المجموع : 49
سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا
سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا / قِفُوا شيئاً فَساروا حَيثُ شَاؤُا
وما عَطَفُوا عَليَّ وَهُمْ غُصُونٌ / ولا التفتُوا إليَّ وَهُمْ ظِباءُ
كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها
كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها / وأَوْرَدَ عَدْلُهُ ذِيباً وشَاءَ
وأَظهرَ فيهِ سِرّاً من عليّ / أَضاءَ لنا ومَنْ يُخفِي ذُكاءَ
ولم نَعْجَبْ لِفَيْضِ النِّيلِ أَنّي / وإبراهيمَ عَلَّمَهُ الوَفاءَ
أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ
أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ / يُجيبُ نَداكَ مِن قَبْلِ النِّداءِ
لَقَدْ بَرَدَ الهواءُ عَلَيَّ فارحَمْ / فَما حالُ السِّراجِ مَعَ الهَواءِ
بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ
بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ / هُمَا تَشْرِيفُ مُلْككَ والشِّفاءُ
فَبُرْدٌ أَنتَ تُبليهِ وبُرْدٌ / لَهُ فَتَملُّهُ ولَكَ البَقَاءُ
وَسَهَّلَ حَظُّهُ رِزْقاً عَسِيراً
وَسَهَّلَ حَظُّهُ رِزْقاً عَسِيراً / أراحَ بهِ فُؤَادِي مِن عَنَائِه
وعَادَ ليَ الرِّصَاصُ بهِ لُجيناً / فَأَصَلُ سَعَادتي مِن كيميائِه
أرَى إنجازَ وَعدِكَ قَدْ تَمادَى
أرَى إنجازَ وَعدِكَ قَدْ تَمادَى / وَطَالَ مَغِيبُهُ فَمَتَى اللِّقاءُ
وَمَازالتْ وُعودُكَ كالأعادِي / قِصَارَ العُمْرِ دامَ لَكَ البَقاءُ
وَذِى رَمَدٍ ثَناني دُونَ سَعْىٍ
وَذِى رَمَدٍ ثَناني دُونَ سَعْىٍ / لِبابِكَ بالثَّناءِ وبالهَنَاءِ
وأَرجو أَنْ يَعُودَ ضِياءُ عَيني / لَها فَيُمدَّها نُورُ الضِّياءِ
أَموْلانا ضِياءَ الدِّينِ دُمْ لي
أَموْلانا ضِياءَ الدِّينِ دُمْ لي / وَعِشْ طولَ الزَّمانِ بلا انتِهاءِ
فَلَولا أَنتَ ما أَغْنَيْتُ شَيئاً / وَمَا يُغْني السِّراجُ بِلا ضِياءِ
قَطَائِفُكَ التي رَقّتْ جُسُوماً
قَطَائِفُكَ التي رَقّتْ جُسُوماً / لِمَا ضِغها كَما فَتَّتْ قُلُوبَا
كَغْيمٍ رَقَّ لِكِنْ فِيهِ قَطرٌ / غَدَا المَرْعَى الجَدِيبُ بِهِ خَصيبَا
فَجَاءَتْ وَهْيَ غَرْقَى راسِباتٌ / وَلَمْ تُنْكَرْ مَعَ الغرَقِ الرُّسُوبَا
لَئِنْ رَقّتْ لابِسُها وَحَلَّتْ / لِعِظْمِ مَحَلِّها الصَّدْرَ الرَّحِيبَا
مَدَحْنَاهُمْ بِسُحْتٍ عَن
مَدَحْنَاهُمْ بِسُحْتٍ عَن / مُحَالٍ وَاهِيَ السَّبَبِ
فَإنْ تَسْأَلْ بِنَاوَبِهِمْ / وَصلانا هُمْ مِن العَجَبِ
فَأَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ / وَسَمَّاعُونَ لِلكَذِبِ
نأَى بي عَن موارِدِهِ زَمَاني
نأَى بي عَن موارِدِهِ زَمَاني / فَأَرْسَلَ لي نَداهُ مَعَ السَّحَابِ
وَلَمْ أَرَ قَبْلَ جُودِ يَدَيْهِ جُوداً / أتَاني طَارِقاً بِالخَيْرِ بَابي
وَكانَ الفَأْرُ فارَ قَنَا وَغَنَّى / بِرَغْمِي عَن مُنازَلتي اغْتِرابي
وَكَيفَ يُقِيمُ في بَيْتٍ طَوَانا / طَوَانا عِنْدَهُ طَيَّ الكِتابِ
وَيَحْسِبُنا فَوارِسَ إذْ يَرانا / بِسَاحتهِ نَحُومُ علَى اللُّبَابِ
وَقَدْ بَعَثَ الأَمِيرُ لَنَا مُغَلاًّ / بِهِ قَدْ فَكَّ أَغْلالَ الرِّقَابِ
وَلَمَّا غَابَ شَمْسُ الدِّينِ عَنّي / دَعَاني الظَّنُّ فِيهِ لارْتيابي
وَبِتُّ أَقُولُ قَمحٌ أمْ شَعيرٌ / فَبادَرَني عَطَاؤُكَ بِالجَوَابِ
وَجَاءَ البِرُّ بُرّاً لُؤْلُؤياً / يُباهِي العِقْدَ في جِيدِ الكَعَابِ
فَزارَ الضيَّفُ بَعْدَ جَفاءِ رَبْعي / وَأَيْقَنَ طَارِقي خِصْبَ الجَنابِ
يَرُومُ حَياتَهُ مَابَيْنَ قَوْمٍ
يَرُومُ حَياتَهُ مَابَيْنَ قَوْمٍ / لِقَاءُ المَوْتِ عِنْدَهُمُ الأَدِيبُ
وَرَبُّ الشِّعْرِ مَمْقُوتٌ بَغِيضٌ / وَلَوْ وَافَى بهِ لَهُمُ حَبِيبُ
وَمُتَّصِلُ الجِدالِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَمُتَّصِلُ الجِدالِ بِغَيْرِ عِلْمٍ / جَهُولٌ بِالسُّؤَالِ وَبِالجَوابِ
يَكُونُ مَعِي الصَّوابُ وَلَمْ يُسَلِّمْ / وَلَوْ أَنّي يَكونُ مَعِي الصَّوابي
وَعَيْشِكَ لَمْ أَكَدْ أَسلُوهُ كَبْشاً
وَعَيْشِكَ لَمْ أَكَدْ أَسلُوهُ كَبْشاً / يَطُولُ عليهِ نَوْحِي وانتِحابي
وَقَدْ أَعْلنتُهُ عَلَفاً تَماماً / فَحَاوَلَ شَحْمُهُ شَقَّ الوِهابِ
فَهَدّوا حَائِطاً أَخَذوهُ مِنهُ / وَعَنْهُ يَضِيقُ مُشْكلُ كُلِّ بَابِ
فَإِنْ لَمْ أُوتِ مِن ذَنْبٍ فَإنّي / أَمِنتُ من الكِلابِ بَني الكِلابِ
وحَظّي قَدْ كَبَابي دُونَ حَظِّي / بِعِيدِ النَّحْرِ مِن أَكْلِ الكَبابِ
فَأَنعشَهُ الوَزيرُ فَقامَ يَسعَى / بِكَبْشٍ خُلِّقَتْ مِنهُ رِحَابي
أَتَاجَ الدِّينِ كُنْتَ مَحَلَّ قَصْدِي
أَتَاجَ الدِّينِ كُنْتَ مَحَلَّ قَصْدِي / لِمَن كَفَلَ النَّجاحَ لِكُلِّ رَاجِ
جَعَلْتُكَ لي السَّفِيرَ إلى وَزِيرٍ / إلى مَعْناهُ يَلْجَأُ كُلُّ لاجِ
عَروسٌ أَنتَ أَوْلَى مَن جَلاها / وَهَلْ تُجْلَى العَروسُ بِغَيْرِ تَاجِ
وَقَدْ أَرسَلْتُها عذْراءَ بِكْراً / لِكُفءٍ وَجْهُهُ يَجلُو الدَّياجي
بِكُتْبِكَ رَاجَ لي أَمَلي وَقَصْدِي
بِكُتْبِكَ رَاجَ لي أَمَلي وَقَصْدِي / وَفي يَدِكَ النَّجاحُ لِكُلِّ رَاجِ
وَلولا أَنتَ لَمْ يُرْفَعْ مَنَارِي / وَلا عَرَفَ الوَرَى قَدْرَ السِّراجِ
كَمالَ الدِّينِ صَفحاً عَن مُسِئٍ
كَمالَ الدِّينِ صَفحاً عَن مُسِئٍ / عَديمِ الصَّبْرِ مُنْحَرِفِ المِزاجِ
فَسَامِحْني على مَا كانَ مِنّي / فَمَا تَخْفاكَ لَبْلَبةُ السِّرَاجِ
بَهَاءَ الدِّينِ والدُّنيَا هَنَاءٌ
بَهَاءَ الدِّينِ والدُّنيَا هَنَاءٌ / بِعِيدٍ طَيْرُ أَسْعَدِهِ سَوَانِحْ
نَدَاكَ بهِ نَواحِرُ لِلضَّحَايَا / وَسَعْدُكَ فِيه لِلأعْداءِ ذَابِحْ
وَاهْنَأْ بِعِيدِكَ خَاضِباً
وَاهْنَأْ بِعِيدِكَ خَاضِباً / بِالجَزْرِ أَفْنِيةَ البِطاحِ
بِصَوَارِمٍ مِثُلِ الشَّقي / قِ جَعَلْتَها بَعْدَ الأَقَاحِي
وَمِيضُ البَرْقِ أَمْ ثَغْرٌ يَلُوحُ
وَمِيضُ البَرْقِ أَمْ ثَغْرٌ يَلُوحُ / وَنَشْرُ المِسْكِ أَمْ شَنَبٌ يَفوحُ
أعَاذِلُ قَدْ نَصَحْتَ وَلَيْسَ وَجْدِي / بِوَجْدٍ يُسْتَشَارُ لَهُ نَصِيحُ
أَيَخْرِقُ خَدَّهَا مِنّي خَيَالاً / كَلِيمَ القَلْبِ نَاظِرُهُ الذَّبِيحُ
مَذَقْتُ الدَّمعَ بِالدَّم في هَواها / وَخَلْفَ مَدَامِعِى وِدٌّ صَرِيحُ
وَلَسْتُ أَعَافُ وِرْدَ الموتِ فيها / وَمَعْرُوفُ ابن عِيسَى لي مَسِيحُ
إذا اسْتَنجَدْتَ مِقْداماً لأَمْرٍ / فَنَمْ والخَطْبُ نَاظِرُهُ طَمُوحُ
يُعَاقِبُ مَالَهُ مِن غَيْرِ جُرْمٍ / وَعَمَّا يَجْرِمُ الجَاني صَفُوحُ
فَحَرْسُ المَالِ يَشكي مِن يَدَيهِ / وَلا عَتْبٌ علَى شَاكٍ يَصيِحُ
لِعزِّ الدِّينِ مِقْدامِ بنِ عِيسى / خَلائِقُ كُلُّها حَسَنٌ مَلِيحُ
سُكُونٌ يَرْجَحُ الأجبالَ وَزْناً / وَمَيَّادٌ إذا تُلِيَ المَدِيحُ
غدا تَعِباً بِأَعْباءِ المَعَالي / وَمَا حَمَلَ المَعَالي مُسْتَرِيحُ
يَشِحُّ بِعِرضهِ ويَدُرُّ جُوداً / أَلا يَا حَبَّذا السَّمْحُ الشَّحِيحُ