القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 8
كتبتَ لنا بذاك البُرِّ برا
كتبتَ لنا بذاك البُرِّ برا / وقَصداً في الثناء وفي الثوابِ
فكدَّر صَفوَةُ الكيَّالُ حتَّى / بَقينا منه في أمر عُجَاب
وجدناه عَتِيقاً وارتضينا / به إذ عاد وهو أبو تُراب
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ / بديعٍ ما عليهِ من مزيد
هِيَ الثغر الذي يُبدي ابتساماً / لتَقبيل العُفَاةِ من الوفود
إذا وافَيتَها لم تُبقِ هَمّا / بِقَلبِكَ مُذ تَراها من بَعيد
حَلَلت بظاهرٍ منها كأني / حَلَلتُ هناك جَنَّاتِ الخلودِ
فلا بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وكم قد / رَأَيتُ هناك من قَصرٍ مَشيد
بياضٌ يملأ الآفاقَ نوراً / يُبَشِّرُ بَرقُهُ بسَحابِ جُود
وأُقسِمُ لو رأتها مِصرُ يوماً / لكادت أن تَغيبَ من الوجودِ
وكم قَصرِ بها أضحى كحِصن / منيعٍ لا كَزَربٍ من جريدِ
بَرُصُّ فصوصَهُ بانيه رصاً / يُفَصِّلهُ على نَظمِ العُقُودِ
لها سورٌ إذا لاقى الأعادي / يُقابلهم بوجهٍ من حديدِ
هو الفلكُ استَدار بها وكم قد / رأينا فيه من بُرجٍ سَعيدِ
أحاط بسُورها بَحرٌ أجاجٌ / ومَنهَلُ أهلِها عَذبُ الورودِ
همُ السادات لا يُخشى ويُرجى / سواهم عند وَعدٍ أو وعيد
وحسبك أنَّ صدر الدين منها / وذا من مدحها بَيتُ القصيد
إمامٌ جلَّ قدراً أن يُهَنَّى / بشهرٍ أو بعشرٍ أو بعيد
لأن الدهرَ عبدٌ والموالى / لعَمرُك لا تُهَنَّأ بالعَبيد
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ / ويؤكلُ عظمُه ويُحَكُّ جلدُه
يَودَّ به الفتى إدراك سُؤل / وقد يلقى به ما لا يؤدُّه
ويؤخَذُ منه أكثره بِحقٍّ / ولكن عند آخره يَرُدُّه
قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري
قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري / وقد أَتعَبتُ في الهَذَيانِ فكري
وما لي أجرةٌ فيه ولا لي / إذا ما متُّ يوما بَعضُ أجر
قرأتُ النحوَ تبياناً وفَهماً / إلى أن كُعتُ منه وضاق صدري
فما استنبَطتُ منه سوى محال / يُحَال بِه على زَيدٍ وعَمرِو
فكان النصب فيه عليَّ نصباً / وكان الرفَّعُ فيه لغير قدري
وكان الخفضُ فيه جلَّ حَظِّى / وكان الجزم فيه لقطع ذكري
وفي علمِ العَرُوض دخلتُ جَهلا / وعُمتُ بخفَّتي في كلِّ بَحرٍ
فأذكرَني به التفعيلُ بَيتاً / تضمَّنَ نصفَهُ الشَيخُ المَعَرِّى
مُفَاعَلُّن مُفَاعَلَتُن فعُولن / حَديثُ خُرَافةٍ يا أمَّ عَمرو
وكم يومٍ بِبَيعِ اللَّحمِ عندي / يُعَدُّ من البَوَارِ بأَلفِ شَهرِ
ولما أن غَدَا لا بَيعَ فيه / مع الميزان أشبَهَ يَومَ حَشرِ
ودُكَّاني جَهَنَّمُ إذ زُبُونيَّ / زَبَانِيَةٌ بهم تعذيبُ سرِّى
وفيها زَفرَةٌ من غير لَحمِ / وقد وُضِعَت سلاسلُها بنَحري
وقد طال العذابُ عليَّ فيها / لمَا قَدَّمتُ من بَخسِ ووِزرِ
فإن لام الغدول أقول دعني / أنا في ضيعة في وسطِ عُمرِي
وعَمِّي قد غَدَا غَمِّي وأمسَى / يحطُّ ببخلِهِ قدري وقَدرِي
وإِنَّ الشِّعرَ دون عُلاهُ قَدراً / ولا سيَما إذا ما كان شعري
لأني ما قرأتُ لهُ صحاحاً / ولا نحوا على الشيخ ابن بَرِّي
وقد شاركتُ في لُغَةٍ ونحو / بلا علمٍ وشاعَ بذاك ذِكري
وعيشك لستُ أَدري ما طَحَاها / وقد أَقرَرتُ أني لستُ أدري
وذا خبري ولو كشَّفت عني / لصغَّرَهُ بعلم الجهل خُبرى
كأني مثلُ بعض الناس لما / تعلَّم آيتين فصار مُقرِى
وكم قابلتُ تزكيّا بمدحي
وكم قابلتُ تزكيّا بمدحي / فكادَ لما أُحاولُ منه يُخنَق
ويلطُمني إذا ما قُلتُ ألطَن / ويرمقني إذا ما قلتُ بِرَمق
وتسقُطُ حُرمتي أبدا لديهِ / فلو أني عَطشتُ لقال بشمَق
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ
لقد أغنيتني في كلِّ حالِ / بما أوليتَ من جاه ومالِ
وقد آمنتني من كلِّ خوفٍ / يُراقبُ من مقامٍ أو مقالِ
فلا الأيام تُضمرِ لي عِناداً / لكوني في ذَراك ولا الليالي
أَصَدرَ الدين دعوةَ مُستَجيرٍ / بحبِّك من مباغضة الرجال
جعلتَ الناسَ حُسَّادي جميعاً / بما أوليتنيهِ من النَّوالِ
وكم في مصرَ عندي من غنى / وفقري لا يمرُّ له ببالِ
يقابلني على مدحي بشكرٍ / فأقنع بالمحال عن المُحَالِ
وبي ضعفٌ مدى الأيام يقوى / على جسمٍ ضعيفٍ كالخلال
وحُمَّى قد غدا كانواُ عندي / بها تَمُّوزَ من غير انتقال
وبي جَرَبٌ إذا أدماهُ حكّى / جرى منه العقيقُ على اللآلي
وقد ماتت حياتي في خمولٍ / تنبَّه لي وقد صَحَّ اعتلالي
ألا قُل للذي يسألُ
ألا قُل للذي يسألُ / عن قومي وعن أهلي
قد تسأَلُ عن قومٍ / كرام الفَرعِ والأصلِ
يُرجِّيهم بنو كَلبٍ / ويخشَاهُم بنو عجلِ
وزيرٌ ما تقلَّدَ قطُّ وزراً
وزيرٌ ما تقلَّدَ قطُّ وزراً / ولا داناهُ في مثوىً أثامُ
وجلُّ فعاله صَاداتُ بِرٍّ / صِلاتٌ أو صَلاةٌ أو صِيَامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025