القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 3
دعا فأجابه الدمع العصيُّ
دعا فأجابه الدمع العصيُّ / غداة سرت بمن يهوى المطيّ
وبان الصبر عنه والتأسي / فبان بدمعه السر الخفيّ
أخو سقم براه الشوق حتى / ألبّ بقلبه الداء الدويّ
غدا غرضا لسهم البين حتى / رمته من رزاياه قسيّ
ومعتدل يجور على ضعيف / ولا عدل إذا جار القويّ
ويأنفُ أن أكون له محبّا / ويغضب جاهدا وأنا رضيّ
سطا وسلاحه قدّر شيق / بصول به وطرف با يليّ
فذاك القدّ أسمر سمهريّ / وذاك اللحظ أبيض مشرفيّ
جنى طرفي فعذّب بالتجني / فؤادي وهو من جرم عريّ
لئن خان العهود وصدّ تيها / فقلبي في محبّته وفيّ
ومما زاد بثي واكتئابي / مطوقة لها قلب شجيّ
إذ أناحت على عند بات بان / تبين سرّ دمعيَ الخفيّ
وهل يطيع ذو البث اكتتاما / وشى بغرامه جمر ذكيّ
سقاه الحب كأس الحب صرفاً / ففي أحشائه لهواهُ ريّ
وكيف يروم وصلا واقترابا / محبّ حبه النائي القصيّ
له من حر لوعته رقيب / ومن زفراته واش غريّ
ألا يا جيرة الحدباء قلبي / بودّكم وإن تناؤوا مليّ
لئن فارقتكم كرها فقلبي / لكم طوع بحبّكم حفيّ
وما فارقت قومي إن رآني / بعين رضىً أبو حسن عليّ
مليكٌ وعرّت سهل المعالي / يداه فجود راحته الأتيّ
به غفرت إساآت الليالي / وراح يجيدها منه حليّ
وأثل مجده حتى تساوى ال / عليم بما يشيد والغبيّ
ردى وندى بكفيه فهذا / لشانيه وفاز بذا الوليّ
فكلّ أريحي يوم سلمٍ / وقلب في الكريهة اصمعيّ
جلا صدأ المماليك باعتزامٍ / له في كل فادحة مضيّ
فقوك فيصل ونهىً تناهى / لغايته ورأي لوذعي
على دقّت عن الأفهام حتى آس / توى منها المبلّد والذكيّ
إذا ما الحرب جاشت جانباها / فمنه لأهلها الموت الوحيّ
وإن صلّ المهنّد في يديه / بها صلى لهيبته الكميّ
حمى وهمى بجود وانتقام / فوجه الدين والدنيا بهيّ
فعزّ الدين وهوله ولي / كعزّ الأرض وهو لها وليّ
تؤثّل مجدهُ جردُ المذاكي / غداة الروع لا النشر الذكيّ
أيا ملكا مطاولهُ قصيرٌ / ويا سيفا مضاربه عييّ
لقد طابت فروعك في المعالي / وشاهد طيبها الأصل الزكيّ
إليك ترحّلي وبك اعتلاقي / وبابك مقصدي الرحب الدنيّ
فإن أظفر بما أمّلت منكم / جلا وجه الدنا فضلي الجليّ
فقلّدني مهمّا واتخذني / صفيّا إنني نعم الصفيّ
وكان الدهر قبلك بي جموحا / فعاودوا هولي طوع رحيّ
قتاب الخطب عني اليوم ناب / وسوء الدهر في حقي سويّ
تهنّ بعندة العيد المهنّى / بمجدك إذ له الخطّ الوفيّ
فلا عدمت مغانيك التهاني / ودام لمجدكَ الجدّ العليّ
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ
وداعاً أيّها القلبُ الحزينُ / وصبراً كل مقضيّ يكون
ولا تجزع إذا فارقت إلفا / نأى وأبانه الزمن الخؤون
سيبدلك اجتماعا بعد بي / فعقبى كل تحريك سكون
جمال الدين إن تبعد فنومي / حكاك فليس تعرفه الجفون
فنار البين تضرم في فؤادي / ودمعي تستهلّ به الشؤون
وددت فراق روحي عن فراقي / لشخصك كان إذ روحي تهون
خلوت وقد رحلت من العطايا / فدهري ليس لي منه مُعين
واضحت أربع الجدباء قفرا / من العلياء فالأيام جون
ومن لم يبك بعدك لاسقاه / من النعماء مدراء هتون
ولو إني استطعت صحبت سعيا / ركابك إنّني بكم قمين
عمرت بجود كفّك في فؤادي / وداداً لا تغيّرهُ الشؤون
وأرغمت الأعادي بالعطايا / فشكري عند جودكم رهين
فما أرجو سواك ومن أرجي / وكل فتى بما يحوي ضنين
ورأفيك في ملمات الرزايا / إذا ما أعضلت رأيٌ رصين
فما لك مشبه والخلق كلّ / لكلّ منهم أبدا قرينُ
ومن يأتي بأجدادٍ كرامٍ / وجدّك أحمد الثقة الأمين
هدى للحقّ هذا الخلق طرّا / نبيّ اللّه والسر المصون
وحيدر والبتول الطهر حقّا / هما أبواك والنبأ المبين
نجوت بهم ففي الأولى ملاذ / وفي الأخرى همُ السبب المتين
ومن يفخر بفوة في البرايا / فخرت وعند همّتك الفنونُ
ولم تسمع بمثلكم البرايا / ولم تنظر شبيهكمُ العيونُ
ومن ذا يستطيع لكم مديحا / إذا ذكرته ياسينُ دنونُ
جمال الدين إن حاولت شيئاً / من الأشياء فاطلبه يكون
وأنّى أمّ عزمكم مكانا / فسهل الأرض دونك والحزون
كأنّ لكم على الأقدار حكما / مطاعا أو لكم منها يمين
أقام نداك سوقا للمعالي / وأنباء الزمان له زبون
ولولا جود كفّك لم تصدّق / من العافين في الدنيا ظنون
أودعكم وأودعكم فؤاداً / لودّك لا يضيع ولا يخون
وقال الله حادثة الليالي / ولا برحت لك الدنيا تعين
فلم يأت الزمان لكم بمثلٍ / ولا يأتي به من بعد حينُ
هناءً أيها الملك السعيد
هناءً أيها الملك السعيد / توافت في إرادتك السعود
تجدّد منك أثواب المعالي / ومجدك بن مناقبه جديد
لكم من كل مكرمة طريق / وفيكم كل معروف تليد
فإعدام الفتى عدم حقيق / وجودكم لمن يعفو وجود
أأحمد إن حمدت بكل قول / ففعلك بالذي تولي حميد
بنيت على على الجوزاء حقا / له يعنو بناظره الحسود
ومن ذا يستطيع لكم مراما / إلى العليا وشأوكم بعيد
وما يحوي المدائح فيك شعر / ولا يحصي منافيك العديد
ولو جاز الخلود لنفس حي / من الدنيا لحقّ لك الخلود
وإني عبد عبدك غير شك / وكل الناس لي طرّا عبيد
وقلبي قد أحطت به اختباراً / بودٍّ لا يكدّره الصدود
أبا أسد الدنا والدين طرّاً / ومَن دانت لهيبته الأسود
إلى جدوال أضحى الناس صورا / وشخصك قبلتي ولك السجود
ولما جاء من غيري قصيد / وما وافى لكم مني قصيد
نظمت من البديهة سمط در / ولم يصلح له إلاك جبد
ولما كنت في شعري مجيدا / أنصّ لمدحني ملك مجيد
وما ألم ألم بكم فعادت / له الأيام وهي لذاك سود
ويا فرح الأنام له بعيد / ولكن السلامة منك عيد
هنيئا للبرية منك ملك / فريد جوده أبدا فريد
إذا انطقت معاليه بوصفٍ / ومكرمة له خرسَ الوفود
وإن بدأت يمين يديه جودا / فإن شماله حقا تعيد
فلا زالت عطاياكم سجاما / سجاياكم أبدا شهود
ودمت موفّقا في كل أمر / فأنت بكل ما تأتي حميد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025