المجموع : 138
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ / بِأَن يُمسي وَلَيسَ لَهُ اِنتِشاءُ
إِذا نَبَّهتَهُ مِن نَومِ سُكرٍ / كَفاهُ مَرَّةً مِنكَ النِداءُ
فَلَيسَ بِقائِلٍ لَكَ إيهِ دَعني / وَلا مُستَخبِرٍ لَكَ ما تَشاءُ
وَلَكِن سَقِّني وَيَقولُ أَيضاً / عَلَيكَ الصِرفَ إِن أَعياكَ ماءُ
إِذا ما أَدرَكَتهُ الظُهرُ صَلّى / وَلا عَصرٌ عَلَيهِ وَلا عِشاءُ
يُصَلّي هَذِهِ في وَقتِ هاذي / فَكُلُّ صَلاتِهِ أَبَداً قَضاءُ
وَذاكَ مُحَمَّدٌ تَفديهِ نَفسي / وَحُقَّ لَهُ وَقَلَّ لَهُ الفِداءُ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ / عَلى ديباجَتَي خَدَّيهِ ماءُ
كَماءِ الدَنِّ يَسكَرُ مَن رَآهُ / فَيَخفِتُ وَالقُلوبُ لَهُ سِباءُ
يَعذُبُ مَن يَشاءُ بِمُقلَتَيهِ / إِذا رَنَتا وَيَفعَلُ ما يَشاءُ
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً / وَقِدماً كُنتُ أَمنَحُهُ الصَفاءَ
فَأَعرَضَ هَيثَمٌ لَمّا رَآني / كَأَنّي قَد هَجَوتُ الأَدعِياءَ
وَقَد آلَيتُ أَن أَهجو دَعِيّاً / وَلَو بَلَغَت مُروءَتُهُ السَماءَ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ / فَوَرَّدَ وَجهَها فُرطُ الحَياءِ
وَقابَلَتِ النَسيمَ وَقَد تَعَرَّت / بِمُعتَدِلٍ أَرَقَّ مِنَ الهَواءِ
وَمَدَّت راحَةً كَالماءِ مِنها / إِلى ماءٍ مُعَدٍّ في إِناءِ
فَلَمّا أَن قَضَت وَطَراً وَهَمَّت / عَلى عَجَلٍ إِلى أَخذِ الرِداءِ
رَأَت شَخصَ الرَقيبِ عَلى التَداني / فَأَسبَلَتِ الظَلامَ عَلى الضِياءِ
فَغابَ الصُبحُ مِنها تَحتَ لَيلٍ / وَظَلَّ الماءُ يَقطِرُ فَوقَ ماءِ
فَسُبحانَ الإِلَهِ وَقَد بَراها / كَأَحسَنِ ما يَكونَ مِنَ النِساءِ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ / وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
وَخَلِّ لِراكِبِ الوَجناءِ أَرضاً / تَخُبُّ بِها النَجيبَةُ وَالنَجيبُ
بِلادٌ نَبتُها عُشَرٌ وَطَلحٌ / وَأَكثَرُ صَيدِها ضَبعٌ وَذيبُ
وَلا تَأخُذ عَنِ الأَعرابِ لَهواً / وَلا عَيشاً فَعَيشُهُم جَديبُ
دَعِ الأَلبانَ يَشرَبُها رِجالٌ / رَقيقُ العَيشِ بَينَهُمُ غَريبُ
إِذا رابَ الحَليبُ فَبُل عَلَيهِ / وَلا تُحرَج فَما في ذاكَ حوبُ
فَأَطيَبُ مِنهُ صافِيَةٌ شَمولٌ / يَطوفُ بِكَأسِها ساقٍ أَديبُ
أَقامَت حِقبَةً في قَعرِ دَنٍّ / تَفورُ وَما يُحَسُّ لَها لَهيبُ
كَأَنَّ هَديرَها في الدَنِّ يَحكي / قِراةَ القَسِّ قابَلَهُ الصَليبُ
تَمُدُّ بِها إِلَيكَ يَدا غُلامٍ / أَغَنُّ كَأَنَّهُ رَشَأٌ رَبيبُ
غَذَتهُ صَنعَةُ الداياتِ حَتّى / زَها فَزَها بِهِ دَلٌّ وَطيبُ
يَجُرُّ لَكَ العِنانَ إِذا حَساها / وَيَفتَحُ عَقدُ تَكَّتِهِ الدَبيبُ
وَإِن جَمَّشتُهُ خَلَبَتكَ مِنهُ / طَرائِفُ تُستَخَفُّ لَها القُلوبُ
يَنوءُ بِرِدفِهِ فَإِذا تَمَشّى / تَثَنّى في غَلائِلِهِ قَضيبُ
يَكادُ مِنَ الدَلالِ إِذا تَثَنّى / عَلَيكَ وَمِن تَساقُطِهِ يَذوبُ
وَأَحمَقَ مِن مُغَيِّبَةٍ تَراءى / إِذا ما اِختانَ لَحظَتَها مُريبُ
أَعاذِلَتي اِقصُري عَن بَعضِ لَومي / فَراجي تَوبَتي عِندي يَخيبُ
تَعيبينَ الذُنوبَ وَأَيُّ حُرٍّ / مِنَ الفِتيانِ لَيسَ لَهُ ذُنوبُ
فَهَذا العَيشُ لا خِيَمُ البَوادي / وَهَذا العَيشُ لا اللَبَنُ الحَليبُ
فَأَينَ البَدوُ مِن إيوانِ كِسرى / وَأَينَ مِنَ المَيادينِ الزُروبُ
غُرُرتِ بِتَوبَتي وَلَجَجتِ فيها / فَشُقّي اليَومَ جَيبَكِ لا أَتوبُ
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا / بِماءٍ وَالدُجى صَعبُ الجِنابِ
فَلَمّا أَن رَفَعتُ يَدي فَلاحَت / بَوارِقُ نورِها بَعدَ اِضطِرابِ
تَزاحَفَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ يَرجو / وِقاءً حينَ جارَت بِاِلتِهابِ
فَأَبصَرَ في أَنامِلِهِ اِحمِراراً / وَلَيسَ لَهُ لَظى حَرِّ الشِهابِ
فَقُلتُ لَهُ رُوَيدِكَ إِنَّ هَذا / سَنا الصَهباءِ مِن تَحتِ النِقابِ
فَسَلسِلها فَسَوفَ تَرى سُروراً / فَإِنَّ اللَيلَ مَستورُ الجَنابِ
فَرَدَّدَ طَرفَهُ كَيما يَراها / فَكَلَّ الطَرفُ مِن دونِ الحِجابِ
وَمُختَلِسِ القُلوبِ بِطَرفِ ريمٍ / وَجيدِ مَهاةِ بَرٍّ ذي هِضابِ
إِذا اِمتُحِنَت مَحاسِنُهُ فَأَبدَت / غَرائِبَ حُسنِهِ مِن كُلِّ بابِ
تَقاصَرَتِ العُيونُ لَهُ وَأَغفَت / عَنِ اللَحَظاتِ خاضِعَةِ الرِقابِ
لَهُ لَقَبٌ يَليقُ بِناطِقيهِ / بَديعٌ لَيسَ يُعجَمُ في الكِتابِ
يُقالُ لَهُ المُعَلَّلُ وَهوَ عِندي / كَما قالوا وَذاكَ مِنَ الصَوابِ
يُعَلِّلُنا بِصافِيَةٍ وَوَجهٍ / كَبَدرٍ لاحَ مِن خَلَلِ السَحابِ
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي / أَلَيسَ جَرى بِفيكِ اِسمي فَحَسبي
وَقولي ما بَدا لَكِ أَن تَقولي / فَما ذا كُلُّهُ إِلّا لِحُبّي
قُصاراكِ الرُجوعُ إِلى وِصالي / فَما تَرجينَ مِن تَعذيبِ قَلبي
تَشابَهَتِ الظُنونُ عَلَيكِ عِندي / وَعِلمُ الغَيبِ فيها عِندَ رَبّي
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ / كَذا لا يَفتُرُ الطَرَبُ
خَلَت مِن حاجَتي الدُنيا / فَلَيسَ لِوَصلِها سَبَبُ
تَفانَت دونَها الأَطماعُ / حالَت دونَها الحُجُبُ
رَأَيتُ البائِسينَ سِوا / يَ قَد يَإِسوا وَما طَلَبوا
وَلَم يُبقِ الهَوى إِلّا ال / تَمَنّي وَهوَ مُحتَسَبُ
سِوى أَنّي إِلى الحَيوا / نِ بِالحَرَكاتِ أَنتَسِبُ
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ / فَشوبيهِ بِتَسمِيَةِ الحَبيبِ
فَإِنّي لا أَعُدُّ العَذلَ فيهِ / عَلَيكِ إِذا فَعَلتِ مِنَ الذُنوبِ
وَما أَنا إِن عَمِرتُ أَرى جِناناً / وَإِن بَخِلَت بِمَحبوسِ النَصيبِ
مُقَنَّعَةٌ بِثَوبِ الحُسنِ تَرعى / بِغَيرِ تَكَلُّفٍ ثَمَرَ القُلوبِ
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً / وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي / وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري / فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا / وَلَكِن لَيسَ يُعطونَ الجَوابا
فَقُلتُ أَلَيسَ قَد قَرَأوا كِتابي / فَقالَ بَلى فَقُلتُ الآنَ طابا
فَأَرجو أَن يَكونوا هُم جَوابي / بِلا شَكٍّ إِذا قَرَأوا الكِتابا
أَجِدُّ لَكَ المُنى يا قَلبُ كَيلا / تَموتَ عَلَيَّ غَمّاً وَاِكتِئابا
وَعاري النَفسِ مِن حُلَلِ العُيوبِ
وَعاري النَفسِ مِن حُلَلِ العُيوبِ / غَدا في ثَوبِ فَتّانٍ رَبيبِ
تَفَرَّدَ بِالجَمالِ وَقالَ هَذا / مِنَ الدُنيا وَلَذَّتِها نَصيبي
بَراهُ اللَهُ حينَ بَرا هِلالاً / وَخَفَّفَ عَنهُ مُنقَطِعُ القَضيبِ
فَيَهتَزُّ الهِلالُ عَلى قَضيبٍ / وَيَهتَزُّ القَضيبُ عَلى كَثيبِ
شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ
شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ / غَريبُ الحُسنِ في قَدٍّ غَريبِ
بَعيدٌ إِن نَظَرتَ إِلَيهِ يَوماً / رَجِعتَ وَأَنتَ ذو أَجَلٍ قَريبِ
تَرى لِلصَمتِ وَالحَرَكاتِ مِنهُ / سِهاماً لا تُرَدُّ عَنِ القُلوبِ
فَيا مَن صيغَ مِن حُسنٍ وَطيبٍ / وَجَلَّ عَنِ المُشاكِلِ وَالضَريبِ
أَصَبني مِنكَ يا أَمَلي بِذَنبٍ / تَتيهُ عَلى الذُنوبِ بِهِ ذُنوبي
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ / وَبانَ الأَطيَبانِ مَعَ الشَبابِ
أَعاذِلَ عَنكِ مَعتَبَتي وَلَومي / فَمِثلي لا يُقَرَّعُ بِالعِتابِ
أَعاذِلَ لَيسَ إِطراقي لِعَيِّن / وَهَل مِثلي يَكِلُّ عَنِ الجَوابِ
وَلَكِنّي فَتىً أَفنَيتُ عُمري / بِأَطيَبِ ما يَكونُ مِنَ الشَرابِ
وَمَقدودٍ كَقَدِّ السَيفِ رَخصٍ / كَأَنَّ بِخَدِّهِ لَمعُ السَرابِ
صَفَفتُ عَلى يَدَيهِ ثُمَّ بِتنا / جَميعاً عارِيَينِ مِنَ الثِيابِ
ثَكَلتُ الظُرفَ وَالآدابَ إِن لَم / أُقِم لي حُجَّةً يَومَ الحِسابِ
فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا
فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا / وَوا جِسماهُ قَد عُطِبا
أَحَقُّ الصارِخينَ أَنا / بِواحَربا وَواسَلَبا
أَميرٌ لي رَأَيتُ لَهُ / بِفيهِ حَلاوَةً عَجَبا
كَأَنَّ عَدُوَّهُ نَعَمَ / فَإِن هُوَ قالَها قَطَبا
وَلَيسَ بِمانِعي هَذا / كَ مِن إِدمانِيَ الطَلَبا
إِذا ما مَرَّ مُلتَفِتاً / رَآني خَلفَهُ ذَنَبا
بِجِسمي سَوفَ أَتبَعُهُ / وَقَلبي حَيثُما ذَهَبا
أَلا يا حادِثاً فيهِ
أَلا يا حادِثاً فيهِ / لِمَن يَتَعَجَّبُ العَجَبُ
لِأَسماءٍ يُسَمّيهِن / نَ أَشجَعُ حينَ يَنتَسِبُ
تَعَلَّمَها وَإِخوَتِهِ / فَكُلُّهُمُ بِها ذَرِبُ
فَيا لَكِ عُصبَةً إِن حَد / دَثوا عَن أَصلِهِم كَذَبوا
وَهُم ما لَم تُنَقِّر عَن / أَرومِ أُصولِهِم عَرَبُ
لَهُم في بَيتِهِم نَسَبٌ / وَفي وَسطِ المِلا نَسَبُ
كَما لَم تَخفَ سافِرَةٌ / وَتُنكَرُ حينَ تَنتَقِبُ
أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ عَفوٌ
أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ عَفوٌ / وَما لَكَ في الخَلائِقِ مِن ضَريبِ
عَلامَ وَأَنتَ ذو حَزمٍ وَرَأيٍ / تُصَيِّرُ أَمرَ مِصرَ إِلى الخَصيبِ
فَتىً ما دانَ لِلرَحمَنِ ديناً / وَما إِن زالَ يَسجُدُ لِلصَليبِ
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ / وَلَكِن مِن نِتاجِ الباسِقاتِ
كَرائِمُ في السَماءِ زَهَينَ طولاً / فَفاتَ ثِمارُها أَيدي الجُناةِ
قَلائِصُ في الرُؤوسِ لَها ضُروعٌ / تَدِرُّ عَلى أَكُفِّ الحالِباتِ
صَحائِحُ لا تُعَدُّ وَلا نَراها / عِجافاً في السِنينَ المالِحاتِ
مَسارِحُها المَدارُ فَبَطنُ جَوخى / إِلى شَطِّ الأُبُلَّةِ فَالفُراتِ
تُراثاً عَن أَوائِلِ أَوَّلينا / بَني الأَحرارِ أَهلِ المَكرُماتِ
تَذُبُّ بِها يَدُ المَعروفِ عَنّا / وَتَصبِرُ لِلحُقوقِ اللازِماتِ
فَحينَ بَدا لَكَ السَرَطانُ يَتلو / كَواكِبَ كَالنِعاجِ الراتِعاتِ
بَدا بَينَ الذَوائِبِ في ذُراها / نَباتٌ كَالأَكُفِّ الطالِعاتِ
فَشُقَّقَتِ الأَكُفُّ فَخِلتُ فيها / لَآلِئَ في السُلوكِ مُنَظَّماتِ
وَما زالَ الزَمانُ بِحافَتَيها / وَتَقليبُ الرِياحِ اللاقِحاتِ
فَعادَ زُمُرُّداً وَاِخضَرَّ حَتّى / تَخالُ بِهِ الكِباشَ الناطِحاتِ
فَلَمّا لاحَ لِلساري سَهيلٌ / قُبَيلَ الصُبحِ مِن وَقتِ الغَداةِ
بَدا الياقوتُ وَاِنتَسَبَت إِلَيهِ / بِحُمرٍ أَو بِصُفرٍ فاقِعاتِ
فَلَمّا عادَ آشِرُها خَبيصاً / بَعَثتُ جُناتِها بِمُعَقَّفاتِ
فَضُمِّنَ صَفوُ ما يَجنونَ مِنها / خَوابِيَ كَالرِجالِ مُقَيَّراتِ
وَقُلتُ اِستَعجِلوا فَاِستَعجَلوها / بِضَربٍ بِالسِياطِ مُحَدرَجاتِ
ذَوائِبُ أُمُّها جُعِلَت سِياطاً / تَحُثُّ فَما تَناهى ضارِباتِ
فَوَلَّدَتِ السِياطُ لَها هَديراً / كَتَرجيعِ الفُحولِ الهائِجاتِ
فَلَمّا قيلَ قَد بَلَغَت وَلَمّا / وَتوشِكُ أَن تُقَرُّ وَأَن تُواني
نَسَجتُ لَها عَمائِمَ مِن تُرابٍ / وَماءٍ مُحكَماتٍ موثَقاتِ
سَتَرتُ الجَوَّ خَوفاً مِن أَذاهُ / فَباتَت مِن أَذاهُ آمِناتِ
فَلَمّا قيلَ قَد بَلَغَت كَشَفنا ال / عَمائِمَ عَن وُجوهٍ مُشرِقاتِ
حَساها كُلُّ أَروَعَ شَيظَمِيٍّ / كَريمِ الجَدِّ مَحمودٍ مُؤاتِ
تَحِيَّةَ بَينَهُم تَفديكَ روحي / وَآخِرُ قَولِهِم أَفديكَ هاتِ
تَحَدَّرَ ماءُ مُقلَتِهِ
تَحَدَّرَ ماءُ مُقلَتِهِ / فَخَرَّقَ وَردَ وَجنَتِهِ
لِأَنّي رُمتُ قُبلَتَهُ / عَلى ميقاتِ غَفلَتِهِ
فَلَمّا وَسَّدَتهُ الكَأ / سُ حَلَّ رِباطَ جُبَّتِهِ
فَوَيلي مِنهُ حينَ يُفي / قُ مِن غَمَراتِ سَكرَتِهِ
أُراهُ سَوفَ يَقتُلُني / بِبَعضِ سُيوفِ مُقلَتِهِ
وَلا سيما وَقَد غَيَّر / تُ عَقدَ رِباطِ تِكَّتِهِ
وَعاذِلَةٍ تَلومُ عَلى اِصطِفائي
وَعاذِلَةٍ تَلومُ عَلى اِصطِفائي / غُلاماً واضِحاً مِثلَ المَهاةِ
وَقالَت قَد حُرِمتَ وَلَم تُوَفَّق / لِطيبِ هَوى وِصالِ الغانِياتِ
فَقُلتُ لَها جَهِلتُ فَلَيسَ مِثلي / يُخادِعُ نَفسَهُ بِالتُرَّهاتِ
أَأَختارُ البِحارَ عَلى البَراري / وَأَحياناً عَلى ظَبيِ الفَلاةِ
دَعيني لا تَلوميني فَإِنّي / عَلى ما تَكرَهينَ إِلى المَماتِ
بِذا أَوصى كِتابُ اللَهِ فينا / بِتَفضيلِ البَنينَ عَلى البَناتِ