المجموع : 30
تبلَّج وجه دولتنا الإغرّ
تبلَّج وجه دولتنا الإغرّ / لنا وافترّ للإِسلام ثغرُ
وأذعنت البرية واستقادت / لأروع أمره المعتوم أمرُ
لأكرم هاشم فرعا ونجرا / إذا ما عد يوم الفخر نجرُ
طويل الباع أغلب شمرى / منيع الجار سيب نداه غمرُ
أمام هدى له يمنى ويسرى / لعان فيهما أمن ويسرُ
وأقدام يشيّعه برأي / إذا دجت الحوادث فهو فجرُ
يحبّبه إلى الراجى سماح / أبر على الغيوث ندى وبرُ
فبين بنانه والجود وصل / وبين لسانه والهجرُ هجرُ
تخايلت المنابر مذ توالى / عليما لاسمه لا زال ذكرُ
وأصبحت الرعية ذاك يدعو / له سرا وذا فرح يسرُ
حلا بنداه عيشهم لديه / وكان يرى زمانا وهو مرُ
أمين الله والمختار فينا / ومن عصيانه بالله كفرُ
سماح يديه عد ليس يحصى / ولا يلقى له عد وحصرُ
وأنعمه الجزيلة ليس يخلو / إذاً من جود منا جيد ونحرُ
أقام الجود منه في بنان / أظلتنا سحائب منه عشرُ
أنمدحه إذا في الدست منه / وفوق الطرف ضرغام وبدر
تعاظم أن نشبّهه بطود / وجل بأن يقاس إليه بحرُ
ومن آي القران المنديع / يقصر دونه نظم ونثرُ
رأينا أمستضي أمم حق / طليعة جيشه فتح ونصرُ
أتت أنباء خلبته بمصر / وربك لا خلا من ذاك مصرُ
أمام تشرق البطحاء تهيا / به ويجلّه حَجَر وحِجرُ
جواد لاندى كفيه نسزر / ولا معروفه للناس نكسر
نراه ثالث العمرين عدلا / فمد له مدى الأيام عمر
وعاش لنا الوزير فذاك خرق / به يشتد للإسلام أزر
أخو الغارات تنكره الهوينا / وتعرفه ظبي بيض وسمر
خليل للمكارم والعطايا / كأن خلاله ماء وخمر
يبخل حاتم كرما لديه / ويحببن عنده زيد وعمرو
فشقر خيوله بالنفع دهم / وبيض سيوفه بالضرب حمر
أمولى الجود والمولى المرجي / ومن في كفّه نفع وضر
ويا من عصره لبني الأماني / إذا زمن نبا عصر وذخرا
بقيت فما لما تبنيه هدم / ودمت فما لمن تغ نيه فقر
تبدن لي وصبغ الليل ناصل
تبدن لي وصبغ الليل ناصل / بروق مثل ما اخترطت مناصل
إذا لحظت سلاسلها رياضا / رأيت بها جد أول كالسلاسل
أَرب على ربى نجد بكاها / وأضحك دمعها تلك الخمائل
فكم يوم جمعت الشمل فيه / بمر الهجر معسول الشمائل
يهيج لى الغليل إذا تثنى / تثني الغصن في ثني الغلائلُ
كأن بياض مبسمة أقاح / نضيد طل في طلل الأصائل
أطعت صبابتي والحب فيه / وعاصيت اللواحي والعواذل
كنطق وشاحه نطقوا فمن لي / بهم لو أخر سواخرس الخلاخل
تراه كرامح إن هز عطفا / وإن كر اللواحظ فهو نابل
الأم أرى الغرام يجد حتما / بقلب المستهام وأنت هازلُ
وكم من قائل لي إذ رآني / نبيه الفضل حظي حظ خاملُ
تسلل فما انتقاض المال مما / يعاب به غزير العلم كاملُ
وما نفعي إذا ما كنت قساً / بلا وفر ويعطى الوفر بأقل
وإن أك قد أجدت فإن جيدي / خلي من حلي الرفد عاطلُ
بلى فيه لمحيي الجود يحيى / قلائد من ندى جم ونائل
هو الملك الذي أمسى وأضحى / ندا مسائلا عن كل سائلُ
إذا ركب بالغداة إلى عداه / فقد نزلت بساحتها النوازل
فنعم معرس العاشي ذراه / وبئس عشية الكوم الماطفل
ثمال المقتربين من الأيامى / ومنتجع اليتامى والأرامل
سحاب فيه للعافي زلال / يمير وفيه للجافي زلازل
يميل على العدا والمال قسرا / ويحكم في البريدة حكم عادل
وأشجع من يجالد يوم حرب / ويوم السلم أبرع من يجادل
أيا تاج الملوك وأنت خرق / وعيدك أجل والوعد عاجل
أجل أنت الذي مازلت تجلو / بإصباح الظبي ليل القساطل
وتذخر للعدا سمر العواني / وبيض الهند والجرد الصواهل
وأسدا غابها الأرماح تهوي / بها خيل كامثال الأجادل
أعون الدين مالك من ماسو / إذا عد الكرام ولا مساجلُ
قضيت من السماحة كل فرض / تسربه وعدت إلى النوافلُ
إذا كان المقال بلا فعال / فأنت المرء قبل القول فاعل
بربعك يا ربيع الناس طرا / لوراد الندى صفت المناهل
معاقلك الحصينة مغربات / تبيحك ما تحصنه المعاقل
الأبابي وبالعافين جمعا / ثراك الجعد يا سبط الأنامل
تمليت البقاء تمل عبدا / بنيل مناك من دنياك كافل
وعش في نعمة ودوام ملك / وعز سابغ الأذيال شامل
إذا عن الغمام ربي العقيق
إذا عن الغمام ربي العقيق / كفاها برمد معي الشفيق
ويا برق الحمى سيريك جفني / إذا استجديته بخل البروق
فليت ثراك عاد سحيق مسك / فكم أدنيس من أمل سحيق
وكم لي فيك من أيام لهو / وصلت بها الصبوح إلى الغبوق
بمشتبهين من ورد وخد / وممتزجين من خمر وريق
وأحور من ظباء الشرق يزرى / بضوء الشمس في وقت الشروق
أتى يخفيه ليل الصدغ لولا / بروق من ثنايا فير روق
أجلت اللحظ في ورد جني / بخديه يشق على الشقيق
أسرت بحبه وغدا طليقا / فيا ويح الأسير من الطليق
إذا ما رق لي منه عتاب / لقيت العذل في وجه صفيق
الأمن مبلغ البخلاء أَنّي / لبست ماءة العيش الرقيق
أمنت تحرك النكبات لما / سكنت إلى ذراطود وثيق
بحيث أرى المكارم وهي سهمي / وسهم الحادثات بغير فوق
تركت الطرق للوراد لما / رأيت سوى طريقهم طريقي
عرفت بقصد عون الدين أني / غرفتُ الجود من بحر عميق
بمن يأوي إلى الحسب المعلى / غداة الفخر والنسب العريق
بمخضر الثرى ما اسود نقع / أعاد البيض حمرا كالعقيق
كريم رحت أسرح باتكالي / على جدواه في مرعى أنيق
طويل الباع ذو صدر رحيب / لراجيه وذو وجه طليق
يجود بما حوت يمناه عفوا / على العافين في سعة وضيق
شقيق المجد والهيجاء أكرم / بخدن المجد والحرب الشقيق
وحيد في المآثر بات يطوي / طريق المكرمات بلا رفيق
يقصر من سعى يبغي نداه / ولو ركب الرجاء عن اللحوق
مقيم للقصائد حين بارت / وللقصاد سوقا أي سوق
على أني خلقت قذى عيون / لارباب القريض شجا حلوق
وأغلظ ما عليهم أن أوافي / بجزل اللفظ في المعنى الدقيق
فيا غمر الرداء فداك غمر / يرى بر العفاة من العقوق
إلا بأبي خلائقك اللواتي / خلقن أرق من صفو الرحيق
الست من الذين إذا استطالوا / بفخرهم تقاصر كل نيق
أعدوا للحفيظة مرهفات / كأن شعاعها شعل الحريق
وكل اصم مذعور الأعالي / يريك تثني القد الرشيق
حلفت بهن أمثال الحنايا / تَخيَّلُها سِهاما في المروق
إذا اخترقت بنا الفلوات خلنا / مناسمها من الريح الخريق
قصدن منى وأكتاف المصلى / وطفن بجانب البيت العتيق
بأَن أبا المظفر خير خلق / يرى بالجود جد حر خليق
تمل قدوم صوم جاء يسعى / إليك مهرولا سعي المشوق
يقول بأن ستبقى ماتغنت / فصاح الورق في غصن وريق
علاء الدين يا أقضى القضاة
علاء الدين يا أقضى القضاة / لقد أحييت شرع المكرمات
فما نيل الصعيد إذا تناهت / زيادته ولا سيل الفرات
باجدى من نداك وأين منه / عطايا آل برمك والفرات
فيا جبل الحلوم بلا خلاف / ويا بحر العلوم الزاخزات
ختمت صيام شهرك والليالي ال / تي صليت فيها بالصلات
أصغ لمدائحي كرما وبشر / توافيها ببشر والتفات
فإني قد صمدت لأخذ بعض ال / جباب الفاخرات المصمتاتِ
أعيد معجبا فيها وأدعو / لمجدك بالبقاءِ معَ الدعاةِ
علاء الدين صب كرما فاني
علاء الدين صب كرما فاني / عهدتك ذا يد بالجود صبه
تفرح بالسماحة كل هم / عن العافي وتكشف كل كربه
وبذلك للرغائب غير بدع / كما لك في اقتناء الحمد رغبه
حلفت لأنت أزكى الناس أصلا / وأوضح من ضياء الصبح نشيه
أيحسن أن أجيء بكل بكر ال / معاني سهلة إلا لفانا صعبه
فتحسبها لديك وما تساوى / وقد جابت لك الآفاق جبه
ولولا أن لي طمعا قويا / يحاشي الله مجدك قلت جبه
أيروى في الهوى غيري وأظما
أيروى في الهوى غيري وأظما / وأقنع بالمنى كلا ولما
سأعطي النفس ما طلبت فأما / تهون فتحمل البلوى وأما
الام تسومني هجرا فهجرا / وتجعل لي وما أجرمت جرما
صددت غرغرة بالشوق ترقى / عليك وصلة بالدمع تدمى
أحاول ستر ما القى وتأبى / دموع العين إلا أن تنما
أحب الوعد منك وأن تنادي / واقنع بالخيال إذا ألما
عسى الأيام تمسح لي بوصل / وتأخذ لمن الهجران سلما
فأثني غدك الممشوق ضما / وأفني ريقك المسعول لثما
وكم ليل من التطوال بتنا / يقلب نجمه في الكأس نجما
يريني عطفا الغصن الرطيب ال / قوام وطرف الرشا الأجما
إلى أن مدت الجوزاء كفا / وساقت من خيول الليل دهما
وقد رق العتاب ودق حتى / ظننا الأسماع وهما
شربنا الراح بالأرواح طيبا / وبعنا الغم في حانات غما
ومائرة الملاط إذا أهيجت / وسمت بوخدها البيداء وسما
فليت بها الفلا والليل مرخ / ملائته وطرف النجم أعمى
إذا بلغت بنا عمرا ولانت / حميما من ندى كفيه جما
فلاحكت لها الأقتاب ظهرا / ولا وردت بها الأخطار حزما
أبرميمٍ قولا وفعلاً / وأكرم منتمٍ خالا وعما
له لحظيريه القرب بعدا / ولفنا يخرق السمع الأصما
وسيم ماسما الأمبيدا / عداه ولا رمى إلا وأعما
مضي العزم ذو رأي جلي / إذا ما حادث الدهر أدلهما
إذا حاربته حاربت ليثا / وإن جاريته جاريت يمّا
له بشر ينم على العطايا / وكيف سترت نشر المسك نما
أغريريك يوم الحرب طيشا / إذا أبلى ويوم السلم حلما
بجودك يا أمين الدين صحَّت / أماني الظنون وكن رجما
لقد شردت عنا العدم حتى / كأن لم يخلق الرحمان عدما
وتمت بسنة المعروف حتى / جعلت عني العفاة عليا حتما
فداؤك يا كما لالدين عار / من النعمة إذ مدح استذما
كأني حين أسأله نوالا / أًُسائل من لوى تيماء رسما
سلمت على الزمان فأنت طود / تقاصر دونه أجما وسلمى
حسام الدين بحر نداك طام
حسام الدين بحر نداك طام / به تروى حشاشة كل ظام
رأيتك عاريا من كل عار / يشبن وخالصا من كل ذام
فشمل المال عندك في افتراق / وشمل الحمد عندك في التئام
غدا يا سالما من كل غيب / تؤم ركابنا دار السلام
غدا وأبيك نملأ جانبيها / ثناء في معاليك الجسام
أقائدها تغص الجو نقعا / على أرضي نجيع طلي وهام
وفي طرقي خفاجة وهي بطن / حلال عندها أكل الحرام
فقلدني مع الإحسان عضبا / يجلي صبحه ليل القتام
كما اضطربت مياه في غدير / أو اضطرمت بروق في غمام
وها أنا أعزل لولا لسان / كعزمك غير مفلول كهام
فليس على امرئ في ذاك عيب / إذا طلب الحسام من الحسام
أدعص في الملاءة أم كثيب
أدعص في الملاءة أم كثيب / وذا ضربت بثغرك أم ضريب
سفرت ومست ختلا واختيالا / فغاب البدر وارتاب القضيب
لقد غطَى لثامك سمط در / يخجل ما تقلده التريبُ
حليك حين زرت عليك واش / ووشيك والشذا كل رقيبُ
وفي الأظغان أن شمس توارت / شموس في البراقع ما تغيبُ
كأن قدودها أغصان بأن / مقوّمة أمالتها جنوبُ
حمت بردا وبرد لمى عليه / من العفاف أفئد ة قلوب
إذا ما أو منت منه غروب / جرح من سحب أدمعنا غروب
رعى الله الحمى فيه رعينا / خصيب العيش إذ فقد الجديب
وجاد أبيرق الحنان جود / لموع البرق حنان سكوبًُ
عشية موردي صاف برود / وبرد شبيتي خاف قشيب
إذا عن الملام نفرت عنه / ويدعوني الغرام فأستجيب
كما لبى العفاة وقد دعوه / بنائله أبو الفرح اللبيب
أحب مديحه علما بأني / وام أفرط فيبه لا أحوب
واستنئي الندى ممن سوا / وأعلم أنه منه قريب
مريب عند مشتجر العوالي / ويوم السلم متلاف وفوب
بقيت ابن الدوامي المرجى / فضرب أنت ليس له ضريبُ
وأنت إذا دجا خطب شهاب / وحين تكون مسمعة خطيبُ
وإن وثب الزمان على فقير / قصرت خطاه عنه بما تثيبُ
تمن ولا تمن ببذل رفد / فعذر ضيق وندى رحيبُ
ومال لا يتم له نصاب / لكل مؤمل فيه نصيبُ
فما كدراء ملمعة النواحي / تؤلف من شتائتها الجنوبُ
إذا ابتسمت ثغور البرق فيها / بدا في وجه زنتها قطوبُ
تلاع الأرض منها في رياض / وكل قرار سائلة قليبُ
بأندى منك أخلاقا ووجها / وصوب يد أياديها تصوبُ
وأقسم لو أجرت على الليالي / شبابا ما تحيفه مشيبُ
فلا نظر الزمان اليك شزرا / ولا خطبت معاليك الخطوبُ
أمدك في علائك بالمزيد
أمدك في علائك بالمزيد / إله العرش والعمر المديدِ
ولا برحت رباعك أهلات / ملاذ مؤمل وحمى طريدِ
عقيد الجود أنت بغير شك / فلا عدم ارتياحك من عقيدِ
لقد قربت بالإحسان ممن / يؤمل مطلب الأمل البعيبدِ
ألا بأبي خلائقك اللواتي / خلقن أغض من روض مجودِ
ورأي مثل ضوء الشمس يجلو / دجى نوب من الحدثان سودِ
ألفنا البذل منك وما طريف / عطاؤك للطريف وللتليدِ
لقد شتت شمل العدم فينا / وأظهرت السماح إلى الوجودِ
فكم ضبع جعلت الليث طعما / لديه بثعلب الرمح المبيدِ
وكم بيض أعدت غداة حرب / ورادا بثعلب الرمح المبيدِ
أعون الدين يايحيى المرجى / لقد أحييت آمال الوفودِ
إذا عقمت أكف القوم لذنا / بكف منك للنعمى ولودِ
وإن كانت عطاياهم نسايا / حصلنا من نداك على نقودِ
فخذ من جوهر الألفاظ لفظا / موشّى نظمه وشي البلرودِ
أرق من الدموع صب / وفي الإيراد ما ورد الخدودِ
فلست تزال ذا بشر جديد / ولست أزال ذا شكر جديدِ
ألا تبا لدنيا نرتجيها
ألا تبا لدنيا نرتجيها / لقد خابت وخاب المجتديها
متى انتبهت وقد رقدت خداعا / فلم تحمل بيقظتها نبيها
سل الأيام ما فعلت بكسرى / وقيصر والصور وساكنيها
أما امتدعتهم للموت طرّا / فلم تدع الحليم ولا السفيها
دنت نحو الدني بسهم خطب / فأصمته ووادهت الوجيها
أما لو بيعت الدنيا بفلس / أنفت لعال أن يشتريها
لقد وأدت بنيها واستباحت / حمى الباني لها والمبتنيها
يقينا قلت ما فيها كأني / حكيت مقالها عنها بفيها
ومما هالنا شمس أهالت / عليها الترب أيدي دافنيها
قضت فتجلت الحور ابتهاجا / وزينت الجنان لتجتليها
ولا والله لم تكتب عليها / سوى الحسنى أنامل كاتبيها
أحالت حالها غير الليالي / وآيتست الأواسي عائديها
فيا أرض افخري ما شئت عجبا / بها وتخايلي عجبا وتيها
فقد سكنتك أعرف ذات خدر / بإسداء العوارف فاعرفيها
فلو قدرت تسير بنات نعش / بنعش كن بعض الحامليها
لقد أودى العفاف غداة أودت / وصار اليأس آية معتفيها
سقى جدثا أقامت فيه خود / مة مثل جود يدي أبيها
علاك من النوائب في أمان
علاك من النوائب في أمان / وجارك والكواكب في مكان
وأنت أحن من مدت إليه / يسار السؤل أو يمنى الأماني
يعودك عاد عود الجود غضا / وأصعبت المنى بعد الحرانِ
وأضحى الشعر غالي السعر جدا / وكان يباع في سوى الهوان
سمعنا بالندى خيراً فلما / سمحت بدا لنا نظر العيان
إذا ادخر الهجين لهاه لؤما / بذلت سجيه الحرق الهجان
عليما أن كنز الحمد باق / عليك وأن ما تحويه فانِ
أنأ مل أيديا خلقت جعادا / وفينا راحتك السبطتان
حلفت بأن نون الدين معنى / بأسر محامد وفكاك عاني
فزاريّ المناسب حاتمي الس / سماح العدّ قسيّ البيان
يرجى حين تسأله ويخشى / ويصرف بأسه صرف الرمان
كريم الخيم محمود السجايا / شجاع القلب واليد واللسانِ
وقور الجأ عن أن طاشت حلوم / أبان من الرزانة عن إبانِ
إذا اسودَّ الفضا أبصرت منه / مضىء العزم مضَّاء الجانِ
شديد البأس ذا رأي سديد / يعان به على الحرب العوانِ
يحامي والأسنة داميات / ويحمي العرض بالعرض المهانِ
فيوما جوده والحرب يلفى / سنيّ الوفد مخضوب السنانِ
أعد لكل داهية ناد / ويوم ذي خطوب أرونانِ
أسود وغى على سيدان قفر / لها غاب من السمر اللّدانِ
فأشقره من الهبوات جون / وأبيضه من الخهجات قانِ
أغر ممر حبل الودّ حلو / لخاطب رفده مر الطّعانِ
عفا كرما عن الجاني وأدنى / قطوف ن نداه من يد كل جانِ
فما سيل نسخَّطه الموامي / وتحمده النقائع والمجاني
تسنم فارعا فرأيت موجا / كأسنمة المخرَّمةِ الهجانِ
بأندى من أخلاقا ووجها / لمستجد وحاشيتي بنان
فعن وزنهن عشر العيد وأسلم / جديرا بالمدائع والتهاني
ألا قل للغمام المرجحن
ألا قل للغمام المرجحن / بكيت النار إن لم تبك عني
فما خلفت للأطلال دمعا / يعيد البين في أخلاف جفني
وأنت سرقت يابانات سلع / من الحسناء لي ذاك التئني
إذا نظرت إليَّ علي اتقاءِ / أرتني صحة في الطرف تضني
فكم أعصى الملام على هواها / ولم أجني الغرام من التجني
إذا بسمت أرتك نظام در / وإن خطرت أرتك قوام غصنِ
كأني ما قصرت اللهو منها / ببدر دجنة وشمس دجنِ
ولم أعرف الروس الحسن فضلا / على مستغرب من روس حزنِ
ولا أن المقرب في سماح / وبأس فوق عنترة ومعنِ
فتى مستحصد الآراء يسدي / لسائله مواهبه ويسني
ربحت غداة بعت الخلق طرّاً / بوجد أني له وعدمت غيني
إذا عفت المشارب فهو وردى / وإن خفت النوائب فهو أمني
له بشر يبشر سائليه / بمن لا يكدره بمنِ
فزعت إلى نه الغمر لنا / قرعت وقد قصدت سواه سني
إلى بدر يلوذ الضيف منه / ببحر قد تعود نحر بُدنِ
إذا ما اسود ليل النقع حامي / باسمر من رماح الخط لدنِ
فيا مولاي بكتمر المرجّى / إلى غير ارتياحِك لا تكلني
فكم كذّبت فيّ مقال واش / وكم صدقت بالإحسان ظني
لأني منك في نسب قريب / فدع نسب القريض وأنت مني
أخلف المجد إِنك نعم خلف / وخدن الجود إنك خير خدنِ
إذا نقصت حظوظي من زماني / فزدني من سماحك ثم زدني
فلست بواجد مثلي مذيعا / مديحك في البلاد فلا تضعني
ولا أنا من إذا ما قال شعرا / أتى فيه بقافية ووزنِ
ولم يدخل إلى معنى غريب / فيخرجه إلى فن فغنِ
وكم أغنيت بالمعروف عما / سواي ويعثر هذا القول يغني
بقيت مديد شوط العمر فينا / بعيد مدى العلى تغني وتقني
أزين الدين دمت فأنت غيث
أزين الدين دمت فأنت غيث / به نحيا إذا شمنا قطاره
خلقت ممر حبل الود مرا / على الأعداء معسول العباره
يمينك يمن عاف مستميح / كما يسرا ما برحت يساره
يصرِّح بشر وجهك بالعطايا / إذا راجيك لوح بالإشاره
وعودك لا تؤول إلى انتظار / وعودك لا يحول عن النضاره
فكارتك الهنية مثل كرّ / وكر سواك عند المطل كاره
أما لك غير مالك من عدوّ / فكل ضحى تشن عليه غاره
عددت منائحَ الشعراء ربحا / إذا البخلاء عدونا خساره
لعمرك ما يجور الدهر يوما / بحادثة على من بتّ جاره
لقد أصبحت مجمع كل فضل / فأنت لكل سائلة قراره
بقيت مهنئا بالعيد يا من / ملابس مجده ليست معاره
كريم الدين عيش عداك يمسي
كريم الدين عيش عداك يمسي / ويضحي بالمسيب مثلَ عيشي
ستنجيك السماحة من قوافٍ / تخبر بالمخازي عن قريش
فنفّذ لي ونفّذ بي لَعلِّي / أرى وَطني فيسكن بعض ليشي
يمينك لجّة البحرِ الخضمّ
يمينك لجّة البحرِ الخضمّ / وحلمك قلة الطَّودِ الأشمِ
فضلت الغيث يا غيث البرايا / بكف ثرةِ الأنواء تهمي
فباطنها لتنويل ورفد / وظاهرها لتقبيل ولثمِ
إذا دجت الخطوب برقت فيها / بماض مرهف ومضي عزمِ
فجهم عند مشتجر العوالي / وعند البذل طلق غير جهمِ
وعودُك صادقاتٌ ليس تلوى / وَعودكَ غير ملويّ بمجسمِ
أما وسماح عون الدين أني / وجدت به الغنى وعدمت عدمي
لقد لقحت أمانينا بجدوى / أنامله وكانت جد عقم
فتى كرمت خلائقه فقلنا / هي ابن المزن مازح بنت
ثريّ الفخار إذا تسامى / عريّ الجيب من عار وذمِ
تقل الجرد منه خفيف سير / إلى أرض العدو رزينَ حلم
فيدهمهم كما دَهمت سيول / بشقر أعوجيّاتٍ ودهمِ
يحامي ضاربا بسليل برقٍ / ويروي طاعنا بشهابِ رجمِ
يتم وعيده في يوم حرب / تتمة وعده في يوم سلمِ
لقد أحييت يا يحيى المرجّى / رجاي وهمّتي وأمت هِّمي
وصنت قصائد بالبذل حتى / لقد أعنيتها عن قصد فَدمِ
كأني حين أسأله ثراء / أسائل باللوى آثارهم
بنى علياك جاوزت الثريا / فلا هز الزمان لها بهدمِ
لئن حبرت في شعبان مدحا / يسؤ عداك من نثر ونظم
فقبل ملأت أسماع البرايا / بذاك وسمع الشهر الأصمِ
بقيت محسّدا في ظل ملك / يدوم ودولة غراء تُنمي
سقى أيامنا بلوى زرود
سقى أيامنا بلوى زرود / ضحوك البرق صخاب الرعودِ
وحيَّت ثرةً نجداً فأَحيت / ثرى تلك التهائم والنجودِ
ولاعق العقيق ففي حماه / مراد غريرة كالغصن رودِ
كنا فرة الظباء لها لحاظ / تصيد بغنجها صيد الأسودِ
مغان قد عنيت بها زمانا / أعد اليوم منه بألف عيدِ
أروض جموح لهوى في رياض / موشاة الربى وشي البرودِ
تذكرني الثغورَ بها الأقاحي / وذاك الورد توريدَ الخدودِ
فيا وادي الأراك أراك تحكي / ببانك مائسا هيف القدودِ
ويا أطلال رامة لي فؤاد / بريمك جد مؤودٍ عيدِ
أيرجع فيكِ عود الوصل لدنا / وتقضي قبل أن أقضي وعودي
ويصبح عيشنا بذراك غضا / يغض لحسنه نظرا لحسودِ
لئن كان التفرق عن قريب / فشوقي لا يُنادي من بعيدِ
وكيف ولي دموع في حدور / يرقرقها زفير في صعودِ
فاقسم ما على وجدي وجدوى / صلاح الدين يوما من مزيدِ
أخي البأس الشديد إذا تراخت / كماة الحرب والرأي السديدِ
مباح حمى المكارم والأيادي / قلائد جوده في كل جيدِ
تفرج بيضه في كل نقع / ذيول قساطل كالليل سودِ
وتُلفى سمرُه حمراً وِراداً / إذا غشي الوغى بدم الوريدِ
خلي العطف من عجب وتيه / وملء الدرع من كرم وجودِ
يضن بعرضه كرما وطولا / ويسمح بالطريف وبالتليدِ
إلا بأبي خلائقه اللواتي / خلقن أغض من روض مجودِ
وأفعال له ما زال يحيي / بها ميت المكارم وهو مودي
إذا بعد المدى لحق الأعادي / سرى بلوا حق الأقراب قود
وفلل جمعهم بجنود رأي / تزيد على الجحافل والجنودِ
فدم للملك يا غمر الأيادي / طويل الباع ذا عمر مديدِ
إذا عقت أَكف القوم لدنا / بكف منك منعة ولودِ
أريت بها أخا الإعدام بذلا / وجودا ليس يوجد في الوجودِ
وإن كانت عطاياهم نسايا / حصلنا من نداك على نقودِ
حلفت بهن أمثال الحنايا / يبدن البيد بالدأب العتيدِ
وبالبيت العتيق وزائريه / من الآفاق والركن المشيدِ
لقد أصبحت عصمة كل لاج / ونعمة كل راج مستفيدِ
وقد أصلحت يا مسني العطايا / بجودك شأن شاعرك المجيدِ
فلا برحت رباعك فهي فيح / ربيعا للقواصد والقصيدِ
ودمت فما ندى كفيك نزر / ولا تنويل رفدك بالزهيدِ
وهنيت الصيام ولا استحالت / لك الأيام عن حال حميدِ
يمينك إن طرا جدب سحاب
يمينك إن طرا جدب سحاب / وعزمك إن دجى خطب شهابُ
وحلمك إن هفت أحلام قوم / رزين لا توازنه الهضابُ
لقد أضحت مغرِّبة وطورا / مشرقة عطاياك الرغابُ
لك الخلقان ذا شهد وهذا / إذا صابت سماء الحرب صابُ
وهبت تكرما وقتلت حزما / فما يرجى سواك ولا يهابُ
بجود ابن المظفر المرجى / تسهلت المنى وحلا الطلابُ
رفيلي المناسب كسروي / عتاداه الصوارم والعرابُ
هو الملك الذي بندي يديه / ومدحي فيه قد سرت الركابُ
ومشغوف ببذل الرفد صب / فليس لقلبه عنه إنقلابُ
إذا احتقب البخيل الغمر وفرا / فليس له سوى الحمد احتقابُ
وردت بحاره والظمْ ملق / علي جرانه فطمى عبابُ
وشمت بروقه فهمي غمام / أرب على العفاة له ربابُ
له عزم طرير الحد ماض / تلين لبأسه النوب الصعابُ
وجار لا تقاربه الرزايا / وفعل لا يفارقه الصوابُ
ومال لا يرد له مرج / أتاه ولا يرد عليه بابُ
فما مثعنجر بالودق هام / له سح ملث وانسكابُ
صدوق الوعد للبرق ابتسام / بحضنيه وللرعد اصطخابُ
بأندى منه أندية ووجها / وصوب يد لديمتها إنصبابُ
أيا عضد الهدى والدين يا من / يجد ثوابه وبني العقابُ
بربعك تغمر العافي نوالا / وعندك يعمر الأمل الخرابُ
لقد هز الخليفة منك عضبا / نفوس الخالعين له قرابُ
تفل كتائب الاعداء منه / مراسلة تزعزع أو كتابُ
وما هو عنك معتاض بشخص / وهل يغني عن الماء السرابُ
فنصحك لا يخالطه ارتياب / وودك ود صدق لا يشابُ
فدام ودمت للعلياء حتى / يؤوب القارظان ولا إيابُ
وعاد عليك عيدك ما توارى / جبين الشمس وأنهل السحابُ
ولا ضاقت على القصاد يوما / من الدنيا مغانيك الرحابُ
سعى نحوي وبُرد الليل بالي
سعى نحوي وبُرد الليل بالي / فبت من الهموم خلي بالِ
غزال بت أسقى من يديه / سلاف مدامة كدم الغزالِ
شمولي الرضاب إذا تثني / رأيت قضيب بأن في شمالِ
على ورد تلثم أَم شقيق / وعن برد تبسم أم لآلِ
له خال يبي له فؤادي / من الوجد المبرح غير خالي
وخذ لا يزال يلوح غضا / على صفحاته روض الجمالِ
تموج فيه ماء الحسن حتى / غدا كالسيف حودث بالصقالِ
فيا لله هل للصب يوما / مجير من هلال بني هلالِ
أغن مهفهف الكشحين أحوى / شهي الدل موموق الدلالِ
قضيب في مؤزره كثيب / يهيل لها صر هيل الرمالِ
وقفت إليه أشكو سوء حالي / وخصر الأفق بالجوزاء حالي
وقد ظل النسيم الرطب وهنا / يهز فروع بانات وضالِ
أأطلالِ الحمى حيتك عنّا / مع الأسحار أنداء الظلالِ
وإن شح الحيا فسقتك سحا / غيوث الدمع مع مطلقة العزالي
بمثل ندى أبي الفرج المرجَّى / خليل السؤدد الدمث الخلالِ
فتى ما زال مشفوع العطايا / معاد الجود محسود الكمالِ
كريم العود أبلج ذو وعود / حلت وخلت لعاف من مطالِ
وصب بالمكارم مستهام / ببذل الرمد مغرى بالنوالِ
إذا أبطا ندى الأقوام أعطى / وجاد تسرعا قبل السؤالِ
وإن خفت حلومهم وشفت / رجحن له حلوم كالجبالِ
فقد أضحى أعزهم نزيلا / وأشجعهم إذا دعيت نزالِ
يفكِ بجوده العاني وتعنو / لسود طروسه عمر النصالِ
سنى الرفد تمطرنا يداه / سجالا من لهاه على سجالِ
ثمال حيث كل ندى ثماد / وهل يغني الثماد عن الثمالِ
لقد عقمت فما ترجو نتاجا / بمثل سماحه أم المعالي
فتى لصقت مودته بقلبي / لصوق الخمر بالماء الزلالِ
وقفت بربعه فعمرت برا / ولم أسأل محيلا عن محالِ
حسامي إن عراني الخطب درعي / يميني في معاصيه شمالي
يراعي خلتي ويذب عني / وينقع غلتي ويرب حالي
سأكسوه برودا من ثناء / يخلن لحسنهن برود خالِ
ولم لا أنتحيه بسائرات / من الأمثال معوزة المثالِ
عبيد الله يا مسدي الأيادي / رجاؤك موئلي ونداك مالي
لك المنن الجسيمات اللواتي / وسمت بهن أعناق الرجالِ
فدمت على ممر الدهر تبقى / بقاء لا يجيب إلى زوالِ
وعاد إليك عيدك كل عام / بأيمن طالع وأجل فالِ
سلام المزن أبلغ من سلامي
سلام المزن أبلغ من سلامي / على ربع بعلوى الشآمِ
كأني حين أذكره نزيف / تميل بعطفه كأس المدامِ
ضمنت له عن الأجفان دمعا / يبخل عنده جود الغمامِ
الأهل لي بعرصتيه وقوف / إبل به على ظمأ أوامي
وهل أشفى بتقبيلي رغاما / عليه صبابتي وبه غرامي
واسمع في مغانيه عتابا / تحل رقاه أطواق الحمام
كأني ما سحبت رداء لهو / ولا أمسيت جني العرامِ
ولم أتناول الصهباء يسعى / بها خنث الشمائل والقوامِ
على فضي ماء ذهبته / بروق الغيم بكرة يوم رامِ
وبتنا في رداء من عفاف / يشف وفي لثام من لثامِ
نخاف الصبح أن يغشى فيبدو / تمسكنا بمسكي الظلامِ
لقد ألف العواذل فيك لومي / وألفَوا منه عاما بعد عامِ
غراما لا يلم به سلو / وصبا لا يصب إلى ملامِ
كأن البينَ أصبح مستهاما / بتعذيب المحب المستهامِ
فلا وجد سوى وجدي بليلى / ولا مجد كمجد ابن الدوامي
كريم العود مشفوع العطايا / معاد الجود مشهود المقام
رأى طمأى فأوردني نداه / على بحر من الإحسان طامي
فهنا أنا ذا أُحدث عنه دهري / بلا حرج وأصدق في كلامي
كريم راح في الكرماء فذا / ببذل الرفد والمنن التؤامِ
تراه إذا تشاجرت العوالي / وطاش الحلم أثبت من شمامِ
تواضع رفعة وسما علاء / بجود ماله فيه مسامي
له خلق كروض الحزن راضت / نواحيه أهاضيب الرهامِ
ورأى لم يزل أقضى وأمضى / وأحسم في الخطوب من الحسامِ
جزيل العرف لم يعرف بنكر / يشان به ولم يقرف بذامِ
يهم فلا يقصر عن مراد / وتلك سجية الخرق الهاممِ
وسيم مثل صدر السيف طلق / أشم الباع والعرنين سامي
فمطعام إذا ما الجار أكدى / وجب المحل أسنمة السوامِ
وواهبها كأمثال النعامى / لمعتر وراتكة النعامِ
عبيد الله دمت فأنت أوفى / بني الدنيا بعهد أو ذمامِ
وأحزم من يجول غداة حرب / على عبل الشوى قلق الحزامِ
فداؤك من إذا أعطى عطاء / فذلك رمية من غير رامِ
إذا أبدى التجهم عند رفد / فما يرجى من الغيم الجهامِ
ليهنك يا حليف الجود عيد / حدا بسعوده شهر الصيامِ
خلصت بفعلك المقبول فيه / نقي الجيب من دنس الأثامِ
فحاط الله منك أَغربِرّاً / وناطلك السعادة بالدوامِ
تهنَّ بغرة العام الجديد
تهنَّ بغرة العام الجديد / ودم من كل خير في مزيدِ
رأيتك أبسط الكرماء باعا / وأنجزهم لوعدِ أو وعيدِ
لقد أصبحت نقمة كل عات / ونعمة كل عاف مستفيدِ
فلا برحت رباعك آهلات / ملاذ مؤمل وحمى طريدِ
عقيد الجود أنت بغير شك / فلا عدم ارتياحك من عقيدِ
لقد قربت بالإحسان ممن / يؤمّك مطلب الأمل البعيدِ
فجودك جود متلاف وهوب / وعودك حين تفخر خير عودِ
ورأيك مشرق كالشمس يجلو / دجى نوب من الحدثان سودِ
ألا بأبي خلائقك اللواتي / خلقن أغض من روض مجودِ
وحسن شمائل لطفت فزينت / بما توليه من كرم وجودِ
بذلت لنا لهاك وما طريف / حباؤل بالطريف وبالتليدِ
لقد شتت شمل العدم فينا / وأظهرت السماح إلى الوجودِ
فكم ضبع جعلت الليث طمعا / لديه بثعلب الرمح المبيدِ
وكم بيض أعدت غداة حرب / ورادا لونها بدم الوريدِ
فيا عضد الهدى والدين حقا / لقد احبيت آمال الوفودِ
ذكور أنت للمعروف يسدي / وناس للضغائن والحقود
إذا عقمت أكف القوم لذنا / بكف منك للنعمى ولودِ
وإن كانت عطاياهم نسايا / حصلنا من نداك على نقودِ
فخذ من جوهر الألفاظ نظما / كوشي الزهر أو وشي البرودِ
أرق من الدموع دموع صب / وفي الإيراد من ورد الخدودِ
فلست تزال ذا بر جديد / ولست أزال ذا شكر جديد
بقيت محسد العلياء تفني / عصور الدهر بالعمر المديدِ