القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 138
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ
وَنَدمانٍ يَرى غَبَناً عَلَيهِ / بِأَن يُمسي وَلَيسَ لَهُ اِنتِشاءُ
إِذا نَبَّهتَهُ مِن نَومِ سُكرٍ / كَفاهُ مَرَّةً مِنكَ النِداءُ
فَلَيسَ بِقائِلٍ لَكَ إيهِ دَعني / وَلا مُستَخبِرٍ لَكَ ما تَشاءُ
وَلَكِن سَقِّني وَيَقولُ أَيضاً / عَلَيكَ الصِرفَ إِن أَعياكَ ماءُ
إِذا ما أَدرَكَتهُ الظُهرُ صَلّى / وَلا عَصرٌ عَلَيهِ وَلا عِشاءُ
يُصَلّي هَذِهِ في وَقتِ هاذي / فَكُلُّ صَلاتِهِ أَبَداً قَضاءُ
وَذاكَ مُحَمَّدٌ تَفديهِ نَفسي / وَحُقَّ لَهُ وَقَلَّ لَهُ الفِداءُ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ / عَلى ديباجَتَي خَدَّيهِ ماءُ
كَماءِ الدَنِّ يَسكَرُ مَن رَآهُ / فَيَخفِتُ وَالقُلوبُ لَهُ سِباءُ
يَعذُبُ مَن يَشاءُ بِمُقلَتَيهِ / إِذا رَنَتا وَيَفعَلُ ما يَشاءُ
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً
مَرَرتُ بِهَيثَمَ بنِ عَدِيِّ يَوماً / وَقِدماً كُنتُ أَمنَحُهُ الصَفاءَ
فَأَعرَضَ هَيثَمٌ لَمّا رَآني / كَأَنّي قَد هَجَوتُ الأَدعِياءَ
وَقَد آلَيتُ أَن أَهجو دَعِيّاً / وَلَو بَلَغَت مُروءَتُهُ السَماءَ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ / فَوَرَّدَ وَجهَها فُرطُ الحَياءِ
وَقابَلَتِ النَسيمَ وَقَد تَعَرَّت / بِمُعتَدِلٍ أَرَقَّ مِنَ الهَواءِ
وَمَدَّت راحَةً كَالماءِ مِنها / إِلى ماءٍ مُعَدٍّ في إِناءِ
فَلَمّا أَن قَضَت وَطَراً وَهَمَّت / عَلى عَجَلٍ إِلى أَخذِ الرِداءِ
رَأَت شَخصَ الرَقيبِ عَلى التَداني / فَأَسبَلَتِ الظَلامَ عَلى الضِياءِ
فَغابَ الصُبحُ مِنها تَحتَ لَيلٍ / وَظَلَّ الماءُ يَقطِرُ فَوقَ ماءِ
فَسُبحانَ الإِلَهِ وَقَد بَراها / كَأَحسَنِ ما يَكونَ مِنَ النِساءِ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ / وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
وَخَلِّ لِراكِبِ الوَجناءِ أَرضاً / تَخُبُّ بِها النَجيبَةُ وَالنَجيبُ
بِلادٌ نَبتُها عُشَرٌ وَطَلحٌ / وَأَكثَرُ صَيدِها ضَبعٌ وَذيبُ
وَلا تَأخُذ عَنِ الأَعرابِ لَهواً / وَلا عَيشاً فَعَيشُهُم جَديبُ
دَعِ الأَلبانَ يَشرَبُها رِجالٌ / رَقيقُ العَيشِ بَينَهُمُ غَريبُ
إِذا رابَ الحَليبُ فَبُل عَلَيهِ / وَلا تُحرَج فَما في ذاكَ حوبُ
فَأَطيَبُ مِنهُ صافِيَةٌ شَمولٌ / يَطوفُ بِكَأسِها ساقٍ أَديبُ
أَقامَت حِقبَةً في قَعرِ دَنٍّ / تَفورُ وَما يُحَسُّ لَها لَهيبُ
كَأَنَّ هَديرَها في الدَنِّ يَحكي / قِراةَ القَسِّ قابَلَهُ الصَليبُ
تَمُدُّ بِها إِلَيكَ يَدا غُلامٍ / أَغَنُّ كَأَنَّهُ رَشَأٌ رَبيبُ
غَذَتهُ صَنعَةُ الداياتِ حَتّى / زَها فَزَها بِهِ دَلٌّ وَطيبُ
يَجُرُّ لَكَ العِنانَ إِذا حَساها / وَيَفتَحُ عَقدُ تَكَّتِهِ الدَبيبُ
وَإِن جَمَّشتُهُ خَلَبَتكَ مِنهُ / طَرائِفُ تُستَخَفُّ لَها القُلوبُ
يَنوءُ بِرِدفِهِ فَإِذا تَمَشّى / تَثَنّى في غَلائِلِهِ قَضيبُ
يَكادُ مِنَ الدَلالِ إِذا تَثَنّى / عَلَيكَ وَمِن تَساقُطِهِ يَذوبُ
وَأَحمَقَ مِن مُغَيِّبَةٍ تَراءى / إِذا ما اِختانَ لَحظَتَها مُريبُ
أَعاذِلَتي اِقصُري عَن بَعضِ لَومي / فَراجي تَوبَتي عِندي يَخيبُ
تَعيبينَ الذُنوبَ وَأَيُّ حُرٍّ / مِنَ الفِتيانِ لَيسَ لَهُ ذُنوبُ
فَهَذا العَيشُ لا خِيَمُ البَوادي / وَهَذا العَيشُ لا اللَبَنُ الحَليبُ
فَأَينَ البَدوُ مِن إيوانِ كِسرى / وَأَينَ مِنَ المَيادينِ الزُروبُ
غُرُرتِ بِتَوبَتي وَلَجَجتِ فيها / فَشُقّي اليَومَ جَيبَكِ لا أَتوبُ
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا / بِماءٍ وَالدُجى صَعبُ الجِنابِ
فَلَمّا أَن رَفَعتُ يَدي فَلاحَت / بَوارِقُ نورِها بَعدَ اِضطِرابِ
تَزاحَفَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ يَرجو / وِقاءً حينَ جارَت بِاِلتِهابِ
فَأَبصَرَ في أَنامِلِهِ اِحمِراراً / وَلَيسَ لَهُ لَظى حَرِّ الشِهابِ
فَقُلتُ لَهُ رُوَيدِكَ إِنَّ هَذا / سَنا الصَهباءِ مِن تَحتِ النِقابِ
فَسَلسِلها فَسَوفَ تَرى سُروراً / فَإِنَّ اللَيلَ مَستورُ الجَنابِ
فَرَدَّدَ طَرفَهُ كَيما يَراها / فَكَلَّ الطَرفُ مِن دونِ الحِجابِ
وَمُختَلِسِ القُلوبِ بِطَرفِ ريمٍ / وَجيدِ مَهاةِ بَرٍّ ذي هِضابِ
إِذا اِمتُحِنَت مَحاسِنُهُ فَأَبدَت / غَرائِبَ حُسنِهِ مِن كُلِّ بابِ
تَقاصَرَتِ العُيونُ لَهُ وَأَغفَت / عَنِ اللَحَظاتِ خاضِعَةِ الرِقابِ
لَهُ لَقَبٌ يَليقُ بِناطِقيهِ / بَديعٌ لَيسَ يُعجَمُ في الكِتابِ
يُقالُ لَهُ المُعَلَّلُ وَهوَ عِندي / كَما قالوا وَذاكَ مِنَ الصَوابِ
يُعَلِّلُنا بِصافِيَةٍ وَوَجهٍ / كَبَدرٍ لاحَ مِن خَلَلِ السَحابِ
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي / أَلَيسَ جَرى بِفيكِ اِسمي فَحَسبي
وَقولي ما بَدا لَكِ أَن تَقولي / فَما ذا كُلُّهُ إِلّا لِحُبّي
قُصاراكِ الرُجوعُ إِلى وِصالي / فَما تَرجينَ مِن تَعذيبِ قَلبي
تَشابَهَتِ الظُنونُ عَلَيكِ عِندي / وَعِلمُ الغَيبِ فيها عِندَ رَبّي
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ
كَما لا يَنقَضي الأَرَبُ / كَذا لا يَفتُرُ الطَرَبُ
خَلَت مِن حاجَتي الدُنيا / فَلَيسَ لِوَصلِها سَبَبُ
تَفانَت دونَها الأَطماعُ / حالَت دونَها الحُجُبُ
رَأَيتُ البائِسينَ سِوا / يَ قَد يَإِسوا وَما طَلَبوا
وَلَم يُبقِ الهَوى إِلّا ال / تَمَنّي وَهوَ مُحتَسَبُ
سِوى أَنّي إِلى الحَيوا / نِ بِالحَرَكاتِ أَنتَسِبُ
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ
إِذا غادَيتِني بِصَبوحِ عَذلٍ / فَشوبيهِ بِتَسمِيَةِ الحَبيبِ
فَإِنّي لا أَعُدُّ العَذلَ فيهِ / عَلَيكِ إِذا فَعَلتِ مِنَ الذُنوبِ
وَما أَنا إِن عَمِرتُ أَرى جِناناً / وَإِن بَخِلَت بِمَحبوسِ النَصيبِ
مُقَنَّعَةٌ بِثَوبِ الحُسنِ تَرعى / بِغَيرِ تَكَلُّفٍ ثَمَرَ القُلوبِ
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً / وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ
عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي / وَأَنتِ اليَومَ تَهوَينَ اِجتِنابي
وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ
فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري / فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا
رَسولي قالَ أَوصَلتُ الكِتابا / وَلَكِن لَيسَ يُعطونَ الجَوابا
فَقُلتُ أَلَيسَ قَد قَرَأوا كِتابي / فَقالَ بَلى فَقُلتُ الآنَ طابا
فَأَرجو أَن يَكونوا هُم جَوابي / بِلا شَكٍّ إِذا قَرَأوا الكِتابا
أَجِدُّ لَكَ المُنى يا قَلبُ كَيلا / تَموتَ عَلَيَّ غَمّاً وَاِكتِئابا
وَعاري النَفسِ مِن حُلَلِ العُيوبِ
وَعاري النَفسِ مِن حُلَلِ العُيوبِ / غَدا في ثَوبِ فَتّانٍ رَبيبِ
تَفَرَّدَ بِالجَمالِ وَقالَ هَذا / مِنَ الدُنيا وَلَذَّتِها نَصيبي
بَراهُ اللَهُ حينَ بَرا هِلالاً / وَخَفَّفَ عَنهُ مُنقَطِعُ القَضيبِ
فَيَهتَزُّ الهِلالُ عَلى قَضيبٍ / وَيَهتَزُّ القَضيبُ عَلى كَثيبِ
شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ
شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ / غَريبُ الحُسنِ في قَدٍّ غَريبِ
بَعيدٌ إِن نَظَرتَ إِلَيهِ يَوماً / رَجِعتَ وَأَنتَ ذو أَجَلٍ قَريبِ
تَرى لِلصَمتِ وَالحَرَكاتِ مِنهُ / سِهاماً لا تُرَدُّ عَنِ القُلوبِ
فَيا مَن صيغَ مِن حُسنٍ وَطيبٍ / وَجَلَّ عَنِ المُشاكِلِ وَالضَريبِ
أَصَبني مِنكَ يا أَمَلي بِذَنبٍ / تَتيهُ عَلى الذُنوبِ بِهِ ذُنوبي
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ
أَعاذِلَ قَد كَبُرتُ عَنِ العِتابِ / وَبانَ الأَطيَبانِ مَعَ الشَبابِ
أَعاذِلَ عَنكِ مَعتَبَتي وَلَومي / فَمِثلي لا يُقَرَّعُ بِالعِتابِ
أَعاذِلَ لَيسَ إِطراقي لِعَيِّن / وَهَل مِثلي يَكِلُّ عَنِ الجَوابِ
وَلَكِنّي فَتىً أَفنَيتُ عُمري / بِأَطيَبِ ما يَكونُ مِنَ الشَرابِ
وَمَقدودٍ كَقَدِّ السَيفِ رَخصٍ / كَأَنَّ بِخَدِّهِ لَمعُ السَرابِ
صَفَفتُ عَلى يَدَيهِ ثُمَّ بِتنا / جَميعاً عارِيَينِ مِنَ الثِيابِ
ثَكَلتُ الظُرفَ وَالآدابَ إِن لَم / أُقِم لي حُجَّةً يَومَ الحِسابِ
فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا
فَوا عَقلاهُ قَد ذَهَبا / وَوا جِسماهُ قَد عُطِبا
أَحَقُّ الصارِخينَ أَنا / بِواحَربا وَواسَلَبا
أَميرٌ لي رَأَيتُ لَهُ / بِفيهِ حَلاوَةً عَجَبا
كَأَنَّ عَدُوَّهُ نَعَمَ / فَإِن هُوَ قالَها قَطَبا
وَلَيسَ بِمانِعي هَذا / كَ مِن إِدمانِيَ الطَلَبا
إِذا ما مَرَّ مُلتَفِتاً / رَآني خَلفَهُ ذَنَبا
بِجِسمي سَوفَ أَتبَعُهُ / وَقَلبي حَيثُما ذَهَبا
أَلا يا حادِثاً فيهِ
أَلا يا حادِثاً فيهِ / لِمَن يَتَعَجَّبُ العَجَبُ
لِأَسماءٍ يُسَمّيهِن / نَ أَشجَعُ حينَ يَنتَسِبُ
تَعَلَّمَها وَإِخوَتِهِ / فَكُلُّهُمُ بِها ذَرِبُ
فَيا لَكِ عُصبَةً إِن حَد / دَثوا عَن أَصلِهِم كَذَبوا
وَهُم ما لَم تُنَقِّر عَن / أَرومِ أُصولِهِم عَرَبُ
لَهُم في بَيتِهِم نَسَبٌ / وَفي وَسطِ المِلا نَسَبُ
كَما لَم تَخفَ سافِرَةٌ / وَتُنكَرُ حينَ تَنتَقِبُ
أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ عَفوٌ
أَميرَ المُؤمِنينَ وَأَنتَ عَفوٌ / وَما لَكَ في الخَلائِقِ مِن ضَريبِ
عَلامَ وَأَنتَ ذو حَزمٍ وَرَأيٍ / تُصَيِّرُ أَمرَ مِصرَ إِلى الخَصيبِ
فَتىً ما دانَ لِلرَحمَنِ ديناً / وَما إِن زالَ يَسجُدُ لِلصَليبِ
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ / وَلَكِن مِن نِتاجِ الباسِقاتِ
كَرائِمُ في السَماءِ زَهَينَ طولاً / فَفاتَ ثِمارُها أَيدي الجُناةِ
قَلائِصُ في الرُؤوسِ لَها ضُروعٌ / تَدِرُّ عَلى أَكُفِّ الحالِباتِ
صَحائِحُ لا تُعَدُّ وَلا نَراها / عِجافاً في السِنينَ المالِحاتِ
مَسارِحُها المَدارُ فَبَطنُ جَوخى / إِلى شَطِّ الأُبُلَّةِ فَالفُراتِ
تُراثاً عَن أَوائِلِ أَوَّلينا / بَني الأَحرارِ أَهلِ المَكرُماتِ
تَذُبُّ بِها يَدُ المَعروفِ عَنّا / وَتَصبِرُ لِلحُقوقِ اللازِماتِ
فَحينَ بَدا لَكَ السَرَطانُ يَتلو / كَواكِبَ كَالنِعاجِ الراتِعاتِ
بَدا بَينَ الذَوائِبِ في ذُراها / نَباتٌ كَالأَكُفِّ الطالِعاتِ
فَشُقَّقَتِ الأَكُفُّ فَخِلتُ فيها / لَآلِئَ في السُلوكِ مُنَظَّماتِ
وَما زالَ الزَمانُ بِحافَتَيها / وَتَقليبُ الرِياحِ اللاقِحاتِ
فَعادَ زُمُرُّداً وَاِخضَرَّ حَتّى / تَخالُ بِهِ الكِباشَ الناطِحاتِ
فَلَمّا لاحَ لِلساري سَهيلٌ / قُبَيلَ الصُبحِ مِن وَقتِ الغَداةِ
بَدا الياقوتُ وَاِنتَسَبَت إِلَيهِ / بِحُمرٍ أَو بِصُفرٍ فاقِعاتِ
فَلَمّا عادَ آشِرُها خَبيصاً / بَعَثتُ جُناتِها بِمُعَقَّفاتِ
فَضُمِّنَ صَفوُ ما يَجنونَ مِنها / خَوابِيَ كَالرِجالِ مُقَيَّراتِ
وَقُلتُ اِستَعجِلوا فَاِستَعجَلوها / بِضَربٍ بِالسِياطِ مُحَدرَجاتِ
ذَوائِبُ أُمُّها جُعِلَت سِياطاً / تَحُثُّ فَما تَناهى ضارِباتِ
فَوَلَّدَتِ السِياطُ لَها هَديراً / كَتَرجيعِ الفُحولِ الهائِجاتِ
فَلَمّا قيلَ قَد بَلَغَت وَلَمّا / وَتوشِكُ أَن تُقَرُّ وَأَن تُواني
نَسَجتُ لَها عَمائِمَ مِن تُرابٍ / وَماءٍ مُحكَماتٍ موثَقاتِ
سَتَرتُ الجَوَّ خَوفاً مِن أَذاهُ / فَباتَت مِن أَذاهُ آمِناتِ
فَلَمّا قيلَ قَد بَلَغَت كَشَفنا ال / عَمائِمَ عَن وُجوهٍ مُشرِقاتِ
حَساها كُلُّ أَروَعَ شَيظَمِيٍّ / كَريمِ الجَدِّ مَحمودٍ مُؤاتِ
تَحِيَّةَ بَينَهُم تَفديكَ روحي / وَآخِرُ قَولِهِم أَفديكَ هاتِ
تَحَدَّرَ ماءُ مُقلَتِهِ
تَحَدَّرَ ماءُ مُقلَتِهِ / فَخَرَّقَ وَردَ وَجنَتِهِ
لِأَنّي رُمتُ قُبلَتَهُ / عَلى ميقاتِ غَفلَتِهِ
فَلَمّا وَسَّدَتهُ الكَأ / سُ حَلَّ رِباطَ جُبَّتِهِ
فَوَيلي مِنهُ حينَ يُفي / قُ مِن غَمَراتِ سَكرَتِهِ
أُراهُ سَوفَ يَقتُلُني / بِبَعضِ سُيوفِ مُقلَتِهِ
وَلا سيما وَقَد غَيَّر / تُ عَقدَ رِباطِ تِكَّتِهِ
وَعاذِلَةٍ تَلومُ عَلى اِصطِفائي
وَعاذِلَةٍ تَلومُ عَلى اِصطِفائي / غُلاماً واضِحاً مِثلَ المَهاةِ
وَقالَت قَد حُرِمتَ وَلَم تُوَفَّق / لِطيبِ هَوى وِصالِ الغانِياتِ
فَقُلتُ لَها جَهِلتُ فَلَيسَ مِثلي / يُخادِعُ نَفسَهُ بِالتُرَّهاتِ
أَأَختارُ البِحارَ عَلى البَراري / وَأَحياناً عَلى ظَبيِ الفَلاةِ
دَعيني لا تَلوميني فَإِنّي / عَلى ما تَكرَهينَ إِلى المَماتِ
بِذا أَوصى كِتابُ اللَهِ فينا / بِتَفضيلِ البَنينَ عَلى البَناتِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025