المجموع : 23
أيا عبد الرسول إليك أُهدي
أيا عبد الرسول إليك أُهدي / تحيّاتي المنوطة بالولاءِ
قدِ اِبتهج القضاء وزاد فخراً / غداةَ جَلستَ في دست القضاءِ
تولّيت القضاء وكنت أهلاً / بهذا الأمر موفور الإباءِ
بِطَلعتك اِنجلَت عنّا الكروب
بِطَلعتك اِنجلَت عنّا الكروب / ومنّا فيك قد سُرّت قلوبُ
أبا بدري أنت لنا عمادٌ / وغوثٌ إن تفاقَمَتِ الخطوبُ
قدمتَ فسرّ فيك الشعبُ جمعاً / وكم بعُلاك قد سرّت شعوبُ
لئن فارَقتَنا زمناً فعنّا / جمالكَ لا يروح ولا يغيبُ
وَشارَكناك في يومِ التهاني / وَبالأفراحِ صارَ لنا نصيبُ
أَلا هبّوا لنيل المكرماتِ
أَلا هبّوا لنيل المكرماتِ / بني العلياء أبناء الفراتِ
يؤمّل شعبكم منكم قياماً / لنصرتهِ ببيض ماضياتِ
متى يا أيّها الشبان فيكم / يلمّ الشعث من بعد الشتاتِ
بني وَطَني إلى كم في رُقادٍ / وقَد عَبَثت بكم أيدي الطغاةِ
هلمّوا للتآزُرِ والتآخي / ولا تَرضوا بذلٍّ في الحياةِ
فإنّ العيشَ في عزّ حياة / وعيش الذلّ حقّاً كالمماتِ
وخير الناسِ مَن يَسعى مُجدّاً / بعزٍّ بالسيوف المرهفاتِ
بني العرب الكرامِ مَتى أراكم / ثباتاً كالجبال الراسياتِ
مساعدة يرومُ الشعب منكم / فهبّوا لا تكونوا في سُباتِ
إلى أن تدركوا منكم حقوقاً / ضياعاً قد غَدَت بيدِ البغاةِ
إذا تمّ الإخاءُ فكلّ أمرٍ / يتمّ بهمّة الصيدِ الكماةِ
أهنّئكم بهذا اليوم جمعاً / وأقصر عن بيانٍ أو صفاتِ
ليوم نال فيه الشعب قصداً / غدا في الناس إحدى الذكرياتِ
يعيشُ الشعب فيه مُستقلّاً / وَمَحروساً بأنصار حماتِ
سلام ما النسيم أرقّ منه
سلام ما النسيم أرقّ منه / وأصفى مِن سلافة في زجاجي
إلى السبّاق للإحسان يهدي / به أعني سليم الطبعِ ناجي
بعيدِ الفطر أُهديك التهاني
بعيدِ الفطر أُهديك التهاني / أبا قيس فعِش دوماً سعيدا
لكَ الإقبال والتوفيق حلفٌ / يقيمُ لكَ الثنا صرحاً مشيدا
فأهلُ الطفّ تشكر منك سعياً / تقدّر عطفكَ الحسن المجيدا
أَتتكَ تزورُ طلعتك الّتي قد / تجلّى نورُها للناس عيدا
ترومُ لك البقاء مدى الليالي / فَعِش يا ذا العُلى عيشاً رغيدا
أَتتكَ إرادة الملك السعيدِ
أَتتكَ إرادة الملك السعيدِ / تُهنّئنا بمنصبك الجديدِ
بها اِبتَهجت بنو العليا سروراً / مسرّة صائمٍ بهلال عيدِ
أَحِلفَ الفخر يا حسن السَجايا / ويا ذا الفضل والرأيِ السديدِ
ويا اِبن السادة الأمجاد يا من / بسيفِ نداه طوّق كلّ جيدِ
أبوك المُرتضى قد كان قبلاً / كريم الطبع موفٍ بالعهودِ
فإنّ المرء مَن يحكى أباه / بأخلاقٍ وبسط يدٍ وجودِ
نَراك مهذّباً طلق المحيّا / وثغركَ باسمٌ للقا الوفودِ
ولا تَخشى بيوم الروع هولاً / وَلا تُصغي لوعد أو وعيدِ
إليك سدانة العبّاس إرث / منَ الصيد الأطائب والجدودِ
لخدمةِ روضةٍ جبريلُ فيها / يودّ بأن يكون من العميدِ
وفي أعتابها كلّ البرايا / تَراهم في ركوعٍ أو سجودِ
وإنّ لزائرِ العبّاس حقّا / بهِ يُجزى من السبط الشهيدِ
ويوم الحشر يحظى في جنانٍ / قريرَ العين بالعيش الرغيدِ
أبا بدري يا مَن قد تسامى / علا وسَما بمفخره الوحيدِ
أهنّي اليوم فيكَ بني ضياء / بني العلياء والشرف التليدِ
وأهتفُ قائلاً بشرى المعالي / بِهذا الحفل في اليوم السعيدِ
مَضَى فَبكى لرحلته الوجودُ
مَضَى فَبكى لرحلته الوجودُ / وناحَ الشعبُ مُذ فقد العميدُ
عميدُ العرب ماتَ فلهف قلبي / عليه كيف ضمّتهُ اللحودُ
قَضى المِقدامُ كهف العرب مولى / بهِ كانت بنو مضرٍ تسودُ
فيا ويحَ العروبة بعد ندبٍ / فَقَد ضاعَت لرقدتهِ الوعودُ
سليل المجد تفقدهُ البرايا / وليسَ كمثلهِ أبداً فقيدُ
وندب في المكارمِ كان فرداً / وفي أعمالهِ الحُسنى فريدُ
سَعي لِصلاح أمّته مجدّاً / وما قصرت له يوماً جهودُ
وكَم للعربِ شاد بناء مجدٍ / وكانَ لهم بِمُهجتهِ يجودُ
لَقَد عَظُمت مكارمهُ وجلّت / مناقبهُ فليس لها عديدُ
همام هاشميّ ذو نجار / نَمتهُ سادة أمجاد صيدُ
مصابٌ هزّ للأقطار حتّى / شَجى أركانها أضحت تميدُ
له أرضُ الحجاز بكَت ومصر / لهُ أضحَت بعبرتها تجودُ
وحلّ بسوريا حزنٌ عظيم / غداة بنعيهِ جاءَ البريدُ
لَئِن رحلَ الفقيد وغاب عنّا / لنا في شبله أمل وطيدُ
فَقائدنا المُرجّى خير نجلٍ / لخيرِ أبٍ تطالعهُ السعودُ
هو البطلُ الهمام فتىً إليهِ / قيادُ الشعب وهو له يقودُ
يردّ إِلى العروبةِ كلّ مجدٍ / وَسؤددهم به غضٌّ جديدُ
سَيُنشئها موحّدة جميعاً / بلاد العرب إذ نحن الجنودُ
هو المرجوّ إن غربت خطوب / هو المرموق إن حصد الحصيدُ
به تُحمى الثغور منَ الأعادي / وعَن دفعِ الأباعد لا يحيدُ
وَسادَ بِقَومِنا دون البرايا / ومن ذا غيره فينا يسودُ
سَمَوتَ إلى العُلى شرفاً وفخراً
سَمَوتَ إلى العُلى شرفاً وفخراً / وطلتَ على السهى عزّاً وقَدرا
وَضوءُ جبينك الوضّاح لمّا / تجلّى للورى خِلناهُ بَدرا
أَبا بدري نلتَ مقامَ عزٍّ / لحقّاً أنتَ فيه اليوم أحرى
حللتَ بمنصبٍ سام منيع / وقلّدك المُهيمن منه أمرا
بكفّك صارَ مفتاح لباب / على تَقبيلها الأملاك تَترى
وَتَهوى الزائرون لها خضوعاً / لكي منها تنال مُنىً وأجرا
أسادن روضة العبّاس يا من / شَهِدنا منهُ أخلاقاً وبشرا
ويا مَن بِالمَكارمِ قد تردّى / وشدّ بحزمهِ للمجدِ أزرا
وعمَّ نوالهُ العافين بذلاً / بكفٍّ فاضَ منه الجود بَحرا
وقامَ مقامَ والدهِ وأدّى / لما قد رامهَ سِرّاً وجَهرا
فَليتَ المُرتضى الزاكي يراهُ / بِمسندهِ العليّ قد اِستقرّا
لعادَ بهِ قريرَ العين بشراً / وشاهدهُ ومنه القلب سُرّا
نَعم هو شبلهُ وإليه ينمى / كذلكَ يخلف الأسدُ الهزبرا
تحيّر في معانيه بَياني / فلستُ أحيطُ فيها اليوم خُبرا
مَناقبهُ نجوم ليس تُحصى / ولَم أَسطع لها عدّاً وحَصرا
مقاليدُ السدانة في يديهِ / كفاكَ بذاك دون الناسِ فَخرا
بوجهِ محمّد الحسن اِستنارت / مَرابع أنّها زهواً وزهراً
فدامَ له البقا طول الليالي / له تُهدي الورى حَمداً وشُكرا
شباب الطفِّ قَد نَشَرَت لِواها
شباب الطفِّ قَد نَشَرَت لِواها / لِرزءُ أبي الرِضا موسى بن جعفَر
تجدّد رزؤهُ في كلّ عامٍ / وَتَقصدهُ لكي في الحشر تُؤجَر
قَدِمتَ فزادَ فيك القلب بشراً
قَدِمتَ فزادَ فيك القلب بشراً / وَعُدت مُرافقاً عزّاً ونصرا
أَبا قيس قصَدتَ ديارَ مصر / فَها أنا ذا أهنّي فيك مصرا
ربوع النيل هذا خير شهمٍ / عَلا لِسما العلى شرفاً وقَدرا
رِجال النيل إن كرّمتموه / فأهلُ الفضلِ بالتكريم أحرى
هو المنعوتُ طاهر مَن تجلّى / بأُفقِ المَكرُمات ولاحَ بدرا
غداة سَرى يُريح النفسَ قُلنا / فَسُبحان الّذي بعُلاه أسرى
ومنهُ شاهَدَت لبنان خلقاً / كَريماً طيّباً سرّاً وجهرا
رَأَتهُ لابساً للعزّ برداً / عليهِ منَ المَهابة شدّ أزرا
تربّى في حجورِ العلم طفلاً / وأُرضع مِن ثديّ الفخر درّا
إذا ما غِبتَ أيّاماً لأمرٍ / فَما نَسِيَت لكَ الأحبابُ ذِكرا
وحبّكَ ساكنٌ في كلِّ قلبٍ / وقَد تَخِذ القلوبَ له مَقرّا
فمصر أبصرَت منهُ جَمالاً / وأبهى غرّة بالعزّ غرّا
فأَرضُ الطفّ فيه اليوم تزهو / غداةَ بِها على الدستِ اِستقرّا
وَمِن قوتِ القلوبِ رأى اِحتفاء / وَتكريماً وتعظيماً وقَدرا
إذا أبصرتَ طَلعتهُ تَراها / تشقّ لأعينِ النظّار فَخرا
نَحى مصراً فحلّ بها عزيزاً / وَفيه أصبحت تفترّ ثَغرا
مَناقبهُ الجليلة حينَ تُتلى / أضاءَت أنجُماً في الأفقِ زهرا
فَلستُ أحيطه نَعتاً ووصفاً / وَمنّي اللبّ فيه حارَ فِكرا
وأعداهُ إذا ما قابلتهُ / رَأتهُ ضَيغماً ليثاً هِزَبرا
فيوم قُدومك الميمون عيدٌ / وَلَم نرَ قبله عيداً وفِطرا
فيا حلفَ السعادةِ عِش سَعيداً / عليكَ نَسائم الإقبالِ تَترى
وفي ظلِّ الكريمِ رَعاه ربّي / وأبقاهُ لكلِّ العربِ ذُخرا
وَدام لنا إداريّاً غيوراً / وفيهِ الشعبُ فازَ وعاشَ حُرّا
عليَّ القدرِ شهم مَن أطاعت / أوامره الورى برّاً وبَحرا
أبا المهديّ إنّك من أُناسٍ
أبا المهديّ إنّك من أُناسٍ / إليهم يَنتهي الشرف الرفيعُ
مَلَكتَ القلبَ يا ذا الفضلِ حبّاً / فها أنا في الهوى صبّ مطيعُ
مَلَكتَ قلوبُ أبناء العراقِ
مَلَكتَ قلوبُ أبناء العراقِ / فلَم تَصبر على طول الفراقِ
إليكَ أتَت رجالُ العلم تسعى / لِتَحظى بالتداني والتلاقي
وَقَد قَصَدت محلّك خير قوم / للثمِ يديكَ تجثو باِشتياقِ
أيا مولى الأنام ومن عليهِ / سماءُ العلم عالية الرواقِ
وأهل العلم نالَت فيه عزّاً / وفَخراً قد سما سبع الطباقِ
بذلتَ لحفظِ دين اللّه جهداً / فأصبحَ فيك هذا الدين راقي
سرَيتَ كأحمد المُختار ليلاً / على شرف على ظهر البراقِ
أبا حسن تقدّمتَ البرايا / فضلّت عنك أرباب السباقِ
لقد أصبحتَ للإسلام شوقاً / وبحراً قد تصبّب باِندفاقِ
جَمعتَ شتاتَ أهل العلم حتّى / بِنَعيك عاد متّسع النطاقِ
أضاءَت فيك سامرّاء بشراً / وقَد نَهَضت على قدمٍ وساقِ
قد اِبتَهَجت وسُرّت ثمّ طابت / وَمَنهلها غدا حلوَ المذاقِ
ترجّي أن تكون لها إِماماً / وَرَمزاً للوئام وللوفاقِ
وإنّ لحزمك الماضي شؤوناً / فَما شأن المهنّدة الرقاقِ
بسعدك إن يتمّ الجسر يوماً / فذكرك لا يزال عليه باقي
فيا اِبن الطاهرين ومن أبوهُ / عَطاشى الناس يومَ الحشر ساقي
ويا حامي الشريعةِ عِش سَعيداً / برغمِ أولي الضلالة والنفاقِ
تَبدّى طالعاً بسما الكمالِ
تَبدّى طالعاً بسما الكمالِ / هلالٌ دونه نور الهلالِ
وأشرقَ في سما العلياء بدراً / بهِ قَد أشرقت غرّ الليالي
أخو العلياءِ مَن قد حازَ مجداً / له شَهِدَت جميع بني المعالي
وقَد أعطاهُ ربّ البيت عزّا / وعنهُ تقاصَرت غلب الرجالِ
رقى هامَ المفاخرِ وهو شهمٌ / وداسَ على الثريّا بالنعالِ
محمّد مَن غدى في المجد فرداً / كريم الأصل محمود الفعالِ
لبيتِ اللّه حجّ وطاف سبعاً / ونالَ من العلى أقصى منالِ
وَنالَ القصدَ في عرفات لمّا / دَعا الباري بفخرٍ واِبتهالِ
وفي وادي منى أهدى ضحايا / وقرّبها إلى ذات الجلالِ
له في مكّة أعمال خيرٍ / تنبّئك الفعال عن المقالِ
وقد زارَ النبيّ الطهر طه / بطيبة مع بنيه خير آلِ
لهم أرضُ البقيع غَدَت لواءً / وطيبهمُ يفوق على الغوالي
وليسَ يَخيبُ زائر أهل بيتٍ / بهِم عُرِفَ الحرام عن الحلالِ
وعادَ إلى الطفوف وفيه أضحَت / تحفّ أقارب مثل اللآلِ
وبينهمُ أخو العليا شريف / به روض المكارمِ عاد حالي
يلذّ على لساني منه ذكرٌ / أراه ألذّ مِن طعمِ الزلالِ
وحلف الفخر إبراهيم ندب / حَوى الأخلاق من قبل الفعالِ
فَتىً في خلقهِ يحكي أباهُ / ونالَ الفخر مِن عمٍّ وخالِ
وإن أبصَرتَ حمّودا تراهُ / يجودُ لدى الورى قبل السؤالِ
إلى المهديّ ينمى وهو منهُ / بهِ يا صاح عيشي قد صفا لي
فلا زِلتم بني العليا كراماً / ويَبقى مَجدُكم طول الليالي
وفي عبد الأمير أجيد مدحي / ولستُ بمدحهِ أبداً أُغالي
لعَمري إنّه شهمٌ نجيب / حظي بالمكرُمات بلا اِنفصالِ
فَيا أهلَ الفخارِ أتيت حتّى / أُهنّئكم بهذا الاِحتفالِ
أبا قيسٍ إذا ما جنّ ليلٌ
أبا قيسٍ إذا ما جنّ ليلٌ / فنحنُ بظلّه نقضي الليالي
ونَرجو منكَ تُسعفنا بضوءٍ / لنشكرَ منك محمود الفِعالِ
وأنت وَعَدتنا بالعيد يا من / مُحيّاه ينوب عن الهلالِ
ويُعطي المُرتضى ضوءً منيراً / فلا يحتاج بعد إلى الغزالِ
ويتبع شاكراً لك من جميل / تحلّى بالمحاسن والكمالِ
لعمركَ ليس إمساكي لبخلٍ
لعمركَ ليس إمساكي لبخلٍ / ولَكن لا يفي بالخرجِ دخلي
وفي طَبعي سماح غير أنّي / على قدرِ البِساط مَدَدتُ رِجلي
بِنورِ مُحمّدٍ خير الأنامِ
بِنورِ مُحمّدٍ خير الأنامِ / قدِ اِنقَشَعت دياجيرُ الظلامِ
تجلّى منهُ للأبصار نورٌ / وشعَّ سناهُ في البلد الحرامِ
محمّد سيّد الأكوان مولىً / لهُ شرفٌ على العيّوق سامي
بهِ آباؤهُ شَرُفت وأنعم / بمولودٍ لآباءٍ كرامِ
ونالَت منه هاشم كلّ فخرٍ / وحازَت في العلا أعلى مقامِ
إلى عدنان تنسبهُ البَرايا / وتذكرهُ بعزٍّ واِحترامِ
بمكّة كان مَولدهُ وفيها / لهُ كَم مِن مبان أو وسامِ
وفي البطحاءِ نَشأتهُ وكانت / سيادَتها لأهليه العظامِ
وفي أرضِ الحِجازِ لهم قديماً / لواءٌ كان مرتفع الدعامِ
بنو عمرو العلى الأطهار قومٌ / بحبّهم ملاذي واِعتصامي
محمّد جاءَ للإسلامِ يدعو / ليوصلَ قومه نحو السلامِ
وكانَ عليهمُ برّاً عطوفاً / وداعٍ للوِفاقِ وللوئامِ
وقد أدّى الرِسالة وهو يرجو / لأمّته السعادة في الختامِ
نؤمّل أن يكونَ لنا شفيعاً / ففي يوم المَعادِ هو المُحامي
وَلولا ما بهِ قد جاء طهَ / لَما عُرِفَ الحلال عن الحرامِ
ألا اِحتَفلوا بهذا اليوم حقّاً / ترونَ العزّ فيه على الدوامِ
هو اليوم الّذي فيه سَعدنا / وأدرَكنا بهِ كلّ المرامِ
بهِ وُلِدَ النبيّ الطهر من قد / تردّى بالثنا قبل الفطامِ
ملائكةُ السما هَبَطَت عليه / تَراهم في قعودٍ أو قيامِ
وجبريل لهُ بالوحيِ يأمي / يبلّغه السلامَ عن السلامِ
كَسى الشمسَ المنيرة منه نوراً / وكانَ هو المظلّل بالغمامِ
عليهِ لا تزال صلاة ربّي / صلاة بالكمال وبالتمامِ
أَحِلف الفضل نور الدين يا من
أَحِلف الفضل نور الدين يا من / لهُ في ذروة العليا مقامُ
بكَ اِبتهجَ القضاء وأنتَ ممّن / بِهِم للشرعة الغرّا قوامُ
بَعَثتُ إليكَ من شوق كتاباً / بهِ يُهدى الثنا لك والسلامُ
فلا أنسى زَماناً كان فيه / لَنا بكمُ اِجتماعٌ واِلتئامُ
أحنّ إليكمُ ما دمتُ حيّاً / وإن بكيت لصبّكم عظامُ
وأذكر منكمُ خلقاً كريماً / بهِ تتحدّث القوم الكرامُ
وَمِن قومٍ لهم في الفضلِ سبق / ومنزلة وقدرٌ واِحتشامُ
بهِم أركانُ بيت اللّه شيدت / وعزّ الركن فيهم والمقامُ
فحيّاك المُنير لكلّ عينٍ / أَضاءَ كأنّه بدرٌ تمامُ
إليكَ أبا الجواد أزفَّ شوقي
إليكَ أبا الجواد أزفَّ شوقي / فلا أَنسى أياديك الكريمه
فَعِش يا للسماحة في سرورٍ / وأرجو اللّه ظلّك أن يُديمه
كريم باتَ في أعماقِ قلبي
كريم باتَ في أعماقِ قلبي / لهُ دونَ الوَرى حبّ صميمُ
إذا ما غابَ عن عينيّ يوماً / وقلبي في مودّته مقيمُ
أبا قيسٍ رعاكَ اللّه شهماً / لهُ في قومهِ خلق كريمُ
سَمَت أخلاقهُ شَرَفاً وعزّاً / ورقّت مثل ما رقّ النسيمُ
لهُ عهدٌ به نِلنا الأماني / وكانَ لنا بهِ خيرٌ عميمُ
مَرِضتُ فَعادَني حتّى الأعادي
مَرِضتُ فَعادَني حتّى الأعادي / وَفي تركِ العيادة لم يضرني
يَزُرني كلّ ذي حسبٍ وصدق / ولكنَّ اِبن آوى لم يَزُرني