرَّجة دَوامي
ومشتاق إليك يَرَى التَّسَليَّ / وحُسنَ الصَّبرِ عنك من الآثام
ألا يا أيها الملكُ المعَلَّى
ألا يا أيها الملكُ المعَلَّى / أَنلني من عطاياك الجزيله
بعبدك حُرمةٌ والّكر فحشٌ / فلا تُحوِج إلى ذكر الوسيله